الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«يعرف يهوه الذين له»‏

‏«يعرف يهوه الذين له»‏

‏«مَنْ يُحِبَّ ٱللهَ،‏ فَهٰذَا مَعْرُوفٌ عِنْدَهُ».‏ —‏ ١ كو ٨:‏٣‏.‏

١ اِرْوِ حَادِثَةً فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُظْهِرُ كَيْفَ خَدَعَ بَعْضُ خُدَّامِ ٱللهِ أَنْفُسَهُمْ.‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

ذَاتَ صَبَاحٍ،‏ وَقَفَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ هَارُونُ عِنْدَ مَدْخَلِ ٱلْمَسْكَنِ،‏ حَامِلًا مِجْمَرَةً فِيهَا بَخُورٌ يَحْتَرِقُ.‏ وَعَلَى مَقْرُبَةٍ مِنْهُ،‏ وَقَفَ قُورَحُ مَعَ ٢٥٠ رَجُلًا حَامِلِينَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِجْمَرَتَهُ كَيْ يُقَرِّبَ بَخُورًا لِيَهْوَهَ.‏ (‏عد ١٦:‏١٦-‏١٨‏)‏ لِلْوَهْلَةِ ٱلْأُولَى،‏ بَدَا أَنَّ كُلَّ أُولٰئِكَ ٱلرِّجَالِ عُبَّادٌ أَوْلِيَاءُ لِيَهْوَهَ.‏ وَلٰكِنْ بِخِلَافِ هَارُونَ،‏ كَانَ قُورَحُ وَمَنْ مَعَهُ مُتَمَرِّدِينَ مُتَعَجْرِفِينَ يُحَاوِلُونَ ٱنْتِزَاعَ ٱلْكَهَنُوتِ مِنْ هَارُونَ.‏ (‏عد ١٦:‏١-‏١١‏)‏ فَقَدْ خَدَعُوا أَنْفُسَهُمْ بِٱلتَّفْكِيرِ أَنَّ ٱللهَ سَيَقْبَلُ عِبَادَتَهُمْ.‏ غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا فِي ٱلْوَاقِعِ يُهِينُونَ يَهْوَهَ،‏ ٱلَّذِي عَرَفَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ وَٱسْتَطَاعَ أَنْ يَرَى رِيَاءَهُمْ.‏ —‏ ار ١٧:‏١٠‏.‏

٢ بِمَ أَنْبَأَ مُوسَى،‏ وَهَلْ تَمَّتْ كَلِمَاتُهُ؟‏

٢ كَانَ مُوسَى قَدْ أَنْبَأَ قَبْلَ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ بِيَوْمٍ:‏ «فِي ٱلصَّبَاحِ يُعْلِنُ يَهْوَهُ مَنْ هُوَ لَهُ».‏ (‏عد ١٦:‏٥‏)‏ وَهٰذَا مَا حَصَلَ.‏ فَقَدْ مَيَّزَ يَهْوَهُ بَيْنَ ٱلْخُدَّامِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ وَٱلْمُزَيَّفِينَ حِينَ «خَرَجَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ يَهْوَهَ وَأَكَلَتْ [قُورَحَ مَعَ] ٱلْمِئَتَيْنِ وَٱلْخَمْسِينَ رَجُلًا ٱلَّذِينَ قَرَّبُوا ٱلْبَخُورَ».‏ (‏عد ١٦:‏٣٥؛‏ ٢٦:‏١٠‏)‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ حَفِظَ يَهْوَهُ حَيَاةَ هَارُونَ،‏ مَا دَلَّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَرْضَى عَلَيْهِ كَكَاهِنٍ وَعَابِدٍ حَقِيقِيٍّ لَهُ.‏ —‏ اقرأ ١ كورنثوس ٨:‏٣‏.‏

٣ ‏(‏أ)‏ أَيَّةُ حَالَةٍ نَشَأَتْ فِي زَمَنِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِمَّا فَعَلَهُ يَهْوَهُ مَعَ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ فِي زَمَنِ مُوسَى؟‏

