الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

لنقدِّر نعمة الله علينا

لنقدِّر نعمة الله علينا

‏‹نَحْنُ جَمِيعًا نِلْنَا نِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ›.‏ —‏ يو ١:‏١٦‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٩٥،‏ ١٣

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ اِرْوِ مَثَلَ صَاحِبِ ٱلْكَرْمِ.‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُوضِحُ هٰذَا ٱلْمَثَلُ مَعْنَى ٱلْكَرَمِ وَٱلنِّعْمَةِ؟‏

فِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ،‏ يَذْهَبُ صَاحِبُ كَرْمٍ فِي ٱلصَّبَاحِ ٱلْبَاكِرِ إِلَى سَاحَةِ ٱلسُّوقِ لِيَسْتَأْجِرَ عُمَّالًا لِكَرْمِهِ.‏ فَيَتَّفِقُ مَعَ بَعْضِ ٱلرِّجَالِ عَلَى أُجْرَةٍ مُعَيَّنَةٍ وَيَبْدَأُونَ بِٱلْعَمَلِ.‏ لٰكِنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَى ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْعُمَّالِ،‏ فَيَعُودُ إِلَى سَاحَةِ ٱلسُّوقِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى خِلَالَ ٱلْيَوْمِ لِيَسْتَأْجِرَ عُمَّالًا إِضَافِيِّينَ.‏ وَهُوَ يَعْرِضُ أَجْرًا عَادِلًا حَتَّى عَلَى ٱلَّذِينَ يَسْتَأْجِرُهُمْ فِي آخِرِ ٱلنَّهَارِ.‏ وَعِنْدَ ٱلْمَسَاءِ،‏ يَجْمَعُ ٱلْعُمَّالَ لِيُعْطِيَهُمْ أُجْرَتَهُمْ.‏ فَيُعْطِي كُلًّا مِنْهُمُ ٱلْمَبْلَغَ نَفْسَهُ،‏ سَوَاءٌ عَمِلُوا سَاعَاتٍ كَثِيرَةً أَوْ سَاعَةً وَاحِدَةً فَقَطْ.‏ وَلٰكِنْ عِنْدَمَا يَرَى ذٰلِكَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَأْجَرَهُمْ أَوَّلًا،‏ يَبْدَأُونَ بِٱلتَّذَمُّرِ.‏ فَيُجِيبُهُمْ صَاحِبُ ٱلْكَرْمِ:‏ ‹أَلَمْ تَتَّفِقُوا مَعِي عَلَى ٱلْأَجْرِ ٱلَّذِي عَرَضْتُهُ؟‏ أَلَا يَحِلُّ لِي أَنْ أُعْطِيَ كُلَّ ٱلْعُمَّالِ مَا أُرِيدُ؟‏ أَمْ هَلْ أَنْتُمْ حَسُودُونَ لِأَنِّي أَنَا كَرِيمٌ؟‏›.‏ —‏ مت ٢٠:‏١-‏١٥‏.‏

٢ هٰذَا ٱلْمَثَلُ ٱلَّذِي رَوَاهُ يَسُوعُ يُعَلِّمُنَا دَرْسًا مُهِمًّا عَنْ «نِعْمَةِ ٱللهِ».‏ ‏(‏اقرأ ٢ كورنثوس ٦:‏١‏.‏)‏ فَقَدْ يَبْدُو أَنَّ ٱلْعُمَّالَ ٱلَّذِينَ ٱشْتَغَلُوا سَاعَةً وَاحِدَةً لَا يَسْتَحِقُّونَ أَجْرًا كَامِلًا.‏ إِلَّا أَنَّ صَاحِبَ ٱلْكَرْمِ أَنْعَمَ عَلَيْهِمْ بِكَرَمٍ ٱسْتِثْنَائِيٍّ.‏ وَتَعْلِيقًا عَلَى كَلِمَةِ «نِعْمَةٍ» فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ يَقُولُ أَحَدُ ٱلْعُلَمَاءِ:‏ «تَعْنِي هٰذِهِ ٱلْكَلِمَةُ مِنْ حَيْثُ ٱلْأَسَاسُ هِبَةً لَا يَسْتَحِقُّهَا ٱلْإِنْسَانُ،‏ أَوْ عَطِيَّةً لَمْ يَكْتَسِبْهَا عَنْ جَدَارَةٍ أَوْ بِعَرَقِ جَبِينِهِ».‏

