تشجع، فيهوه هو معينك
‹تَشَجَّعْ جِدًّا وَقُلْ: «يَهْوَهُ مُعِينِي»›. — عب ١٣:٦.
١، ٢ أَيَّةُ تَحَدِّيَاتٍ يُوَاجِهُهَا ٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلْمُهَاجِرِينَ حِينَ يَرْجِعُونَ إِلَى مَوْطِنِهِمْ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
يَتَذَكَّرُ إِدْوَار: * «حِينَمَا كُنْتُ فِي بَلَدٍ أَجْنَبِيٍّ، كُنْتُ أَتَوَلَّى مَسْؤُولِيَّةً كَبِيرَةً فِي عَمَلِي وَأَكْسِبُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمَالِ. وَلٰكِنْ عِنْدَمَا بَدَأْتُ بِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَعَ شُهُودِ يَهْوَهَ، أَدْرَكْتُ أَنَّ هُنَالِكَ مَسْؤُولِيَّةً أَهَمَّ بِكَثِيرٍ، وَهِيَ أَنْ أَعْتَنِيَ بِعَائِلَتِي رُوحِيًّا وَلَيْسَ مَادِّيًّا فَقَطْ. لِذٰلِكَ، رَجَعْتُ إِلَى مَوْطِنِي». — اف ٦:٤.
٢ عَرَفَ إِدْوَار أَنَّهُ أَرْضَى يَهْوَهَ بِعَوْدَتِهِ إِلَى عَائِلَتِهِ. وَلٰكِنْ كَانَ عَلَيْهِ، مِثْلَ مَارِلِينَ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، أَنْ يَبْدَأَ بِإِصْلَاحِ عَلَاقَتِهِ بِعَائِلَتِهِ. كَمَا كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَكْسِبَ مَا يَكْفِي مِنَ ٱلْمَالِ لِيَعْتَنِيَ بِزَوْجَتِهِ وَبَنَاتِهِ ٱلثَّلَاثِ. فَكَيْفَ عَسَاهُ يَقُومُ بِذٰلِكَ؟ وَأَيَّةُ مُسَاعَدَةٍ يُمْكِنُ أَنْ تَمْنَحَهَا ٱلْجَمَاعَةُ لِأَشْخَاصٍ، كَإِدْوَار، مَسْؤُولِينَ عَنْ إِعَالَةِ عَائِلَتِهِمْ؟
إِصْلَاحُ ٱلْعَلَاقَةِ بِٱلْعَائِلَةِ وَتَقْوِيَتُهُمْ رُوحِيًّا
٣ كَيْفَ يُؤَثِّرُ غِيَابُ أَحَدِ ٱلْوَالِدَيْنِ عَلَى ٱلْأَوْلَادِ؟
٣ يَعْتَرِفُ إِدْوَار: «عَرَفْتُ أَنَّنِي كُنْتُ قَدْ أَهْمَلْتُ بَنَاتِي حِينَ كُنَّ فِي أَمَسِّ ٱلْحَاجَةِ إِلَى إِرْشَادِي وَحَنَانِي. فَأَنَا لَمْ أَكُنْ إِلَى جَانِبِهِنَّ لِأَقْرَأَ لَهُنَّ رِوَايَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، أُصَلِّيَ مَعَهُنَّ، أَحْضُنَهُنَّ، وَأُلَاعِبَهُنَّ». (تث ٦:٧) تَتَذَكَّرُ ٱبْنَتُهُ ٱلْكُبْرَى آنَا: «أَشْعَرَنِي عَدَمُ وُجُودِ أَبِي مَعَنَا فِي ٱلْبَيْتِ بِعَدَمِ ٱلْأَمَانِ. وَعِنْدَمَا عَادَ إِلَيْنَا، لَمْ نَكُنْ نَعْرِفُ إِلَّا وَجْهَهُ وَصَوْتَهُ. لِذَا، لَمْ أَشْعُرْ بِٱلرَّاحَةِ عِنْدَمَا ضَمَّنِي إِلَى صَدْرِهِ».
٤ كَيْفَ يُؤَثِّرُ غِيَابُ ٱلزَّوْجِ فِي مَقْدِرَتِهِ عَلَى إِتْمَامِ دَوْرِهِ كَرَأْسِ عَائِلَةٍ؟
٤ كُلَّمَا طَالَ غِيَابُ ٱلْوَالِدِ عَنِ ٱلْبَيْتِ، صَعُبَ عَلَيْهِ أَكْثَرَ أَنْ يُتَمِّمَ دَوْرَهُ كَرَأْسِ عَائِلَةٍ. تُعَلِّقُ رُوبِي، زَوْجَةُ إِدْوَار: «وَجَبَ عَلَيَّ لَعِبُ دَوْرَيْنِ: دَوْرِ ٱلْأَبِ وَدَوْرِ ٱلْأُمِّ. وَٱعْتَدْتُ عَلَى ٱتِّخَاذِ مُعْظَمِ قَرَارَاتِ ٱلْعَائِلَةِ. لِذٰلِكَ، عِنْدَمَا عَادَ إِدْوَار إِلَى ٱلْبَيْتِ، كَانَ عَلَيَّ أَنْ أَتَعَلَّمَ مَا يَعْنِيهِ حَقًّا ٱلْخُضُوعُ ٱلْمَسِيحِيُّ. وَحَتَّى هٰذَا ٱلْوَقْتِ، يَجِبُ أَنْ أُذَكِّرَ نَفْسِي أَحْيَانًا أَنَّ زَوْجِي مَوْجُودٌ». (اف ٥:
٥ كَيْفَ بَدَأَ أَحَدُ ٱلْآبَاءِ إِصْلَاحَ ٱلضَّرَرِ ٱلَّذِي سَبَّبَهُ غِيَابُهُ، وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟
٥ كَانَ إِدْوَار مُصَمِّمًا عَلَى فِعْلِ ٱلْمُسْتَطَاعِ كَيْ يُصْلِحَ عَلَاقَتَهُ بِعَائِلَتِهِ وَيُقَوِّيَهُمْ رُوحِيًّا. يَقُولُ: «كَانَ هَدَفِي أَنْ أَغْرِسَ ٱلْحَقَّ فِي بَنَاتِي بِٱلْكَلَامِ وَٱلْمِثَالِ، أَنْ أُظْهِرَ بِٱلْأَعْمَالِ أَنِّي أُحِبُّ يَهْوَهَ لَا بِٱلْكَلَامِ فَقَطْ». (١ يو ٣:١٨) وَهَلْ بَارَكَ يَهْوَهُ جُهُودَ إِدْوَار؟ تُجِيبُ آنَا: «إِنَّ ٱلْجُهُودَ ٱلَّتِي بَذَلَهَا لِيَكُونَ أَبًا صَالِحًا وَلِيَقْتَرِبَ إِلَيْنَا جَعَلَتِ ٱلْأَوْضَاعَ تَخْتَلِفُ كَثِيرًا. وَعِنْدَمَا رَأَيْنَاهُ يَبْتَغِي ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ، شَعَرْنَا بِٱلْفَخْرِ. كَانَ ٱلْعَالَمُ يُحَاوِلُ إِبْعَادَنَا عَنْ يَهْوَهَ. وَلٰكِنْ حِينَ رَأَيْنَا وَالِدَيْنَا يُرَكِّزَانِ عَلَى ٱلْحَقِّ، حَاوَلْنَا أَنْ نَحْذُوَ حَذْوَهُمَا. لَقَدْ وَعَدَنَا أَبِي أَلَّا يَتْرُكَنَا مُجَدَّدًا، وَٱلْتَزَمَ بِوَعْدِهِ هٰذَا. وَلَوْ أَنَّهُ لَمْ يَلْتَزِمْ بِكَلَامِهِ، لَكُنْتُ ٱلْيَوْمَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ خَارِجَ هَيْئَةِ يَهْوَهَ».
