ما اهمية الاحتشام؟
«اَلْحِكْمَةُ . . . مَعَ ٱلْمُحْتَشِمِينَ». — ام ١١:٢.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٣٨، ٦٩
١، ٢ لِمَاذَا رَفَضَ ٱللهُ شَاوُلَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
كَانَ شَاوُلُ رَجُلًا مُحْتَشِمًا وَمُتَوَاضِعًا عِنْدَمَا ٱخْتَارَهُ يَهْوَهُ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ. (١ صم ٩:١، ٢، ٢١؛ ١٠:٢٠-٢٤) لٰكِنَّهُ بَعْدَ ذٰلِكَ رَاحَ يَتَصَرَّفُ بِٱجْتِرَاءٍ. مَثَلًا، عِنْدَمَا لَمْ يَأْتِ ٱلنَّبِيُّ صَمُوئِيلُ إِلَى ٱلْجِلْجَالِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ، فَقَدَ شَاوُلُ صَبْرَهُ. فَٱلْفِلِسْطِيُّونَ كَانُوا مُجْتَمِعِينَ لِمُحَارَبَةِ إِسْرَائِيلَ، وَبَدَأَ ٱلشَّعْبُ يَتَفَرَّقُ عَنْهُ. فَتَسَرَّعَ شَاوُلُ وَقَرَّبَ ذَبِيحَةً لِلهِ، مَعَ أَنَّ هٰذَا لَمْ يَكُنْ مِنْ حَقِّهِ. — ١ صم ١٣:٥-٩.
٢ وَحِينَ وَصَلَ صَمُوئِيلُ إِلَى ٱلْجِلْجَالِ، وَبَّخَ شَاوُلَ عَلَى مَا فَعَلَ. وَلٰكِنْ بَدَلَ أَنْ يَعْتَرِفَ شَاوُلُ بِخَطَئِهِ، ٱبْتَدَأَ يُبَرِّرُ نَفْسَهُ وَيَلُومُ ٱلْآخَرِينَ. (١ صم ١٣:١٠-١٤) وَلَيْسَ هٰذَا فَقَطْ، بَلِ ٱسْتَمَرَّ يَتَصَرَّفُ بِٱجْتِرَاءٍ. فَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ أَنَّهُ خَسِرَ ٱلْمُلْكَ، وَٱلْأَسْوَأُ أَنَّهُ خَسِرَ رِضَى يَهْوَهَ. (١ صم ١٥:) وَهٰكَذَا ٱنْتَهَتْ حَيَاتُهُ نِهَايَةً مَأْسَاوِيَّةً، مَعَ أَنَّ بِدَايَاتِهِ كَانَتْ نَاجِحَةً. — ٢٢، ٢٣١ صم ٣١:١-٦.
٣ (أ) مَا رَأْيُ كَثِيرِينَ فِي ٱلِٱحْتِشَامِ؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُجِيبُ عَنْهَا؟
٣ يَعْتَقِدُ كَثِيرُونَ أَنَّ ٱلِٱحْتِشَامَ يُعِيقُهُمْ عَنِ ٱلنَّجَاحِ فِي حَيَاتِهِمْ وَعَمَلِهِمْ. لِذَا يَرُوحُونَ يَتَبَاهَوْنَ بِأَنْفُسِهِمْ لِيَبْدُوا أَفْضَلَ مِنْ غَيْرِهِمْ. مَثَلًا، قَالَ سِيَاسِيٌّ وَمُمَثِّلٌ مَشْهُورٌ: «أَنَا أَبْعَدُ مَا يَكُونُ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ، وَأَتَمَنَّى أَلَّا أُصْبِحَ مُتَوَاضِعًا فِي يَوْمٍ مِنَ ٱلْأَيَّامِ». فَمَاذَا عَنَّا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ، هَلِ ٱلِٱحْتِشَامُ صِفَةٌ مُهِمَّةٌ لَنَا؟ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنْهُ، وَأَيُّ مَفْهُومٍ خَاطِئٍ عَلَيْنَا تَجَنُّبُهُ؟ وَكَيْفَ نَبْقَى مُحْتَشِمِينَ عِنْدَمَا نُوَاجِهُ مَشَاكِلَ وَضُغُوطَاتٍ؟ سَنُجِيبُ عَنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ ٱلْأَوَّلَيْنِ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، وَعَنِ ٱلسُّؤَالِ ٱلْأَخِيرِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
