الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

عِش بانسجام مع الصلاة النموذجية،‏ الجزء الثاني

عِش بانسجام مع الصلاة النموذجية،‏ الجزء الثاني

‏‹أَبُوكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ›.‏ —‏ مت ٦:‏٨‏.‏

١-‏٣ لِمَ كَانَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ عَلَى ثِقَةٍ بِأَنَّ يَهْوَهَ يَعْلَمُ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ؟‏

لَنْ تَنْسَى لَانَا طِيلَةَ حَيَاتِهَا مَا حَصَلَ مَعَهَا خِلَالَ زِيَارَتِهَا لِأَلْمَانِيَا فِي صَيْفِ ٢٠١٢.‏ وَهِيَ تَشْعُرُ أَنَّ يَهْوَهَ كَانَ لَهُ يَدٌ فِي مَا جَرَى.‏ كَانَتْ عَلَى مَتْنِ ٱلْقِطَارِ فِي رِحْلَةٍ طَوِيلَةٍ إِلَى ٱلْمَطَارِ،‏ فَصَلَّتْ إِلَى يَهْوَهَ أَنْ يُتِيحَ لَهَا ٱلْفُرْصَةَ لِتُبَشِّرَ.‏ وَعِنْدَمَا وَصَلَتِ ٱلْمَطَارَ،‏ عَرَفَتْ أَنَّ رِحْلَتَهَا تَأَجَّلَتْ إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي.‏ فَصَلَّتْ ثَانِيَةً إِلَى يَهْوَهَ لِأَنَّهَا كَانَتْ قَدْ صَرَفَتْ مُعْظَمَ أَمْوَالِهَا وَلَيْسَ لَدَيْهَا مَكَانٌ تَبِيتُ فِيهِ.‏

٢ لَمْ تَكَدْ لَانَا تَنْتَهِي مِنْ صَلَاتِهَا ٱلثَّانِيَةِ حَتَّى سَمِعَتْ صَوْتًا يَقُولُ:‏ «مَرْحَبًا لَانَا،‏ مَاذَا تَفْعَلِينَ هُنَا؟‏».‏ كَانَ ٱلْمُتَكَلِّمُ رَفِيقًا لَهَا تَعْرِفُهُ مُنْذُ أَيَّامِ ٱلْمَدْرَسَةِ،‏ وَمَعَهُ أُمُّهُ وَجَدَّتُهُ تُوَدِّعَانِهِ لِأَنَّهُ ذَاهِبٌ إِلَى جَنُوبِ إِفْرِيقْيَا.‏ وَعِنْدَمَا عَلِمَتْ هَاتَانِ ٱلْمَرْأَتَانِ بِوَضْعِهَا،‏ دَعَتَاهَا لِلْمُكُوثِ عِنْدَهُمَا.‏ فَقَدَّمَتَا لَهَا ٱلضِّيَافَةَ،‏ وَأَخَذَتَا تَطْرَحَانِ عَلَيْهَا أَسْئِلَةً عَنْ مُعْتَقَدَاتِهَا وَعَمَلِهَا كَمُبَشِّرَةٍ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.‏

٣ وَبَعْدَ تَنَاوُلِ ٱلْفُطُورِ فِي ٱلصَّبَاحِ ٱلتَّالِي،‏ أَجَابَتْ لَانَا عَلَى أَسْئِلَةٍ إِضَافِيَّةٍ عَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ وَسَأَلَتْ مُضِيفَتَيْهَا عَنْ كَيْفِيَّةِ ٱلِٱتِّصَالِ بِهِمَا لِمُلَاحَقَةِ ٱلِٱهْتِمَامِ.‏ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَوْطِنِهَا آمِنَةً،‏ وَعَادَتْ إِلَى خِدْمَتِهَا كَفَاتِحَةٍ عَادِيَّةٍ.‏ وَهِيَ وَاثِقَةٌ أَنَّ «سَامِعَ ٱلصَّلَاةِ» عَلِمَ مَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ وَٱسْتَجَابَ لَهَا.‏ —‏ مز ٦٥:‏٢‏.‏