اَلِٱعْتِرَافُ بِٱلْمَسْؤُولِيَّةِ
٦ أَيُّ دَرْسٍ تَعَلَّمَهُ بَعْضُ ٱلْوَالِدِينَ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ؟
٦ تُظْهِرُ بَعْضُ ٱلِٱخْتِبَارَاتِ أَنَّهُ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ فِي دُوَلِ ٱلْبَلْقَانِ، كَانَ أَوْلَادُ شُهُودِ يَهْوَهَ سُعَدَاءَ رَغْمَ ظُرُوفِ ٱلْحَيَاةِ ٱلصَّعْبَةِ. وَلِمَاذَا؟ لِأَنَّ ٱلْوَالِدِينَ لَمْ يَتَمَكَّنُوا مِنَ ٱلذَّهَابِ إِلَى ٱلْعَمَلِ، بَلْ بَقُوا فِي مَنَازِلِهِمْ يَدْرُسُونَ مَعَ أَوْلَادِهِمْ، يُلَاعِبُونَهُمْ، وَيَتَحَدَّثُونَ إِلَيْهِمْ. فَمَا ٱلدَّرْسُ ٱلَّذِي يَسْتَمِدُّهُ ٱلْوَالِدُونَ مِنْ هٰذَا ٱلْمِثَالِ؟ اَلْأَوْلَادُ بِحَاجَةٍ إِلَى وُجُودِ وَالِدِيهِمْ إِلَى جَانِبِهِمْ أَكْثَرَ مِنْ حَاجَتِهِمْ إِلَى ٱلْمَالِ أَوِ ٱلْهَدَايَا. حَقًّا، يَحْصُلُ ٱلْأَوْلَادُ عَلَى فَائِدَةٍ كَبِيرَةٍ مِنْ نَيْلِ ٱلِٱهْتِمَامِ وَٱلتَّدْرِيبِ ٱلْأَبَوِيَّيْنِ. — ام ٢٢:٦.
٧، ٨ (أ) أَيُّ خَطَإٍ يَرْتَكِبُهُ بَعْضُ ٱلْوَالِدِينَ ٱلَّذِينَ رَجَعُوا إِلَى مَوْطِنِهِمْ؟ (ب) كَيْفَ يُسَاعِدُ ٱلْوَالِدُونَ أَوْلَادَهُمْ أَنْ يَتَغَلَّبُوا عَلَى ٱلْمَشَاعِرِ ٱلسَّلْبِيَّةِ؟
٧ مَعَ ٱلْأَسَفِ، يَنْفَعِلُ بَعْضُ ٱلْوَالِدِينَ ٱلَّذِينَ رَجَعُوا إِلَى مَوْطِنِهِمْ عِنْدَمَا يُعَامِلُهُمْ أَوْلَادُهُمْ بِٱسْتِيَاءٍ أَوْ لَامُبَالَاةٍ. فَقَدْ يَقُولُ ٱلْوَالِدُ لِوَلَدِهِ: ‹كَيْفَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَكُونَ نَاكِرًا لِلْجَمِيلِ بَعْدَ كُلِّ مَا فَعَلْتُهُ مِنْ أَجْلِكَ؟!›. لٰكِنَّ ٱلْحَقِيقَةَ هِيَ أَنَّ مَوْقِفَ ٱلْوَلَدِ ٱلسَّلْبِيَّ يَرْجِعُ بِمُعْظَمِهِ إِلَى غِيَابِ وَالِدِهِ. فَكَيْفَ يُصْلِحُ ٱلْوَالِدُ ٱلْمَسْأَلَةَ؟
٨ عَلَيْكَ أَنْ تَطْلُبَ مُسَاعَدَةَ يَهْوَهَ كَيْ يَجْعَلَكَ أَكْثَرَ تَعَاطُفًا مَعَ عَائِلَتِكَ. ثُمَّ عَلَيْكَ أَنْ تَعْتَرِفَ لَهُمْ بِأَنَّكَ تَتَحَمَّلُ جُزْءًا مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةِ. وَقَدْ يُسَاعِدُكَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ تَقْدِيمُ ٱعْتِذَارٍ صَادِقٍ. وَحِينَ يُلَاحِظُ رَفِيقُ زَوَاجِكَ وَأَوْلَادُكَ أَنَّكَ تُحَاوِلُ بِٱسْتِمْرَارٍ إِصْلَاحَ ٱلْأُمُورِ، سَيَشْعُرُونَ بِأَنَّكَ صَادِقٌ مَعَهُمْ. وَبِٱلتَّصْمِيمِ وَٱلصَّبْرِ، يُمْكِنُكَ ٱسْتِعَادَةُ مَحَبَّةِ عَائِلَتِكَ وَٱحْتِرَامِهَا لَكَ تَدْرِيجِيًّا.
