ماذا نتعلم من مثل الوزنات؟
«أَعْطَى وَاحِدًا خَمْسَ وَزَنَاتٍ، وَآخَرَ وَزْنَتَيْنِ، وَآخَرَ وَزْنَةً». — مت ٢٥:١٥.
١، ٢ لِمَاذَا أَعْطَى يَسُوعُ مَثَلَ ٱلْوَزَنَاتِ؟
فِي مَثَلِ ٱلْوَزَنَاتِ، يَكْشِفُ يَسُوعُ بِوُضُوحٍ عَنِ ٱلْتِزَامٍ يَقَعُ عَلَى عَاتِقِ أَتْبَاعِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ. وَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَفْهَمَ مَعْنَى هٰذَا ٱلْمَثَلِ لِأَنَّ كُلَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ مَعْنِيُّونَ بِهِ، سَوَاءٌ كَانَتْ مُكَافَأَتُهُمْ أَرْضِيَّةً أَوْ سَمَاوِيَّةً.
٢ وَقَدْ أَعْطَى يَسُوعُ مَثَلَ ٱلْوَزَنَاتِ فِي مَعْرِضِ جَوَابِهِ عَنْ سُؤَالِ تَلَامِيذِهِ حَوْلَ «عَلَامَةِ حُضُورِ[هِ] وَٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ». (مت ٢٤:٣) لِذٰلِكِ يَتِمُّ هٰذَا ٱلْمَثَلُ فِي أَيَّامِنَا وَهُوَ جُزْءٌ مِنْ عَلَامَةِ حُضُورِ يَسُوعَ وَحُكْمِهِ مَلِكًا.
٣ أَيَّةُ دُرُوسٍ نَتَعَلَّمُهَا مِنَ ٱلْأَمْثَالِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي مَتَّى ٱلْإِصْحَاحَيْنِ ٢٤ و٢٥َ؟
٣ إِنَّ مَثَلَ ٱلْوَزَنَاتِ هُوَ وَاحِدٌ مِنْ أَرْبَعَةِ أَمْثَالٍ مُتَرَابِطَةٍ مُسَجَّلَةٍ فِي مَتَّى ٢٤:٤٥ إِلَى ٢٥:٤٦. فَٱلْأَمْثَالُ ٱلثَّلَاثَةُ ٱلْأُخْرَى، أَيْ مَثَلُ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ وَٱلْعَذَارَى ٱلْعَشْرِ وَٱلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ، هِيَ أَيْضًا جُزْءٌ مِنْ جَوَابِ يَسُوعَ عَنِ ٱلسُّؤَالِ حَوْلَ عَلَامَةِ حُضُورِهِ. وَفِي كُلِّ ٱلْأَمْثَالِ ٱلْأَرْبَعَةِ يُسَلِّطُ يَسُوعُ ٱلضَّوْءَ عَلَى ٱلسِّمَاتِ ٱلَّتِي تُمَيِّزُ أَتْبَاعَهُ ٱلْحَقِيقِيِّينَ فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. وَقَدْ وَجَّهَ أَمْثَالَهُ عَنِ ٱلْعَبْدِ وَٱلْعَذَارَى وَٱلْوَزَنَاتِ إِلَى أَتْبَاعِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ. فَفِي مَثَلِهِ عَنِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلَّذِي وَكَّلَهُ عَلَى إِطْعَامِ خَدَمِ بَيْتِهِ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، رَكَّزَ يَسُوعُ عَلَى ضَرُورَةِ أَنْ يَكُونَ هٰذَا ٱلْفَرِيقُ ٱلصَّغِيرُ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ أَمِينًا وَ فَطِينًا. وَفِي مَثَلِ ٱلْعَذَارَى، شَدَّدَ عَلَى ٱلْحَاجَةِ أَنْ يَكُونَ جَمِيعُ أَتْبَاعِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ مُسْتَعِدِّينَ وَ يَقِظِينَ إِذْ إِنَّهُمْ يَعْلَمُونَ بِمَجِيئِهِ لٰكِنَّهُمْ يَجْهَلُونَ ٱلْيَوْمَ وَٱلسَّاعَةَ. وَفِي مَثَلِ ٱلْوَزَنَاتِ، رَكَّزَ يَسُوعُ عَلَى حَاجَةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ إِلَى ٱلِٱجْتِهَادِ فِي إِتْمَامِ مَسْؤُولِيَّاتِهِمِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. أَمَّا مَثَلُ ٱلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ فَقَدْ وَجَّهَهُ يَسُوعُ إِلَى ٱلَّذِينَ رَجَاؤُهُمْ أَرْضِيٌّ. وَأَبْرَزَ مِنْ خِلَالِهِ أَهَمِّيَّةَ ٱلْوَلَاءِ وَدَعْمِ إِخْوَةِ يَسُوعَ ٱلْمَمْسُوحِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ دَعْمًا كَامِلًا. * لِنُنَاقِشِ ٱلْآنَ مَثَلَ ٱلْوَزَنَاتِ.