٣ بَعْدَ نَحْوِ ١٬٥٠٠ سَنَةٍ،‏ نَشَأَتْ حَالَةٌ مُمَاثِلَةٌ فِي زَمَنِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ.‏ فَقَدْ تَبَنَّى بَعْضُ ٱلْمُدَّعِينَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ تَعَالِيمَ بَاطِلَةً.‏ وَعَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ ذٰلِكَ،‏ بَقُوا جُزْءًا مِنَ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَمَعَ أَنَّهُمْ رُبَّمَا لَمْ يَبْدُوا مُخْتَلِفِينَ عَنْ غَيْرِهِمْ فِي ٱلْجَمَاعَةِ،‏ إِلَّا أَنَّ ٱرْتِدَادَهُمْ شَكَّلَ خَطَرًا عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ.‏ ذٰلِكَ أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلذِّئَابَ ٱللَّابِسَةَ ثِيَابَ حُمْلَانٍ رَاحُوا ‹يَقْلِبُونَ إِيمَانَ ٱلْبَعْضِ›.‏ (‏٢ تي ٢:‏١٦-‏١٨‏)‏ وَهَلْ كَانَ يَهْوَهُ يُرَاقِبُ مَا يَحْدُثُ؟‏ نَعَمْ بِٱلتَّأْكِيدِ.‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ بُولُسَ عَرَفَ ذٰلِكَ مِنَ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي عَالَجَ بِهَا ٱللهُ ٱلْمَسْأَلَةَ مُنْذُ قُرُونٍ مَعَ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ،‏ أَيْ قُورَحَ وَأَعْوَانِهِ.‏ لِذَا كَانَ وَاثِقًا أَنَّهُ يُدْرِكُ مَا يَجْرِي.‏ نَحْنُ أَيْضًا،‏ بِإِمْكَانِنَا أَنْ نَمْتَلِكَ ٱلثِّقَةَ عَيْنَهَا.‏ فَلْنُنَاقِشْ كَلِمَاتٍ مُثِيرَةً لِلِٱهْتِمَامِ تَلَفَّظَ بِهَا بُولُسُ وَنَرَ أَيَّةُ دُرُوسٍ عَمَلِيَّةٍ نَتَعَلَّمُهَا مِنْهَا.‏

‏«أَنَا يَهْوَهُ،‏ لَا أَتَغَيَّرُ»‏

٤ بِمَ كَانَ بُولُسُ مُقْتَنِعًا،‏ وَكَيْفَ عَبَّرَ عَنِ ٱقْتِنَاعِهِ لِتِيمُوثَاوُسَ؟‏

٤ كَانَ بُولُسُ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ يَهْوَهَ يَسْتَطِيعُ تَمْيِيزَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلرِّيَائِيَّةِ وَأَنَّ بِإِمْكَانِهِ تَحْدِيدَ ٱلَّذِينَ هُمْ طَائِعُونَ لَهُ.‏ وَقَدْ أَظْهَرَ بُولُسُ ٱقْتِنَاعَهُ ٱلرَّاسِخَ مِنْ خِلَالِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمَهَا فِي رِسَالَتِهِ ٱلْمُوحَى بِهَا إِلَى تِيمُوثَاوُسَ.‏ فَبَعْدَمَا أَشَارَ إِلَى ٱلْأَذَى ٱلرُّوحِيِّ ٱلَّذِي أَلْحَقَهُ ٱلْمُرْتَدُّونَ بِٱلْبَعْضِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ،‏ كَتَبَ قَائِلًا:‏ «مَعَ ذٰلِكَ يَبْقَى ٱلْأَسَاسُ ٱلرَّاسِخُ ٱلَّذِي وَضَعَهُ ٱللهُ قَائِمًا،‏ وَلَهُ هٰذَا ٱلْخَتْمُ:‏ ‹يَعْرِفُ يَهْوَهُ ٱلَّذِينَ لَهُ›،‏ وَأَيْضًا:‏ ‹لِيَرْذُلِ ٱلْإِثْمَ كُلُّ مَنْ يُسَمِّي ٱسْمَ يَهْوَهَ›».‏ —‏ ٢ تي ٢:‏١٨،‏ ١٩‏.‏

