الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

هل تسعى لتبلغ قياس قامة المسيح؟‏

هل تسعى لتبلغ قياس قامة المسيح؟‏

‏‹لِنَبْلُغْ قِيَاسَ قَامَةِ مِلْءِ ٱلْمَسِيحِ›.‏ —‏ اف ٤:‏١٣‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٦٩،‏ ٧٠

١،‏ ٢ أَيُّ نُمُوٍّ يَجِبُ أَنْ يَسْعَى إِلَيْهِ كُلُّ مَسِيحِيٍّ؟‏ أَوْضِحْ.‏

عِنْدَمَا تَنْتَقِي رَبَّةُ ٱلْمَنْزِلِ ٱلْفَوَاكِهَ ٱلطَّازَجَةَ فِي ٱلسُّوقِ،‏ لَا تَخْتَارُ دَائِمًا ٱلثَّمَرَةَ ٱلْأَكْبَرَ حَجْمًا أَوِ ٱلْأَرْخَصَ ثَمَنًا.‏ بِٱلْأَحْرَى،‏ إِنَّهَا تُفَتِّشُ عَنِ ٱلثِّمَارِ ٱلنَّاضِجَةِ.‏ فَهِيَ تُرِيدُ فَاكِهَةً مُغَذِّيَةً مُكْتَمِلَةَ ٱلنُّمُوِّ،‏ أَيْ بَلَغَتْ كَمَالَهَا مِنْ حَيْثُ رَائِحَتُهَا وَطَعْمُهَا وَلَوْنُهَا.‏

٢ يَصِحُّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ عَلَيْنَا كَمَسِيحِيِّينَ.‏ فَهَدَفُنَا هُوَ أَنْ نَصِيرَ خُدَّامًا لِلهِ نَاضِجِينَ.‏ وَلَا نَقْصِدُ هُنَا ٱلنُّضْجَ ٱلْجَسَدِيَّ بَلِ ٱلرُّوحِيَّ.‏ فَبَعْدَمَا يَتَقَدَّمُ ٱلشَّخْصُ إِلَى ٱلِٱنْتِذَارِ وَٱلْمَعْمُودِيَّةِ،‏ لَا يَتَوَقَّفُ عَنِ ٱلنُّمُوِّ،‏ بَلْ يَسْتَمِرُّ فِي تَوْطِيدِ عَلَاقَتِهِ بِيَهْوَهَ.‏ وَهٰذَا مَا ذَكَرَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي أَفَسُسَ.‏ فَقَدْ شَجَّعَهُمْ أَنْ يَسْعَوْا لِيَبْلُغُوا «إِلَى ٱلْوَحْدَانِيَّةِ فِي ٱلْإِيمَانِ وَفِي مَعْرِفَةِ ٱبْنِ ٱللهِ ٱلدَّقِيقَةِ،‏ إِلَى إِنْسَانٍ مُكْتَمِلِ ٱلنُّمُوِّ،‏ إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ ٱلْمَسِيحِ».‏ —‏ اف ٤:‏١٣‏.‏

٣ أَيُّ وَضْعٍ فِي جَمَاعَةِ أَفَسُسَ لَا يَزَالُ قَائِمًا بَيْنَ شَعْبِ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ؟‏

٣ عِنْدَمَا كَتَبَ بُولُسُ رِسَالَتَهُ إِلَى أَفَسُسَ،‏ كَانَ عُمْرُ ٱلْجَمَاعَةِ هُنَاكَ بِضْعَ سَنَوَاتٍ،‏ وَقَدْ بَلَغَ تَلَامِيذُ كَثِيرُونَ فِيهَا مَرْحَلَةً مُتَقَدِّمَةً مِنَ ٱلنُّضْجِ ٱلرُّوحِيِّ.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلْبَعْضَ لَزِمَهُمْ أَنْ يَجِدُّوا فِي ٱلتَّقَدُّمِ إِلَى ٱلنُّضْجِ.‏ وَلَا يَخْتَلِفُ ٱلْوَضْعُ كَثِيرًا بَيْنَ شَعْبِ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ.‏ فَٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ يَخْدُمُونَ ٱللهَ مُنْذُ زَمَنٍ وَقَدْ صَارُوا نَاضِجِينَ رُوحِيًّا.‏ وَلٰكِنْ،‏ لَيْسَتْ هٰذِهِ حَالَةَ ٱلْجَمِيعِ.‏ فَٱلْآلَافُ يَعْتَمِدُونَ كُلَّ سَنَةٍ،‏ وَلَا يَزَالُونَ بِحَاجَةٍ إِلَى بُلُوغِ ٱلنُّضْجِ.‏ فَمَاذَا عَنْكَ؟‏ —‏ كو ٢:‏٦،‏ ٧‏.‏

اَلنُّمُوُّ ٱلْمَسِيحِيُّ

٤،‏ ٥ كَيْفَ يَخْتَلِفُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلنَّاضِجُونَ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ،‏ وَلٰكِنْ مَا ٱلْقَاسِمُ ٱلْمُشْتَرَكُ ٱلَّذِي يَجْمَعُهُمْ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٤ إِذَا نَظَرْتَ إِلَى صِنْفٍ مِنَ ٱلْفَاكِهَةِ ٱلنَّاضِجَةِ،‏ تَرَى أَنَّ ٱلثِّمَارَ لَيْسَتْ كُلُّهَا مُتَشَابِهَةً تَمَامًا.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ تَجْمَعُهَا خَصَائِصُ مُشْتَرَكَةٌ تَدُلُّ أَنَّهَا نَاضِجَةٌ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُشَابِهٍ،‏ يَخْتَلِفُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلنَّاضِجُونَ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ.‏ فَهُمْ يَنْتَمُونَ إِلَى جِنْسِيَّاتٍ وَحَضَارَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ،‏ وَتَتَفَاوَتُ أَعْمَارُهُمْ وَصِحَّتُهُمْ.‏ حَتَّى إِنَّ لِكُلٍّ مِنْهُمْ شَخْصِيَّتَهُ وَخِبْرَتَهُ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ يَمْتَلِكُ كُلُّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَنْمُونَ رُوحِيًّا صِفَاتٍ تَدُلُّ أَنَّهُمْ نَاضِجُونَ.‏ فَمَا هِيَ بَعْضُ هٰذِهِ ٱلصِّفَاتِ؟‏

٥ يَتَمَثَّلُ ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلنَّاضِجُ بِيَسُوعَ ٱلَّذِي تَرَكَ لَنَا قُدْوَةً ‹لِنَتَّبِعَ خُطُوَاتِهِ بِدِقَّةٍ›.‏ (‏١ بط ٢:‏٢١‏)‏ وَعَلَامَ شَدَّدَ يَسُوعُ وَٱعْتَبَرَهُ فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ؟‏ عَلَى مَحَبَّةِ يَهْوَهَ بِكُلِّ ٱلْقَلْبِ وَٱلنَّفْسِ وَٱلْعَقْلِ،‏ وَمَحَبَّةِ ٱلْقَرِيبِ كَٱلنَّفْسِ.‏ (‏مت ٢٢:‏٣٧-‏٣٩‏)‏ وَٱلْمَسِيحِيُّ ٱلنَّاضِجُ يَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِهِ لِيَعْمَلَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ هٰذِهِ ٱلنَّصِيحَةِ،‏ فَيَعِيشُ بِطَرِيقَةٍ تُظْهِرُ أَنَّهُ يُعْطِي ٱلْأَوْلَوِيَّةَ لِعَلَاقَتِهِ بِيَهْوَهَ وَأَنَّهُ يُكِنُّ مَحَبَّةً عَمِيقَةً لِلْآخَرِينَ.‏

يُعْرِبُ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْأَكْبَرُ سِنًّا عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ مِثْلَ يَسُوعَ بِدَعْمِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْأَصْغَرِ سِنًّا ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٦.‏)‏

٦،‏ ٧ ‏(‏أ)‏ مَا بَعْضُ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي تَدُلُّ عَلَى نُضْجِ ٱلْمَسِيحِيِّ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

٦ عَلَى أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ وَجْهٌ وَاحِدٌ فَقَطْ مِنْ أَوْجُهِ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ ٱلَّذِي يُعْرِبُ عَنْهُ ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلنَّاضِجُ.‏ (‏غل ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وَٱلْأَوْجُهُ ٱلْأُخْرَى،‏ كَٱلْوَدَاعَةِ وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ وَطُولِ ٱلْأَنَاةِ،‏ هِيَ أَيْضًا عَلَى جَانِبٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.‏ فَهِيَ تُسَاعِدُهُ أَنْ يَتَحَمَّلَ ٱلْمَصَاعِبَ مِنْ دُونِ أَنْ يَتَكَدَّرَ عَيْشُهُ،‏ وَأَنْ يُوَاجِهَ خَيْبَاتِ ٱلْأَمَلِ مِنْ دُونِ أَنْ يُصَابَ بِٱلْإِحْبَاطِ.‏ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ يَبْحَثُ ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلنَّاضِجُ،‏ أَثْنَاءَ دَرْسِهِ ٱلشَّخْصِيِّ،‏ عَنْ مَبَادِئَ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ تُسَاعِدُهُ أَنْ يُمَيِّزَ بَيْنَ ٱلصَّوَابِ وَٱلْخَطَإِ.‏ ثُمَّ يَتَّخِذُ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْحَكِيمَةَ وَفْقَ مَا يُمْلِي عَلَيْهِ ضَمِيرُهُ ٱلْمُدَرَّبُ بِحَسَبِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ كَمَا يُعْرِبُ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ بِٱعْتِرَافِهِ أَنَّ طُرُقَ وَمَقَايِيسَ يَهْوَهَ هِيَ دَائِمًا أَفْضَلُ مِنْ طُرُقِهِ وَمَقَايِيسِهِ.‏ * بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ،‏ يَكْرِزُ ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلنَّاضِجُ بِغَيْرَةٍ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَيُرَوِّجُ لِلْوَحْدَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏

٧ لِذَا،‏ حَتَّى لَوْ كُنَّا نَخْدُمُ يَهْوَهَ مُنْذُ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ،‏ فَلْنَسْأَلْ أَنْفُسَنَا:‏ ‹هَلْ هُنَاكَ مَجَالَاتٌ أَسْتَطِيعُ فِيهَا أَنْ أَقْتَدِيَ أَكْثَرَ بِيَسُوعَ كَيْ أَسْتَمِرَّ فِي ٱلنُّمُوِّ رُوحِيًّا؟‏›.‏

‏‹اَلطَّعَامُ ٱلْقَوِيُّ لِلنَّاضِجِينَ›‏

٨ مَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ عَنْ مَعْرِفَةِ يَسُوعَ بِٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَفَهْمِهِ لَهَا؟‏

٨ كَانَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ وَاسِعَ ٱلِٱطِّلَاعِ عَلَى كَلِمَةِ ٱللهِ.‏ حَتَّى وَهُوَ فِي ٱلـ‍ ١٢ مِنْ عُمْرِهِ،‏ نَاقَشَ ٱلْمُعَلِّمِينَ فِي ٱلْهَيْكَلِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ وَ «كَانَ كُلُّ ٱلَّذِينَ يَسْمَعُونَهُ مَبْهُوتِينَ مِنْ فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ».‏ (‏لو ٢:‏٤٦،‏ ٤٧‏)‏ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ خِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ،‏ أَسْكَتَ مُقَاوِمِيهِ بِٱسْتِخْدَامِ كَلِمَةِ ٱللهِ بِمَهَارَةٍ.‏ —‏ مت ٢٢:‏٤١-‏٤٦‏.‏

٩ ‏(‏أ)‏ أَيَّةُ عَادَاتٍ لِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَمْتَلِكُهَا ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلنَّاضِجُ؟‏ (‏ب)‏ مَا ٱلْهَدَفُ مِنْ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

٩ اِنْسِجَامًا مَعَ مِثَالِ يَسُوعَ،‏ لَا يَكْتَفِي ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلَّذِي يَبْتَغِي ٱلنُّضْجَ ٱلرُّوحِيَّ بِنَيْلِ مَعْرِفَةٍ سَطْحِيَّةٍ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ بَلْ يَتَعَمَّقُ فِيهِ وَيَغُوصُ فِي حَقَائِقِهِ بِٱنْتِظَامٍ،‏ عَالِمًا أَنَّ ‹ٱلطَّعَامَ ٱلْقَوِيَّ هُوَ لِلنَّاضِجِينَ›.‏ (‏عب ٥:‏١٤‏)‏ فَشَخْصٌ كَهٰذَا يُرِيدُ أَنْ يَمْتَلِكَ ‹مَعْرِفَةً دَقِيقَةً› لِكَلِمَةِ ٱللهِ.‏ (‏اف ٤:‏١٣‏)‏ فَهَلْ لَدَيْكَ بَرْنَامَجٌ لِقِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَوْمِيًّا؟‏ وَهَلْ تَتْبَعُ رُوتِينًا لِلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ،‏ وَتَبْذُلُ ٱلْجُهْدَ لِتُخَصِّصَ وَقْتًا لِلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ كُلَّ أُسْبُوعٍ؟‏ وَبَيْنَمَا تَتَأَمَّلُ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ،‏ ٱنْتَبِهْ لِلْمَبَادِئِ ٱلَّتِي تُسَاعِدُكَ أَنْ تَعْرِفَ كَيْفَ يُفَكِّرُ يَهْوَهُ وَبِمَ يَشْعُرُ.‏ ثُمَّ حَاوِلْ تَطْبِيقَهَا،‏ مُؤَسِّسًا عَلَيْهَا قَرَارَاتِكَ.‏ وَهٰكَذَا،‏ تَقْتَرِبُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ مِنْ يَهْوَهَ.‏

١٠ كَيْفَ يَشْعُرُ ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلنَّاضِجُ حِيَالَ مَبَادِئِ ٱللهِ وَطُرُقِهِ؟‏

١٠ يُدْرِكُ ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلنَّاضِجُ أَنَّ مَعْرِفَةَ مَبَادِئِ ٱللهِ وَطُرُقِهِ لَا تَكْفِي.‏ فَعَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ يُحِبَّهَا.‏ وَيُعْرِبُ عَنْ مَحَبَّتِهِ هٰذِهِ بِجَعْلِ أَوْلَوِيَّاتِهِ فِي ٱلْحَيَاةِ تَنْسَجِمُ مَعَ مَشِيئَةِ يَهْوَهَ لَا مَعَ مُيُولِهِ ٱلْخَاصَّةِ.‏ حَتَّى إِنَّهُ ‹يَطْرَحُ› عَنْهُ مَوَاقِفَهُ وَعَادَاتِهِ ٱلسَّابِقَةَ لَابِسًا ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ «ٱلَّتِي خُلِقَتْ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللهِ فِي ٱلْبِرِّ وَٱلْوَلَاءِ ٱلْحَقِيقِيَّيْنِ».‏ ‏(‏اقرأ افسس ٤:‏٢٢-‏٢٤‏.‏)‏ وَلَا نَنْسَ أَنَّ كَلِمَةَ ٱللهِ مَكْتُوبَةٌ بِوَحْيِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ لِذٰلِكَ،‏ حِينَ يُعَمِّقُ ٱلْمَسِيحِيُّ مَعْرِفَتَهُ وَمَحَبَّتَهُ لِمَقَايِيسِهَا،‏ يَسْمَحُ بِدُخُولِ رُوحِ يَهْوَهَ إِلَى قَلْبِهِ وَعَقْلِهِ.‏ وَهٰذَا يُسَاهِمُ فِي نُمُوِّهِ ٱلرُّوحِيِّ.‏

اَلِٱقْتِرَانُ مَعًا بِوَحْدَةٍ

١١ مَاذَا وَاجَهَ يَسُوعُ فِي تَعَامُلَاتِهِ مَعَ عَائِلَتِهِ وَتَلَامِيذِهِ؟‏

١١ حِينَ عَاشَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْضِ كَإِنْسَانٍ كَامِلٍ،‏ كَانَ جَمِيعُ مَنْ حَوْلَهُ نَاقِصِينَ.‏ فَقَدْ رَبَّاهُ وَالِدَانِ نَاقِصَانِ،‏ وَعَاشَ سِنِينَ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مَعَ أَشْخَاصٍ نَاقِصِينَ.‏ حَتَّى أَتْبَاعُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ تَأَثَّرُوا بِرُوحِ ٱلْأَنَانِيَّةِ وَٱلْغُرُورِ ٱلسَّائِدَةِ حَوْلَهُمْ.‏ مَثَلًا،‏ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ مَوْتَهُ،‏ «حَدَثَ .‏ .‏ .‏ بَيْنَهُمْ جِدَالٌ حَامٍ فِي أَيُّهُمْ يَبْدُو أَنَّهُ ٱلْأَعْظَمُ».‏ (‏لو ٢٢:‏٢٤‏)‏ لٰكِنَّ يَسُوعَ كَانَ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ أَتْبَاعَهُ ٱلنَّاقِصِينَ يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَنْمُوا رُوحِيًّا وَيُؤَلِّفُوا جَمَاعَةً مُوَحَّدَةً.‏ فَفِي تِلْكَ ٱلْأُمْسِيَةِ عَيْنِهَا،‏ صَلَّى مِنْ أَجْلِ وَحْدَةِ رُسُلِهِ وَطَلَبَ مِنْ أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ أَنْ يَكُونُوا جَمِيعُهُمْ وَاحِدًا،‏ وَأَضَافَ:‏ «كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ،‏ أَيُّهَا ٱلْآبُ،‏ فِي ٱتِّحَادٍ بِي وَأَنَا فِي ٱتِّحَادٍ بِكَ،‏ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا فِي ٱتِّحَادٍ بِنَا،‏ .‏ .‏ .‏ لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا نَحْنُ وَاحِدٌ».‏ —‏ يو ١٧:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏

١٢،‏ ١٣ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ تُبْرِزُ أَفَسُس ٤:‏١٥،‏ ١٦ ٱلْحَاجَةَ إِلَى تَعْزِيزِ ٱلْوَحْدَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تَغَلَّبَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ عَلَى ضُعْفٍ فِي شَخْصِيَّتِهِ وَتَعَلَّمَ أَنْ يُعَزِّزَ ٱلْوَحْدَةَ؟‏

١٢ يُرَوِّجُ ٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ ٱلنَّاضِجُونَ ٱلْوَحْدَةَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ ‏(‏اقرأ افسس ٤:‏١-‏٦،‏ ١٥،‏ ١٦‏.‏)‏ فَهَدَفُنَا كَمَسِيحِيِّينَ هُوَ أَنْ نَكُونَ ‹مُقْتَرِنِينَ مَعًا بِٱنْسِجَامٍ› وَأَنْ نَتَعَاوَنَ جَمِيعُنَا بَعْضُنَا مَعَ بَعْضٍ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْوَحْدَةُ لَا تَتَحَقَّقُ مِنْ دُونِ تَوَاضُعٍ.‏ فَٱلْمُتَوَاضِعُ يُرَوِّجُ ٱلْوَحْدَةَ حَتَّى حِينَ يُوَاجِهُ نَقَائِصَ ٱلْآخَرِينَ.‏ لِذَا،‏ سَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹كَيْفَ أَتَصَرَّفُ حِينَ أُلَاحِظُ نَقَائِصَ إِخْوَتِي وَأَخَوَاتِي؟‏ وَمَاذَا لَوْ أَسَاءَ إِلَيَّ أَحَدٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏ هَلْ مِنْ عَادَتِي أَوْ مِنْ طَبْعِي أَنْ أَبْنِيَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ جِدَارًا،‏ إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ؟‏ أَمْ إِنِّي أُحَاوِلُ إِقَامَةَ جُسُورِ ٱلْوَحْدَةِ بَيْنِي وَبَيْنَهُ؟‏›.‏ إِنَّ ٱلْمَسِيحِيَّ ٱلنَّاضِجَ يُرِيدُ،‏ لَا بَلْ يُجَاهِدُ،‏ لِإِقَامَةِ ٱلْجُسُورِ لَا ٱلْجُدْرَانِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏

١٣ تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ يُوفِي.‏ فَفِي ٱلْمَاضِي،‏ كَانَ يَتَضَايَقُ مِنْ نَقَائِصِ إِخْوَانِهِ.‏ فَقَرَّرَ أَنْ يَسْتَخْدِمَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَكِتَابَ بَصِيرَةٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ لِيَدْرُسَ حَيَاةَ دَاوُدَ.‏ وَلِمَاذَا ٱخْتَارَ هٰذِهِ ٱلشَّخْصِيَّةَ بِٱلذَّاتِ؟‏ يَشْرَحُ يُوفِي:‏ «عَانَى دَاوُدُ مِنَ ٱلتَّصَرُّفَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ لِبَعْضِ خُدَّامِ يَهْوَهَ.‏ مَثَلًا،‏ حَاوَلَ ٱلْمَلِكُ شَاوُلُ أَنْ يَقْتُلَهُ،‏ وَأَرَادَ بَعْضُ ٱلشَّعْبِ أَنْ يَرْجُمُوهُ،‏ حَتَّى زَوْجَتُهُ سَخِرَتْ مِنْهُ.‏ (‏١ صم ١٩:‏٩-‏١١؛‏ ٣٠:‏١-‏٦؛‏ ٢ صم ٦:‏١٤-‏٢٢‏)‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يَسْمَحْ قَطُّ لِتَصَرُّفَاتِ غَيْرِهِ بِأَنْ تُخْمِدَ مَحَبَّتَهُ لِيَهْوَهَ.‏ زِدْ عَلَى ذٰلِكَ أَنَّهُ كَانَ رَحِيمَ ٱلْقَلْبِ،‏ وَهِيَ صِفَةٌ وَجَبَ عَلَيَّ أَنْ أُنَمِّيَهَا.‏ وَمَا تَعَلَّمْتُهُ فِي دَرْسِي غَيَّرَ نَظْرَتِي إِلَى نَقَائِصِ إِخْوَانِي.‏ فَأَنَا لَمْ أَعُدْ أَحْفَظُ سِجِلًّا بِأَخْطَائِهِمْ،‏ بَلْ أَسْعَى إِلَى تَرْوِيجِ ٱلْوَحْدَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ».‏ فَهَلْ هَدَفُكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تُعَزِّزَ ٱلْوَحْدَةَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ مِثْلَ يُوفِي؟‏

اِخْتِيَارُ ٱلْأَصْدِقَاءِ

١٤ أَيَّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْأَصْدِقَاءِ ٱخْتَارَ يَسُوعُ؟‏

١٤ كَانَ يَسُوعُ وَدُودًا تِجَاهَ ٱلْجَمِيعِ.‏ وَقَدِ ٱرْتَاحَ لِعِشْرَتِهِ شَتَّى ٱلنَّاسِ،‏ مِنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ وَشَبَابٍ وَمُسِنِّينَ وَأَوْلَادٍ.‏ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَخْتَرْ أَصْدِقَاءَهُ ٱلْأَحِمَّاءَ كَيْفَمَا ٱتَّفَقَ،‏ بَلْ كَانَ ٱنْتِقَائِيًّا.‏ قَالَ لِرُسُلِهِ ٱلْأُمَنَاءِ:‏ «أَنْتُمْ أَصْدِقَائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ».‏ (‏يو ١٥:‏١٤‏)‏ فَقَدِ ٱخْتَارَ يَسُوعُ أَصْدِقَاءَهُ مِنْ بَيْنِ ٱلَّذِينَ يَتْبَعُونَهُ بِوَلَاءٍ وَيَخْدُمُونَ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ.‏ فَهَلْ تَخْتَارُ أَصْدِقَاءَكَ ٱلْأَحِمَّاءَ مِنْ بَيْنِ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِمْ؟‏ وَهَلْ ذٰلِكَ مُهِمٌّ؟‏

١٥ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ ٱلشَّبَابُ مِنْ مُعَاشَرَةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلنَّاضِجِينَ؟‏

١٥ ثَمَّةَ أَنْوَاعٌ عَدِيدَةٌ مِنَ ٱلْفَوَاكِهِ تَنْضَجُ جَيِّدًا تَحْتَ أَشِعَّةِ ٱلشَّمْسِ ٱلدَّافِئَةِ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يُسَاعِدُكَ دِفْءُ مَعْشَرِ إِخْوَتِنَا أَنْ تَتَقَدَّمَ نَحْوَ ٱلنُّضْجِ.‏ فَإِذَا كُنْتَ شَابًّا تُحَاوِلُ أَنْ تَرْسُمَ مَسْلَكَ حَيَاتِكَ،‏ فَمِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ تُعَاشِرَ إِخْوَةً لَدَيْهِمْ خِبْرَةٌ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَتَرْوِيجِ وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَعَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينِ،‏ رُبَّمَا وَاجَهُوا تَقَلُّبَاتِ ٱلْحَيَاةِ وَمَرُّوا بِصُعُوبَاتٍ فِي خِدْمَتِهِمْ لِلهِ.‏ لِذَا،‏ بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يُسَاعِدُوكَ عَلَى ٱخْتِيَارِ أَفْضَلِ نَمَطِ حَيَاةٍ.‏ نَعَمْ،‏ تُسَاعِدُكَ ٱلْمُعَاشَرَةُ ٱلْبَنَّاءَةُ فِي جَوِّ إِخْوَتِكَ وَأَخَوَاتِكَ ٱلدَّافِئِ أَنْ تَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً وَتَتَقَدَّمَ إِلَى ٱلنُّضْجِ.‏ —‏ اقرإ العبرانيين ٥:‏١٤‏.‏

١٦ كَيْفَ نَالَتْ هِيلْغَا ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلنَّاضِجِينَ فِي جَمَاعَتِهَا؟‏

١٦ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ تَتَذَكَّرُ هِيلْغَا أَنَّ رُفَقَاءَ صَفِّهَا،‏ فِي سَنَتِهَا ٱلْمَدْرَسِيَّةِ ٱلْأَخِيرَةِ،‏ كَانُوا يَتَحَدَّثُونَ عَنْ أَهْدَافِهِمْ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنْهُمْ يَسْعَوْنَ إِلَى ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْجَامِعِيِّ كَبَوَّابَةِ عُبُورٍ إِلَى مِهْنَةٍ وَاعِدَةٍ.‏ فَنَاقَشَتْ هِيلْغَا ٱلْمَسْأَلَةَ مَعَ أَصْدِقَائِهَا فِي جَمَاعَتِهَا.‏ تَقُولُ:‏ «كَانَ عَدِيدُونَ مِنْهُمْ أَكْبَرَ مِنِّي سِنًّا،‏ وَسَاعَدُونِي كَثِيرًا.‏ فَشَجَّعُونِي أَنْ أَنْخَرِطَ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.‏ فَصَرَفْتُ خَمْسَ سَنَوَاتٍ فِي خِدْمَةِ ٱلْفَتْحِ.‏ وَٱلْآنَ،‏ بَعْدَ مُضِيِّ سَنَوَاتٍ،‏ أَنَا سَعِيدَةٌ أَنِّي رَكَّزْتُ فِي شَبَابِي عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ،‏ وَلَسْتُ نَادِمَةً أَلْبَتَّةَ».‏

١٧،‏ ١٨ كَيْفَ يُفِيدُنَا ٱلنُّضْجُ ٱلرُّوحِيُّ؟‏

١٧ يُسَاعِدُنَا ٱتِّبَاعُ مِثَالِ يَسُوعَ أَنْ نَنْمُوَ رُوحِيًّا.‏ فَنَقْتَرِبُ أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ وَتَنْمُو رَغْبَتُنَا فِي خِدْمَتِهِ بِكُلِّ قُوَّتِنَا.‏ فَٱلْمَسِيحِيُّ يُعْطِي أَفْضَلَ مَا لَدَيْهِ لِيَهْوَهَ حِينَ يَصِيرُ مُكْتَمِلَ ٱلنُّمُوِّ رُوحِيًّا.‏ قَالَ يَسُوعُ مُشَجِّعًا أَتْبَاعَهُ:‏ «لِيُضِئْ نُورُكُمْ هٰكَذَا قُدَّامَ ٱلنَّاسِ،‏ لِيَرَوْا أَعْمَالَكُمُ ٱلْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ».‏ —‏ مت ٥:‏١٦‏.‏

١٨ كَمَا رَأَيْنَا،‏ يُمْكِنُ لِلْمَسِيحِيِّ ٱلنَّاضِجِ أَنْ يَكُونَ دَعْمًا كَبِيرًا لِلْجَمَاعَةِ.‏ غَيْرَ أَنَّ ٱلنُّضْجَ ٱلرُّوحِيَّ يَظْهَرُ أَيْضًا فِي ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُ بِهَا ٱلْمَرْءُ ضَمِيرَهُ.‏ فَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا ضَمِيرُنَا عَلَى ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلْحَكِيمَةِ؟‏ وَكَيْفَ نَحْتَرِمُ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلَّتِي يَتَّخِذُهَا إِخْوَتُنَا عَلَى أَسَاسِ ضَمِيرِهِمْ؟‏ سَنُنَاقِشُ هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏

^ ‎الفقرة 6‏ مَثَلًا،‏ قَدْ يُطْلَبُ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْأَكْبَرِ سِنًّا ذَوِي ٱلْخِبْرَةِ أَنْ يَتَخَلَّوْا عَنْ مَسْؤُولِيَّاتٍ مُعَيَّنَةٍ وَيَدْعَمُوا ٱلْإِخْوَةَ ٱلْأَصْغَرَ سِنًّا ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهَا عَنْهُمْ.‏