٤ أَيَّةُ حَاجَاتٍ سَنُنَاقِشُهَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

٤ عِنْدَمَا تَنْشَأُ فَجْأَةً مُشْكِلَةٌ مَا،‏ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نُصَلِّيَ إِلَى يَهْوَهَ طَلَبًا لِلْعَوْنِ،‏ وَهُوَ يُسَرُّ بِسَمَاعِ تَضَرُّعَاتِ خُدَّامِهِ ٱلْأَوْلِيَاءِ.‏ (‏مز ٣٤:‏١٥؛‏ ام ١٥:‏٨‏)‏ وَلٰكِنْ،‏ إِذَا تَأَمَّلْنَا فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ،‏ فَسَنَجِدُ أَنَّ هُنَاكَ حَاجَاتٍ أَهَمَّ قَدْ نَغْفُلُ عَنْهَا.‏ مَثَلًا،‏ تُبْرِزُ ٱلطَّلَبَاتُ ٱلثَّلَاثَةُ ٱلْأَخِيرَةُ حَاجَاتِنَا ٱلرُّوحِيَّةَ.‏ أَمَّا ٱلْتِمَاسُ خُبْزِنَا ٱلْيَوْمِيِّ فِي ٱلطَّلَبِ ٱلرَّابِعِ فَيَلْفِتُ نَظَرَنَا إِلَى مَجَالَاتٍ أُخْرَى لِنَعِيشَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ.‏ —‏ اقرأ متى ٦:‏١١-‏١٣‏.‏

‏«أَعْطِنَا ٱلْيَوْمَ خُبْزَ يَوْمِنَا»‏

٥،‏ ٦ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِ خُبْزِ يَوْمِنَا حَتَّى لَوْ كَانَ لَدَيْنَا طَعَامٌ كَافٍ؟‏

٥ لَاحِظْ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يُعَلِّمْنَا أَنْ يَطْلُبَ كُلُّ وَاحِدٍ خُبْزَ «يَوْمِهِ» بِٱلْمُفْرَدِ،‏ بَلْ خُبْزَ «يَوْمِنَا» بِٱلْجَمْعِ.‏ يَقُولُ نَاظِرُ دَائِرَةٍ فِي إِفْرِيقْيَا ٱسْمُهُ فِيكْتُور:‏ «غَالِبًا مَا أَشْكُرُ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِي أَنِّي وَزَوْجَتِي لَا نَحْمِلُ هَمَّ وَجْبَتِنَا ٱلتَّالِيَةِ وَلَا إِيجَارِ ٱلْبَيْتِ.‏ فَإِخْوَتُنَا ٱلْمُحِبُّونَ يَعْتَنُونَ بِنَا كُلَّ يَوْمٍ.‏ لٰكِنِّي أُصَلِّي أَنْ يَسْتَطِيعَ ٱلَّذِينَ يُسَاعِدُونَنَا أَنْ يَتَدَبَّرُوا أُمُورَهُمْ لِيَصْمُدُوا فِي وَجْهِ ٱلضُّغُوطِ ٱلِٱقْتِصَادِيَّةِ».‏

٦ فَإِذَا كَانَ لَدَيْنَا طَعَامٌ كَافٍ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نُفَكِّرَ فِي ٱلْإِخْوَةِ ٱلْفُقَرَاءِ أَوِ ٱلَّذِينَ تُلِمُّ بِهِمِ ٱلْكَوَارِثُ.‏ وَلَا يَكْفِي أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِهِمْ،‏ بَلْ يَنْبَغِي أَيْضًا أَنْ نَعْمَلَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ صَلَوَاتِنَا.‏ مَثَلًا،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نُشَارِكَهُمْ فِي مَا نَمْتَلِكُ مِنْ أَشْيَاءَ.‏ وَبِمَقْدُورِنَا أَيْضًا أَنْ نَتَبَرَّعَ بِٱنْتِظَامٍ لِلْعَمَلِ ٱلْعَالَمِيِّ،‏ عَالِمِينَ أَنَّ هٰذِهِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ تُسَاهِمُ فِي دَعْمِ إِخْوَتِنَا ٱلْمُحْتَاجِينَ.‏ —‏ ١ يو ٣:‏١٧‏.‏