‹إِعَالَةُ ٱلْمَرْءِ خَاصَّتَهُ›
٩ لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نَكُونَ قَانِعِينَ بِمُسْتَوَى مَعِيشَتِنَا؟
٩ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّهُ حِينَ لَا يَسْتَطِيعُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُسِنُّونَ إِعَالَةَ أَنْفُسِهِمْ، يَجِبُ عَلَى ٱلْأَوْلَادِ ١ تيموثاوس ٥:
١٠ لِمَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ تَجَنُّبُ ٱلْوُقُوعِ فِي ٱلدَّيْنِ؟
١٠ يَعْرِفُ يَهْوَهُ أَنَّنَا بِحَاجَةٍ إِلَى بَعْضِ ٱلْمَالِ. لٰكِنَّ ٱلْمَالَ لَا يُمْكِنُهُ أَنْ يَحْمِيَنَا وَيَدْعَمَنَا كَمَا تَحْمِينَا وَتَدْعَمُنَا ٱلْحِكْمَةُ ٱلْإِلٰهِيَّةُ. (جا ٧:١٢؛ لو ١٢:١٥) فَكَثِيرُونَ لَا يُدْرِكُونَ كَمْ سَيَدْفَعُونَ ٱلثَّمَنَ غَالِيًا بِسَفَرِهِمْ إِلَى ٱلْخَارِجِ لِلْعَمَلِ. وَلَيْسَ هُنَاكَ مَا يَضْمَنُ أَنَّهُمْ سَيَجْنُونَ ٱلْمَالَ عِنْدَمَا يَصِلُونَ ٱلْبَلَدَ ٱلْمَنْشُودَ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، إِنَّ خُطْوَةً كَهٰذِهِ هِيَ فِي غَايَةِ ٱلْخُطُورَةِ. فَكَمْ مِنْ مُهَاجِرِينَ رَجَعُوا إِلَى مَوْطِنِهِمْ مَعَ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلدُّيُونِ! وَعِوَضَ أَنْ يَصِيرُوا قَادِرِينَ عَلَى زِيَادَةِ خِدْمَتِهِمْ لِلهِ، ٱنْتَهَى بِهِمِ ٱلْأَمْرُ إِلَى خِدْمَةِ دَائِنِيهِمْ. (اقرإ الامثال ٢٢:٧.) فَمِنَ ٱلْحِكْمَةِ تَجَنُّبُ ٱلْوُقُوعِ فِي ٱلدَّيْنِ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ.
١١ كَيْفَ يُسَاعِدُ وَضْعُ مِيزَانِيَّةٍ ٱلْعَائِلَاتِ عَلَى ٱلتَّقْلِيلِ مِنَ ٱلْمَصَارِيفِ؟
١١ عَرَفَ إِدْوَار أَنَّ عَلَيْهِ ٱلِٱنْتِبَاهَ لِلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي يُصْرَفُ بِهَا ٱلْمَالُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُنْجِحَ قَرَارَهُ بِٱلْبَقَاءِ مَعَ عَائِلَتِهِ. فَوَضَعَ مَعَ زَوْجَتِهِ مِيزَانِيَّةً تَتَضَمَّنُ حَاجَاتِ ٱلْعَائِلَةِ ٱلْأَسَاسِيَّةَ. نَتِيجَةَ ذٰلِكَ، لَمْ يَعُدْ فِي وِسْعِهِمْ شِرَاءُ مَا ٱعْتَادُوا أَنْ يَشْتَرُوهُ فِي مَا مَضَى. لٰكِنَّ ٱلْجَمِيعَ تَعَاوَنُوا سَوِيًّا وَلَمْ يُنْفِقُوا ٱلْأَمْوَالَ عَلَى غَيْرِ ٱلضَّرُورِيَّاتِ. * يَقُولُ إِدْوَار: «مَثَلًا، أَخْرَجْتُ بَنَاتِي مِنَ ٱلْمَدَارِسِ ٱلْخَاصَّةِ وَأَدْخَلْتُهُنَّ مَدَارِسَ رَسْمِيَّةً لَهَا صِيتٌ جَيِّدٌ». كَمَا صَلَّى هُوَ وَعَائِلَتُهُ كَيْ يَجِدَ عَمَلًا دُنْيَوِيًّا لَا يَتَعَارَضُ مَعَ رُوتِينِهِمِ ٱلرُّوحِيِّ. فَكَيْفَ ٱسْتَجَابَ يَهْوَهُ لِصَلَوَاتِهِمْ؟
١٢، ١٣ كَيْفَ أَعَالَ إِدْوَار عَائِلَتَهُ، وَكَيْفَ بَارَكَ يَهْوَهُ تَصْمِيمَهُ عَلَى إِبْقَاءِ حَيَاتِهِ بَسِيطَةً؟
١٢ فِي ٱلسَّنَتَيْنِ ٱلْأُولَيَيْنِ، بِٱلْكَادِ حَصَلَ إِدْوَار عَلَى مَا يَكْفِي مِنَ ٱلْمَالِ لِيُعِيلَ عَائِلَتَهُ. يَتَذَكَّرُ: «كَانَتْ أَمْوَالِي تُسْتَنْفَدُ، وَدَخْلِي ٱلزَّهِيدُ لَمْ يُغَطِّ دَائِمًا كُلَّ نَفَقَاتِنَا، وَكُنْتُ خَائِرَ ٱلْقِوَى. لٰكِنَّنَا تَمَكَنَّا مِنْ حُضُورِ كُلِّ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَٱلذَّهَابِ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ مَعًا». وَقَدْ عَقَدَ إِدْوَارُ ٱلْعَزْمَ أَلَّا يُفَكِّرَ فِي أَيَّةِ وَظِيفَةٍ تُعْرَضُ عَلَيْهِ إِذَا كَانَتْ سَتُبْعِدُهُ عَنْ عَائِلَتِهِ شُهُورًا أَوْ سِنِينَ. يُعَلِّقُ قَائِلًا: «تَعَلَّمْتُ أَنْ أَقُومَ بِشَتَّى ٱلْأَعْمَالِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَتَوَفَّرْ أَحَدُ أَنْوَاعِ ٱلْعَمَلِ، أَتَمَكَّنُ مِنَ ٱلْقِيَامِ بِنَوْعٍ آخَرَ».
١٣ وَلِأَنَّ إِدْوَار سَدَّدَ دُيُونَهُ بِٱلتَّقْسِيطِ، ٱضْطُرَّ إِلَى دَفْعِ فَوَائِدَ بَاهِظَةٍ عَنِ ٱلْأَمْوَالِ ٱلَّتِي ٱسْتَدَانَهَا. لٰكِنَّهُ كَانَ مُسْتَعِدًّا لِفِعْلِ ذٰلِكَ كَيْ يَتَمَكَّنَ مِنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِصُحْبَةِ عَائِلَتِهِ. يَقُولُ إِدْوَار: «أَنَا أَحْصُلُ ٱلْآنَ عَلَى أَقَلَّ مِنْ ١٠ فِي ٱلْمِئَةِ مِمَّا كُنْتُ أَكْسِبُهُ فِي ٱلْخَارِجِ. غَيْرَ أَنَّنَا لَا نُعَانِي مِنَ ٱلْجُوعِ، ‹فَيَدُ يَهْوَهَ لَا تَقْصُرُ›. وَفِي ٱلْحَقِيقَةِ، قَرَّرْنَا أَنْ نَنْخَرِطَ فِي عَمَلِ ٱلْفَتْحِ. وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلْمُلَاحَظَةِ أَنَّ ٱلضَّغْطَ ٱلِٱقْتِصَادِيَّ خَفَّ بَعْدَ ذٰلِكَ، وَأَصْبَحَ ٱلْحُصُولُ عَلَى ضَرُورِيَّاتِنَا ٱلْمَادِّيَّةِ أَسْهَلَ بِكَثِيرٍ». — اش ٥٩:١.
