الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

لنكن قدوسين في كل سلوكنا

لنكن قدوسين في كل سلوكنا

‏«صِيرُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قُدُّوسِينَ فِي كُلِّ سُلُوكِكُمْ».‏ ‏—‏ ١ بط ١:‏١٥‏.‏

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يَطْلُبُ ٱللهُ مِنْ شَعْبِهِ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَتُجِيبُ عَنْهَا هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟‏

أَوْحَى يَهْوَهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ أَنْ يَقْتَبِسَ مِنْ سِفْرِ ٱللَّاوِيِّينَ لِيَشْرَحَ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَجِبُ أَنْ يَكُونُوا قُدُّوسِينَ.‏ ‏(‏اقرأ ١ بطرس ١:‏١٤-‏١٦‏.‏)‏ فَإِلٰهُنَا «ٱلْقُدُّوسُ» يَهْوَهُ يَطْلُبُ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ› أَنْ يَبْذُلُوا مَا فِي وِسْعِهِمْ لِيَصِيرُوا قُدُّوسِينَ فِي كُلِّ سُلُوكِهِمْ.‏ —‏ يو ١٠:‏١٦‏.‏

٢ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنَسْتَخْرِجُ مِنْ سِفْرِ ٱللَّاوِيِّينَ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْجَوَاهِرِ ٱلرُّوحِيَّةِ وَنَتَعَلَّمُ دُرُوسًا تُسَاعِدُنَا إِذَا طَبَّقْنَاهَا أَنْ نَكُونَ قُدُّوسِينَ فِي كُلِّ سُلُوكِنَا.‏ وَسَتَدُورُ مُنَاقَشَتُنَا حَوْلَ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى ٱلْمُسَايَرَةِ عَلَى حِسَابِ إِيمَانِنَا؟‏ مَاذَا يُعَلِّمُنَا سِفْرُ ٱللَّاوِيِّينَ عَنْ تَأْيِيدِ سُلْطَانِ يَهْوَهَ؟‏ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ تَقْدِيمِ ٱلذَّبَائِحِ؟‏

لَا تَتَهَاوَنْ فِي ٱلْمَبَادِئِ أَوْ تُسَايِرْ عَلَى حِسَابِهَا

٣،‏ ٤ ‏(‏أ)‏ لِمَ يَجِبُ أَنْ يَتَجَنَّبَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلتَّهَاوُنَ فِي تَطْبِيقِ ٱلشَّرَائِعِ وَٱلْمَبَادِئِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ أَوِ ٱلْمُسَايَرَةَ عَلَى حِسَابِهَا؟‏ (‏ب)‏ لِمَ لَا يَنْبَغِي أَنْ نَنْتَقِمَ لِأَنْفُسِنَا وَنُضْمِرَ ٱلضَّغِينَةَ؟‏

٣ إِنْ أَرَدْنَا إِرْضَاءَ يَهْوَهَ،‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نَتَمَسَّكَ بِشَرَائِعِهِ وَمَبَادِئِهِ بِٱعْتِبَارِهَا مُقَدَّسَةً وَلَا نَتَهَاوَنَ فِي تَطْبِيقِهَا أَوْ نُسَايِرَ عَلَى حِسَابِ أَيٍّ مِنْهَا.‏ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَسْنَا تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ،‏ غَيْرَ أَنَّ مَطَالِبَهَا تَمْنَحُنَا ٱلْبَصِيرَةَ لِنَعْرِفَ مَا هُوَ مَقْبُولٌ وَمَا هُوَ غَيْرُ مَقْبُولٍ فِي نَظَرِ ٱللهِ.‏ مَثَلًا،‏ أَمَرَتِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ:‏ «لَا تَنْتَقِمْ وَلَا تُضْمِرْ ضَغِينَةً عَلَى أَبْنَاءِ شَعْبِكَ،‏ بَلْ تُحِبُّ صَاحِبَكَ كَنَفْسِكَ.‏ أَنَا يَهْوَهُ».‏ —‏ لا ١٩:‏١٨‏.‏

٤ فَٱللهُ يُرِيدُ أَلَّا نَنْتَقِمَ لِأَنْفُسِنَا وَأَلَّا نُضْمِرَ ٱلضَّغِينَةَ.‏ (‏رو ١٢:‏١٩‏)‏ وَٱلتَّهَاوُنُ بِشَرَائِعِهِ وَمَبَادِئِهِ يَجْلُبُ ٱلتَّعْيِيرَ عَلَى ٱسْمِهِ وَيُفَرِّحُ ٱلشَّيْطَانَ.‏ حَتَّى لَوْ آذَانَا أَحَدٌ مَا عَنْ قَصْدٍ،‏ فَلَا نَسْمَحْ لِلِٱسْتِيَاءِ أَوِ ٱلْغَيْظِ بِأَنْ يَأْكُلَنَا مِنَ ٱلدَّاخِلِ.‏ فَيَهْوَهُ أَعْطَانَا ٱلِٱمْتِيَازَ أَنْ نَكُونَ «آنِيَةً فَخَّارِيَّةً» تَحْتَوِي عَلَى كَنْزِ ٱلْخِدْمَةِ.‏ (‏٢ كو ٤:‏١،‏ ٧‏)‏ وَلَا مَكَانَ فِي هٰذِهِ ٱلْآنِيَةِ لِأَيَّةِ مَوَادَّ أَوْ مَوَاقِفَ تُسَبِّبُ ٱلِٱهْتِرَاءَ كَٱلضَّغِينَةِ.‏

