يهوه هو اله المحبة
«اَللهُ مَحَبَّةٌ». — ١ يو ٤:٨، ١٦.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٨، ٩١
١ مَا هِيَ أَبْرَزُ صِفَاتِ ٱللهِ وَأَهَمُّهَا، وَكَيْفَ تَشْعُرُ حِيَالَ ذٰلِكَ؟
«اَللهُ مَحَبَّةٌ». هٰذَا مَا تَقُولُهُ كَلِمَتُهُ ٱلْمُوحَى بِهَا، ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ. فَهِيَ لَا تَقُولُ: «اَللهُ لَدَيْهِ مَحَبَّةٌ» أَوِ «ٱللهُ إلٰهٌ مُحِبٌّ»، كَأَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ مُجَرَّدُ وَاحِدَةٍ مِنْ صِفَاتِهِ ٱلْجَذَّابَةِ ٱلْكَثِيرَةِ، بَلْ تَقُولُ: «اَللهُ مَحَبَّةٌ». (١ يو ٤:٨) فَيَهْوَهُ هُوَ مُجَسَّمُ ٱلْمَحَبَّةِ؛ وَهٰذِهِ ٱلصِّفَةُ هِيَ أَبْرَزُ وَأَهَمُّ صِفَاتِهِ، وَهِيَ ٱلدَّافِعُ وَرَاءَ كُلِّ مَا يَفْعَلُهُ. فَكَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ لِأَنَّ خَالِقَ ٱلْكَوْنِ وَكُلِّ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَيَّةِ هُوَ إِلٰهُ مَحَبَّةٍ!
٢ مَاذَا تَضْمَنُ لَنَا مَحَبَّةُ ٱللهِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٢ يَهْوَهُ حَنُونٌ وَعَطُوفٌ عَلَى خَلَائِقِهِ. وَهٰذَا بِحَدِّ ذَاتِهِ يَضْمَنُ لَنَا أَنَّ كُلَّ مَقَاصِدِهِ لِلْبَشَرِ سَتَتِمُّ بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلْفُضْلَى لِخَيْرِ جَمِيعِ مَنْ يَخْضَعُونَ لِحُكْمِهِ. خُذْ مَثَلًا يَوْمَ ٱلدَّيْنُونَةِ. فَبِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ، «حَدَّدَ [ٱللهُ] يَوْمًا هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ ٱلْمَسْكُونَةَ بِٱلْبِرِّ بِرَجُلٍ قَدْ عَيَّنَهُ»، أَيْ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. (اع ١٧:٣١) وَهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ سَتَتِمُّ لَا مَحَالَةَ. وَحِينَئِذٍ، سَيَتَمَتَّعُ ٱلْبَشَرُ ٱلْأَبْرَارُ وَٱلطَّائِعُونَ بِحَيَاةٍ رَائِعَةٍ إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ.
مَا تَكْشِفُهُ صَفَحَاتُ ٱلتَّارِيخِ
٣ كَيْفَ يَكُونُ مُسْتَقْبَلُنَا لَوْ لَمْ يُحِبَّ ٱللهُ ٱلْبَشَرَ؟
٣ تُرَى كَيْفَ يَكُونُ مُسْتَقْبَلُنَا لَوْلَا مَحَبَّةُ ٱللهِ؟ مَا عَلَيْنَا إِلَّا أَنْ نُلْقِيَ نَظْرَةً عَلَى ٱلْمَاضِي ٱلشَّنِيعِ لِنُدْرِكَ أَنَّ ٱلْبَشَرَ سَيَسْتَمِرُّونَ فِي ٱلِٱسْتِبْدَادِ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ تَحْتَ سُلْطَةِ إِلٰهٍ حَقُودٍ هُوَ ٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ ٱلَّذِي لَا يَعْرِفُ لِلْمَحَبَّةِ مَعْنًى. (٢ كو ٤:٤؛ ١ يو ٥:١٩؛ اقرإ الرؤيا ١٢:٩، ١٢.) فَلَوْلَا مَحَبَّةُ ٱللهِ لَنَا، لَكَانَ ٱلْمُسْتَقْبَلُ مُظْلِمًا قَاتِمَ ٱلظُّلْمَةِ.
