ربِّ ولدك على خدمة يهوه
«لِيَعُدْ إِلَيْنَا رَجُلُ ٱللهِ . . . وَيُعَلِّمْنَا مَاذَا نَصْنَعُ لِلصَّبِيِّ ٱلَّذِي يُولَدُ». — قض ١٣:٨.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٨٨، ١٢٠
١ مَاذَا فَعَلَ مَنُوحُ حِينَ أَخْبَرَتْهُ زَوْجَتُهُ أَنَّهُ سَيَصِيرُ أَبًا؟
مَا كَانَتْ زَوْجَةُ مَنُوحَ لِتَزُفَّ إِلَيْهِ أَغْرَبَ مِنْ هٰذَا ٱلْخَبَرِ. فَهٰذَانِ ٱلزَّوْجَانِ قَطَعَا ٱلْأَمَلَ مِنْ إِنْجَابِ ٱلْأَوْلَادِ. إِلَّا أَنَّ مَا بَدَا مُسْتَحِيلًا كَانَ سَيَتَحَقَّقُ! فَقَدْ تَرَاءَى لَهَا مَلَاكُ يَهْوَهَ وَأَخْبَرَهَا أَنَّهَا وَزَوْجَهَا سَيُرْزَقَانِ ٱبْنًا. وَلَا شَكَّ أَنَّ مَنُوحَ كَانَ سَعِيدًا بِسَمَاعِ هٰذَا ٱلْخَبَرِ، لٰكِنَّهُ أَدْرَكَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ ٱلْكَبِيرَةَ ٱلَّتِي أُلْقِيَتْ عَلَى كَاهِلِهِ. فَكَيْفَ سَيَنْجَحَانِ فِي تَرْبِيَةِ ٱبْنِهِمَا عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَسْطَ أُمَّةٍ فَاسِدَةٍ شِرِّيرَةٍ؟ «تَوَسَّلَ مَنُوحُ إِلَى يَهْوَهَ» قَائِلًا: «لِيَعُدْ إِلَيْنَا رَجُلُ ٱللهِ [ٱلْمَلَاكُ] ٱلَّذِي أَرْسَلْتَهُ، وَيُعَلِّمْنَا مَاذَا نَصْنَعُ لِلصَّبِيِّ ٱلَّذِي يُولَدُ». — قض ١٣:١-٨.
٢ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّةٍ تَقَعُ عَلَى عَاتِقِكَ كَوَالِدٍ، وَمَاذَا يُسَاعِدُكَ عَلَى إِتْمَامِهَا؟ (اُشْمُلْ فِي جَوَابِكَ ٱلْإِطَارَ « وَلَدُكَ هُوَ أَهَمُّ تَلَامِيذِكَ».)
٢ إِذَا كُنْتَ وَالِدًا، فَسَتَتَفَهَّمُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مَشَاعِرَ مَنُوحَ. فَلَدَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا مَسْؤُولِيَّةٌ ثَقِيلَةٌ أَنْ تُسَاعِدَ وَلَدَكَ أَنْ يَتَعَرَّفَ بِيَهْوَهَ وَيُحِبَّهُ. (ام ١:٨) لِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ، مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ تَضَعَ بَرْنَامَجًا لِعِبَادَةٍ عَائِلِيَّةٍ بَنَّاءَةٍ تَزِيدُ مَعْرِفَةَ وَلَدِكَ بِيَهْوَهَ وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. عَلَى أَنَّكَ تُوَافِقُ طَبْعًا أَنَّ عَقْدَ دَرْسٍ عَائِلِيٍّ كُلَّ أُسْبُوعٍ لَيْسَ كَافِيًا لِتُلَقِّنَهُ حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (اقرإ التثنية ٦:٦-٩.) فَكَيْفَ تَنْجَحُ فِي هٰذِهِ ٱلْمُهِمَّةِ؟ سَتُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ وَٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ مِثَالَ يَسُوعَ. فَرَغْمَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَبًا، يَسْتَفِيدُ ٱلْوَالِدُونَ مِنْ أُسْلُوبِهِ فِي ٱلتَّعْلِيمِ، لِأَنَّهُ عَلَّمَ وَدَرَّبَ تَلَامِيذَهُ بِمَحَبَّةٍ وَتَوَاضُعٍ وَبَصِيرَةٍ. فَلْنَتَفَحَّصْ كُلًّا مِنْ هٰذِهِ ٱلصِّفَاتِ عَلَى حِدَةٍ.