٥ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ حَادِثَةِ مَوْتِ ٱبْنَيْ هَارُونَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٥ لِنَتَأَمَّلْ أَيْضًا فِي مَقْطَعٍ آخَرَ مِنْ هٰذَا ٱلسِّفْرِ.‏ فِي ٱللَّاوِيِّين ١٠:‏١-‏١١‏،‏ نَقْرَأُ عَنْ فَاجِعَةٍ أَصَابَتْ عَائِلَةَ هَارُونَ حِينَ نَزَلَتْ نَارٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَأَكَلَتِ ٱبْنَيْهِ نَادَابَ وَأَبِيهُو.‏ وَكَمْ كَانَ ٱمْتِحَانَ إِيمَانٍ صَعْبًا عَلَى هَارُونَ وَعَائِلَتِهِ حِينَ طَلَبَ مِنْهُمْ يَهْوَهُ أَلَّا يَنُوحُوا عَلَيْهِمَا!‏ فَهَلْ تُحَافِظُ عَلَى قَدَاسَتِكَ بِٱمْتِنَاعِكَ عَنْ مُعَاشَرَةِ ٱلْمَفْصُولِينَ حَتَّى لَوْ كَانُوا مِنْ أَعْضَاءِ عَائِلَتِكَ؟‏ —‏ اقرأ ١ كورنثوس ٥:‏١١‏.‏

٦،‏ ٧ ‏(‏أ)‏ أَيَّةُ أُمُورٍ تَسْتَأْهِلُ ٱلتَّفْكِيرَ فِيهَا عِنْدَ دَعْوَتِنَا إِلَى زِفَافٍ كَنَسِيٍّ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.‏)‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نَشْرَحُ لِقَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ مَوْقِفَنَا مِنَ ٱلْمُشَارَكَةِ فِي زِفَافٍ كَنَسِيٍّ؟‏

٦ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَنْ نُوَاجِهَ بِٱلضَّرُورَةِ ٱمْتِحَانًا بِصُعُوبَةِ ٱلِٱمْتِحَانِ ٱلَّذِي مَرَّ بِهِ هَارُونُ وَعَائِلَتُهُ،‏ وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ دَعَانَا قَرِيبٌ لَيْسَ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ لِنَحْضُرَ زِفَافًا فِي ٱلْكَنِيسَةِ وَنُشَارِكَ فِي مَرَاسِمِهِ؟‏ لَيْسَتْ هُنَالِكَ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ مُبَاشِرَةٍ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ تُحَرِّمُ عَلَيْنَا حُضُورَ زِفَافٍ كَهٰذَا،‏ وَلٰكِنْ ثَمَّةَ مَبَادِئُ تُؤَثِّرُ عَلَى قَرَارِنَا.‏ *

٧ مِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنْ يَتَحَيَّرَ أَقْرِبَاؤُنَا غَيْرُ ٱلشُّهُودِ جَرَّاءَ تَصْمِيمِنَا عَلَى ٱلْبَقَاءِ قُدُّوسِينَ فِي نَظَرِ يَهْوَهَ.‏ (‏١ بط ٤:‏٣،‏ ٤‏)‏ طَبْعًا،‏ نَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ نُهِينَهُمْ.‏ لِذٰلِكَ يَجْدُرُ بِنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ إِلَيْهِمْ بِلُطْفٍ وَلٰكِنْ بِصَرَاحَةٍ،‏ قَبْلَ وَقْتٍ طَوِيلٍ مِنَ ٱلْمُنَاسَبَةِ إِنْ أَمْكَنَ.‏ فَبِإِمْكَانِنَا أَنْ نَشْكُرَهُمْ عَلَى دَعْوَتِهِمْ لَنَا لِلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلزِّفَافِ،‏ ثُمَّ نُخْبِرَهُمْ أَنَّنَا لَا نُرِيدُ أَنْ نُفْسِدَ فَرْحَتَهُمْ فِي هٰذَا ٱلْيَوْمِ ٱلْمُمَيَّزِ وَنَكُونَ مَصْدَرَ إِحْرَاجٍ لَهُمْ وَلِلْحَاضِرِينَ بِسَبَبِ ٱمْتِنَاعِنَا عَنْ مُمَارَسَةِ ٱلطُّقُوسِ ٱلدِّينِيَّةِ.‏ وَهٰكَذَا نَتَجَنَّبُ ٱلْمُسَايَرَةَ عَلَى حِسَابِ مُعْتَقَدَاتِنَا وَإِيمَانِنَا.‏