٧ كَيْفَ عَلَّمَنَا يَسُوعُ أَلَّا ‹نَحْمِلَ هَمَّ ٱلْغَدِ›؟‏

٧ بَعْدَمَا عَلَّمَنَا يَسُوعُ ٱلصَّلَاةَ ٱلنَّمُوذَجِيَّةَ،‏ أَوْصَانَا أَلَّا نُرَكِّزَ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ.‏ فَتَابَعَ كَلَامَهُ مُظْهِرًا كَيْفَ يَكْسُو ٱللهُ ٱلزُّهُورَ،‏ ثُمَّ قَالَ:‏ «أَفَلَا يَكْسُوكُمْ بِٱلْأَحْرَى أَنْتُمْ،‏ يَا قَلِيلِي ٱلْإِيمَانِ؟‏ فَلَا تَحْمِلُوا هَمًّا وَتَقُولُوا:‏ .‏ .‏ .‏ ‹مَاذَا نَلْبَسُ؟‏›».‏ ثُمَّ خَتَمَ مُكَرِّرًا هٰذِهِ ٱلنَّصِيحَةَ ٱلْهَامَّةَ قَائِلًا:‏ «لَا تَحْمِلُوا هَمَّ ٱلْغَدِ».‏ (‏مت ٦:‏٣٠-‏٣٤‏)‏ فَيَجِبُ أَنْ نَقْنَعَ بِحَاجَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ ٱلضَّرُورِيَّةِ عِوَضَ أَنْ نَكُونَ أَشْخَاصًا مَادِّيِّينَ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِ مَسْكَنٍ لَائِقٍ،‏ عَمَلٍ لِإِعَالَةِ عَائِلَتِنَا،‏ وَٱلْحِكْمَةِ لِٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلصَّحِيحَةِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِصِحَّتِنَا.‏ وَلٰكِنْ،‏ ثَمَّةَ أَمْرٌ أَهَمُّ مِنْ حَاجَاتِنَا ٱلْجَسَدِيَّةِ يَلْزَمُ أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِهِ.‏

٨ بِأَيَّةِ حَاجَةٍ مُهِمَّةٍ تُذَكِّرُنَا إِشَارَةُ يَسُوعَ إِلَى خُبْزِنَا ٱلْيَوْمِيِّ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٨ إِنَّ إِشَارَةَ يَسُوعَ إِلَى خُبْزِنَا ٱلْيَوْمِيِّ يَلْزَمُ أَنْ تُذَكِّرَنَا بِحَاجَتِنَا إِلَى ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ.‏ فَقَدْ قَالَ مُعَلِّمُنَا:‏ «لَا يَحْيَ ٱلْإِنْسَانُ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ،‏ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ يَهْوَهَ».‏ (‏مت ٤:‏٤‏)‏ لِذٰلِكَ يَجِبُ أَنْ نُصَلِّيَ دَائِمًا أَنْ يَسْتَمِرَّ يَهْوَهُ فِي إِعْطَائِنَا ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ فِي حِينِهِ.‏