اَلتَّعَامُلُ مَعَ ضَغْطِ ٱلْأَقْرِبَاءِ
١٤، ١٥ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تَتَعَامَلَ ٱلْعَائِلَاتُ مَعَ ضَغْطِ ٱلْأَقْرِبَاءِ، وَمَا نَتِيجَةُ رَسْمِ ٱلْمِثَالِ ٱلْجَيِّدِ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ؟
١٤ فِي بُلْدَانٍ كَثِيرَةٍ، يَشْعُرُ ٱلنَّاسُ أَنَّهُمْ مُلْزَمُونَ بِإِعْطَاءِ ٱلْمَالِ وَٱلْهَدَايَا لِأَقْرِبَائِهِمْ وَأَصْدِقَائِهِمْ. يَشْرَحُ إِدْوَار: «إِنَّهُ جُزْءٌ مِنْ حَضَارَتِنَا، وَنَحْنُ نَفْرَحُ بِٱلْعَطَاءِ». لٰكِنَّهُ يُضِيفُ: «إِنَّمَا لِلْعَطَاءِ حُدُودٌ». لِذٰلِكَ، أَوْضَحَ بِلَبَاقَةٍ لِعَائِلَتِهِ ٱلْمُوَسَّعَةِ أَنَّهُ سَيُعْطِي مَا فِي وِسْعِهِ وَلٰكِنْ دُونَ أَنْ يُهْمِلَ حَاجَاتِ زَوْجَتِهِ وَبَنَاتِهِ وَرُوتِينَهُنَّ ٱلرُّوحِيَّ.
١٥ غَالِبًا مَا يَغْتَاظُ ٱلْأَقْرِبَاءُ مِنَ ٱلْمُهَاجِرِ ٱلْعَائِدِ إِلَى وَطَنِهِ أَوْ مِمَّنْ يَرْفُضُ تَرْكَ عَائِلَتِهِ لِلْعَمَلِ خَارِجًا، يَسْخَرُونَ مِنْهُ، أَوْ يَخِيبُ أَمَلُهُمْ فِيهِ. حَتَّى إِنَّهُمْ قَدْ يَنْعَتُونَهُ بِٱلْأَنَانِيِّ. وَلِمَاذَا؟ لِأَنَّهُمْ لَا يَعْتَبِرُونَهُ مُعِيلًا لِعَائِلَتِهِ فَحَسْبُ، بَلْ لَهُمْ أَيْضًا. (ام ١٩:
مُمَارَسَةُ ٱلْإِيمَانِ بِٱللهِ
١٦ (أ) كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ ‹يَخْدَعَ ٱلشَّخْصُ نَفْسَهُ بِتَفْكِيرٍ بَاطِلٍ›؟ (يع ١:٢٢) (ب) أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْقَرَارَاتِ يُبَارِكُهُ يَهْوَهُ؟
١٦ عِنْدَمَا هَاجَرَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ لِلْعَمَلِ خَارِجًا، تَارِكَةً خَلْفَهَا زَوْجَهَا وَأَوْلَادَهَا، أَخْبَرَتِ ٱلشُّيُوخَ: «بَذَلْنَا تَضْحِيَاتٍ كَبِيرَةً كَيْ آتِيَ إِلَى هُنَا. حَتَّى إِنَّ زَوْجِي ٱضْطُرَّ إِلَى ٱلتَّنَحِّي عَنْ مَسْؤُولِيَّتِهِ كَشَيْخٍ. لِذَا، آمُلُ أَنْ يُبَارِكَ يَهْوَهُ خُطْوَتَنَا هٰذِهِ». طَبْعًا، يُبَارِكُ يَهْوَهُ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةَ عَلَى ٱلْإِيمَانِ بِهِ. وَلٰكِنْ كَيْفَ عَسَاهُ يُبَارِكُ قَرَارًا يَتَعَارَضُ مَعَ مَشِيئَتِهِ، لَا سِيَّمَا حِينَ يَشْمُلُ ٱلتَّخَلِّيَ دُونَ لُزُومٍ عَنِ ٱمْتِيَازَاتٍ مُقَدَّسَةٍ؟! — اقرإ العبرانيين ١١:٦؛ ١ يوحنا ٥:
١٧ لِمَ يَنْبَغِي أَنْ نَطْلُبَ إِرْشَادَ يَهْوَهَ قَبْلَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ، وَكَيْفَ نَفْعَلُ ذٰلِكَ؟