لِمَ ٱلِٱحْتِشَامُ مُهِمٌّ؟
٤ مَا هُوَ ٱلِٱجْتِرَاءُ؟
٤ يُظْهِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلِٱحْتِشَامَ هُوَ عَكْسُ ٱلِٱجْتِرَاءِ. (اقرإ الامثال ١١:٢.) لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ، تَوَسَّلَ دَاوُدُ إِلَى يَهْوَهَ قَائِلًا: «مِنَ ٱلِٱجْتِرَاءِ ٱمْنَعْ خَادِمَكَ». (مز ١٩:١٣) وَيَعْنِي «ٱلِٱجْتِرَاءُ» أَنْ يَفْعَلَ ٱلشَّخْصُ أُمُورًا لَا تَحِقُّ لَهُ، رُبَّمَا بِسَبَبِ ٱلتَّسَرُّعِ أَوِ ٱلْكِبْرِيَاءِ. صَحِيحٌ أَنَّنَا نَاقِصُونَ وَنَتَصَرَّفُ بِٱجْتِرَاءٍ أَحْيَانًا، وَلٰكِنْ إِذَا أَصْبَحَ ٱلِٱجْتِرَاءُ جُزْءًا مِنْ شَخْصِيَّتِنَا، نَخْسَرُ رِضَى ٱللهِ مِثْلَمَا حَصَلَ مَعَ شَاوُلَ. يَقُولُ ٱلْمَزْمُور ١١٩:٢١ إِنَّ يَهْوَهَ ‹يَنْتَهِرُ ٱلْمُجْتَرِئِينَ›. فَلِمَ يَكْرَهُ ٱللهُ هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ؟
٥ لِمَ ٱلِٱجْتِرَاءُ خَطِيرٌ؟
٥ أَوَّلًا، عِنْدَمَا نَتَصَرَّفُ بِٱجْتِرَاءٍ، لَا نَحْتَرِمُ سُلْطَةَ يَهْوَهَ. ثَانِيًا، إِذَا تَخَطَّيْنَا حُدُودَنَا، تَنْشَأُ خِلَافَاتٌ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ٱلْآخَرِينَ. (ام ١٣:١٠) وَثَالِثًا، حِينَ يَنْكَشِفُ أَمْرُنَا، نَشْعُرُ بِٱلْإِحْرَاجِ أَوِ ٱلْإِذْلَالِ. (لو ١٤:٨، ٩) أَلَا نُوَافِقُ إِذًا أَنَّ نَتَائِجَ ٱلِٱجْتِرَاءِ سَيِّئَةٌ دَائِمًا؟!
مَا عَلَاقَةُ ٱلِٱحْتِشَامِ بِٱلتَّوَاضُعِ؟
٦، ٧ كَيْفَ يَرْتَبِطُ ٱلتَّوَاضُعُ بِٱلِٱحْتِشَامِ؟
٦ يَرْتَبِطُ ٱلِٱحْتِشَامُ ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا بِٱلتَّوَاضُعِ. فَٱلتَّوَاضُعُ نَقِيضُ ٱلتَّكَبُّرِ. وَٱلْمُتَوَاضِعُ يَعْتَبِرُ ٱلْآخَرِينَ أَفْضَلَ مِنْهُ. (في ٢:٣) وَهُوَ أَيْضًا شَخْصٌ مُحْتَشِمٌ فِي ٱلْعَادَةِ: يَنْظُرُ نَظْرَةً صَحِيحَةً إِلَى قُدُرَاتِهِ وَإِنْجَازَاتِهِ، يَعْتَرِفُ بِأَخْطَائِهِ، وَيَقْبَلُ ٱلِٱقْتِرَاحَاتِ وَٱلْأَفْكَارَ ٱلْجَدِيدَةَ. مِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ، يُفَرِّحُ ٱلْمُتَوَاضِعُ كَثِيرًا قَلْبَ يَهْوَهَ.
٧ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، يُظْهِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْمُحْتَشِمَ يَنْظُرُ إِلَى نَفْسِهِ نَظْرَةً صَحِيحَةً وَيَعْرِفُ حُدُودَهُ. وَهٰذَا يُسَاعِدُهُ أَنْ يَحْتَرِمَ ٱلْآخَرِينَ وَيُعَامِلَهُمْ بِلُطْفٍ.
