كيف يساعد المهاجرون اولادهم؟
«لَيْسَ لِي سَبَبٌ لِلشُّكْرِ أَعْظَمُ مِنْ هٰذَا، أَنْ أَسْمَعَ بِأَنَّ أَوْلَادِي يُوَاصِلُونَ ٱلسَّيْرَ فِي ٱلْحَقِّ». — ٣ يو ٤.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٨٨، ٤١
١، ٢ (أ) أَيَّةُ صُعُوبَاتٍ يُوَاجِهُهَا كَثِيرُونَ مِنْ أَوْلَادِ ٱلْمُهَاجِرِينَ؟ (ب) أَيُّ سُؤَالَيْنِ تُنَاقِشُهُمَا هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟
يَقُولُ جُوشُوَا ٱبْنُ زَوْجَيْنِ مُهَاجِرَيْنِ: «عِنْدَمَا كُنْتُ طِفْلًا، ٱعْتَدْتُ ٱلتَّحَدُّثَ بِلُغَةِ وَالِدَيَّ فِي ٱلْبَيْتِ وَٱلْجَمَاعَةِ. وَلٰكِنْ حِينَ دَخَلْتُ ٱلْمَدْرَسَةَ، أَحْبَبْتُ لُغَةَ ٱلْبَلَدِ. وَبَعْدَ بِضْعِ سَنَوَاتٍ، مَا عُدْتُ أَتَكَلَّمُ إِلَّا بِهٰذِهِ ٱللُّغَةِ. وَلَمْ أَعُدْ أَفْهَمُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. حَتَّى إِنِّي لَمْ أَشْعُرْ بِٱلِٱنْتِمَاءِ إِلَى حَضَارَةِ وَالِدَيَّ». وَجُوشُوَا لَيْسَ سِوَى وَاحِدٍ مِنْ كَثِيرِينَ أَمْثَالِهِ.
٢ فَٱلْيَوْمَ، يَتَجَاوَزُ عَدَدُ ٱلْمُهَاجِرِينَ ٱلْـ ٢٤٠ مَلْيُونَ شَخْصٍ. فَإِذَا كُنْتَ مُهَاجِرًا، فَكَيْفَ تُسَاعِدُ أَوْلَادَكَ أَنْ يُحِبُّوا يَهْوَهَ وَ ‹يُوَاصِلُوا ٱلسَّيْرَ فِي ٱلْحَقِّ›؟ (٣ يو ٤) وَكَيْفَ يُسَاعِدُ ٱلْإِخْوَةُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
اُرْسُمْ مِثَالًا جَيِّدًا لِأَوْلَادِكَ
٣، ٤ (أ) كَيْفَ يَرْسُمُ ٱلْوَالِدُونَ مِثَالًا جَيِّدًا لِأَوْلَادِهِمْ؟ (ب) أَيُّ تَفْكِيرٍ يَلْزَمُ أَنْ يَتَجَنَّبَهُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ؟
٣ إِنَّ مِثَالَ ٱلْوَالِدِينَ مُهِمٌّ جِدًّا لِيُنَمِّيَ ٱلْأَوْلَادُ عَلَاقَةً قَوِيَّةً بِيَهْوَهَ وَيَعِيشُوا إِلَى مت ٦:٣٣، ٣٤) لِذَا أَعْطِ ٱلْأَوْلَوِيَّةَ لِخِدْمَةِ يَهْوَهَ، تَجَنَّبِ ٱلدَّيْنَ، وَعِشْ حَيَاةً بَسِيطَةً. اِكْنِزْ لَكَ ‹كَنْزًا فِي ٱلسَّمَاءِ›، أَيِ ٱسْعَ لِتَحْصُلَ عَلَى رِضَى ٱللهِ. وَلَا تَطْلُبِ ٱلْغِنَى أَوْ «مَجْدَ ٱلنَّاسِ». — اقرأ مرقس ١٠:٢١، ٢٢؛ يو ١٢:٤٣.
ٱلْأَبَدِ. فَحِينَ يَطْلُبُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا، يَتَعَلَّمُ أَوْلَادُهُمْ أَنْ يَتَّكِلُوا عَلَى يَهْوَهَ لِيُزَوِّدَهُمْ بِحَاجَاتِهِمِ ٱلْيَوْمِيَّةِ. (٤ كَذٰلِكَ خَصِّصِ ٱلْوَقْتَ لِأَوْلَادِكَ وَلَا تُهْمِلْهُمْ. أَخْبِرْهُمْ أَنَّكَ تَفْرَحُ حِينَ يَطْلُبُونَ يَهْوَهَ أَوَّلًا، بَدَلَ أَنْ يَسْعَوْا وَرَاءَ ٱلثَّرْوَةِ أَوِ ٱلْمَرْكَزِ لِتَأْمِينِ مُسْتَقْبَلِهِمْ أَوْ مُسْتَقْبَلِكَ. لَا تُفَكِّرْ مِثْلَ أَهْلِ ٱلْعَالَمِ ٱلَّذِينَ يَعْتَبِرُونَ ٱلْأَوْلَادَ مُلْزَمِينَ بِتَأْمِينِ حَيَاةِ ٱلرَّفَاهِيَةِ لِوَالِدِيهِمْ. تَقُولُ كَلِمَةُ ٱللهِ إِنَّ «ٱلْأَوْلَادَ لَا يَجِبُ أَنْ يَذْخَرُوا لِوَالِدِيهِمْ، بَلِ ٱلْوَالِدُونَ لِأَوْلَادِهِمْ». — ٢ كو ١٢:١٤.
أَبْقِ خُطُوطَ ٱلتَّوَاصُلِ مَفْتُوحَةً
٥ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ يَتَحَدَّثَ ٱلْوَالِدُونَ مَعَ أَوْلَادِهِمْ عَنْ يَهْوَهَ؟
٥ أَنْبَأَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ أُنَاسًا مِنْ «جَمِيعِ لُغَاتِ ٱلْأُمَمِ» سَيَنْضَمُّونَ إِلَى هَيْئَةِ يَهْوَهَ. (زك ٨:٢٣) وَتَنَوُّعُ ٱللُّغَاتِ هٰذَا يُشَكِّلُ أَحْيَانًا حَاجِزًا بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَوْلَادِكَ وَيُصَعِّبُ عَلَيْكَ أَنْ تُعَلِّمَهُمُ ٱلْحَقَّ. وَلٰكِنْ تَذَكَّرْ أَنَّهُمْ أَهَمُّ تَلَامِيذِكَ، وَأَنَّ حَيَاتَهُمُ ٱلْأَبَدِيَّةَ تَعْتَمِدُ عَلَى ‹نَيْلِهِمِ ٱلْمَعْرِفَةَ› عَنْ يَهْوَهَ. (يو ١٧:٣) لِذَا ٱسْتَغِلَّ كُلَّ فُرْصَةٍ ‹لِتُحَدِّثَهُمْ› عَنْهُ. — اقرإ التثنية ٦:٦، ٧.
٦ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ أَوْلَادُكَ مِنْ تَعَلُّمِ لُغَتِكَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٦ عَادَةً، يَتَعَلَّمُ أَوْلَادُكَ ٱللُّغَةَ ٱلْمَحَلِّيَّةَ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ وَمِنْ مُحِيطِهِمْ. أَمَّا لُغَتُكَ ٱلْأُمُّ، فَيَتَعَلَّمُونَهَا حِينَ يَتَوَاصَلُونَ مَعَكَ بِٱسْتِمْرَارٍ. وَعِنْدَمَا يَعْرِفُ ٱلْأَوْلَادُ لُغَتَكَ، يَسْهُلُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَكَلَّمُوا مَعَكَ وَيُصَارِحُوكَ بِمَشَاعِرِهِمْ. هٰذَا وَإِنَّ إِتْقَانَ لُغَتَيْنِ وَأَكْثَرَ يُحَسِّنُ مَقْدِرَاتِهِمِ ٱلتَّفْكِيرِيَّةَ وَمَهَارَاتِهِمِ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةَ. وَيَفْتَحُ أَمَامَهُمْ مَجَالَاتٍ عَدِيدَةً لِيُوَسِّعُوا خِدْمَتَهُمْ. تَقُولُ كَارُولِينَا ٱبْنَةُ زَوْجَيْنِ مُهَاجِرَيْنِ: «اَلِٱنْتِمَاءُ إِلَى جَمَاعَةٍ نَاطِقَةٍ بِلُغَةٍ أَجْنَبِيَّةٍ هُوَ مُتْعَةٌ بِحَدِّ ذَاتِهِ. وَأَنَا أَفْرَحُ بِٱلْخِدْمَةِ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ مَاسَّةٌ».
٧ مَاذَا تَفْعَلُ إِذَا شَكَّلَتِ ٱللُّغَةُ حَاجِزًا بَيْنَكَ وَبَيْنَ أَوْلَادِكَ؟
٧ لٰكِنَّ بَعْضَ ٱلْأَوْلَادِ يَسْتَصْعِبُونَ لُغَتَهُمُ ٱلْأُمَّ أَوْ لَا يُحِبُّونَ ٱلتَّكَلُّمَ بِهَا بَعْدَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ٱللُّغَةَ وَٱلْعَادَاتِ ٱلْمَحَلِّيَّةَ. فَإِذَا كَانَ وَلَدُكَ يَشْعُرُ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، فَٱبْذُلْ جُهْدَكَ كَيْ تَتَعَلَّمَ ٱللُّغَةَ ٱلْمَحَلِّيَّةَ. عِنْدَئِذٍ تَعْرِفُ نَوْعَ أَحَادِيثِهِ، أَيَّ تَسْلِيَةٍ يَخْتَارُ، مَا هِيَ دُرُوسُهُ وَفُرُوضُهُ، وَتَسْتَطِيعُ أَنْ تَتَكَلَّمَ مُبَاشَرَةً مَعَ أَسَاتِذَتِهِ. وَهٰذَا يُسَهِّلُ عَلَيْكَ أَنْ تُحْسِنَ تَرْبِيَتَهُ. صَحِيحٌ أَنَّ تَعَلُّمَ لُغَةٍ جَدِيدَةٍ يَحْتَاجُ إِلَى ٱلْوَقْتِ وَٱلْجُهْدِ وَٱلتَّوَاضُعِ، لٰكِنَّ وَلَدَكَ يَسْتَحِقُّ كُلَّ مَا تَفْعَلُهُ مِنْ أَجْلِهِ. فَكِّرْ مَثَلًا: لَوْ فَقَدَ وَلَدُكَ سَمَعَهُ، أَفَلَا تَتَعَلَّمُ لُغَةَ ٱلْإِشَارَاتِ لِتَتَوَاصَلَ مَعَهُ؟ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، أَلَا يَسْتَحِقُّ ٱلْوَلَدُ ٱلَّذِي يُفَضِّلُ ٱلتَّكَلُّمَ بِلُغَةٍ أُخْرَى ٱلِٱهْتِمَامَ نَفْسَهُ؟! *
٨ كَيْفَ تُسَاعِدُ أَوْلَادَكَ إِذَا لَمْ تَكُنْ تُتْقِنُ ٱللُّغَةَ ٱلْمَحَلِّيَّةَ؟
٢ تي ٣:١٥) مَعَ ذٰلِكَ، بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يُسَاعِدُوهُمْ أَنْ يَعْرِفُوا يَهْوَهَ وَيُحِبُّوهُ. يَقُولُ شَيْخٌ ٱسْمُهُ شَان: «لَمْ تَفْهَمْ أُمِّي لُغَةَ ٱلْبَلَدِ جَيِّدًا. وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، لَمْ نَفْهَمْ أَنَا وَأُخْتَايَ لُغَتَهَا جَيِّدًا. لٰكِنَّهَا، بِدَرْسِهَا وَصَلَاتِهَا وَجُهْدِهَا لِإِدَارَةِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ أُسْبُوعِيًّا، عَلَّمَتْنَا كَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ نَتَعَرَّفَ بِيَهْوَهَ».
٨ طَبْعًا، لَا يَقْدِرُ كُلُّ ٱلْوَالِدِينَ ٱلْمُهَاجِرِينَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا ٱللُّغَةَ ٱلْجَدِيدَةَ بِطَلَاقَةٍ. وَهٰذَا قَدْ يُصَعِّبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يُعَلِّمُوا أَوْلَادَهُمُ «ٱلْكِتَابَاتِ ٱلْمُقَدَّسَةَ». (٩ كَيْفَ يُعَلِّمُ ٱلْوَالِدُونَ أَوْلَادَهُمْ عَنْ يَهْوَهَ بِلُغَتَيْنِ؟
٩ وَهُنَالِكَ أَوْلَادٌ يَحْتَاجُونَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا عَنْ يَهْوَهَ بِلُغَتَيْنِ. فَٱللُّغَةُ ٱلَّتِي يَتَكَلَّمُونَهَا فِي ٱلْمَدْرَسَةِ تَخْتَلِفُ عَنْ تِلْكَ ٱلَّتِي يَتَكَلَّمُونَهَا فِي ٱلْبَيْتِ. لِذٰلِكَ يَسْتَفِيدُ وَالِدُونَ عَدِيدُونَ مِنَ ٱلْمَطْبُوعَاتِ وَٱلتَّسْجِيلَاتِ ٱلسَّمْعِيَّةِ وَٱلْفِيدْيُوَاتِ بِٱللُّغَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا. فَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ إِذًا أَنْ يُخَصِّصَ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْمُهَاجِرُونَ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْوَقْتِ وَٱلْجُهْدِ لِيُسَاعِدُوا أَوْلَادَهُمْ أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَى يَهْوَهَ.
جَمَاعَةٌ بِلُغَتِكَ ٱلْأُمِّ أَمْ جَمَاعَةٌ بِلُغَةِ ٱلْبَلَدِ؟
١٠ (أ) مَنْ يُقَرِّرُ أَيَّةُ جَمَاعَةٍ تَنْضَمُّ إِلَيْهَا ٱلْعَائِلَةُ؟ (ب) مَاذَا يُسَاعِدُ رَأْسَ ٱلْعَائِلَةِ أَنْ يُقَرِّرَ بِحِكْمَةٍ؟
١٠ حِينَ يَعِيشُ ٱلْمُهَاجِرُونَ بَعِيدًا عَنْ شُهُودٍ يَتَكَلَّمُونَ لُغَتَهُمْ، لَا خِيَارَ أَمَامَهُمْ سِوَى ٱلِٱنْضِمَامِ إِلَى جَمَاعَةٍ بِلُغَةِ ٱلْبَلَدِ. (مز ١٤٦:٩) أَمَّا إِذَا وُجِدَتْ فِي مِنْطَقَتِهِمْ جَمَاعَةٌ نَاطِقَةٌ بِلُغَتِهِمِ ٱلْأُمِّ، فَيَجِبُ أَنْ يُقَرِّرَ رَأْسُ ٱلْعَائِلَةِ مَا هُوَ ٱلْأَفْضَلُ لِعَائِلَتِهِ. وَلٰكِنْ عَلَيْهِ أَوَّلًا أَنْ يُفَكِّرَ فِي ٱلْمَسْأَلَةِ جِدِّيًّا وَيُصَلِّيَ وَيَسْتَشِيرَ زَوْجَتَهُ وَأَوْلَادَهُ. (١ كو ١١:٣) فَأَيَّةُ عَوَامِلَ وَمَبَادِئَ تُسَاعِدُهُ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ؟ إِلَيْكَ بَعْضًا مِنْهَا.
١١، ١٢ (أ) كَيْفَ يَسْتَفِيدُ ٱلْوَلَدُ إِذَا حَضَرَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِلُغَةٍ يَفْهَمُهَا جَيِّدًا؟ (ب) لِمَ لَا يَرْغَبُ بَعْضُ ٱلْأَوْلَادِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا لُغَةَ وَالِدِيهِمْ؟
١١ فَكِّرْ فِي مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ وَلَدُكَ حَقًّا. طَبْعًا، إِنَّ سَاعَاتٍ قَلِيلَةً فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ كُلَّ أُسْبُوعٍ لَا تَكْفِي وَلَدَكَ كَيْ يَفْهَمَ جَيِّدًا حَقَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَلٰكِنْ إِذَا حَضَرَ ٱجْتِمَاعًا بِلُغَةٍ يَفْهَمُهَا جَيِّدًا، يَتَشَرَّبُ ٱلْمَعْلُومَاتِ بِمُجَرَّدِ وُجُودِهِ هُنَاكَ. حَتَّى إِنَّ مَا يَتَعَلَّمُهُ قَدْ يَتَجَاوَزُ تَوَقُّعَاتِكَ. إِلَّا أَنَّ ذٰلِكَ لَنْ يَتَحَقَّقَ حِينَ لَا يَفْهَمُ ٱلْوَلَدُ ٱللُّغَةَ جَيِّدًا. (اقرأ ١ كورنثوس ١٤:٩، ١١.) فَلُغَتُهُ ٱلْأُمُّ قَدْ لَا تَبْقَى ٱللُّغَةَ ٱلَّتِي تَبْلُغُ عَقْلَهُ وَقَلْبَهُ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، يُقَدِّمُ بَعْضُ ٱلْأَوْلَادِ تَعْلِيقَاتٍ وَتَمْثِيلِيَّاتٍ وَخِطَابَاتٍ بِلُغَةِ وَالِدِيهِمْ، لٰكِنَّهَا لَا تَكُونُ نَابِعَةً مِنْ قَلْبِهِمْ.
١٢ وَٱلْأَمْرُ لَا يَقْتَصِرُ عَلَى ٱللُّغَةِ وَحْدَهَا. وَهٰذَا وَاضِحٌ مِمَّا قَالَهُ جُوشُوَا فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ. وَتُؤَكِّدُ ذٰلِكَ أَيْضًا أُخْتُهُ إِسْتِر: «يَرْبِطُ ٱلْأَوْلَادُ بَيْنَ لُغَةِ وَالِدِيهِمْ وَحَضَارَتِهِمْ وَدِينِهِمْ». فَإِذَا لَمْ يَشْعُرُوا بِٱلِٱنْتِمَاءِ إِلَى حَضَارَةِ وَالِدِيهِمْ، فَلَنْ يَرْغَبُوا فِي تَعَلُّمِ لُغَتِهِمْ وَدِينِهِمْ أَيْضًا. فَمَاذَا يَفْعَلُ ٱلْوَالِدُونَ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ؟
١٣، ١٤ (أ) لِمَ ٱنْتَقَلَ زَوْجَانِ مُهَاجِرَانِ مَعَ أَوْلَادِهِمَا إِلَى جَمَاعَةٍ بِلُغَةِ ٱلْبَلَدِ؟ (ب) كَيْفَ بَقِيَ ٱلزَّوْجَانِ قَوِيَّيْنِ رُوحِيًّا؟
١٣ يَهْتَمُّ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَوَّلًا وَأَخِيرًا بِخَيْرِ أَوْلَادِهِمِ ٱلرُّوحِيِّ. (١ كو ١٠:٢٤) يَقُولُ سَامْوِيل وَالِدُ جُوشُوَا وَإِسْتِر: «أَبْقَيْنَا أَنَا وَزَوْجَتِي عَيْنَنَا عَلَى أَوْلَادِنَا لِنَعْرِفَ أَيَّةُ لُغَةٍ تُقَرِّبُهُمْ إِلَى يَهْوَهَ. وَصَلَّيْنَا إِلَيْهِ طَلَبًا لِلْحِكْمَةِ. لٰكِنَّ ٱلْجَوَابَ لَمْ يَأْتِ كَمَا نُرِيدُ نَحْنُ. فَعِنْدَمَا رَأَيْنَا أَنَّ أَوْلَادَنَا لَمْ يَسْتَفِيدُوا كَامِلًا مِنَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِلُغَتِنَا، قَرَّرْنَا ٱلِٱنْتِقَالَ إِلَى جَمَاعَةٍ نَاطِقَةٍ بِٱللُّغَةِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ. وَكُنَّا نَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ وَنَذْهَبُ مَعًا فِي ٱلْخِدْمَةِ. كَمَا ٱعْتَدْنَا دَعْوَةَ إِخْوَةٍ مِنْ أَهْلِ ٱلْبَلَدِ إِلَى وَجَبَاتِ ٱلطَّعَامِ وَٱلنُّزُهَاتِ. وَهٰذَا سَاعَدَ أَوْلَادَنَا أَنْ يُقِيمُوا صَدَاقَاتٍ مَعَ ٱلْإِخْوَةِ، وَيَتَعَرَّفُوا بِيَهْوَهَ كَإِلٰهٍ وَأَبٍ وَصَدِيقٍ. لَقَدْ كَانَ هٰذَا فِي نَظَرِنَا أَهَمَّ بِكَثِيرٍ مِنْ إِتْقَانِهِمْ لُغَتَنَا ٱلْأُمَّ.
١٤ «وَلٰكِنْ كَيْ نَبْقَى قَوِيَّيْنِ رُوحِيًّا، ٱعْتَدْنَا أَنَا وَزَوْجَتِي حُضُورَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِلُغَتِنَا ٱلْأُمِّ أَيْضًا. صَحِيحٌ أَنَّنَا كُنَّا مُتْعَبَيْنِ وَمَشْغُولَيْنِ جِدًّا، إِلَّا أَنَّنَا نَشْكُرُ يَهْوَهَ لِأَنَّهُ بَارَكَ جُهُودَنَا وَتَضْحِيَاتِنَا. فَأَوْلَادُنَا ٱلثَّلَاثَةُ هُمُ ٱلْآنَ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ».
مَا هُوَ دَوْرُ ٱلشَّبَابِ؟
١٥ لِمَ قَرَّرَتْ كْرِيسْتِينَا ٱلِٱنْتِقَالَ إِلَى جَمَاعَةٍ بِلُغَةِ ٱلْبَلَدِ؟
١٥ عِنْدَمَا يَكْبَرُ ٱلْأَوْلَادُ، قَدْ يَخْتَارُونَ ٱلِٱنْتِقَالَ إِلَى جَمَاعَةٍ يُجِيدُونَ لُغَتَهَا كَيْ يَتَقَدَّمُوا رُوحِيًّا. فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، لَا يَجِبُ أَنْ يَشْعُرَ ٱلْوَالِدُونَ أَنَّ أَوْلَادَهُمْ لَا يُحِبُّونَهُمْ. تَقُولُ كْرِيسْتِينَا: «كُنْتُ أَعْرِفُ لُغَةَ وَالِدَيَّ إِلَى حَدٍّ مَا. لٰكِنِّي وَجَدْتُ صُعُوبَةً فِي فَهْمِ ٱللُّغَةِ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. وَحِينَ بَلَغْتُ ٱلـ ١٢ مِنْ عُمْرِي، حَضَرْتُ مَحْفِلًا بِٱللُّغَةِ ٱلَّتِي أَتَعَلَّمُهَا فِي ٱلْمَدْرَسَةِ. فَفَهِمْتُ ٱلْحَقَّ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى. وَحِينَ بَدَأْتُ أُصَلِّي بِتِلْكَ ٱللُّغَةِ، تَحَسَّنَتْ صَلَوَاتِي كَثِيرًا. أَخِيرًا، ٱسْتَطَعْتُ أَنْ أَسْكُبَ قَلْبِي أَمَامَ يَهْوَهَ». (اع ٢:١١، ٤١) وَلَمَّا بَلَغَتْ كْرِيسْتِينَا سِنَّ ٱلرُّشْدِ، نَاقَشَتِ ٱلْمَسْأَلَةَ مَعَ وَالِدَيْهَا وَقَرَّرَتِ ٱلِٱنْتِقَالَ إِلَى جَمَاعَةٍ بِٱللُّغَةِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ. تَتَذَكَّرُ: «سَاعَدَنِي ٱلتَّعَلُّمُ عَنْ يَهْوَهَ بِلُغَةٍ أَفْهَمُهَا أَنْ أَتَقَدَّمَ رُوحِيًّا». وَبَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ، صَارَتْ فَاتِحَةً عَادِيَّةً وَهِيَ ٱلْآنَ سَعِيدَةٌ جِدًّا بِخِدْمَتِهَا.
١٦ لِمَ نَادْيَا سَعِيدَةٌ لِأَنَّهَا بَقِيَتْ فِي جَمَاعَةِ وَالِدَيْهَا؟
١٦ فَهَلْ تُفَكِّرُ أَيُّهَا ٱلشَّابُّ فِي ٱلِٱنْتِقَالِ إِلَى جَمَاعَةٍ نَاطِقَةٍ بِٱللُّغَةِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ؟ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ، ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أَرْغَبُ فِي ٱلِٱنْتِقَالِ كَيْ أَقْتَرِبَ إِلَى يَهْوَهَ؟ (يع ٤:٨) أَوْ هَلْ أَرْغَبُ فِي ٱلِٱنْتِقَالِ لِأَنِّي لَا أُرِيدُ أَنْ أَبْذُلَ جُهْدًا وَلِأَتَخَلَّصَ مِنْ رَقَابَةِ وَالِدَيَّ؟›. تَقُولُ نَادْيَا، أُخْتٌ تَخْدُمُ فِي بَيْتَ إِيلَ: «فِي سِنِّ ٱلْمُرَاهَقَةِ، أَرَدْتُ أَنَا وَإِخْوَتِي ٱلِٱنْتِقَالَ إِلَى جَمَاعَةٍ نَاطِقَةٍ بِٱللُّغَةِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ». لٰكِنَّ وَالِدَيْهَا عَرَفَا أَنَّ ذٰلِكَ لَنْ يَصُبَّ فِي مَصْلَحَتِهِمْ. تُتَابِعُ: «نَحْنُ نَشْكُرُ وَالِدَيْنَا كَثِيرًا لِأَنَّهُمَا بَذَلَا مَا فِي وِسْعِهِمَا كَيْ يُعَلِّمَانَا لُغَتَهُمَا وَيُبْقِيَانَا مَعَهُمَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَذٰلِكَ أَغْنَى حَيَاتَنَا وَأَتَاحَ لَنَا فُرَصًا كَيْ نُعَرِّفَ ٱلْآخَرِينَ بِيَهْوَهَ».
مَا هُوَ دَوْرُ ٱلْجَمَاعَةِ؟
١٧ (أ) إِلَى مَنْ أَوْكَلَ يَهْوَهُ مَسْؤُولِيَّةَ تَرْبِيَةِ ٱلْأَوْلَادِ؟ (ب) مَنْ يُمْكِنُ أَنْ يُسَاعِدَ ٱلْوَالِدِينَ عَلَى تَعْلِيمِ ٱلْأَوْلَادِ ٱلْحَقَّ؟
١٧ لَمْ يُوكِلْ يَهْوَهُ مَسْؤُولِيَّةَ تَرْبِيَةِ ٱلْأَوْلَادِ فِي ٱلْحَقِّ إِلَى ٱلْأَجْدَادِ أَوْ غَيْرِهِمْ، بَلْ إِلَى ٱلْوَالِدِينَ. (اقرإ الامثال ١:٨؛ ٣١:١٠، ٢٧، ٢٨.) مَعَ ذٰلِكَ، يَحْتَاجُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلَّذِينَ لَا يَفْهَمُونَ ٱللُّغَةَ ٱلْمَحَلِّيَّةَ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ أَحْيَانًا كَيْ يَبْلُغُوا قَلْبَ أَوْلَادِهِمْ. وَلَا يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّهُمْ يَتَهَرَّبُونَ مِنْ مَسْؤُولِيَّتِهِمْ، بَلْ هُوَ جُزْءٌ مِنْ تَرْبِيَةِ ٱلْأَوْلَادِ فِي «تَأْدِيبِ يَهْوَهَ وَتَوْجِيهِهِ ٱلْفِكْرِيِّ». (اف ٦:٤) مَثَلًا، بِمَقْدُورِهِمْ أَنْ يَسْأَلُوا ٱلشُّيُوخَ عَنِ ٱقْتِرَاحَاتٍ تُفِيدُهُمْ فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ، أَوْ يَسْتَعِينُوا بِهِمْ لِإِيجَادِ مُعَاشَرَاتٍ جَيِّدَةٍ لِأَوْلَادِهِمْ.
يَسْتَفِيدُ ٱلْأَوْلَادُ وَٱلْوَالِدُونَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ مِنْ مُعَاشَرَةِ ٱلْإِخْوَةِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٨، ١٩.)
١٨، ١٩ (أ) كَيْفَ يَسْتَفِيدُ ٱلشَّبَابُ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلنَّاضِجِينَ؟ (ب) أَيُّ أَمْرٍ يَجِبُ أَنْ يَسْتَمِرَّ ٱلْوَالِدُونَ فِي فِعْلِهِ؟
١٨ وَبِإِمْكَانِ ٱلْوَالِدِينَ أَيْضًا أَنْ يَدْعُوا عَائِلَاتٍ أُخْرَى إِلَى ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ. هٰذَا وَإِنَّ شَبَابًا كَثِيرِينَ يَسْتَفِيدُونَ مِنْ مُعَاشَرَةِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلنَّاضِجِينَ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ وَٱلتَّرْفِيهِيَّةِ عَلَى ٱلسَّوَاءِ. (ام ٢٧:١٧) يَقُولُ شَانُ ٱلْمَذْكُورُ سَابِقًا: «أَتَذَكَّرُ جَيِّدًا ٱلْإِخْوَةَ ٱلَّذِينَ ٱهْتَمُّوا بِي. فَكُلَّمَا سَاعَدُونِي أَنْ أَسْتَعِدَّ لِتَعْيِينَاتِي فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، تَعَلَّمْتُ مِنْهُمْ شَيْئًا جَدِيدًا. كَمَا ٱسْتَمْتَعْتُ كَثِيرًا بِقَضَاءِ أَوْقَاتِ ٱلْفَرَاغِ مَعَهُمْ».
١٩ طَبْعًا، إِنَّ مَنْ يُقَدِّمُونَ ٱلْمُسَاعَدَةَ يَجِبُ أَنْ يُشَجِّعُوا ٱلْأَوْلَادَ عَلَى ٱحْتِرَامِ آبَائِهِمْ. فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَتَحَدَّثُوا بِإِيجَابِيَّةٍ عَنِ ٱلْوَالِدِينَ وَأَلَّا يَتَعَدَّوْا صَلَاحِيَّاتِهِمْ. وَيَلْزَمُ أَنْ يَتَجَنَّبُوا ٱلسُّلُوكَ ٱلَّذِي قَدْ يُسِيءُ فَهْمَهُ ٱلنَّاسُ مِنْ دَاخِلِ ٱلْجَمَاعَةِ أَوْ خَارِجِهَا. (١ بط ٢:١٢) وَٱلْوَالِدُونَ مِنْ جِهَتِهِمْ لَا يُحَمِّلُونَ ٱلْآخَرِينَ مَسْؤُولِيَّةَ تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمْ. فَيَنْبَغِي أَنْ يُرَاقِبُوا تَقَدُّمَهُمْ وَيَسْتَمِرُّوا فِي تَعْلِيمِهِمِ ٱلْحَقَّ.
٢٠ كَيْفَ يُسَاعِدُ ٱلْوَالِدُونَ أَوْلَادَهُمْ أَنْ يُصْبِحُوا خُدَّامًا لِيَهْوَهَ؟
٢٠ وَأَخِيرًا، صَلِّ أَيُّهَا ٱلْوَالِدُ إِلَى يَهْوَهَ طَالِبًا ٱلْمُسَاعَدَةَ وَلَا تَقِفْ مَكْتُوفَ ٱلْيَدَيْنِ. (اقرأ ٢ اخبار الايام ١٥:٧.) اِهْتَمَّ أَوَّلًا وَأَخِيرًا بِخَيْرِ وَلَدِكَ ٱلرُّوحِيِّ. تَأَكَّدْ أَنَّ كَلِمَةَ ٱللهِ تَمَسُّ قَلْبَهُ. لَا تَفْقِدِ ٱلْأَمَلَ أَبَدًا أَنَّهُ سَيُصْبِحُ خَادِمًا لِيَهْوَهَ. وَلَا شَكَّ أَنَّكَ سَتَفْرَحُ حِينَ يَتْبَعُ وَلَدُكَ إِرْشَادَ كَلِمَةِ ٱللهِ وَمِثَالَكَ ٱلْجَيِّدَ. عِنْدَئِذٍ سَتَشْعُرُ كَمَا شَعَرَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا ٱلَّذِي قَالَ عَنْ أَبْنَائِهِ ٱلرُّوحِيِّينَ: «لَيْسَ لِي سَبَبٌ لِلشُّكْرِ أَعْظَمُ مِنْ هٰذَا، أَنْ أَسْمَعَ بِأَنَّ أَوْلَادِي يُوَاصِلُونَ ٱلسَّيْرَ فِي ٱلْحَقِّ». — ٣ يو ٤.
^ الفقرة 7 اُنْظُرِ ٱلْمَقَالَةَ «يُمْكِنُكَ أَنْ تَتَعَلَّمَ لُغَةً أَجْنَبِيَّةً» فِي مَجَلَّةِ إِسْتَيْقِظْ! عَدَدِ آذَارَ (مَارِس) ٢٠٠٧، ٱلصَّفَحَاتِ ١٠-١٢.