شعب يهوه يتحرر من الدين الباطل
«اُخْرُجُوا مِنْهَا، يَا شَعْبِي». — رؤ ١٨:٤.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٠١، ٩٣
١ مَاذَا يَدُلُّ أَنَّ شَعْبَ ٱللهِ كَانُوا سَيَتَحَرَّرُونَ مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ، وَأَيَّةُ أَسْئِلَةٍ تَنْشَأُ؟
رَأَيْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءَ وَجَدُوا أَنْفُسَهُمْ أَسْرَى بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ. لٰكِنَّ ٱلْخَبَرَ ٱلسَّارَّ أَنَّ هٰذَا ٱلْأَسْرَ لَنْ يَسْتَمِرَّ إِلَى مَا لَا نِهَايَةٍ. وَٱلدَّلِيلُ أَنَّ يَهْوَهَ قَالَ: «اُخْرُجُوا مِنْهَا، يَا شَعْبِي». (اقرإ الرؤيا ١٨:٤.) فَمَا نَفْعُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ إِذَا كَانَ ٱلتَّحَرُّرُ مِنَ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ مُسْتَحِيلًا؟! وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَرَى مَتَى تَحَرَّرَ شَعْبُ ٱللهِ كَامِلًا مِنْ قَبْضَةِ بَابِلَ. لٰكِنَّنَا سَنُجِيبُ أَوَّلًا عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلتَّالِيَةِ: أَيُّ مَوْقِفٍ ٱتَّخَذَهُ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ قَبْلَ سَنَةِ ١٩١٤؟ إِلَى أَيِّ حَدٍّ ٱنْشَغَلَ ٱلْإِخْوَةُ بِعَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى؟ وَهَلْ تَدُلُّ حَاجَتُهُمْ إِلَى ٱلتَّمْحِيصِ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ أَنَّهُمْ كَانُوا أَسْرَى بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ؟
«سُقُوطُ بَابِلَ»
٢ أَيُّ مَوْقِفٍ ٱتَّخَذَهُ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْأَوَائِلُ مِنَ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ؟
٢ قَبْلَ أَنْ تَنْدَلِعَ ٱلْحَرْبُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْأُولَى بِسَنَوَاتٍ عَدِيدَةٍ، أَدْرَكَ الرؤيا ١٧:١، ٢.
تْشَارْلْز تَاز رَصِل وَرِفَاقُهُ أَنَّ كَنَائِسَ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ لَا تُعَلِّمُ حَقَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لِذَا صَمَّمُوا أَلَّا تَكُونَ لَهُمْ أَيَّةُ عَلَاقَةٍ بِٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. وَفِي تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٨٧٩، حَدَّدَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ بِصَرَاحَةٍ مَوْقِفَهَا ٱلْمُؤَسَّسَ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، قَائِلَةً: «كُلُّ كَنِيسَةٍ تَدَّعِي أَنَّهَا عَذْرَاءُ طَاهِرَةٌ مَخْطُوبَةٌ لِلْمَسِيحِ، لٰكِنَّهَا فِي ٱلْوَاقِعِ تَتَحَالَفُ مَعَ ٱلْعَالَمِ (ٱلْوَحْشِ) وَتَنَالُ مِنْهُ ٱلدَّعْمَ، يَجِبُ أَنْ نَدِينَهَا بِأَنَّهَا كَنِيسَةٌ زَانِيَةٌ بِحَسَبِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ». وَكَانُوا يَقْصِدُونَ بِذٰلِكَ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةَ. — اقرإ٣ أَيَّةُ خُطْوَةٍ جَرِيئَةٍ ٱتَّخَذَهَا تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٣ عَرَفَ ٱلرِّجَالُ وَٱلنِّسَاءُ ٱلْأُمَنَاءُ أَنَّهُمْ لَنْ يَنَالُوا رِضَى ٱللهِ مَا دَامُوا يَدْعَمُونَ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ. لِذَا كَتَبَ عَدِيدُونَ رَسَائِلَ يُعْلِنُونَ فِيهَا ٱنْسِحَابَهُمْ مِنْ كَنَائِسِهِمْ. حَتَّى إِنَّ ٱلْبَعْضَ قَرَأُوا تِلْكَ ٱلرَّسَائِلَ عَلَنًا فِي ٱلْكَنِيسَةِ. وَعِنْدَمَا لَمْ يُسْمَحْ لَهُمْ بِذٰلِكَ، كَانُوا يُرْسِلُونَ نُسْخَةً مِنْهَا إِلَى كُلِّ عُضْوٍ فِي كَنِيسَتِهِمْ. لَقَدْ صَمَّمُوا أَنْ يَقْطَعُوا كُلَّ عَلَاقَةٍ بِٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. طَبْعًا، لَوِ ٱتَّخَذُوا هٰذِهِ ٱلْخُطْوَةَ ٱلْجَرِيئَةَ فِي ٱلْقُرُونِ ٱلسَّابِقَةِ، لَكَلَّفَتْهُمْ حَيَاتَهُمْ. وَلٰكِنْ فِي أَوَاخِرِ ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ، كَانَتِ ٱلْكَنِيسَةُ تَخْسَرُ دَعْمَ ٱلْحُكُومَاتِ فِي بُلْدَانٍ كَثِيرَةٍ. لِذٰلِكَ ٱسْتَطَاعَ ٱلنَّاسُ أَنْ يُعَارِضُوهَا وَيَتَحَدَّثُوا بِحُرِّيَّةٍ عَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
٤ مَاذَا نَسْتَنْتِجُ مِنْ نَشَاطِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى؟
٤ وَلَمْ يَكْتَفِ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِإِخْبَارِ ٱلْأَهْلِ وَٱلْأَصْدِقَاءِ وَأَعْضَاءِ ٱلْكَنِيسَةِ بِمَوْقِفِهِمْ مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ. بَلْ أَرَادُوا أَنْ يَرَاهَا ٱلْعَالَمُ كُلُّهُ كَمَا هِيَ: عَاهِرَةً دِينِيَّةً! لِذَا فِي كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ١٩١٧ وَأَوَائِلِ ١٩١٨، وَزَّعَتْ هٰذِهِ ٱلْآلَافُ ٱلْقَلِيلَةُ مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ بِغَيْرَةٍ عَشَرَةَ مَلَايِينِ نُسْخَةٍ مِنْ نَشْرَةٍ بِعُنْوَانِ «سُقُوطُ بَابِلَ». وَقَدْ فَضَحَتْ هٰذِهِ ٱلنَّشْرَةُ ٱلْعَالَمَ ٱلْمَسِيحِيَّ. فَجُنَّ جُنُونُ رِجَالِ ٱلدِّينِ. إِلَّا أَنَّ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَاظَبُوا عَلَى هٰذَا ٱلْعَمَلِ ٱلْمُهِمِّ. وَظَلُّوا مُصَمِّمِينَ أَنْ يُطِيعُوا «ٱللهَ حَاكِمًا لَا ٱلنَّاسَ». (اع ٥:٢٩) فَمَاذَا نَسْتَنْتِجُ مِمَّا تَقَدَّمَ؟ لَمْ يَقَعْ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ وَٱلنِّسَاءُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَسْرَى بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ. بَلْ كَانُوا يَتَحَرَّرُونَ مِنْ قَبْضَتِهَا، وَسَاعَدُوا آخَرِينَ أَيْضًا أَنْ يَتَحَرَّرُوا مِنْهَا.
اَلْبِشَارَةُ بِغَيْرَةٍ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى
٥ مَاذَا أَوْضَحَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلَّذِينَ خَدَمُوا بِغَيْرَةٍ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى؟
٥ اِعْتَقَدْنَا سَابِقًا أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَكُنْ رَاضِيًا عَنْ شَعْبِهِ بَيْنَ سَنَتَيْ ١٩١٤ وَ ١٩١٨ لِأَنَّهُمْ لَمْ يُبَشِّرُوا بِغَيْرَةٍ. لِذَا سَمَحَ بِوُقُوعِهِمْ فِي ٱلْأَسْرِ ٱلْبَابِلِيِّ مُدَّةً قَصِيرَةً. لٰكِنَّ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْأُمَنَاءَ ٱلَّذِينَ خَدَمُوا ٱللهَ آنَذَاكَ أَوْضَحُوا لَاحِقًا أَنَّهُمْ كَمَجْمُوعَةٍ بَذَلُوا كُلَّ مَا فِي وِسْعِهِمْ فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ. وَعِنْدَمَا نَفْهَمُ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ مَا حَدَثَ مَعَهُمْ خِلَالَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ،
تَتَوَضَّحُ لَنَا بَعْضُ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.٦، ٧ (أ) أَيُّ تَحَدِّيَيْنِ وَاجَهَهُمَا تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى؟ (ب) مَاذَا يُثْبِتُ أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذَ كَانُوا غَيُورِينَ؟
٦ فِي ٱلْوَاقِعِ، أَدَّى تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ شَهَادَةً ضَخْمَةً خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى (١٩١٤-١٩١٨). لٰكِنَّهُمْ وَاجَهُوا أَيْضًا تَحَدِّيَاتٍ عَدِيدَةً. فَلْنَتَأَمَّلْ فِي ٱثْنَيْنِ مِنْهَا. أَوَّلًا، ٱعْتَمَدَ هٰؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذُ فِي بِشَارَتِهِمْ عَلَى تَوْزِيعِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ. لِذٰلِكَ ٱسْتَصْعَبَ كَثِيرُونَ ٱلْكِرَازَةَ عِنْدَمَا حَظَرَتِ ٱلسُّلُطَاتُ كِتَابَ ٱلسِّرِّ ٱلْمُنْتَهِي أَوَائِلَ سَنَةِ ١٩١٨. فَقَدِ ٱتَّكَلُوا عَلَى هٰذَا ٱلْكِتَابِ كَيْ يَتَحَدَّثَ نِيَابَةً عَنْهُمْ. وَلَمْ يَكُونُوا مُعْتَادِينَ أَنْ يَسْتَعْمِلُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ فَقَطْ فِي ٱلْخِدْمَةِ. ثَانِيًا، تَفَشَّى فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ وَبَاءُ ٱلْإِنْفِلُوَنْزَا ٱلْإِسْبَانِيَّةِ، مِمَّا صَعَّبَ عَلَى ٱلنَّاشِرِينَ أَنْ يَتَنَقَّلُوا بِحُرِّيَّةٍ. وَلٰكِنْ رَغْمَ كُلِّ ٱلتَّحَدِّيَاتِ، بَذَلَ هٰذَا ٱلْفَرِيقُ كُلَّ مَا فِي وِسْعِهِ فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ.
كَانَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ غَيُورِينَ فِعْلًا (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ٦، ٧.)
٧ فَفِي سَنَةِ ١٩١٤ وَحْدَهَا، عَرَضَ ٱلْعَدَدُ ٱلصَّغِيرُ مِنْ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ «رِوَايَةَ ٱلْخَلْقِ ٱلْمُصَوَّرَةَ» عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ٩ مَلَايِينِ شَخْصٍ. وَهٰذِهِ ٱلرِّوَايَةُ جَمَعَتْ بَيْنَ ٱلصُّوَرِ ٱلْمُتَحَرِّكَةِ وَٱلتَّسْجِيلَاتِ ٱلسَّمْعِيَّةِ، فَٱعْتُبِرَتْ إِنْجَازًا بَارِزًا آنَذَاكَ. وَقَدْ تَتَبَّعَتْ تَارِيخَ ٱلْبَشَرِ مِنْ بِدَايَةِ ٱلْخَلْقِ حَتَّى نِهَايَةِ حُكْمِ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأَلْفِيِّ. تَخَيَّلْ أَنَّ عَدَدَ ٱلَّذِينَ شَاهَدُوهَا فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ يَفُوقُ عَدَدَ شُهُودِ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ! إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، حَضَرَ ٨٠٩٬٣٩٣ شَخْصًا ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ عَامَ ١٩١٦. وَٱرْتَفَعَ ٱلْعَدَدُ إِلَى ٩٤٩٬٤٤٤ شَخْصًا عَامَ ١٩١٨. فَيَا لَلْغَيْرَةِ ٱلَّتِي أَعْرَبَ عَنْهَا تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ!
٨ كَيْفَ قَوَّى ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ خِلَالَ فَتْرَةِ ٱلْحَرْبِ؟
٨ وَخِلَالَ فَتْرَةِ ٱلْحَرْبِ أَيْضًا، لَمْ يُوَفِّرِ ٱلْإِخْوَةُ ٱلْمَسْؤُولُونَ جُهْدًا لِيُشَجِّعُوا تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ
ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْمُشَتَّتِينَ وَيُزَوِّدُوهُمْ بِٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ. فَتَقَوَّوْا وَوَاصَلُوا عَمَلَ ٱلْبِشَارَةِ. ذَكَرَ أَخٌ نَشِيطٌ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ ٱسْمُهُ رِيتْشَارْد بَارْبِر: «أَبْقَيْنَا عَلَى بَعْضِ ٱلنُّظَّارِ ٱلْجَائِلِينَ. وَٱسْتَمْرَرْنَا فِي نَشْرِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَإِرْسَالِهَا إِلَى كَنَدَا حَيْثُ كَانَتْ مَحْظُورَةً. وَأَرْسَلْتُ نُسَخًا بِحَجْمِ ٱلْجَيْبِ مِنْ كِتَابِ ٱلسِّرِّ ٱلْمُنْتَهِي إِلَى إِخْوَةٍ عَدِيدِينَ صُودِرَتْ نُسَخُهُمْ. كَذٰلِكَ طَلَبَ ٱلْأَخُ رَذَرْفُورْد أَنْ نُرَتِّبَ لِعَقْدِ مَحَافِلَ فِي عِدَّةِ مُدُنٍ غَرْبَ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ وَنُرْسِلَ خُطَبَاءَ لِتَشْجِيعِ ٱلْإِخْوَةِ».اَلْحَاجَةُ إِلَى ٱلتَّمْحِيصِ
٩ (أ) لِمَ ٱحْتَاجَ شَعْبُ ٱللهِ إِلَى تَمْحِيصٍ بَيْنَ عَامَيْ ١٩١٤ وَ ١٩١٩؟ (ب) مَاذَا لَا يَعْنِيهِ ذٰلِكَ؟
٩ رَغْمَ أَنَّ شَعْبَ يَهْوَهَ سَعَوْا بِجِدٍّ لِتَطْبِيقِ مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ، كَانُوا بِحَاجَةٍ إِلَى تَمْحِيصٍ بَيْنَ عَامَيْ ١٩١٤ وَ ١٩١٩. فَهُمْ لَمْ يَفْهَمُوا كَامِلًا مَعْنَى ٱلْخُضُوعِ لِلْحُكُومَاتِ. (رو ١٣:١) لِذَا لَمْ يَلْتَزِمْ هٰذَا ٱلْفَرِيقُ ٱلْحِيَادَ دَائِمًا أَثْنَاءَ ٱلْحَرْبِ. مَثَلًا، عِنْدَمَا خَصَّصَ رَئِيسُ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ ٣٠ أَيَّارَ (مَايُو) ١٩١٨ يَوْمًا لِلصَّلَاةِ مِنْ أَجْلِ ٱلسَّلَامِ، شَجَّعَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ يَشْتَرِكُوا فِيهَا. كَمَا أَنَّ بَعْضَ ٱلْإِخْوَةِ دَعَمُوا ٱلْحَرْبَ مَالِيًّا. حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ تَجَنَّدُوا وَذَهَبُوا إِلَى سَاحَةِ ٱلْمَعْرَكَةِ. وَلٰكِنْ لَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّهُمْ وَقَعُوا أَسْرَى بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ لِأَنَّهُمُ ٱحْتَاجُوا إِلَى تَمْحِيصٍ. فَخِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى، كَانُوا عَلَى وَشْكِ أَنْ يَنْفَصِلُوا كَامِلًا عَنِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. — اقرأ لوقا ١٢:٤٧، ٤٨.
١٠ كَيْفَ أَظْهَرَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلِٱحْتِرَامَ لِلْحَيَاةِ؟
١٠ صَحِيحٌ أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلتَّلَامِيذَ لَمْ يَفْهَمُوا كَامِلًا مَا يَعْنِيهِ ٱلْحِيَادُ ٱلْمَسِيحِيُّ، لٰكِنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُحَرِّمُ ٱلْقَتْلَ. لِذٰلِكَ حَتَّى ٱلْقَلِيلُونَ ٱلَّذِينَ تَجَنَّدُوا خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى رَفَضُوا أَنْ يَقْتُلُوا غَيْرَهُمْ. فَأُرْسِلَ بَعْضُهُمْ إِلَى ٱلْخُطُوطِ ٱلْأَمَامِيَّةِ لِكَيْ يَمُوتُوا هُنَاكَ.
١١ أَيُّ مَوْقِفٍ ٱتَّخَذَتْهُ ٱلسُّلُطَاتُ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ؟
١١ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ مَوْقِفَ ٱلْإِخْوَةِ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ أَثَارَ غَضَبَ ٱلشَّيْطَانِ. لِذٰلِكَ ٱخْتَلَقَ «ٱلْمَتَاعِبَ بِمَرْسُومٍ». (مز ٩٤:٢٠) فَفِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ، تَقَدَّمَتْ وِزَارَةُ ٱلْعَدْلِ إِلَى ٱلْكُونْغْرِس بِمَشْرُوعِ قَانُونٍ يَنُصُّ عَلَى إِعْدَامِ كُلِّ مَنْ يَرْفُضُ حَمْلَ ٱلسِّلَاحِ أَثْنَاءَ ٱلْحَرْبِ. وَهٰذَا مَا كَشَفَهُ ٱللِّوَاءُ جَيْمْس فْرَانْكْلِين بِل فِي حَدِيثٍ مَعَ ٱلْأَخَوَيْنِ رَذَرْفُورْد وَفَان آمْبُورْغ. وَكَانَ هٰذَا ٱلْقَانُونُ يَسْتَهْدِفُ بِٱلتَّحْدِيدِ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. ثُمَّ قَالَ ٱللِّوَاءُ بِل فِي فَوْرَةِ غَضَبٍ لِلْأَخِ رَذَرْفُورْد: «لَمْ يُمَرَّرْ مَشْرُوعُ ٱلْقَانُونِ لِأَنَّ [رَئِيسَ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ] وِلْسُون لَمْ يُصَدِّقْ عَلَيْهِ؛ لٰكِنَّنَا نَعْرِفُ كَيْفَ نُوقِعُ بِكُمْ، وَسَنَفْعَلُ!».
١٢، ١٣ (أ) لِمَ حُكِمَ عَلَى ثَمَانِيَةِ إِخْوَةٍ بِٱلسَّجْنِ مُدَّةً طَوِيلَةً؟ (ب) كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ صَمَّمُوا عَلَى إِطَاعَةِ يَهْوَهَ، رَغْمَ وُجُودِهِمْ فِي ٱلسِّجْنِ؟
١٢ وَقَدْ نَفَّذَتِ ٱلسُّلُطَاتُ تَهْدِيدَهَا. فَأَلْقَتِ
ٱلْقَبْضَ عَلَى ٱلْأَخَوَيْنِ رَذَرْفُورْد وَفَان آمْبُورْغ وَسِتَّةِ مُمَثِّلِينَ آخَرِينَ عَنْ جَمْعِيَّةِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ. قَالَ ٱلْقَاضِي عِنْدَ إِصْدَارِ ٱلْحُكْمِ عَلَيْهِمْ: «إِنَّ ٱلدِّعَايَةَ ٱلدِّينِيَّةَ ٱلَّتِي يَشْتَرِكُ فِيهَا هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ هِيَ أَخْطَرُ مِنْ فِرْقَةٍ فِي ٱلْجَيْشِ ٱلْأَلْمَانِيِّ . . . فَهُمْ لَا يُشَكِّكُونَ فِي رِجَالِ ٱلْقَانُونِ وَمَكْتَبِ ٱلْمُخَابَرَاتِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ فَحَسْبُ، بَلْ يُشَهِّرُونَ أَيْضًا بِرِجَالِ ٱلدِّينِ فِي كُلِّ ٱلْكَنَائِسِ. لِذَا يَجِبُ أَنْ تُنْزَلَ بِهِمْ أَشَدُّ ٱلْعُقُوبَاتِ». (اَلْإِيمَانُ يَمْضِي قُدُمًا [بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ]، بِقَلَمِ أ. ه. مَاكْمِيلَان، ٱلصَّفْحَةُ ٩٩) فَحُكِمَ عَلَيْهِمْ بِٱلسَّجْنِ مُدَّةً طَوِيلَةً فِي سِجْنٍ فِدِرَالِيٍّ فِي أَتْلَانْتَا بِوِلَايَةِ جُورْجِيَا. وَلٰكِنْ بَعْدَمَا ٱنْتَهَتِ ٱلْحَرْبُ، أُطْلِقَ سَرَاحُهُمْ ثُمَّ أُسْقِطَتْ عَنْهُمْ كُلُّ ٱلتُّهَمِ.١٣ مَعَ ذٰلِكَ، صَمَّمَ ٱلْإِخْوَةُ ٱلثَّمَانِيَةُ أَنْ يُطِيعُوا وَصَايَا ٱللهِ، حَتَّى عِنْدَمَا كَانُوا فِي ٱلسِّجْنِ. فَقَدْ كَتَبُوا رِسَالَةً إِلَى رَئِيسِ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ يُطَالِبُونَ فِيهَا بِإِطْلَاقِ سَرَاحِهِمْ. وَذَكَرُوا فِيهَا أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُحَرِّمُ ٱلْقَتْلَ. وَإِذَا عَصَى خَادِمُ ٱللهِ عَمْدًا هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةَ، يَخْسَرُ رِضَاهُ وَيَكُونُ مَصِيرُهُ ٱلْهَلَاكَ. لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ لَا يَسْمَحُ لَهُمْ ضَمِيرُهُمْ أَنْ يَقْتُلُوا رَفِيقَهُمُ ٱلْإِنْسَانَ. فَكَمْ تَحَلَّى هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ بِٱلشَّجَاعَةِ لِيُوَجِّهُوا هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ إِلَى ٱلرَّئِيسِ! مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ فِكْرَةَ ٱلْمُسَايَرَةِ لَمْ تَخْطُرْ بِبَالِهِمْ قَطُّ.
اَلْحُرِّيَّةُ أَخِيرًا!
١٤ صِفْ مَا حَدَثَ بَيْنَ عَامَيْ ١٩١٤ وَ ١٩١٩ عَلَى ضَوْءِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.
١٤ تَصِفُ نُبُوَّةُ مَلَاخِي مَا حَدَثَ لِتَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بَيْنَ عَامِ ١٩١٤ وَأَوَائِلِ عَامِ ١٩١٩. (اقرأ ملاخي ٣:١-٣.) فَخِلَالَ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةِ، أَتَى «ٱلرَّبُّ» يَهْوَهُ ٱللهُ مَعَ «رَسُولِ ٱلْعَهْدِ» يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ لِيَتَفَقَّدَ «بَنِي لَاوِي» ٱلْمَمْسُوحِينَ. فَمَحَّصَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ وَطَهَّرَهُمْ، ثُمَّ أَعْطَاهُمْ تَعْيِينًا إِضَافِيًّا. فَفِي عَامِ ١٩١٩، عُيِّنَ «ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ» لِيُعْطِيَ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ لِأَهْلِ ٱلْإِيمَانِ. (مت ٢٤:٤٥) وَأَخِيرًا، تَحَرَّرَ شَعْبُ ٱللهِ مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ! وَهُمْ مُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ يَنْمُونَ فِي مَعْرِفَةِ مَشِيئَةِ ٱللهِ وَمَحَبَّتِهِمْ لَهُ. وَكَمْ هُمْ شَاكِرُونَ عَلَى هٰذِهِ ٱلْبَرَكَةِ! [١]
١٥ إِلَامَ يَدْفَعُنَا تَحَرُّرُنَا مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ؟
١٥ نَحْنُ سُعَدَاءُ جِدًّا أَنَّنَا تَحَرَّرْنَا مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ. فَكُلُّ مَسَاعِي ٱلشَّيْطَانِ لِٱسْتِئْصَالِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْحَقَّةِ فَشِلَتْ فَشَلًا ذَرِيعًا. وَلٰكِنْ لَا يَجِبُ أَنْ نُخْطِئَ ٱلْقَصْدَ مِنَ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلَّتِي أَنْعَمَ بِهَا يَهْوَهُ عَلَيْنَا. (٢ كو ٦:١) فَلَا يَزَالُ ٱلْمَلَايِينُ مِنْ ذَوِي ٱلْقُلُوبِ ٱلطَّيِّبَةِ أَسْرَى ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. وَعَلَيْنَا أَنْ نُخْبِرَهُمْ كَيْفَ يَتَحَرَّرُونَ مِنْهُ. فَلْنَتَمَثَّلْ بِإِخْوَتِنَا فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْمَاضِي، وَنَبْذُلْ كُلَّ مَا فِي وِسْعِنَا لِمُسَاعَدَةِ ٱلنَّاسِ أَنْ يَتَحَرَّرُوا مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ.
^ [١] (اَلْفِقْرَةُ ١٤) لَا يَرْمُزُ سَبْيُ ٱلْيَهُودِ فِي بَابِلَ إِلَى مَا حَدَثَ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ بَعْدَ ٱلِٱرْتِدَادِ. صَحِيحٌ أَنَّ هُنَالِكَ تَشَابُهَاتٍ كَثِيرَةً بَيْنَهُمَا، لٰكِنَّنَا نَرَى أَيْضًا بَعْضَ ٱلِٱخْتِلَافَاتِ. وَأَحَدُهَا أَنَّ سَبْيَ ٱلْيَهُودِ ٱمْتَدَّ ٧٠ سَنَةً، فِيمَا ٱسْتَمَرَّ أَسْرُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مُدَّةً أَطْوَلَ بِكَثِيرٍ. لِذَا لَا يَجِبُ أَنْ نَبْحَثَ عَنْ تَنَاظُرَاتٍ نَبَوِيَّةٍ بَيْنَهُمَا.