اَلسَّيِّدُ يَأْتَمِنُ عَبِيدَهُ عَلَى ثَرْوَةٍ طَائِلَةٍ
٤، ٥ إِلَى مَنْ يَرْمُزُ ٱلْإِنْسَانُ أَوِ ٱلسَّيِّدُ وَكَمْ بَلَغَتْ قِيمَةُ ٱلْوَزْنَةِ؟
٤ اقرأ متى ٢٥:
٥ وَفِي مَثَلِ ٱلْوَزَنَاتِ، ٱمْتَلَكَ ٱلْإِنْسَانُ ثَمَانِيَ وَزَنَاتٍ، مَا ٱعْتُبِرَ ثَرْوَةً طَائِلَةً فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ. * وَقَبْلَ أَنْ يُسَافِرَ، وَزَّعَ هٰذِهِ ٱلْوَزَنَاتِ عَلَى عَبِيدِهِ مُتَوَقِّعًا مِنْهُمْ أَنْ يُتَاجِرُوا بِهَا فِي غِيَابِهِ. بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، ٱمْتَلَكَ يَسُوعُ قَبْلَ صُعُودِهِ إِلَى ٱلسَّمَاءِ شَيْئًا ذَا قِيمَةٍ كَبِيرَةٍ. مَا هُوَ؟ اَلْجَوَابُ مُرْتَبِطٌ بِٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي قَامَ بِهِ يَسُوعُ أَثْنَاءَ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.
٦، ٧ إِلَامَ تَرْمُزُ ٱلْوَزَنَاتُ؟
٦ عَلَّقَ يَسُوعُ أَهَمِّيَّةً كَبِيرَةً عَلَى عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ وَٱلتَّعْلِيمِ. (اقرأ لوقا ٤:٤٣.) فَمِنْ خِلَالِ هٰذَا ٱلْعَمَلِ، أَعَدَّ حَقْلًا كَانَ سَيَأْتِي بِغِلَالٍ وَفِيرَةٍ. وَهُوَ سَبَقَ أَنْ قَالَ لِتَلَامِيذِهِ: «اِرْفَعُوا أَعْيُنَكُمْ وَٱنْظُرُوا ٱلْحُقُولَ، إِنَّهَا قَدِ ٱبْيَضَّتْ لِلْحَصَادِ». (يو ٤:
٧ فَمَاذَا نَسْتَنْتِجُ مِنْ ذٰلِكَ؟ عِنْدَمَا أَعْطَى يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ تَفْوِيضَ ٱلتَّلْمَذَةِ، كَانَ فِي ٱلْوَاقِعِ يُوَكِّلُهُمْ عَلَى مت ٢٥:١٤) إِذًا، تَرْمُزُ ٱلْوَزَنَاتُ إِلَى مَسْؤُولِيَّةِ ٱلتَّبْشِيرِ وَٱلتَّلْمَذَةِ.
«مُمْتَلَكَاتِهِ» أَيْ وَزَنَاتِهِ. (٨ مَاذَا تَوَقَّعَ ٱلسَّيِّدُ مِنْ عَبِيدِهِ مَعَ أَنَّهُمْ نَالُوا عَدَدًا مُخْتَلِفًا مِنَ ٱلْوَزَنَاتِ؟
٨ يَذْكُرُ مَثَلُ ٱلْوَزَنَاتِ أَنَّ ٱلسَّيِّدَ أَعْطَى وَاحِدًا مِنْ عَبِيدِهِ خَمْسَ وَزَنَاتٍ، وَآخَرَ وَزْنَتَيْنِ، وَآخَرَ وَاحِدَةً فَقَطْ. (مت ٢٥:١٥) وَمَعَ أَنَّ كُلًّا مِنَ ٱلْعَبِيدِ نَالَ عَدَدًا مُخْتَلِفًا مِنَ ٱلْوَزَنَاتِ، تَوَقَّعَ ٱلسَّيِّدُ مِنْهُمْ جَمِيعًا أَنْ يَكُونُوا مُجْتَهِدِينَ فِي ٱلْمُتَاجَرَةِ بِهَا، أَيْ أَنْ يُقَدِّمُوا خِدْمَةً بِكُلِّ مَا لَدَيْهِمْ مِنْ قُوَّةٍ. (مت ٢٢:٣٧؛ كو ٣:٢٣) وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، ٱعْتِبَارًا مِنْ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، بَدَأَ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ يُتَاجِرُونَ بِٱلْوَزَنَاتِ. وَيَتَضَمَّنُ سِفْرُ ٱلْأَعْمَالِ سِجِلًّا مُفَصَّلًا عَنِ ٱجْتِهَادِهِمْ فِي ٱلْبِشَارَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ. * — اع ٦:٧؛ ١٢:٢٤؛ ١٩:٢٠.