أَيِّدْ سُلْطَانَ يَهْوَهَ

٨ كَيْفَ يُسَلِّطُ سِفْرُ ٱللَّاوِيِّينَ ٱلضَّوْءَ عَلَى سُلْطَانِ يَهْوَهَ؟‏

٨ يُسَلِّطُ سِفْرُ ٱللَّاوِيِّينَ ٱلضَّوْءَ عَلَى سُلْطَانِ يَهْوَهَ.‏ فَهُوَ يَذْكُرُ أَكْثَرَ مِنْ ٣٠ مَرَّةً أَنَّ مَصْدَرَ ٱلشَّرَائِعِ ٱلْوَارِدَةِ فِيهِ هُوَ يَهْوَهُ.‏ وَقَدْ عَرَفَ مُوسَى هٰذَا ٱلْأَمْرَ وَفَعَلَ مَا أَمَرَهُ بِهِ يَهْوَهُ.‏ (‏لا ٨:‏٤،‏ ٥‏)‏ بِصُورَةٍ مُشَابِهَةٍ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَعْمَلَ دَائِمًا مَا يُوصِينَا بِهِ ٱلْمُتَسَلِّطُ ٱلْكَوْنِيُّ يَهْوَهُ.‏ وَلِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ،‏ نَحْنُ مُحَاطُونَ بِٱلدَّعْمِ مِنْ هَيْئَتِهِ.‏ وَلٰكِنْ مَاذَا لَوِ ٱمْتُحِنَ إِيمَانُنَا وَنَحْنُ وَحْدَنَا،‏ كَمَا حَصَلَ مَعَ يَسُوعَ عِنْدَمَا جُرِّبَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ؟‏ (‏لو ٤:‏١-‏١٣‏)‏ إِنْ رَكَّزْنَا عَلَى تَأْيِيدِ سُلْطَانِ ٱللهِ وَٱتَّكَلْنَا عَلَيْهِ،‏ فَمَا مِنْ أَحَدٍ بِمَقْدُورِهِ أَنْ يَجْعَلَنَا نُسَايِرُ عَلَى حِسَابِ إِيمَانِنَا وَنَقَعُ فِي شَرَكِ ٱلْخَوْفِ مِنَ ٱلنَّاسِ.‏ —‏ ام ٢٩:‏٢٥‏.‏

٩ لِمَ شَعْبُ ٱللهِ مُبْغَضُونَ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ؟‏

٩ وَبِصِفَتِنَا أَتْبَاعًا لِلْمَسِيحِ وَشُهُودًا لِيَهْوَهَ،‏ لَيْسَ مُسْتَغْرَبًا أَنْ نَتَعَرَّضَ لِلِٱضْطِهَادِ أَيْنَمَا كُنَّا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ لِأَنَّ يَسُوعَ قَالَ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «يُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى ضِيقٍ وَيَقْتُلُونَكُمْ،‏ وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِي».‏ (‏مت ٢٤:‏٩‏)‏ إِلَّا أَنَّنَا نُوَاظِبُ عَلَى ٱلْقِيَامِ بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَنَسْتَمِرُّ فِي ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى قَدَاسَتِنَا حَتَّى لَوْ أَبْغَضَنَا ٱلْآخَرُونَ.‏ وَلٰكِنْ لِمَ نَحْنُ مُبْغَضُونَ إِلَى هٰذَا ٱلْحَدِّ مَعَ أَنَّنَا مُوَاطِنُونَ صَالِحُونَ وَشُرَفَاءُ؟‏ (‏رو ١٣:‏١-‏٧‏)‏ ذٰلِكَ لِأَنَّنَا ٱخْتَرْنَا يَهْوَهَ سَيِّدًا مُتَسَلِّطًا عَلَيْنَا.‏ فَنَحْنُ نُؤَدِّي «لَهُ وَحْدَهُ» خِدْمَةً مُقَدَّسَةً وَلَنْ نُسَايِرَ أَبَدًا عَلَى حِسَابِ شَرَائِعِهِ وَمَبَادِئِهِ ٱلْبَارَّةِ.‏ —‏ مت ٤:‏١٠‏.‏

١٠ مَاذَا حَدَثَ حِينَ كَسَرَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ حِيَادَهُ؟‏

