أظهِر الشجاعة والتمييز تمثُّلا بيسوع
«اَلَّذِي وَإِنْ لَمْ تَرَوْهُ قَطُّ تُحِبُّونَهُ. وَمَعَ أَنَّكُمْ لَا تَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ٱلْآنَ، تُمَارِسُونَ ٱلْإِيمَانَ بِهِ». — ١ بط ١:٨.
١، ٢ (أ) كَيْفَ نَنَالُ ٱلْخَلَاصَ؟ (ب) مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى فِي ٱلْمَسَارِ ٱلصَّحِيحِ أَثْنَاءَ رِحْلَتِنَا فِي طَرِيقِ ٱلْخَلَاصِ؟
عِنْدَمَا نَصِيرُ تَلَامِيذَ لِلْمَسِيحِ، نَبْدَأُ بِرِحْلَةٍ يُمْكِنُ أَنْ تَقُودَنَا إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ، سَوَاءٌ أَكَانَتْ فِي ٱلسَّمَاءِ أَمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ: «اَلَّذِي يَحْتَمِلُ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ [نِهَايَةِ حَيَاتِهِ أَوْ نِهَايَةِ هٰذَا ٱلنِّظَامِ ٱلشِّرِّيرِ] هُوَ يَخْلُصُ». (مت ٢٤:١٣) فَإِنِ ٱلْتَصَقْنَا بِطَرِيقِ ٱلْأَمَانَةِ، نَنَالُ ٱلْخَلَاصَ. عَلَى أَنَّنَا يَجِبُ أَنْ نَحْذَرَ لِئَلَّا نَتَلَهَّى أَوْ نَضِلَّ سَبِيلَنَا. (١ يو ٢:
٢ مَشَى مِثَالُنَا يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلطَّرِيقَ قَبْلَنَا. وَقَدْ كُتِبَتْ تَفَاصِيلُ رِحْلَتِهِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَإِذَا تَعَمَّقْنَا فِي هٰذِهِ ٱلتَّفَاصِيلِ، نَتَعَرَّفُ بِيَسُوعَ عَنْ كَثَبٍ، فَنُحِبُّهُ وَنُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ. (اقرأ ١ بطرس ١:
اَلشَّجَاعَةُ
٣ مَا هِيَ ٱلشَّجَاعَةُ، وَكَيْفَ نَكْتَسِبُهَا؟
٣ اَلشَّجَاعَةُ «قُوَّةٌ مَعْنَوِيَّةٌ تُمَكِّنُ ٱلْإِنْسَانَ مِنْ مُقَاوَمَةِ ٱلْمِحَنِ، وَمُجَابَهَةِ ٱلْخَطَرِ أَوِ ٱلْأَلَمِ، وَتَدْفَعُهُ إِلَى ٱلْعَمَلِ بِحَزْمٍ». وَهِيَ تَشْمُلُ بِحَسَبِ أَحَدِ ٱلْمَرَاجِعِ «ٱحْتِمَالَ ٱلْمِحْنَةِ وَٱلشِّدَّةِ»، وَ «مُحَارَبَةَ ٱلشَّرِّ» أَيِ ٱلدِّفَاعَ عَنِ ٱلْحَقِّ. وَتَرْتَبِطُ ٱلشَّجَاعَةُ ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا بِٱلتَّقْوَى، ٱلرَّجَاءِ، وَٱلْمَحَبَّةِ. كَيْفَ؟ تُعْطِينَا ٱلتَّقْوَى أَيْ مَخَافَةُ ٱللهِ ٱلشَّجَاعَةَ لِنَتَغَلَّبَ عَلَى خَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ. (ام ٢٩:٢٥) وَيُسَاعِدُنَا ٱلرَّجَاءُ ٱلْحَقِيقِيُّ أَنْ نَرَى مَا هُوَ أَبْعَدُ مِنَ ٱلْمِحَنِ ٱلْحَالِيَّةِ وَأَنْ نُوَاجِهَ ٱلْمُسْتَقْبَلَ بِثِقَةٍ. (مز ٢٧:١٤) أَمَّا ٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي تَصِلُ إِلَى حَدِّ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ فَتَدْفَعُنَا أَنْ نَكُونَ شُجْعَانًا حَتَّى فِي أَخْطَرِ ٱلظُّرُوفِ. (يو ١٥:١٣) وَنَحْنُ نَكْتَسِبُ ٱلشَّجَاعَةَ بِٱلتَّوَكُّلِ عَلَى ٱللهِ وَٱتِّبَاعِ خُطُوَاتِ ٱبْنِهِ. — مز ٢٨:٧.