هِبَةُ يَهْوَهَ ٱلسَّخِيَّةُ

٣،‏ ٤ أَيَّةُ هِبَةٍ أَنْعَمَ بِهَا يَهْوَهُ عَلَى ٱلْبَشَرِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٣ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ نِعْمَةَ ٱللهِ «هِبَةٌ».‏ (‏اف ٣:‏٧‏)‏ فَنَحْنُ لَا نَسْتَحِقُّهَا لِأَنَّنَا لَا نُطِيعُ يَهْوَهَ كَامِلًا.‏ كَتَبَ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَكِيمُ سُلَيْمَانُ:‏ «لَيْسَ فِي ٱلْأَرْضِ إِنْسَانٌ بَارٌّ يَفْعَلُ ٱلصَّلَاحَ دَائِمًا وَلَا يُخْطِئُ».‏ (‏جا ٧:‏٢٠‏)‏ وَذَكَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «اَلْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَلَيْسَ فِي وُسْعِهِمْ أَنْ يَعْكِسُوا مَجْدَ ٱللهِ» وَ «أُجْرَةُ ٱلْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ».‏ (‏رو ٣:‏٢٣؛‏ ٦:‏٢٣أ‏)‏ فَنَحْنُ لَا نَسْتَحِقُّ سِوَى ٱلْمَوْتِ.‏

٤ غَيْرَ أَنَّ يَهْوَهَ أَحَبَّ كَثِيرًا ٱلْبَشَرَ ٱلْخُطَاةَ،‏ حَتَّى إِنَّهُ أَرْسَلَ «مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ» لِيَمُوتَ عَنَّا.‏ وَهٰذِهِ هِيَ أَثْمَنُ هِبَةٍ مِنَ ٱللهِ وَأَعْظَمُ طَرِيقَةٍ أَظْهَرَ بِهَا نِعْمَتَهُ.‏ (‏يو ٣:‏١٦‏)‏ لِذَا ذَكَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ يَسُوعَ ٱلْآنَ مُتَوَّجٌ «بِٱلْمَجْدِ وَٱلْكَرَامَةِ لِأَنَّهُ عَانَى ٱلْمَوْتَ،‏ لِيَذُوقَ بِنِعْمَةِ ٱللهِ ٱلْمَوْتَ لِأَجْلِ كُلِّ إِنْسَانٍ».‏ (‏عب ٢:‏٩‏)‏ حَقًّا،‏ إِنَّ «عَطِيَّةَ ٱللهِ .‏ .‏ .‏ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا».‏ —‏ رو ٦:‏٢٣ب‏.‏

٥،‏ ٦ مَاذَا تَكُونُ ٱلنَّتِيجَةُ حِينَ تَمْلِكُ عَلَيْنَا (‏أ)‏ ٱلْخَطِيَّةُ؟‏ (‏ب)‏ نِعْمَةُ ٱللهِ؟‏

٥ وَكَيْفَ وَرِثَ ٱلْبَشَرُ ٱلْخَطِيَّةَ وَٱلْمَوْتَ؟‏ يُوضِحُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلْمَوْتَ قَدْ «مَلَكَ» عَلَى جَمِيعِ ٱلنَّاسِ بِزَلَّةِ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ،‏ آدَمَ.‏ (‏رو ٥:‏١٢،‏ ١٤،‏ ١٧‏)‏ وَلٰكِنْ فِي وُسْعِنَا أَنْ نَتَحَرَّرَ مِنْ سَيْطَرَةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَلَا نَدَعَهَا تَمْلِكُ عَلَيْنَا.‏ فَبِٱلْإِيمَانِ بِذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْفِدَائِيَّةِ،‏ نَخْتَارُ أَنْ تَمْلِكَ عَلَيْنَا نِعْمَةُ ٱللهِ.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «حَيْثُ كَثُرَتِ ٱلْخَطِيَّةُ فَاضَتِ ٱلنِّعْمَةُ.‏ وَٱلنَّتِيجَةُ؟‏ أَنَّهُ كَمَا مَلَكَتِ ٱلْخَطِيَّةُ مَعَ ٱلْمَوْتِ،‏ كَذٰلِكَ أَيْضًا تَمْلِكُ ٱلنِّعْمَةُ بِٱلْبِرِّ،‏ مُؤَدِّيَةً إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ».‏ —‏ رو ٥:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏

٦ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَزَالُ خُطَاةً،‏ وَلٰكِنْ لَا دَاعِيَ أَنْ تُسَيْطِرَ ٱلْخَطِيَّةُ عَلَى حَيَاتِنَا.‏ فَنَحْنُ نَطْلُبُ ٱلْغُفْرَانَ مِنْ يَهْوَهَ عِنْدَمَا نُخْطِئُ.‏ كَتَبَ بُولُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ:‏ «لَا تَسُدِ ٱلْخَطِيَّةُ عَلَيْكُمْ،‏ لِأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ،‏ بَلْ تَحْتَ ٱلنِّعْمَةِ».‏ (‏رو ٦:‏١٤‏)‏ وَمَاذَا تَكُونُ ٱلنَّتِيجَةُ حِينَ تَمْلِكُ عَلَيْنَا ٱلنِّعْمَةُ؟‏ أَوْضَحَ بُولُسُ:‏ «إِنَّ نِعْمَةَ ٱللهِ .‏ .‏ .‏ قَدْ أُظْهِرَتْ،‏ مُرْشِدَةً إِيَّانَا لِنَنْبِذَ ٱلْكُفْرَ وَٱلشَّهَوَاتِ ٱلْعَالَمِيَّةَ وَنَحْيَا بِرَزَانَةٍ وَبِرٍّ وَتَعَبُّدٍ لِلهِ وَسْطَ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ هٰذَا».‏ —‏ تي ٢:‏١١،‏ ١٢‏.‏

‏«نِعْمَةُ ٱللهِ ٱلْمُتَنَوِّعَةُ»‏

٧،‏ ٨ بِأَيِّ مَعْنًى تَكُونُ نِعْمَةُ ٱللهِ «مُتَنَوِّعَةً»؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَتَيْنِ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٧ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ:‏ «لِيَخْدُمْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا،‏ كُلُّ وَاحِدٍ بِمَا نَالَ مِنْ مَوْهِبَةٍ،‏ كَوُكَلَاءَ فَاضِلِينَ عَلَى نِعْمَةِ ٱللهِ ٱلْمُتَنَوِّعَةِ».‏ (‏١ بط ٤:‏١٠‏)‏ وَبِأَيِّ مَعْنًى تَكُونُ نِعْمَةُ ٱللهِ «مُتَنَوِّعَةً»؟‏ نَحْنُ نَمُرُّ بِمِحَنٍ مُتَنَوِّعَةٍ،‏ لٰكِنَّ نِعْمَةَ ٱللهِ أَيْضًا تَظْهَرُ بِطَرَائِقَ مُتَنَوِّعَةٍ.‏ (‏١ بط ١:‏٦‏)‏ فَمَهْمَا كَانَتْ طَبِيعَةُ مِحْنَتِنَا،‏ فَسَيُعْطِينَا يَهْوَهُ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ بِٱلضَّبْطِ لِنُوَاجِهَهَا.‏

٨ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا:‏ ‹نَحْنُ جَمِيعًا نِلْنَا نِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ›.‏ (‏يو ١:‏١٦‏)‏ فَنَحْنُ نَحْصُدُ ٱلْبَرَكَةَ تِلْوَ ٱلْبَرَكَةِ نَتِيجَةَ نِعْمَةِ يَهْوَهَ ٱلْمُتَنَوِّعَةِ.‏ فَمَا هِيَ بَعْضُ هٰذِهِ ٱلْبَرَكَاتِ؟‏

٩ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ نِعْمَةِ يَهْوَهَ،‏ وَكَيْفَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لَهَا؟‏

٩ غُفْرَانُ خَطَايَانَا.‏ بِفَضْلِ نِعْمَةِ ٱللهِ،‏ يَغْفِرُ لَنَا خَطَايَانَا شَرْطَ أَنْ نَتُوبَ عَنْهَا وَنَسْتَمِرَّ فِي مُحَارَبَةِ مُيُولِنَا ٱلْخَاطِئَةِ.‏ ‏(‏اقرأ ١ يوحنا ١:‏٨،‏ ٩‏.‏)‏ وَقَدْ أَوْضَحَ بُولُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ يَغْفِرُ يَهْوَهُ ٱلْخَطَايَا،‏ قَائِلًا:‏ «لَقَدْ أَنْقَذَنَا مِنْ سُلْطَةِ ٱلظَّلَامِ،‏ وَنَقَلَنَا إِلَى مَمْلَكَةِ ٱبْنِ مَحَبَّتِهِ ٱلَّذِي بِهِ لَنَا ٱلْفِدَاءُ،‏ غُفْرَانُ خَطَايَانَا».‏ (‏كو ١:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وَرَحْمَةُ ٱللهِ تَمْلَأُ قُلُوبَنَا بِٱلتَّقْدِيرِ،‏ وَتَدْفَعُنَا أَنْ نُمَجِّدَهُ.‏ هٰذَا وَإِنَّ غُفْرَانَ خَطَايَانَا يُتِيحُ لَنَا أَنْ نَنَالَ بَرَكَاتٍ رَائِعَةً أُخْرَى.‏ فَمَا هِيَ؟‏

١٠ أَيُّ بَرَكَةٍ نَنْعَمُ بِهَا بِفَضْلِ نِعْمَةِ ٱللهِ؟‏

١٠ اَلتَّصَالُحُ مَعَ ٱللهِ.‏ بِمَا أَنَّنَا نَاقِصُونَ،‏ فَنَحْنُ أَعْدَاءٌ لِلهِ مِنْ لَحْظَةِ وِلَادَتِنَا.‏ وَٱعْتَرَفَ بُولُسُ بِهٰذَا ٱلْوَاقِعِ قَائِلًا:‏ «إِنَّنَا .‏ .‏ .‏ وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ،‏ قَدْ تَصَالَحْنَا مَعَ ٱللهِ بِمَوْتِ ٱبْنِهِ».‏ (‏رو ٥:‏١٠‏)‏ فَبِفَضْلِ ٱلْفِدْيَةِ،‏ نَتَصَالَحُ مَعَ ٱللهِ،‏ أَيْ نَنْعَمُ بِٱلسَّلَامِ مَعَهُ وَنُصْبِحُ أَصْدِقَاءَهُ.‏ وَأَوْضَحَ بُولُسُ عَلَاقَةَ ذٰلِكَ بِنِعْمَةِ ٱللهِ حِينَ كَتَبَ إِلَى إِخْوَتِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ:‏ «بِمَا أَنَّنَا تَبَرَّرْنَا نَتِيجَةَ ٱلْإِيمَانِ،‏ فَلْنَنْعَمْ بِٱلسَّلَامِ مَعَ ٱللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ،‏ ٱلَّذِي بِهِ أَيْضًا نِلْنَا بِٱلْإِيمَانِ ٱلْحُرِّيَّةَ أَنْ نَقْتَرِبَ إِلَى هٰذِهِ ٱلنِّعْمَةِ ٱلَّتِي فِيهَا نَحْنُ قَائِمُونَ».‏ (‏رو ٥:‏١،‏ ٢‏)‏ فَمَا أَعْظَمَ ٱمْتِيَازَنَا أَنْ نَكُونَ أَصْدِقَاءَ يَهْوَهَ!‏

اِمْتِيَازُ سَمَاعِ ٱلْبِشَارَةِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١١.‏)‏

١١ كَيْفَ يَرُدُّ ٱلْمَمْسُوحُونَ ‹ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ› إِلَى ٱلْبِرِّ؟‏

١١ اَلتَّمَتُّعُ بِمَوْقِفٍ بَارٍّ أَمَامَ ٱللهِ.‏ أَنْبَأَ ٱلنَّبِيُّ دَانِيَالُ أَنَّ ‹ذَوِي ٱلْبَصِيرَةِ›،‏ أَيِ ٱلْبَقِيَّةَ ٱلْمَمْسُوحَةَ،‏ سَيَرُدُّونَ «كَثِيرِينَ إِلَى ٱلْبِرِّ» فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ.‏ ‏(‏اقرأ دانيال ١٢:‏٣‏.‏)‏ فَبِوَاسِطَةِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ،‏ سَاعَدَ ٱلْمَمْسُوحُونَ مَلَايِينَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ› أَنْ يَتَمَتَّعُوا بِمَوْقِفٍ بَارٍّ أَمَامَ يَهْوَهَ.‏ (‏يو ١٠:‏١٦‏)‏ لٰكِنَّ هٰذَا ٱلرَّدَّ إِلَى ٱلْبِرِّ مَا كَانَ لِيَحْدُثَ لَوْلَا نِعْمَةُ يَهْوَهَ.‏ أَوْضَحَ بُولُسُ:‏ «هِيَ هِبَةٌ أَنْ يَتَبَرَّرُوا بِنِعْمَةِ [ٱللهِ] بِٱلْفِدَاءِ ٱلَّذِي تَمَّ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ».‏ —‏ رو ٣:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

بَرَكَةُ ٱلصَّلَاةِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٢.‏)‏

١٢ مَا عَلَاقَةُ ٱلصَّلَاةِ بِنِعْمَةِ ٱللهِ؟‏

١٢ اَلِٱقْتِرَابُ إِلَى عَرْشِ ٱللهِ بِوَاسِطَةِ ٱلصَّلَاةِ.‏ بِفَضْلِ نِعْمَةِ يَهْوَهَ،‏ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَقْتَرِبَ مِنْ عَرْشِهِ ٱلسَّمَاوِيِّ بِوَاسِطَةِ ٱلصَّلَاةِ.‏ فَقَدْ دَعَا بُولُسُ عَرْشَ يَهْوَهَ «عَرْشَ ٱلنِّعْمَةِ»،‏ وَشَجَّعَنَا أَنْ نَقْتَرِبَ مِنْهُ «بِحُرِّيَّةِ كَلَامٍ».‏ (‏عب ٤:‏١٦أ‏)‏ وَيَهْوَهُ مَنَحَنَا هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازَ ٱلْعَظِيمَ بِوَاسِطَةِ يَسُوعَ.‏ قَالَ بُولُسُ:‏ «لَنَا حُرِّيَّةُ ٱلْكَلَامِ هٰذِهِ وَٱقْتِرَابٌ عَنْ ثِقَةٍ مِنْ خِلَالِ إِيمَانِنَا بِهِ».‏ —‏ اف ٣:‏١٢‏.‏

اَلْعَوْنُ عِنْدَ ٱلْحَاجَةِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٣.‏)‏

١٣ كَيْفَ نَنَالُ ٱلْعَوْنَ عِنْدَ ٱلْحَاجَةِ بِفَضْلِ نِعْمَةِ ٱللهِ؟‏

١٣ اَلْعَوْنُ عِنْدَ ٱلْحَاجَةِ.‏ شَجَّعَنَا بُولُسُ أَنْ نَقْتَرِبَ إِلَى يَهْوَهَ بِٱلصَّلَاةِ،‏ «لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عِنْدَمَا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلْعَوْنِ».‏ (‏عب ٤:‏١٦ب‏)‏ فَعِنْدَمَا نَمُرُّ بِمِحَنٍ أَوْ مَصَاعِبَ،‏ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَطْلُبَ ٱلْعَوْنَ مِنْ يَهْوَهَ.‏ وَهُوَ يَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِنَا،‏ رَغْمَ أَنَّنَا لَا نَسْتَحِقُّ ذٰلِكَ.‏ وَغَالِبًا مَا يُقَدِّمُ لَنَا ٱلْعَوْنَ مِنْ خِلَالِ رُفَقَائِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ،‏ «حَتَّى إِنَّنَا نَتَشَجَّعُ جِدًّا فَنَقُولُ:‏ ‹يَهْوَهُ مُعِينِي فَلَا أَخَافُ.‏ مَاذَا يَفْعَلُ بِي ٱلْإِنْسَانُ؟‏›».‏ —‏ عب ١٣:‏٦‏.‏

١٤ أَيَّةُ بَرَكَةٍ أُخْرَى نَنَالُهَا نَتِيجَةَ نِعْمَةِ ٱللهِ؟‏

١٤ تَعْزِيَةُ قُلُوبِنَا.‏ إِحْدَى ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي نَحْصُلُ عَلَيْهَا بِفَضْلِ نِعْمَةِ ٱللهِ هِيَ نَيْلُ ٱلتَّعْزِيَةِ حِينَ نُعَانِي أَلَمًا عَاطِفِيًّا.‏ (‏مز ٥١:‏١٧‏)‏ كَتَبَ بُولُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُضْطَهَدِينَ فِي تَسَالُونِيكِي:‏ «لِيُعْطِكُمْ رَبُّنَا يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ نَفْسُهُ وَٱللهُ أَبُونَا،‏ ٱلَّذِي أَحَبَّنَا وَأَعْطَانَا تَعْزِيَةً أَبَدِيَّةً وَرَجَاءً صَالِحًا بِٱلنِّعْمَةِ،‏ أَنْ تَتَعَزَّى قُلُوبُكُمْ وَتَتَثَبَّتُوا!‏».‏ (‏٢ تس ٢:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ فَكَمْ نَتَعَزَّى حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّنَا وَيَعْتَنِي بِنَا!‏

١٥ أَيُّ رَجَاءٍ لَدَيْنَا بِفَضْلِ نِعْمَةِ ٱللهِ؟‏

١٥ رَجَاءُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ لِأَنَّنَا خُطَاةٌ،‏ لَا رَجَاءَ لَنَا دُونَ مُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ٤٩:‏٧،‏ ٨‏.‏)‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ أَعْطَانَا رَجَاءً رَائِعًا.‏ فَقَدْ وَعَدَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ:‏ «هٰذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ أَبِي،‏ أَنَّ كُلَّ مَنْ يَرَى ٱلِٱبْنَ وَيُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ».‏ (‏يو ٦:‏٤٠‏)‏ وَرَجَاءُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ هُوَ هِبَةٌ أَنْعَمَ بِهَا ٱللهُ عَلَيْنَا.‏ قَالَ بُولُسُ:‏ «إِنَّ نِعْمَةَ ٱللهِ .‏ .‏ .‏ تَجْلُبُ ٱلْخَلَاصَ لِشَتَّى ٱلنَّاسِ».‏ —‏ تي ٢:‏١١‏.‏

لَا تَسْتَغِلَّ نِعْمَةَ ٱللهِ

١٦ كَيْفَ ٱسْتَغَلَّ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلِ نِعْمَةَ ٱللهِ؟‏

١٦ صَحِيحٌ أَنَّنَا نَتَمَتَّعُ بِبَرَكَاتٍ عَدِيدَةٍ بِفَضْلِ نِعْمَةِ يَهْوَهَ،‏ وَلٰكِنْ لَا يَجِبُ أَنْ نَظُنَّ أَنَّهُ يَتَغَاضَى عَنِ ٱلسُّلُوكِ ٱلْخَاطِئِ.‏ لَقَدْ حَاوَلَ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلِ أَنْ يُحَوِّلُوا «نِعْمَةَ إِلٰهِنَا إِلَى عُذْرٍ عَلَى ٱلْفُجُورِ».‏ (‏يه ٤‏)‏ فَعَلَى مَا يَبْدُو،‏ ظَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ غَيْرُ ٱلْأُمَنَاءِ أَنَّهُمْ يَقْدِرُونَ أَنْ يَرْتَكِبُوا ٱلْخَطِيَّةَ عَلَى ٱعْتِبَارِ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَغْفِرُ لَهُمْ دَائِمًا.‏ وَٱلْأَسْوَأُ هُوَ أَنَّهُمْ حَرَّضُوا إِخْوَتَهُمْ عَلَى ٱلِٱنْضِمَامِ إِلَيْهِمْ فِي سُلُوكِهِمِ ٱلرَّدِيءِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ كُلَّ مَنْ يَفْعَلُ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ أَيْضًا يَكُونُ قَدْ «أَسَاءَ بِٱزْدِرَاءٍ إِلَى رُوحِ ٱلنِّعْمَةِ».‏ —‏ عب ١٠:‏٢٩‏.‏

١٧ أَيَّةُ مَشُورَةٍ قَوِيَّةٍ قَدَّمَهَا بُطْرُسُ؟‏

١٧ يَخْدَعُ ٱلشَّيْطَانُ بَعْضَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ،‏ فَيَجْعَلُهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَسْتَغِلُّوا رَحْمَةَ ٱللهِ وَيَرْتَكِبُوا ٱلْخَطِيَّةَ ثُمَّ يُفْلِتُوا مِنَ ٱلْعِقَابِ.‏ وَلٰكِنْ مَعَ أَنَّ يَهْوَهَ مُسْتَعِدٌّ لِيَغْفِرَ لِلْخُطَاةِ ٱلتَّائِبِينَ،‏ فَهُوَ يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نُحَارِبَ مُيُولَنَا ٱلْخَاطِئَةَ.‏ فَقَدْ أَوْحَى إِلَى بُطْرُسَ أَنْ يَكْتُبَ:‏ «أَنْتُمْ إِذًا،‏ أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ،‏ إِذْ لَكُمْ هٰذِهِ ٱلْمَعْرِفَةُ ٱلْمُسْبَقَةُ،‏ ٱحْتَرِسُوا لِئَلَّا تَنْقَادُوا مَعَهُمْ بِضَلَالِ ٱلْبُغَاةِ،‏ فَتَسْقُطُوا عَنْ ثَبَاتِكُمْ.‏ لَا،‏ بَلْ وَاصِلُوا ٱلنُّمُوَّ فِي نِعْمَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَمَعْرِفَتِهِ».‏ —‏ ٢ بط ٣:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

نِعْمَةُ ٱللهِ تُحَمِّلُنَا مَسْؤُولِيَّاتٍ

١٨ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّاتٍ تَضَعُهَا عَلَيْنَا نِعْمَةُ يَهْوَهَ؟‏

١٨ كَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ عَلَى نِعْمَةِ يَهْوَهَ!‏ لٰكِنَّهَا فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ تَضَعُ عَلَيْنَا مَسْؤُولِيَّاتٍ.‏ فَيَجِبُ أَنْ نَسْتَخْدِمَ مَوَاهِبَنَا لِنُكْرِمَ يَهْوَهَ وَنُسَاعِدَ ٱلْآخَرِينَ.‏ وَكَيْفَ نَفْعَلُ ذٰلِكَ؟‏ يُجِيبُ بُولُسُ:‏ «بِمَا أَنَّ لَنَا مَوَاهِبَ تَخْتَلِفُ بِحَسَبِ ٱلنِّعْمَةِ ٱلْمُعْطَاةِ لَنَا،‏ فَمَنْ لَهُ .‏ .‏ .‏ ٱلْخِدْمَةُ فَلْيَنْهَمِكْ فِي هٰذِهِ ٱلْخِدْمَةِ،‏ وَٱلْمُعَلِّمُ فَلْيَنْهَمِكْ فِي تَعْلِيمِهِ،‏ وَٱلْوَاعِظُ فَفِي وَعْظِهِ،‏ .‏ .‏ .‏ وَمَنْ يَرْحَمُ فَلْيَرْحَمْ بِسُرُورٍ».‏ (‏رو ١٢:‏٦-‏٨‏)‏ فَنِعْمَةُ يَهْوَهَ تُلْزِمُنَا بِأَنْ نَنْشَغِلَ بِٱلْخِدْمَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ نُعَلِّمَ ٱلْآخَرِينَ حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ نُشَجِّعَ رُفَقَاءَنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ،‏ وَنُسَامِحَ مَنْ يُسِيءُ إِلَيْنَا.‏

١٩ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

١٩ يَدْفَعُنَا تَقْدِيرُنَا لِمَحَبَّةِ ٱللهِ وَكَرَمِهِ أَنْ نَبْذُلَ كُلَّ جُهْدِنَا لِنَشْهَدَ «كَامِلًا بِبِشَارَةِ نِعْمَةِ ٱللهِ».‏ (‏اع ٢٠:‏٢٤‏)‏ وَسَنُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ بِٱلتَّفْصِيلِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