٥،‏ ٦ لِمَ ٱسْتِخْدَامُ بُولُسَ لِعِبَارَةِ «ٱلْأَسَاسِ ٱلرَّاسِخِ ٱلَّذِي وَضَعَهُ ٱللهُ» هُوَ مُثِيرٌ لِلِٱهْتِمَامِ،‏ وَكَيْفَ أَثَّرَتْ هٰذِهِ ٱلْعِبَارَةُ فِي تِيمُوثَاوُسَ؟‏

٥ يَسْتَخْدِمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ كَلِمَةَ «أَسَاسٍ» لِيَصِفَ أُمُورًا عَدِيدَةً مِثْلَ عَاصِمَةِ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ أُورُشَلِيمَ وَدَوْرِ يَسُوعَ فِي قَصْدِ يَهْوَهَ.‏ (‏مز ٨٧:‏١،‏ ٢؛‏ ١ كو ٣:‏١١؛‏ ١ بط ٢:‏٦‏)‏ لٰكِنَّ عِبَارَةَ «ٱلْأَسَاسِ ٱلرَّاسِخِ ٱلَّذِي وَضَعَهُ ٱللهُ» لَا تَرِدُ إِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَأَيَّةُ حَادِثَةٍ أَشَارَ إِلَيْهَا بُولُسُ حِينَ ٱسْتَخْدَمَ هٰذِهِ ٱلْعِبَارَةَ؟‏

٦ يَذْكُرُ بُولُسُ «ٱلْأَسَاسَ ٱلرَّاسِخَ ٱلَّذِي وَضَعَهُ ٱللهُ» فِي ٱلسِّيَاقِ نَفْسِهِ ٱلَّذِي يَقْتَبِسُ فِيهِ مِنْ كَلِمَاتِ مُوسَى ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي ٱلْعَدَد ١٦:‏٥ عَنْ قُورَحَ وَأَعْوَانِهِ.‏ فَكَانَ بُولُسُ يُشِيرُ عَلَى مَا يَظْهَرُ إِلَى ٱلْأَحْدَاثِ ٱلَّتِي حَصَلَتْ فِي زَمَنِ مُوسَى فِي مُحَاوَلَةٍ لِتَشْجِيعِ تِيمُوثَاوُسَ وَتَذْكِيرِهِ بِقُدْرَةِ يَهْوَهَ عَلَى كَشْفِ أَعْمَالِ ٱلتَّمَرُّدِ وَإِحْبَاطِهَا.‏ فَتَمَامًا كَمَا أَنَّ قُورَحَ لَمْ يُحْبِطْ قَصْدَ يَهْوَهَ قَدِيمًا،‏ لَمْ يَكُنِ ٱلْمُرْتَدُّونَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ سَيُعِيقُونَ هٰذَا ٱلْقَصْدَ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ بُولُسَ لَمْ يَشْرَحْ بِٱلتَّفْصِيلِ مَا يُمَثِّلُهُ «ٱلْأَسَاسُ ٱلرَّاسِخُ ٱلَّذِي وَضَعَهُ ٱللهُ»،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمَهَا طَمْأَنَتْ بِلَا رَيْبٍ تِيمُوثَاوُسَ وَجَعَلَتْهُ يَثِقُ بِطُرُقِ يَهْوَهَ.‏

٧ لِمَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَبْقَى بَارًّا وَأَمِينًا إِلَى ٱلْأَبَدِ؟‏