‏«اِغْفِرْ لَنَا دُيُونَنَا»‏

٩ بِأَيِّ مَعْنًى تَكُونُ خَطَايَانَا ‹دُيُونًا›؟‏

٩ لِمَاذَا ٱسْتَخْدَمَ يَسُوعُ كَلِمَةَ «دُيُونٍ»،‏ فِي حِينِ أَنَّهُ ٱسْتَخْدَمَ فِي مُنَاسَبَةٍ أُخْرَى كَلِمَةَ «خَطَايَا»؟‏ (‏مت ٦:‏١٢؛‏ لو ١١:‏٤‏)‏ ذَكَرَتْ هٰذِهِ ٱلْمَجَلَّةُ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ٦٠ سَنَةً مَا يَلِي:‏ «إِنَّ ٱرْتِكَابَ خَطِيَّةٍ تَنْتَهِكُ شَرِيعَةَ ٱللهِ يَجْعَلُنَا مَدْيُونِينَ لَهُ.‏ .‏ .‏ .‏ فَحِينَ نُخْطِئُ،‏ بِإِمْكَانِ يَهْوَهَ أَنْ يَطْلُبَ حَيَاتَنَا مِنَّا .‏ .‏ .‏ وَبِإِمْكَانِهِ أَنْ يَنْزِعَ سَلَامَهُ مِنَّا،‏ مُنْهِيًا كُلَّ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلسِّلْمِيَّةِ مَعَنَا.‏ .‏ .‏ .‏ إِنَّنَا مَدِينُونَ لَهُ بِٱلْمَحَبَّةِ ٱلَّتِي يُعَبَّرُ عَنْهَا بِٱلطَّاعَةِ؛‏ وَعِنْدَمَا نُخْطِئُ،‏ فَإِنَّنَا لَا نَدْفَعُ لَهُ دَيْنَ ٱلْمَحَبَّةِ هٰذَا لِأَنَّ ٱلْخَطِيَّةَ لَا تَنِمُّ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ لِلهِ».‏ —‏ ١ يو ٥:‏٣‏.‏

١٠ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ يَغْفِرُ يَهْوَهُ خَطَايَانَا،‏ وَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَشْعُرَ حِيَالَ ذٰلِكَ؟‏

١٠ إِنَّ حَاجَتَنَا ٱلْيَوْمِيَّةَ إِلَى ٱلْغُفْرَانِ تُذَكِّرُنَا بِٱلْوَسِيلَةِ ٱلْقَانُونِيَّةِ ٱلْوَحِيدَةِ ٱلَّتِي يَمْحُو ٱللهُ عَلَى أَسَاسِهَا خَطَايَانَا:‏ ذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْفِدَائِيَّةِ.‏ فَمَعَ أَنَّ ‹فِدْيَةَ نُفُوسِنَا› دُفِعَتْ مُنْذُ نَحْوِ ٢٬٠٠٠ سَنَةٍ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُقَدِّرَهَا كَمَا لَوْ أَنَّهَا هَدِيَّةٌ قُدِّمَتْ لَنَا ٱلْيَوْمَ.‏ فَهِيَ «كَرِيمَةٌ» جِدًّا بِحَيْثُ ٱسْتَحَالَ عَلَى أَيِّ إِنْسَانٍ نَاقِصٍ أَنْ يَدْفَعَهَا.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ٤٩:‏٧-‏٩؛‏ ١ بطرس ١:‏١٨،‏ ١٩‏.‏)‏ حَقًّا،‏ لَا يَجِبُ أَنْ نَتَوَقَّفَ أَبَدًا عَنْ شُكْرِ يَهْوَهَ عَلَى هٰذِهِ ٱلْهَدِيَّةِ ٱلرَّائِعَةِ.‏ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ،‏ إِنَّ ٱلتَّعْبِيرَ «خَطَايَانَا»،‏ لَا «خَطَايَايَ» بِٱلْمُفْرَدِ،‏ يُذَكِّرُنَا بِأَنَّ جَمِيعَ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا يَحْتَاجُونَ مِثْلَنَا إِلَى هٰذَا ٱلتَّدْبِيرِ ٱلرَّحِيمِ.‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يُرِيدُ أَنْ نَهْتَمَّ بِخَيْرِنَا ٱلرُّوحِيِّ فَقَطْ،‏ بَلْ بِخَيْرِ ٱلْآخَرِينَ أَيْضًا،‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلَّذِينَ يُخْطِئُونَ إِلَيْنَا.‏ وَعَادَةً،‏ تَكُونُ هٰذِهِ ٱلْأَخْطَاءُ صَغِيرَةً وَتُعْطِينَا فُرْصَةً لِنُظْهِرَ أَنَّنَا نُحِبُّ إِخْوَتَنَا فِعْلًا وَأَنَّنَا مُسْتَعِدُّونَ لِنُسَامِحَهُمْ كَمَا يُسَامِحُنَا ٱللهُ.‏ —‏ كو ٣:‏١٣‏.‏

إِذَا كُنْتَ تَرْغَبُ فِي غُفْرَانِ ٱللهِ،‏ فَٱغْفِرْ لِلْآخَرِينَ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١١.‏)‏

١١ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَغْفِرَ لِلْآخَرِينَ؟‏

١١ مَعَ ٱلْأَسَفِ،‏ نُضْمِرُ أَحْيَانًا ٱلضَّغِينَةَ عَلَى أَحَدِ إِخْوَانِنَا بِسَبَبِ طَبِيعَتِنَا ٱلنَّاقِصَةِ.‏ (‏لا ١٩:‏١٨‏)‏ وَإِذَا تَكَلَّمْنَا عَنِ ٱلْأَمْرِ أَمَامَ ٱلْآخَرِينَ،‏ فَقَدْ يَنْحَازُونَ إِلَيْنَا،‏ مَا يُسَبِّبُ ٱنْقِسَامًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَبِعَدَمِ مُعَالَجَةِ ٱلْمَسْأَلَةِ،‏ نُظْهِرُ أَنَّنَا لَا نُقَدِّرُ رَحْمَةَ ٱللهِ وَلَا ٱلْفِدْيَةَ وَنَخْسَرُ فَوَائِدَ ذَبِيحَةِ يَسُوعَ.‏ فَيَهْوَهُ لَنْ يُسَامِحَنَا إِنْ لَمْ نُسَامِحْ غَيْرَنَا.‏ (‏مت ١٨:‏٣٥‏)‏ وَقَدْ تَطَرَّقَ يَسُوعُ إِلَى هٰذِهِ ٱلْفِكْرَةِ بَعْدَ ذِكْرِ ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ مُبَاشَرَةً.‏ ‏(‏اقرأ متى ٦:‏١٤،‏ ١٥‏.‏)‏ فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ،‏ لَا يَغْفِرُ ٱللهُ لَنَا إِذَا كُنَّا نُمَارِسُ خَطِيَّةً خَطِيرَةً.‏ وَهٰذِهِ ٱلْفِكْرَةُ لَهَا عَلَاقَةٌ مُبَاشِرَةٌ بِٱلطَّلَبِ ٱلتَّالِي فِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ.‏ —‏ ١ يو ٣:‏٤،‏ ٦‏.‏

‏«‏لَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ»‏

١٢،‏ ١٣ ‏(‏أ)‏ مَاذَا حَصَلَ لِيَسُوعَ بُعَيْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ نَتَحَمَّلُ نَحْنُ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ إِذَا ٱسْتَسْلَمْنَا لِلتَّجْرِبَةِ؟‏ (‏ج)‏ مَاذَا بَرْهَنَ يَسُوعُ بِبَقَائِهِ أَمِينًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ؟‏

