الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

تمهيد السبيل لنشر «تعليم يهوه»‏

تمهيد السبيل لنشر «تعليم يهوه»‏

‏«لَمَّا رَأَى ٱلْوَالِي مَا حَدَثَ،‏ آمَنَ مَذْهُولًا مِنْ تَعْلِيمِ يَهْوَهَ».‏ —‏ اع ١٣:‏١٢‏.‏

١-‏٣ لِمَاذَا لَمْ يَكُنْ سَهْلًا عَلَى تَلَامِيذِ يَسُوعَ أَنْ يُوصِلُوا ٱلْبِشَارَةَ إِلَى «جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ»؟‏

فَوَّضَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ إِلَى أَتْبَاعِهِ مُهِمَّةً فِي غَايَةِ ٱلضَّخَامَةِ حِينَ أَمَرَهُمْ:‏ «اِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ».‏ فَكَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَكْرِزُوا «بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ .‏ .‏ .‏ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ شَهَادَةً لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ».‏ —‏ مت ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩‏.‏

٢ لَقَدْ أَحَبَّ ٱلتَّلَامِيذُ يَسُوعَ،‏ وَأَحَبُّوا ٱلْبِشَارَةَ أَيْضًا.‏ وَلٰكِنَّهُمْ رُبَّمَا تَسَاءَلُوا كَيْفَ عَسَاهُمْ يُتَمِّمُونَ ٱلتَّفْوِيضَ ٱلَّذِي أُوكِلَ إِلَيْهِمْ.‏ فَعَدَدُهُمْ صَغِيرٌ،‏ وَيَسُوعُ ٱلَّذِي كَانُوا يُعْلِنُونَ أَنَّهُ ٱبْنُ ٱللهِ نُفِّذَ فِيهِ حُكْمُ ٱلْمَوْتِ.‏ كَمَا أَنَّ أُنَاسًا كَثِيرِينَ ٱعْتَبَرُوهُمْ ‹غَيْرَ مُتَعَلِّمِينَ وَعَامِّيِّينَ› لِأَنَّهُمْ لَمْ يَتَعَلَّمُوا فِي مَدَارِسَ دِينِيَّةٍ مِثْلَ رِجَالِ ٱلدِّينِ ٱلْمَرْمُوقِينَ.‏ (‏اع ٤:‏١٣‏)‏ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ،‏ كَانَتْ رِسَالَتُهُمْ تَتَعَارَضُ مَعَ ٱلتَّقَالِيدِ ٱلسَّائِدَةِ مُنْذُ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ.‏ حَتَّى فِي وَطَنِهِمْ كَانُوا مَنْبُوذِينَ،‏ فَكَيْفَ عَسَاهُمْ يُلَاقُونَ أُذُنًا صَاغِيَةً فِي بَاقِي أَنْحَاءِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ ٱلْعَظِيمَةِ؟‏!‏

٣ وَمَا زَادَ ٱلطِّينَ بِلَّةً هُوَ أَنَّهُمْ سَيَكُونُونَ مُبْغَضِينَ وَمُضْطَهَدِينَ،‏ وَبَعْضُهُمْ سَيُقْتَلُونَ كَمَا حَذَّرَهُمْ يَسُوعُ.‏ (‏لو ٢١:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ كَمَا كَانُوا سَيُوَاجِهُونَ خَوَنَةً وَأَنْبِيَاءَ دَجَّالِينَ وَيَكْرِزُونَ فِي بُلْدَانٍ تَتَفَشَّى فِيهَا ٱلْجَرِيمَةُ وَٱلْعُنْفُ نَتِيجَةَ ٱزْدِيَادِ ٱلتَّعَدِّي عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ.‏ (‏مت ٢٤:‏١٠-‏١٢‏)‏ وَلٰكِنْ حَتَّى لَوْ نَالَتْ رِسَالَتُهُمُ ٱسْتِحْسَانَ ٱلْجَمِيعِ،‏ فَكَيْفَ يُوصِلُونَهَا «إِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ»؟‏ (‏اع ١:‏٨‏)‏ لَا بُدَّ أَنَّ كُلَّ هٰذِهِ ٱلتَّحَدِّيَاتِ كَانَتْ مُثَبِّطَةً لِلْعَزِيمَةِ.‏

٤ أَيَّةُ نَتَائِجَ حَقَّقَهَا عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟‏

٤ لَمْ تُعِقْ هٰذِهِ ٱلْمَخَاوِفُ ٱلتَّلَامِيذَ عَنْ إِطَاعَةِ وَصِيَّةِ يَسُوعَ.‏ فَقَدِ ٱنْشَغَلُوا بِإِعْلَانِ ٱلْبِشَارَةِ فِي أُورُشَلِيمَ وَٱلسَّامِرَةِ وَكُلِّ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَعْرُوفِ آنَذَاكَ.‏ وَرَغْمَ أَنَّهُمْ وَاجَهُوا ٱلْمَصَاعِبَ،‏ لَمْ تَكَدْ تَمْضِي ٣٠ سَنَةً حَتَّى أَصْبَحَتِ ٱلْبِشَارَةُ «مُثْمِرَةً وَنَامِيَةً فِي ٱلْعَالَمِ كُلِّهِ» وَ «كُرِزَ بِهَا فِي كُلِّ ٱلْخَلِيقَةِ ٱلَّتِي تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ».‏ (‏كو ١:‏٦،‏ ٢٣‏)‏ مَثَلًا،‏ نَتِيجَةَ كِرَازَةِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ فِي جَزِيرَةِ قُبْرُصَ،‏ «آمَنَ [ٱلْوَالِي سِرْجِيُوسُ بُولُسُ] مَذْهُولًا مِنْ تَعْلِيمِ يَهْوَهَ».‏ —‏ اقرإ الاعمال ١٣:‏٦-‏١٢‏.‏

٥ ‏(‏أ)‏ مَاذَا أَكَّدَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا ٱسْتَنْتَجَ ٱلْبَعْضُ بَعْدَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي ٱلْأَحْوَالِ ٱلسَّائِدَةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟‏

٥ عَرَفَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ أَنَّهُمْ لَنْ يَتَمَكَّنُوا مِنْ إِتْمَامِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِقُوَّتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ.‏ لٰكِنَّ يَسُوعَ أَكَّدَ لَهُمْ أَنَّهُ سَيَكُونُ مَعَهُمْ وَأَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ سَيَدْعَمُهُمْ.‏ (‏مت ٢٨:‏٢٠‏)‏ وَيُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ أَيْضًا إِنَّ أَوْضَاعَ ٱلْعَالَمِ آنَذَاكَ سَاهَمَتْ فِي تَسْهِيلِ ٱلْعَمَلِ عَلَيْهِمْ.‏ يَذْكُرُ كِتَابُ اَلتَّبْشِيرُ فِي ٱلْكَنِيسَةِ ٱلْبَاكِرَةِ ‏(‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏:‏ «رُبَّمَا لَمْ تَأْتِ فِي تَارِيخِ ٱلْعَالَمِ فَتْرَةٌ زَمَنِيَّةٌ أَفْضَلُ مِنَ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلْمِيلَادِيِّ لِٱحْتِضَانِ ٱلْكَنِيسَةِ فِي مَهْدِهَا .‏ .‏ .‏ بِحُلُولِ ٱلْقَرْنِ ٱلثَّانِي .‏ .‏ .‏ كَانَ هُنَاكَ [بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ] مَنْ يَقُولُ بِأَنَّ ٱلْعِنَايَةَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ هِيَ مَنْ هَيَّأَتِ ٱلْمَسْرَحَ ٱلْعَالَمِيَّ تَمْهِيدًا لِمَجِيءِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ».‏

٦ مَاذَا سَنُنَاقِشُ (‏أ)‏ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏ (‏ب)‏ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

٦ لَا يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِلَى أَيِّ حَدٍّ وَجَّهَ ٱللهُ ٱلْأَحْدَاثَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ تَمْهِيدًا لِنَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ.‏ لٰكِنْ مَا نَحْنُ أَكِيدُونَ مِنْهُ هُوَ أَنَّ يَهْوَهَ أَرَادَ نَشْرَ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَٱلشَّيْطَانَ لَمْ يُرِدْ ذٰلِكَ.‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ بَعْضَ ٱلْعَوَامِلِ ٱلَّتِي رُبَّمَا سَهَّلَتْ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَى تَطَوُّرَاتٍ تَحْصُلُ فِي أَيَّامِنَا تُسَاعِدُنَا عَلَى إِعْلَانِ ٱلْبِشَارَةِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ.‏

اَلسَّلَامُ ٱلرُّومَانِيُّ

٧ مَا هُوَ ٱلسَّلَامُ ٱلرُّومَانِيُّ،‏ وَبِمَ تَمَيَّزَتْ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةُ؟‏

٧ نَعِمَتِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةُ ٱلرُّومَانِيَّةُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ بِفَتْرَةِ سَلَامٍ سَهَّلَتِ ٱلْكِرَازَةَ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ وَقَدْ دُعِيَتْ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةُ بِٱللَّاتِينِيَّةِ بَاكْسْ رُومَانَا،‏ أَيِ ٱلسَّلَامَ ٱلرُّومَانِيَّ.‏ فَقَدْ فَرَضَ ٱلْحُكْمُ ٱلرُّومَانِيُّ ٱلِٱسْتِقْرَارَ فِي أَرْجَاءِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْمُتَرَامِيَةِ ٱلْأَطْرَافِ.‏ طَبْعًا،‏ لَمْ تَخْلُ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةُ كُلِّيًّا مِنَ ‹ٱلْحُرُوبِ وَأَخْبَارِ ٱلْحُرُوبِ› ٱلَّتِي أَنْبَأَ بِهَا يَسُوعُ.‏ (‏مت ٢٤:‏٦‏)‏ فَٱلْجُيُوشُ ٱلرُّومَانِيَّةُ مَثَلًا دَمَّرَتْ أُورُشَلِيمَ سَنَةَ ٧٠  ب‌م،‏ وَكَانَتْ هُنَالِكَ أَيْضًا مُنَاوَشَاتٌ عَلَى حُدُودِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ.‏ غَيْرَ أَنَّ مِنْطَقَةَ ٱلْمُتَوَسِّطِ عَاشَتْ بِسَلَامٍ نِسْبِيٍّ لِحَوَالَيْ ٢٠٠ سَنَةٍ بَعْدَ زَمَنِ يَسُوعَ.‏ يُعَلِّقُ أَحَدُ ٱلْمَرَاجِعِ:‏ «لَمْ يَعْرِفِ ٱلْجِنْسُ ٱلْبَشَرِيُّ فِي كُلِّ تَارِيخِهِ فَتْرَةَ هُدُوءٍ بِهٰذَا ٱلطُّولِ،‏ وَلَمْ تَأْتِ مِنْ بَعْدُ فَتْرَةٌ مِثْلُهَا ٱسْتَتَبَّ فِيهَا ٱلسِّلْمُ بَيْنَ شُعُوبٍ كَثِيرِينَ».‏

٨ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَائِلُ مِنَ ٱلْجَوِّ ٱلسِّلْمِيِّ؟‏

٨ كَتَبَ ٱللَّاهُوتِيُّ أُورِيجَانُس فِي ٱلْقَرْنِ ٱلثَّالِثِ مُعَبِّرًا عَنْ وُجْهَةِ نَظَرِهِ فِي ٱلْمَوْضُوعِ:‏ «مَا كَانَتْ تَعَالِيمُ يَسُوعَ لِتَنْتَشِرَ فِي ٱلْعَالَمِ أَجْمَعَ لَوْ وُجِدَتْ آنَذَاكَ مَمَالِكُ كَثِيرَةٌ .‏ .‏ .‏ لِأَنَّ ٱلرِّجَالَ فِي كُلِّ مَكَانٍ كَانُوا سَيُضْطَرُّونَ إِلَى تَأْدِيَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ وَٱلْمُحَارَبَةِ دِفَاعًا عَنْ بَلَدِهِمْ.‏ .‏ .‏ .‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ،‏ كَيْفَ لِهٰذَا ٱلتَّعْلِيمِ،‏ ٱلَّذِي يُنَادِي بِٱلسَّلَامِ وَيُحَرِّمُ ٱلِٱنْتِقَامَ مِنَ ٱلْأَعْدَاءِ،‏ أَنْ يَلْقَى نَجَاحًا لَوْلَا أَنَّ ٱلْأَحْوَالَ ٱلْعَالَمِيَّةَ تَغَيَّرَتْ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَسَادَ جَوٌّ مِنَ ٱلْهُدُوءِ زَمَنَ مَجِيءِ يَسُوعَ؟‏».‏ فَمَعَ أَنَّ ٱلتَّلَامِيذَ تَعَرَّضُوا لِلِٱضْطِهَادِ فِي ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ،‏ كَانُوا مُسَالِمِينَ وَٱسْتَفَادُوا عَلَى مَا يَظْهَرُ مِنَ ٱلْجَوِّ ٱلسِّلْمِيِّ فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ لِيُعْلِنُوا ٱلْبِشَارَةَ فِي كُلِّ مَكَانٍ.‏ —‏ اقرأ روما ١٢:‏١٨-‏٢١‏.‏

سُهُولَةُ ٱلْمُوَاصَلَاتِ

٩،‏ ١٠ لِمَ كَانَ ٱلسَّفَرُ سَهْلًا نِسْبِيًّا فِي ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ؟‏

٩ أَنْشَأَ ٱلرُّومَانُ أَكْثَرَ مِنْ ٨٠٬٠٠٠ كلم مِنَ ٱلطُّرُقَاتِ ٱلَّتِي رَبَطَتْ كُلَّ نَوَاحِي ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ تَقْرِيبًا بَعْضَهَا بِبَعْضٍ.‏ وَهٰذِهِ ٱلشَّبَكَةُ سَهَّلَتْ عَلَى ٱلْجَيْشِ ٱلرُّومَانِيِّ ٱلْجَبَّارِ أَنْ يَنْتَقِلَ إِلَى أَيِّ مَكَانٍ لِلدِّفَاعِ عَنْ أَرْضِهِ وَفَرْضِ ٱلنِّظَامِ.‏ وَقَدِ ٱسْتَغَلَّهَا ٱلْمَسِيحِيُّونَ لِٱجْتِيَازِ ٱلْغَابَاتِ وَٱلصَّحَارَى وَٱلْجِبَالِ وَإِيصَالِ بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ إِلَى شَتَّى ٱلْأَمَاكِنِ.‏

١٠ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱلسَّفَرِ بَرًّا،‏ سَافَرَ ٱلرُّومَانُ بِٱلْمَرَاكِبِ عَبْرَ ٱلْأَنْهَارِ وَٱلْقَنَوَاتِ ٱلصَّالِحَةِ لِلْمِلَاحَةِ ٱلَّتِي بَلَغَ طُولُهَا نَحْوَ ٢٧٬٠٠٠ كلم.‏ كَمَا سَلَكَتِ ٱلسُّفُنُ ٱلرُّومَانِيَّةُ حَوَالَيْ ٩٠٠ طَرِيقٍ بَحْرِيٍّ رَبَطَتْ مِئَاتِ ٱلْمَرَافِئِ بَعْضَهَا بِبَعْضٍ.‏ فَٱسْتَطَاعَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنْ يُسَافِرُوا بِٱلْمَرَاكِبِ لِيَصِلُوا إِلَى كُلِّ أَنْحَاءِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلسَّفَرَ لَمْ يَخْلُ مِنَ ٱلْمَشَقَّاتِ،‏ وَلٰكِنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ تَفْتِيشٌ وَجَمَارِكُ.‏ فَٱسْتَطَاعَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ وَغَيْرُهُ ٱلتَّنَقُّلَ أَيْنَمَا أَرَادُوا دُونَ ٱلْحَاجَةِ إِلَى جَوَازَاتِ سَفَرٍ وَتَأْشِيرَاتِ دُخُولٍ.‏ وَرَغْمَ وُجُودِ قُطَّاعِ طُرُقٍ قَلِيلِينَ،‏ كَانَتِ ٱلطُّرُقَاتُ آمِنَةً نِسْبِيًّا،‏ لِأَنَّ ٱلْخَارِجِينَ عَلَى ٱلْقَانُونِ خَافُوا مِنْ عِقَابِ ٱلسُّلْطَةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ.‏ وَكَذٰلِكَ كَانَ ٱلسَّفَرُ بَحْرًا،‏ ذٰلِكَ أَنَّ ٱلْأُسْطُولَ ٱلرُّومَانِيَّ أَبْعَدَ شَبَحَ ٱلْقَرَاصِنَةِ.‏ فَمَعَ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَذْكُرُ أَنَّ بُولُسَ تَحَطَّمَتْ بِهِ ٱلسَّفِينَةُ عِدَّةَ مَرَّاتٍ وَوَاجَهَ أَخْطَارًا فِي ٱلْبَحْرِ،‏ لَا يَأْتِي عَلَى ذِكْرِ قَرَاصِنَةٍ ٱعْتَرَضُوا طَرِيقَهُ أَثْنَاءَ أَسْفَارِهِ.‏ —‏ ٢ كو ١١:‏٢٥،‏ ٢٦‏.‏

اَللُّغَةُ

سَهَّلَ ٱلْمُجَلَّدُ تَحْدِيدَ مَوْقِعِ ٱلْآيَاتِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٢.‏)‏

١١ لِمَ ٱسْتَعْمَلَ ٱلتَّلَامِيذُ ٱللُّغَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ؟‏

١١ بِسَبَبِ غَزَوَاتِ ٱلْإِسْكَنْدَرِ ٱلْكَبِيرِ،‏ صَارَتِ ٱللُّغَةُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلشَّائِعَةُ،‏ أَيِ ٱلْكُيْنِيَّةُ،‏ لُغَةً مَحْكِيَّةً وَمَفْهُومَةً فِي كُلِّ مَكَانٍ.‏ وَهٰكَذَا،‏ تَمَكَّنَ خُدَّامُ ٱللهِ مِنَ ٱلتَّوَاصُلِ مَعَ شَتَّى ٱلنَّاسِ،‏ مَا سَاهَمَ فِي نَشْرِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّ ٱلْيَهُودَ ٱلْعَائِشِينَ فِي مِصْرَ كَانُوا قَدْ تَرْجَمُوا ٱلْأَسْفَارَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ إِلَى ٱلْيُونَانِيَّةِ.‏ فَكَانَ ٱلنَّاسُ مُعْتَادِينَ عَلَى هٰذِهِ ٱلتَّرْجَمَةِ ٱلسَّبْعِينِيَّةِ،‏ وَغَالِبًا مَا ٱسْتَشْهَدَ بِهَا أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَوَّلُونَ.‏ كَمَا وَجَدَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنَّ ٱلْيُونَانِيَّةَ هِيَ ٱللُّغَةُ ٱلْمِثَالِيَّةُ لِتَدْوِينِ بَاقِي أَسْفَارِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِأَنَّهَا غَنِيَّةٌ بِٱلْمُفْرَدَاتِ وَٱلتَّعَابِيرِ ٱلَّتِي تُسَاعِدُ عَلَى شَرْحِ ٱلْمَسَائِلِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ وَقَدْ سَاهَمَتِ ٱللُّغَةُ ٱلْيُونَانِيَّةُ فِي تَعْزِيزِ ٱلتَّوَاصُلِ وَٱلْوَحْدَةِ بَيْنَ ٱلْجَمَاعَاتِ.‏

١٢ ‏(‏أ)‏ مَا هُوَ ٱلْمُجَلَّدُ،‏ وَلِمَ كَانَ ٱسْتِخْدَامُهُ أَسْهَلَ مِنِ ٱسْتِخْدَامِ ٱلدَّرْجِ؟‏ (‏ب)‏ مَتَى أَصْبَحَ ٱسْتِعْمَالُ ٱلْمُجَلَّدِ شَائِعًا عِنْدَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟‏

١٢ وَمَاذَا ٱسْتَخْدَمَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ لِتَعْلِيمِ حَقَائِقِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟‏ فِي ٱلْبِدَايَةِ ٱسْتَعَانُوا بِٱلْأَدْرَاجِ،‏ وَلٰكِنَّهَا كَانَتْ مُلَبِّكَةً وَصَعْبَةَ ٱلِٱسْتِعْمَالِ.‏ فَكُلَّمَا أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَقْرَأَ آيَةً،‏ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَفْتَحَ ٱلدَّرْجَ وَمِنْ ثُمَّ أَنْ يَلُفَّهُ مِنْ جَدِيدٍ.‏ وَكَانَتِ ٱلْكِتَابَةُ عَادَةً عَلَى جِهَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ مِنَ ٱلصَّفْحَةِ.‏ فَكَانَ إِنْجِيلُ مَتَّى مَثَلًا يَمْلَأُ دَرْجًا بِكَامِلِهِ.‏ بَعْدَ ذٰلِكَ ٱبْتَكَرَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْمُجَلَّدَ،‏ ٱلشَّكْلَ ٱلْبِدَائِيَّ لِلْكِتَابِ،‏ وَهُوَ عِبَارَةٌ عَنْ مَجْمُوعَةِ صَفَحَاتٍ تُخَاطُ مَعًا بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ.‏ فَبَاتَ بِمَقْدُورِ ٱلْقَارِئِ فَتْحُ ٱلْمُجَلَّدِ وَقِرَاءَةُ ٱلنَّصِّ ٱلَّذِي يُرِيدُهُ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلْوَقْتَ ٱلَّذِي بَدَأَ فِيهِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِٱسْتِعْمَالِ ٱلْمُجَلَّدِ غَيْرُ مَعْرُوفٍ،‏ يَذْكُرُ أَحَدُ ٱلْمَرَاجِعِ:‏ «كَانَ ٱلْمُجَلَّدُ شَائِعًا جِدًّا عِنْدَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلثَّانِي بِحَيْثُ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ قَدِ ٱسْتُخْدِمَ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى قَبْلَ سَنَةِ ١٠٠ ب‌م بِوَقْتٍ طَوِيلٍ».‏

اَلْقَانُونُ ٱلرُّومَانِيُّ

١٣،‏ ١٤ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ ٱسْتَغَلَّ بُولُسُ جِنْسِيَّتَهُ ٱلرُّومَانِيَّةَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنَ ٱلْقَانُونِ ٱلرُّومَانِيِّ؟‏

١٣ كَانَ ٱلْقَانُونُ ٱلرُّومَانِيُّ سَارِيَ ٱلْمَفْعُولِ فِي كُلِّ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ،‏ وَتَمَتَّعَ ٱلْمُوَاطِنُ ٱلرُّومَانِيُّ بِحُقُوقٍ وَحَصَانَاتٍ لَا يُسْتَهَانُ بِهَا.‏ وَقَدِ ٱسْتَغَلَّ بُولُسُ جِنْسِيَّتَهُ ٱلرُّومَانِيَّةَ فِي عِدَّةِ مُنَاسَبَاتٍ.‏ فَعِنْدَمَا كَانَ عَلَى وَشْكِ أَنْ يُجْلَدَ فِي أُورُشَلِيمَ،‏ سَأَلَ ضَابِطًا رُومَانِيًّا:‏ «أَيَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَجْلِدُوا إِنْسَانًا رُومَانِيًّا وَغَيْرَ مَحْكُومٍ عَلَيْهِ؟‏».‏ وَلَمَّا أَعْلَنَ بُولُسُ أَنَّهُ مُوَاطِنٌ رُومَانِيٌّ مُنْذُ ٱلْوِلَادَةِ،‏ «تَنَحَّى عَنْهُ ٱلَّذِينَ كَانُوا سَيَسْتَجْوِبُونَهُ تَحْتَ ٱلتَّعْذِيبِ.‏ وَخَافَ قَائِدُ ٱلْجُنْدِ لَمَّا تَحَقَّقَ أَنَّهُ رُومَانِيٌّ وَقَدْ قَيَّدَهُ».‏ —‏ اع ٢٢:‏٢٥-‏٢٩‏.‏

١٤ فِي فِيلِبِّي،‏ لَعِبَتْ جِنْسِيَّةُ بُولُسَ فِي ظِلِّ ٱلْقَانُونِ ٱلرُّومَانِيِّ دَوْرًا فِي تَلَقِّيهِ مُعَامَلَةً أَفْضَلَ.‏ (‏اع ١٦:‏٣٥-‏٤٠‏)‏ وَفِي أَفَسُسَ،‏ هَدَّأَ رَئِيسُ دِيوَانِ ٱلْمَدِينَةِ جَمْعًا غَاضِبًا وَحَذَّرَهُمْ مِنْ مُخَالَفَةِ ٱلْقَانُونِ ٱلرُّومَانِيِّ.‏ (‏اع ١٩:‏٣٥-‏٤١‏)‏ وَلَاحِقًا،‏ حِينَ كَانَ بُولُسُ فِي قَيْصَرِيَّةَ،‏ رَفَعَ دَعْوَاهُ إِلَى قَيْصَرَ،‏ مَا فَتَحَ لَهُ فُرْصَةً لِلدِّفَاعِ عَنْ إِيمَانِهِ أَمَامَهُ.‏ (‏اع ٢٥:‏٨-‏١٢‏)‏ وَهٰكَذَا،‏ ٱسْتَفَادَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنَ ٱلْقَانُونِ ٱلرُّومَانِيِّ ٱلَّذِي أَتَاحَ لَهُمُ «ٱلدِّفَاعَ عَنِ ٱلْبِشَارَةِ وَتَثْبِيتَهَا قَانُونِيًّا».‏ —‏ في ١:‏٧‏.‏

تَشَتُّتُ ٱلْيَهُودِ

١٥ مَا مَدَى ٱنْتِشَارِ ٱلْيَهُودِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟‏

١٥ ثَمَّةَ عَامِلٌ آخَرُ رُبَّمَا سَهَّلَ عَمَلَ ٱلتَّبْشِيرِ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ أَلَا وَهُوَ تَشَتُّتُ ٱلْيَهُودِ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ.‏ فَقَبْلَ قُرُونٍ،‏ أَخَذَ ٱلْأَشُّورِيُّونَ ثُمَّ ٱلْبَابِلِيُّونَ ٱلشَّعْبَ ٱلْيَهُودِيَّ إِلَى ٱلسَّبْيِ.‏ وَبِحُلُولِ ٱلْقَرْنِ ٱلْخَامِسِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ،‏ كَانَتْ هُنَاكَ جَالِيَاتٌ يَهُودِيَّةٌ فِي أَقَالِيمِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْفَارِسِيَّةِ ٱلْـ‍ ١٢٧.‏ (‏اس ٩:‏٣٠‏)‏ وَحِينَ كَانَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ تَوَاجَدَ ٱلْيَهُودُ فِي مِصْرَ وَغَيْرِهَا مِنْ بُلْدَانِ شَمَالِ إِفْرِيقْيَا،‏ وَكَذٰلِكَ فِي ٱلْيُونَانِ وَآسِيَا ٱلصُّغْرَى وَبِلَادِ مَا بَيْنَ ٱلنَّهْرَيْنِ.‏ وَيُقَالُ إِنَّ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعَةِ مَلَايِينِ يَهُودِيٍّ عَاشُوا فِي ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرُّومَانِيَّةِ ٱلَّتِي بَلَغَ عَدَدُ سُكَّانِهَا ٦٠٬٠٠٠٬٠٠٠ نَسَمَةٍ عَلَى وَجْهِ ٱلتَّقْدِيرِ.‏ وَحَيْثُمَا حَلَّ ٱلْيَهُودُ،‏ نَشَرُوا دِيَانَتَهُمْ هُنَاكَ.‏ —‏ مت ٢٣:‏١٥‏.‏

١٦،‏ ١٧ ‏(‏أ)‏ أَيَّةُ فَائِدَةٍ نَجَمَتْ عَنْ تَشَتُّتِ ٱلْيَهُودِ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ مُمَارَسَاتٍ أَخَذَهَا ٱلتَّلَامِيذُ عَنِ ٱلْيَهُودِ؟‏

١٦ نَتِيجَةَ تَشَتُّتِ ٱلْيَهُودِ فِي بُلْدَانٍ كَثِيرَةٍ،‏ صَارَتِ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْعِبْرَانِيَّةُ مَأْلُوفَةً لَدَى ٱلْكَثِيرِ مِنْ غَيْرِ ٱلْيَهُودِ.‏ فَعَرَفُوا أَنَّ هُنَالِكَ إِلٰهًا حَقِيقِيًّا وَاحِدًا وَأَنَّ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَهُ لَدَيْهِمْ مَقَايِيسُ أَدَبِيَّةٌ رَفِيعَةٌ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ كَانَتْ مَلِيئَةً بِٱلنُّبُوَّاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلْمَسِيَّا.‏ (‏لو ٢٤:‏٤٤‏)‏ لِذٰلِكَ عِنْدَمَا كَرَزَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِٱلْبِشَارَةِ،‏ لَمْ تَكُنْ كِرَازَتُهُمْ غَرِيبَةً كُلِّيًّا عَلَى مَسَامِعِ ٱلْيَهُودِ وَغَيْرِ ٱلْيَهُودِ.‏ وَقَدْ مَكَّنَ هٰذَا ٱلْأَمْرُ بُولُسَ مِنْ وَضْعِ أَسَاسٍ مُشْتَرَكٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَامِعِيهِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ كَانَ مِنْ عَادَتِهِ أَنْ يَدْخُلَ مَجَامِعَ ٱلْيَهُودِ بَحْثًا عَنْ ذَوِي ٱلْقُلُوبِ ٱلطَّيِّبَةِ لِيُحَاجَّهُمْ مَنْطِقِيًّا مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ —‏ اقرإ الاعمال ١٧:‏١،‏ ٢‏.‏

١٧ لَقَدْ كَانَ ٱلْيَهُودُ بِحُكْمِ دِيَانَتِهِمْ يَجْتَمِعُونَ مَعًا لِلْعِبَادَةِ فِي ٱلْمَجَامِعِ أَوْ فِي ٱلْهَوَاءِ ٱلطَّلْقِ.‏ وَٱعْتَادُوا إِنْشَادَ ٱلتَّرَانِيمِ،‏ إِقَامَةَ ٱلصَّلَوَاتِ،‏ وَمُنَاقَشَةَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ وَقَدْ أَخَذَ عَنْهُمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ هٰذِهِ ٱلْعَادَاتِ،‏ وَهِيَ لَا تَزَالُ تُمَارَسُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْيَوْمَ.‏

لَا مُسْتَحِيلَ بِمَعُونَةِ يَهْوَهَ

١٨،‏ ١٩ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ عَنِ ٱلظُّرُوفِ ٱلَّتِي سَادَتْ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟‏ (‏ب)‏ مَا هُوَ شُعُورُكَ تِجَاهَ يَهْوَهَ عَلَى ضَوْءِ هٰذِهِ ٱلْمَعْلُومَاتِ؟‏

١٨ أَلَيْسَ جَدِيرًا بِٱلْمُلَاحَظَةِ أَنْ تَتَوَفَّرَ كُلُّ هٰذِهِ ٱلظُّرُوفِ لِإِنْجَاحِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟‏ فَقَدِ ٱجْتَمَعَتِ ٱلْعَوَامِلُ كُلُّهَا،‏ مِنَ ٱلسَّلَامِ ٱلرُّومَانِيِّ إِلَى سُهُولَةِ ٱلْمُوَاصَلَاتِ،‏ ٱللُّغَةِ ٱلْمُشْتَرَكَةِ،‏ ٱلْقَانُونِ ٱلرُّومَانِيِّ،‏ وَتَشَتُّتِ ٱلْيَهُودِ،‏ وَسَاعَدَتْ تَلَامِيذَ يَسُوعَ عَلَى إِتْمَامِ ٱلتَّفْوِيضِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ ٱللهُ إِلَيْهِمْ.‏

١٩ كَتَبَ ٱلْفَيْلَسُوفُ ٱلْيُونَانِيُّ أَفْلَاطُون قَبْلَ مَجِيءِ ٱلْمَسِيحِ بِأَرْبَعِ مِئَةِ سَنَةٍ:‏ «إِنَّهُ لَمِنَ ٱلصَّعْبِ أَنْ نَكْتَشِفَ مَنْ هُوَ خَالِقُ وَأَبُو كَوْنِنَا هٰذَا.‏ وَلَوْ وَجَدْنَاهُ،‏ فَمِنَ ٱلْمُسْتَحِيلِ أَنْ نُخْبِرَ عَنْهُ ٱلْعَالَمَ أَجْمَعَ».‏ لٰكِنَّ يَسُوعَ قَالَ:‏ «إِنَّ ٱلْمُسْتَحِيلَ عِنْدَ ٱلنَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ ٱللهِ».‏ (‏لو ١٨:‏٢٧‏)‏ فَخَالِقُ ٱلْكَوْنِ يُرِيدُ أَنْ يَجِدَهُ ٱلنَّاسُ وَيَتَعَرَّفُوا بِهِ.‏ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ،‏ قَالَ يَسُوعُ لِأَتْبَاعِهِ:‏ «تَلْمِذُوا أُنَاسًا مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ».‏ (‏مت ٢٨:‏١٩‏)‏ وَإِتْمَامُ هٰذِهِ ٱلْمُهِمَّةِ مُمْكِنٌ بِمَعُونَةِ يَهْوَهَ.‏ وَسَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ كَيْفَ يُنْجَزُ هٰذَا ٱلْعَمَلُ فِي أَيَّامِنَا.‏