١٠ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ،‏ نَحْنُ لَسْنَا «جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ».‏ لِذٰلِكَ لَا نَتَدَخَّلُ فِي شُؤُونِهِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ وَٱلسِّيَاسِيَّةِ بَلْ نَبْقَى عَلَى ٱلْحِيَادِ.‏ ‏(‏اقرأ يوحنا ١٥:‏١٨-‏٢١؛‏ اشعيا ٢:‏٤‏.‏)‏ طَبْعًا،‏ كَانَ هُنَالِكَ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُنْتَذِرِينَ ٱلَّذِينَ كَسَرُوا حِيَادَهُمْ،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْعَدِيدِينَ مِنْهُمْ تَابُوا وَٱسْتَعَادُوا عَلَاقَتَهُمْ بِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ ٱلرَّحِيمِ.‏ (‏مز ٥١:‏١٧‏)‏ لٰكِنَّ قِلَّةً مِنْهُمْ لَمْ يَتُوبُوا.‏ مَثَلًا،‏ ٱعْتُقِلَ إِخْوَةٌ كَثِيرُونَ ظُلْمًا فِي هَنْغَارِيَا خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ.‏ وَأَثْنَاءَ سَجْنِهِمْ،‏ جَمَعَتِ ٱلسُّلُطَاتُ ١٦٠ أَخًا مِنْهُمْ تَحْتَ ٱلْـ‍ ٤٥ مِنَ ٱلْعُمْرِ فِي إِحْدَى ٱلْبَلَدَاتِ وَأَمَرَتْهُمْ بِٱلِٱلْتِحَاقِ بِٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ.‏ فَبَقِيَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْأُمَنَاءُ ثَابِتِينَ عَلَى مَوْقِفِهِمْ،‏ فِي حِينِ أَنَّ تِسْعَةً مِنْهُمْ أَدَّوُا ٱلْيَمِينَ ٱلْعَسْكَرِيَّةَ وَلَبِسُوا ٱلْبَدْلَةَ ٱلْعَسْكَرِيَّةَ.‏ وَبَعْدَ سَنَتَيْنِ،‏ وَجَدَ أَحَدُ ٱلتِّسْعَةِ نَفْسَهُ فِي فِرْقَةِ إِعْدَامٍ مُكَلَّفَةٍ بِإِطْلَاقِ ٱلنَّارِ عَلَى ٱلشُّهُودِ ٱلْأُمَنَاءِ،‏ وَمِنْ بَيْنِهِمْ شَقِيقُهُ مِنْ لَحْمِهِ وَدَمِهِ!‏ لٰكِنَّ حُكْمَ ٱلْإِعْدَامِ لَمْ يُنَفَّذْ.‏

أَعْطِ يَهْوَهَ أَفْضَلَ مَا لَدَيْكَ

١١،‏ ١٢ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلذَّبَائِحِ ٱلَّتِي قُدِّمَتْ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ؟‏

١١ وَفْقًا لِلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ،‏ كَانَ عَلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يُقَدِّمُوا ذَبَائِحَ مُحَدَّدَةً.‏ (‏لا ٩:‏١-‏٤،‏ ١٥-‏٢١‏)‏ وَوَجَبَ أَنْ تَكُونَ ٱلذَّبَائِحُ بِلَا عَيْبٍ لِأَنَّهَا أَشَارَتْ إِلَى ذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْكَامِلَةِ.‏ كَمَا لَزِمَ ٱتِّبَاعُ إِجْرَاءٍ مُحَدَّدٍ حَسَبَ نَوْعِ ٱلتَّقْدِمَةِ أَوِ ٱلذَّبِيحَةِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ لَاحِظْ مَا طَلَبَتْهُ ٱلشَّرِيعَةُ مِنَ ٱلْأُمِّ ٱلَّتِي تُنْجِبُ وَلَدًا.‏ فَٱللَّاوِيِّين ١٢:‏٦ تَقُولُ:‏ «وَعِنْدَ تَمَامِ أَيَّامِ تَطْهِيرِهَا لِأَجْلِ ٱبْنٍ أَوْ بِنْتٍ،‏ تَأْتِي بِحَمَلٍ فِي سَنَتِهِ ٱلْأُولَى مُحْرَقَةً،‏ وَبِفَرْخِ يَمَامٍ أَوْ تِرْغَلَّةٍ قُرْبَانَ خَطِيَّةٍ،‏ إِلَى مَدْخَلِ خَيْمَةِ ٱلِٱجْتِمَاعِ،‏ إِلَى ٱلْكَاهِنِ».‏ لَقَدْ كَانَتْ مَطَالِبُ ٱللهِ مُحَدَّدَةً،‏ لٰكِنَّ مَحَبَّتَهُ وَتَعَقُّلَهُ كَانَا وَاضِحَيْنِ وُضُوحَ ٱلشَّمْسِ فِي ٱلشَّرِيعَةِ.‏ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي وُسْعِ ٱلْأُمِّ أَنْ تُقَدِّمَ شَاةً،‏ سُمِحَ لَهَا أَنْ تُقَدِّمَ زَوْجَ تِرْغَلٍّ أَوْ فَرْخَيْ يَمَامٍ.‏ (‏لا ١٢:‏٨‏)‏ وَرَغْمَ فَقْرِهَا،‏ أَحَبَّهَا يَهْوَهُ وَقَدَّرَهَا مَثَلُهَا مَثَلُ ٱلَّتِي تُقَرِّبُ تَقْدِمَةً أَكْثَرَ كُلْفَةً.‏ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ ذٰلِكَ؟‏