أَحِبَّ وَلَدَكَ
٣ كَيْفَ عَبَّرَ يَسُوعُ عَنْ مَحَبَّتِهِ لِتَلَامِيذِهِ؟
٣ كَانَ يَسُوعُ يَقُولُ لِتَلَامِيذِهِ إِنَّهُ يُحِبُّهُمْ. (اقرأ يوحنا ١٥:٩.) كَمَا أَنَّهُ أَعْرَبَ عَنْ مَحَبَّتِهِ لَهُمْ بِصَرْفِ وَقْتٍ كَبِيرٍ مَعَهُمْ. (مر ٦:٣١، ٣٢؛ يو ٢:٢؛ ٢١:١٢، ١٣) فَهُوَ لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدَ مُعَلِّمٍ لَهُمْ، بَلْ كَانَ صَدِيقَهُمْ أَيْضًا. لِذٰلِكَ لَمْ يَشُكُّوا إِطْلَاقًا فِي مَحَبَّتِهِ. فَكَيْفَ تَقْتَدِي بِأُسْلُوبِ يَسُوعَ فِي ٱلتَّعْلِيمِ؟
٤ كَيْفَ تُقْنِعُ وَلَدَكَ بِأَنَّكَ تُحِبُّهُ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
٤ قُلْ لِوَلَدِكَ إِنَّكَ تُحِبُّهُ، وَأَظْهِرْ لَهُ بِٱسْتِمْرَارٍ كَمْ هُوَ مُهِمٌّ فِي نَظَرِكَ. (مت ٣:١٧؛ تي ٢:٤) يَقُولُ سَامْوِيلُ ٱلَّذِي يَعِيشُ فِي أُوسْتْرَالِيَا: «حِينَ كُنْتُ صَغِيرًا، ٱعْتَادَ أَبِي أَنْ يَقْرَأَ عَلَيَّ كِتَابِي لِقِصَصِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ كُلَّ مَسَاءٍ. وَكَانَ يُجِيبُنِي عَلَى أَسْئِلَتِي ثُمَّ يُعَانِقُنِي وَيُقَبِّلُنِي قَبْلَ ٱلنَّوْمِ. وَكَمْ تَفَاجَأْتُ حِينَ عَلِمْتُ لَاحِقًا أَنَّ ٱلْعَائِلَةَ ٱلَّتِي نَشَأَ فِيهَا لَمْ يَكُنْ مِنْ عَادَتِهَا ٱلْعِنَاقُ وَٱلْقُبَلُ! غَيْرَ أَنَّهُ بَذَلَ جُهْدًا كَبِيرًا لِيُعَبِّرَ عَنْ مَحَبَّتِهِ لِي. وَنَتِيجَةَ ذٰلِكَ، أَصْبَحَتْ عَلَاقَتِي بِهِ مَتِينَةً وَشَعَرْتُ بِٱلرَّاحَةِ وَٱلْأَمَانِ». أَنْتَ أَيْضًا قُلْ لِوَلَدِكَ دَائِمًا إِنَّكَ تُحِبُّهُ لِيَشْعُرَ هُوَ بِدَوْرِهِ كَمَا شَعَرَ سَامْوِيل. أَظْهِرْ لَهُ ٱلْحَنَانَ، تَحَدَّثْ إِلَيْهِ، تَنَاوَلْ مَعَهُ ٱلطَّعَامَ، وَٱلْعَبَا سَوِيًّا.
٥، ٦ (أ) مَاذَا فَعَلَ يَسُوعُ لِأَنَّهُ أَحَبَّ تَلَامِيذَهُ؟ (ب) كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تُؤَدِّبَ وَلَدَكَ؟
* (رؤ ٣:١٩) لَقَدْ تَحَاجَّ ٱلتَّلَامِيذُ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ فِي مَنْ هُوَ ٱلْأَعْظَمُ. لٰكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَتَجَاهَلِ ٱلْمُشْكِلَةَ، بَلْ نَصَحَهُمْ بِصَبْرٍ مَرَّةً تِلْوَ ٱلْأُخْرَى، مُخْتَارًا ٱلزَّمَانَ وَٱلْمَكَانَ ٱلْمُنَاسِبَيْنِ لِيُوَبِّخَهُمْ بِلُطْفٍ وَمَحَبَّةٍ. — مر ٩:٣٣-٣٧.
٥ قَالَ يَسُوعُ: «كُلُّ مَنْ أُكِنُّ لَهُ مَوَدَّةً أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ».٦ أَنْتَ أَيْضًا تُظْهِرُ مَحَبَّتَكَ لِوَلَدِكَ بِتَأْدِيبِهِ. وَأَحْيَانًا، يَكْفِي أَنْ تَشْرَحَ لَهُ مَا ٱلَّذِي يَجْعَلُ تَصَرُّفًا مَا صَائِبًا أَوْ خَاطِئًا. وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ لَمْ يَعْمَلْ بِمَا قُلْتَهُ لَهُ؟ (ام ٢٢:١٥) فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، ٱقْتَدِ بِيَسُوعَ. أَدِّبْهُ بِصَبْرٍ مُقَدِّمًا ٱلْإِرْشَادَ وَٱلتَّدْرِيبَ وَٱلتَّقْوِيمَ، مُخْتَارًا ٱلزَّمَانَ وَٱلْمَكَانَ ٱلْمُنَاسِبَيْنِ لِتُوَبِّخَهُ بِلُطْفٍ وَمَحَبَّةٍ. تَقُولُ أُخْتٌ فِي جَنُوبِ إِفْرِيقْيَا ٱسْمُهَا إِلَايْن: «كَانَ أَبَوَايَ حَازِمَيْنِ فِي تَأْدِيبِي: فَإِذَا نَبَّهَانِي مِنْ سُوءِ ٱلسُّلُوكِ، كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّنِي سَأُعَاقَبُ إِنْ عَصَيْتُ كَلَامَهُمَا. لٰكِنَّهُمَا لَمْ يُؤَدِّبَانِي قَطُّ بِغَضَبٍ أَوْ دُونَ أَنْ يَشْرَحَا لِي ٱلْأَسْبَابَ. وَٱلنَّتِيجَةُ هِيَ أَنِّي شَعَرْتُ بِٱلْأَمَانِ. فَقَدْ عَرَفْتُ حُدُودِي وَفَهِمْتُ ٱلْمَطْلُوبَ مِنِّي».
أَعْرِبْ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ
٧، ٨ (أ) كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ فِي صَلَوَاتِهِ؟ (ب) كَيْفَ تُعَلِّمُ وَلَدَكَ بِصَلَوَاتِكَ أَنْ يَتَّكِلَ عَلَى ٱللهِ؟
٧ عِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ عَلَى وَشْكِ أَنْ يُعْتَقَلَ وَيُقْتَلَ، تَوَسَّلَ إِلَى أَبِيهِ قَائِلًا: «أَبَّا، أَيُّهَا ٱلْآبُ، كُلُّ شَيْءٍ مُمْكِنٌ عِنْدَكَ، فَٱصْرِفْ عَنِّي هٰذِهِ ٱلْكَأْسَ. وَلٰكِنْ لَيْسَ مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ». * (مر ١٤:٣٦) تَخَيَّلْ كَيْفَ شَعَرَ ٱلتَّلَامِيذُ حِينَ سَمِعُوا، أَوْ عَلِمُوا لَاحِقًا، بِهٰذِهِ ٱلصَّلَاةِ. فَإِذَا كَانَ ٱبْنُ ٱللهِ ٱلْكَامِلُ قَدْ طَلَبَ ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنْ أَبِيهِ، فَكَمْ بِٱلْأَحْرَى هُمْ! فَلَا شَكَّ أَنَّهُمْ تَعَلَّمُوا أَنْ يَتَّكِلُوا عَلَى يَهْوَهَ بِتَوَاضُعٍ.
٨ فَمَاذَا يَتَعَلَّمُ وَلَدُكَ مِنْ صَلَوَاتِكَ؟ طَبْعًا، لَيْسَ تَعْلِيمُ وَلَدِكَ هُوَ ٱلسَّبَبَ ٱلرَّئِيسِيَّ لِتُصَلِّيَ. وَلٰكِنْ، حِينَ يَسْمَعُكَ ٱبْنُكَ أَوِ ٱبْنَتُكَ تُصَلِّي بِتَوَاضُعٍ، يَتَعَلَّمُ أَنْ يَتَّكِلَ عَلَى ٱللهِ. تَقُولُ آنَّا ٱلَّتَي تَعِيشُ فِي ٱلْبَرَازِيل: «عِنْدَ نُشُوءِ ٱلْمَشَاكِلِ، كَمَرَضِ جَدِّي وَجَدَّتِي، كَانَ وَالِدَايَ يَطْلُبَانِ مِنْ يَهْوَهَ ٱلْقُوَّةَ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ، وَٱلْحِكْمَةَ لِيَتَّخِذَا ٱلْقَرَارَاتِ ٱلصَّائِبَةَ. حَتَّى حِينَ تَعَرَّضَا لِضَغْطٍ شَدِيدٍ، تَرَكَا مَشَاكِلَهُمَا بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ. فَتَعَلَّمْتُ مِنْهُمَا أَنْ أَتَّكِلَ عَلَيْهِ». لِذٰلِكَ، حِينَ تُصَلِّي مَعَ وَلَدِكَ، لَا تُصَلِّ مِنْ أَجْلِهِ فَقَطْ. بَلِ ٱسْأَلْ يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَكَ أَنْتَ أَيْضًا، رُبَّمَا لِتَطْلُبَ مِنْ رَبِّ عَمَلِكَ عُطْلَةً لِحُضُورِ مَحْفِلٍ، أَوْ لِتَسْتَمِدَّ ٱلشَّجَاعَةَ كَيْ تَشْهَدَ لِجَارِكَ. اِتَّكِلْ عَلَى ٱللهِ بِتَوَاضُعٍ، فَيَحْذُوَ وَلَدُكَ حَذْوَكَ.
٩ (أ) كَيْفَ عَلَّمَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ يَكُونُوا مُتَوَاضِعِينَ وَغَيْرَ أَنَانِيِّينَ؟ (ب) مَاذَا يَتَعَلَّمُ وَلَدُكَ إِذَا أَعْرَبْتَ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ؟
٩ أَوْصَى يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ يَكُونُوا مُتَوَاضِعِينَ وَغَيْرَ أَنَانِيِّينَ، وَرَسَمَ لَهُمُ ٱلْمِثَالَ فِي ذٰلِكَ. (اقرأ لوقا ٢٢:٢٧.) فَٱنْدَفَعَ رُسُلُهُ مِثْلَهُ إِلَى ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ. وَيُمْكِنُكَ أَنْ تُعَلِّمَ وَلَدَكَ ٱلدَّرْسَ نَفْسَهُ إِذَا رَسَمْتَ لَهُ مِثَالًا فِي ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ. تَقُولُ دِيبِي، أُمٌّ لِوَلَدَيْنِ: «لَمْ أَشْعُرْ يَوْمًا بِٱلْغَيْرَةِ مِنَ ٱلْآخَرِينَ لِأَنَّ زَوْجِي يُمْضِي وَقْتًا مَعَهُمْ فِي تَعْيِينِهِ كَشَيْخٍ. فَكُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيُعِيرُنَا ٱهْتِمَامَهُ حَالَمَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ ٱلْعَائِلَةُ». (١ تي ٣:٤، ٥) وَيُضِيفُ زَوْجُهَا بْرَانَاس: «وَلَّدَ ذٰلِكَ فِي وَلَدَيْنَا حَمَاسَةً لِلتَّطَوُّعِ فِي ٱلْمَحَافِلِ وَٱلْمَشَارِيعِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ. فَزَادَتْ سَعَادَتُهُمَا، وَكَسَبَا أَصْدِقَاءَ، وَنَمَا عِنْدَهُمَا شُعُورٌ بِٱلِٱنْتِمَاءِ إِلَى مَعْشَرِ إِخْوَتِنَا». وَٱلْيَوْمَ، كُلُّ أَفْرَادِ هٰذِهِ ٱلْعَائِلَةِ مُنْخَرِطُونَ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ. فَإِذَا أَعْرَبْتَ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ، تَبُثُّ فِي وَلَدِكَ رُوحَ ٱلطَّوْعِيَّةِ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ.
تَحَلَّ بِٱلْبَصِيرَةِ
١٠ كَيْفَ تَحَلَّى يَسُوعُ بِٱلْبَصِيرَةِ حِينَ أَتَى جَمْعٌ مِنَ ٱلنَّاسِ لِيَرَوْهُ؟
١٠ تَحَلَّى يَسُوعُ بِٱلْبَصِيرَةِ لِأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى بَاطِنِ ٱلْأُمُورِ وَمَيَّزَ مَا وَرَاءَ تَصَرُّفَاتِ ٱلنَّاسِ. فَفِي إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ، بَدَا أَنَّ بَعْضَ مُسْتَمِعِيهِ فِي ٱلْجَلِيلِ تَوَّاقُونَ إِلَى ٱتِّبَاعِهِ. (يو ٦:٢٢-٢٤) لٰكِنَّ يَسُوعَ عَرَفَ خَفَايَا قُلُوبِهِمْ، وَأَدْرَكَ أَنَّهُمْ مُهْتَمُّونَ بِٱلطَّعَامِ ٱلْجَسَدِيِّ لَا ٱلرُّوحِيِّ. (يو ٢:٢٥) فَقَدْ رَأَى مَوْقِفَهُمُ ٱلْخَاطِئَ، ثُمَّ قَوَّمَهُمْ بِصَبْرٍ وَأَوْضَحَ لَهُمْ مَا ٱلْمَطْلُوبُ مِنْهُمْ. — اقرأ يوحنا ٦:٢٥-٢٧.
١١ (أ) أَعْطِ مَثَلًا يُظْهِرُ كَيْفَ تُسَاعِدُكَ ٱلْبَصِيرَةُ أَنْ تَعْرِفَ مَوْقِفَ وَلَدِكَ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ. (ب) كَيْفَ تُسَاعِدُ وَلَدَكَ عَلَى ٱلتَّمَتُّعِ بِٱلْخِدْمَةِ؟
١١ صَحِيحٌ أَنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ مَعْرِفَةَ خَفَايَا ٱلْقُلُوبِ، وَلٰكِنْ بِمَقْدُورِكَ أَنْ تَتَحَلَّى بِٱلْبَصِيرَةِ لِتَعْرِفَ مَشَاعِرَ وَلَدِكَ حِيَالَ خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ. فَثَمَّةَ وَالِدُونَ كَثِيرُونَ يَأْخُذُونَ فَتْرَةَ ٱسْتِرَاحَةٍ قَصِيرَةً مَعَ أَوْلَادِهِمْ خِلَالَ خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ لِتَجْدِيدِ طَاقَتِهِمْ وَتَنَاوُلِ وَجْبَةٍ خَفِيفَةٍ وَمُرَطِّبَاتٍ. فَلِمَ لَا تَنْظُرُ إِلَى مَا وَرَاءَ ٱلظَّاهِرِ وَتَسْأَلُ نَفْسَكَ: ‹هَلْ يَسْتَمْتِعُ وَلَدِي بِٱلْخِدْمَةِ أَمْ بِفَتَرَاتِ ٱلِٱسْتِرَاحَةِ فَقَطْ›؟ وَإِذَا وَجَدْتَ أَنَّهُ لَا يَتَمَتَّعُ بِٱلْخِدْمَةِ
كَمَا يَنْبَغِي، فَفَتِّشْ عَنْ طَرَائِقَ تَزِيدُ ٱهْتِمَامَهُ بِهَا. مَثَلًا، أَوْكِلْ إِلَيْهِ بَعْضَ ٱلْمُهِمَّاتِ ٱلصَّغِيرَةِ لِيَشْعُرَ أَنَّهُ يَلْعَبُ دَوْرًا نَافِعًا.١٢ (أ) أَيُّ تَحْذِيرٍ يَنِمُّ عَنِ ٱلْبَصِيرَةِ أَعْطَاهُ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ؟ (ب) لِمَ كَانَ تَحْذِيرُ يَسُوعَ فِي حِينِهِ؟
١٢ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنِ ٱلْبَصِيرَةِ بِتَحْدِيدِ ٱلْمَطَبَّاتِ ٱلَّتِي تُؤَدِّي بِٱلْإِنْسَانِ إِلَى ٱقْتِرَافِ ٱلْخَطِيَّةِ. مَثَلًا، عَرَفَ أَتْبَاعُهُ أَنَّ ٱلْعَهَارَةَ خَطَأٌ. لٰكِنَّهُ حَذَّرَهُمْ مِنَ ٱلْخُطُوَاتِ ٱلَّتِي تُؤَدِّي إِلَى ٱرْتِكَابِهَا، قَائِلًا: «كُلُّ مَنْ يُدَاوِمُ عَلَى ٱلنَّظَرِ إِلَى ٱمْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ ٱلْيُمْنَى تُعْثِرُكَ، فَٱقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ». (مت ٥:٢٧-٢٩) وَكَانَتْ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ فِي حِينِهَا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعَائِشِينَ تَحْتَ ٱلْحُكْمِ ٱلرُّومَانِيِّ. فَقَدْ كَتَبَ أَحَدُ ٱلْمُؤَرِّخِينَ مُعَلِّقًا عَلَى ٱلْمَسْرَحِيَّاتِ ٱلرُّومَانِيَّةِ ٱلْمَلِيئَةِ بِٱلْخَلَاعَةِ وَٱلْبَذَاءَةِ، قَائِلًا: «كَانَتِ ٱلْأُمُورُ ٱلْفَاحِشَةُ تُعْرَضُ عَلَى مَرْأَى وَمَسْمَعِ ٱلْجُمْهُورِ، وَٱلْمَشَاهِدُ ٱلْأَكْثَرُ فِسْقًا تُلَاقِي أَكْبَرَ ٱسْتِحْسَانٍ». فَيَا لَلْمَحَبَّةِ وَٱلْبَصِيرَةِ ٱللَّتَيْنِ أَعْرَبَ عَنْهُمَا يَسُوعُ حِينَ حَذَّرَ تَلَامِيذَهُ مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تُصَعِّبُ عَلَيْهِمِ ٱلْبَقَاءَ طَاهِرِينَ أَدَبِيًّا!
١٣، ١٤ كَيْفَ تَحْمِي وَلَدَكَ مِنَ ٱلتَّسْلِيَةِ ٱلْفَاسِدَةِ أَخْلَاقِيًّا؟
١٣ تُسَاعِدُكَ ٱلْبَصِيرَةُ أَنْ تَحْمِيَ وَلَدَكَ مِنَ ٱلْأَذَى ٱلرُّوحِيِّ. فَٱلْيَوْمَ، يَتَعَرَّضُ ٱلْأَوْلَادُ لِمَوَادَّ إِبَاحِيَّةٍ وَغَيْرِهَا مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلْفَاسِدَةِ أَخْلَاقِيًّا فِي سِنٍّ صَغِيرَةٍ جِدًّا. وَلَا شَكَّ أَنَّكَ كَوَالِدٍ مَسِيحِيٍّ تُحَذِّرُ وَلَدَكَ مِنْ خَطَرِ ٱلتَّسْلِيَةِ ٱلْفَاسِدَةِ أَخْلَاقِيًّا. لٰكِنَّ ٱلْبَصِيرَةَ تَكْشِفُ لَكَ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يُثَارَ فُضُولُ وَلَدِكَ بِشَأْنِ ٱلْإِبَاحِيَّةِ. اِسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يُغْرِيَ وَلَدِي بِٱلنَّظَرِ إِلَى مَوَادَّ إِبَاحِيَّةٍ؟ هَلْ يَعْرِفُ سَبَبَ خُطُورَتِهَا؟ وَهَلْ يَسْهُلُ ٱلِٱقْتِرَابُ إِلَيَّ، بِحَيْثُ يَطْلُبُ مِنِّي ٱلْمُسَاعَدَةَ إِذَا أُغْرِيَ يَوْمًا بِٱلنَّظَرِ إِلَى مَوَادَّ إِبَاحِيَّةٍ؟›. حَتَّى حِينَ يَكُونُ وَلَدُكَ صَغِيرًا، بِإِمْكَانِكَ أَنْ تَقُولَ لَهُ: «إِذَا حَدَثَ أَنْ رَأَيْتَ شَيْئًا عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِتْ أَثَارَ فُضُولَكَ بِشَأْنِ ٱلْجِنْسِ، فَأَخْبِرْنِي مِنْ فَضْلِكَ. وَلَا تَخْجَلْ مِنَ ٱلتَّحَدُّثِ إِلَيَّ، فَأَنَا أُرِيدُ مُسَاعَدَتَكَ».
١٤ تُسَاعِدُكَ ٱلْبَصِيرَةُ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ حَذِرًا فِي ٱنْتِقَاءِ تَسْلِيَتِكَ. يَقُولُ بْرَانَاسُ ٱلْمَذْكُورُ آنِفًا: «إِنَّ ٱلْمُوسِيقَى ٱلَّتِي نَسْمَعُهَا نَحْنُ ٱلْوَالِدِينَ، وَٱلْأَفْلَامَ ٱلَّتِي نُشَاهِدُهَا، وَٱلْكُتُبَ ٱلَّتِي نُطَالِعُهَا تَكُونُ بِمَثَابَةِ مِقْيَاسٍ لِلْعَائِلَةِ. فَأَوْلَادُكَ، مَهْمَا قُلْتَ وَأَكْثَرْتَ ٱلْكَلَامَ، يُرَاقِبُونَ أَفْعَالَكَ وَيَتَمَثَّلُونَ بِكَ». فَإِذَا لَاحَظَ وَلَدُكَ أَنَّكَ تَخْتَارُ بِعِنَايَةٍ ٱلتَّسْلِيَةَ ٱلْجَيِّدَةَ، يَنْدَفِعُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ إِلَى ٱلسَّيْرِ عَلَى خُطَاكَ. — رو ٢:٢١-٢٤.
ثِقْ بِعَوْنِ يَهْوَهَ
١٥، ١٦ (أ) لِمَ أَنْتَ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ ٱللهَ سَيُسَاعِدُكَ عَلَى تَرْبِيَةِ أَوْلَادِكَ؟ (ب) مَاذَا تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
١٥ مَاذَا حَصَلَ حِينَ طَلَبَ مَنُوحُ ٱلْمُسَاعَدَةَ عَلَى تَرْبِيَةِ ٱبْنِهِ؟ لَقَدْ «سَمِعَ ٱللهُ لِصَوْتِ مَنُوحَ». (قض ١٣:٩) فَيَا أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ، ثِقُوا أَنَّ يَهْوَهَ سَيَسْمَعُ لَكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا. فَهُوَ سَيَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِكُمْ وَيُسَاعِدُكُمْ عَلَى تَرْبِيَةِ أَوْلَادِكُمْ بِمَحَبَّةٍ وَتَوَاضُعٍ وَبَصِيرَةٍ.
١٦ وَمِثْلَمَا يُسَاعِدُ يَهْوَهُ ٱلْوَالِدِينَ عَلَى ٱلنَّجَاحِ فِي تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمِ ٱلصِّغَارِ، يُسَاعِدُهُمْ أَيْضًا عَلَى تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمْ فِي سِنِّ ٱلْمُرَاهَقَةِ. وَسَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ كَيْفَ تَقْتَدِي بِمَحَبَّةِ يَسُوعَ وَتَوَاضُعِهِ وَبَصِيرَتِهِ فِيمَا تُرَبِّي وَلَدَكَ ٱلْمُرَاهِقَ عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ.
^ الفقرة 5 بِحَسَبِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، يَشْمُلُ ٱلتَّأْدِيبُ ٱلْإِرْشَادَ وَٱلتَّدْرِيبَ وَٱلتَّقْوِيمَ، وَأَحْيَانًا ٱلْعِقَابَ. وَيَجِبُ تَقْدِيمُهُ دَائِمًا بِمَحَبَّةٍ، لَا تَنْفِيسًا عَنِ ٱلْغَضَبِ.
^ الفقرة 7 تَذْكُرُ دَائِرَةُ مَعَارِفِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْقَانُونِيَّةُ ٱلْأُمَمِيَّةُ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ): «فِي ٱللُّغَةِ ٱلْمَحْكِيَّةِ أَيَّامَ يَسُوعَ، كَانَ ٱلْأَوْلَادُ يُخَاطِبُونَ آبَاءَهُمْ بِكَلِمَةِ آبّاء ٱلَّتِي تَدُلُّ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ عَلَى ٱلْعَلَاقَةِ ٱلْحَمِيمَةِ غَيْرِ ٱلرَّسْمِيَّةِ وَٱلْمُتَّسِمَةِ بِٱلِٱحْتِرَامِ ٱلَّتِي تَرْبِطُهُمْ بِآبَائِهِمْ».