٤ لِمَاذَا لَمْ يَقْضِ يَهْوَهُ فِي ٱلْحَالِ عَلَى ٱلتَّمَرُّدِ؟
٤ عِنْدَمَا تَمَرَّدَ إِبْلِيسُ عَلَى حُكْمِ يَهْوَهَ، أَثَّرَ عَلَى ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلْأَوَّلَيْنِ لِيَنْضَمَّا إِلَيْهِ. فَقَدْ شَكَّكَ فِي بِرِّ سُلْطَانِ ٱللهِ ٱلْكَوْنِيِّ وَحَقِّهِ فِي ٱلْحُكْمِ، مُدَّعِيًا أَنَّ حُكْمَهُ سَيَكُونُ أَفْضَلَ مِنْ حُكْمِ ٱلْخَالِقِ. (تك ٣:١-٥) لٰكِنَّ يَهْوَهَ، بِحِكْمَتِهِ ٱلْعَظِيمَةِ، سَمَحَ لِلشَّيْطَانِ وَقْتِيًّا أَنْ يُحَاوِلَ إِثْبَاتَ وُجْهَةِ نَظَرِهِ. فَهُوَ لَمْ يَقْضِ عَلَى ٱلتَّمَرُّدِ فِي ٱلْحَالِ، بَلْ سَمَحَ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ لِيَفْضَحَ مَسَاوِئَ ٱلِٱسْتِقْلَالِ عَنْ حُكْمِهِ. وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ يَشْهَدُ ٱلتَّارِيخُ عَلَى ٱلْفَشَلِ ٱلذَّرِيعِ ٱلَّذِي مُنِيَ بِهِ حُكْمُ ٱلشَّيْطَانِ وَٱلْإِنْسَانِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ.
٥ مَاذَا يُبَرْهِنُ تَارِيخُ ٱلْبَشَرِ بِوُضُوحٍ؟
٥ فِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْمِئَةِ ٱلْمَاضِيَةِ فَقَطْ، قُتِلَ أَكْثَرُ مِنْ ١٠٠ مَلْيُونِ شَخْصٍ فِي ٱلْحُرُوبِ. وَٱلْيَوْمَ، تَزْدَادُ أَحْوَالُ ٱلْعَالَمِ سُوءًا. وَهٰذَا بِٱلضَّبْطِ مَا أَنْبَأَتْ بِهِ كَلِمَةُ ٱللهِ حِينَ قَالَتْ إِنَّهُ فِي «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ»، سَيَتَقَدَّمُ «ٱلنَّاسُ ٱلْأَشْرَارُ وَٱلدَّجَّالُونَ . . . مِنْ سَيِّئٍ إِلَى أَسْوَأَ». (٢ تي ٣:١، ١٣) وَيُبَرْهِنُ ٱلتَّارِيخُ بِمَا لَا يَرْقَى إِلَيْهِ ٱلشَّكُّ صِحَّةَ مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «عَرَفْتُ يَا يَهْوَهُ أَنَّهُ لَيْسَ لِلْبَشَرِ طَرِيقُهُمْ. لَيْسَ لِإِنْسَانٍ يَمْشِي أَنْ يُوَجِّهَ خُطُوَاتِهِ». (ار ١٠:٢٣) فَيَهْوَهُ لَمْ يَمْنَحِ ٱلْبَشَرَ ٱلْقُدْرَةَ وَلَا ٱلْحَقَّ فِي أَنْ يَتَدَبَّرُوا أُمُورَهُمْ بِمَعْزِلٍ عَنْ تَوْجِيهِهِ.
٦ أَيُّ هَدَفٍ آخَرَ يُحَقِّقُهُ سَمَاحُ ٱللهِ بِٱلشَّرِّ؟
٦ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، إِنَّ سَمَاحَ يَهْوَهَ بِٱلشَّرِّ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ يُحَقِّقُ هَدَفًا بَعِيدَ ٱلْأَمَدِ. فَإِذَا شَكَّكَ أَحَدٌ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ، بَعْدَ أَنْ يَقْضِيَ ٱللهُ عَلَى ٱلشَّرِّ، فِي أَنَّهُ حَاكِمٌ مُحِبٌّ وَأَنَّ حُكْمَهُ هُوَ ٱلْأَفْضَلُ، فَلَا دَاعِيَ لِلنَّظَرِ فِي ٱلْقَضِيَّةِ مِنْ جَدِيدٍ. فَلَدَى يَهْوَهَ فِي صَفَحَاتِ ٱلتَّارِيخِ أَدِلَّةُ إِثْبَاتٍ كَافِيَةٌ تُبَرِّرُ ٱلْقَضَاءَ فَوْرًا عَلَى ٱلْمُتَمَرِّدِينَ وَعَدَمَ ٱلسَّمَاحِ بِتَفَشِّي ٱلشَّرِّ مُجَدَّدًا.
مَحَبَّةُ يَهْوَهَ ظَاهِرَةٌ وَاضِحَةٌ
٧، ٨ كَيْفَ تَتَجَلَّى مَحَبَّةُ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمَةُ؟
٧ تَتَجَلَّى مَحَبَّةُ ٱللهِ ٱلْعَظِيمَةُ بِطَرَائِقَ عَدِيدَةٍ. تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي رَوْعَةِ ٱلْكَوْنِ. فَثَمَّةَ بَلَايِينُ ٱلْمَجَرَّاتِ ٱلَّتِي تَضُمُّ كُلٌّ مِنْهَا بَلَايِينَ ٱلنُّجُومِ وَٱلْكَوَاكِبِ. وَأَحَدُ هٰذِهِ ٱلنُّجُومِ فِي مَجَرَّتِنَا دَرْبِ ٱلتَّبَّانَةِ هِيَ ٱلشَّمْسُ ٱلَّتِي، مِنْ دُونِهَا، لَا وُجُودَ لِلْكَائِنَاتِ ٱلْحَيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَجَمِيعُ هٰذِهِ ٱلْخَلَائِقِ هِيَ دَلِيلٌ عَلَى أُلُوهَةِ يَهْوَهَ وَصِفَاتِهِ ٱلرَّائِعَةِ، كَٱلْقُدْرَةِ وَٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَحَبَّةِ. حَقًّا، إِنَّ «صِفَاتِهِ غَيْرَ ٱلْمَنْظُورَةِ، أَيْ قُدْرَتَهُ ٱلسَّرْمَدِيَّةَ رو ١:٢٠.
وَأُلُوهَتَهُ، تُرَى بِوُضُوحٍ مُنْذُ خَلْقِ ٱلْعَالَمِ، لِأَنَّهَا تُدْرَكُ بِٱلْمَصْنُوعَاتِ». —٨ أَمَّا عَلَى ٱلْأَرْضِ، فَقَدْ خَلَقَ يَهْوَهُ كُلَّ شَيْءٍ لِمَنْفَعَةِ ٱلْكَائِنَاتِ ٱلْحَيَّةِ، مِنْ بَشَرٍ وَحَيَوَانَاتٍ. وَوَضَعَ ٱلْإِنْسَانَ فِي فِرْدَوْسٍ جَمِيلٍ وَأَعْطَاهُ عَقْلًا وَجَسَدًا كَامِلَيْنِ لِيَحْيَا إِلَى ٱلْأَبَدِ. (اقرإ الرؤيا ٤:١١.) كَمَا أَنَّهُ يُعْطِي «طَعَامًا لِكُلِّ جَسَدٍ: لِأَنَّ لُطْفَهُ ٱلْحُبِّيَّ إِلَى ٱلدَّهْرِ». — مز ١٣٦:٢٥.
٩ كَيْفَ يَشْعُرُ يَهْوَهُ حِيَالَ ٱلشَّرِّ؟
٩ وَلٰكِنْ، مَعَ أَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهُ مَحَبَّةٍ، فَهُوَ يُبْغِضُ ٱلشَّرَّ. مَثَلًا، يَقُولُ ٱلْمَزْمُور ٥:٤-٦: «لَسْتَ إِلٰهًا يُسَرُّ بِٱلشَّرِّ . . . فَإِنَّكَ تُبْغِضُ كُلَّ مُمَارِسِي ٱلْأَذِيَّةِ». وَيُضِيفُ: «اَلرَّجُلُ ٱلسَّافِكُ ٱلدِّمَاءَ وَٱلْخَدَّاعُ يَكْرَهُهُ يَهْوَهُ».
نِهَايَةُ ٱلشَّرِّ وَشِيكَةٌ
١٠، ١١ (أ) مَاذَا سَيَحِلُّ بِٱلْأَشْرَارِ؟ (ب) كَيْفَ سَيُكَافِئُ يَهْوَهُ ٱلْمُسْتَقِيمِينَ؟
١٠ عِنْدَمَا تُبَتُّ قَضِيَّةُ ٱلسُّلْطَانِ ٱلْكَوْنِيِّ، سَيُزِيلُ يَهْوَهُ ٱلشَّرَّ مِنَ ٱلْكَوْنِ بِأَسْرِهِ، لِأَنَّهُ إِلٰهُ مَحَبَّةٍ يُبْغِضُ ٱلشَّرَّ. تَعِدُنَا كَلِمَتُهُ: «إِنَّ فَاعِلِي ٱلسُّوءِ يُقْطَعُونَ، أَمَّا ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ يَهْوَهَ فَهُمْ يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ. بَعْدَ قَلِيلٍ لَا يَكُونُ ٱلشِّرِّيرُ . . . وَأَعْدَاءُ يَهْوَهَ كَنَضْرَةِ ٱلْمَرَاعِي يَكُونُونَ. يَضْمَحِلُّونَ، مَعَ ٱلدُّخَانِ يَضْمَحِلُّونَ». — مز ٣٧:٩، ١٠، ٢٠.
١١ وَمَاذَا عَنِ ٱلصَّالِحِينَ؟ تُخْبِرُنَا كَلِمَةُ ٱللهِ: «اَلْأَبْرَارُ يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ، وَيَسْكُنُونَهَا إِلَى ٱلْأَبَدِ». (مز ٣٧:٢٩) وَسَيَتَلَذَّذُ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُسْتَقِيمُونَ «فِي كَثْرَةِ ٱلسَّلَامِ». (مز ٣٧:١١) وَهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ سَتَتَحَقَّقُ لِأَنَّ إِلٰهَنَا ٱلْمُحِبَّ يَفْعَلُ دَائِمًا مَا يَصُبُّ فِي مَصْلَحَةِ خُدَّامِهِ ٱلْأُمَنَاءِ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «سَيَمْسَحُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَٱلْمَوْتُ لَا يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلَا يَكُونُ نَوْحٌ وَلَا صُرَاخٌ وَلَا وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ. فَٱلْأُمُورُ ٱلسَّابِقَةُ قَدْ زَالَتْ». (رؤ ٢١:٤) فَيَا لَلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْبَاهِرِ ٱلَّذِي يَنْتَظِرُ مَنْ يُقَدِّرُونَ حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ مَحَبَّةَ يَهْوَهَ وَيَخْضَعُونَ لِحُكْمِهِ!