٨ أَيَّةُ أُمُورٍ عَلَيْنَا أَنْ نَتَجَنَّبَهَا لِنَظَلَّ مُحْتَشِمِينَ؟
٨ وَلٰكِنْ عَلَيْنَا أَنْ نُبْقِيَ عُيُونَنَا مَفْتُوحَةً. فَإِنْ لَمْ نَنْتَبِهْ، يُمْكِنُ أَنْ نَتَصَرَّفَ بِٱجْتِرَاءٍ دُونَ أَنْ رو ١٢:١٦) هَلْ نُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَى إِنْجَازَاتِنَا؟ (١ تي ٢:٩، ١٠) أَوْ هَلْ نُحَاوِلُ أَنْ نَفْرِضَ رَأْيَنَا عَلَى ٱلْآخَرِينَ لِأَنَّنَا نُفَكِّرُ أَنَّ مَرْكَزَنَا مُهِمٌّ أَوْ مَعَارِفَنَا بَارِزُونَ؟ — ١ كو ٤:٦.
نَدْرِيَ. مَثَلًا، هَلْ نُعْطِي أَهَمِّيَّةً زَائِدَةً لِنَفْسِنَا أَوْ لِتَعْيِينَاتِنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟ (٩ مَاذَا دَفَعَ ٱلْبَعْضَ إِلَى ٱلِٱجْتِرَاءِ؟ أَعْطِ مِثَالًا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
٩ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، قَدْ نَتَصَرَّفُ بِٱجْتِرَاءٍ إِنْ لَمْ نَضْبُطْ رَغَبَاتِنَا ٱلْخَاطِئَةَ. فَٱلْحَسَدُ، ٱلْغَضَبُ، ٱلسَّعْيُ وَرَاءَ ٱلسُّلْطَةِ، وَٱلْأَنَانِيَّةُ دَفَعَتْ كَثِيرِينَ إِلَى ٱلِٱجْتِرَاءِ. مَثَلًا، يَتَحَدَّثُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ أَشْخَاصٍ مِثْلِ أَبْشَالُومَ وَعُزِّيَّا وَنَبُوخَذْنَصَّرَ ٱسْتَسْلَمُوا لِأَعْمَالِ ٱلْجَسَدِ وَتَصَرَّفُوا بِٱجْتِرَاءٍ. فَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ أَنَّ يَهْوَهَ أَذَلَّهُمْ. — ٢ صم ١٥:١-٦؛ ١٨:٩-١٧؛ ٢ اخ ٢٦:١٦-٢١؛ دا ٥:١٨-٢١.
١٠ لِمَ لَا نُشَكِّكُ فِي نَوَايَا ٱلْآخَرِينَ؟ أَعْطِ مِثَالًا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
١٠ وَهُنَالِكَ أَسْبَابٌ أُخْرَى تَدْفَعُنَا أَحْيَانًا أَلَّا نَكُونَ مُحْتَشِمِينَ. تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي ٱلتَّكْوِين ٢٠:٢-٧ وَمَتَّى ٢٦:٣١-٣٥. بِحَسَبِ هَاتَيْنِ ٱلرِّوَايَتَيْنِ، هَلِ ٱجْتَرَأَ أَبِيمَالِكُ وَبُطْرُسُ بِسَبَبِ رَغَبَاتِهِمَا ٱلْخَاطِئَةِ؟ أَمْ إِنَّهُمَا بِبَسَاطَةٍ تَصَرَّفَا بِتَسَرُّعٍ أَوْ دُونَ مَعْرِفَةِ ٱلْوَقَائِعِ كُلِّهَا؟ بِمَا أَنَّنَا لَا نَقْرَأُ ٱلْقُلُوبَ، فَلَا نُشَكِّكْ فِي نَوَايَاهُمَا. — اقرأ يعقوب ٤:١٢.