١٢ حَثَّ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يُقَرِّبُوا لِلهِ «ذَبِيحَةَ تَسْبِيحٍ».‏ (‏عب ١٣:‏١٥‏)‏ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ ٱللهَ حِينَ نُعْلِنُ ٱسْمَهُ ٱلْقُدُّوسَ جَهْرًا بِشِفَاهِنَا.‏ وَمَاذَا عَنِ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلصُّمِّ؟‏ بِإِمْكَانِهِمْ تَسْبِيحُ ٱللهِ بِلُغَةِ ٱلْإِشَارَاتِ.‏ أَمَّا ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْعَاجِزُونَ عَنْ مُغَادَرَةِ مَنَازِلِهِمْ فَيُسَبِّحُونَهُ بِكِتَابَةِ ٱلرَّسَائِلِ،‏ ٱلشَّهَادَةِ بِٱلْهَاتِفِ،‏ وَٱلْكِرَازَةِ لِلَّذِينَ يَزُورُونَهُمْ وَيَعْتَنُونَ بِهِمْ.‏ فَذَبِيحَةُ ٱلتَّسْبِيحِ تَتَفَاوَتُ مِنْ شَخْصٍ إِلَى آخَرَ تَبَعًا لِصِحَّتِنَا وَمَقْدِرَاتِنَا،‏ لٰكِنَّهَا يَجِبُ أَنْ تَكُونَ دَائِمًا أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا.‏ —‏ رو ١٢:‏١؛‏ ٢ تي ٢:‏١٥‏.‏

١٣ لمَ يَجِبُ أَنْ نُقَدِّمَ تَقْرِيرًا عَنْ خِدْمَتِنَا؟‏

١٣ نَحْنُ نُقَدِّمُ طَوْعًا ذَبَائِحَ تَسْبِيحِنَا لِلهِ لِأَنَّنَا نُحِبُّهُ.‏ (‏مت ٢٢:‏٣٧،‏ ٣٨‏)‏ وَلٰكِنْ أَيُّ مَوْقِفٍ يَجِبُ أَنْ نُعْرِبَ عَنْهُ حِيَالَ تَقْدِيمِ تَقْرِيرٍ عَنْ نَشَاطِنَا فِي ٱلْكِرَازَةِ؟‏ إِنَّ ٱسْتِعْدَادَنَا لِتَقْدِيمِ تَقْرِيرِنَا كُلَّ شَهْرٍ هُوَ إِعْرَابٌ عَنِ ٱلتَّعَبُّدِ لِلهِ.‏ (‏٢ بط ١:‏٧‏)‏ طَبْعًا،‏ لَا يَجِبُ أَنْ يَشْعُرَ أَيٌّ مِنَّا أَنَّهُ مُرْغَمٌ عَلَى صَرْفِ سَاعَاتٍ كَثِيرَةٍ فِي ٱلْخِدْمَةِ لِمُجَرَّدِ أَنْ يَكُونَ ٱلرَّقْمُ فِي تَقْرِيرِهِ كَبِيرًا.‏ وَلِهٰذَا ٱلسَّبَبِ عَيْنِهِ،‏ يُمْكِنُ أَنْ يُقَدِّمَ ٱلنَّاشِرُونَ ٱلْعَاجِزُونَ أَوِ ٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ فِي دَارٍ لِلرِّعَايَةِ تَقْرِيرَ خِدْمَةٍ بِـ‍ ١٥ دَقِيقَةً إِذَا لَمْ يَسْتَطِيعُوا تَقْدِيمَ سَاعَةٍ كَامِلَةٍ فِي ٱلشَّهْرِ.‏ وَيَهْوَهُ يُقَدِّرُ هٰذِهِ ٱلدَّقَائِقَ بِٱعْتِبَارِهَا أَفْضَلَ مَا لَدَيْهِمْ،‏ وَيَرَى فِيهَا تَعْبِيرًا عَنْ مَحَبَّتِهِمْ لَهُ وَتَقْدِيرًا لِٱمْتِيَازِهِمِ ٱلثَّمِينِ أَنْ يَكُونُوا مِنْ شُهُودِهِ.‏ فَكَٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ لَمْ تَسْمَحْ لَهُمْ ظُرُوفُهُمْ بِأَنْ يُقَرِّبُوا ذَبَائِحَ بَاهِظَةَ ٱلثَّمَنِ،‏ يُمْكِنُ أَنْ يُقَدِّمَ خُدَّامُ يَهْوَهَ ذَوُو ٱلْقُدُرَاتِ ٱلْمَحْدُودَةِ تَقْرِيرًا عَنْ خِدْمَتِهِمْ.‏ وَتَقَارِيرُنَا ٱلشَّخْصِيَّةُ تَصِيرُ جُزْءًا مِنَ ٱلتَّقْرِيرِ ٱلْعَالَمِيِّ ٱلَّذِي يُسَاعِدُ ٱلْهَيْئَةَ أَنْ تُخَطِّطَ مُسْبَقًا لِحَاجَاتِ ٱلْحَقْلِ.‏ فَهَلْ هُوَ كَثِيرٌ أَنْ يُطْلَبَ مِنَّا تَقْدِيمُ تَقْرِيرٍ عَنْ خِدْمَتِنَا؟‏!‏

