الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

موضوع الغلاف | مَن يواسيك في الاوقات الصعبة؟‏

كلنا بحاجة الى مَن يواسينا

كلنا بحاجة الى مَن يواسينا

هل تتذكر مرة وقعت فيها على الارض حين كنت صغيرا؟‏ لربما جرحتَ يدك او خدشتَ ركبتك.‏ لكنَّ امك ركضت اليك على الفور،‏ وراحت تنظف الجرح وتضمِّده.‏ وفيما الدموع تنهمر من عينيك،‏ ضمَّتك الى حضنها الدافئ وهمسَت في اذنك كلمات رقيقة،‏ فأحسستَ بالامان والراحة.‏ في تلك المرحلة من حياتك،‏ كنت دائما تجد مَن يواسيك ويخفف عنك.‏

ولكن ليت الحياة تبقى على هذه البساطة!‏ فكلما كبرتَ،‏ تكبر معك المشاكل ويصعُب عليك ان تجد المواساة.‏ فمشاكل الكبار نادرا ما تحلها معانقة الام.‏ لاحظ في ما يلي بعض الامثلة من واقع الحياة.‏

  • هل خسرت عملك يوما؟‏ لقد مرَّ جوليان بهذه المحنة القاسية.‏ فحين صُرف من وظيفته،‏ أُصيب بصدمة كبيرة وتملَّكه القلق والخوف.‏ فأخذ يتساءل:‏ ‹بعدما افنيت عمري في هذه الشركة،‏ لمَ يعاملونني وكأني لا انفع بشيء؟‏ وكيف سأعيل عائلتي؟‏›.‏

  • ربما انهارت معنوياتك حين انتهى زواجك.‏ هذا ما حصل مع راكيل.‏ تقول:‏ «منذ سنة ونصف،‏ تركني زوجي فجأة.‏ فجُرحت في الصميم وغرقت في حزن عميق.‏ كما ان وجعي العاطفي اثَّر على صحتي.‏ لقد خفت كثيرا».‏

  • هل تعاني مرضا خطيرا يصعب الشفاء منه؟‏ ربما تشعر في بعض الاحيان مثل الرجل الامين ايوب عندما قال:‏ «قد سئمت؛‏ فإلى الدهر لا اريد ان اعيش».‏ (‏ايوب ٧:‏١٦‏)‏ ولعلَّ كلمات رجل في ثمانينياته اسمه لويس تعبِّر عن مشاعرك.‏ اعترف قائلا:‏ «احس احيانا اني انتظر الموت».‏

  • او ربما فقدت شخصا غاليا في الموت وتشعر انك بحاجة ماسة الى التعزية.‏ يخبر روبرت:‏ «خسر ابني حياته في حادث طائرة مريع.‏ في البداية،‏ لم أستوعب ما حصل.‏ ولكن سرعان ما اعتصر قلبي ألم رهيب،‏ الالم الذي يشبِّهه الكتاب المقدس بسيف طويل يخترق القلب».‏ —‏ لوقا ٢:‏٣٥‏.‏

لكن روبرت،‏ لويس،‏ راكيل،‏ وجوليان وجدوا ان الله القادر على كل شيء هو مَن يزوِّد افضل تعزية وسط الظروف الصعبة.‏ فكيف يمنح الله التعزية؟‏ وهل يعزيك انت ايضا؟‏