قَدِّرْ دَوْرَكَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ
١١ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلِٱحْتِشَامُ أَنْ نُقَدِّرَ دَوْرَنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
١١ اَلشَّخْصُ ٱلْمُحْتَشِمُ يُقَدِّرُ دَوْرَهُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَيَهْوَهُ إِلٰهٌ يُحِبُّ ٱلتَّرْتِيبَ، وَيُعْطِي كُلًّا مِنَّا دَوْرًا مُمَيَّزًا وَضَرُورِيًّا. فَقَدْ مَنَحَنَا جَمِيعًا مَوَاهِبَ وَمَهَارَاتٍ وَمَقْدِرَاتٍ مُتَنَوِّعَةً. وَٱلِٱحْتِشَامُ يَدْفَعُنَا أَنْ نَسْتَخْدِمَهَا مِثْلَمَا يُرِيدُ يَهْوَهُ. (رو ١٢:٤-٨) فَعَلَيْنَا أَنْ نَسْتَغِلَّهَا لِإِكْرَامِهِ وَمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ. — اقرأ ١ بطرس ٤:١٠.
١٢، ١٣ لِمَ قَدْ يَتَغَيَّرُ تَعْيِينُنَا؟
١٢ لٰكِنَّ دَوْرَنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ قَدْ يَتَغَيَّرُ مَعَ ٱلْوَقْتِ. لِنَتَأَمَّلْ مَثَلًا فِي يَسُوعَ. فَفِي ٱلْبِدَايَةِ، كَانَ بِمُفْرَدِهِ مَعَ يَهْوَهَ. (ام ٨:٢٢) بَعْدَئِذٍ ٱسْتَخْدَمَهُ ٱللهُ لِيَخْلُقَ ٱلْمَلَائِكَةَ وَٱلْكَوْنَ وَٱلْبَشَرَ. (كو ١:١٦) لٰكِنْ لَاحِقًا، أَعْطَاهُ تَعْيِينًا جَدِيدًا هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَوُلِدَ فِي ٱلْبِدَايَةِ طِفْلًا، ثُمَّ أَصْبَحَ رَاشِدًا. (في ٢:٧) وَبَعْدَمَا قَدَّمَ حَيَاتَهُ فِدْيَةً، عَادَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ، ثُمَّ أَصْبَحَ مَلِكًا لِلْمَلَكُوتِ عَامَ ١٩١٤. (عب ٢:٩) وَلٰكِنْ هٰذَا لَيْسَ ٱلتَّغْيِيرَ ٱلْأَخِيرَ فِي تَعْيِينِهِ. فَعِنْدَ نِهَايَةِ ٱلْحُكْمِ ٱلْأَلْفِيِّ، سَيُسَلِّمُ ٱلْمَمْلَكَةَ إِلَى يَهْوَهَ «لِيَكُونَ ٱللهُ كُلَّ شَيْءٍ لِلْكُلِّ». — ١ كو ١٥:٢٨.
١٣ نَحْنُ أَيْضًا قَدْ يَتَغَيَّرُ تَعْيِينُنَا بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ. فَأَحْيَانًا يَتَغَيَّرُ بِسَبَبِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلَّتِي نَتَّخِذُهَا. مَثَلًا، قَدْ يُقَرِّرُ عَازِبٌ أَنْ يَتَزَوَّجَ. ثُمَّ يُقَرِّرُ أَنْ يُنْجِبَ أَوْلَادًا. ثُمَّ فِي مُنْتَصَفِ عُمْرِهِ يُقَرِّرُ أَنْ عب ٦:١٠.
