هل نتعلم دروسا من الماضي؟
«هٰذِهِ ٱلْأُمُورُ . . . كُتِبَتْ تَحْذِيرًا لَنَا، نَحْنُ ٱلَّذِينَ ٱنْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ أَنْظِمَةِ ٱلْأَشْيَاءِ». — ١ كو ١٠:١١.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١١، ٦١
١، ٢ لِمَ سَنَتَأَمَّلُ فِي أَمْثِلَةِ مُلُوكِ يَهُوذَا ٱلْأَرْبَعَةِ؟
إِذَا رَأَيْنَا شَخْصًا يَقَعُ أَمَامَنَا فِي حُفْرَةٍ، نَنْتَبِهُ لِخُطُوَاتِنَا كَيْ نَتَجَنَّبَ ٱلْوُقُوعَ فِيهَا. وَيَصِحُّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ مِنَ ٱلنَّاحِيَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ أَيْضًا. فَٱلتَّأَمُّلُ فِي ٱلْأَخْطَاءِ ٱلَّتِي ٱرْتَكَبَتْهَا شَخْصِيَّاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُعَلِّمُنَا دُرُوسًا مُهِمَّةً كَثِيرَةً.
٢ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، تَأَمَّلْنَا فِي مِثَالِ أَرْبَعَةِ مُلُوكٍ خَدَمُوا يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ. لٰكِنَّهُمُ ٱرْتَكَبُوا أَحْيَانًا أَخْطَاءً خَطِيرَةً. وَأَمْثِلَتُهُمْ كُتِبَتْ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِإِرْشَادِنَا كَيْ لَا نُكَرِّرَ ٱلْأَخْطَاءَ نَفْسَهَا. — اقرأ روما ١٥:٤.
لَا تَتَّكِلْ عَلَى ٱلْحِكْمَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ
٣-٥ (أ) رَغْمَ أَنَّ قَلْبَ آسَا كَانَ كَامِلًا مَعَ يَهْوَهَ، أَيُّ خَطَإٍ ٱرْتَكَبَهُ؟ (ب) لِمَ ٱتَّكَلَ آسَا عَلَى ٱلْحِكْمَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ؟
٣ لِنَتَأَمَّلْ أَوَّلًا فِي مِثَالِ آسَا. فَقَدِ ٱتَّكَلَ عَلَى يَهْوَهَ حِينَ غَزَا مِلْيُونُ حَبَشِيٍّ مَمْلَكَةَ يَهُوذَا. لٰكِنَّهُ ٱعْتَمَدَ عَلَى حِكْمَتِهِ ٱلْخَاصَّةِ حِينَ ٱبْتَدَأَ بَعْشَا ٢ اخ ١٦:١-٣) فَفِي هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ، ٱعْتَمَدَ آسَا عَلَى بَنْهَدَدَ مَلِكِ أَرَامَ وَأَعْطَاهُ رَشْوَةً لِيُهَاجِمَ بَعْشَا. وَهَلْ نَجَحَتْ خُطَّتُهُ؟ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «لَمَّا سَمِعَ بَعْشَا بِذٰلِكَ . . . كَفَّ عَنْ بِنَاءِ ٱلرَّامَةِ وَأَوْقَفَ عَمَلَهُ». (٢ اخ ١٦:٥) إِذًا، يَبْدُو لِلْوَهْلَةِ ٱلْأُولَى أَنَّ إِسْتِرَاتِيجِيَّةَ آسَا نَجَحَتْ.
مَلِكُ إِسْرَائِيلَ يُحَصِّنُ ٱلرَّامَةَ، مَدِينَةً مُهِمَّةً عَلَى حُدُودِ مَمْلَكَةِ يَهُوذَا. (٤ إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَرْضَ عَنْ تَصَرُّفِ آسَا، وَأَرْسَلَ نَبِيَّهُ حَنَانِيَ لِيُوَبِّخَهُ. (اقرأ ٢ اخبار الايام ١٦:٧-٩.) فَقَالَ لَهُ حَنَانِي: «مِنَ ٱلْآنَ تَكُونُ عَلَيْكَ حُرُوبٌ». وَبِٱلْفِعْلِ، وَاجَهَ آسَا وَشَعْبُهُ حُرُوبًا طَوَالَ فَتْرَةِ حُكْمِهِ رَغْمَ ٱنْسِحَابِ بَعْشَا مِنَ ٱلرَّامَةِ.
٥ لٰكِنَّنَا رَأَيْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ أَنَّ قَلْبَ آسَا كَانَ كَامِلًا مَعَ يَهْوَهَ. (١ مل ١٥:١٤) فَلِمَ ٱتَّكَلَ هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ عَلَى ٱلْحِكْمَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ؟ لَرُبَّمَا ٱعْتَقَدَ أَنَّ ٱلدِّبْلُومَاسِيَّةَ أَوِ ٱلْمُنَاوَرَاتِ ٱلْعَسْكَرِيَّةَ أَفْضَلُ مِنَ ٱلِٱتِّكَالِ عَلَى يَهْوَهَ. أَوْ رُبَّمَا أَصْغَى إِلَى نَصِيحَةٍ فِي غَيْرِ مَحَلِّهَا. عَلَى أَيِّ حَالٍ، حَصَدَ آسَا عَوَاقِبَ تَصَرُّفِهِ غَيْرِ ٱلْحَكِيمِ هٰذَا.
٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ خَطَإِ آسَا؟ اُذْكُرْ مِثَالًا.
٦ فَمَاذَا يُعَلِّمُنَا مِثَالُ آسَا؟ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ حِينَ نُوَاجِهُ مَشَاكِلَ كَبِيرَةً تَفُوقُ طَاقَتَنَا. وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ وَاجَهْنَا مُشْكِلَةً بَسِيطَةً؟ هَلْ نَعْتَمِدُ عَلَى أَنْفُسِنَا وَنَحُلُّهَا عَلَى طَرِيقَتِنَا؟ أَمْ نَتَّكِلُ دَائِمًا عَلَى يَهْوَهَ بِٱلْبَحْثِ فِي كَلِمَتِهِ وَتَطْبِيقِ مَبَادِئِهِ؟ مَثَلًا، إِذَا كَانَتْ عَائِلَتُكَ تُعَارِضُ حُضُورَكَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ أَوِ ٱلْمَحَافِلَ، فَهَلْ تَطْلُبُ مُسَاعَدَةَ يَهْوَهَ وَإِرْشَادَهُ؟ أَوْ لَرُبَّمَا بَقِيتَ عَاطِلًا عَنِ ٱلْعَمَلِ فَتْرَةً طَوِيلَةً وَأَخِيرًا تَوَفَّرَتْ لَكَ فُرْصَةُ عَمَلٍ. فَهَلْ تُخْبِرُ ٱلْمُدِيرَ خِلَالَ ٱلْمُقَابَلَةِ أَنَّ عَلَيْكَ حُضُورَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ كُلَّ أُسْبُوعٍ؟ يَحْسُنُ بِكَ دَائِمًا أَنْ تُطَبِّقَ مَشُورَةَ دَاوُدَ: «سَلِّمْ لِيَهْوَهَ طَرِيقَكَ، وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ، وَهُوَ يُدَبِّرُ». — مز ٣٧:٥.
لَا تُعَاشِرْ مَنْ لَا يُحِبُّونَ يَهْوَهَ
٧، ٨ أَيَّةُ أَخْطَاءٍ وَقَعَ فِيهَا يَهُوشَافَاطُ، وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٧ تَحَلَّى يَهُوشَافَاطُ بْنُ آسَا بِٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلصِّفَاتِ ٱلرَّائِعَةِ. وَأَنْجَزَ أَعْمَالًا صَالِحَةً كَثِيرَةً لِأَنَّهُ ٱتَّكَلَ عَلَى إِلٰهِهِ. لٰكِنَّهُ ٱتَّخَذَ أَحْيَانًا قَرَارَاتٍ خَاطِئَةً. مَثَلًا، رَتَّبَ لِزَوَاجِ ٱبْنِهِ مِنِ ٱبْنَةِ ٱلْمَلِكِ ٱلشِّرِّيرِ أَخْآبَ. وَلَاحِقًا، ٱنْضَمَّ إِلَى أَخْآبَ فِي حَرْبِهِ ضِدَّ ٱلْأَرَامِيِّينَ مُتَجَاهِلًا تَحْذِيرَ ٱلنَّبِيِّ مِيخَايَا. وَبِٱلْكَادِ نَجَا مِنَ ٱلْمَوْتِ. (٢ اخ ١٨:١-٣٢) لِذَا سَأَلَهُ ٱلنَّبِيُّ يَاهُو لَدَى عَوْدَتِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ: «أَتُسَاعِدُ ٱلشِّرِّيرَ وَتُحِبُّ مُبْغِضِي يَهْوَهَ؟». — اقرأ ٢ اخبار الايام ١٩:١-٣.
٨ فَهَلْ تَعَلَّمَ يَهُوشَافَاطُ دَرْسًا مِنْ تِلْكَ ٱلْحَادِثَةِ ٢ اخ ٢٠:٣٥-٣٧.
وَمِنْ تَحْذِيرِ ٱلنَّبِيِّ؟ كَلَّا. فَرَغْمَ أَنَّهُ ظَلَّ يُحِبُّ يَهْوَهَ وَأَرَادَ أَنْ يُرْضِيَهُ، تَحَالَفَ مَعَ ٱلْمَلِكِ ٱلشِّرِّيرِ أَخَزْيَا بْنِ أَخْآبَ. فَصَنَعَا مَعًا أُسْطُولًا مِنَ ٱلسُّفُنِ. لٰكِنَّ ٱلْمَشْرُوعَ فَشِلَ حِينَ تَحَطَّمَ ٱلْأُسْطُولُ بِكَامِلِهِ. —٩ كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا ٱلْمُعَاشَرَاتُ ٱلرَّدِيئَةُ؟
٩ بِشَكْلٍ عَامٍّ، كَانَ يَهُوشَافَاطُ مَلِكًا صَالِحًا وَ «طَلَبَ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ». (٢ اخ ٢٢:٩) لٰكِنَّهُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ عَاشَرَ أَشْخَاصًا لَا يُحِبُّونَ يَهْوَهَ. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، وَاجَهَ مَشَاكِلَ عَدِيدَةً وَكَادَ يَخْسَرُ حَيَاتَهُ. فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِهِ؟ لِنُبْقِ فِي بَالِنَا ٱلْمَبْدَأَ ٱلَّذِي يَقُولُ: «اَلسَّائِرُ مَعَ ٱلْحُكَمَاءِ يَصِيرُ حَكِيمًا، وَمُعَاشِرُ ٱلْأَغْبِيَاءِ يُضَرُّ». (ام ١٣:٢٠) مَثَلًا، نَحْنُ نَرْغَبُ فِي مُسَاعَدَةِ ٱلْمُهْتَمِّينَ أَنْ يَأْتُوا إِلَى ٱلْحَقِّ، وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْخَطَرِ أَنْ نُعَاشِرَ مُعَاشَرَةً لَصِيقَةً أَشْخَاصًا لَا يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ.
١٠ (أ) أَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ يَهُوشَافَاطَ إِذَا كُنَّا نُفَكِّرُ فِي ٱلزَّوَاجِ؟ (ب) مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَتَذَكَّرَ دَائِمًا؟
١٠ وَمَاذَا لَوْ كُنَّا نُفَكِّرُ فِي ٱلزَّوَاجِ؟ قَدْ يَظُنُّ ٱلْمَسِيحِيُّ أَنَّهُ لَنْ يَجِدَ رَفِيقًا مُنَاسِبًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، فَيُعْجَبُ بِشَخْصٍ لَا يُحِبُّ يَهْوَهَ. أَوْ رُبَّمَا يَضْغَطُ عَلَيْهِ أَقْرِبَاؤُهُ غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ كَيْ يَتَزَوَّجَ ‹قَبْلَ أَنْ يَفُوتَهُ ٱلْقِطَارُ›. كَمَا أَنَّ ٱللهَ وَضَعَ فِينَا رَغْبَةً طَبِيعِيَّةً فِي ٱلْحُبِّ وَٱلرِّفْقَةِ. فَمَاذَا نَفْعَلُ إِذَا لَمْ نَجِدْ حَتَّى ٱلْآنَ رَفِيقًا مُنَاسِبًا؟ هُنَا أَيْضًا، نَتَعَلَّمُ دَرْسًا مِنْ مِثَالِ يَهُوشَافَاطَ. فَقَدِ ٱعْتَادَ أَنْ يَطْلُبَ إِرْشَادَ ٱللهِ. (٢ اخ ١٨:٤-٦) وَلٰكِنْ حِينَ تَحَالَفَ مَعَ ٱلْمَلِكِ ٱلشِّرِّيرِ أَخْآبَ، تَجَاهَلَ ٱلتَّحْذِيرَ ٱلْإِلٰهِيَّ وَنَسِيَ أَنَّ «عَيْنَيْ يَهْوَهَ تَجُولَانِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ لِيُظْهِرَ قُوَّتَهُ لِأَجْلِ ٱلَّذِينَ قَلْبُهُمْ كَامِلٌ نَحْوَهُ». (٢ اخ ١٦:٩) فَلَا نَنْسَ نَحْنُ أَيْضًا أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّنَا وَيَتَفَهَّمُ وَضْعَنَا وَيَرْغَبُ فِي مُسَاعَدَتِنَا. فَهَلْ تَثِقُ أَنَّ ٱللهَ سَيَسُدُّ حَاجَتَكَ إِلَى ٱلرِّفْقَةِ وَٱلْحُبِّ؟ تَأَكَّدْ أَنَّهُ سَيَفْعَلُ ذٰلِكَ عَاجِلًا أَوْ آجِلًا.
لَا تَتْرُكْ قَلْبَكَ يَتَكَبَّرُ
١١، ١٢ (أ) كَيْفَ كَشَفَ حَزَقِيَّا مَا فِي قَلْبِهِ؟ (ب) لِمَ غَفَرَ يَهْوَهُ لِحَزَقِيَّا؟
١١ يُعَلِّمُنَا مِثَالُ حَزَقِيَّا دَرْسًا مُهِمًّا عَنِ ٱلْقَلْبِ. فَفَاحِصُ ٱلْقُلُوبِ أَرَادَ أَنْ يَكْشِفَ لِحَزَقِيَّا مَا فِي قَلْبِهِ. (اقرأ ٢ اخبار الايام ٣٢:٣١.) فَعِنْدَمَا مَرِضَ هٰذَا ٱلْمَلِكُ إِلَى حَدِّ ٱلْمَوْتِ، أَعْطَاهُ ٱللهُ عَلَامَةً أَنَّهُ سَيَشْفِيهِ. فَأَرْجَعَ ٱلظِّلَّ عَشْرَ دَرَجَاتٍ إِلَى ٱلْوَرَاءِ، مِمَّا أَثَارَ ٱهْتِمَامَ رُؤَسَاءِ بَابِلَ. لِذَا أَرْسَلُوا مَنْدُوبِينَ لِيَسْأَلُوا عَنْ هٰذِهِ ٱلْعَلَامَةِ ٱلْعَجِيبَةِ. (٢ مل ٢٠:٨-١٣؛ ٢ اخ ٣٢:٢٤) لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَمْ يُخْبِرْ حَزَقِيَّا كَيْفَ يُعَامِلُهُمْ، بَلْ «تَرَكَهُ» لِيَرَى مَاذَا يَفْعَلُ. فَأَرَاهُمْ حَزَقِيَّا «كُلَّ بَيْتِ خَزِينَتِهِ». وَهٰذَا ٱلتَّصَرُّفُ ٱلْأَحْمَقُ كَشَفَ «كُلَّ مَا فِي قَلْبِهِ».
١٢ فَقَدْ تَكَبَّرَ حَزَقِيَّا. وَلٰكِنْ لِمَ تَغَيَّرَ مَوْقِفُهُ يَا تُرَى؟ هَلْ لِأَنَّهُ ٱنْتَصَرَ عَلَى ٱلْأَشُّورِيِّينَ، شُفِيَ بِأُعْجُوبَةٍ، أَوْ تَمَتَّعَ ‹بِغِنًى وَمَجْدٍ عَظِيمٍ جِدًّا›؟ لَا يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلسَّبَبَ. وَلٰكِنْ مَا نَعْرِفُهُ أَنَّ حَزَقِيَّا تَكَبَّرَ وَ «لَمْ يَرُدَّ بِحَسَبِ ٱلْمَعْرُوفِ ٱلَّذِي أُنْعِمَ بِهِ عَلَيْهِ». وَمَعَ أَنَّهُ خَدَمَ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ، لَمْ يُرْضِ يَهْوَهَ هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ. لٰكِنَّ ٱللهَ غَفَرَ لَهُ لَاحِقًا لِأَنَّهُ «تَوَاضَعَ». — ٢ اخ ٣٢:٢٥-٢٧؛ مز ١٣٨:٦.
١٣، ١٤ (أ) اُذْكُرْ حَالَةً تَكْشِفُ مَا فِي قَلْبِنَا. (ب) كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَتَصَرَّفَ حِينَ نَتَلَقَّى ٱلْمَدْحَ؟
١٣ لَقَدْ تَكَبَّرَ قَلْبُ حَزَقِيَّا بَعْدَمَا سَاعَدَهُ يَهْوَهُ أَنْ يَنْتَصِرَ عَلَى ٱلْأَشُّورِيِّينَ وَشَفَاهُ مِنْ مَرَضِهِ ٱلْمُمِيتِ. فَكَيْفَ يُفِيدُنَا مِثَالُهُ؟ حِينَ نَتَلَقَّى ٱلْمَدْحَ، يَكْشِفُ رَدُّ فِعْلِنَا مَا فِي قَلْبِنَا. لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ أَخًا يَجْتَهِدُ فِي تَحْضِيرِ خِطَابِهِ. فَمَاذَا يَكُونُ رَدُّ فِعْلِهِ حِينَ يَمْدَحُهُ إِخْوَةٌ كَثِيرُونَ عَلَى إِلْقَائِهِ ٱلْجَيِّدِ؟
١٤ عِنْدَمَا نَتَلَقَّى ٱلْمَدْحَ، يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُطَبِّقَ وَصِيَّةَ يَسُوعَ: «مَتَى فَعَلْتُمْ كُلَّ مَا أُوكِلَ إِلَيْكُمْ، فَقُولُوا: ‹نَحْنُ عَبِيدٌ لَا نَصْلُحُ لِشَيْءٍ. قَدْ فَعَلْنَا مَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ›». (لو ١٧:١٠) وَمَا حَصَلَ مَعَ حَزَقِيَّا يُعَلِّمُنَا دَرْسًا مُهِمًّا. فَعِنْدَمَا تَكَبَّرَ، «لَمْ يَرُدَّ بِحَسَبِ ٱلْمَعْرُوفِ ٱلَّذِي أُنْعِمَ بِهِ عَلَيْهِ». لِذَا عِنْدَمَا نُقَدِّمُ خِطَابًا بِطَرِيقَةٍ جَيِّدَةٍ، يُسَاعِدُنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي نِعَمِ ٱللهِ أَنْ نَبْقَى مُتَوَاضِعِينَ وَنَنْسُبَ كُلَّ ٱلْفَضْلِ إِلَيْهِ. فَهُوَ أَسَاسًا مَنْ أَعْطَانَا ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ، وَهُوَ يَدْعَمُنَا بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ.
اُطْلُبْ إِرْشَادَ يَهْوَهَ عِنْدَ ٱتِّخَاذِ ٱلْقَرَارَاتِ
١٥، ١٦ أَيُّ خَطَإٍ كَلَّفَ يُوشِيَّا حَيَاتَهُ؟
١٥ وَأَخِيرًا، مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ يُوشِيَّا؟ رَغْمَ أَنَّهُ كَانَ مَلِكًا صَالِحًا، ٱرْتَكَبَ خَطَأً كَلَّفَهُ حَيَاتَهُ. (اقرأ ٢ اخبار الايام ٣٥:٢٠-٢٢.) فَقَدْ «خَرَجَ يُوشِيَّا لِمُلَاقَاةِ» نَخْوٍ مَلِكِ مِصْرَ، رَغْمَ أَنَّ هٰذَا ٱلْأَخِيرَ أَكَّدَ لَهُ أَنَّهُ لَا يَرْغَبُ فِي مُحَارَبَتِهِ، وَأَخْبَرَهُ أَنَّ كَلَامَهُ «مِنْ فَمِ ٱللهِ». فَلِمَ خَرَجَ يُوشِيَّا لِمُحَارَبَتِهِ؟ لَا يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلسَّبَبَ.
١٦ وَلٰكِنْ كَيْفَ كَانَ يُوشِيَّا سَيَتَأَكَّدُ مِنْ كَلَامِ فِرْعَوْنَ؟ كَانَ بِمَقْدُورِهِ أَنْ يَسْأَلَ ٱلنَّبِيَّ ٱلْأَمِينَ إِرْمِيَا. (٢ اخ ٣٥:٢٣، ٢٥) إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، كَانَ فِرْعَوْنُ مُتَّجِهًا إِلَى كَرْكَمِيشَ لِمُحَارَبَةِ أُمَّةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَنْوِ أَنْ يُحَارِبَ أُورُشَلِيمَ. وَهُوَ لَمْ يُعَيِّرْ يَهْوَهَ أَوْ شَعْبَهُ. لِذَا ٱتَّخَذَ يُوشِيَّا قَرَارًا خَاطِئًا بِمُحَارَبَةِ فِرْعَوْنَ. فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْهُ؟ حِينَ نُوَاجِهُ ٱلْمَشَاكِلَ، يَجِبُ أَنْ نَعْرِفَ رَأْيَ يَهْوَهَ وَنَطْلُبَ إِرْشَادَهُ.
١٧ كَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلْخَطَأَ ٱلَّذِي وَقَعَ فِيهِ يُوشِيَّا؟
١٧ وَعِنْدَمَا نَتَّخِذُ ٱلْقَرَارَاتِ، عَلَيْنَا أَنْ نَبْحَثَ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ وَنُطَبِّقَ مَبَادِئَهَا. وَعَلَيْنَا أَحْيَانًا أَنْ نُجْرِيَ بَحْثًا إِضَافِيًّا فِي مَطْبُوعَاتِنَا وَنَسْتَشِيرَ أَحَدَ ٱلشُّيُوخِ أَيْضًا. فَرُبَّمَا يَلْفِتُ نَظَرَنَا إِلَى مَبَادِئَ أُخْرَى مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لِنَتَأَمَّلْ فِي ٱلْمِثَالِ ٱلتَّالِي. تَعْرِفُ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ أَنَّ عَلَيْهَا أَنْ تَكْرِزَ بِٱلْبِشَارَةِ. (اع ٤:٢٠) وَلٰكِنْ فِيمَا تُخَطِّطُ فِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ لِلذَّهَابِ إِلَى ٱلْخِدْمَةِ، يَطْلُبُ مِنْهَا زَوْجُهَا غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِ أَنْ تَبْقَى فِي ٱلْبَيْتِ. فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ مَعَهُ فِي نُزْهَةٍ، لِأَنَّهُمَا لَمْ يُمْضِيَا ٱلْوَقْتَ مَعًا مُنْذُ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ. فَتَتَأَمَّلُ فِي آيَاتٍ تُظْهِرُ أَنَّ عَلَيْهَا إِطَاعَةَ ٱللهِ وَإِتْمَامَ وَصِيَّةِ ٱلتَّلْمَذَةِ. (مت ٢٨:١٩، ٢٠؛ اع ٥:٢٩) لٰكِنَّهَا فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، تَعْرِفُ أَنَّ عَلَيْهَا ٱلْخُضُوعَ لِزَوْجِهَا وَٱلْإِعْرَابَ عَنِ ٱلتَّعَقُّلِ وَٱلِٱتِّزَانِ. (اف ٥:٢٢-٢٤؛ في ٤:٥) فَتَسْأَلُ نَفْسَهَا: ‹هَلْ يُعَارِضُ زَوْجِي ذَهَابِي فِي ٱلْخِدْمَةِ دَائِمًا أَوْ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ فَقَطْ؟›. فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، يُسَاعِدُهَا ٱلِٱتِّزَانُ أَنْ تَتَبَيَّنَ مَشِيئَةَ ٱللهِ وَتُحَافِظَ عَلَى ضَمِيرٍ صَالِحٍ.
اِسْتَمِرَّ فِي عِبَادَةِ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ
١٨ كَيْفَ يُفِيدُنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي أَمْثِلَةِ ٱلْمُلُوكِ ٱلْأَرْبَعَةِ؟
١٨ نَرْتَكِبُ أَحْيَانًا بِسَبَبِ نَقْصِنَا أَخْطَاءً مِثْلَ مُلُوكِ يَهُوذَا ٱلْأَرْبَعَةِ. فَيُمْكِنُ أَنْ نَتَّكِلَ عَلَى ٱلْحِكْمَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ، نَخْتَارَ أَصْدِقَاءَ أَرْدِيَاءَ، نَتَكَبَّرَ، أَوْ نَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ دُونَ أَنْ نَطْلُبَ إِرْشَادَ ٱللهِ. أَفَلَا نُقَدِّرُ أَنَّ يَهْوَهَ يَرَى ٱلصَّلَاحَ فِينَا، مِثْلَمَا رَآهُ فِي أُولٰئِكَ ٱلْمُلُوكِ؟! وَهُوَ يُلَاحِظُ أَيْضًا أَنَّنَا نُحِبُّهُ وَنَرْغَبُ فِي خِدْمَتِهِ كَامِلًا. لِذٰلِكَ زَوَّدَنَا بِهٰذِهِ ٱلْأَمْثِلَةِ كَيْ نَتَجَنَّبَ تَكْرَارَ ٱلْأَخْطَاءِ ذَاتِهَا. فَلْنَتَأَمَّلْ فِي هٰذِهِ ٱلرِّوَايَاتِ وَنَشْكُرْ يَهْوَهَ لِأَنَّهُ زَوَّدَنَا بِهَا.