هل «تحب قريبك كنفسك»؟
«تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». — مت ٢٢:٣٩.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٧٣، ٣٦
١، ٢ كَيْفَ تُظْهِرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَهَمِّيَّةَ ٱلْمَحَبَّةِ؟
اَلْمَحَبَّةُ هِيَ أَبْرَزُ وَأَهَمُّ صِفَاتِ يَهْوَهَ ٱللهِ. (١ يو ٤:١٦) وَيَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ، بِكْرُ خَلِيقَتِهِ ٱلَّذِي أَمْضَى مَعَهُ بَلَايِينَ ٱلسِّنِينَ فِي ٱلسَّمَاءِ، عَرَفَ عُمْقَ مَحَبَّةِ يَهْوَهَ. (كو ١:١٥) وَقَدْ أَظْهَرَ ٱلْمَحَبَّةَ نَفْسَهَا خِلَالَ كَامِلِ حَيَاتِهِ، بِمَا فِيهَا حَيَاتُهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ. لِذَا، نَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ سَتُوَجِّهُ حُكْمَ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ إِلَى ٱلْأَبَدِ.
٢ عِنْدَمَا سُئِلَ يَسُوعُ أَيَّةُ وَصِيَّةٍ هِيَ ٱلْعُظْمَى فِي ٱلشَّرِيعَةِ، قَالَ: «‹تُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ وَبِكُلِّ عَقْلِكَ›. هٰذِهِ هِيَ ٱلْوَصِيَّةُ ٱلْعُظْمَى وَٱلْأُولَى. وَٱلثَّانِيَةُ مِثْلُهَا، وَهِيَ هٰذِهِ: ‹تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ›». — مت ٢٢:٣٧-٣٩.
٣ مَنْ هُوَ ‹قَرِيبُنَا›؟
٣ لَقَدْ أَبْرَزَ يَسُوعُ أَهَمِّيَّةَ مَحَبَّةِ ٱلْقَرِيبِ حِينَ وَضَعَهَا بَعْدَ مَحَبَّةِ يَهْوَهَ مُبَاشَرَةً. وَمَنْ هُوَ ‹قَرِيبُنَا›؟ إِذَا كُنَّا مُتَزَوِّجِينَ، يَكُونُ رَفِيقُ زَوَاجِنَا هُوَ أَلْصَقَ
قَرِيبٍ لَنَا. كَمَا أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَٱلْأَشْخَاصَ ٱلَّذِينَ نَلْتَقِيهِمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ هُمْ أَيْضًا أَقْرِبَاؤُنَا. فَكَيْفَ نُظْهِرُ مَحَبَّةَ ٱلْقَرِيبِ فِي كُلِّ مَجَالَاتِ حَيَاتِنَا؟أَظْهِرِ ٱلْمَحَبَّةَ لِرَفِيقِ زَوَاجِكَ
٤ كَيْفَ يُمْكِنُ تَحْقِيقُ ٱلسَّعَادَةِ فِي ٱلزَّوَاجِ رَغْمَ ٱلنَّقْصِ ٱلْبَشَرِيِّ؟
٤ عَقَدَ يَهْوَهُ أَوَّلَ قِرَانٍ حِينَ خَلَقَ آدَمَ وَحَوَّاءَ وَجَمَعَهُمَا مَعًا. وَكَانَ قَصْدُهُ أَنْ يَتَّحِدَا فِي رِبَاطٍ دَائِمٍ يَجْلُبُ ٱلسَّعَادَةَ، وَأَنْ يَمْلَأَا ٱلْأَرْضَ بِنَسْلِهِمَا. (تك ١:٢٧، ٢٨) إِلَّا أَنَّ ٱلتَّمَرُّدَ عَلَى سُلْطَانِ يَهْوَهَ أَلْحَقَ ضَرَرًا بِٱلزَّوَاجِ ٱلْأَوَّلِ وَجَلَبَ ٱلْخَطِيَّةَ وَٱلْمَوْتَ لِجَمِيعِ ٱلْبَشَرِ. (رو ٥:١٢) مَعَ ذٰلِكَ، يُمْكِنُ تَحْقِيقُ ٱلسَّعَادَةِ فِي ٱلزَّوَاجِ بِٱتِّبَاعِ مَشُورَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَفِي طَيَّاتِهِ نَجِدُ أَفْضَلَ ٱلنَّصَائِحِ لِلْأَزْوَاجِ وَٱلزَّوْجَاتِ، لِأَنَّ مُؤَلِّفَهُ هُوَ يَهْوَهُ، مُنْشِئُ ٱلزَّوَاجِ. — اقرأ ٢ تيموثاوس ٣:١٦، ١٧.
٥ لِمَ ٱلْمَحَبَّةُ ضَرُورِيَّةٌ فِي ٱلزَّوَاجِ؟
٥ تُظْهِرُ كَلِمَةُ ٱللهِ أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْعَمِيقَةَ، بِمَا فِيهَا مِنْ دِفْءٍ وَحَنَانٍ، ضَرُورِيَّةٌ لِيَتَمَتَّعَ ٱلْبَشَرُ بِعَلَاقَاتٍ سَعِيدَةٍ. وَطَبْعًا، يَصِحُّ هٰذَا ٱلْأَمْرُ فِي ٱلزَّوَاجِ. ذَكَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ فِي حَدِيثِهِ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ: «اَلْمَحَبَّةُ طَوِيلَةُ ٱلْأَنَاةِ وَلَطِيفَةٌ. اَلْمَحَبَّةُ لَا تَغَارُ، وَلَا تَتَبَجَّحُ، وَلَا تَنْتَفِخُ، وَلَا تَتَصَرَّفُ بِغَيْرِ لِيَاقَةٍ، وَلَا تَطْلُبُ مَصْلَحَتَهَا ٱلْخَاصَّةَ، وَلَا تَحْتَدُّ. وَلَا تَحْفَظُ حِسَابًا بِٱلْأَذِيَّةِ. لَا تَفْرَحُ بِٱلْإِثْمِ، بَلْ تَفْرَحُ بِٱلْحَقِّ. تَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ. اَلْمَحَبَّةُ لَا تَفْنَى أَبَدًا». (١ كو ١٣:٤-٨) وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُوحَى بِهَا وَتَطْبِيقَهَا سَيَزِيدَانِ أَفْرَاحَ ٱلزَّوَاجِ.
٦، ٧ (أ) مَاذَا يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلرِّئَاسَةِ؟ (ب) كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يُعَامِلَ ٱلزَّوْجُ ٱلْمَسِيحِيُّ زَوْجَتَهُ؟
٦ وَٱلْمَحَبَّةُ مُهِمَّةٌ خُصُوصًا عِنْدَ تَطْبِيقِ مَبْدَإِ ٱلرِّئَاسَةِ ٱلَّذِي وَضَعَهُ ٱللهُ. فَقَدْ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ ٱلْمَسِيحُ، وَرَأْسَ ٱلْمَرْأَةِ هُوَ ٱلرَّجُلُ، وَرَأْسَ ٱلْمَسِيحِ ١ كو ١١:٣) عَلَى أَنَّ ٱلرِّئَاسَةَ لَا يَجِبُ أَنْ تُمَارَسَ بِطَرِيقَةٍ ٱسْتِبْدَادِيَّةٍ. فَيَهْوَهُ نَفْسُهُ يُمَارِسُ رِئَاسَتَهُ عَلَى ٱلْمَسِيحِ بِطَرِيقَةٍ لَطِيفَةٍ وَغَيْرِ أَنَانِيَّةٍ. نَتِيجَةَ ذٰلِكَ، يَحْتَرِمُ يَسُوعُ سُلْطَةَ أَبِيهِ ٱلْمُحِبِّ وَيُقَدِّرُهَا بِدَلِيلِ أَنَّهُ قَالَ: «إِنِّي أُحِبُّ ٱلْآبَ». (يو ١٤:٣١) فَلَوْ كَانَ ٱللهُ يَتَعَامَلُ مَعَهُ بِأُسْلُوبٍ قَاسٍ أَوْ دِكْتَاتُورِيٍّ، لَمَا أَكَنَّ لَهُ ٱلِٱبْنُ مَشَاعِرَ كَهٰذِهِ.
هُوَ ٱللهُ». (٧ وَيَنْطَبِقُ ٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ عَلَى ٱلزَّوْجِ ٱلْمَسِيحِيِّ. فَمَعَ أَنَّهُ رَأْسُ زَوْجَتِهِ، يُوصِيهِ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ ‹يُعْطِيَهَا كَرَامَةً›. (١ بط ٣:٧) وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِفِعْلِ ذٰلِكَ هِيَ أَخْذُ حَاجَاتِهَا فِي عَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ وَإِعْطَاؤُهَا أَفْضَلِيَّةَ ٱلِٱخْتِيَارِ فِي بَعْضِ ٱلْمَسَائِلِ. تَقُولُ كَلِمَةُ ٱللهِ: «أَيُّهَا ٱلْأَزْوَاجُ، كُونُوا دَائِمًا مُحِبِّينَ لِزَوْجَاتِكُمْ، كَمَا أَحَبَّ ٱلْمَسِيحُ أَيْضًا ٱلْجَمَاعَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لِأَجْلِهَا». (اف ٥:٢٥) فَيَسُوعُ ضَحَّى بِحَيَاتِهِ مِنْ أَجْلِ أَتْبَاعِهِ. وَحِينَ يُمَارِسُ ٱلزَّوْجُ رِئَاسَتَهُ بِمَحَبَّةٍ مِثْلَ يَسُوعَ، يَسْهُلُ عَلَى زَوْجَتِهِ أَنْ تُحِبَّهُ وَتَحْتَرِمَهُ وَتَخْضَعَ لَهُ. — اقرأ تيطس ٢:٣-٥.
أَحِبَّ إِخْوَانَكَ فِي ٱلْإِيمَانِ
٨ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَنْظُرَ عُبَّادُ يَهْوَهَ إِلَى إِخْوَتِهِمْ وَأَخَوَاتِهِمْ؟
٨ ثَمَّةَ مَلَايِينُ حَوْلَ ٱلْأَرْضِ ٱلْيَوْمَ يَعْبُدُونَ يَهْوَهَ وَيَشْهَدُونَ لِٱسْمِهِ وَقَصْدِهِ. فَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى إِخْوَتِهِمْ وَأَخَوَاتِهِمْ؟ تُجِيبُ كَلِمَةُ ٱللهِ: «لِنَصْنَعِ ٱلصَّلَاحَ إِلَى ٱلْجَمِيعِ، وَخُصُوصًا إِلَى أَهْلِ ٱلْإِيمَانِ». (غل ٦:١٠؛ اقرأ روما ١٢:١٠.) وَكَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ: «لَقَدْ نَقَّيْتُمْ نُفُوسَكُمْ بِإِطَاعَةِ ٱلْحَقِّ فَصِرْتُمْ ذَوِي مَوَدَّةٍ أَخَوِيَّةٍ عَدِيمَةِ ٱلرِّيَاءِ، لِذٰلِكَ أَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مَحَبَّةً شَدِيدَةً مِنَ ٱلْقَلْبِ». كَمَا أَوْصَى إِخْوَانَهُ قَائِلًا: «قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ شَدِيدَةً». — ١ بط ١:٢٢؛ ٤:٨.
٩، ١٠ لِمَ يَتَمَتَّعُ شَعْبُ ٱللهِ بِٱلْوَحْدَةِ؟
٩ وَنَتِيجَةَ مَحَبَّتِنَا ٱلشَّدِيدَةِ لِإِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ، نَحْنُ نُؤَلِّفُ هَيْئَةً عَالَمِيَّةً فَرِيدَةً. كَمَا أَنَّ يَهْوَهَ يَدْعَمُنَا بِأَعْظَمِ قُوَّةٍ فِي ٱلْكَوْنِ، رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ، لِأَنَّنَا نُحِبُّهُ وَنُطِيعُ وَصَايَاهُ. وَرُوحُهُ يُمَكِّنُنَا أَنْ نَتَمَتَّعَ بِوَحْدَةٍ حَقِيقِيَّةٍ رَائِعَةٍ كَمَعْشَرِ إِخْوَةٍ عَالَمِيٍّ. — اقرأ ١ يوحنا ٤:٢٠، ٢١.
١٠ وَتَشْدِيدًا عَلَى ٱلْحَاجَةِ إِلَى ٱلْمَحَبَّةِ بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ، كَتَبَ بُولُسُ: «اِلْبَسُوا عَوَاطِفَ ٱلْحَنَانِ وَٱلرَّأْفَةِ، وَٱللُّطْفَ، وَٱتِّضَاعَ ٱلْعَقْلِ، وَٱلْوَدَاعَةَ، وَطُولَ ٱلْأَنَاةِ. اِسْتَمِرُّوا مُتَحَمِّلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لِأَحَدٍ سَبَبٌ لِلتَّشَكِّي مِنْ آخَرَ. كَمَا سَامَحَكُمْ يَهْوَهُ، هٰكَذَا ٱفْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضًا. وَلٰكِنْ مَعَ هٰذِهِ جَمِيعِهَا، ٱلْبَسُوا ٱلْمَحَبَّةَ، فَإِنَّهَا رِبَاطُ وَحْدَةٍ كَامِلٌ». (كو ٣:١٢-١٤) فَكَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ لِأَنَّ رِبَاطَ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْكَامِلَ يُوَحِّدُنَا مَهْمَا كَانَتْ خَلْفِيَّتُنَا أَوْ جِنْسِيَّتُنَا!
١١ كَيْفَ نَعْرِفُ مَنْ هِيَ ٱلْهَيْئَةُ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا يَهْوَهُ؟
١١ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ وَٱلْوَحْدَةَ ٱلْحَقِيقِيَّتَيْنِ ٱللَّتَيْنِ يَتَمَيَّزُ بِهِمَا خُدَّامُ يَهْوَهَ تُظْهِرَانِ أَنَّهُمْ يَعْتَنِقُونَ ٱلدِّينَ ٱلْحَقَّ، ذٰلِكَ أَنَّ يَسُوعَ قَالَ: «بِهٰذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي، إِنْ كَانَ لَكُمْ مَحَبَّةٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ». (يو ١٣:٣٤، ٣٥) وَكَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا: «بِهٰذَا أَوْلَادُ ٱللهِ ظَاهِرُونَ وَأَوْلَادُ إِبْلِيسَ: كُلُّ مَنْ لَا يُمَارِسُ ٱلْبِرَّ لَيْسَ مِنَ ٱللهِ، وَكَذٰلِكَ مَنْ لَا يُحِبُّ أَخَاهُ. فَإِنَّ هٰذَا هُوَ ٱلْخَبَرُ ٱلَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ، أَنْ تَكُونَ لَنَا مَحَبَّةٌ بَعْضِنَا لِبَعْضٍ». (١ يو ٣:١٠، ١١) فَٱلْمَحَبَّةُ تُوَلِّدُ وَحْدَةً لَا مَثِيلَ لَهَا، وَهِيَ ٱلسِّمَةُ ٱلَّتِي تُبَرْهِنُ أَنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ هُمْ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْحَقِيقِيُّونَ ٱلَّذِينَ يَسْتَخْدِمُهُمُ ٱللهُ لِإِعْلَانِ بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ. — مت ٢٤:١٤.
تَجْمِيعُ «جَمْعٍ كَثِيرٍ»
١٢، ١٣ مَاذَا يَفْعَلُ ‹ٱلْجَمْعُ ٱلْكَثِيرُ› ٱلْآنَ، وَمَاذَا سَيَشْهَدُونَ قَرِيبًا؟
١٢ إِنَّ ٱلْغَالِبِيَّةَ ٱلْعُظْمَى مِنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ جُزْءٌ مِنْ «جَمْعٍ كَثِيرٍ . . . مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ وَٱلْقَبَائِلِ وَٱلشُّعُوبِ وَٱلْأَلْسِنَةِ». وَهُمْ «وَاقِفُونَ أَمَامَ ٱلْعَرْشِ [عَرْشِ ٱللهِ] وَأَمَامَ ٱلْحَمَلِ [يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ]». إِنَّهُمُ «ٱلَّذِينَ يَأْتُونَ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ، وَقَدْ غَسَلُوا حُلَلَهُمْ وَبَيَّضُوهَا بِدَمِ ٱلْحَمَلِ» بِمُمَارَسَةِ ٱلْإِيمَانِ بِذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْفِدَائِيَّةِ. وَأَعْضَاءُ ‹ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ› يُحِبُّونَ يَهْوَهَ وَٱبْنَهُ وَ «يُؤَدُّونَ لَهُ [لِلهِ] خِدْمَةً مُقَدَّسَةً نَهَارًا وَلَيْلًا». — رؤ ٧:٩، ١٤، ١٥.
١٣ عَمَّا قَرِيبٍ، سَيُدَمِّرُ ٱللهُ هٰذَا ٱلْعَالَمَ ٱلشِّرِّيرَ فِي ‹ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ›. (مت ٢٤:٢١؛ اقرأ ارميا ٢٥:٣٢، ٣٣.) لٰكِنَّهُ، بِفَضْلِ مَحَبَّتِهِ لِخُدَّامِهِ، سَيَحْفَظُهُمْ كَفَرِيقٍ وَيُدْخِلُهُمْ عَالَمَهُ ٱلْجَدِيدَ. وَكَمَا أُنْبِئَ مُنْذُ ٢٬٠٠٠ سَنَةٍ تَقْرِيبًا، «سَيَمْسَحُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَٱلْمَوْتُ لَا يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلَا يَكُونُ نَوْحٌ وَلَا صُرَاخٌ وَلَا وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ». فَهَلْ تَتُوقُ إِلَى ٱلْعَيْشِ فِي ٱلْفِرْدَوْسِ بَعْدَ أَنْ تَكُونَ «ٱلْأُمُورُ ٱلسَّابِقَةُ قَدْ زَالَتْ»؟ — رؤ ٢١:٤.
١٤ كَمْ يَبْلُغُ عَدَدُ ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ ٱلْيَوْمَ؟
١٤ حِينَ بَدَأَتِ ٱلْأَيَّامُ ٱلْأَخِيرَةُ عَامَ ١٩١٤، لَمْ يَكُنْ يُوجَدُ عَلَى ٱلْأَرْضِ سِوَى بِضْعَةِ آلَافِ خَادِمٍ لِيَهْوَهَ. وَقَدْ ثَابَرَ هٰذَا ٱلْفَرِيقُ ٱلصَّغِيرُ مِنَ ٱلْمَمْسُوحِينَ عَلَى عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ، بِدَافِعِ مَحَبَّتِهِمْ لِلْقَرِيبِ وَبِدَعْمِ رُوحِ ٱللهِ. وَنَتِيجَةَ مُثَابَرَتِهِمْ، يُجْمَعُ ٱلْيَوْمَ جَمْعٌ كَثِيرٌ يَرْجُونَ ٱلْحَيَاةَ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ. وَقَدِ ٱرْتَفَعَ عَدَدُنَا إِلَى حَوَالَيْ ٨٬٠٠٠٬٠٠٠ شَاهِدٍ فِي أَكْثَرَ مِنْ ١١٥٬٤٠٠ جَمَاعَةٍ حَوْلَ ٱلْأَرْضِ. وَهٰذَا ٱلْعَدَدُ آخِذٌ فِي ٱلِٱزْدِيَادِ. مَثَلًا، ٱعْتَمَدَ أَكْثَرُ مِنْ ٢٧٥٬٥٠٠ شَاهِدٍ جَدِيدٍ خِلَالَ سَنَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٢٠١٤، أَيْ مَا مُعَدَّلُهُ نَحْوُ ٥٬٣٠٠ شَخْصٍ أُسْبُوعِيًّا.
١٥ مَا مَدَى ٱنْتِشَارِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْيَوْمَ؟
١٥ إِنَّ رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ تَنْتَشِرُ ٱنْتِشَارًا مُذْهِلًا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. فَمَطْبُوعَاتُنَا ٱلْمُؤَسَّسَةُ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَصْدُرُ ٱلْآنَ بِأَكْثَرَ مِنْ ٧٠٠ لُغَةٍ. وَمَجَلَّةُ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ هِيَ ٱلْمَجَلَّةُ ٱلْأَكْثَرُ تَوْزِيعًا فِي ٱلْعَالَمِ، إِذْ يُطْبَعُ مِنْهَا شَهْرِيًّا مَا يَزِيدُ عَنِ ٥٢٬٠٠٠٬٠٠٠ نُسْخَةٍ بِـ ٢٤٧ لُغَةً. هٰذَا وَقَدْ طُبِعَ مَا يَفُوقُ ٱلْـ ٢٠٠٬٠٠٠٬٠٠٠ نُسْخَةٍ مِنْ كِتَابِ مَاذَا يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حَقًّا؟ بِأَكْثَرَ مِنْ ٢٥٠ لُغَةً.
١٦ مَا سَبَبُ ٱلنُّمُوِّ ٱلْمَلْحُوظِ لِهَيْئَةِ يَهْوَهَ؟
١٦ هٰذَا ٱلنُّمُوُّ ٱلْمَلْحُوظُ ٱلَّذِي نَرَاهُ ٱلْيَوْمَ هُوَ نَتِيجَةُ إِيمَانِنَا بِٱللهِ وَقُبُولِنَا ٱلتَّامِّ لِكَلِمَتِهِ ٱلْمُوحَى بِهَا، ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (١ تس ٢:١٣) وَٱللَّافِتُ هُوَ أَنَّ هٰذَا ٱلِٱزْدِهَارَ ٱلرُّوحِيَّ يَحْصُلُ عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ حِقْدِ وَمُقَاوَمَةِ ٱلشَّيْطَانِ، «إِلٰهِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا». — ٢ كو ٤:٤.
أَظْهِرِ ٱلْمَحَبَّةَ لِلْآخَرِينَ كُلَّ حِينٍ
١٧، ١٨ أَيُّ مَوْقِفٍ يَجِبُ أَنْ يَتَبَنَّاهُ خُدَّامُ ٱللهِ تِجَاهَ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ؟
١٧ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَوْقِفُنَا كَخُدَّامٍ لِيَهْوَهَ تِجَاهَ مَنْ لَا يَعْبُدُونَ ٱلْإِلٰهَ ٱلْحَقِيقِيَّ ٱلْوَحِيدَ؟ فِي عَمَلِنَا ٱلْكِرَازِيِّ، نَلْقَى رُدُودَ فِعْلٍ مُتَفَاوِتَةً، مِنْهَا ٱلْإِيجَابِيُّ وَمِنْهَا ٱلسَّلْبِيُّ. وَلٰكِنْ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ رَدِّ فِعْلِ ٱلنَّاسِ، تُبَيِّنُ كَلِمَةُ ٱللهِ ٱلْمَبْدَأَ ٱلَّذِي يَلْزَمُ أَنْ نَتَّبِعَهُ، إِذْ تَقُولُ: «لِيَكُنْ كَلَامُكُمْ كُلَّ حِينٍ بِنِعْمَةٍ، مُطَيَّبًا بِمِلْحٍ، لِكَيْ تَعْرِفُوا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تُجِيبُوا كُلَّ وَاحِدٍ». (كو ٤:٦) فَعِنْدَمَا نُدَافِعُ عَنْ إِيمَانِنَا أَمَامَ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُنَا عَنْ سَبَبِ ٱلرَّجَاءِ ٱلَّذِي فِينَا، نَفْعَلُ ذٰلِكَ «بِوَدَاعَةٍ وَٱحْتِرَامٍ عَمِيقٍ» لِأَنَّنَا نُحِبُّ قَرِيبَنَا. — ١ بط ٣:١٥.
١٨ حَتَّى حِينَ يَغْضَبُ ٱلنَّاسُ وَيَرْفُضُونَ رِسَالَتَنَا، نُعْرِبُ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ لِقَرِيبِنَا تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ ٱلَّذِي «مَا كَانَ يَرُدُّ ٱلشَّتْمَ وَهُوَ يُشْتَمُ، وَلَا كَانَ يُهَدِّدُ وَهُوَ يَتَأَلَّمُ، بَلْ بَقِيَ مُسَلِّمًا أَمْرَهُ لِمَنْ يَدِينُ بِٱلْبِرِّ»، أَيْ يَهْوَهَ. (١ بط ٢:٢٣) فَسَوَاءٌ كُنَّا مَعَ إِخْوَانِنَا أَوْ غَيْرِهِمْ، نُعْرِبُ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ وَنُطَبِّقُ ٱلْمَشُورَةَ ٱلْقَائِلَةَ: ‹لَا تَرُدُّوا ٱلْأَذِيَّةَ بِٱلْأَذِيَّةِ أَوِ ٱلشَّتْمَ بِٱلشَّتْمِ، بَلْ بِٱلْعَكْسِ بَارِكُوا›. — ١ بط ٣:٨، ٩.
١٩ أَيُّ مَبْدَإٍ أَعْطَاهُ يَسُوعُ يُعَلِّمُنَا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نُعَامِلَ أَعْدَاءَنَا؟
١٩ وَبِٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ، نُطِيعُ مَبْدَأً مُهِمًّا أَعْطَانَا إِيَّاهُ يَسُوعُ حِينَ قَالَ فِي مَوْعِظَتِهِ عَلَى ٱلْجَبَلِ: «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: ‹تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ›. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ وَصَلُّوا لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ، لِتَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى ٱلْأَشْرَارِ وَٱلصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى ٱلْأَبْرَارِ وَٱلْأَثَمَةِ». (مت ٥:٤٣-٤٥) فَكَخُدَّامٍ لِلهِ، عَلَيْنَا أَنْ ‹نُحِبَّ أَعْدَاءَنَا›، بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ مَوْقِفِهِمْ تِجَاهَنَا.
٢٠ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ مَحَبَّةَ ٱللهِ وَٱلْقَرِيبِ سَتَعُمُّ ٱلْأَرْضَ بِكَامِلِهَا؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٢٠ إِنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَهَ وَٱلْقَرِيبِ يَجِبُ أَنْ تَظْهَرَ بِمَوْقِفِنَا وَأَعْمَالِنَا فِي كُلِّ مَجَالَاتِ ٱلْحَيَاةِ. مَثَلًا، حَتَّى لَوْ لَمْ يَتَجَاوَبِ ٱلْبَعْضُ مَعَ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، نَمُدُّ إِلَيْهِمْ يَدَ ٱلْعَوْنِ حِينَ يَكُونُونَ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ. فَقَدْ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «لَا يَكُنْ عَلَيْكُمْ لِأَحَدٍ شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، لِأَنَّ مَنْ أَحَبَّ رَفِيقَهُ ٱلْإِنْسَانَ فَقَدْ تَمَّمَ ٱلشَّرِيعَةَ. لِأَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ: ‹لَا تَزْنِ، لَا تَقْتُلْ، لَا تَسْرِقْ، لَا تَطْمَعْ›، وَأَيَّ وَصِيَّةٍ أُخْرَى، تُلَخَّصُ فِي هٰذِهِ ٱلْكَلِمَةِ، وَهِيَ: ‹تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ›. اَلْمَحَبَّةُ لَا تَعْمَلُ سُوءًا لِلْقَرِيبِ، فَٱلْمَحَبَّةُ إِذًا هِيَ تَتْمِيمُ ٱلشَّرِيعَةِ». (رو ١٣:٨-١٠) وَكَشُهُودٍ لِيَهْوَهَ، نَحْنُ نُعْرِبُ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ فِي عَالَمِنَا ٱلشِّرِّيرِ ٱلْعَنِيفِ ٱلْمُقَسَّمِ ٱلَّذِي يُسَيْطِرُ عَلَيْهِ ٱلشَّيْطَانُ. (١ يو ٥:١٩) فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى سَتَعُمُّ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلْأَرْضَ بِكَامِلِهَا فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، بَعْدَ أَنْ يَقْضِيَ ٱللهُ عَلَى ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ وَٱلْبَشَرِ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ! وَيَا لَلسَّعَادَةِ ٱلَّتِي سَنَنْعَمُ بِهَا آنَذَاكَ حِينَ يُعْرِبُ ٱلْجَمِيعُ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ لِلهِ وَٱلْقَرِيبِ!