يُبَسِّطَ حَيَاتَهُ لِيَخْدُمَ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ. وَفِي أَحْيَانٍ أُخْرَى، يَتَغَيَّرُ تَعْيِينُنَا بِحَسَبِ ظُرُوفِنَا. فَهٰذِهِ ٱلظُّرُوفُ إِمَّا تَزِيدُ مِنْ إِمْكَانَاتِنَا أَوْ تَحُدُّهَا. فَهَلْ أَنْتَ شَابٌّ أَمْ مُتَقَدِّمٌ فِي ٱلْعُمْرِ؟ هَلْ صِحَّتُكَ جَيِّدَةٌ أَمْ ضَعِيفَةٌ؟ نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ يَهْوَهَ يَعْرِفُ ٱلتَّعْيِينَ ٱلْأَفْضَلَ لِكُلٍّ مِنَّا. وَهُوَ لَا يَطْلُبُ مِنَّا فَوْقَ طَاقَتِنَا، بَلْ يُقَدِّرُ كَثِيرًا كُلَّ مَا نَفْعَلُهُ فِي خِدْمَتِهِ. —١٤ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلِٱحْتِشَامُ أَنْ نَرْضَى بِأَيِّ تَعْيِينٍ وَنَفْرَحَ بِهِ؟
١٤ كَانَ يَسُوعُ سَعِيدًا بِكُلِّ تَعْيِينٍ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ٱللهُ. فَمَاذَا عَنَّا؟ (ام ٨:٣٠، ٣١) إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْمُحْتَشِمَ يَرْضَى بِأَيِّ تَعْيِينٍ يَنَالُهُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَهُوَ لَا يَطْمَعُ فِي ٱمْتِيَازَاتٍ إِضَافِيَّةٍ أَوْ يَحْسُدُ ٱلْآخَرِينَ عَلَى إِنْجَازَاتِهِمْ. بَلْ يَفْرَحُ بِدَوْرِهِ هُوَ وَيَعْتَبِرُهُ تَعْيِينًا مِنْ يَهْوَهَ. وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، يَحْتَرِمُ أَدْوَارَ ٱلْآخَرِينَ وَيَعْتَبِرُهَا أَيْضًا تَعْيِينًا إِلٰهِيًّا. وَهُوَ يُكْرِمُهُمْ وَيَدْعَمُهُمْ بِكُلِّ سُرُورٍ. — رو ١٢:١٠.
اَلنَّظْرَةُ ٱلصَّحِيحَةُ إِلَى ٱلِٱحْتِشَامِ
١٥ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ جِدْعُونَ؟
١٥ رَسَمَ جِدْعُونُ مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلِٱحْتِشَامِ. فَعِنْدَمَا عَيَّنَهُ يَهْوَهُ لِيُحَرِّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنَ قض ٦:١٥) مَعَ ذٰلِكَ، وَثِقَ بِيَهْوَهَ وَقَبِلَ ٱلتَّعْيِينَ. وَبَعْدَمَا عَرَفَ مَا ٱلْمَطْلُوبُ مِنْهُ بِٱلضَّبْطِ، طَلَبَ ٱلْإِرْشَادَ مِنْ يَهْوَهَ لِيُتَمِّمَ تَفْوِيضَهُ. (قض ٦:٣٦-٤٠) وَجِدْعُونُ لَمْ يَكُنْ قَوِيًّا وَشُجَاعًا فَحَسْبُ، بَلْ حَكِيمًا وَحَذِرًا أَيْضًا. (قض ٦:١١، ٢٧) وَهُوَ لَمْ يَسْتَغِلَّ تَعْيِينَهُ لِيُرَفِّعَ نَفْسَهُ. فَبَعْدَمَا أَنْجَزَ مُهِمَّتَهُ، رَجَعَ وَأَقَامَ فِي بَيْتِهِ. — قض ٨:٢٢، ٢٣، ٢٩.
ٱلْمِدْيَانِيِّينَ، قَالَ: «عَشِيرَتِي هِيَ ٱلصُّغْرَى فِي مَنَسَّى، وَأَنَا ٱلْأَصْغَرُ فِي بَيْتِ أَبِي». (١٦، ١٧ مَاذَا يَأْخُذُ ٱلْمُحْتَشِمُ بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ بِشَأْنِ ٱلتَّقَدُّمِ ٱلرُّوحِيِّ؟
١٦ غَيْرَ أَنَّ ٱلِٱحْتِشَامَ لَا يَعْنِي أَلَّا نَسْعَى لِٱمْتِيَازَاتٍ إِضَافِيَّةٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُشَجِّعُنَا جَمِيعًا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي ٱلتَّقَدُّمِ. (١ تي ٤:١٣-١٥) مَعَ ذٰلِكَ، لَا يَعْنِي ٱلتَّقَدُّمُ بِٱلضَّرُورَةِ أَنَّنَا سَنَنَالُ تَعْيِينَاتٍ جَدِيدَةً. فَبِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ تَعْيِينِنَا، يُمْكِنُنَا جَمِيعًا أَنْ نُحَسِّنَ صِفَاتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةَ وَٱلْمَقْدِرَاتِ ٱلَّتِي أَعْطَانَا إِيَّاهَا ٱللهُ، فَنُفَرِّحُ قَلْبَهُ وَنُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ.