١٢ مَنْ هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلَّذِي «لَا لَوْمَ عَلَيْهِ»؟
١٢ تَذْكُرُ كَلِمَةُ يَهْوَهَ: «رَاقِبْ مَنْ لَا لَوْمَ عَلَيْهِ وَٱنْظُرِ ٱلْمُسْتَقِيمَ، لِأَنَّ عَاقِبَةَ ذٰلِكَ ٱلْإِنْسَانِ سَلَامٌ. أَمَّا ٱلْمُتَعَدُّونَ فَيَفْنَوْنَ جَمِيعًا. عَاقِبَةُ ٱلْأَشْرَارِ ٱلْقَطْعُ». (مز ٣٧:٣٧، ٣٨) وَٱلْإِنْسَانُ ٱلَّذِي «لَا لَوْمَ عَلَيْهِ» هُوَ مَنْ يَسْتَمِرُّ فِي نَيْلِ ٱلْمَعْرِفَةِ عَنْ يَهْوَهَ وَٱبْنِهِ وَيَعْمَلُ مَشِيئَةَ ٱللهِ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ. (اقرأ يوحنا ١٧:٣.) فَشَخْصٌ كَهٰذَا يَأْخُذُ عَلَى مَحْمَلِ ٱلْجِدِّ كَلِمَاتِ ١ يُوحَنَّا ٢:١٧: «اَلْعَالَمُ يَزُولُ وَكَذٰلِكَ شَهْوَتُهُ، وَأَمَّا ٱلَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ ٱللهِ فَيَبْقَى إِلَى ٱلْأَبَدِ». وَنَظَرًا لِدُنُوِّ نِهَايَةِ هٰذَا ٱلْعَالَمِ، مِنَ ٱلْمُلِحِّ أَنْ ‹نَرْجُوَ يَهْوَهَ وَنَحْفَظَ طَرِيقَهُ›. — مز ٣٧:٣٤.
أَعْظَمُ تَعْبِيرٍ عَنْ مَحَبَّةِ ٱللهِ
١٣ مَا هُوَ أَعْظَمُ تَعْبِيرٍ عَنْ مَحَبَّةِ يَهْوَهَ؟
١٣ مَعَ أَنَّنَا نَاقِصُونَ، يُمْكِنُنَا أَنْ ‹نَحْفَظَ طَرِيقَ يَهْوَهَ›. وَيُمْكِنُنَا أَيْضًا أَنْ نَتَمَتَّعَ بِعَلَاقَةٍ لَصِيقَةٍ بِهِ بِفَضْلِ مَحَبَّتِهِ ٱلْعَظِيمَةِ ٱلَّتِي تَجَلَّتْ بِبَذْلِ ٱبْنِهِ ذَبِيحَةً فِدَائِيَّةً عَنِ ٱلْبَشَرِ. فَبِوَاسِطَةِ فِدْيَةِ ٱلْمَسِيحِ، فُتِحَتِ ٱلطَّرِيقُ أَمَامَ ٱلْبَشَرِ ٱلطَّائِعِينَ لِيَتَحَرَّرُوا مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ ٱلْمَوْرُوثَيْنِ عَنْ آدَمَ. (اقرأ روما ٥:١٢؛ ٦:٢٣.) وَقَدْ وَثِقَ يَهْوَهُ تَمَامَ ٱلثِّقَةِ بِٱبْنِهِ ٱلْوَحِيدِ ٱلَّذِي كَانَ أَمِينًا لَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ طَوَالَ دُهُورٍ. وَبِصِفَتِهِ أَبًا مُحِبًّا، لَا رَيْبَ أَنَّهُ تَأَلَّمَ جِدًّا بِسَبَبِ ٱلْمُعَامَلَةِ ٱلْمُجْحِفَةِ ٱلَّتِي تَلَقَّاهَا يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْضِ. إِلَّا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ أَيَّدَ بِوَلَاءٍ سُلْطَانَ ٱللهِ وَبَرْهَنَ أَنَّ بِمَقْدُورِ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْكَامِلِ ٱلْحِفَاظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِ أَمَامَ يَهْوَهَ تَحْتَ أَقْسَى ٱلظُّرُوفِ.
١٤، ١٥ مَاذَا تَحَقَّقَ بِمَوْتِ يَسُوعَ؟
١٤ لَقَدْ حَافَظَ يَسُوعُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِ وَأَيَّدَ سُلْطَانَ يَهْوَهَ تَحْتَ أَشَدِّ ٱلِٱمْتِحَانَاتِ، وَمَاتَ خَادِمًا أَمِينًا لِأَبِيهِ. كَمَا أَنَّهُ بِمَوْتِهِ دَفَعَ ٱلثَّمَنَ ٱللَّازِمَ لِفِدَاءِ ٱلْبَشَرِ، وَفَتَحَ لَهُمُ ٱلطَّرِيقَ لِيَنَالُوا ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ فِي عَالَمِ ٱللهِ ٱلْجَدِيدِ ٱلْمَوْعُودِ بِهِ. فَكَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ عَلَى ذٰلِكَ! وَقَدْ وَصَفَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْعَمِيقَةَ ٱلَّتِي أَظْهَرَهَا يَهْوَهُ وَيَسُوعُ مِنْ خِلَالِ ٱلْفِدْيَةِ حِينَ قَالَ: «إِنَّ ٱلْمَسِيحَ، إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ، مَاتَ عَنِ ٱلْكَافِرِينَ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ. وَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يَمُوتُ مِنْ أَجْلِ إِنْسَانٍ بَارٍّ، أَمَّا مِنْ أَجْلِ إِنْسَانٍ صَالِحٍ فَرُبَّمَا يَجْسُرُ أَحَدٌ أَنْ يَمُوتَ. أَمَّا ٱللهُ فَبَيَّنَ لَنَا فَضْلَ مَحَبَّتِهِ بِأَنَّهُ إِذْ كُنَّا بَعْدُ خُطَاةً مَاتَ ٱلْمَسِيحُ عَنَّا». (رو ٥:٦-٨) وَكَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا: «بِهٰذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ ٱللهِ فِينَا، أَنَّ ٱللهَ أَرْسَلَ ٱلِٱبْنَ، مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ، إِلَى ٱلْعَالَمِ لِنَحْيَا بِهِ. فِي هٰذَا هِيَ ٱلْمَحَبَّةُ، لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا ٱللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا وَأَرْسَلَ ٱبْنَهُ ذَبِيحَةَ مُصَالَحَةٍ تُكَفِّرُ عَنْ خَطَايَانَا». — ١ يو ٤:٩، ١٠.
١٥ وَتَعْلِيقًا عَلَى مَحَبَّةِ ٱللهِ، قَالَ يَسُوعُ: «إِنَّ ٱللهَ أَحَبَّ ٱلْعَالَمَ كَثِيرًا [أَيْ أَحَبَّ ٱلْبَشَرَ ٱلَّذِينَ يَسْتَحِقُّونَ ٱلْفِدَاءَ] حَتَّى إِنَّهُ بَذَلَ ٱلِٱبْنَ، مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْلَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ». (يو ٣:١٦) فَمَحَبَّةُ ٱللهِ لِلْبَشَرِ عَظِيمَةٌ جِدًّا بِحَيْثُ إِنَّهُ لَا يَمْتَنِعُ عَنْ مُسَاعَدَتِهِمْ مَهْمَا كَانَ ٱلثَّمَنُ غَالِيًا. وَنَحْنُ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ مَحَبَّتَهُ سَتَدُومُ إِلَى ٱلْأَبَدِ، ذٰلِكَ أَنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ كَتَبَ: «إِنِّي مُقْتَنِعٌ أَنَّهُ لَا مَوْتَ وَلَا حَيَاةَ وَلَا مَلَائِكَةَ وَلَا حُكُومَاتِ وَلَا أَشْيَاءَ حَاضِرَةً وَلَا أَشْيَاءَ آتِيَةً وَلَا قُوَّاتِ وَلَا عُلُوَّ وَلَا عُمْقَ وَلَا أَيَّ خَلِيقَةٍ أُخْرَى تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ ٱللهِ لَنَا فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا». — رو ٨:٣٨، ٣٩.
مَلَكُوتُ ٱللهِ يَحْكُمُ ٱلْآنَ
١٦ مَا هُوَ ٱلْمَلَكُوتُ ٱلْمَسِيَّانِيُّ، وَإِلَى مَنْ سَلَّمَ يَهْوَهُ رِئَاسَتَهُ؟
١٦ إِنَّ ٱلْمَلَكُوتَ ٱلْمَسِيَّانِيَّ، أَيِ ٱلْحُكُومَةَ ٱلَّتِي أَقَامَهَا ٱللهُ فِي ٱلسَّمَاءِ، دَلِيلٌ آخَرُ عَلَى مَحَبَّةِ يَهْوَهَ لِلْبَشَرِ. فَقَدْ سَلَّمَ رِئَاسَةَ هٰذِهِ ٱلْحُكُومَةِ إِلَى ٱبْنِهِ ٱلَّذِي يُحِبُّ ٱلْبَشَرَ وَيَمْتَلِكُ كُلَّ مُؤَهِّلَاتِ ٱلْحُكْمِ. (ام ٨:٣١) كَمَا أَنَّهُ ٱخْتَارَ ١٤٤٬٠٠٠ مِنْ بَيْنِ ٱلْبَشَرِ لِيَكُونُوا شُرَكَاءَ ٱبْنِهِ فِي ٱلْمِيرَاثِ ٱلسَّمَاوِيِّ. وَهٰؤُلَاءِ عِنْدَ قِيَامَتِهِمْ لَا يَنْسَوْنَ ٱلتَّجْرِبَةَ ٱلَّتِي عَاشُوهَا كَبَشَرٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (رؤ ١٤:١) وَيَا لَلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي سَيَجْلُبُهَا هٰذَا ٱلْمَلَكُوتُ ٱلَّذِي كَانَ مِحْوَرَ كِرَازَةِ يَسُوعَ! لِذَا، نَتَطَلَّعُ بِشَوْقٍ إِلَى إِتْمَامِ ٱلصَّلَاةِ ٱلَّتِي عَلَّمَنَا إِيَّاهَا يَسُوعُ: «أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ ٱسْمُكَ. لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي ٱلسَّمَاءِ كَذٰلِكَ عَلَى ٱلْأَرْضِ». — مت ٦:٩، ١٠.
١٧ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ حُكْمِ يَسُوعَ وَحُكْمِ ٱلْبَشَرِ؟
١٧ يَا لَلتَّبَايُنِ ٱلشَّاسِعِ بَيْنَ ٱلْحَاكِمِ ٱلْمُحِبِّ يَسُوعَ وَٱلْحُكَّامِ ٱلْبَشَرِ ٱلَّذِينَ سَاقُوا مَلَايِينَ ٱلنَّاسِ إِلَى حَتْفِهِمْ فِي ٱلْحُرُوبِ! فَيَسُوعُ يَهْتَمُّ كَثِيرًا بِرَعَايَاهُ وَيَعْكِسُ صِفَاتِ ٱللهِ ٱلرَّائِعَةَ، وَأَبْرَزُهَا ٱلْمَحَبَّةُ. (رؤ ٧:١٠، ١٦، ١٧) قَالَ فِي إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ ٱلْمُتْعَبِينَ وَٱلْمُثْقَلِينَ، وَأَنَا أُنْعِشُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لِأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَّضِعُ ٱلْقَلْبِ، فَتَجِدُوا ٱنْتِعَاشًا لِنُفُوسِكُمْ. لِأَنَّ نِيرِي لَطِيفٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ». (مت ١١:٢٨-٣٠) فَيَا لَهُ مِنْ وَعْدٍ مُطَمْئِنٍ!
١٨ (أ) مَاذَا يَحْصُلُ مُنْذُ تَأْسِيسِ مَلَكُوتِ ٱللهِ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٨ تُظْهِرُ نُبُوَّاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللهِ ٱلسَّمَاوِيَّ تَأَسَّسَ حِينَ ٱبْتَدَأَ حُضُورُ ٱلْمَسِيحِ عَامَ ١٩١٤. وَمُذَّاكَ، يُجَمَّعُ مَنْ بَقِيَ مِنَ ٱلَّذِينَ سَيَحْكُمُونَ مَعَ يَسُوعَ، بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى «جَمْعٍ كَثِيرٍ» مِنَ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ سَيَنْجُونَ مِنْ نِهَايَةِ هٰذَا ٱلنِّظَامِ وَيَدْخُلُونَ ٱلْعَالَمَ ٱلْجَدِيدَ. (رؤ ٧:٩، ١٣، ١٤) فَكَمْ يَبْلُغُ عَدَدُ هٰذَا ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ ٱلْآنَ؟ وَمَاذَا يَطْلُبُ مِنْهُمُ ٱللهُ؟ سَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ.