الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ما اهمية الاحتشام؟‏

ما اهمية الاحتشام؟‏

‏«اَلْحِكْمَةُ .‏ .‏ .‏ مَعَ ٱلْمُحْتَشِمِينَ».‏ —‏ ام ١١:‏٢‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٣٨،‏ ٦٩

١،‏ ٢ لِمَاذَا رَفَضَ ٱللهُ شَاوُلَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

كَانَ شَاوُلُ رَجُلًا مُحْتَشِمًا وَمُتَوَاضِعًا عِنْدَمَا ٱخْتَارَهُ يَهْوَهُ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ.‏ (‏١ صم ٩:‏١،‏ ٢،‏ ٢١؛‏ ١٠:‏٢٠-‏٢٤‏)‏ لٰكِنَّهُ بَعْدَ ذٰلِكَ رَاحَ يَتَصَرَّفُ بِٱجْتِرَاءٍ.‏ مَثَلًا،‏ عِنْدَمَا لَمْ يَأْتِ ٱلنَّبِيُّ صَمُوئِيلُ إِلَى ٱلْجِلْجَالِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ،‏ فَقَدَ شَاوُلُ صَبْرَهُ.‏ فَٱلْفِلِسْطِيُّونَ كَانُوا مُجْتَمِعِينَ لِمُحَارَبَةِ إِسْرَائِيلَ،‏ وَبَدَأَ ٱلشَّعْبُ يَتَفَرَّقُ عَنْهُ.‏ فَتَسَرَّعَ شَاوُلُ وَقَرَّبَ ذَبِيحَةً لِلهِ،‏ مَعَ أَنَّ هٰذَا لَمْ يَكُنْ مِنْ حَقِّهِ.‏ —‏ ١ صم ١٣:‏٥-‏٩‏.‏

٢ وَحِينَ وَصَلَ صَمُوئِيلُ إِلَى ٱلْجِلْجَالِ،‏ وَبَّخَ شَاوُلَ عَلَى مَا فَعَلَ.‏ وَلٰكِنْ بَدَلَ أَنْ يَعْتَرِفَ شَاوُلُ بِخَطَئِهِ،‏ ٱبْتَدَأَ يُبَرِّرُ نَفْسَهُ وَيَلُومُ ٱلْآخَرِينَ.‏ (‏١ صم ١٣:‏١٠-‏١٤‏)‏ وَلَيْسَ هٰذَا فَقَطْ،‏ بَلِ ٱسْتَمَرَّ يَتَصَرَّفُ بِٱجْتِرَاءٍ.‏ فَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ أَنَّهُ خَسِرَ ٱلْمُلْكَ،‏ وَٱلْأَسْوَأُ أَنَّهُ خَسِرَ رِضَى يَهْوَهَ.‏ (‏١ صم ١٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وَهٰكَذَا ٱنْتَهَتْ حَيَاتُهُ نِهَايَةً مَأْسَاوِيَّةً،‏ مَعَ أَنَّ بِدَايَاتِهِ كَانَتْ نَاجِحَةً.‏ —‏ ١ صم ٣١:‏١-‏٦‏.‏

٣ ‏(‏أ)‏ مَا رَأْيُ كَثِيرِينَ فِي ٱلِٱحْتِشَامِ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُجِيبُ عَنْهَا؟‏

٣ يَعْتَقِدُ كَثِيرُونَ أَنَّ ٱلِٱحْتِشَامَ يُعِيقُهُمْ عَنِ ٱلنَّجَاحِ فِي حَيَاتِهِمْ وَعَمَلِهِمْ.‏ لِذَا يَرُوحُونَ يَتَبَاهَوْنَ بِأَنْفُسِهِمْ لِيَبْدُوا أَفْضَلَ مِنْ غَيْرِهِمْ.‏ مَثَلًا،‏ قَالَ سِيَاسِيٌّ وَمُمَثِّلٌ مَشْهُورٌ:‏ «أَنَا أَبْعَدُ مَا يَكُونُ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ،‏ وَأَتَمَنَّى أَلَّا أُصْبِحَ مُتَوَاضِعًا فِي يَوْمٍ مِنَ ٱلْأَيَّامِ».‏ فَمَاذَا عَنَّا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ،‏ هَلِ ٱلِٱحْتِشَامُ صِفَةٌ مُهِمَّةٌ لَنَا؟‏ كَيْفَ نُعْرِبُ عَنْهُ،‏ وَأَيُّ مَفْهُومٍ خَاطِئٍ عَلَيْنَا تَجَنُّبُهُ؟‏ وَكَيْفَ نَبْقَى مُحْتَشِمِينَ عِنْدَمَا نُوَاجِهُ مَشَاكِلَ وَضُغُوطَاتٍ؟‏ سَنُجِيبُ عَنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ ٱلْأَوَّلَيْنِ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ وَعَنِ ٱلسُّؤَالِ ٱلْأَخِيرِ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏

لِمَ ٱلِٱحْتِشَامُ مُهِمٌّ؟‏

٤ مَا هُوَ ٱلِٱجْتِرَاءُ؟‏

٤ يُظْهِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلِٱحْتِشَامَ هُوَ عَكْسُ ٱلِٱجْتِرَاءِ.‏ ‏(‏اقرإ الامثال ١١:‏٢‏.‏)‏ لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ،‏ تَوَسَّلَ دَاوُدُ إِلَى يَهْوَهَ قَائِلًا:‏ «مِنَ ٱلِٱجْتِرَاءِ ٱمْنَعْ خَادِمَكَ».‏ (‏مز ١٩:‏١٣‏)‏ وَيَعْنِي «ٱلِٱجْتِرَاءُ» أَنْ يَفْعَلَ ٱلشَّخْصُ أُمُورًا لَا تَحِقُّ لَهُ،‏ رُبَّمَا بِسَبَبِ ٱلتَّسَرُّعِ أَوِ ٱلْكِبْرِيَاءِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّنَا نَاقِصُونَ وَنَتَصَرَّفُ بِٱجْتِرَاءٍ أَحْيَانًا،‏ وَلٰكِنْ إِذَا أَصْبَحَ ٱلِٱجْتِرَاءُ جُزْءًا مِنْ شَخْصِيَّتِنَا،‏ نَخْسَرُ رِضَى ٱللهِ مِثْلَمَا حَصَلَ مَعَ شَاوُلَ.‏ يَقُولُ ٱلْمَزْمُور ١١٩:‏٢١ إِنَّ يَهْوَهَ ‹يَنْتَهِرُ ٱلْمُجْتَرِئِينَ›.‏ فَلِمَ يَكْرَهُ ٱللهُ هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ؟‏

٥ لِمَ ٱلِٱجْتِرَاءُ خَطِيرٌ؟‏

٥ أَوَّلًا،‏ عِنْدَمَا نَتَصَرَّفُ بِٱجْتِرَاءٍ،‏ لَا نَحْتَرِمُ سُلْطَةَ يَهْوَهَ.‏ ثَانِيًا،‏ إِذَا تَخَطَّيْنَا حُدُودَنَا،‏ تَنْشَأُ خِلَافَاتٌ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ٱلْآخَرِينَ.‏ (‏ام ١٣:‏١٠‏)‏ وَثَالِثًا،‏ حِينَ يَنْكَشِفُ أَمْرُنَا،‏ نَشْعُرُ بِٱلْإِحْرَاجِ أَوِ ٱلْإِذْلَالِ.‏ (‏لو ١٤:‏٨،‏ ٩‏)‏ أَلَا نُوَافِقُ إِذًا أَنَّ نَتَائِجَ ٱلِٱجْتِرَاءِ سَيِّئَةٌ دَائِمًا؟‏!‏

مَا عَلَاقَةُ ٱلِٱحْتِشَامِ بِٱلتَّوَاضُعِ؟‏

٦،‏ ٧ كَيْفَ يَرْتَبِطُ ٱلتَّوَاضُعُ بِٱلِٱحْتِشَامِ؟‏

٦ يَرْتَبِطُ ٱلِٱحْتِشَامُ ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا بِٱلتَّوَاضُعِ.‏ فَٱلتَّوَاضُعُ نَقِيضُ ٱلتَّكَبُّرِ.‏ وَٱلْمُتَوَاضِعُ يَعْتَبِرُ ٱلْآخَرِينَ أَفْضَلَ مِنْهُ.‏ (‏في ٢:‏٣‏)‏ وَهُوَ أَيْضًا شَخْصٌ مُحْتَشِمٌ فِي ٱلْعَادَةِ:‏ يَنْظُرُ نَظْرَةً صَحِيحَةً إِلَى قُدُرَاتِهِ وَإِنْجَازَاتِهِ،‏ يَعْتَرِفُ بِأَخْطَائِهِ،‏ وَيَقْبَلُ ٱلِٱقْتِرَاحَاتِ وَٱلْأَفْكَارَ ٱلْجَدِيدَةَ.‏ مِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ،‏ يُفَرِّحُ ٱلْمُتَوَاضِعُ كَثِيرًا قَلْبَ يَهْوَهَ.‏

٧ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ يُظْهِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْمُحْتَشِمَ يَنْظُرُ إِلَى نَفْسِهِ نَظْرَةً صَحِيحَةً وَيَعْرِفُ حُدُودَهُ.‏ وَهٰذَا يُسَاعِدُهُ أَنْ يَحْتَرِمَ ٱلْآخَرِينَ وَيُعَامِلَهُمْ بِلُطْفٍ.‏

٨ أَيَّةُ أُمُورٍ عَلَيْنَا أَنْ نَتَجَنَّبَهَا لِنَظَلَّ مُحْتَشِمِينَ؟‏

٨ وَلٰكِنْ عَلَيْنَا أَنْ نُبْقِيَ عُيُونَنَا مَفْتُوحَةً.‏ فَإِنْ لَمْ نَنْتَبِهْ،‏ يُمْكِنُ أَنْ نَتَصَرَّفَ بِٱجْتِرَاءٍ دُونَ أَنْ نَدْرِيَ.‏ مَثَلًا،‏ هَلْ نُعْطِي أَهَمِّيَّةً زَائِدَةً لِنَفْسِنَا أَوْ لِتَعْيِينَاتِنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏ (‏رو ١٢:‏١٦‏)‏ هَلْ نُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَى إِنْجَازَاتِنَا؟‏ (‏١ تي ٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ أَوْ هَلْ نُحَاوِلُ أَنْ نَفْرِضَ رَأْيَنَا عَلَى ٱلْآخَرِينَ لِأَنَّنَا نُفَكِّرُ أَنَّ مَرْكَزَنَا مُهِمٌّ أَوْ مَعَارِفَنَا بَارِزُونَ؟‏ —‏ ١ كو ٤:‏٦‏.‏

٩ مَاذَا دَفَعَ ٱلْبَعْضَ إِلَى ٱلِٱجْتِرَاءِ؟‏ أَعْطِ مِثَالًا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏

٩ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ قَدْ نَتَصَرَّفُ بِٱجْتِرَاءٍ إِنْ لَمْ نَضْبُطْ رَغَبَاتِنَا ٱلْخَاطِئَةَ.‏ فَٱلْحَسَدُ،‏ ٱلْغَضَبُ،‏ ٱلسَّعْيُ وَرَاءَ ٱلسُّلْطَةِ،‏ وَٱلْأَنَانِيَّةُ دَفَعَتْ كَثِيرِينَ إِلَى ٱلِٱجْتِرَاءِ.‏ مَثَلًا،‏ يَتَحَدَّثُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ أَشْخَاصٍ مِثْلِ أَبْشَالُومَ وَعُزِّيَّا وَنَبُوخَذْنَصَّرَ ٱسْتَسْلَمُوا لِأَعْمَالِ ٱلْجَسَدِ وَتَصَرَّفُوا بِٱجْتِرَاءٍ.‏ فَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ أَنَّ يَهْوَهَ أَذَلَّهُمْ.‏ —‏ ٢ صم ١٥:‏١-‏٦؛‏ ١٨:‏٩-‏١٧؛‏ ٢ اخ ٢٦:‏١٦-‏٢١؛‏ دا ٥:‏١٨-‏٢١‏.‏