١٧ اُطْلُبْ إِرْشَادَ يَهْوَهَ قَبْلَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ وَقَطْعِ ٱلْوُعُودِ، لَا بَعْدَهُمَا. صَلِّ طَلَبًا لِرُوحِهِ ٱلْقُدُسِ، حِكْمَتِهِ، وَإِرْشَادِهِ. (٢ تي ١:٧) سَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أَنَا مُسْتَعِدٌّ أَنْ أُطِيعَ يَهْوَهَ فِي أَيِّ ظَرْفٍ كَانَ، حَتَّى حِينَ أَتَعَرَّضُ لِلِٱضْطِهَادِ؟›. فَإِذَا كُنْتَ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ لِتُطِيعَ يَهْوَهَ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، أَفَلَا يَجْدُرُ بِكَ أَنْ تُطِيعَهُ أَيْضًا حِينَ تُضْطَرُّ إِلَى ٱلْعَيْشِ بِمُسْتَوَى مَعِيشَةٍ مُتَدَنٍّ؟ (لو ١٤:٣٣) اُطْلُبْ مِنَ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَشُورَةَ ٱلْمُؤَسَّسَةَ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَٱعْمَلْ بِٱنْسِجَامٍ مَعَهَا. فَبِفِعْلِكَ ذٰلِكَ، تُعْرِبُ عَنْ إِيمَانِكَ وَثِقَتِكَ بِوَعْدِ يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَكَ. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلشُّيُوخَ لَنْ يَتَّخِذُوا ٱلْقَرَارَاتِ عَنْكَ، وَلٰكِنَّهُمْ سَيُسَاعِدُونَكَ عَلَى صُنْعِ ٱلْخِيَارَاتِ ٱلَّتِي تَمْنَحُكَ حَيَاةً سَعِيدَةً. — ٢ كو ١:٢٤.
١٨ مَنْ هُوَ ٱلْمَسْؤُولُ عَنْ إِعَالَةِ ٱلْعَائِلَةِ، وَكَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَمُدَّ يَدَ ٱلْعَوْنِ لَهُ؟
١٨ يَتَوَقَّعُ يَهْوَهُ مِنْ رُؤُوسِ ٱلْعَائِلَاتِ أَنْ يُعِيلُوا عَائِلَاتِهِمْ عَلَى ٱلدَّوَامِ. وَنَحْنُ نَمْدَحُ ٱلَّذِينَ يُتَمِّمُونَ هٰذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ دُونَ تَرْكِ رَفِيقِ زَوَاجِهِمْ أَوْ أَوْلَادِهِمْ رَغْمَ ٱلضُّغُوطِ وَٱلْإِغْرَاءَاتِ، وَنَرْفَعُ صَلَوَاتِنَا مِنْ أَجْلِهِمْ. بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، لَدَيْنَا فُرْصَةُ ٱلْإِعْرَابِ عَنْ مَحَبَّتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ لَهُمْ وَٱلتَّعَاطُفِ مَعَهُمْ عِنْدَ حُلُولِ ٱلْكَوَارِثِ أَوْ حُدُوثِ ٱلْحَالَاتِ ٱلطِّبِّيَّةِ ٱلطَّارِئَةِ. (غل ٦:
تَذَكَّرْ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ مُعِينُكَ
١٩، ٢٠ لِمَ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُسَاعِدُهُمْ؟
١٩ تَحُضُّنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ: «لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ ٱلْمَالِ، وَكُونُوا قَانِعِينَ بِٱلْأُمُورِ ٱلْحَاضِرَةِ. لِأَنَّ [ٱللهَ] قَالَ: ‹لَنْ أَتْرُكَكَ وَلَنْ أَتَخَلَّى عَنْكَ›. حَتَّى إِنَّنَا نَتَشَجَّعُ جِدًّا فَنَقُولُ: ‹يَهْوَهُ مُعِينِي فَلَا أَخَافُ. مَاذَا يَفْعَلُ بِي ٱلْإِنْسَانُ؟›». (عب ١٣:
٢٠ يَقُولُ شَيْخٌ يَعِيشُ فِي أَحَدِ ٱلْبُلْدَانِ ٱلنَّامِيَةِ: «كَثِيرًا مَا يُعَلِّقُ ٱلنَّاسُ عَلَى مَدَى سَعَادَةِ شُهُودِ يَهْوَهَ. كَمَا يُلَاحِظُونَ أَنَّهُ حَتَّى ٱلشُّهُودُ ٱلْفَقِيرُونَ يَرْتَدُونَ دَائِمًا مَلَابِسَ مُرَتَّبَةً وَيَبْدُونَ أَفْضَلَ حَالًا مِنْ غَيْرِهِمْ». وَهٰذَا يَنْسَجِمُ مَعَ ٱلْوَعْدِ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ يَسُوعُ لِلَّذِينَ يَضَعُونَ ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا. (مت ٦:
٢١، ٢٢ لِمَ أَنْتَ مُصَمِّمٌ عَلَى وَضْعِ ثِقَتِكَ فِي يَهْوَهَ؟
٢١ يَقُولُ إِدْوَار: «أعْلَمُ أَنَّ ٱلْوَقْتَ ٱلَّذِي قَضَيْتُهُ بَعِيدًا عَنْ زَوْجَتِي وَبَنَاتِي لَا يُمْكِنُ تَعْوِيضُهُ، لٰكِنِّي لَا أَدَعُ ٱلنَّدَمَ يَسْحَقُنِي. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْعَدِيدَ مِنْ زُمَلَائِي ٱلْقُدَامَى أَغْنِيَاءُ، وَلٰكِنَّهُمْ لَا يَشْعُرُونَ بِٱلسَّعَادَةِ. فَعَائِلَاتُهُمْ تُعَانِي مِنْ مَشَاكِلَ خَطِيرَةٍ. بِٱلْمُقَابِلِ، عَائِلَتُنَا فِي غَايَةِ ٱلسَّعَادَةِ. وَأَنَا أَتَأَثَّرُ حِينَ أَرَى كَيْفَ يَضَعُ ٱلْإِخْوَةُ فِي هٰذَا ٱلْبَلَدِ، مَعَ أَنَّهُمْ فُقَرَاءُ، ٱلْأُمُورَ ٱلرُّوحِيَّةَ أَوَّلًا فِي حَيَاتِهِمْ. وَنَحْنُ جَمِيعًا نَلْمُسُ صِحَّةَ وَعْدِ يَسُوعَ». — اقرأ متى ٦:٣٣.
٢٢ إِذًا، تَشَجَّعْ جِدًّا. اِخْتَرْ إِطَاعَةَ يَهْوَهَ وَضَعْ ثِقَتَكَ فِيهِ. وَلْتَدْفَعْكَ مَحَبَّتُكَ لِلهِ، لِرَفِيقِ زَوَاجِكَ، وَلِأَوْلَادِكَ أَنْ تُتَمِّمَ مَسْؤُولِيَّتَكَ ٱلرُّوحِيَّةَ تِجَاهَ عَائِلَتِكَ. وَنَتِيجَةَ ذٰلِكَ، سَيَكُونُ يَهْوَهُ فِعْلًا مُعِينَكَ.
^ الفقرة 1 اَلْأَسْمَاءُ ٱلْوَارِدَةُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ مُسْتَعَارَةٌ.
^ الفقرة 11 اُنْظُرِ ٱلْمَقَالَةَ «دَلِيلُكَ إِلَى ٱلسَّعَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ: إِدَارَةُ ٱلشُّؤُونِ ٱلْمَالِيَّةِ» فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، عَدَدِ ١ آبَ (أُغُسْطُس) ٢٠٠٩، ٱلصَّفَحَاتِ ١٠-١٢.