اَلْمُتَاجَرَةُ بِٱلْوَزَنَاتِ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ
٩ (أ) مَاذَا فَعَلَ ٱلْعَبْدَانِ ٱلْأَمِينَانِ بِوَزَنَاتِهِمَا، وَعَلَامَ يَدُلُّ ذٰلِكَ؟ (ب) مَا هُوَ دَوْرُ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›؟
٩ خِلَالَ وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ، وَخَاصَّةً مُنْذُ سَنَةِ ١٩١٩، يُتَاجِرُ عَبِيدُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْأُمَنَاءُ عَلَى ٱلْأَرْضِ يو ١٠:١٦.
بِوَزَنَاتِ ٱلسَّيِّدِ. وَمِثْلَ ٱلْعَبْدَيْنِ ٱلْأَوَّلَيْنِ، يَبْذُلُ ٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ ٱلْمَمْسُوحُونَ كُلَّ مَا فِي وِسْعِهِمْ لِإِنْجَازِ عَمَلِهِمْ. وَلَا حَاجَةَ أَنْ نُخَمِّنَ مَنْ نَالَ ٱلْوَزَنَاتِ ٱلْخَمْسَ وَمَنْ نَالَ ٱلْوَزْنَتَيْنِ. فَكِلَا ٱلْعَبْدَيْنِ فِي ٱلْمَثَلِ ضَاعَفَ مَا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ٱلسَّيِّدُ، مَا يَعْنِي أَنَّ كِلَيْهِمَا أَعْرَبَ بِٱلتَّسَاوِي عَنِ ٱلِٱجْتِهَادِ. وَمَا هُوَ دَوْرُ ذَوِي ٱلرَّجَاءِ ٱلْأَرْضِيِّ؟ إِنَّهُمْ يُؤَدُّونَ دَوْرًا هَامًّا جِدًّا. فَمَثَلُ يَسُوعَ عَنِ ٱلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ يُعَلِّمُنَا أَنَّ ٱلَّذِينَ رَجَاؤُهُمْ أَرْضِيٌّ يَحْظَوْنَ بِشَرَفِ دَعْمِ إِخْوَةِ يَسُوعَ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِوَلَاءٍ فِي عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ وَٱلتَّعْلِيمِ. وَخِلَالَ هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ ٱلصَّعْبَةِ، يَعْمَلُ ٱلْفَرِيقَانِ جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ بِٱعْتِبَارِهِمَا «رَعِيَّةً وَاحِدَةً» مُظْهِرِينَ غَيْرَةً كَبِيرَةً فِي إِتْمَامِ عَمَلِ ٱلتَّلْمَذَةِ. —١٠ مَا هُوَ أَحَدُ ٱلْأَوْجُهِ ٱلْبَارِزَةِ لِعَلَامَةِ حُضُورِ يَسُوعَ؟
١٠ مِنْ حَقِّ ٱلسَّيِّدِ أَنْ يَتَوَقَّعَ جَنْيَ ٱلْأَرْبَاحِ. وَكَمَا وَرَدَ آنِفًا، مِنَ ٱلْمُؤَكَّدِ أَنَّ تَلَامِيذَهُ ٱلْأُمَنَاءَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ عَمِلُوا عَلَى زِيَادَةِ مُمْتَلَكَاتِهِ. وَمَاذَا عَنْ وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ ٱلَّذِي يَتِمُّ فِيهِ ٱلْمَثَلُ؟ يَنْهَمِكُ خُدَّامُ يَسُوعَ ٱلْأُمَنَاءُ وَٱلْمُتَفَانُونَ فِي أَعْظَمِ حَمْلَةِ تَبْشِيرٍ وَتَلْمَذَةٍ شَهِدَهَا ٱلتَّارِيخُ. وَتُثْمِرُ جُهُودُهُمُ ٱلْمُتَضَافِرَةُ عَنْ أَكْثَرَ مِنْ مِئَتَيْ أَلْفِ تِلْمِيذٍ جَدِيدٍ يَنْضَمُّونَ سَنَوِيًّا إِلَى صُفُوفِ ٱلْمُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ، مَا يَجْعَلُ عَمَلَ ٱلتَّبْشِيرِ وَٱلتَّعْلِيمِ وَجْهًا بَارِزًا لِعَلَامَةِ حُضُورِ يَسُوعَ فِي سُلْطَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَلَا بُدَّ أَنَّ سَيِّدَهُمْ رَاضٍ عَنْ هٰذِهِ ٱلنَّتِيجَةِ.
مَتَى يَجِيءُ ٱلسَّيِّدُ لِيُسَوِّيَ ٱلْحِسَابَ؟
١١ مَاذَا يَقُودُنَا إِلَى ٱلِٱسْتِنْتَاجِ أَنَّ يَسُوعَ سَيُسَوِّي حِسَابَهُ مَعَ عَبِيدِهِ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ؟
١١ سَيَجِيءُ يَسُوعُ لِيُسَوِّيَ حِسَابَهُ مَعَ عَبِيدِهِ نَحْوَ ٱنْتِهَاءِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ ٱلَّذِي بَاتَ عَلَى ٱلْأَبْوَابِ. وَمَا ٱلَّذِي يَقُودُنَا إِلَى هٰذَا ٱلِٱسْتِنْتَاجِ؟ فِي نُبُوَّتِهِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي مَتَّى ٱلْإِصْحَاحَيْنِ ٢٤ و٢٥َ، تَحَدَّثَ يَسُوعُ مِرَارًا عَنْ مَجِيئِهِ. وَعِنْدَمَا أَشَارَ إِلَى ٱلدَّيْنُونَةِ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ، قَالَ إِنَّ ٱلنَّاسَ سَوْفَ «يَرَوْنَ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سُحُبِ ٱلسَّمَاءِ». وَحَضَّ أَتْبَاعَهُ ٱلْعَائِشِينَ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ أَنْ يَكُونُوا يَقِظِينَ قَائِلًا: «لَا تَعْرِفُونَ فِي أَيِّ يَوْمٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ» وَ «فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ». (مت ٢٤:
١٢، ١٣ (أ) مَاذَا قَالَ ٱلسَّيِّدُ لِلْعَبْدَيْنِ ٱلْأَوَّلَيْنِ، وَلِمَاذَا؟ (ب) مَتَى يَنَالُ ٱلْمَمْسُوحُونَ خَتْمَهُمُ ٱلنِّهَائِيَّ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «تَقْدِيمُ ٱلْحِسَابِ عِنْدَ ٱلْمَوْتِ».) (ج) أَيُّ مُكَافَأَةٍ سَيَحْظَى بِهَا ٱلَّذِينَ سَيُعْتَبَرُونَ مِنَ ٱلْخِرَافِ؟
١٢ وَكَمَا يُتَابِعُ مَثَلُ ٱلْوَزَنَاتِ، يَجِيءُ ٱلسَّيِّدُ فَيَجِدُ أَنَّ ٱلْعَبْدَ ٱلَّذِي نَالَ ٱلْوَزَنَاتِ ٱلْخَمْسَ وَٱلْآخَرَ ٱلَّذِي نَالَ ٱلْوَزْنَتَيْنِ بَرْهَنَا عَنْ أَمَانَتِهِمَا إِذْ ضَاعَفَا وَزَنَاتِهِمَا. فَيَقُولُ لِكُلٍّ مِنْهُمَا ٱلْكَلِمَاتِ نَفْسَهَا: «أَحْسَنْتَ أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلصَّالِحُ وَٱلْأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا عَلَى قَلِيلٍ، فَسَأُقِيمُكَ عَلَى كَثِيرٍ». (مت ٢٥:
١٣ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرْمُزُ إِلَيْهِمِ ٱلْعَبْدَانِ ٱلْأَوَّلَانِ، أَيْ تَلَامِيذَ يَسُوعَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْمُتَفَانِينَ، سَيَكُونُونَ قَدْ نَالُوا ٱلْخَتْمَ ٱلنِّهَائِيَّ قَبْلَ ٱبْتِدَاءِ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ. (رؤ ٧:
عَبْدٌ شِرِّيرٌ وَكَسْلَانٌ
١٤، ١٥ هَلْ قَصَدَ يَسُوعُ أَنَّ عَدَدًا كَبِيرًا مِنْ إِخْوَتِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ سَيَكُونُونَ أَشْرَارًا وَكَسَالَى؟ أَوْضِحْ.
١٤ فِي ٱلْمَثَلِ عَيْنِهِ، دَفَنَ ٱلْعَبْدُ ٱلْأَخِيرُ وَزْنَتَهُ بَدَلَ أَنْ يُتَاجِرَ بِهَا أَوْ يُودِعَهَا عِنْدَ ٱلْمَصْرِفِيِّينَ. فَأَعْرَبَ بِذٰلِكَ عَنْ مَيْلٍ شِرِّيرٍ لِأَنَّهُ عَمِلَ عَمْدًا ضِدَّ مَصَالِحِ سَيِّدِهِ. لِذٰلِكَ وَصَفَهُ ٱلسَّيِّدُ بِٱلْعَبْدِ «ٱلشِّرِّيرِ وَٱلْكَسْلَانِ». ثُمَّ أَخَذَ ٱلْوَزْنَةَ مِنْهُ وَأَعْطَاهَا لِلَّذِي لَهُ ٱلْوَزَنَاتُ ٱلْعَشْرُ. وَأُلْقِيَ هٰذَا ٱلْعَبْدُ ٱلشِّرِّيرُ بَعْدَ ذٰلِكَ «فِي ٱلظُّلْمَةِ ٱلْخَارِجِيَّةِ». وَ «هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلْأَسْنَانِ». — مت ٢٥:
١٥ هَلْ قَصَدَ يَسُوعُ أَنَّ ثُلْثَ أَتْبَاعِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ سَيَكُونُونَ أَشْرَارًا وَكَسَالَى لِأَنَّ وَاحِدًا مِنَ ٱلْعَبِيدِ ٱلثَّلَاثَةِ * إِذًا فِي هٰذَا ٱلسِّيَاقِ، مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ ٱلِٱسْتِنْتَاجُ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَقْصِدْ فِي مَثَلِ ٱلْوَزَنَاتِ أَنَّ عَدَدًا كَبِيرًا مِنْ إِخْوَتِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ سَيَكُونُونَ أَشْرَارًا وَكَسَالَى فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. بَلْ كَانَ يُنَبِّهُ أَتْبَاعَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ مُذَكِّرًا إِيَّاهُمْ بِٱلْحَاجَةِ إِلَى ٱلْبَقَاءِ مُجْتَهِدِينَ، أَيْ إِلَى ‹ٱلْمُتَاجَرَةِ› بِوَزَنَاتِهِمْ، وَتَجَنُّبِ مَوَاقِفِ ٱلْعَبْدِ ٱلشِّرِّيرِ وَأَعْمَالِهِ. — مت ٢٥:١٦.
أَخْفَى وَزْنَتَهُ؟ كَلَّا، لِنُرَاجِعْ سِيَاقَ ٱلْكَلَامِ. فَفِي ٱلْمَثَلِ عَنِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ، تَحَدَّثَ يَسُوعُ عَنْ عَبْدٍ سَيِّئٍ يَضْرِبُ ٱلْعَبِيدَ رُفَقَاءَهُ. وَلَمْ يَكُنْ يُنْبِئُ أَنَّهُ سَيَكُونُ هُنَاكَ صَفُّ عَبْدٍ سَيِّئٍ، بَلْ كَانَ يُحَذِّرُ ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ لِئَلَّا يُنَمِّيَ صِفَاتِ ٱلْعَبْدِ ٱلسَّيِّئِ. وَفِي مَثَلِ ٱلْعَذَارَى ٱلْعَشْرِ أَيْضًا، لَمْ يَكُنْ يَسُوعُ يُشِيرُ أَنَّ نِصْفَ أَتْبَاعِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ سَيَكُونُونَ مِثْلَ ٱلْعَذَارَى ٱلْخَمْسِ ٱلْحَمْقَاوَاتِ. بَلْ كَانَ يُحَذِّرُ إِخْوَتَهُ ٱلرُّوحِيِّينَ مِمَّا سَيَحْدُثُ إِذَا لَمْ يُوجَدُوا يَقِظِينَ وَمُسْتَعِدِّينَ.١٦ (أ) أَيُّ دَرْسَيْنِ نَتَعَلَّمُهُمَا مِنْ مَثَلِ ٱلْوَزَنَاتِ؟ (ب) كَيْفَ أَوْضَحَتْ لَنَا هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ مَثَلَ ٱلْوَزَنَاتِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «فَهْمُ مَثَلِ ٱلْوَزَنَاتِ».)
١٦ إِذًا أَيُّ دَرْسَيْنِ نَتَعَلَّمُهُمَا مِنْ مَثَلِ ٱلْوَزَنَاتِ؟ أَوَّلًا، سَلَّمَ ٱلسَّيِّدُ أَيِ ٱلْمَسِيحُ عَبِيدَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ شَيْئًا ذَا قِيمَةٍ كَبِيرَةٍ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ، وَهُوَ ٱلتَّفْوِيضُ بِٱلتَّبْشِيرِ وَٱلتَّلْمَذَةِ. ثَانِيًا، يَتَوَقَّعُ ٱلْمَسِيحُ مِنَّا جَمِيعًا أَنْ نُعْرِبَ عَنِ ٱلِٱجْتِهَادِ فِي عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ. وَإِذَا كُنَّا كَذٰلِكَ نَتَيَقَّنُ أَنَّ ٱلسَّيِّدَ سَيُكَافِئُنَا عَلَى إِيمَانِنَا وَيَقْظَتِنَا وَوَلَائِنَا. — مت ٢٥:
^ الفقرة 3 تُنَاقَشُ هُوِيَّةُ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ فِي بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ، عَدَدِ ١٥ تَمُّوزَ (يُولْيُو) ٢٠١٣، ٱلصَّفْحَتَيْنِ ٢١-٢٢، ٱلْفِقْرَاتِ ٨-١٠. وَتُوضِحُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلسَّابِقَةُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَجَلَّةِ هُوِيَّةَ ٱلْعَذَارَى. كَمَا يَرِدُ شَرْحٌ مُفَصَّلٌ لِمَثَلِ ٱلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ فِي بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ، عَدَدِ ١٥ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) ١٩٩٥، ٱلصَّفَحَاتِ ٢٣-٢٨ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ مِنْ هٰذِهِ ٱلْمَجَلَّةِ.
^ الفقرة 4 اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ « أَوْجُهُ ٱلشَّبَهِ بَيْنَ مَثَلَيِ ٱلْوَزَنَاتِ وَٱلْأَمْنَاءِ».
^ الفقرة 5 فِي أَيَّامِ يَسُوعَ، كَانَتِ ٱلْوَزْنَةُ تُسَاوِي ٦٬٠٠٠ دِينَارٍ تَقْرِيبًا. وَبِمَا أَنَّ أُجْرَةَ ٱلْعَامِلِ ٱلْعَادِيِّ كَانَتْ دِينَارًا وَاحِدًا فِي ٱلْيَوْمِ، فَقَدْ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَكْدَحَ ٢٠ سَنَةً تَقْرِيبًا لِيَكْسِبَ قِيمَةَ وَزْنَةٍ وَاحِدَةٍ.
^ الفقرة 8 بَعْدَ مَوْتِ ٱلرُّسُلِ، رَوَّجَ ٱلشَّيْطَانُ لِلِٱرْتِدَادِ ٱلَّذِي ٱسْتَفْحَلَ طَوَالَ قُرُونٍ عَدِيدَةٍ. وَخِلَالَ تِلْكَ ٱلْحِقْبَةِ، لَمْ تُبْذَلْ جُهُودٌ مُتَوَاصِلَةٌ لِإِتْمَامِ ٱلتَّفْوِيضِ بِتَعْلِيمِ ٱلنَّاسِ كَيْ يَصِيرُوا تَلَامِيذَ حَقِيقِيِّينَ لِلْمَسِيحِ. لٰكِنَّ ٱلْوَضْعَ كَانَ سَيَتَغَيَّرُ كُلِّيًّا فِي وَقْتِ «ٱلْحَصَادِ»، أَيْ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. (مت ١٣:
^ الفقرة 11 اُنْظُرْ بُرْجَ ٱلْمُرَاقَبَةِ، عَدَدَ ١٥ تَمُّوزَ (يُولْيُو) ٢٠١٣، ٱلصَّفْحَتَيْنِ ٧-٨، ٱلْفِقْرَاتِ ١٤-١٨.
^ الفقرة 15 اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٣ فِي مَقَالَةِ «هَلْ ‹تُدَاوِمُ عَلَى ٱلسَّهَرِ›؟» ٱلْوَارِدَةِ فِي هٰذَا ٱلْعَدَدِ.