١٢ يُسَاعِدُنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي مَا حَصَلَ مَعَ يَسُوعَ بُعَيْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ أَنْ نُدْرِكَ ٱلْحَاجَةَ إِلَى ٱلطَّلَبِ:‏ «لَا تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ».‏ لَقَدْ أَصْعَدَ ٱلرُّوحُ يَسُوعَ إِلَى ٱلْبَرِّيَّةِ «لِيُجَرِّبَهُ إِبْلِيسُ».‏ (‏مت ٤:‏١؛‏ ٦:‏١٣‏)‏ وَلَا يُفَاجِئُنَا ذٰلِكَ إِذَا فَهِمْنَا ٱلسَّبَبَ ٱلرَّئِيسِيَّ ٱلَّذِي مِنْ أَجْلِهِ أَرْسَلَ ٱللهُ ٱبْنَهُ إِلَى ٱلْأَرْضِ،‏ أَلَا وَهُوَ بَتُّ ٱلْقَضِيَّةِ ٱلَّتِي نَشَأَتْ عِنْدَمَا رَفَضَ آدَمُ وَحَوَّاءُ سُلْطَانَ ٱللهِ.‏ فَٱلْأَسْئِلَةُ ٱلَّتِي نَشَأَتْ لَا يُجَابُ عَنْهَا بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا.‏ مَثَلًا،‏ هَلْ هُنَاكَ خَطَأٌ فِي ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي خَلَقَ بِهَا ٱللهُ ٱلْإِنْسَانَ؟‏ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَيِّدَ إِنْسَانٌ كَامِلٌ سُلْطَانَ ٱللهِ إِذَا جَرَّبَهُ «ٱلشِّرِّيرُ»؟‏ وَهَلْ يَكُونُ ٱلْبَشَرُ أَفْضَلَ حَالًا إِذَا ٱسْتَقَلُّوا عَنْ حُكْمِ ٱللهِ،‏ كَمَا ٱدَّعَى ٱلشَّيْطَانُ؟‏ (‏تك ٣:‏٤،‏ ٥‏)‏ كَانَتِ ٱلْإِجَابَةُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ تَتَطَلَّبُ وَقْتًا،‏ لٰكِنَّهَا تُبَرْهِنُ لِكُلِّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْعَاقِلَةِ أَنَّ طَرِيقَةَ يَهْوَهَ فِي ٱلْحُكْمِ هِيَ ٱلْفُضْلَى.‏

١٣ إِنَّ يَهْوَهَ قُدُّوسٌ،‏ لِذٰلِكَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُجَرِّبَ أَحَدًا بِٱلشُّرُورِ.‏ فَإِبْلِيسُ هُوَ «ٱلْمُجَرِّبُ».‏ (‏مت ٤:‏٣‏)‏ وَهُوَ يَسْتَخْدِمُ شَتَّى ٱلْوَسَائِلِ لِإِيقَاعِنَا فِي ٱلتَّجْرِبَةِ.‏ وَلٰكِنْ،‏ بِإِمْكَانِ كُلٍّ مِنَّا أَنْ يَخْتَارَ إِمَّا مُقَاوَمَةَ ٱلتَّجْرِبَةِ أَوِ ٱلْوُقُوعَ فِيهَا.‏ ‏(‏اقرأ يعقوب ١:‏١٣-‏١٥‏.‏)‏ لَقَدْ رَفَضَ يَسُوعُ فَوْرًا كُلَّ تَجْرِبَةٍ تَعَرَّضَ لَهَا مُقْتَبِسًا آيَاتٍ مُنَاسِبَةً مِنْ كَلِمَةِ ٱللهِ.‏ وَهٰكَذَا أَيَّدَ سُلْطَانَ ٱللهِ ٱلْبَارَّ.‏ لٰكِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَمْ يَسْتَسْلِمْ،‏ بَلْ «تَنَحَّى عَنْهُ إِلَى فُرْصَةٍ أُخْرَى».‏ (‏لو ٤:‏١٣‏)‏ غَيْرَ أَنَّ يَسُوعَ ٱسْتَمَرَّ فِي مُقَاوَمَةِ جُهُودِ ٱلشَّيْطَانِ لِكَسْرِ ٱسْتِقَامَتِهِ وَأَيَّدَ حَقَّ يَهْوَهَ فِي ٱلْحُكْمِ،‏ مُبَرْهِنًا أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ ٱلْكَامِلَ يَقْدِرُ أَنْ يَبْقَى أَمِينًا تَحْتَ أَقْسَى ٱلِٱمْتِحَانَاتِ.‏ وَٱلْيَوْمَ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ ٱلْإِيقَاعَ بِأَتْبَاعِ يَسُوعَ،‏ وَمِنْ بَيْنِهِمْ أَنْتَ.‏

١٤ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ كَيْ لَا نَقَعَ فِي ٱلتَّجْرِبَةِ؟‏