عَادَاتُ دَرْسِنَا وَعَلَاقَتُهَا بِذَبَائِحِ ٱلتَّسْبِيحِ

١٤ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَتَفَحَّصَ عَادَاتِ دَرْسِنَا؟‏

١٤ بَعْدَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي بَعْضِ ٱلْجَوَاهِرِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلَّتِي ٱسْتَخْرَجْنَاهَا مِنْ سِفْرِ ٱللَّاوِيِّينَ،‏ لَعَلَّكَ تُفَكِّرُ:‏ ‹صِرْتُ ٱلْآنَ أَفْهَمُ أَكْثَرَ لِمَ جَعَلَ ٱللهُ هٰذَا ٱلسِّفْرَ جُزْءًا مِنْ كَلِمَتِهِ ٱلْمُوحَى بِهَا›.‏ (‏٢ تي ٣:‏١٦‏)‏ وَلَرُبَّمَا زَادَ تَصْمِيمُكَ أَنْ تُحَافِظَ عَلَى قَدَاسَتِكَ،‏ لَيْسَ فَقَطْ لِأَنَّ يَهْوَهَ يَطْلُبُ ذٰلِكَ،‏ بَلْ أَيْضًا لِأَنَّهُ يَسْتَحِقُّ أَنْ تَبْذُلَ قُصَارَى جُهْدِكَ لِتَفْعَلَ مَرْضَاتَهُ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ مَا تَعَلَّمْتَهُ عَنْ سِفْرِ ٱللَّاوِيِّينَ فِي هَاتَيْنِ ٱلْمَقَالَتَيْنِ فَتَحَ شَهِيَّتَكَ لِلتَّعَمُّقِ أَكْثَرَ فِي بَاقِي أَسْفَارِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ ‏(‏اقرإ الامثال ٢:‏١-‏٥‏.‏)‏ فَهَلْ تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ ذَبَائِحُكَ مَقْبُولَةً فِي نَظَرِ يَهْوَهَ؟‏ تَفَحَّصْ عَادَاتِ دَرْسِكَ بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ وَٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ أُعْطِي أَفْضَلَ مَا لَدَيَّ لِيَهْوَهَ؟‏ أَمْ أَسْمَحُ لِبَرَامِجِ ٱلتِّلِفِزْيُونِ،‏ أَلْعَابِ ٱلْفِيدْيُو،‏ ٱلرِّيَاضَةِ،‏ أَوِ ٱلْهِوَايَاتِ أَنْ تُلْهِيَنِي وَتُعِيقَ تَقَدُّمِي ٱلرُّوحِيَّ؟‏›.‏ وَإِذَا وَجَدْتَ مَجَالًا لِلتَّحْسِينِ،‏ فَمِنَ ٱلْمُفِيدِ أَنْ تَتَأَمَّلَ جِدِّيًّا فِي مَا قَالَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ فِي سِفْرِ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ.‏

هَلْ تُعْطِي ٱلدَّرْسَ ٱلشَّخْصِيَّ وَٱلْعِبَادَةَ ٱلْعَائِلِيَّةَ ٱلْأَوْلَوِيَّةَ فِي حَيَاتِكَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٤.‏)‏

١٥،‏ ١٦ لِمَ كَانَ بُولُسُ صَرِيحًا جِدًّا حِينَ كَتَبَ لِرُفَقَائِهِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ؟‏