٧ إِنَّ مَبَادِئَ يَهْوَهَ ٱلرَّفِيعَةَ لَا تَتَزَعْزَعُ.‏ يَقُولُ ٱلْمَزْمُور ٣٣:‏١١‏:‏ «أَمَّا مَشُورَةُ يَهْوَهَ فَإِلَى ٱلدَّهْرِ تَثْبُتُ،‏ وَأَفْكَارُ قَلْبِهِ إِلَى جِيلٍ فَجِيلٍ».‏ كَمَا أَنَّ آيَاتٍ أُخْرَى فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُظْهِرُ أَنَّ مُلْكَ يَهْوَهَ،‏ لُطْفَهُ ٱلْحُبِّيَّ،‏ أَمَانَتَهُ،‏ وَبِرَّهُ سَتَبْقَى إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ (‏خر ١٥:‏١٨؛‏ مز ١٠٠:‏٥؛‏ ١٠٦:‏١؛‏ ١١١:‏٣‏)‏ وَتَقُولُ مَلَاخِي ٣:‏٦‏:‏ «أَنَا يَهْوَهُ،‏ لَا أَتَغَيَّرُ».‏ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ تَذْكُرُ يَعْقُوب ١:‏١٧ عَنِ ٱللهِ:‏ «لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرُ دَوَرَانِ ٱلظِّلِّ».‏

‏«خَتْمٌ» يَبْنِي ٱلْإِيمَانَ بِيَهْوَهَ

٨،‏ ٩ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ «ٱلْخَتْمِ» ٱلْمَذْكُورِ فِي ٱلصُّورَةِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْدَمَهَا بُولُسُ؟‏

٨ تَصِفُ صُورَةُ بُولُسَ ٱلْكَلَامِيَّةُ فِي ٢ تِيمُوثَاوُس ٢:‏١٩ أَسَاسًا وَعَلَيْهِ رِسَالَةٌ،‏ كَمَا لَوْ أَنَّهَا خَتْمٌ.‏ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْقَدِيمَةِ،‏ كَانَ مِنَ ٱلشَّائِعِ نَقْشُ كِتَابَةٍ عَلَى أَسَاسِ ٱلْمَبَانِي،‏ رُبَّمَا لِإِظْهَارِ بَانِيهَا أَوْ مَالِكِهَا.‏ وَكَانَ بُولُسُ أَوَّلَ كَاتِبٍ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يَسْتَخْدِمُ هٰذِهِ ٱلصُّورَةَ ٱلْمُمَيَّزَةَ.‏ * وَكَانَ لِلْخَتْمِ عَلَى «ٱلْأَسَاسِ ٱلرَّاسِخِ ٱلَّذِي وَضَعَهُ ٱللهُ» عِبَارَتَانِ.‏ اَلْأُولَى:‏ «يَعْرِفُ يَهْوَهُ ٱلَّذِينَ لَهُ».‏ وَٱلثَّانِيَةُ:‏ «لِيَرْذُلِ ٱلْإِثْمَ كُلُّ مَنْ يُسَمِّي ٱسْمَ يَهْوَهَ».‏ وَهٰذَا يُذَكِّرُنَا بِمَا نَقْرَأُهُ فِي ٱلْعَدَد ١٦:‏٥‏.‏ —‏ اقرأها.‏

٩ وَمَاذَا يَتَعَلَّمُ ٱلَّذِينَ لِلهِ مِنَ «ٱلْخَتْمِ» ٱلْمَذْكُورِ فِي صُورَةِ بُولُسَ ٱلْكَلَامِيَّةِ؟‏ يَتَعَلَّمُونَ أَنَّ قِيَمَ وَمَبَادِئَ يَهْوَهَ يُمْكِنُ ٱخْتِصَارُهَا فِي حَقِيقَتَيْنِ أَسَاسِيَّتَيْنِ:‏ (‏١)‏ يَهْوَهُ يُحِبُّ أَوْلِيَاءَهُ؛‏ وَ (‏٢)‏ يَهْوَهُ يَكْرَهُ ٱلْإِثْمَ.‏ فَكَيْفَ يَرْتَبِطُ هٰذَا ٱلدَّرْسُ بِمَسْأَلَةِ ٱلِٱرْتِدَادِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

١٠ كَيْفَ أَثَّرَتْ أَعْمَالُ ٱلْمُرْتَدِّينَ فِي ٱلْإِخْوَةِ ٱلْأُمَنَاءِ أَيَّامَ بُولُسَ؟‏

١٠ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ كَانَ تِيمُوثَاوُسُ وَإِخْوَةٌ أُمَنَاءُ آخَرُونَ قَلِقِينَ بِسَبَبِ أَعْمَالِ ٱلْمُرْتَدِّينَ مِنْ حَوْلِهِمْ.‏ فَلَرُبَّمَا تَسَاءَلَ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لِمَ سُمِحَ لِأَشْخَاصٍ كَهٰؤُلَاءِ أَنْ يَبْقَوْا فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ أَوْ لَعَلَّ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْأُمَنَاءَ تَسَاءَلُوا مَا إِذَا كَانَ يَهْوَهُ يُمَيِّزُ حَقًّا بَيْنَ وَلَائِهِمِ ٱلْمُطْلَقِ لَهُ وَبَيْنَ عِبَادَةِ ٱلْمُرْتَدِّينَ ٱلرِّيَائِيَّةِ.‏ —‏ اع ٢٠:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏

لَا بُدَّ أَنَّ تِيمُوثَاوُسَ لَمْ يَتَأَثَّرْ بِأَعْمَالِ ٱلْمُرْتَدِّينَ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٠-‏١٢.‏)‏

١١،‏ ١٢ كَيْفَ قَوَّتْ رِسَالَةُ بُولُسَ إِيمَانَ تِيمُوثَاوُسَ دُونَ شَكٍّ؟‏

١١ لَا شَكَّ أَنَّ رِسَالَةَ بُولُسَ قَوَّتْ إِيمَانَ تِيمُوثَاوُسَ إِذْ ذَكَّرَتْهُ بِمَا حَصَلَ حِينَ أَظْهَرَ يَهْوَهُ رِضَاهُ عَلَى هَارُونَ وَأَهْلَكَ قُورَحَ وَأَعْوَانَهُ ٱلرِّيَائِيِّينَ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ كَانَ بُولُسُ يَقُولُ إِنَّهُ عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ وُجُودِ مَسِيحِيِّينَ زَائِفِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ،‏ سَيُمَيِّزُ يَهْوَهُ مَنْ هُوَ لَهُ حَقًّا،‏ تَمَامًا كَمَا حَدَثَ فِي زَمَنِ مُوسَى.‏

١٢ فَيَهْوَهُ لَا يَتَغَيَّرُ أَبَدًا.‏ لِذَا،‏ هُوَ إِلٰهٌ يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ.‏ وَهُوَ يَكْرَهُ ٱلْإِثْمَ،‏ وَفِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ،‏ يُحَاسِبُ ٱلْخُطَاةَ غَيْرَ ٱلتَّائِبِينَ.‏ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ ذَكَّرَتْ رِسَالَةُ بُولُسَ تِيمُوثَاوُسَ بِمَسْؤُولِيَّتِهِ أَنْ يَرْفُضَ تَأْثِيرَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلزَّائِفِينَ ٱلْفَاسِدَ لِأَنَّ «كُلَّ مَنْ يُسَمِّي ٱسْمَ يَهْوَهَ» يَجِبُ أَنْ يَرْفُضَ ٱلشَّرَّ.‏ *

عِبَادَتُنَا ٱلْمُخْلِصَةُ لَيْسَتْ عَبَثًا

١٣ بِمَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَثِقَ؟‏

١٣ بِإِمْكَانِنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَتَشَجَّعَ بِكَلِمَاتِ بُولُسَ ٱلْمُوحَى بِهَا.‏ فَمِنَ ٱلْمُطَمْئِنِ أَنْ نَعْرِفَ أَنَّ يَهْوَهَ يُدْرِكُ جَيِّدًا وَلَاءَنَا لَهُ.‏ لٰكِنَّهُ لَا يَكْتَفِي بِمَعْرِفَةِ أَوْلِيَائِهِ فَحَسْبُ،‏ بَلْ يَهْتَمُّ بِهِمِ ٱهْتِمَامًا بَالِغًا.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ «إِنَّ عَيْنَيْ يَهْوَهَ تَجُولَانِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ لِيُظْهِرَ قُوَّتَهُ لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ قَلْبُهُمْ كَامِلٌ نَحْوَهُ».‏ (‏٢ اخ ١٦:‏٩‏)‏ لِذٰلِكَ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَثِقَ ثِقَةً مُطْلَقَةً أَنَّ مَا نَقُومُ بِهِ لِأَجْلِ يَهْوَهَ «مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ» لَيْسَ عَبَثًا أَبَدًا.‏ —‏ ١ تي ١:‏٥؛‏ ١ كو ١٥:‏٥٨‏.‏

١٤ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْعِبَادَةِ يَرْفُضُهُ يَهْوَهُ؟‏

١٤ يَكْرَهُ يَهْوَهُ وَيَرْفُضُ ٱلْعِبَادَةَ ٱلرِّيَائِيَّةَ.‏ وَبَيْنَمَا ‹تَجُولُ عَيْنَاهُ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ›،‏ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْرِفَ ‹ٱلَّذِينَ قَلْبُهُمْ لَيْسَ كَامِلًا نَحْوَهُ›.‏ تَقُولُ ٱلْأَمْثَال ٣:‏٣٢‏:‏ «اَلْمُنْحَرِفُ مَكْرَهَةُ يَهْوَهَ».‏ فَٱللهُ يَكْرَهُ ٱلشَّخْصَ ٱلْمُنْحَرِفَ،‏ أَيِ ٱلْمُرَاوِغَ،‏ ٱلَّذِي يَضَعُ قِنَاعًا،‏ مُتَظَاهِرًا بِٱلطَّاعَةِ فِي حِينِ أَنَّهُ يُمَارِسُ ٱلْخَطِيَّةَ فِي ٱلسِّرِّ.‏ وَمَعَ أَنَّ شَخْصًا كَهٰذَا قَدْ يَخْدَعُ بِمَهَارَةٍ أُنَاسًا آخَرِينَ لِفَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ،‏ إِلَّا أَنَّ قُدْرَةَ يَهْوَهَ وَبِرَّهُ يَضْمَنَانِ أَنَّ «مَنْ يُخْفِي مَعَاصِيَهُ لَنْ يَنْجَحَ».‏ —‏ ام ٢٨:‏١٣‏؛‏ اقرأ ١ تيموثاوس ٥:‏٢٤؛‏ عبرانيين ٤:‏١٣‏.‏

١٥ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَتَجَنَّبَ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٥ إِنَّ ٱلْغَالِبِيَّةَ ٱلْعُظْمَى مِنْ شَعْبِ يَهْوَهَ مُخْلِصُونَ فِي عِبَادَتِهِمْ.‏ فَمِنَ ٱلنَّادِرِ جِدًّا وُجُودُ شَخْصٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ يَتَبَنَّى عَنْ عَمْدٍ شَكْلًا خَادِعًا مِنَ ٱلْعِبَادَةِ.‏ وَلٰكِنْ،‏ بِمَا أَنَّ ذٰلِكَ حَصَلَ زَمَنَ مُوسَى وَفِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ فَمِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ يَحْصُلَ ٱلْيَوْمَ أَيْضًا.‏ (‏٢ تي ٣:‏١،‏ ٥‏)‏ فَهَلْ يَجِبُ أَنْ نَشُكَّ فِي أَمْرِ رُفَقَائِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ وَفِي صِدْقِ وَلَائِهِمْ لِيَهْوَهَ؟‏ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏ فَمِنَ ٱلْخَطَإِ أَنْ تُرَاوِدَنَا شُكُوكٌ لَا أَسَاسَ لَهَا فِي إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا.‏ ‏(‏اقرأ روما ١٤:‏١٠-‏١٢؛‏ ١ كورنثوس ١٣:‏٧‏.‏)‏ وَأَكْثَرُ مِنْ ذٰلِكَ،‏ إِنَّ ٱمْتِلَاكَ مَيْلٍ إِلَى ٱلشَّكِّ فِي ٱسْتِقَامَةِ ٱلْآخَرِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ يُؤْذِي عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ.‏

١٦ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يَفْعَلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا لِمَنْعِ ٱلرِّيَاءِ مِنَ ٱلتَّأَصُّلِ فِي قَلْبِهِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْإِطَارِ ‹‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱمْتِحَانِ وَٱخْتِبَارِ أَنْفُسِكُمْ‏›؟‏

١٦ عَلَى كُلِّ مَسِيحِيٍّ أَنْ يَفْحَصَ «عَمَلَهُ».‏ (‏غل ٦:‏٤‏)‏ فَبِسَبَبِ نَقْصِنَا،‏ قَدْ نَبْدَأُ بِعِبَادَةِ يَهْوَهَ لِأَسْبَابٍ خَاطِئَةٍ دُونَ أَنْ نُدْرِكَ ذٰلِكَ.‏ (‏عب ٣:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ لِذَا،‏ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَفْحَصَ مِنْ حِينٍ إِلَى آخَرَ دَوَافِعَنَا لِخِدْمَةِ يَهْوَهَ،‏ سَائِلِينَ أَنْفُسَنَا:‏ ‹هَلْ أَعْبُدُ يَهْوَهَ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ لَهُ وَٱعْتِرَافًا بِسُلْطَانِهِ؟‏ أَمْ إِنِّي أُرَكِّزُ أَكْثَرَ عَلَى ٱلْبَرَكَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ ٱلَّتِي أَرْجُو ٱلتَّمَتُّعَ بِهَا فِي ٱلْفِرْدَوْسِ؟‏›.‏ (‏رؤ ٤:‏١١‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّنَا جَمِيعَنَا نَسْتَفِيدُ مِنْ تَفَحُّصِ أَعْمَالِنَا وَإِزَالَةِ أَيَّةِ آثَارٍ لِلرِّيَاءِ فِي قَلْبِنَا.‏

اَلْوَلَاءُ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلسَّعَادَةِ

١٧،‏ ١٨ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَكُونَ صَادِقِينَ وَمُخْلِصِينَ فِي عِبَادَتِنَا لِيَهْوَهَ؟‏

١٧ إِذَا جَاهَدْنَا لِنَكُونَ صَادِقِينَ وَمُخْلِصِينَ فِي عِبَادَتِنَا،‏ نَحْصُدُ بَرَكَاتٍ كَثِيرَةً.‏ قَالَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ:‏ «سَعِيدٌ هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلَّذِي لَا يَحْسُبُ يَهْوَهُ لَهُ ذَنْبًا،‏ وَلَيْسَ فِي رُوحِهِ خِدَاعٌ».‏ (‏مز ٣٢:‏٢‏)‏ نَعَمْ،‏ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُزِيلُونَ ٱلرِّيَاءَ مِنْ قُلُوبِهِمْ يَكُونُونَ أَسْعَدَ ٱلْآنَ وَسَيَتَمَتَّعُونَ بِٱلسَّعَادَةِ كَامِلًا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏

١٨ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ،‏ سَيَكْشِفُ يَهْوَهُ كُلَّ مُمَارِسِي ٱلسُّوءِ وَٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ حَيَاةً مُزْدَوِجَةً،‏ مُمَيِّزًا بِوُضُوحٍ «بَيْنَ ٱلْبَارِّ وَٱلشِّرِّيرِ،‏ بَيْنَ مَنْ يَخْدُمُ ٱللهَ وَمَنْ لَا يَخْدُمُهُ».‏ (‏مل ٣:‏١٨‏)‏ أَمَّا ٱلْآنَ فَمِنَ ٱلْمُعَزِّي أَنْ نَعْرِفَ «أَنَّ عَيْنَيْ يَهْوَهَ عَلَى ٱلْأَبْرَارِ،‏ وَأُذُنَيْهِ إِلَى تَضَرُّعِهِمْ».‏ —‏ ١ بط ٣:‏١٢‏.‏

^ ‎الفقرة 8‏ تَتَحَدَّثُ ٱلرُّؤْيَا ٢١:‏١٤‏،‏ ٱلَّتِي كُتِبَتْ بَعْدَ عُقُودٍ مِنْ رِسَالَةِ بُولُسَ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ،‏ عَنِ ١٢ «حَجَرَ أَسَاسٍ» مَنْقُوشٍ عَلَيْهَا أَسْمَاءُ ٱلرُّسُلِ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ.‏

^ ‎الفقرة 12‏ تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ كَيْفَ نَقْتَدِي بِيَهْوَهَ بِرَذْلِ ٱلْإِثْمِ.‏