١٤ إِنَّ قَضِيَّةَ ٱلسُّلْطَانِ ٱلْكَوْنِيِّ لَمْ تُبَتَّ نِهَائِيًّا،‏ لِذٰلِكَ يَسْمَحُ يَهْوَهُ لِلْمُجَرِّبِ بِأَنْ يَسْتَخْدِمَ هٰذَا ٱلْعَالَمَ لِيُجَرِّبَنَا.‏ فَٱللهُ لَا يُدْخِلُنَا فِي تَجْرِبَةٍ،‏ بَلْ بِٱلْأَحْرَى يَثِقُ بِنَا وَيُرِيدُ مُسَاعَدَتَنَا.‏ إِنَّهُ يَحْتَرِمُ إِرَادَتَنَا ٱلْحُرَّةَ،‏ لِذٰلِكَ لَا يَحْمِينَا تِلْقَائِيًّا مِنَ ٱلْوُقُوعِ فِي ٱلتَّجْرِبَةِ.‏ فَعَلَيْنَا ٱلْقِيَامُ بِأَمْرَيْنِ:‏ أَوَّلًا،‏ أَنْ نَبْقَى مُتَيَقِّظِينَ رُوحِيًّا؛‏ وَثَانِيًا،‏ أَنْ نُوَاظِبَ عَلَى ٱلصَّلَاةِ.‏ وَلٰكِنْ كَيْفَ يَسْتَجِيبُ يَهْوَهُ صَلَوَاتِنَا؟‏

حَافِظْ عَلَى رُوحِيَّاتِكَ وَغَيْرَتِكَ لِلْخِدْمَةِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٥.‏)‏

١٥،‏ ١٦ ‏(‏أ)‏ مَا بَعْضُ ٱلتَّجَارِبِ ٱلَّتِي يَلْزَمُ أَنْ نُقَاوِمَهَا؟‏ (‏ب)‏ مَنِ ٱلْمَسْؤُولُ إِذَا وَقَعْنَا فِي تَجْرِبَةٍ؟‏

١٥ يُعْطِينَا يَهْوَهُ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ ٱلْفَعَّالَ ٱلَّذِي يُقَوِّينَا وَيُسَاعِدُنَا لِنُقَاوِمَ ٱلتَّجْرِبَةَ.‏ كَمَا يُحَذِّرُنَا مُسْبَقًا عَبْرَ كَلِمَتِهِ وَٱلْجَمَاعَةِ مِنَ ٱلْأَوْضَاعِ أَوِ ٱلْمَخَاطِرِ ٱلَّتِي يَلْزَمُ تَجَنُّبُهَا،‏ كَصَرْفِ ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْوَقْتِ وَٱلْمَالِ وَٱلْجُهْدِ عَلَى أُمُورٍ غَيْرِ ضَرُورِيَّةٍ.‏ إِلَيْكَ مِثَالَ إِسْبِن وَيَانّ،‏ وَهُمَا زَوْجَانِ يَعِيشَانِ فِي بَلَدٍ أُورُوبِّيٍّ غَنِيٍّ.‏ فَقَدْ بَقِيَا لِسَنَوَاتٍ كَثِيرَةٍ فَاتِحَيْنِ عَادِيَّيْنِ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ أَعْظَمُ فِي بَلَدِهِمَا.‏ وَلٰكِنْ،‏ عِنْدَمَا وُلِدَ ٱبْنُهُمَا ٱلْأَوَّلُ،‏ ٱضْطُرَّا إِلَى ٱلتَّوَقُّفِ عَنِ ٱلْفَتْحِ.‏ وَلَدَيْهِمَا ٱلْآنَ وَلَدٌ ثَانٍ.‏ يَقُولُ إِسْبِن:‏ «كَثِيرًا مَا نُصَلِّي إِلَى يَهْوَهَ أَلَّا نَقَعَ فِي ٱلتَّجْرِبَةِ لِأَنَّنَا لَمْ نَعُدْ قَادِرَيْنِ ٱلْآنَ عَلَى قَضَاءِ ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ ٱلَّذِي كُنَّا نَقْضِيهِ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ.‏ لِذَا،‏ نَسْأَلُ يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَنَا لِنُحَافِظَ عَلَى رُوحِيَّاتِنَا وَغَيْرَتِنَا لِلْخِدْمَةِ».‏