١٥ كَانَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ صَرِيحًا جِدًّا حِينَ كَتَبَ لِرُفَقَائِهِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ.‏ ‏(‏اقرإ العبرانيين ٥:‏٧،‏ ١١-‏١٤‏.‏)‏ فَقَدْ سَمَّى ٱلْأَشْيَاءَ بِأَسْمَائِهَا دُونَ لَفٍّ أَوْ دَوَرَانٍ قَائِلًا لَهُمْ إِنَّ مَسَامِعَهُمْ «صَارَتْ بَلِيدَةً».‏ وَلِمَ تَكَلَّمَ مَعَهُمْ بِهٰذَا ٱلشَّكْلِ ٱلْمُبَاشِرِ؟‏ لَقَدْ عَكَسَ مَحَبَّةَ يَهْوَهَ وَٱهْتِمَامَهُ بِٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ حَاوَلُوا أَنْ يَعِيشُوا عَلَى ٱلْحَلِيبِ ٱلرُّوحِيِّ.‏ فَمَعَ أَنَّ مَعْرِفَةَ ٱلْعَقَائِدِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ مُهِمَّةٌ،‏ لَا غِنَى عَنِ «ٱلطَّعَامِ ٱلْقَوِيِّ» لِلنُّمُوِّ رُوحِيًّا نَحْوَ ٱلنُّضْجِ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏

١٦ وَلِأَنَّ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ تَجَنَّبُوا «ٱلطَّعَامَ ٱلْقَوِيَّ»،‏ عَادُوا يَحْتَاجُونَ إِلَى مَنْ يُعَلِّمُهُمْ بَدَلَ أَنْ يَصِيرُوا مُعَلِّمِينَ بِسَبَبِ طُولِ ٱلزَّمَانِ.‏ لِذَا،‏ سَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ لَدَيَّ ٱلْمَوْقِفُ ٱلصَّائِبُ تِجَاهَ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْقَوِيِّ؟‏ هَلْ أَتَنَاوَلُهُ بِشَهِيَّةٍ؟‏ أَمْ إِنِّي أَعْتَبِرُ ٱلصَّلَاةَ وَٱلدَّرْسَ ٱلْعَمِيقَ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عِبْئًا أَنْفُرُ مِنْهُ؟‏ وَإِنْ كَانَ ٱلْأَمْرُ كَذٰلِكَ،‏ فَهَلْ يُعْقَلُ أَنْ تَكُونَ عَادَاتُ دَرْسِي جُزْءًا مِنَ ٱلْمُشْكِلَةِ؟‏›.‏ تَذَكَّرْ أَنَّنَا لَا يَجِبُ أَنْ نُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَنْ نُعَلِّمَهُمْ وَنُتَلْمِذَهُمْ أَيْضًا.‏ —‏ مت ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

١٧،‏ ١٨ ‏(‏أ)‏ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَتَنَاوَلَ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ ٱلْقَوِيَّ بِٱنْتِظَامٍ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ نِقَاطٍ يُمْكِنُ أَنْ نُحَلِّلَ عَلَى ضَوْئِهَا مَسْأَلَةَ شُرْبِ ٱلْكُحُولِ قَبْلَ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟‏

١٧ طَبْعًا،‏ لَا يَدْفَعُ يَهْوَهُ شَعْبَهُ إِلَى دَرْسِ كَلِمَتِهِ بِجَعْلِهِمْ يَشْعُرُونَ بِٱلذَّنْبِ.‏ لٰكِنَّهُ يُشَدِّدُ عَلَى تَنَاوُلِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْقَوِيِّ لِخَيْرِنَا.‏ لِذَا حَتَّى لَوِ ٱسْتَصْعَبْنَا دَرْسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى ذٰلِكَ سَوَاءٌ كُنَّا مَنْتَذِرِينَ مُنْذُ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ أَوْ قَصِيرَةٍ لِأَنَّهُ ضَرُورِيٌّ لِنَكُونَ قُدُّوسِينَ فِي كُلِّ سُلُوكِنَا.‏

١٨ فَٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلْقَدَاسَةِ تَتَطَلَّبُ فَحْصَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ جَيِّدًا وَفِعْلَ مَا يَطْلُبُهُ ٱللهُ مِنَّا.‏ تَأَمَّلْ فِي مَا حَدَثَ مَعَ ٱبْنَيْ هَارُونَ،‏ نَادَابَ وَأَبِيهُو،‏ ٱللَّذَيْنِ أَمَاتَهُمَا ٱللهُ بِسَبَبِ تَقْرِيبِ ‹نَارٍ غَيْرِ مَشْرُوعَةٍ›،‏ رُبَّمَا تَحْتَ تَأْثِيرِ ٱلْكُحُولِ.‏ (‏لا ١٠:‏١،‏ ٢‏)‏ لَاحِظْ مَا قَالَهُ ٱللهُ لِهَارُونَ فِي ٱللَّاوِيِّين ١٠:‏٨-‏١١‏.‏ (‏اقرأها.‏)‏ فَهَلْ تَعْنِي هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ أَنَّنَا لَا يَجِبُ أَنْ نَشْرَبَ ٱلْكُحُولَ قَبْلَ ٱلذَّهَابِ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟‏ تَأَمَّلْ فِي ٱلنِّقَاطِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ نَحْنُ لَسْنَا تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ.‏ (‏رو ١٠:‏٤‏)‏ وَإِخْوَتُنَا فِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ يَشْرَبُونَ ٱلْكُحُولَ بِٱعْتِدَالٍ عَلَى مَائِدَةِ ٱلطَّعَامِ قَبْلَ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱسْتَخْدَمُوا أَرْبَعَ كُؤُوسِ خَمْرٍ أَثْنَاءَ ٱلِٱحْتِفَالِ بِٱلْفِصْحِ.‏ وَعِنْدَ تَأْسِيسِ ٱلْعَشَاءِ ٱلتَّذْكَارِيِّ،‏ طَلَبَ يَسُوعُ مِنْ رُسُلِهِ أَنْ يَشْرَبُوا مِنَ ٱلْخَمْرِ ٱلَّتِي مَثَّلَتْ دَمَهُ.‏ (‏مت ٢٦:‏٢٧‏)‏ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ لَا يَدِينُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ شُرْبَ ٱلْخَمْرِ بِحَدِّ ذَاتِهِ،‏ بَلِ ٱلسُّكْرَ وَٱلْإِسْرَافَ فِي ٱلشُّرْبِ.‏ (‏١ كو ٦:‏١٠؛‏ ١ تي ٣:‏٨‏)‏ غَيْرَ أَنَّ مَسِيحِيِّينَ كَثِيرِينَ يَشْعُرُونَ بِوَخْزِ ٱلضَّمِيرِ إِنْ شَرِبُوا ٱلْكُحُولَ قَبْلَ ٱلْقِيَامِ بِأَيِّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ لٰكِنْ لَا تَنْسَ أَنَّ ٱلظُّرُوفَ تَخْتَلِفُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى آخَرَ،‏ وَٱلْأَهَمُّ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ هُوَ أَنْ ‹يُمَيِّزُوا بَيْنَ ٱلْمُقَدَّسِ وَغَيْرِ ٱلْمُقَدَّسِ› لِيَكُونُوا قُدُّوسِينَ فِي سُلُوكِهِمْ بُغْيَةَ إِرْضَاءِ ٱللهِ.‏

١٩ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ نُحَسِّنُ عِبَادَتَنَا ٱلْعَائِلِيَّةَ وَدَرْسَنَا ٱلشَّخْصِيَّ؟‏ (‏ب)‏ عَلَامَ أَنْتَ مُصَمِّمٌ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْقَدَاسَةِ؟‏

١٩ هُنَالِكَ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْجَوَاهِرِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلَّتِي يُمْكِنُكَ ٱسْتِخْرَاجُهَا إِذَا نَقَّبْتَ عَنْهَا فِي كَلِمَةِ ٱللهِ.‏ لِذَا،‏ ٱسْتَخْدِمْ أَدَوَاتِ ٱلْبَحْثِ ٱلْمُتَاحَةَ لَكَ لِتُحَسِّنَ عِبَادَتَكَ ٱلْعَائِلِيَّةَ وَدَرْسَكَ ٱلشَّخْصِيَّ.‏ زِدْ مَعْرِفَتَكَ لِيَهْوَهَ وَمَقَاصِدِهِ،‏ وَٱقْتَرِبْ إِلَيْهِ أَكْثَرَ.‏ (‏يع ٤:‏٨‏)‏ صَلِّ إِلَيْهِ كَصَاحِبِ ٱلْمَزْمُورِ ٱلَّذِي رَنَّمَ قَائِلًا:‏ «اِكْشِفْ عَنْ عَيْنَيَّ فَأَنْظُرَ ٱلْأُمُورَ ٱلْعَجِيبَةَ مِنْ شَرِيعَتِكَ».‏ (‏مز ١١٩:‏١٨‏)‏ لَا تُسَايِرْ أَبَدًا عَلَى حِسَابِ مَبَادِئِ وَشَرَائِعِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ أَذْعِنْ طَوْعًا لِشَرِيعَةِ «ٱلْقُدُّوسِ» يَهْوَهَ،‏ وَشَارِكْ بِغَيْرَةٍ فِي «ٱلْعَمَلِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ إِعْلَانِ بِشَارَةِ ٱللهِ».‏ (‏١ بط ١:‏١٥؛‏ رو ١٥:‏١٦‏)‏ حَافِظْ عَلَى قَدَاسَتِكَ خِلَالَ هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ ٱلْحَرِجَةِ.‏ وَلْنُصَمِّمْ جَمِيعًا أَنْ نَكُونَ قُدُّوسِينَ فِي سُلُوكِنَا وَنُؤَيِّدَ سُلْطَانَ إِلٰهِنَا ٱلْقُدُّوسِ يَهْوَهَ.‏

^ ‎الفقرة 6‏ اُنْظُرْ «‏أَسْئِلَةٌ مِنَ ٱلْقُرَّاءِ‏» فِي بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدِ ١٥ أَيَّارَ (‏مَايُو)‏ ٢٠٠٢.‏