الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ربِّ ولدك على خدمة يهوه

ربِّ ولدك على خدمة يهوه

‏«لِيَعُدْ إِلَيْنَا رَجُلُ ٱللهِ .‏ .‏ .‏ وَيُعَلِّمْنَا مَاذَا نَصْنَعُ لِلصَّبِيِّ ٱلَّذِي يُولَدُ».‏ —‏ قض ١٣:‏٨‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٨٨،‏ ١٢٠

١ مَاذَا فَعَلَ مَنُوحُ حِينَ أَخْبَرَتْهُ زَوْجَتُهُ أَنَّهُ سَيَصِيرُ أَبًا؟‏

مَا كَانَتْ زَوْجَةُ مَنُوحَ لِتَزُفَّ إِلَيْهِ أَغْرَبَ مِنْ هٰذَا ٱلْخَبَرِ.‏ فَهٰذَانِ ٱلزَّوْجَانِ قَطَعَا ٱلْأَمَلَ مِنْ إِنْجَابِ ٱلْأَوْلَادِ.‏ إِلَّا أَنَّ مَا بَدَا مُسْتَحِيلًا كَانَ سَيَتَحَقَّقُ!‏ فَقَدْ تَرَاءَى لَهَا مَلَاكُ يَهْوَهَ وَأَخْبَرَهَا أَنَّهَا وَزَوْجَهَا سَيُرْزَقَانِ ٱبْنًا.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ مَنُوحَ كَانَ سَعِيدًا بِسَمَاعِ هٰذَا ٱلْخَبَرِ،‏ لٰكِنَّهُ أَدْرَكَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ ٱلْكَبِيرَةَ ٱلَّتِي أُلْقِيَتْ عَلَى كَاهِلِهِ.‏ فَكَيْفَ سَيَنْجَحَانِ فِي تَرْبِيَةِ ٱبْنِهِمَا عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَسْطَ أُمَّةٍ فَاسِدَةٍ شِرِّيرَةٍ؟‏ «تَوَسَّلَ مَنُوحُ إِلَى يَهْوَهَ» قَائِلًا:‏ «لِيَعُدْ إِلَيْنَا رَجُلُ ٱللهِ [ٱلْمَلَاكُ] ٱلَّذِي أَرْسَلْتَهُ،‏ وَيُعَلِّمْنَا مَاذَا نَصْنَعُ لِلصَّبِيِّ ٱلَّذِي يُولَدُ».‏ —‏ قض ١٣:‏١-‏٨‏.‏

٢ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّةٍ تَقَعُ عَلَى عَاتِقِكَ كَوَالِدٍ،‏ وَمَاذَا يُسَاعِدُكَ عَلَى إِتْمَامِهَا؟‏ (‏اُشْمُلْ فِي جَوَابِكَ ٱلْإِطَارَ «‏ وَلَدُكَ هُوَ أَهَمُّ تَلَامِيذِكَ‏».‏)‏

٢ إِذَا كُنْتَ وَالِدًا،‏ فَسَتَتَفَهَّمُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مَشَاعِرَ مَنُوحَ.‏ فَلَدَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا مَسْؤُولِيَّةٌ ثَقِيلَةٌ أَنْ تُسَاعِدَ وَلَدَكَ أَنْ يَتَعَرَّفَ بِيَهْوَهَ وَيُحِبَّهُ.‏ (‏ام ١:‏٨‏)‏ لِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ،‏ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ تَضَعَ بَرْنَامَجًا لِعِبَادَةٍ عَائِلِيَّةٍ بَنَّاءَةٍ تَزِيدُ مَعْرِفَةَ وَلَدِكَ بِيَهْوَهَ وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ عَلَى أَنَّكَ تُوَافِقُ طَبْعًا أَنَّ عَقْدَ دَرْسٍ عَائِلِيٍّ كُلَّ أُسْبُوعٍ لَيْسَ كَافِيًا لِتُلَقِّنَهُ حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ ‏(‏اقرإ التثنية ٦:‏٦-‏٩‏.‏)‏ فَكَيْفَ تَنْجَحُ فِي هٰذِهِ ٱلْمُهِمَّةِ؟‏ سَتُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ وَٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ مِثَالَ يَسُوعَ.‏ فَرَغْمَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَبًا،‏ يَسْتَفِيدُ ٱلْوَالِدُونَ مِنْ أُسْلُوبِهِ فِي ٱلتَّعْلِيمِ،‏ لِأَنَّهُ عَلَّمَ وَدَرَّبَ تَلَامِيذَهُ بِمَحَبَّةٍ وَتَوَاضُعٍ وَبَصِيرَةٍ.‏ فَلْنَتَفَحَّصْ كُلًّا مِنْ هٰذِهِ ٱلصِّفَاتِ عَلَى حِدَةٍ.‏

أَحِبَّ وَلَدَكَ

٣ كَيْفَ عَبَّرَ يَسُوعُ عَنْ مَحَبَّتِهِ لِتَلَامِيذِهِ؟‏

٣ كَانَ يَسُوعُ يَقُولُ لِتَلَامِيذِهِ إِنَّهُ يُحِبُّهُمْ.‏ ‏(‏اقرأ يوحنا ١٥:‏٩‏.‏)‏ كَمَا أَنَّهُ أَعْرَبَ عَنْ مَحَبَّتِهِ لَهُمْ بِصَرْفِ وَقْتٍ كَبِيرٍ مَعَهُمْ.‏ (‏مر ٦:‏٣١،‏ ٣٢؛‏ يو ٢:‏٢؛‏ ٢١:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ فَهُوَ لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدَ مُعَلِّمٍ لَهُمْ،‏ بَلْ كَانَ صَدِيقَهُمْ أَيْضًا.‏ لِذٰلِكَ لَمْ يَشُكُّوا إِطْلَاقًا فِي مَحَبَّتِهِ.‏ فَكَيْفَ تَقْتَدِي بِأُسْلُوبِ يَسُوعَ فِي ٱلتَّعْلِيمِ؟‏

٤ كَيْفَ تُقْنِعُ وَلَدَكَ بِأَنَّكَ تُحِبُّهُ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٤ قُلْ لِوَلَدِكَ إِنَّكَ تُحِبُّهُ،‏ وَأَظْهِرْ لَهُ بِٱسْتِمْرَارٍ كَمْ هُوَ مُهِمٌّ فِي نَظَرِكَ.‏ (‏مت ٣:‏١٧؛‏ تي ٢:‏٤‏)‏ يَقُولُ سَامْوِيلُ ٱلَّذِي يَعِيشُ فِي أُوسْتْرَالِيَا:‏ «حِينَ كُنْتُ صَغِيرًا،‏ ٱعْتَادَ أَبِي أَنْ يَقْرَأَ عَلَيَّ كِتَابِي لِقِصَصِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ كُلَّ مَسَاءٍ.‏ وَكَانَ يُجِيبُنِي عَلَى أَسْئِلَتِي ثُمَّ يُعَانِقُنِي وَيُقَبِّلُنِي قَبْلَ ٱلنَّوْمِ.‏ وَكَمْ تَفَاجَأْتُ حِينَ عَلِمْتُ لَاحِقًا أَنَّ ٱلْعَائِلَةَ ٱلَّتِي نَشَأَ فِيهَا لَمْ يَكُنْ مِنْ عَادَتِهَا ٱلْعِنَاقُ وَٱلْقُبَلُ!‏ غَيْرَ أَنَّهُ بَذَلَ جُهْدًا كَبِيرًا لِيُعَبِّرَ عَنْ مَحَبَّتِهِ لِي.‏ وَنَتِيجَةَ ذٰلِكَ،‏ أَصْبَحَتْ عَلَاقَتِي بِهِ مَتِينَةً وَشَعَرْتُ بِٱلرَّاحَةِ وَٱلْأَمَانِ».‏ أَنْتَ أَيْضًا قُلْ لِوَلَدِكَ دَائِمًا إِنَّكَ تُحِبُّهُ لِيَشْعُرَ هُوَ بِدَوْرِهِ كَمَا شَعَرَ سَامْوِيل.‏ أَظْهِرْ لَهُ ٱلْحَنَانَ،‏ تَحَدَّثْ إِلَيْهِ،‏ تَنَاوَلْ مَعَهُ ٱلطَّعَامَ،‏ وَٱلْعَبَا سَوِيًّا.‏

٥،‏ ٦ ‏(‏أ)‏ مَاذَا فَعَلَ يَسُوعُ لِأَنَّهُ أَحَبَّ تَلَامِيذَهُ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تُؤَدِّبَ وَلَدَكَ؟‏

٥ قَالَ يَسُوعُ:‏ «كُلُّ مَنْ أُكِنُّ لَهُ مَوَدَّةً أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ».‏ * (‏رؤ ٣:‏١٩‏)‏ لَقَدْ تَحَاجَّ ٱلتَّلَامِيذُ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ فِي مَنْ هُوَ ٱلْأَعْظَمُ.‏ لٰكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَتَجَاهَلِ ٱلْمُشْكِلَةَ،‏ بَلْ نَصَحَهُمْ بِصَبْرٍ مَرَّةً تِلْوَ ٱلْأُخْرَى،‏ مُخْتَارًا ٱلزَّمَانَ وَٱلْمَكَانَ ٱلْمُنَاسِبَيْنِ لِيُوَبِّخَهُمْ بِلُطْفٍ وَمَحَبَّةٍ.‏ —‏ مر ٩:‏٣٣-‏٣٧‏.‏

٦ أَنْتَ أَيْضًا تُظْهِرُ مَحَبَّتَكَ لِوَلَدِكَ بِتَأْدِيبِهِ.‏ وَأَحْيَانًا،‏ يَكْفِي أَنْ تَشْرَحَ لَهُ مَا ٱلَّذِي يَجْعَلُ تَصَرُّفًا مَا صَائِبًا أَوْ خَاطِئًا.‏ وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ لَمْ يَعْمَلْ بِمَا قُلْتَهُ لَهُ؟‏ (‏ام ٢٢:‏١٥‏)‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ،‏ ٱقْتَدِ بِيَسُوعَ.‏ أَدِّبْهُ بِصَبْرٍ مُقَدِّمًا ٱلْإِرْشَادَ وَٱلتَّدْرِيبَ وَٱلتَّقْوِيمَ،‏ مُخْتَارًا ٱلزَّمَانَ وَٱلْمَكَانَ ٱلْمُنَاسِبَيْنِ لِتُوَبِّخَهُ بِلُطْفٍ وَمَحَبَّةٍ.‏ تَقُولُ أُخْتٌ فِي جَنُوبِ إِفْرِيقْيَا ٱسْمُهَا إِلَايْن:‏ «كَانَ أَبَوَايَ حَازِمَيْنِ فِي تَأْدِيبِي:‏ فَإِذَا نَبَّهَانِي مِنْ سُوءِ ٱلسُّلُوكِ،‏ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّنِي سَأُعَاقَبُ إِنْ عَصَيْتُ كَلَامَهُمَا.‏ لٰكِنَّهُمَا لَمْ يُؤَدِّبَانِي قَطُّ بِغَضَبٍ أَوْ دُونَ أَنْ يَشْرَحَا لِي ٱلْأَسْبَابَ.‏ وَٱلنَّتِيجَةُ هِيَ أَنِّي شَعَرْتُ بِٱلْأَمَانِ.‏ فَقَدْ عَرَفْتُ حُدُودِي وَفَهِمْتُ ٱلْمَطْلُوبَ مِنِّي».‏

أَعْرِبْ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ

٧،‏ ٨ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ فِي صَلَوَاتِهِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تُعَلِّمُ وَلَدَكَ بِصَلَوَاتِكَ أَنْ يَتَّكِلَ عَلَى ٱللهِ؟‏

٧ عِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ عَلَى وَشْكِ أَنْ يُعْتَقَلَ وَيُقْتَلَ،‏ تَوَسَّلَ إِلَى أَبِيهِ قَائِلًا:‏ ‏«أَبَّا،‏ أَيُّهَا ٱلْآبُ،‏ كُلُّ شَيْءٍ مُمْكِنٌ عِنْدَكَ،‏ فَٱصْرِفْ عَنِّي هٰذِهِ ٱلْكَأْسَ.‏ وَلٰكِنْ لَيْسَ مَا أُرِيدُ أَنَا،‏ بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ».‏ * (‏مر ١٤:‏٣٦‏)‏ تَخَيَّلْ كَيْفَ شَعَرَ ٱلتَّلَامِيذُ حِينَ سَمِعُوا،‏ أَوْ عَلِمُوا لَاحِقًا،‏ بِهٰذِهِ ٱلصَّلَاةِ.‏ فَإِذَا كَانَ ٱبْنُ ٱللهِ ٱلْكَامِلُ قَدْ طَلَبَ ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنْ أَبِيهِ،‏ فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى هُمْ!‏ فَلَا شَكَّ أَنَّهُمْ تَعَلَّمُوا أَنْ يَتَّكِلُوا عَلَى يَهْوَهَ بِتَوَاضُعٍ.‏

٨ فَمَاذَا يَتَعَلَّمُ وَلَدُكَ مِنْ صَلَوَاتِكَ؟‏ طَبْعًا،‏ لَيْسَ تَعْلِيمُ وَلَدِكَ هُوَ ٱلسَّبَبَ ٱلرَّئِيسِيَّ لِتُصَلِّيَ.‏ وَلٰكِنْ،‏ حِينَ يَسْمَعُكَ ٱبْنُكَ أَوِ ٱبْنَتُكَ تُصَلِّي بِتَوَاضُعٍ،‏ يَتَعَلَّمُ أَنْ يَتَّكِلَ عَلَى ٱللهِ.‏ تَقُولُ آنَّا ٱلَّتَي تَعِيشُ فِي ٱلْبَرَازِيل:‏ «عِنْدَ نُشُوءِ ٱلْمَشَاكِلِ،‏ كَمَرَضِ جَدِّي وَجَدَّتِي،‏ كَانَ وَالِدَايَ يَطْلُبَانِ مِنْ يَهْوَهَ ٱلْقُوَّةَ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ،‏ وَٱلْحِكْمَةَ لِيَتَّخِذَا ٱلْقَرَارَاتِ ٱلصَّائِبَةَ.‏ حَتَّى حِينَ تَعَرَّضَا لِضَغْطٍ شَدِيدٍ،‏ تَرَكَا مَشَاكِلَهُمَا بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ.‏ فَتَعَلَّمْتُ مِنْهُمَا أَنْ أَتَّكِلَ عَلَيْهِ».‏ لِذٰلِكَ،‏ حِينَ تُصَلِّي مَعَ وَلَدِكَ،‏ لَا تُصَلِّ مِنْ أَجْلِهِ فَقَطْ.‏ بَلِ ٱسْأَلْ يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَكَ أَنْتَ أَيْضًا،‏ رُبَّمَا لِتَطْلُبَ مِنْ رَبِّ عَمَلِكَ عُطْلَةً لِحُضُورِ مَحْفِلٍ،‏ أَوْ لِتَسْتَمِدَّ ٱلشَّجَاعَةَ كَيْ تَشْهَدَ لِجَارِكَ.‏ اِتَّكِلْ عَلَى ٱللهِ بِتَوَاضُعٍ،‏ فَيَحْذُوَ وَلَدُكَ حَذْوَكَ.‏

٩ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ عَلَّمَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ يَكُونُوا مُتَوَاضِعِينَ وَغَيْرَ أَنَانِيِّينَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يَتَعَلَّمُ وَلَدُكَ إِذَا أَعْرَبْتَ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ؟‏

٩ أَوْصَى يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ يَكُونُوا مُتَوَاضِعِينَ وَغَيْرَ أَنَانِيِّينَ،‏ وَرَسَمَ لَهُمُ ٱلْمِثَالَ فِي ذٰلِكَ.‏ ‏(‏اقرأ لوقا ٢٢:‏٢٧‏.‏)‏ فَٱنْدَفَعَ رُسُلُهُ مِثْلَهُ إِلَى ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ.‏ وَيُمْكِنُكَ أَنْ تُعَلِّمَ وَلَدَكَ ٱلدَّرْسَ نَفْسَهُ إِذَا رَسَمْتَ لَهُ مِثَالًا فِي ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ.‏ تَقُولُ دِيبِي،‏ أُمٌّ لِوَلَدَيْنِ:‏ «لَمْ أَشْعُرْ يَوْمًا بِٱلْغَيْرَةِ مِنَ ٱلْآخَرِينَ لِأَنَّ زَوْجِي يُمْضِي وَقْتًا مَعَهُمْ فِي تَعْيِينِهِ كَشَيْخٍ.‏ فَكُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيُعِيرُنَا ٱهْتِمَامَهُ حَالَمَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ ٱلْعَائِلَةُ».‏ (‏١ تي ٣:‏٤،‏ ٥‏)‏ وَيُضِيفُ زَوْجُهَا بْرَانَاس:‏ «وَلَّدَ ذٰلِكَ فِي وَلَدَيْنَا حَمَاسَةً لِلتَّطَوُّعِ فِي ٱلْمَحَافِلِ وَٱلْمَشَارِيعِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ.‏ فَزَادَتْ سَعَادَتُهُمَا،‏ وَكَسَبَا أَصْدِقَاءَ،‏ وَنَمَا عِنْدَهُمَا شُعُورٌ بِٱلِٱنْتِمَاءِ إِلَى مَعْشَرِ إِخْوَتِنَا».‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ كُلُّ أَفْرَادِ هٰذِهِ ٱلْعَائِلَةِ مُنْخَرِطُونَ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.‏ فَإِذَا أَعْرَبْتَ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ،‏ تَبُثُّ فِي وَلَدِكَ رُوحَ ٱلطَّوْعِيَّةِ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ.‏

تَحَلَّ بِٱلْبَصِيرَةِ

١٠ كَيْفَ تَحَلَّى يَسُوعُ بِٱلْبَصِيرَةِ حِينَ أَتَى جَمْعٌ مِنَ ٱلنَّاسِ لِيَرَوْهُ؟‏

١٠ تَحَلَّى يَسُوعُ بِٱلْبَصِيرَةِ لِأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى بَاطِنِ ٱلْأُمُورِ وَمَيَّزَ مَا وَرَاءَ تَصَرُّفَاتِ ٱلنَّاسِ.‏ فَفِي إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ،‏ بَدَا أَنَّ بَعْضَ مُسْتَمِعِيهِ فِي ٱلْجَلِيلِ تَوَّاقُونَ إِلَى ٱتِّبَاعِهِ.‏ (‏يو ٦:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ لٰكِنَّ يَسُوعَ عَرَفَ خَفَايَا قُلُوبِهِمْ،‏ وَأَدْرَكَ أَنَّهُمْ مُهْتَمُّونَ بِٱلطَّعَامِ ٱلْجَسَدِيِّ لَا ٱلرُّوحِيِّ.‏ (‏يو ٢:‏٢٥‏)‏ فَقَدْ رَأَى مَوْقِفَهُمُ ٱلْخَاطِئَ،‏ ثُمَّ قَوَّمَهُمْ بِصَبْرٍ وَأَوْضَحَ لَهُمْ مَا ٱلْمَطْلُوبُ مِنْهُمْ.‏ —‏ اقرأ يوحنا ٦:‏٢٥-‏٢٧‏.‏

هَلْ يَسْتَمْتِعُ وَلَدُكَ بِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١١.‏)‏

١١ ‏(‏أ)‏ أَعْطِ مَثَلًا يُظْهِرُ كَيْفَ تُسَاعِدُكَ ٱلْبَصِيرَةُ أَنْ تَعْرِفَ مَوْقِفَ وَلَدِكَ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ.‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تُسَاعِدُ وَلَدَكَ عَلَى ٱلتَّمَتُّعِ بِٱلْخِدْمَةِ؟‏

١١ صَحِيحٌ أَنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ مَعْرِفَةَ خَفَايَا ٱلْقُلُوبِ،‏ وَلٰكِنْ بِمَقْدُورِكَ أَنْ تَتَحَلَّى بِٱلْبَصِيرَةِ لِتَعْرِفَ مَشَاعِرَ وَلَدِكَ حِيَالَ خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ.‏ فَثَمَّةَ وَالِدُونَ كَثِيرُونَ يَأْخُذُونَ فَتْرَةَ ٱسْتِرَاحَةٍ قَصِيرَةً مَعَ أَوْلَادِهِمْ خِلَالَ خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ لِتَجْدِيدِ طَاقَتِهِمْ وَتَنَاوُلِ وَجْبَةٍ خَفِيفَةٍ وَمُرَطِّبَاتٍ.‏ فَلِمَ لَا تَنْظُرُ إِلَى مَا وَرَاءَ ٱلظَّاهِرِ وَتَسْأَلُ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ يَسْتَمْتِعُ وَلَدِي بِٱلْخِدْمَةِ أَمْ بِفَتَرَاتِ ٱلِٱسْتِرَاحَةِ فَقَطْ›؟‏ وَإِذَا وَجَدْتَ أَنَّهُ لَا يَتَمَتَّعُ بِٱلْخِدْمَةِ كَمَا يَنْبَغِي،‏ فَفَتِّشْ عَنْ طَرَائِقَ تَزِيدُ ٱهْتِمَامَهُ بِهَا.‏ مَثَلًا،‏ أَوْكِلْ إِلَيْهِ بَعْضَ ٱلْمُهِمَّاتِ ٱلصَّغِيرَةِ لِيَشْعُرَ أَنَّهُ يَلْعَبُ دَوْرًا نَافِعًا.‏

١٢ ‏(‏أ)‏ أَيُّ تَحْذِيرٍ يَنِمُّ عَنِ ٱلْبَصِيرَةِ أَعْطَاهُ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ كَانَ تَحْذِيرُ يَسُوعَ فِي حِينِهِ؟‏

١٢ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ،‏ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلْبَصِيرَةِ بِتَحْدِيدِ ٱلْمَطَبَّاتِ ٱلَّتِي تُؤَدِّي بِٱلْإِنْسَانِ إِلَى ٱقْتِرَافِ ٱلْخَطِيَّةِ.‏ مَثَلًا،‏ عَرَفَ أَتْبَاعُهُ أَنَّ ٱلْعَهَارَةَ خَطَأٌ.‏ لٰكِنَّهُ حَذَّرَهُمْ مِنَ ٱلْخُطُوَاتِ ٱلَّتِي تُؤَدِّي إِلَى ٱرْتِكَابِهَا،‏ قَائِلًا:‏ «كُلُّ مَنْ يُدَاوِمُ عَلَى ٱلنَّظَرِ إِلَى ٱمْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا،‏ فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ.‏ فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ ٱلْيُمْنَى تُعْثِرُكَ،‏ فَٱقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ».‏ (‏مت ٥:‏٢٧-‏٢٩‏)‏ وَكَانَتْ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ فِي حِينِهَا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعَائِشِينَ تَحْتَ ٱلْحُكْمِ ٱلرُّومَانِيِّ.‏ فَقَدْ كَتَبَ أَحَدُ ٱلْمُؤَرِّخِينَ مُعَلِّقًا عَلَى ٱلْمَسْرَحِيَّاتِ ٱلرُّومَانِيَّةِ ٱلْمَلِيئَةِ بِٱلْخَلَاعَةِ وَٱلْبَذَاءَةِ،‏ قَائِلًا:‏ «كَانَتِ ٱلْأُمُورُ ٱلْفَاحِشَةُ تُعْرَضُ عَلَى مَرْأَى وَمَسْمَعِ ٱلْجُمْهُورِ،‏ وَٱلْمَشَاهِدُ ٱلْأَكْثَرُ فِسْقًا تُلَاقِي أَكْبَرَ ٱسْتِحْسَانٍ».‏ فَيَا لَلْمَحَبَّةِ وَٱلْبَصِيرَةِ ٱللَّتَيْنِ أَعْرَبَ عَنْهُمَا يَسُوعُ حِينَ حَذَّرَ تَلَامِيذَهُ مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تُصَعِّبُ عَلَيْهِمِ ٱلْبَقَاءَ طَاهِرِينَ أَدَبِيًّا!‏

١٣،‏ ١٤ كَيْفَ تَحْمِي وَلَدَكَ مِنَ ٱلتَّسْلِيَةِ ٱلْفَاسِدَةِ أَخْلَاقِيًّا؟‏

١٣ تُسَاعِدُكَ ٱلْبَصِيرَةُ أَنْ تَحْمِيَ وَلَدَكَ مِنَ ٱلْأَذَى ٱلرُّوحِيِّ.‏ فَٱلْيَوْمَ،‏ يَتَعَرَّضُ ٱلْأَوْلَادُ لِمَوَادَّ إِبَاحِيَّةٍ وَغَيْرِهَا مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلْفَاسِدَةِ أَخْلَاقِيًّا فِي سِنٍّ صَغِيرَةٍ جِدًّا.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّكَ كَوَالِدٍ مَسِيحِيٍّ تُحَذِّرُ وَلَدَكَ مِنْ خَطَرِ ٱلتَّسْلِيَةِ ٱلْفَاسِدَةِ أَخْلَاقِيًّا.‏ لٰكِنَّ ٱلْبَصِيرَةَ تَكْشِفُ لَكَ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يُثَارَ فُضُولُ وَلَدِكَ بِشَأْنِ ٱلْإِبَاحِيَّةِ.‏ اِسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يُغْرِيَ وَلَدِي بِٱلنَّظَرِ إِلَى مَوَادَّ إِبَاحِيَّةٍ؟‏ هَلْ يَعْرِفُ سَبَبَ خُطُورَتِهَا؟‏ وَهَلْ يَسْهُلُ ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَيَّ،‏ بِحَيْثُ يَطْلُبُ مِنِّي ٱلْمُسَاعَدَةَ إِذَا أُغْرِيَ يَوْمًا بِٱلنَّظَرِ إِلَى مَوَادَّ إِبَاحِيَّةٍ؟‏›.‏ حَتَّى حِينَ يَكُونُ وَلَدُكَ صَغِيرًا،‏ بِإِمْكَانِكَ أَنْ تَقُولَ لَهُ:‏ «إِذَا حَدَثَ أَنْ رَأَيْتَ شَيْئًا عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِتْ أَثَارَ فُضُولَكَ بِشَأْنِ ٱلْجِنْسِ،‏ فَأَخْبِرْنِي مِنْ فَضْلِكَ.‏ وَلَا تَخْجَلْ مِنَ ٱلتَّحَدُّثِ إِلَيَّ،‏ فَأَنَا أُرِيدُ مُسَاعَدَتَكَ».‏

١٤ تُسَاعِدُكَ ٱلْبَصِيرَةُ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ حَذِرًا فِي ٱنْتِقَاءِ تَسْلِيَتِكَ.‏ يَقُولُ بْرَانَاسُ ٱلْمَذْكُورُ آنِفًا:‏ «إِنَّ ٱلْمُوسِيقَى ٱلَّتِي نَسْمَعُهَا نَحْنُ ٱلْوَالِدِينَ،‏ وَٱلْأَفْلَامَ ٱلَّتِي نُشَاهِدُهَا،‏ وَٱلْكُتُبَ ٱلَّتِي نُطَالِعُهَا تَكُونُ بِمَثَابَةِ مِقْيَاسٍ لِلْعَائِلَةِ.‏ فَأَوْلَادُكَ،‏ مَهْمَا قُلْتَ وَأَكْثَرْتَ ٱلْكَلَامَ،‏ يُرَاقِبُونَ أَفْعَالَكَ وَيَتَمَثَّلُونَ بِكَ».‏ فَإِذَا لَاحَظَ وَلَدُكَ أَنَّكَ تَخْتَارُ بِعِنَايَةٍ ٱلتَّسْلِيَةَ ٱلْجَيِّدَةَ،‏ يَنْدَفِعُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ إِلَى ٱلسَّيْرِ عَلَى خُطَاكَ.‏ —‏ رو ٢:‏٢١-‏٢٤‏.‏

ثِقْ بِعَوْنِ يَهْوَهَ

١٥،‏ ١٦ ‏(‏أ)‏ لِمَ أَنْتَ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ ٱللهَ سَيُسَاعِدُكَ عَلَى تَرْبِيَةِ أَوْلَادِكَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟‏

١٥ مَاذَا حَصَلَ حِينَ طَلَبَ مَنُوحُ ٱلْمُسَاعَدَةَ عَلَى تَرْبِيَةِ ٱبْنِهِ؟‏ لَقَدْ «سَمِعَ ٱللهُ لِصَوْتِ مَنُوحَ».‏ (‏قض ١٣:‏٩‏)‏ فَيَا أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ،‏ ثِقُوا أَنَّ يَهْوَهَ سَيَسْمَعُ لَكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا.‏ فَهُوَ سَيَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِكُمْ وَيُسَاعِدُكُمْ عَلَى تَرْبِيَةِ أَوْلَادِكُمْ بِمَحَبَّةٍ وَتَوَاضُعٍ وَبَصِيرَةٍ.‏

١٦ وَمِثْلَمَا يُسَاعِدُ يَهْوَهُ ٱلْوَالِدِينَ عَلَى ٱلنَّجَاحِ فِي تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمِ ٱلصِّغَارِ،‏ يُسَاعِدُهُمْ أَيْضًا عَلَى تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمْ فِي سِنِّ ٱلْمُرَاهَقَةِ.‏ وَسَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ كَيْفَ تَقْتَدِي بِمَحَبَّةِ يَسُوعَ وَتَوَاضُعِهِ وَبَصِيرَتِهِ فِيمَا تُرَبِّي وَلَدَكَ ٱلْمُرَاهِقَ عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ.‏

^ ‎الفقرة 5‏ بِحَسَبِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ يَشْمُلُ ٱلتَّأْدِيبُ ٱلْإِرْشَادَ وَٱلتَّدْرِيبَ وَٱلتَّقْوِيمَ،‏ وَأَحْيَانًا ٱلْعِقَابَ.‏ وَيَجِبُ تَقْدِيمُهُ دَائِمًا بِمَحَبَّةٍ،‏ لَا تَنْفِيسًا عَنِ ٱلْغَضَبِ.‏

^ ‎الفقرة 7‏ تَذْكُرُ دَائِرَةُ مَعَارِفِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْقَانُونِيَّةُ ٱلْأُمَمِيَّةُ ‏(‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏:‏ «فِي ٱللُّغَةِ ٱلْمَحْكِيَّةِ أَيَّامَ يَسُوعَ،‏ كَانَ ٱلْأَوْلَادُ يُخَاطِبُونَ آبَاءَهُمْ بِكَلِمَةِ آبّاء ٱلَّتِي تَدُلُّ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ عَلَى ٱلْعَلَاقَةِ ٱلْحَمِيمَةِ غَيْرِ ٱلرَّسْمِيَّةِ وَٱلْمُتَّسِمَةِ بِٱلِٱحْتِرَامِ ٱلَّتِي تَرْبِطُهُمْ بِآبَائِهِمْ».‏