١٦ وَمُشَاهَدَةُ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ هِيَ إِحْدَى ٱلتَّجَارِبِ ٱلْبَارِزَةِ فِي أَيَّامِنَا.‏ وَإِذَا وَقَعْنَا فِي هٰذِهِ ٱلتَّجْرِبَةِ،‏ فَلَا نَلُمِ ٱلشَّيْطَانَ،‏ لِأَنَّهُ وَعَالَمَهُ لَا يُمْكِنُهُمَا إِرْغَامُنَا عَلَى فِعْلِ شَيْءٍ غَصْبًا عَنَّا.‏ فَٱلْبَعْضُ ٱسْتَسْلَمُوا لِهٰذِهِ ٱلتَّجْرِبَةِ لِأَنَّهُمْ سَمَحُوا لِعُقُولِهِمْ بِأَنْ تَتَمَعَّنَ فِي مَا هُوَ رَدِيءٌ.‏ وَلٰكِنْ فِي وِسْعِنَا مُقَاوَمَةُ هٰذِهِ ٱلتَّجْرِبَةِ،‏ مِثْلَمَا يَفْعَلُ كَثِيرُونَ مِنْ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.‏ —‏ ١ كو ١٠:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

‏«نَجِّنَا مِنَ ٱلشِّرِّيرِ»‏

١٧ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ نَعِيشُ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱلطَّلَبِ:‏ «نَجِّنَا مِنَ ٱلشِّرِّيرِ»؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ رَاحَةٍ سَنَشْعُرُ بِهَا قَرِيبًا؟‏

١٧ لِكَيْ نَعِيشَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱلطَّلَبِ:‏ «نَجِّنَا مِنَ ٱلشِّرِّيرِ»،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُجَاهِدَ لِئَلَّا نَكُونَ ‹جُزْءًا مِنْ عَالَمِ› ٱلشَّيْطَانِ،‏ وَأَلَّا ‹نُحِبَّ ٱلْعَالَمَ وَلَا مَا فِي ٱلْعَالَمِ›.‏ (‏يو ١٥:‏١٩؛‏ ١ يو ٢:‏١٥-‏١٧‏)‏ وَكَمْ سَنَرْتَاحُ حِينَ يَسْتَجِيبُ يَهْوَهُ طَلَبَنَا هٰذَا بِإِزَالَةِ ٱلشَّيْطَانِ وَعَالَمِهِ ٱلشِّرِّيرِ!‏ وَلٰكِنْ،‏ رَيْثَمَا يَجِيءُ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتُ،‏ لِنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ عَالِمٌ مُنْذُ طَرْدِهِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَصِيرًا.‏ إِنَّهُ سَاخِطٌ،‏ وَسَيَفْعَلُ ٱلْمُسْتَحِيلَ لِيَكْسِرَ ٱسْتِقَامَتَنَا.‏ فَلْنُوَاظِبْ إِذًا عَلَى ٱلصَّلَاةِ إِلَى يَهْوَهَ أَنْ يُنَجِّيَنَا مِنْهُ.‏ —‏ رؤ ١٢:‏١٢،‏ ١٧‏.‏

١٨ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي فِعْلِهِ إِذَا أَرَدْنَا ٱلنَّجَاةَ مِنْ نِهَايَةِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ؟‏

١٨ هَلْ تَرْغَبُ فِي نِهَايَةٍ سَعِيدَةٍ كَهٰذِهِ؟‏ اِسْتَمِرَّ إِذًا فِي ٱلصَّلَاةِ أَنْ يُقَدِّسَ ٱلْمَلَكُوتُ ٱسْمَ ٱللهِ وَيُتَمِّمَ مَشِيئَتَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ اِلْتَمِسْ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُزَوِّدَكَ بِحَاجَاتِكَ ٱلرُّوحِيَّةِ وَٱلْجَسَدِيَّةِ.‏ نَعَمْ،‏ صَمِّمْ أَنْ تَعِيشَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ.‏