٤ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلشَّجَاعَةَ فِي «وَسْطِ ٱلْمُعَلِّمِينَ» فِي ٱلْهَيْكَلِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٤ دَافَعَ يَسُوعُ بِشَجَاعَةٍ عَنِ ٱلْحَقِّ حَتَّى حِينَ كَانَ فِي ٱلـ ١٢ مِنْ عُمْرِهِ. لَاحِظْ مَا حَصَلَ عِنْدَمَا كَانَ «فِي ٱلْهَيْكَلِ، جَالِسًا وَسْطَ ٱلْمُعَلِّمِينَ». (اقرأ لوقا ٢:
٥ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ خِلَالَ خِدْمَتِهِ؟
٥ أَعْرَبَ يَسُوعُ خِلَالَ خِدْمَتِهِ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ بِأَكْثَرَ مِنْ طَرِيقَةٍ. فَقَدْ شَهَّرَ ٱلْقَادَةَ ٱلدِّينِيِّينَ بِجُرْأَةٍ لِأَنَّهُمْ أَضَلُّوا ٱلشَّعْبَ بِتَعَالِيمِهِمِ ٱلْبَاطِلَةِ. (مت ٢٣:
٦ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ فِي يَوْمِهِ ٱلْأَخِيرِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟
٦ إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي ٱلشَّجَاعَةِ ٱلَّتِي وَاجَهَ بِهَا يَسُوعُ ٱلْأَلَمَ يُقَوِّي إِيمَانَنَا. لَاحِظْ مَثَلًا شَجَاعَتَهُ فِي يَوْمِهِ ٱلْأَخِيرِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَقَدْ عَرَفَ إِلَامَ سَتُؤَدِّي خِيَانَةُ يَهُوذَا، وَمَعَ ذٰلِكَ قَالَ لَهُ أَثْنَاءَ تَنَاوُلِ وَجْبَةِ ٱلْفِصْحِ: «مَا أَنْتَ فَاعِلٌ فَٱفْعَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ». (يو ١٣:
تَمَثَّلْ بِيَسُوعَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ
٧ كَيْفَ تَشْعُرُونَ أَيُّهَا ٱلتَّلَامِذَةُ حِيَالَ حَمْلِ ٱسْمِ يَهْوَهَ، وَكَيْفَ تُبَرْهِنُونَ أَنَّكُمْ شُجْعَانٌ؟
٧ كَيْفَ نَقْتَدِي بِيَسُوعَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ؟ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ، بِإِمْكَانِكُمْ أَيُّهَا ٱلتَّلَامِذَةُ أَنْ تَكُونُوا شُجْعَانًا حِينَ لَا تَتَرَدَّدُونَ فِي إِعْلَانِ هُوِيَّتِكُمْ كَشُهُودٍ لِيَهْوَهَ، حَتَّى لَوْ عَنَى ذٰلِكَ أَنْ يُضَايِقَكُمْ رُفَقَاؤُكُمْ فِي ٱلصَّفِّ أَوْ غَيْرُهُمْ. فَبِذٰلِكَ تُبَرْهِنُونَ أَنَّكُمْ فَخُورُونَ بِحَمْلِ ٱسْمِ يَهْوَهَ. (اقرإ المزمور ٨٦:١٢.) كَمَا أَنَّكُمْ قَدْ تَتَعَرَّضُونَ لِضَغْطٍ كَيْ تَقْبَلُوا نَظَرِيَّةَ ٱلتَّطَوُّرِ عَلَى أَنَّهَا حَقِيقَةٌ. وَلٰكِنَّكُمْ تَمْلِكُونَ أَسْبَابًا وَجِيهَةً لِلْإِيمَانِ بِٱلْخَلْقِ عَلَى ضَوْءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَيُمْكِنُكُمُ ٱسْتِخْدَامُ كُرَّاسَةِ هَلِ ٱلْحَيَاةُ مِنْ نِتَاجِ ٱلْخَلْقِ؟ لِتُعْطُوا أَجْوِبَةً تُقْنِعُ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعْرِفُوا «سَبَبَ ٱلرَّجَاءِ ٱلَّذِي فِيكُمْ». (١ بط ٣:١٥) وَعِنْدَئِذٍ، سَتَشْعُرُونَ بِٱلِٱكْتِفَاءِ نَتِيجَةَ تَأْيِيدِ حَقِّ كَلِمَةِ ٱللهِ.
٨ أَيَّةُ أَسْبَابٍ تَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْكِرَازَةِ بِجُرْأَةٍ؟
٨ وَفِي خِدْمَتِنَا، يَجِبُ عَلَيْنَا كَمَسِيحِيِّينَ حَقِيقِيِّينَ أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى ‹ٱلتَّكَلُّمِ بِجُرْأَةٍ بِسُلْطَةِ يَهْوَهَ›. (اع ١٤:٣) فَأَيَّةُ أَسْبَابٍ تَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْكِرَازَةِ بِجُرْأَةٍ وَشَجَاعَةٍ؟ نَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ مَا نَكْرِزُ بِهِ هُوَ ٱلْحَقُّ لِأَنَّهُ مُؤَسَّسٌ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (يو ١٧:١٧) وَنَعْلَمُ أَنَّنَا ‹عَامِلُونَ مَعَ ٱللهِ› وَأَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يَدْعَمُنَا. (١ كو ٣:٩؛ اع ٤:٣١) كَمَا نُدْرِكُ أَنَّنَا إِذَا كَرَزْنَا بِغَيْرَةٍ، نُبَرْهِنُ عَنْ تَعَبُّدِنَا لِيَهْوَهَ وَمَحَبَّتِنَا لِقَرِيبِنَا. (مت ٢٢:
٩ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ عِنْدَ مُجَابَهَةِ ٱلْأَلَمِ وَٱلْمِحَنِ؟
٩ يُعْطِينَا ٱلِٱتِّكَالُ عَلَى ٱللهِ ٱلْإِيمَانَ وَٱلشَّجَاعَةَ عِنْدَ مُجَابَهَةِ ٱلْأَلَمِ وَٱلْمِحَنِ. مَثَلًا، نَحْنُ نَحْزَنُ جِدًّا عِنْدَمَا يَمُوتُ شَخْصٌ نُحِبُّهُ. وَلٰكِنَّنَا لَا نَفْقِدُ ٱلْأَمَلَ، بَلْ نَنْظُرُ بِثِقَةٍ إِلَى «إِلٰهِ كُلِّ تَعْزِيَةٍ» لِيَمُدَّنَا بِٱلْقُوَّةِ. (٢ كو ١:
اَلتَّمْيِيزُ
١٠ مَا هُوَ ٱلتَّمْيِيزُ، وَكَيْفَ يَتَكَلَّمُ وَيَتَصَرَّفُ خَادِمُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَمْلِكُ ٱلتَّمْيِيزَ؟
١٠ اَلتَّمْيِيزُ مَقْدِرَةٌ يَعْرِفُ بِهَا ٱلْإِنْسَانُ ٱلْخَيْرَ مِنَ عب ٥:١٤) فَٱلْمَسِيحِيُّ ٱلَّذِي يَمْلِكُ ٱلتَّمْيِيزَ يَتَّخِذُ قَرَارَاتٍ تُقَوِّي عَلَاقَتَهُ بِٱللهِ. وَهُوَ أَيْضًا يَتَكَلَّمُ وَيَتَصَرَّفُ بِطَرِيقَةٍ تُرْضِي يَهْوَهَ. فَيَخْتَارُ كَلِمَاتٍ تُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ عِوَضَ إِيذَائِهِمْ. (ام ١١:
١١ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلتَّمْيِيزَ بِكَلَامِهِ؟
١١ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلتَّمْيِيزَ فِي كُلِّ أَقْوَالِهِ وَأَعْمَالِهِ. فَبِكَلَامِهِ، كَرَزَ بِٱلْبِشَارَةِ بِحُسْنِ تَمْيِيزٍ، مُخْتَارًا ‹كَلِمَاتٍ مُسِرَّةً› أَذْهَلَتْ سَامِعِيهِ. (لو ٤:٢٢؛ مت ٧:٢٨) وَغَالِبًا مَا ٱسْتَخْدَمَ كَلِمَةَ ٱللهِ قَارِئًا، مُقْتَبِسًا، أَوْ مُشِيرًا إِلَى ٱلْآيَاتِ ٱلْمُنَاسِبَةِ ٱلَّتِي تُصِيبُ ٱلْهَدَفَ. (مت ٤:
١٢، ١٣ أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ تُظْهِرُ أَنَّ يَسُوعَ كَانَ بَطِيءَ ٱلْغَضَبِ وَمُتَعَقِّلًا؟
١٢ كَذٰلِكَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلتَّمْيِيزِ بِطَبْعِهِ وَمَوْقِفِهِ. لَقَدْ كَانَ «بَطِيءَ ٱلْغَضَبِ»، ضَابِطًا رُوحَهُ أَوْ طَبْعَهُ. (ام ١٦:٣٢) فَكَانَ ‹وَدِيعًا›. (مت ١١:٢٩) وَصَبَرَ دَائِمًا عَلَى تَلَامِيذِهِ رَغْمَ ضَعَفَاتِهِمْ. (مر ١٤:
١٣ وَكَانَ يَسُوعُ مُتَعَقِّلًا نَتِيجَةَ تَحَلِّيهِ بِٱلتَّمْيِيزِ. فَهُوَ لَمْ يَتَمَسَّكْ بِحَرْفِيَّةِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ، بَلْ أَدْرَكَ رُوحَ ٱلشَّرِيعَةِ وَعَمِلَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَهَا. خُذْ مَثَلًا ٱلرِّوَايَةَ فِي مَرْقُسَ ٥:
١٤ أَيُّ سِيرَةِ حَيَاةٍ ٱخْتَارَهَا يَسُوعُ، وَكَيْفَ بَقِيَ فِي ٱلْمَسَارِ ٱلصَّحِيحِ؟
١٤ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلتَّمْيِيزِ فِي سِيرَةِ حَيَاتِهِ. فَقَدِ ٱخْتَارَ ٱلْمَسْلَكَ ٱلصَّائِبَ وَٱلْتَصَقَ بِهِ. فَكَرَّسَ كُلَّ حَيَاتِهِ لِلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. (لو ٤:٤٣) وَقَدْ بَقِيَ فِي ٱلْمَسَارِ ٱلصَّحِيحِ إِذِ ٱتَّخَذَ قَرَارَاتٍ أَتَاحَتْ لَهُ أَنْ يُرَكِّزَ عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَيَضْمَنَ إِتْمَامَهُ بِنَجَاحٍ. فَأَبْقَى حَيَاتَهُ بَسِيطَةً كَيْ يُكَرِّسَ وَقْتَهُ وَطَاقَتَهُ لِلْخِدْمَةِ. (لو ٩:٥٨) هٰذَا وَإِنَّهُ أَدْرَكَ ٱلْحَاجَةَ إِلَى تَدْرِيبِ آخَرِينَ لِيُتَابِعُوا ٱلْعَمَلَ بَعْدَ مَوْتِهِ. (لو ١٠:
تَمَثَّلْ بِيَسُوعَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّمْيِيزِ
مَيِّزْ مَا يَهُمُّ ٱلنَّاسَ وَكَيِّفْ كَلَامَكَ وَفْقًا لِحَاجَاتِهِمْ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٥.)
١٥ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱلتَّمْيِيزَ بِكَلَامِنَا؟
١٥ يُمْكِنُنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِيَسُوعَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّمْيِيزِ بِكَلَامِنَا. فَنُحَاوِلُ أَنْ نَبْنِيَ ٱلرُّفَقَاءَ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي حَدِيثِنَا مَعَهُمْ لَا أَنْ نَهْدِمَهُمْ. (اف ٤:٢٩) وَحِينَ نَتَكَلَّمُ إِلَى ٱلْآخَرِينَ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللهِ، نُطَيِّبُ كَلَامَنَا «بِمِلْحٍ». (كو ٤:٦) كَمَا نُحَاوِلُ أَنْ نُمَيِّزَ حَاجَاتِ وَٱهْتِمَامَاتِ صَاحِبِ ٱلْبَيْتِ وَمِنْ ثُمَّ نَخْتَارُ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُنَاسِبَةَ لِلتَّحَدُّثِ إِلَيْهِ. فَٱلْكَلِمَاتُ ٱلْمُسِرَّةُ لَا تَفْتَحُ ٱلْأَبْوَابَ فَحَسْبُ، بَلِ ٱلْقُلُوبَ أَيْضًا. عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، نَسْتَخْدِمُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ عِنْدَمَا نَشْرَحُ لِلنَّاسِ مُعْتَقَدَاتِنَا، فَنَقْتَبِسُ مِنْهُ كَمَرْجِعٍ مَوْثُوقٍ وَنَقْرَأُ مِنْهُ كُلَّمَا أَمْكَنَ. فَرِسَالَتُهُ أَقْوَى مِنْ أَيِّ كَلَامٍ نَقُولُهُ مِنْ عِنْدِنَا. — عب ٤:١٢.
١٦، ١٧ (أ) كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا بَطِيئُونَ فِي ٱلسُّخْطِ وَمُتَعَقِّلُونَ؟ (ب) كَيْفَ نَبْقَى مُرَكِّزِينَ عَلَى خِدْمَتِنَا؟
١٦ يُؤَثِّرُ ٱلتَّمْيِيزُ أَيْضًا فِي طَبْعِنَا وَمَوْقِفِنَا. فَهُوَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَضْبُطَ رُوحَنَا، فَنَصِيرُ ‹بَطِيئِينَ فِي ٱلسُّخْطِ›. (يع ١:١٩) فَحِينَ يُسِيءُ إِلَيْنَا ٱلْآخَرُونَ، نُحَاوِلُ أَنْ نُمَيِّزَ سَبَبَ كَلَامِهِمْ أَوْ تَصَرُّفَاتِهِمْ، مَا يُهَدِّئُ مِنْ غَضَبِنَا وَيُسَاعِدُنَا أَنْ ‹نَتَجَاوَزَ عَنِ ٱلْمَعْصِيَةِ›. (ام ١٩:١١) فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، يُسَاعِدُنَا ٱلتَّمْيِيزُ أَنْ نَكُونَ مُتَعَقِّلِينَ. فَنُحَاوِلُ أَنْ نَكُونَ مَنْطِقِيِّينَ فِي مَا نَتَوَقَّعُهُ مِنْ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ، مُبْقِينَ فِي بَالِنَا أَنَّهُمْ رُبَّمَا يُوَاجِهُونَ مَصَاعِبَ لَا نَفْهَمُهَا كَامِلًا. كَمَا نَكُونُ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ لِنَسْمَعَ آرَاءَ غَيْرِنَا وَنَنْزِلَ عِنْدَ رَغَبَاتِهِمْ حِينَ يَكُونُ ٱلْأَمْرُ مُلَائِمًا. — في ٤:٥.
١٧ أَمَّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى سِيرَةِ حَيَاتِنَا، فَنَحْنُ نُدْرِكُ كَأَتْبَاعٍ لِيَسُوعَ أَنَّهُ مَا مِنِ ٱمْتِيَازٍ أَعْظَمُ مِنَ ٱلْمُشَارَكَةِ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ. وَنَبْقَى فِي ٱلْمَسَارِ ٱلصَّحِيحِ حِينَ نَتَّخِذُ قَرَارَاتٍ تُتِيحُ لَنَا ٱلتَّرْكِيزَ عَلَى خِدْمَتِنَا. فَنَضَعُ ٱلْأُمُورَ ٱلرُّوحِيَّةَ أَوَّلًا وَنُحَافِظُ عَلَى نَمَطِ حَيَاةٍ بَسِيطٍ كَيْ نُكَرِّسَ أَنْفُسَنَا لِأَهَمِّ عَمَلٍ يُنْجَزُ قَبْلَ مَجِيءِ ٱلنِّهَايَةِ: عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ. — مت ٦:٣٣؛ ٢٤:١٤.
١٨ كَيْفَ نَبْقَى فِي ٱلْمَسَارِ ٱلصَّحِيحِ فِي رِحْلَتِنَا، وَمَا هُوَ تَصْمِيمُكَ؟
١٨ أَلَمْ يَكُنِ ٱلتَّأَمُّلُ فِي بَعْضِ صِفَاتِ يَسُوعَ ٱلْمُحَبَّبَةِ مُمْتِعًا؟ تَخَيَّلِ ٱلْمُكَافَآتِ ٱلَّتِي سَنَحْصُلُ عَلَيْهَا إِنْ دَرَسْنَا صِفَاتِهِ ٱلْأُخْرَى وَتَعَلَّمْنَا كَيْفَ نَقْتَدِي بِهِ أَكْثَرَ فِي حَيَاتِنَا. فَلْنُصَمِّمْ إِذًا أَنْ نَتْبَعَ خُطُوَاتِهِ بِدِقَّةٍ. وَهٰكَذَا نَبْقَى فِي ٱلْمَسَارِ ٱلصَّحِيحِ فِي رِحْلَتِنَا، ٱلْمَسَارِ ٱلَّذِي يُؤَدِّي إِلَى ٱلْخَلَاصِ، وَنَقْتَرِبُ أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ ٱلَّذِي تَمَثَّلَ بِهِ يَسُوعُ كَامِلًا.
^ الفقرة 2 كُتِبَتْ بُطْرُسُ ٱلْأُولَى ١:
^ الفقرة 9 مِنْ أَجْلِ أَمْثِلَةٍ عَنْ إِظْهَارِ ٱلشَّجَاعَةِ عِنْدَ مُجَابَهَةِ ٱلْأَلَمِ وَٱلْمِحَنِ، ٱنْظُرْ بُرْجَ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدَ ١ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ٢٠٠٠، ٱلصَّفَحَاتِ ٢٤-٢٨؛ إِسْتَيْقِظْ! عَدَدَ ٢٢ نَيْسَانَ (إِبْرِيل) ٢٠٠٣، ٱلصَّفَحَاتِ ١٨-٢١؛ وَ ٢٢ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر) ١٩٩٥، ٱلصَّفَحَاتِ ١١-١٥.