الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

قصد يهوه سيتم بالتأكيد

قصد يهوه سيتم بالتأكيد

‏«قَدْ تَكَلَّمْتُ بِذٰلِكَ وَسَآتِي بِهِ.‏ قَدْ رَسَمْتُهُ وَسَأَفْعَلُهُ».‏ —‏ اش ٤٦:‏١١‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٤٧،‏ ١٤٩

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ مَاذَا كَشَفَ لَنَا يَهْوَهُ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا تُؤَكِّدُ لَنَا إِشَعْيَا ٤٦:‏١٠،‏ ١١ وَ ٥٥:‏١١‏؟‏

يَبْدَأُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِعِبَارَةٍ بَسِيطَةٍ وَلٰكِنْ غَنِيَّةٌ بِٱلْمَعَانِي:‏ «فِي ٱلْبَدْءِ خَلَقَ ٱللهُ ٱلسَّمٰوَاتِ وَٱلْأَرْضَ».‏ (‏تك ١:‏١‏)‏ طَبْعًا،‏ نَحْنُ لَا نَرَى سِوَى جُزْءٍ صَغِيرٍ مِنَ ٱلْكَوْنِ ٱلْوَاسِعِ،‏ وَلَا نَعْرِفُ سِوَى ٱلْقَلِيلِ عَنْ أُمُورٍ مِثْلِ ٱلْفَضَاءِ وَٱلضَّوْءِ وَٱلْجَاذِبِيَّةِ.‏ (‏جا ٣:‏١١‏)‏ لٰكِنَّنَا نَعْرِفُ قَصْدَ يَهْوَهَ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَشَرِ لِأَنَّهُ كَشَفَهُ لَنَا.‏ فَهُوَ خَلَقَ ٱلْبَشَرَ عَلَى صُورَتِهِ وَأَرَادَ أَنْ يَتَمَتَّعُوا بِٱلْحَيَاةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ (‏تك ١:‏٢٦‏)‏ كَمَا أَرَادَ أَنْ يَكُونُوا أَوْلَادًا لَهُ وَأَنْ يَكُونَ هُوَ أَبًا لَهُمْ.‏

٢ غَيْرَ أَنَّ ٱلْإِصْحَاحَ ٱلثَّالِثَ مِنْ سِفْرِ ٱلتَّكْوِينِ يُخْبِرُ أَنَّ هُنَالِكَ عَقَبَةً وَقَفَتْ فِي طَرِيقِ قَصْدِ يَهْوَهَ.‏ (‏تك ٣:‏١-‏٧‏)‏ وَلٰكِنْ لَا شَيْءَ يَمْنَعُ يَهْوَهَ أَنْ يَفْعَلَ مَا يُرِيدُ.‏ (‏اش ٤٦:‏١٠،‏ ١١؛‏ ٥٥:‏١١‏)‏ لِذٰلِكَ نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ قَصْدَهُ سَيَتِمُّ فِي وَقْتِهِ ٱلْمُحَدَّدِ.‏

٣ ‏(‏أ)‏ أَيَّةُ حَقَائِقَ هِيَ ضَرُورِيَّةٌ لِنَفْهَمَ رِسَالَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا نُرَاجِعُ هٰذِهِ ٱلْحَقَائِقَ ٱلْآنَ؟‏ (‏ج)‏ أَيُّ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

٣ لَا شَكَّ أَنَّنَا نَعْرِفُ حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ قَصْدِ يَهْوَهَ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَشَرِ وَعَنْ دَوْرِ يَسُوعَ ٱلْأَسَاسِيِّ فِي إِتْمَامِ هٰذَا ٱلْقَصْدِ.‏ فَهٰذِهِ ٱلْحَقَائِقُ مُهِمَّةٌ جِدًّا وَهِيَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مِنْ أُولَى ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تَعَلَّمْنَاهَا عِنْدَمَا بَدَأْنَا نَدْرُسُ كَلِمَةَ ٱللهِ.‏ لِذَا يَجِبُ أَنْ نُسَاعِدَ نَحْنُ بِدَوْرِنَا ٱلْمُخْلِصِينَ أَنْ يَعْرِفُوا هٰذِهِ ٱلتَّعَالِيمَ ٱلْأَسَاسِيَّةَ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْفَتْرَةُ مِنَ ٱلسَّنَةِ تُتِيحُ لَنَا فُرْصَةً رَائِعَةً لِنُحَقِّقَ هٰذَا ٱلْهَدَفَ.‏ فَحَالِيًّا نَحْنُ نَدْعُو ٱلنَّاسَ إِلَى حُضُورِ ذِكْرَى مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ.‏ (‏لو ٢٢:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وَٱلْحَاضِرُونَ سَيَتَعَلَّمُونَ ٱلْكَثِيرَ عَنْ قَصْدِ ٱللهِ.‏ لِذَا خِلَالَ هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْقَلِيلَةِ ٱلْمُتَبَقِّيَةِ قَبْلَ ٱلذِّكْرَى،‏ مِنَ ٱلْمُنَاسِبِ أَنْ نُفَكِّرَ فِي أَسْئِلَةٍ تُشَجِّعُ دُرُوسَنَا وَٱلْأَشْخَاصَ ٱلْمُهْتَمِّينَ أَنْ يَحْضُرُوا هٰذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةَ.‏ وَسَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ ثَلَاثَةَ أَسْئِلَةٍ:‏ مَا هُوَ قَصْدُ ٱللهِ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَشَرِ؟‏ لِمَاذَا لَمْ يَتِمَّ بَعْدُ؟‏ وَكَيْفَ تَفْتَحُ فِدْيَةُ يَسُوعَ ٱلطَّرِيقَ لِإِتْمَامِ قَصْدِ ٱللهِ؟‏

مَا هُوَ قَصْدُ ٱللهِ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَشَرِ؟‏

٤ كَيْفَ تُحَدِّثُ ٱلْخَلِيقَةُ بِمَجْدِ يَهْوَهَ؟‏

٤ يَهْوَهُ خَالِقٌ عَظِيمٌ.‏ فَكُلُّ مَا خَلَقَهُ كَامِلٌ وَرَائِعٌ جِدًّا.‏ (‏تك ١:‏٣١؛‏ ار ١٠:‏١٢‏)‏ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ جَمَالِ وَتَنْظِيمِ ٱلْخَلِيقَةِ؟‏ نَتَعَلَّمُ أَنَّ كُلَّ مَخْلُوقَاتِ يَهْوَهَ ٱلصَّغِيرَةِ وَٱلْكَبِيرَةِ لَهَا دَوْرٌ مُفِيدٌ.‏ فَمَنْ مِنَّا لَا يَقِفُ مَذْهُولًا أَمَامَ تَعْقِيدِ ٱلْخَلِيَّةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ،‏ جَاذِبِيَّةِ وَرِقَّةِ ٱلْمَوْلُودِ ٱلْجَدِيدِ،‏ أَوْ غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ ٱلرَّائِعِ؟‏!‏ وَنَحْنُ نَتَمَتَّعُ بِرُؤْيَةِ هٰذِهِ ٱلْمَخْلُوقَاتِ لِأَنَّ يَهْوَهَ خَلَقَ فِينَا إِحْسَاسًا بِٱلْجَمَالِ.‏ —‏ اقرإ المزمور ١٩:‏١؛‏ ١٠٤:‏٢٤‏.‏

٥ كَيْفَ جَعَلَ يَهْوَهُ ٱلْخَلِيقَةَ تَعْمَلُ مَعًا بِٱنْسِجَامٍ؟‏

٥ وَبِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ،‏ وَضَعَ يَهْوَهُ ٱلْقَوَانِينَ ٱلطَّبِيعِيَّةَ وَٱلْمَقَايِيسَ ٱلْأَخْلَاقِيَّةَ كَيْ تَعْمَلَ كُلُّ ٱلْأَشْيَاءِ مَعًا بِنِظَامٍ وَٱنْسِجَامٍ.‏ (‏مز ١٩:‏٧-‏٩‏)‏ فَكُلُّ مَا فِي ٱلْكَوْنِ لَهُ مَكَانٌ مُحَدَّدٌ وَعَمَلٌ مُحَدَّدٌ.‏ مَثَلًا،‏ يُبْقِي قَانُونُ ٱلْجَاذِبِيَّةِ ٱلْغِلَافَ ٱلْجَوِّيَّ قَرِيبًا مِنَ ٱلْأَرْضِ،‏ وَيَضْبُطُ حَرَكَةَ ٱلْمَدِّ وَٱلْجَزْرِ وَٱلْمُحِيطَاتِ.‏ وَلَوْلَا ٱلْجَاذِبِيَّةُ لَكَانَتِ ٱلْحَيَاةُ عَلَى ٱلْأَرْضِ مُسْتَحِيلَةً.‏ وَبِفَضْلِ كُلِّ هٰذِهِ ٱلضَّوَابِطِ،‏ نَرَى ٱلْكَوْنَ مُنَظَّمًا بِشَكْلٍ رَائِعٍ.‏ وَهٰذَا ٱلتَّنْظِيمُ يُؤَكِّدُ أَنَّ ٱللهَ لَدَيْهِ قَصْدٌ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَشَرِ.‏ فَهَلْ نَلْفِتُ ٱنْتِبَاهَ ٱلنَّاسِ فِي خِدْمَتِنَا إِلَى خَالِقِ هٰذَا ٱلْكَوْنِ ٱلْمُذْهِلِ؟‏ —‏ رؤ ٤:‏١١‏.‏

٦،‏ ٧ مَا بَعْضُ ٱلْعَطَايَا ٱلَّتِي مَنَحَهَا يَهْوَهُ لآِدَمَ وَحَوَّاءَ؟‏

٦ قَصَدَ يَهْوَهُ أَنْ يَعِيشَ ٱلنَّاسُ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ (‏تك ١:‏٢٨؛‏ مز ٣٧:‏٢٩‏)‏ وَأَعْطَى آدَمَ وَحَوَّاءَ عَطَايَا قَيِّمَةً كَثِيرَةً كَيْ يَتَمَتَّعَا بِٱلْحَيَاةِ.‏ ‏(‏اقرأ يعقوب ١:‏١٧‏.‏)‏ فَمَنَحَهُمَا ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ وَٱلْقُدْرَةَ أَنْ يُفَكِّرَا وَيُحِبَّا ٱلْغَيْرَ وَيَتَمَتَّعَا بِٱلصَّدَاقَاتِ.‏ كَمَا تَكَلَّمَ ٱلْخَالِقُ مَعَ آدَمَ وَعَلَّمَهُ كَيْفَ يُطِيعُهُ.‏ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ تَعَلَّمَ آدَمُ كَيْفَ يَهْتَمُّ بِحَاجَاتِهِ وَيَعْتَنِي بِٱلْأَرْضِ وَٱلْحَيَوَانَاتِ.‏ (‏تك ٢:‏١٥-‏١٧،‏ ١٩،‏ ٢٠‏)‏ وَأَعْطَى يَهْوَهُ أَيْضًا آدَمَ وَحَوَّاءَ حَاسَّةَ ٱلْبَصَرِ وَٱلسَّمَعِ وَٱلشَّمِّ وَٱلذَّوْقِ وَٱللَّمْسِ.‏ لِذٰلِكَ كَانَا قَادِرَيْنِ أَنْ يَتَمَتَّعَا كَامِلًا بِجَمَالِ مَوْطِنِهِمَا ٱلْفِرْدَوْسِيِّ وَمَا فِيهِ مِنْ خَيْرَاتٍ كَثِيرَةٍ.‏ نَعَمْ،‏ كَانَ لَدَى ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلْأَوَّلَيْنِ مَجَالَاتٌ كَثِيرَةٌ لَا تُعَدُّ لِلْعَمَلِ وَٱلتَّعَلُّمِ وَٱكْتِشَافِ أَشْيَاءَ جَدِيدَةٍ.‏

٧ وَشَمَلَ قَصْدُ يَهْوَهَ أَيْضًا أَنْ يُنْجِبَ آدَمُ وَحَوَّاءُ أَوْلَادًا كَامِلِينَ،‏ وَيُنْجِبَ أَوْلَادُهُمَا أَوْلَادًا حَتَّى تَمْتَلِئَ ٱلْأَرْضُ.‏ وَأَرَادَ يَهْوَهُ مِنْ آدَمَ وَحَوَّاءَ وَكُلِّ ٱلْوَالِدِينَ أَنْ يُحِبُّوا أَوْلَادَهُمْ مِثْلَمَا أَحَبَّ هُوَ وَلَدَيْهِ ٱلْكَامِلَيْنِ ٱلْأَوَّلَيْنِ.‏ وَهٰكَذَا كَانَ ٱلْبَشَرُ سَيَعِيشُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَيَسْتَفِيدُونَ مِنْ خَيْرَاتِهَا إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ —‏ مز ١١٥:‏١٦‏.‏

لِمَاذَا لَمْ يَتِمَّ قَصْدُ يَهْوَهَ بَعْدُ؟‏

٨ لِمَاذَا أَعْطَى يَهْوَهُ آدَمَ وَحَوَّاءَ ٱلْوَصِيَّةَ فِي ٱلتَّكْوِين ٢:‏١٦،‏ ١٧‏؟‏

٨ إِنَّ قَصْدَ ٱللهِ لَمْ يَتِمَّ فَوْرًا.‏ لِمَاذَا؟‏ لَقَدْ أَعْطَى يَهْوَهُ آدَمَ وَحَوَّاءَ وَصِيَّةً بَسِيطَةً تُظْهِرُ هَلْ يَعْرِفَانِ حُدُودَ حُرِّيَّتِهِمَا أَمْ لَا.‏ قَالَ لآِدَمَ:‏ «مِنْ كُلِّ شَجَرِ ٱلْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلًا.‏ أَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ فَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا،‏ لِأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا تَمُوتُ مَوْتًا».‏ (‏تك ٢:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ لَمْ يَكُنْ صَعْبًا عَلَى آدَمَ وَحَوَّاءَ أَنْ يَفْهَمَا هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةَ وَلَا أَنْ يُطِيعَاهَا.‏ فَقَدْ كَانَ لَدَيْهِمَا طَعَامٌ كَثِيرٌ يَفُوقُ حَاجَاتِهِمَا.‏

٩،‏ ١٠ ‏(‏أ)‏ بِمَاذَا ٱتَّهَمَ ٱلشَّيْطَانُ يَهْوَهَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا ٱخْتَارَ آدَمُ وَحَوَّاءُ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٩ لٰكِنَّ ٱلشَّيْطَانَ خَدَعَ حَوَّاءَ بِوَاسِطَةِ حَيَّةٍ وَجَعَلَهَا تَتَمَرَّدُ عَلَى أَبِيهَا يَهْوَهَ.‏ ‏(‏اقرإ التكوين ٣:‏١-‏٥؛‏ رؤ ١٢:‏٩‏)‏ فَسَأَلَهَا:‏ «أَحَقًّا قَالَ ٱللهُ:‏ ‹لَيْسَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ ٱلْجَنَّةِ تَأْكُلَانِ›؟‏».‏ وَهٰكَذَا ٱسْتَغَلَّ وَصِيَّةَ يَهْوَهَ لِيَخْلُقَ مِنْهَا مُشْكِلَةً.‏ فَكَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ:‏ ‹هَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّكُمَا لَا تَقْدِرَانِ أَنْ تَفْعَلَا مَا تُرِيدَانِ؟‏›.‏ ثُمَّ كَذَبَ عَلَيْهَا قَائِلًا:‏ «لَنْ تَمُوتَا».‏ وَحَاوَلَ أَنْ يُقْنِعَهَا أَنَّهُ لَا دَاعِيَ أَنْ تُطِيعَ ٱللهَ.‏ قَالَ:‏ «اَللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلَانِ مِنْهُ [ثَمَرِ ٱلشَّجَرَةِ] تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا».‏ وَقَدْ لَمَّحَ بِكَلَامِهِ هٰذَا أَنَّ يَهْوَهَ مَنَعَهُمَا مِنَ ٱلْأَكْلِ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ لِأَنَّ ذٰلِكَ سَيُوَسِّعُ مَعْرِفَتَهُمَا وَفَهْمَهُمَا.‏ ثُمَّ أَعْطَاهَا ٱلشَّيْطَانُ هٰذَا ٱلْوَعْدَ ٱلْكَاذِبَ:‏ «تَصِيرَانِ كَٱللهِ،‏ عَارِفَيْنِ ٱلْخَيْرَ وَٱلشَّرَّ».‏

١٠ وَٱلْآنَ لَزِمَ أَنْ يُقَرِّرَ آدَمُ وَحَوَّاءُ هَلْ يَسْمَعَانِ لِيَهْوَهَ أَمِ ٱلْحَيَّةِ.‏ وَلِلْأَسَفِ،‏ ٱخْتَارَا أَنْ يَتَمَرَّدَا عَلَى ٱللهِ.‏ وَهٰكَذَا رَفَضَا يَهْوَهَ أَبًا لَهُمَا وَٱنْضَمَّا إِلَى ٱلشَّيْطَانِ.‏ فَخَسِرَا ٱلْحِمَايَةَ ٱلَّتِي تَمَتَّعَا بِهَا تَحْتَ حُكْمِ يَهْوَهَ.‏ —‏ تك ٣:‏٦-‏١٣‏.‏

١١ لِمَاذَا لَمْ يَتَجَاهَلْ يَهْوَهُ خَطِيَّةَ آدَمَ وَحَوَّاءَ؟‏

١١ وَنَتِيجَةَ هٰذَا ٱلتَّمَرُّدِ،‏ لَمْ يَعُدْ آدَمُ وَحَوَّاءُ كَامِلَيْنِ.‏ كَمَا أَنَّهُمَا صَارَا عَدُوَّيْنِ لِيَهْوَهَ،‏ فَهُوَ لَا يَتَحَمَّلُ أَبَدًا رُؤْيَةَ ٱلشَّرِّ.‏ (‏حب ١:‏١٣‏)‏ وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ تَجَاهَلَ يَهْوَهُ خَطِيَّتَهُمَا؟‏ كَانَ سَيُعَرِّضُ خَيْرَ كُلِّ مَخْلُوقَاتِهِ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ لِلْخَطَرِ.‏ وَٱلْأَهَمُّ أَنَّ ٱلْمَلَائِكَةَ وَٱلْبَشَرَ كَانُوا سَيُشَكِّكُونَ فِي مِصْدَاقِيَّتِهِ.‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ يَلْتَزِمُ دَائِمًا بِمَقَايِيسِهِ.‏ (‏مز ١١٩:‏١٤٢‏)‏ إِذًا،‏ لَمْ تُعْطِ ٱلْإِرَادَةُ ٱلْحُرَّةُ ٱلْحَقَّ لآِدَمَ وَحَوَّاءَ أَنْ يُخَالِفَا وَصِيَّةَ يَهْوَهَ.‏ وَبِسَبَبِ تَمَرُّدِهِمَا مَاتَا وَعَادَا إِلَى ٱلتُّرَابِ ٱلَّذِي خُلِقَا مِنْهُ.‏ —‏ تك ٣:‏١٩‏.‏

١٢ مَاذَا حَصَلَ لِأَوْلَادِ آدَمَ؟‏

١٢ عِنْدَمَا أَكَلَ آدَمُ وَحَوَّاءُ مِنَ ٱلثَّمَرَةِ،‏ لَمْ يَعُدْ يَهْوَهُ يَقْبَلُهُمَا ضِمْنَ عَائِلَتِهِ ٱلْكَوْنِيَّةِ.‏ وَطَرَدَهُمَا مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ دُونَ أَيِّ أَمَلٍ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَيْهَا.‏ (‏تك ٣:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ وَهٰكَذَا نَفَّذَ فِيهِمَا حُكْمَهُ ٱلْعَادِلَ،‏ فَحَصَدَا عَوَاقِبَ قَرَارِهِمَا.‏ ‏(‏اقرإ التثنية ٣٢:‏٤،‏ ٥‏.‏)‏ وَبِمَا أَنَّهُمَا خَسِرَا كَمَالَهُمَا،‏ لَمْ يَعُدْ بِإِمْكَانِهِمَا أَنْ يَعْكِسَا صِفَاتِ ٱللهِ كَامِلًا.‏ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ لَمْ يَخْسَرْ آدَمُ مُسْتَقْبَلَهُ ٱلرَّائِعَ فَقَطْ،‏ بَلْ أَيْضًا أَوْرَثَ أَوْلَادَهُ ٱلنَّقْصَ وَٱلْخَطِيَّةَ وَٱلْمَوْتَ.‏ (‏رو ٥:‏١٢‏)‏ وَهٰكَذَا حَرَمَهُمْ فُرْصَةَ ٱلْعَيْشِ إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ وَلَمْ يَعُدْ بِإِمْكَانِ آدَمَ وَحَوَّاءَ وَلَا أَوْلَادِهِمَا أَنْ يُنْجِبُوا أَوْلَادًا كَامِلِينَ.‏ وَمُنْذُ أَبْعَدَ ٱلشَّيْطَانُ آدَمَ وَحَوَّاءَ عَنْ يَهْوَهَ،‏ لَا يَزَالُ يَخْدَعُ ٱلْبَشَرَ حَتَّى يَوْمِنَا هٰذَا.‏ —‏ يو ٨:‏٤٤‏.‏

اَلْفِدْيَةُ تُصْلِحُ عَلَاقَتَنَا مَعَ يَهْوَهَ

١٣ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَزَالُ يُحِبُّ ٱلْبَشَرَ كَثِيرًا؟‏

١٣ لَا يَزَالُ يَهْوَهُ يُحِبُّ ٱلْبَشَرَ كَثِيرًا.‏ فَمَعَ أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ تَمَرَّدَا عَلَيْهِ،‏ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ ٱلْبَشَرُ أَصْدِقَاءَهُ وَأَنْ يَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ (‏٢ بط ٣:‏٩‏)‏ لِذٰلِكَ بَعْدَ ٱلتَّمَرُّدِ فِي عَدْنٍ،‏ رَتَّبَ فَوْرًا أَنْ يَسْتَعِيدَ ٱلْبَشَرُ صَدَاقَتَهُمْ مَعَهُ.‏ فَكَيْفَ فَعَلَ ذٰلِكَ دُونَ أَنْ يُخَالِفَ مَقَايِيسَهُ ٱلْبَارَّةَ؟‏

١٤ ‏(‏أ)‏ بِحَسَبِ يُوحَنَّا ٣:‏١٦‏،‏ مَاذَا فَعَلَ يَهْوَهُ لِيُخَلِّصَ ٱلْبَشَرَ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ سُؤَالٍ يُمْكِنُ أَنْ نُنَاقِشَهُ مَعَ ٱلْمُهْتَمِّينَ؟‏

١٤ اقرأ يوحنا ٣:‏١٦‏.‏ قَدْ يَعْرِفُ بَعْضُ ٱلَّذِينَ يَحْضُرُونَ ٱلذِّكْرَى هٰذِهِ ٱلْآيَةَ.‏ لٰكِنَّ ٱلسُّؤَالَ ٱلْمُهِمَّ هُوَ:‏ كَيْفَ تَفْتَحُ لَنَا ذَبِيحَةُ يَسُوعَ ٱلطَّرِيقَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ؟‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نُسَاعِدَ ٱلْمُهْتَمِّينَ أَنْ يَجِدُوا ٱلْجَوَابَ عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ حِينَ نَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلذِّكْرَى،‏ حِينَ يَحْضُرُونَ هٰذِهِ ٱلْمُنُاسَبَةَ،‏ وَحِينَ نَزُورُهُمْ لَاحِقًا.‏ وَقَدْ يَتَأَثَّرُونَ كَثِيرًا عِنْدَمَا يَفْهَمُونَ بِوُضُوحٍ كَيْفَ تُظْهِرُ ٱلْفِدْيَةُ مَحَبَّةَ يَهْوَهَ وَحِكْمَتَهُ.‏ فَمَاذَا يُمْكِنُنَا أَنْ نُخْبِرَهُمْ عَنِ ٱلْفِدْيَةِ؟‏

١٥ كَيْفَ كَانَ يَسُوعُ مُخْتَلِفًا عَنْ آدَمَ؟‏

١٥ رَتَّبَ يَهْوَهُ أَنْ يُقَدِّمَ رَجُلٌ كَامِلٌ حَيَاتَهُ فِدْيَةً عَنَّا.‏ وَلَزِمَ أَنْ يَكُونَ هٰذَا ٱلرَّجُلُ ٱلْكَامِلُ وَلِيًّا لَهُ وَمُسْتَعِدًّا أَنْ يُضَحِّيَ بِحَيَاتِهِ لِيُخَلِّصَ ٱلْبَشَرَ ٱلْمَحْكُومَ عَلَيْهِمْ بِٱلْمَوْتِ.‏ (‏رو ٥:‏١٧-‏١٩‏)‏ لِذٰلِكَ نَقَلَ يَهْوَهُ حَيَاةَ يَسُوعَ،‏ أَوَّلِ مَخْلُوقَاتِهِ،‏ مِنَ ٱلسَّمَاءِ إِلَى ٱلْأَرْضِ.‏ (‏يو ١:‏١٤‏)‏ وَهٰكَذَا صَارَ يَسُوعُ إِنْسَانًا كَامِلًا،‏ تَمَامًا كَمَا كَانَ آدَمُ.‏ لٰكِنَّهُ بِعَكْسِ آدَمَ،‏ عَاشَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ ٱلْمَقَايِيسِ ٱلَّتِي وَضَعَهَا يَهْوَهُ لِلْإِنْسَانِ ٱلْكَامِلِ.‏ فَهُوَ لَمْ يُخْطِئْ إِطْلَاقًا وَلَمْ يُخَالِفْ وَصَايَا يَهْوَهَ تَحْتَ أَصْعَبِ ٱلْمِحَنِ.‏

١٦ لِمَاذَا ٱلْفِدْيَةُ عَطِيَّةٌ قَيِّمَةٌ جِدًّا؟‏

١٦ بِمَا أَنَّ يَسُوعَ كَانَ رَجُلًا كَامِلًا،‏ ٱسْتَطَاعَ أَنْ يُضَحِّيَ بِحَيَاتِهِ لِيُخَلِّصَ ٱلْبَشَرَ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ.‏ وَهُوَ ٱمْتَلَكَ كُلَّ ٱلْمِيزَاتِ ٱلَّتِي كَانَ يُفْتَرَضُ أَنْ تَتَوَفَّرَ فِي آدَمَ.‏ فَلَمْ يَكُنْ رَجُلًا كَامِلًا فَقَطْ،‏ بَلْ كَانَ أَيْضًا طَائِعًا وَوَلِيًّا لِلهِ.‏ (‏١ تي ٢:‏٦‏)‏ وَقَدْ أَتَاحَتْ فِدْيَةُ يَسُوعَ ٱلْفُرْصَةَ ‹لِكَثِيرِينَ›،‏ رِجَالًا وَنِسَاءً وَأَطْفَالًا،‏ كَيْ يَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ (‏مت ٢٠:‏٢٨‏)‏ وَهِيَ بِذٰلِكَ فَتَحَتِ ٱلطَّرِيقَ لِإِتْمَامِ قَصْدِ ٱللهِ.‏ —‏ ٢ كو ١:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

يَهْوَهُ فَتَحَ لَنَا ٱلطَّرِيقَ لِنَعُودَ إِلَيْهِ

١٧ أَيَّةُ فُرْصَةٍ تُتِيحُهَا لَنَا فِدْيَةُ يَسُوعَ؟‏

١٧ لَقَدْ زَوَّدَ يَهْوَهُ ٱلْفِدْيَةَ مَعَ أَنَّهَا كَلَّفَتْهُ غَالِيًا.‏ (‏١ بط ١:‏١٩‏)‏ فَنَحْنُ قَيِّمُونَ جِدًّا فِي نَظَرِهِ لِدَرَجَةِ أَنَّهُ ضَحَّى بِٱبْنِهِ ٱلْوَحِيدِ مِنْ أَجْلِنَا.‏ (‏١ يو ٤:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وَيُمْكِنُنَا ٱلْقَوْلُ إِنَّ يَسُوعَ حَلَّ مَحَلَّ أَبِينَا ٱلْأَوَّلِ آدَمَ.‏ (‏١ كو ١٥:‏٤٥‏)‏ وَهُوَ لَمْ يُعْطِنَا بِذٰلِكَ ٱلْفُرْصَةَ أَنْ نَعِيشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ فَقَطْ،‏ بَلْ أَنْ نَصِيرَ مِنْ جَدِيدٍ جُزْءًا مِنْ عَائِلَةِ ٱللهِ.‏ فَبِفَضْلِ ذَبِيحَةِ يَسُوعَ،‏ يَقْدِرُ يَهْوَهُ أَنْ يُعِيدَ ٱلْبَشَرَ إِلَى عَائِلَتِهِ دُونَ أَنْ يُخَالِفَ مَقَايِيسَهُ ٱلْبَارَّةَ.‏ أَلَا نَفْرَحُ عِنْدَمَا نُفَكِّرُ فِي ٱلْوَقْتِ عِنْدَمَا يَصِيرُ كُلُّ ٱلْبَشَرِ ٱلْأَوْلِيَاءِ كَامِلِينَ؟‏!‏ فَكُلُّ مَنْ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ سَيَصِيرُونَ عَائِلَةً وَاحِدَةً.‏ وَفِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ،‏ سَنَكُونُ أَوْلَادَ ٱللهِ بِكُلِّ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ.‏ —‏ رو ٨:‏٢١‏.‏

١٨ مَتَى يَصِيرُ يَهْوَهُ «كُلَّ شَيْءٍ لِلْكُلِّ»؟‏

١٨ لَمْ يَقْدِرِ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يَمْنَعَ يَهْوَهَ مِنْ إِظْهَارِ مَحَبَّتِهِ لِلْبَشَرِ،‏ وَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَمْنَعَنَا مِنَ ٱلْبَقَاءِ أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ رَغْمَ أَنَّنَا نَاقِصُونَ.‏ وَبِوَاسِطَةِ ٱلْفِدْيَةِ،‏ سَيُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ أَنْ نَصِيرَ أَبْرَارًا تَمَامًا.‏ تَخَيَّلْ كَمْ سَتَكُونُ ٱلْحَيَاةُ رَائِعَةً عِنْدَمَا يَعِيشُ كُلُّ مَنْ ‹يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِٱلِٱبْنِ› إِلَى ٱلْأَبَدِ!‏ (‏يو ٦:‏٤٠‏)‏ فَإِلٰهُنَا ٱلْمُحِبُّ وَٱلْحَكِيمُ يَهْوَهُ سَيُعِيدُ ٱلْكَمَالَ إِلَى ٱلْبَشَرِ كَمَا قَصَدَ فِي ٱلْبِدَايَةِ.‏ وَبَعْدَئِذٍ سَيَصِيرُ أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ «كُلَّ شَيْءٍ لِلْكُلِّ».‏ —‏ ١ كو ١٥:‏٢٨‏.‏

١٩ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِلْفِدْيَةِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏ وَاصِلِ ٱلْبَحْثَ عَنِ ٱلْمُسْتَحِقِّينَ‏».‏)‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

١٩ يَدْفَعُنَا تَقْدِيرُنَا لِلْفِدْيَةِ أَنْ نَبْذُلَ كُلَّ جُهْدِنَا لِنُخْبِرَ ٱلْآخَرِينَ عَنْ هٰذِهِ ٱلْعَطِيَّةِ ٱلثَّمِينَةِ.‏ فَٱلنَّاسُ يَجِبُ أَنْ يَعْرِفُوا أَنَّ إِلٰهَنَا ٱلْمُحِبَّ يَهْوَهَ زَوَّدَ ٱلْفِدْيَةَ لِيُعْطِيَ ٱلنَّاسَ ٱلْفُرْصَةَ أَنْ يَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ لٰكِنَّ فَوَائِدَ ٱلْفِدْيَةِ هِيَ أَكْثَرُ مِنْ ذٰلِكَ بِكَثِيرٍ.‏ فَهِيَ تُعَالِجُ ٱلْمَسَائِلَ ٱلَّتِي أَثَارَهَا ٱلشَّيْطَانُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ.‏ وَهٰذَا مَا سَنُنَاقِشُهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