الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

لا تدع محبتك تبرد

لا تدع محبتك تبرد

‏«بِسَبَبِ ٱزْدِيَادِ ٱلتَّعَدِّي عَلَى ٱلشَّرِيعَةِ تَبْرُدُ مَحَبَّةُ ٱلْأَكْثَرِيَّةِ».‏ —‏ مت ٢٤:‏١٢‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٦٠،‏ ١٣٥

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ عَلَى مَنِ ٱنْطَبَقَتْ أَوَّلًا كَلِمَاتُ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٢٤:‏١٢‏؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُظْهِرُ سِفْرُ ٱلْأَعْمَالِ أَنَّ مُعْظَمَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ظَلُّوا يُعْرِبُونَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

عِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ أَنْبَأَ عَنِ «ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ».‏ وَشَمَلَتْ نُبُوَّتُهُ أَوْجُهًا عَدِيدَةً،‏ مِنْهَا أَنَّ ‹مَحَبَّةَ ٱلْأَكْثَرِيَّةِ سَتَبْرُدُ›.‏ (‏مت ٢٤:‏٣،‏ ١٢‏)‏ فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ ٱنْطَبَقَتْ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ عَلَى ٱلْيَهُودِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ.‏ فَقَدِ ٱدَّعَوْا أَنَّهُمْ شَعْبُ ٱللهِ،‏ لٰكِنَّهُمْ تَرَكُوا مَحَبَّتَهُمْ لِيَهْوَهَ تَبْرُدُ.‏

٢ أَمَّا مُعْظَمُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ آنَذَاكَ،‏ فَظَلُّوا «يُبَشِّرُونَ بِٱلْمَسِيحِ» بِغَيْرَةٍ.‏ وَأَظْهَرُوا أَنَّهُمْ يُحِبُّونَ ٱللهَ،‏ إِخْوَتَهُمْ،‏ وَغَيْرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَيْضًا.‏ (‏اع ٢:‏٤٤-‏٤٧؛‏ ٥:‏٤٢‏)‏ إِلَّا أَنَّ بَعْضَهُمْ مَعَ ٱلْأَسَفِ تَرَكُوا مَحَبَّتَهُمْ تَبْرُدُ.‏

٣ لِمَ بَرَدَتْ مَحَبَّةُ بَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟‏

٣ مَثَلًا،‏ قَالَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ لِلتَّلَامِيذِ فِي أَفَسُسَ:‏ ‹لِي عَلَيْكُمْ أَنَّكُمْ تَرَكْتُمُ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي كَانَتْ لَكُمْ أَوَّلًا›.‏ (‏رؤ ٢:‏٤‏)‏ فَرُبَّمَا تَأَثَّرَ بَعْضُهُمْ بِرُوحِ ٱلْعَالَمِ.‏ (‏اف ٢:‏٢،‏ ٣‏)‏ فَمَدِينَةُ أَفَسُسَ ٱشْتَهَرَتْ بِغِنَاهَا،‏ وَسُكَّانُهَا أَحَبُّوا حَيَاةَ ٱلرَّفَاهِيَةِ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ آخَرَ.‏ كَمَا أَنَّ كَثِيرِينَ كَانُوا وَقِحِينَ وَفَاسِدِينَ أَخْلَاقِيًّا.‏ نَتِيجَةَ ذٰلِكَ،‏ طَغَى حُبُّ ٱلْمَلَذَّاتِ عَلَى مَحَبَّةِ ٱللهِ وَٱلنَّاسِ.‏

٤ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ تَبْرُدُ ٱلْمَحَبَّةُ لِلهِ فِي أَيَّامِنَا؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ مَجَالَاتٍ تُمْتَحَنُ فِيهَا مَحَبَّتُنَا؟‏

٤ وَنُبُوَّةُ يَسُوعَ تَنْطَبِقُ ٱلْيَوْمَ أَيْضًا.‏ فَمَحَبَّةُ ٱلنَّاسِ لِلهِ تَقِلُّ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.‏ فَهُمْ يُدِيرُونَ لَهُ ظَهْرَهُمْ،‏ وَيَلْجَأُونَ إِلَى ٱلْمُؤَسَّسَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ لِحَلِّ مَشَاكِلِهِمْ.‏ وَٱنْعِدَامُ ٱلْمَحَبَّةِ هٰذَا قَدْ يُؤَثِّرُ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَيْضًا،‏ مِثْلَمَا حَدَثَ فِي أَفَسُسَ قَدِيمًا.‏ لِذَا يَجِبُ أَنْ نَسْعَى لِنُبْقِيَ مَحَبَّتَنَا قَوِيَّةً.‏ لِنُنَاقِشِ ٱلْآنَ ثَلَاثَةَ مَجَالَاتٍ تُمْتَحَنُ فِيهَا مَحَبَّتُنَا.‏ أَوَّلًا،‏ مَحَبَّتُنَا لِيَهْوَهَ؛‏ ثَانِيًا،‏ مَحَبَّتُنَا لِحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؛‏ وَثَالِثًا،‏ مَحَبَّتُنَا لِلْإِخْوَةِ.‏

مَحَبَّتُنَا لِيَهْوَهَ

٥ لِمَ يَجِبُ أَنْ نُحِبَّ ٱللهَ؟‏

٥ مَنْ يَسْتَحِقُّ مَحَبَّتَنَا بِٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى؟‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «‹تُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ وَبِكُلِّ عَقْلِكَ›.‏ هٰذِهِ هِيَ ٱلْوَصِيَّةُ ٱلْعُظْمَى وَٱلْأُولَى».‏ (‏مت ٢٢:‏٣٧،‏ ٣٨‏)‏ وَمَحَبَّةُ يَهْوَهَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُطِيعَ وَصَايَاهُ،‏ نَحْتَمِلَ ٱلْمِحَنَ،‏ وَنَكْرَهَ ٱلشَّرَّ.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ٩٧:‏١٠‏.‏)‏ أَمَّا ٱلشَّيْطَانُ،‏ فَيَسْعَى مَعَ عَالَمِهِ إِلَى إِضْعَافِ مَحَبَّتِنَا هٰذِهِ.‏ كَيْفَ؟‏

٦ مَا مَصِيرُ ٱلَّذِينَ تَبْرُدُ مَحَبَّتُهُمْ لِلهِ؟‏

٦ يَنْظُرُ ٱلنَّاسُ ٱلْيَوْمَ إِلَى ٱلْمَحَبَّةِ نَظْرَةً مُشَوَّهَةً.‏ فَكَثِيرُونَ مِنْهُمْ ‹يُحِبُّونَ أَنْفُسَهُمْ› بَدَلَ أَنْ يُحِبُّوا ٱللهَ.‏ (‏٢ تي ٣:‏٢‏)‏ وَهُمْ يُرَكِّزُونَ عَلَى «شَهْوَةِ ٱلْجَسَدِ وَشَهْوَةِ ٱلْعُيُونِ وَٱلتَّبَاهِي بِٱلْمَعِيشَةِ».‏ (‏١ يو ٢:‏١٦‏)‏ لٰكِنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ حَذَّرَ رُفَقَاءَهُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنِ ٱتِّبَاعِ شَهَوَاتِ ٱلْجَسَدِ،‏ قَائِلًا:‏ «مَا يُرِيدُهُ ٱلْجَسَدُ إِنَّمَا هُوَ مَوْتٌ .‏ .‏ .‏ لِأَنَّ مَا يُرِيدُهُ ٱلْجَسَدُ هُوَ عَدَاوَةٌ لِلهِ».‏ (‏رو ٨:‏٦،‏ ٧‏)‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ كُلُّ مَنْ يَسْعَى وَرَاءَ ٱلْمَالِ أَوْ إِشْبَاعِ رَغَبَاتِهِ ٱلْجِنْسِيَّةِ لَا يَحْصُدُ إِلَّا خَيْبَةَ ٱلْأَمَلِ.‏ —‏ ١ كو ٦:‏١٨؛‏ ١ تي ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

٧ أَيُّ خَطَرٍ يُوَاجِهُهُ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْيَوْمَ؟‏

٧ كَمَا تَضْعُفُ مَحَبَّةُ ٱلنَّاسِ لِلهِ وَإِيمَانُهُمْ بِهِ بِسَبَبِ ٱلْأَفْكَارِ ٱلَّتِي يُرَوِّجُهَا ٱلْمُلْحِدُونَ وَٱللَّاأَدْرِيُّونَ وَمُؤَيِّدُو ٱلتَّطَوُّرِ.‏ فَهُمْ يُقْنِعُونَ كَثِيرِينَ أَنَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِٱلْخَالِقِ هُوَ إِمَّا جَاهِلٌ أَوْ أَحْمَقُ.‏ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ،‏ يُكْرِمُ أَشْخَاصٌ عَدِيدُونَ ٱلْعُلَمَاءَ ٱلْبَشَرَ،‏ وَهٰذَا يُبْعِدُهُمْ عَنِ ٱلْخَالِقِ.‏ (‏رو ١:‏٢٥‏)‏ فَلْنَحْتَرِسْ مِنْ تِلْكَ ٱلْأَفْكَارِ لِئَلَّا نَبْتَعِدَ عَنْ يَهْوَهَ وَتَبْرُدَ مَحَبَّتُنَا لَهُ.‏ —‏ عب ٣:‏١٢‏.‏

٨ ‏(‏أ)‏ أَيَّةُ ظُرُوفٍ يَمُرُّ بِهَا كَثِيرُونَ مِنْ شَعْبِ يَهْوَهَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا ٱلْمَزْمُور ١٣٦‏؟‏

٨ أَمَّا ٱلتَّثَبُّطُ فَهُوَ خَطَرٌ آخَرُ يُضْعِفُ إِيمَانَنَا بِٱللهِ وَمَحَبَّتَنَا لَهُ.‏ فَبِمَا أَنَّنَا نَعِيشُ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ،‏ نُوَاجِهُ مَشَاكِلَ كَثِيرَةً تُسَبِّبُ لَنَا ٱلْيَأْسَ وَخَيْبَةَ ٱلْأَمَلِ.‏ (‏١ يو ٥:‏١٩‏)‏ وَمِنْهَا:‏ اَلْمَرَضُ،‏ ٱلشَّيْخُوخَةُ،‏ ٱلضُّغُوطُ ٱلِٱقْتِصَادِيَّةُ،‏ وَٱلشُّعُورُ بِٱلتَّقْصِيرِ أَوِ ٱلْفَشَلِ.‏ وَلٰكِنْ مَهْمَا كَانَ ٱلْوَضْعُ ٱلَّذِي نَمُرُّ بِهِ،‏ فَلَا نَشْعُرْ أَنَّ يَهْوَهَ تَخَلَّى عَنَّا.‏ بَلْ لِنُفَكِّرْ فِي مَحَبَّتِهِ لَنَا.‏ يَقُولُ ٱلْمَزْمُور ١٣٦:‏٢٣‏:‏ «ذَكَرَنَا فِي مَذَلَّتِنَا:‏ لِأَنَّ لُطْفَهُ ٱلْحُبِّيَّ إِلَى ٱلدَّهْرِ».‏ فَمَحَبَّةُ يَهْوَهَ لِخُدَّامِهِ لَا تَتَغَيَّرُ أَبَدًا.‏ وَنَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّهُ يَسْمَعُ ‹تَوَسُّلَاتِنَا› وَيَسْتَجِيبُ لَهَا.‏ —‏ مز ١١٦:‏١؛‏ ١٣٦:‏٢٤-‏٢٦‏.‏

٩ مَاذَا قَوَّى بُولُسَ وَسَاعَدَهُ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى مَحَبَّتِهِ؟‏

٩ وَمِثْلَ كَاتِبِ ٱلْمَزْمُورِ،‏ تَقَوَّى بُولُسُ حِينَ تَأَمَّلَ فِي دَعْمِ يَهْوَهَ لَهُ.‏ كَتَبَ:‏ «يَهْوَهُ مُعِينِي فَلَا أَخَافُ.‏ مَاذَا يَفْعَلُ بِي ٱلْإِنْسَانُ؟‏».‏ (‏عب ١٣:‏٦‏)‏ وَهٰذِهِ ٱلثِّقَةُ مَكَّنَتْهُ مِنْ مُوَاجَهَةِ مَشَاكِلِ ٱلْحَيَاةِ ٱلصَّعْبَةِ،‏ فَلَمْ يَتَثَبَّطْ.‏ حَتَّى إِنَّهُ كَتَبَ عِدَّةَ رَسَائِلَ مُشَجِّعَةٍ وَهُوَ فِي ٱلسِّجْنِ.‏ (‏اف ٤:‏١؛‏ في ١:‏٧؛‏ فل ١‏)‏ وَمَهْمَا وَاجَهَ بُولُسُ مِنْ صُعُوبَاتٍ،‏ حَافَظَ عَلَى مَحَبَّةٍ قَوِيَّةٍ لِيَهْوَهَ لِأَنَّهُ ٱتَّكَلَ عَلَى «إِلٰهِ كُلِّ تَعْزِيَةٍ،‏ ٱلَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا».‏ (‏٢ كو ١:‏٣،‏ ٤‏)‏ فَكَيْفَ نُبْقِي نَحْنُ أَيْضًا مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَهَ قَوِيَّةً؟‏

أَحِبَّ يَهْوَهَ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٠.‏)‏

١٠ كَيْفَ نُبْقِي مَحَبَّتَنَا لِلهِ قَوِيَّةً؟‏

١٠ شَجَّعَ بُولُسُ رُفَقَاءَهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ:‏ «صَلُّوا بِلَا ٱنْقِطَاعٍ» وَ «وَاظِبُوا عَلَى ٱلصَّلَاةِ».‏ (‏١ تس ٥:‏١٧؛‏ رو ١٢:‏١٢‏)‏ فَٱلصَّلَاةُ طَرِيقَةٌ مُهِمَّةٌ لِإِبْقَاءِ مَحَبَّتِنَا لِلهِ قَوِيَّةً.‏ فَكَمَا يُقَوِّي ٱلتَّوَاصُلُ ٱلصَّدَاقَةَ بَيْنَ شَخْصَيْنِ،‏ تُقَوِّي ٱلصَّلَاةُ عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ.‏ (‏مز ٨٦:‏٣‏)‏ وَكُلَّمَا فَتَحْنَا قَلْبَنَا لِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ،‏ ٱقْتَرَبْنَا إِلَيْهِ أَكْثَرَ.‏ (‏مز ٦٥:‏٢‏)‏ وَحِينَ نَلْمُسُ لَمْسَ ٱلْيَدِ أَنَّهُ يَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِنَا،‏ تَنْمُو مَحَبَّتُنَا لَهُ.‏ وَنَتَأَكَّدُ أَنَّهُ «قَرِيبٌ مِنْ كُلِّ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَهُ».‏ (‏مز ١٤٥:‏١٨‏)‏ وَثِقَتُنَا بِدَعْمِ يَهْوَهَ وَمَحَبَّتِهِ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُوَاجِهَ ٱلصُّعُوبَاتِ ٱلْآنَ وَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏

مَحَبَّتُنَا لِحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ

١١،‏ ١٢ كَيْفَ تَقْوَى مَحَبَّتُنَا لِحَقِّ كَلِمَةِ ٱللهِ؟‏

١١ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ نُحِبُّ ٱلْحَقَّ.‏ وَيَسُوعُ قَالَ إِنَّ كَلِمَةَ ٱللهِ هِيَ يَنْبُوعُ ٱلْحَقِّ.‏ (‏يو ١٧:‏١٧‏)‏ لِذَا يَلْزَمُ أَنْ نَعْرِفَهَا مَعْرِفَةً دَقِيقَةً.‏ (‏كو ١:‏١٠‏)‏ لٰكِنَّ ٱلْمَعْرِفَةَ وَحْدَهَا لَا تَكْفِي،‏ بَلْ عَلَيْنَا أَنْ نُطَبِّقَ مَا قَالَهُ كَاتِبُ ٱلْمَزْمُورِ ١١٩‏.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ١١٩:‏٩٧-‏١٠٠‏.‏)‏ فَعِنْدَمَا نَقْرَأُ مَقْطَعًا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِيهِ خِلَالَ ٱلْيَوْمِ وَنُفَكِّرَ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ تَطْبِيقِهِ فِي حَيَاتِنَا.‏ وَهٰكَذَا،‏ تَقْوَى مَحَبَّتُنَا لِكَلِمَةِ ٱللهِ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.‏

١٢ قَالَ كَاتِبُ ٱلْمَزْمُورِ أَيْضًا:‏ «مَا أَعْذَبَ أَقْوَالَكَ لِحَنَكِي،‏ أَحْلَى مِنَ ٱلْعَسَلِ لِفَمِي!‏».‏ (‏مز ١١٩:‏١٠٣‏)‏ فَعِنْدَمَا نَتَنَاوَلُ طَعَامًا شَهِيًّا،‏ نَتَلَذَّذُ بِكُلِّ لُقْمَةٍ عَلَى مَهْلٍ.‏ وَٱلْمَطْبُوعَاتُ ٱلَّتِي تُعِدُّهَا لَنَا هَيْئَةُ يَهْوَهَ هِيَ طَعَامٌ رُوحِيٌّ لَذِيذٌ.‏ لِذَا يَجِبُ أَنْ نَأْخُذَ وَقْتَنَا فِي دَرْسِهَا.‏ وَهٰكَذَا نَتَلَذَّذُ ‹بِكَلِمَاتِ ٱلْحَقِّ› ٱلْمُسِرَّةِ.‏ فَيَسْهُلُ عَلَيْنَا عِنْدَئِذٍ أَنْ نَتَذَكَّرَهَا وَنَسْتَعْمِلَهَا لِفَائِدَةِ ٱلْآخَرِينَ.‏ —‏ جا ١٢:‏١٠‏.‏

١٣ مَاذَا سَاعَدَ إِرْمِيَا أَنْ يُحِبَّ حَقَّ كَلِمَةِ ٱللهِ،‏ وَإِلَامَ دَفَعَهُ ذٰلِكَ؟‏

١٣ وَٱلنَّبِيُّ إِرْمِيَا رَسَمَ لَنَا مِثَالًا حَسَنًا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ.‏ قَالَ:‏ «وُجِدَ كَلَامُكَ فَأَكَلْتُهُ.‏ فَصَارَتْ لِي كَلِمَتُكَ بَهْجَةً وَفَرَحًا لِقَلْبِي؛‏ لِأَنَّ ٱسْمَكَ دُعِيَ عَلَيَّ يَا يَهْوَهُ إِلٰهَ ٱلْجُنُودِ».‏ (‏ار ١٥:‏١٦‏)‏ فَهُوَ تَأَمَّلَ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ وَأَحَبَّهَا.‏ نَتِيجَةً لِذٰلِكَ،‏ ٱعْتَبَرَ حَمْلَ ٱسْمِ ٱللهِ وَإِعْلَانَ رِسَالَتِهِ شَرَفًا عَظِيمًا.‏ نَحْنُ أَيْضًا،‏ إِذَا أَحْبَبْنَا حَقَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ نُقَدِّرُ ٱمْتِيَازَنَا أَنْ نَكُونَ شُهُودًا لِيَهْوَهَ وَنُعْلِنَ بِشَارَةَ ٱلْمَلَكُوتِ فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.‏

أَحِبَّ حَقَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٤.‏)‏

١٤ كَيْفَ نُعَمِّقُ مَحَبَّتَنَا لِحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

١٤ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ يُسَاعِدُنَا حُضُورُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ أَنْ نُعَمِّقَ مَحَبَّتَنَا لِحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَدَرْسُ كَلِمَةِ ٱللهِ أُسْبُوعِيًّا بِوَاسِطَةِ مَجَلَّةِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ هُوَ وَسِيلَةٌ رَئِيسِيَّةٌ لِنَتَعَلَّمَ مِنْ يَهْوَهَ.‏ فَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ كَامِلًا مِنْ هٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعِ؟‏ عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَعِدَّ جَيِّدًا وَنَفْتَحَ ٱلْآيَاتِ غَيْرَ ٱلْمُقْتَبَسَةِ.‏ إِنَّ بَعْضَ أَنْوَاعِ ٱلنُّسَخِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةِ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْتَحَ ٱلْآيَاتِ بِكَبْسَةِ زِرٍّ.‏ وَهٰذِهِ ٱلنُّسَخُ مُتَوَفِّرَةٌ بِلُغَاتٍ عَدِيدَةٍ.‏ وَيُمْكِنُنَا أَنْ نُنَزِّلَهَا مِنْ مَوْقِعِنَا jw.‎org أَوْ عَلَى تَطْبِيقِ مَكْتَبَةِ شُهُودِ يَهْوَهَ ‏(‏JW Library‏)‏.‏ وَلٰكِنْ سَوَاءٌ ٱسْتَخْدَمْنَا نُسْخَةً إِلِكْتُرُونِيَّةً أَوْ غَيْرَهَا،‏ لَا بُدَّ أَنْ نَقْرَأَ ٱلْآيَاتِ وَنَتَأَمَّلَ فِيهَا لِتَقْوَى مَحَبَّتُنَا لِحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ —‏ اقرإ المزمور ١:‏٢‏.‏

مَحَبَّتُنَا لِلْإِخْوَةِ

١٥،‏ ١٦ ‏(‏أ)‏ بِمَ نَحْنُ مُلْزَمُونَ بِحَسَبِ يُوحَنَّا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تَرْتَبِطُ مَحَبَّتُنَا لِإِخْوَتِنَا بِمَحَبَّتِنَا لِلهِ وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

١٥ قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ فِي لَيْلَتِهِ ٱلْأَخِيرَةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ:‏ «إِنِّي أُعْطِيكُمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً:‏ أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.‏ كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا،‏ تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.‏ بِهٰذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي،‏ إِنْ كَانَ لَكُمْ مَحَبَّةٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ».‏ —‏ يو ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏

١٦ وَمَحَبَّتُنَا لِإِخْوَتِنَا تَرْتَبِطُ بِمَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ لَا يُمْكِنُ أَنْ نَفْصِلَ بَيْنَهُمَا.‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا:‏ «مَنْ لَا يُحِبُّ أَخَاهُ ٱلَّذِي يَرَاهُ،‏ لَا يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ ٱللهَ ٱلَّذِي لَمْ يَرَهُ».‏ (‏١ يو ٤:‏٢٠‏)‏ كَمَا أَنَّ مَحَبَّتَنَا لِيَهْوَهَ وَلِإِخْوَتِنَا تَرْتَبِطُ بِمَحَبَّتِنَا لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَحِينَ نُحِبُّ حَقَّ كَلِمَةِ ٱللهِ،‏ نُطِيعُ مِنَ ٱلْقَلْبِ ٱلْوَصِيَّةَ بِأَنْ نُحِبَّ يَهْوَهَ وَإِخْوَتَنَا.‏ —‏ ١ بط ١:‏٢٢؛‏ ١ يو ٤:‏٢١‏.‏

أَحِبَّ ٱلْإِخْوَةَ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٧.‏)‏

١٧ كَيْفَ نُتَرْجِمُ مَحَبَّتَنَا عَمَلِيًّا؟‏

١٧ اقرأ ١ تسالونيكي ٤:‏٩،‏ ١٠‏.‏ فَكَيْفَ نُتَرْجِمُ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْأَخَوِيَّةَ عَمَلِيًّا فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟‏ بِإِمْكَانِنَا مَثَلًا أَنْ نُوصِلَ أَخًا مُسِنًّا إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ،‏ أَوْ نُسَاعِدَ عَلَى تَصْلِيحِ بَيْتِ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ ٱلْأَرَامِلِ.‏ (‏يع ١:‏٢٧‏)‏ كَمَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَهْتَمَّ وَنُشَجِّعَ وَنُعَزِّيَ مَنْ يَشْعُرُونَ بِٱلتَّثَبُّطِ وَٱلْكَآبَةِ أَوْ يُوَاجِهُونَ ظُرُوفًا صَعْبَةً.‏ (‏ام ١٢:‏٢٥؛‏ كو ٤:‏١١‏)‏ فَنَحْنُ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُحِبُّ «أَهْلَ ٱلْإِيمَانِ» حِينَ نَهْتَمُّ بِهِمْ قَوْلًا وَعَمَلًا.‏ —‏ غل ٦:‏١٠‏.‏

١٨ مَاذَا يَدْفَعُنَا إِلَى حَلِّ ٱلْخِلَافَاتِ ٱلصَّغِيرَةِ مَعَ إِخْوَتِنَا؟‏

١٨ خِتَامًا،‏ أَنْبَأَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلنَّاسَ فِي «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ» يَكُونُونَ أَنَانِيِّينَ وَجَشِعِينَ.‏ (‏٢ تي ٣:‏١،‏ ٢‏)‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ نَسْعَى نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ نُقَوِّيَ مَحَبَّتَنَا لِلهِ،‏ حَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ وَإِخْوَتِنَا.‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْخِلَافَاتِ ٱلصَّغِيرَةَ تَنْشَأُ بَيْنَنَا أَحْيَانًا،‏ لٰكِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ تَدْفَعُنَا إِلَى حَلِّهَا فَوْرًا وَبِلُطْفٍ.‏ (‏اف ٤:‏٣٢؛‏ كو ٣:‏١٤‏)‏ فَلَا نَدَعْ مَحَبَّتَنَا تَبْرُدُ.‏ بَلْ لِنُحِبَّ يَهْوَهَ،‏ كَلِمَتَهُ،‏ وَإِخْوَتَنَا مَحَبَّةً شَدِيدَةً مِنَ ٱلْقَلْبِ.‏