١٠ لِمَ لَا نُشَكِّكُ فِي نَوَايَا ٱلْآخَرِينَ؟‏ أَعْطِ مِثَالًا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏

١٠ وَهُنَالِكَ أَسْبَابٌ أُخْرَى تَدْفَعُنَا أَحْيَانًا أَلَّا نَكُونَ مُحْتَشِمِينَ.‏ تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي ٱلتَّكْوِين ٢٠:‏٢-‏٧ وَمَتَّى ٢٦:‏٣١-‏٣٥‏.‏ بِحَسَبِ هَاتَيْنِ ٱلرِّوَايَتَيْنِ،‏ هَلِ ٱجْتَرَأَ أَبِيمَالِكُ وَبُطْرُسُ بِسَبَبِ رَغَبَاتِهِمَا ٱلْخَاطِئَةِ؟‏ أَمْ إِنَّهُمَا بِبَسَاطَةٍ تَصَرَّفَا بِتَسَرُّعٍ أَوْ دُونَ مَعْرِفَةِ ٱلْوَقَائِعِ كُلِّهَا؟‏ بِمَا أَنَّنَا لَا نَقْرَأُ ٱلْقُلُوبَ،‏ فَلَا نُشَكِّكْ فِي نَوَايَاهُمَا.‏ —‏ اقرأ يعقوب ٤:‏١٢‏.‏

قَدِّرْ دَوْرَكَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ

١١ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلِٱحْتِشَامُ أَنْ نُقَدِّرَ دَوْرَنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏

١١ اَلشَّخْصُ ٱلْمُحْتَشِمُ يُقَدِّرُ دَوْرَهُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَيَهْوَهُ إِلٰهٌ يُحِبُّ ٱلتَّرْتِيبَ،‏ وَيُعْطِي كُلًّا مِنَّا دَوْرًا مُمَيَّزًا وَضَرُورِيًّا.‏ فَقَدْ مَنَحَنَا جَمِيعًا مَوَاهِبَ وَمَهَارَاتٍ وَمَقْدِرَاتٍ مُتَنَوِّعَةً.‏ وَٱلِٱحْتِشَامُ يَدْفَعُنَا أَنْ نَسْتَخْدِمَهَا مِثْلَمَا يُرِيدُ يَهْوَهُ.‏ (‏رو ١٢:‏٤-‏٨‏)‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نَسْتَغِلَّهَا لِإِكْرَامِهِ وَمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ.‏ —‏ اقرأ ١ بطرس ٤:‏١٠‏.‏

مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ يَسُوعَ حِينَ يَتَغَيَّرُ تَعْيِينُنَا؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٢-‏١٤.‏)‏

١٢،‏ ١٣ لِمَ قَدْ يَتَغَيَّرُ تَعْيِينُنَا؟‏

١٢ لٰكِنَّ دَوْرَنَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ قَدْ يَتَغَيَّرُ مَعَ ٱلْوَقْتِ.‏ لِنَتَأَمَّلْ مَثَلًا فِي يَسُوعَ.‏ فَفِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ كَانَ بِمُفْرَدِهِ مَعَ يَهْوَهَ.‏ (‏ام ٨:‏٢٢‏)‏ بَعْدَئِذٍ ٱسْتَخْدَمَهُ ٱللهُ لِيَخْلُقَ ٱلْمَلَائِكَةَ وَٱلْكَوْنَ وَٱلْبَشَرَ.‏ (‏كو ١:‏١٦‏)‏ لٰكِنْ لَاحِقًا،‏ أَعْطَاهُ تَعْيِينًا جَدِيدًا هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَوُلِدَ فِي ٱلْبِدَايَةِ طِفْلًا،‏ ثُمَّ أَصْبَحَ رَاشِدًا.‏ (‏في ٢:‏٧‏)‏ وَبَعْدَمَا قَدَّمَ حَيَاتَهُ فِدْيَةً،‏ عَادَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ،‏ ثُمَّ أَصْبَحَ مَلِكًا لِلْمَلَكُوتِ عَامَ ١٩١٤.‏ (‏عب ٢:‏٩‏)‏ وَلٰكِنْ هٰذَا لَيْسَ ٱلتَّغْيِيرَ ٱلْأَخِيرَ فِي تَعْيِينِهِ.‏ فَعِنْدَ نِهَايَةِ ٱلْحُكْمِ ٱلْأَلْفِيِّ،‏ سَيُسَلِّمُ ٱلْمَمْلَكَةَ إِلَى يَهْوَهَ «لِيَكُونَ ٱللهُ كُلَّ شَيْءٍ لِلْكُلِّ».‏ —‏ ١ كو ١٥:‏٢٨‏.‏

١٣ نَحْنُ أَيْضًا قَدْ يَتَغَيَّرُ تَعْيِينُنَا بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ.‏ فَأَحْيَانًا يَتَغَيَّرُ بِسَبَبِ ٱلْقَرَارَاتِ ٱلَّتِي نَتَّخِذُهَا.‏ مَثَلًا،‏ قَدْ يُقَرِّرُ عَازِبٌ أَنْ يَتَزَوَّجَ.‏ ثُمَّ يُقَرِّرُ أَنْ يُنْجِبَ أَوْلَادًا.‏ ثُمَّ فِي مُنْتَصَفِ عُمْرِهِ يُقَرِّرُ أَنْ يُبَسِّطَ حَيَاتَهُ لِيَخْدُمَ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.‏ وَفِي أَحْيَانٍ أُخْرَى،‏ يَتَغَيَّرُ تَعْيِينُنَا بِحَسَبِ ظُرُوفِنَا.‏ فَهٰذِهِ ٱلظُّرُوفُ إِمَّا تَزِيدُ مِنْ إِمْكَانَاتِنَا أَوْ تَحُدُّهَا.‏ فَهَلْ أَنْتَ شَابٌّ أَمْ مُتَقَدِّمٌ فِي ٱلْعُمْرِ؟‏ هَلْ صِحَّتُكَ جَيِّدَةٌ أَمْ ضَعِيفَةٌ؟‏ نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ يَهْوَهَ يَعْرِفُ ٱلتَّعْيِينَ ٱلْأَفْضَلَ لِكُلٍّ مِنَّا.‏ وَهُوَ لَا يَطْلُبُ مِنَّا فَوْقَ طَاقَتِنَا،‏ بَلْ يُقَدِّرُ كَثِيرًا كُلَّ مَا نَفْعَلُهُ فِي خِدْمَتِهِ.‏ —‏ عب ٦:‏١٠‏.‏

١٤ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلِٱحْتِشَامُ أَنْ نَرْضَى بِأَيِّ تَعْيِينٍ وَنَفْرَحَ بِهِ؟‏

١٤ كَانَ يَسُوعُ سَعِيدًا بِكُلِّ تَعْيِينٍ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ٱللهُ.‏ فَمَاذَا عَنَّا؟‏ (‏ام ٨:‏٣٠،‏ ٣١‏)‏ إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْمُحْتَشِمَ يَرْضَى بِأَيِّ تَعْيِينٍ يَنَالُهُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَهُوَ لَا يَطْمَعُ فِي ٱمْتِيَازَاتٍ إِضَافِيَّةٍ أَوْ يَحْسُدُ ٱلْآخَرِينَ عَلَى إِنْجَازَاتِهِمْ.‏ بَلْ يَفْرَحُ بِدَوْرِهِ هُوَ وَيَعْتَبِرُهُ تَعْيِينًا مِنْ يَهْوَهَ.‏ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ،‏ يَحْتَرِمُ أَدْوَارَ ٱلْآخَرِينَ وَيَعْتَبِرُهَا أَيْضًا تَعْيِينًا إِلٰهِيًّا.‏ وَهُوَ يُكْرِمُهُمْ وَيَدْعَمُهُمْ بِكُلِّ سُرُورٍ.‏ —‏ رو ١٢:‏١٠‏.‏

اَلنَّظْرَةُ ٱلصَّحِيحَةُ إِلَى ٱلِٱحْتِشَامِ

١٥ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ جِدْعُونَ؟‏

١٥ رَسَمَ جِدْعُونُ مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلِٱحْتِشَامِ.‏ فَعِنْدَمَا عَيَّنَهُ يَهْوَهُ لِيُحَرِّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنَ ٱلْمِدْيَانِيِّينَ،‏ قَالَ:‏ «عَشِيرَتِي هِيَ ٱلصُّغْرَى فِي مَنَسَّى،‏ وَأَنَا ٱلْأَصْغَرُ فِي بَيْتِ أَبِي».‏ (‏قض ٦:‏١٥‏)‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ وَثِقَ بِيَهْوَهَ وَقَبِلَ ٱلتَّعْيِينَ.‏ وَبَعْدَمَا عَرَفَ مَا ٱلْمَطْلُوبُ مِنْهُ بِٱلضَّبْطِ،‏ طَلَبَ ٱلْإِرْشَادَ مِنْ يَهْوَهَ لِيُتَمِّمَ تَفْوِيضَهُ.‏ (‏قض ٦:‏٣٦-‏٤٠‏)‏ وَجِدْعُونُ لَمْ يَكُنْ قَوِيًّا وَشُجَاعًا فَحَسْبُ،‏ بَلْ حَكِيمًا وَحَذِرًا أَيْضًا.‏ (‏قض ٦:‏١١،‏ ٢٧‏)‏ وَهُوَ لَمْ يَسْتَغِلَّ تَعْيِينَهُ لِيُرَفِّعَ نَفْسَهُ.‏ فَبَعْدَمَا أَنْجَزَ مُهِمَّتَهُ،‏ رَجَعَ وَأَقَامَ فِي بَيْتِهِ.‏ —‏ قض ٨:‏٢٢،‏ ٢٣،‏ ٢٩‏.‏

١٦،‏ ١٧ مَاذَا يَأْخُذُ ٱلْمُحْتَشِمُ بِعَيْنِ ٱلِٱعْتِبَارِ بِشَأْنِ ٱلتَّقَدُّمِ ٱلرُّوحِيِّ؟‏

١٦ غَيْرَ أَنَّ ٱلِٱحْتِشَامَ لَا يَعْنِي أَلَّا نَسْعَى لِٱمْتِيَازَاتٍ إِضَافِيَّةٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُشَجِّعُنَا جَمِيعًا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي ٱلتَّقَدُّمِ.‏ (‏١ تي ٤:‏١٣-‏١٥‏)‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ لَا يَعْنِي ٱلتَّقَدُّمُ بِٱلضَّرُورَةِ أَنَّنَا سَنَنَالُ تَعْيِينَاتٍ جَدِيدَةً.‏ فَبِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ تَعْيِينِنَا،‏ يُمْكِنُنَا جَمِيعًا أَنْ نُحَسِّنَ صِفَاتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةَ وَٱلْمَقْدِرَاتِ ٱلَّتِي أَعْطَانَا إِيَّاهَا ٱللهُ،‏ فَنُفَرِّحُ قَلْبَهُ وَنُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ.‏

١٧ وَلٰكِنْ قَبْلَ أَنْ نَقْبَلَ أَيَّ تَعْيِينٍ جَدِيدٍ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَتَأَكَّدَ أَوَّلًا مِمَّا يَتَطَلَّبُهُ هٰذَا ٱلتَّعْيِينُ.‏ وَمِنْ ثُمَّ نُقَيِّمُ ظُرُوفَنَا.‏ فَهَلْ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَهْتَمَّ بِمَسْؤُولِيَّةٍ جَدِيدَةٍ دُونَ أَنْ نُهْمِلَ وَاجِبَاتِنَا ٱلْأُخْرَى؟‏ وَهَلْ نَسْتَطِيعُ أَنْ نُفَوِّضَ بَعْضَ مَسْؤُولِيَّاتِنَا ٱلْحَالِيَّةِ إِلَى آخَرِينَ كَيْ نَهْتَمَّ بِٱلْمَسْؤُولِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ؟‏ فَرُبَّمَا نُدْرِكُ،‏ بَعْدَمَا نَتَأَمَّلُ فِي هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ،‏ أَنَّ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ تَفُوقُ طَاقَتَنَا.‏ فَيَدْفَعُنَا ٱلِٱحْتِشَامُ عِنْدَئِذٍ أَنْ نَرْفُضَهَا.‏

١٨ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يَفْعَلُ ٱلْمُحْتَشِمُ حِينَ يَنَالُ تَعْيِينًا جَدِيدًا؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا رُومَا ١٢:‏٣ أَنْ نَكُونَ مُحْتَشِمِينَ؟‏

١٨ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ ‹نَسْلُكَ مُحْتَشِمِينَ مَعَهُ›.‏ (‏مي ٦:‏٨‏)‏ لِذٰلِكَ نَرْغَبُ أَنْ نَتَشَبَّهَ بِجِدْعُونَ وَنَطْلُبَ إِرْشَادَ يَهْوَهَ وَمُسَاعَدَتَهُ لِنُتَمِّمَ أَيَّ تَعْيِينٍ نَنَالُهُ.‏ وَعَلَيْنَا أَيْضًا أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي مَا يَقُولُهُ مِنْ خِلَالِ كَلِمَتِهِ وَهَيْئَتِهِ.‏ وَلْنَتَذَكَّرْ أَنَّنَا لَا نُنْجِزُ شَيْئًا فِي خِدْمَتِهِ بِشَطَارَتِنَا،‏ بَلْ لِأَنَّهُ هُوَ مُتَوَاضِعٌ وَيُرِيدُ أَنْ يُسَاعِدَنَا.‏ (‏مز ١٨:‏٣٥‏)‏ فَٱلشَّخْصُ ٱلْمُحْتَشِمُ «لَا يُفَكِّرُ فِي شَأْنِ نَفْسِهِ أَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُفَكِّرَ».‏ —‏ اقرأ روما ١٢:‏٣‏.‏

١٩ لِمَ ٱلِٱحْتِشَامُ صِفَةٌ مُهِمَّةٌ؟‏

١٩ كَخُلَاصَةٍ إِذًا،‏ حِينَ نَظَلُّ مُحْتَشِمِينَ،‏ نُعْطِي سَيِّدَ ٱلْكَوْنِ يَهْوَهَ ٱلْمَجْدَ ٱلَّذِي يَسْتَحِقُّهُ.‏ (‏رؤ ٤:‏١١‏)‏ كَمَا أَنَّنَا نَفْرَحُ بِأَيِّ تَعْيِينٍ نَنَالُهُ فِي خِدْمَتِهِ.‏ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ،‏ نَحْتَرِمُ ٱلْآخَرِينَ وَنَأْخُذُ رَأْيَهُمْ وَمَشَاعِرَهُمْ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ،‏ وَهٰذَا يُقَوِّي وَحْدَتَنَا.‏ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ نَبْقَى حَذِرِينَ فِي تَصَرُّفَاتِنَا،‏ فَنَتَجَنَّبُ ٱلْأَخْطَاءَ ٱلْخَطِيرَةَ.‏ لَا شَكَّ إِذًا أَنَّ ٱلِٱحْتِشَامَ صِفَةٌ مُهِمَّةٌ لَنَا نَحْنُ شَعْبَ ٱللهِ.‏ وَيَهْوَهُ يُقَدِّرُ مَنْ يُنَمُّونَ هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ.‏ وَلٰكِنْ هَلْ نَبْقَى مُحْتَشِمِينَ رَغْمَ ٱلْمِحَنِ؟‏ هٰذَا مَا سَتُنَاقِشُهُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ.‏