١٧ وَلٰكِنْ قَبْلَ أَنْ نَقْبَلَ أَيَّ تَعْيِينٍ جَدِيدٍ، عَلَيْنَا أَنْ نَتَأَكَّدَ أَوَّلًا مِمَّا يَتَطَلَّبُهُ هٰذَا ٱلتَّعْيِينُ. وَمِنْ ثُمَّ نُقَيِّمُ ظُرُوفَنَا. فَهَلْ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَهْتَمَّ بِمَسْؤُولِيَّةٍ جَدِيدَةٍ دُونَ أَنْ نُهْمِلَ وَاجِبَاتِنَا ٱلْأُخْرَى؟ وَهَلْ نَسْتَطِيعُ أَنْ نُفَوِّضَ بَعْضَ مَسْؤُولِيَّاتِنَا ٱلْحَالِيَّةِ إِلَى آخَرِينَ كَيْ نَهْتَمَّ بِٱلْمَسْؤُولِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ؟ فَرُبَّمَا نُدْرِكُ، بَعْدَمَا نَتَأَمَّلُ فِي هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ، أَنَّ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ تَفُوقُ طَاقَتَنَا. فَيَدْفَعُنَا ٱلِٱحْتِشَامُ عِنْدَئِذٍ أَنْ نَرْفُضَهَا.
١٨ (أ) مَاذَا يَفْعَلُ ٱلْمُحْتَشِمُ حِينَ يَنَالُ تَعْيِينًا جَدِيدًا؟ (ب) كَيْفَ تُسَاعِدُنَا رُومَا ١٢:٣ أَنْ نَكُونَ مُحْتَشِمِينَ؟
١٨ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ ‹نَسْلُكَ مُحْتَشِمِينَ مَعَهُ›. (مي ٦:٨) لِذٰلِكَ نَرْغَبُ أَنْ نَتَشَبَّهَ بِجِدْعُونَ وَنَطْلُبَ إِرْشَادَ يَهْوَهَ وَمُسَاعَدَتَهُ لِنُتَمِّمَ أَيَّ تَعْيِينٍ نَنَالُهُ. وَعَلَيْنَا أَيْضًا أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي مَا يَقُولُهُ مِنْ خِلَالِ كَلِمَتِهِ وَهَيْئَتِهِ. وَلْنَتَذَكَّرْ أَنَّنَا لَا نُنْجِزُ شَيْئًا فِي خِدْمَتِهِ بِشَطَارَتِنَا، بَلْ لِأَنَّهُ هُوَ مُتَوَاضِعٌ وَيُرِيدُ أَنْ يُسَاعِدَنَا. (مز ١٨:٣٥) فَٱلشَّخْصُ ٱلْمُحْتَشِمُ «لَا يُفَكِّرُ فِي شَأْنِ نَفْسِهِ أَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُفَكِّرَ». — اقرأ روما ١٢:٣.
١٩ لِمَ ٱلِٱحْتِشَامُ صِفَةٌ مُهِمَّةٌ؟
١٩ كَخُلَاصَةٍ إِذًا، حِينَ نَظَلُّ مُحْتَشِمِينَ، نُعْطِي سَيِّدَ ٱلْكَوْنِ يَهْوَهَ ٱلْمَجْدَ ٱلَّذِي يَسْتَحِقُّهُ. (رؤ ٤:١١) كَمَا أَنَّنَا نَفْرَحُ بِأَيِّ تَعْيِينٍ نَنَالُهُ فِي خِدْمَتِهِ. وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، نَحْتَرِمُ ٱلْآخَرِينَ وَنَأْخُذُ رَأْيَهُمْ وَمَشَاعِرَهُمْ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ، وَهٰذَا يُقَوِّي وَحْدَتَنَا. إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، نَبْقَى حَذِرِينَ فِي تَصَرُّفَاتِنَا، فَنَتَجَنَّبُ ٱلْأَخْطَاءَ ٱلْخَطِيرَةَ. لَا شَكَّ إِذًا أَنَّ ٱلِٱحْتِشَامَ صِفَةٌ مُهِمَّةٌ لَنَا نَحْنُ شَعْبَ ٱللهِ. وَيَهْوَهُ يُقَدِّرُ مَنْ يُنَمُّونَ هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ. وَلٰكِنْ هَلْ نَبْقَى مُحْتَشِمِينَ رَغْمَ ٱلْمِحَنِ؟ هٰذَا مَا سَتُنَاقِشُهُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ.