هل تقدِّر الكنوز الروحية؟
«حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُمْ، هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكُمْ أَيْضًا». — لو ١٢:٣٤.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٥٣، ١٠٤
١، ٢ (أ) اُذْكُرْ بَعْضَ ٱلْكُنُوزِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلَّتِي يُعْطِينَا إِيَّاهَا يَهْوَهُ. (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
يَهْوَهُ يَمْلِكُ كُلَّ مَا فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ. (١ اخ ٢٩:١١، ١٢) إِلَّا أَنَّهُ أَبٌ كَرِيمٌ لَا يَبْخُلُ عَلَيْنَا بِكُنُوزِهِ ٱلرُّوحِيَّةِ. وَمَا هِيَ بَعْضُ هٰذِهِ ٱلْكُنُوزِ؟ (١) رَجَاءُ ٱلْمَلَكُوتِ، (٢) ٱلْخِدْمَةُ، وَ (٣) حَقَائِقُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَلٰكِنْ إِنْ لَمْ نَحْتَرِسْ، فَلَا نَعُودُ نُقَدِّرُهَا بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ. لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نُقَدِّرَ قِيمَتَهَا وَنُحِبَّهَا دَائِمًا. قَالَ يَسُوعُ: «حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكُمْ، هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكُمْ أَيْضًا». — لو ١٢:٣٤.
٢ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنُنَاقِشُ كَيْفَ نُقَوِّي مَحَبَّتَنَا وَنَزِيدُ تَقْدِيرَنَا لِلْمَلَكُوتِ وَٱلْخِدْمَةِ وَحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَفِي هٰذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ، لِمَ لَا تُفَكِّرُ كَيْفَ يُمْكِنُكَ أَنْتَ شَخْصِيًّا أَنْ تُعَمِّقَ تَقْدِيرَكَ لِهٰذِهِ ٱلْكُنُوزِ؟
مَلَكُوتُ ٱللهِ يُشْبِهُ لُؤْلُؤَةً ثَمِينَةً
٣ مَاذَا فَعَلَ ٱلتَّاجِرُ لِيَشْتَرِيَ لُؤْلُؤَةً ثَمِينَةً جِدًّا؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٣ اقرأ متى ١٣:٤٥، ٤٦. ذَكَرَ يَسُوعُ مَثَلًا عَنْ تَاجِرٍ يَطْلُبُ لَآلِئَ حَسَنَةً. وَلَا شَكَّ أَنَّهُ بَاعَ وَٱشْتَرَى عَلَى مَرِّ ٱلسَّنَوَاتِ مِئَاتِ ٱللَّآلِئِ. لٰكِنَّهُ فِي يَوْمٍ مِنَ ٱلْأَيَّامِ، وَجَدَ لُؤْلُؤَةً وَاحِدَةً عَظِيمَةَ ٱلْقِيمَةِ، وَمُجَرَّدُ ٱلنَّظَرِ إِلَيْهَا أَدْخَلَ ٱلْفَرَحَ إِلَى قَلْبِهِ. لِذَا ذَهَبَ وَبَاعَ كُلَّ مُمْتَلَكَاتِهِ لِيَحْصُلَ عَلَيْهَا لِأَنَّهُ قَدَّرَ قِيمَتَهَا كَثِيرًا.
٤ مَاذَا نَفْعَلُ إِذَا أَحْبَبْنَا ٱلْمَلَكُوتَ؟
٤ وَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ؟ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ ٱللهِ تِلْكَ ٱللُّؤْلُؤَةَ ٱلْعَظِيمَةَ ٱلْقِيمَةِ. وَإِذَا أَحْبَبْنَاهُ بِقَدْرِ مَا أَحَبَّ ٱلتَّاجِرُ ٱللُّؤْلُؤَةَ، نَتَخَلَّى عَنْ كُلِّ شَيْءٍ لِنَكُونَ مِنْ رَعَايَاهُ. (اقرأ مرقس ١٠:٢٨-٣٠.) إِلَيْكَ هٰذَيْنِ ٱلْمِثَالَيْنِ.
٥ مَاذَا فَعَلَ زَكَّا لِأَنَّهُ أَحَبَّ ٱلْمَلَكُوتَ؟
٥ اَلْمِثَالُ ٱلْأَوَّلُ هُوَ جَابِي ٱلضَّرَائِبِ زَكَّا. فَقَدْ جَمَعَ ثَرْوَةً كَبِيرَةً بِٱبْتِزَازِ ٱلنَّاسِ. (لو ١٩:١-٩) وَلٰكِنْ عِنْدَمَا سَمِعَ يَسُوعَ يُبَشِّرُ بِٱلْمَلَكُوتِ، أَحَبَّ جِدًّا مَا سَمِعَهُ لِدَرَجَةِ أَنَّهُ ٱتَّخَذَ إِجْرَاءً فَوْرِيًّا. فَقَالَ لِيَسُوعَ: «هَا أَنَا، يَا رَبُّ، أُعْطِي نِصْفَ مُمْتَلَكَاتِي لِلْفُقَرَاءِ، وَمَهْمَا ٱبْتَزَزْتُ مِنْ أَحَدٍ بِتُهْمَةِ زُورٍ، أَرُدَّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ». وَهٰكَذَا، أَعَادَ زَكَّا ٱلْأَمْوَالَ وَلَمْ يَعُدْ يَطْمَعُ بِٱلْمَالِ.
٦ أَيَّةُ تَغْيِيرَاتٍ أَجْرَتْهَا رُوزَا، وَلِمَاذَا؟
٦ أَمَّا ٱلْمِثَالُ ٱلثَّانِي، فَٱمْرَأَةٌ سَنَدْعُوهَا رُوزَا سَمِعَتْ رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ مُنْذُ بِضْعِ سَنَوَاتٍ. كَانَتْ آنَذَاكَ عَلَى عَلَاقَةٍ مَعَ ٱمْرَأَةٍ أُخْرَى، وَتَرَأَّسَتْ جَمْعِيَّةً تُدَافِعُ عَنْ حُقُوقِ ٱلْمِثْلِيِّينَ. وَلٰكِنْ عِنْدَمَا دَرَسَتْ رُوزَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ، قَدَّرَتْ رِسَالَتَهُ ٱلْقَيِّمَةَ. فَٱنْدَفَعَتْ إِلَى تَغْيِيرِ حَيَاتِهَا تَغْيِيرًا جَذْرِيًّا. (١ كو ٦:٩، ١٠) فَٱسْتَقَالَتْ مِنْ مَنْصِبِهَا وَأَنْهَتْ عَلَاقَتَهَا. ثُمَّ ٱعْتَمَدَتْ عَامَ ٢٠٠٩، وَأَصْبَحَتْ فَاتِحَةً عَادِيَّةً فِي ٱلسَّنَةِ ٱلتَّالِيَةِ. لَقَدْ كَانَتْ مَحَبَّتُهَا لِيَهْوَهَ وَمَلَكُوتِهِ أَقْوَى مِنْ كُلِّ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْفَاسِدَةِ. — مر ١٢:٢٩، ٣٠.
٧ كَيْفَ نُبْقِي مَحَبَّتَنَا قَوِيَّةً لِمَلَكُوتِ ٱللهِ؟
٧ لَا شَكَّ أَنَّ عَدِيدِينَ مِنَّا أَجْرَوْا تَغْيِيرَاتٍ كَبِيرَةً لِيَصِيرُوا مِنْ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ. (رو ١٢:٢) لٰكِنَّ صِرَاعَنَا مَعَ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ أَوِ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْجِنْسِيَّةِ ٱلْفَاسِدَةِ لَمْ يَنْتَهِ بَعْدُ. فَلَا نَسْمَحْ لِهٰذِهِ ٱلرَّغَبَاتِ أَوْ أَيِّ شَيْءٍ آخَرَ أَنْ يُضْعِفَ مَحَبَّتَنَا لِمَلَكُوتِ ٱللهِ. (ام ٤:٢٣؛ مت ٥:٢٧-٢٩) وَلِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ، أَعْطَانَا يَهْوَهُ كَنْزًا ثَمِينًا آخَرَ.
بِشَارَتُنَا تُنْقِذُ حَيَاةَ ٱلنَّاسِ
٨ (أ) لِمَ قَالَ بُولُسُ إِنَّ ٱلْخِدْمَةَ «كَنْزٌ فِي آنِيَةٍ فَخَّارِيَّةٍ»؟ (ب) كَيْفَ أَظْهَرَ بُولُسُ أَنَّهُ يُحِبُّ ٱلْخِدْمَةَ؟
٨ أَوْصَانَا يَسُوعُ أَنْ نُبَشِّرَ وَنُعَلِّمَ ٱلْآخَرِينَ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللهِ. (مت ٢٨:١٩، ٢٠) وَقَدْ أَدْرَكَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَهَمِّيَّةَ ٱلْخِدْمَةَ، وَوَصَفَهَا بِأَنَّهَا «كَنْزٌ فِي آنِيَةٍ فَخَّارِيَّةٍ». (٢ كو ٤:٧؛ ١ تي ١:١٢) فَنَحْنُ ٱلْبَشَرَ ٱلنَّاقِصِينَ «آنِيَةٌ فَخَّارِيَّةٌ». لٰكِنَّنَا نَحْمِلُ ‹كَنْزًا›: رِسَالَةً تُعْطِي حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ يَسْمَعُهَا. لِذٰلِكَ قَالَ بُولُسُ: «إِنِّي أَفْعَلُ كُلَّ شَيْءٍ لِأَجْلِ ٱلْبِشَارَةِ، لِأَصِيرَ شَرِيكًا فِيهَا مَعَ ٱلْآخَرِينَ». (١ كو ٩:٢٣) فَهُوَ أَحَبَّ ٱلْخِدْمَةَ، وَٱجْتَهَدَ فِي تَعْلِيمِ ٱلنَّاسِ. (اقرأ روما ١:١٤، ١٥؛ ٢ تيموثاوس ٤:٢.) حَتَّى إِنَّهُ ٱسْتَمَرَّ فِي ٱلْكِرَازَةِ رَغْمَ ٱلِٱضْطِهَادِ ٱلْعَنِيفِ. (١ تس ٢:٢) فَكَيْفَ نُظْهِرُ مَحَبَّةً مُمَاثِلَةً لِلْخِدْمَةِ؟
٩ كَيْفَ نُظْهِرُ مَحَبَّتَنَا لِلْخِدْمَةِ؟
٩ لَقَدِ ٱسْتَغَلَّ بُولُسُ كُلَّ فُرْصَةٍ لِيُبَشِّرَ ٱلْآخَرِينَ. وَتَمَثُّلًا بِهِ وَبِٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأَوَائِلِ، نُبَشِّرُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ، فِي ٱلْأَمَاكِنِ ٱلْعَامَّةِ، وَحَيْثُمَا يُوجَدُ أُنَاسٌ. (اع ٥:٤٢؛ ٢٠:٢٠) كَمَا أَنَّنَا نَبْذُلُ مَا فِي وِسْعِنَا كَيْ نَزِيدَ خِدْمَتَنَا. فَنَخْدُمُ مَثَلًا فَاتِحِينَ إِضَافِيِّينَ أَوْ عَادِيِّينَ، نَتَعَلَّمُ لُغَةً أَجْنَبِيَّةً، أَوْ نَخْدُمُ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ مَاسَّةٌ فِي بَلَدِنَا أَوْ بَلَدٍ آخَرَ. — اع ١٦:٩، ١٠.
١٠ كَيْفَ بَارَكَ يَهْوَهُ آيْرِين عَلَى جُهُودِهَا؟
١٠ إِلَيْكَ مِثَالَ آيْرِين مِنَ ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ. فَهٰذِهِ ٱلْأُخْتُ ٱلْعَزْبَاءُ أَحَبَّتْ أَنْ تُبَشِّرَ بِٱللُّغَةِ ٱلرُّوسِيَّةِ. لِذَا ٱنْتَقَلَتْ عَامَ ١٩٩٣ إِلَى فَرِيقٍ نَاطِقٍ بِٱلرُّوسِيَّةِ فِي مَدِينَةِ نْيُويُورْك. وَقَدْ ضَمَّ ٱلْفَرِيقُ آنَذَاكَ نَحْوَ ٢٠ شَاهِدًا. وَبَعْدَ ٢٠ سَنَةً، قَالَتْ آيْرِين: «مَا زِلْتُ لَا أَتَكَلَّمُ ٱلرُّوسِيَّةَ بِطَلَاقَةٍ». مَعَ ذٰلِكَ، بَارَكَ يَهْوَهُ غَيْرَتَهَا وَغَيْرَةَ بَاقِي ٱلنَّاشِرِينَ، إِذْ تَضُمُّ مَدِينَةُ نْيُويُورْكَ ٱلْيَوْمَ سِتَّ جَمَاعَاتٍ نَاطِقَةٍ بِٱلرُّوسِيَّةِ. وَقَدِ ٱعْتَمَدَ ١٥ شَخْصًا مِنْ تَلَامِيذِهَا، بَعْضُهُمُ ٱلْآنَ فَاتِحُونَ وَشُيُوخٌ وَخُدَّامٌ فِي بَيْتَ إِيلَ. وَتُقَدِّرُ آيْرِين خِدْمَتَهَا كَثِيرًا وَتَقُولُ: «أَنَا سَعِيدَةٌ جِدًّا لِأَنِّي ٱخْتَرْتُ هٰذَا ٱلطَّرِيقَ».
١١ مَاذَا يَنْتُجُ حِينَ نَسْتَمِرُّ فِي ٱلْخِدْمَةِ رَغْمَ ٱلِٱضْطِهَادِ؟
١١ وَإِذَا قَدَّرْنَا خِدْمَتَنَا مِثْلَ بُولُسَ، نُدَاوِمُ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ رَغْمَ ٱلِٱضْطِهَادِ. (اع ١٤:١٩-٢٢) عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، وَاجَهَ إِخْوَتُنَا فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ ٱضْطِهَادًا عَنِيفًا بَيْنَ عَامَيْ ١٩٣٠ وَ ١٩٤٤. لٰكِنَّهُمُ ٱسْتَمَرُّوا يُبَشِّرُونَ. وَخَاضُوا مَعَارِكَ قَضَائِيَّةً عَدِيدَةً لِيَحْمُوا حَقَّهُمْ فِي ٱلْكِرَازَةِ. وَتَعْلِيقًا عَلَى أَحَدِ ٱلِٱنْتِصَارَاتِ ٱلْقَانُونِيَّةِ فِي ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ، قَالَ ٱلْأَخُ نُور عَامَ ١٩٤٣: «أَيُّهَا ٱلنَّاشِرُونَ، إِنَّ ثَبَاتَكُمْ هُوَ سَبَبُ ٱنْتِصَارَاتِنَا ٱلْقَضَائِيَّةِ. فَلَوْ لَمْ تَسْتَمِرُّوا فِي ٱلْكِرَازَةِ، لَمَا وَصَلَتْ أَيُّ قَضِيَّةٍ إِلَى ٱلْمَحْكَمَةِ ٱلْعُلْيَا». ثُمَّ أَضَافَ: «لِأَنَّ ٱلْإِخْوَةَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ يُدَاوِمُونَ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ وَلَا يَسْتَسْلِمُونَ، لَنْ يَنْتَصِرَ ٱلِٱضْطِهَادُ أَبَدًا». وَقَدْ حَقَّقَ ٱلْإِخْوَةُ فِي بُلْدَانٍ أُخْرَى ٱنْتِصَارَاتٍ مُمَاثِلَةً. مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ مَحَبَّتَنَا لِلْخِدْمَةِ تَتَغَلَّبُ عَلَى ٱلِٱضْطِهَادِ.
١٢ عَلَامَ أَنْتَ مُصَمِّمٌ؟
١٢ وَحِينَ نَعْتَبِرُ خِدْمَتَنَا كَنْزًا ثَمِينًا، لَا يَكُونُ هَمُّنَا ٱلْأَوَّلُ عَدَدَ ٱلسَّاعَاتِ. بَلْ نَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِنَا ‹لِنَشْهَدَ كَامِلًا بِٱلْبِشَارَةِ›. (اع ٢٠:٢٤؛ ٢ تي ٤:٥) وَقَدْ أَعْطَانَا يَهْوَهُ كَنْزًا ثَمِينًا آخَرَ لِكَيْ يُعِدَّنَا لِتَعْلِيمِ ٱلنَّاسِ.
اَلْحَقَائِقُ ٱلْقَيِّمَةُ ٱلَّتِي نَتَعَلَّمُهَا
١٣، ١٤ مَا هُوَ «ٱلْمَكْنِزُ» فِي مَتَّى ١٣:٥٢، وَكَيْفَ نَمْلَأُهُ؟
١٣ أَمَّا ٱلْكَنْزُ ٱلثَّالِثُ، فَهُوَ ٱلْحَقَائِقُ ٱلرُّوحِيَّةُ ٱلثَّمِينَةُ. فَيَهْوَهُ هُوَ إِلٰهُ ٱلْحَقِّ. (مز ٣١:٥؛ يو ١٧:١٧) وَهُوَ لَا يَبْخَلُ عَلَى خَائِفِيهِ، بَلْ يُطْلِعُهُمْ عَلَى هٰذِهِ ٱلْحَقَائِقِ. وَنَحْنُ نَجْمَعُهَا مُنْذُ سَمِعْنَا ٱلْحَقَّ لِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى. وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، صَارَ لَدَيْنَا «مَكْنِزٌ» مِنَ ٱلْجَوَاهِرِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْقَدِيمَةِ وَٱلْجَدِيدَةِ، مِنْ خِلَالِ قِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ وَحُضُورِ ٱلْمَحَافِلِ وَٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. (اقرأ متى ١٣:٥٢.) وَيَهْوَهُ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُضِيفَ إِلَى ‹مَكْنِزِنَا› حَقَائِقَ جَدِيدَةً حِينَ نَبْحَثُ عَنْهَا كَٱلْكُنُوزِ ٱلدَّفِينَةِ. (اقرإ الامثال ٢:٤-٧.) فَكَيْفَ نَفْعَلُ ذٰلِكَ؟
١٤ عَلَيْنَا أَنْ نَدْرُسَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ وَنَبْحَثَ فِيهَا بِدِقَّةٍ. وَهٰكَذَا نَكْتَشِفُ حَقَائِقَ «جَدِيدَةً». (يش ١:٨، ٩؛ مز ١:٢، ٣) ذَكَرَتْ هٰذِهِ ٱلْمَجَلَّةُ فِي عَدَدِهَا ٱلْأَوَّلِ فِي تَمُّوزَ (يُولْيُو) ١٨٧٩ أَنَّ ٱلْحَقَّ يُشْبِهُ زَهْرَةً صَغِيرَةً يُحِيطُ بِهَا ٱلْعُشْبُ ٱلضَّارُّ وَيَكَادُ يَخْنُقُهَا. لِذَا يَلْزَمُ أَنْ نَبْحَثَ عَنْهَا كَيْ نَجِدَهَا. وَعَلَيْنَا أَنْ نَنْحَنِيَ لِنَقْطِفَهَا. فَلْنَجْمَعِ ٱلْمَزِيدَ وَٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْأَزْهَارِ، أَوِ ٱلْحَقَائِقِ، وَلَا نَكْتَفِ بِزَهْرَةٍ وَاحِدَةٍ.
١٥ (أ) مَا هِيَ ٱلْحَقَائِقُ ‹ٱلْقَدِيمَةُ›؟ (ب) أَيَّةُ حَقَائِقَ تُقَدِّرُهَا أَنْتَ شَخْصِيًّا؟
١٥ وَمَاذَا عَنِ ٱلْحَقَائِقِ ‹ٱلْقَدِيمَةِ›؟ إِنَّهَا ٱلْحَقَائِقُ ٱلَّتِي تَعَلَّمْنَاهَا عِنْدَمَا بَدَأْنَا بِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. مَثَلًا، تَعَلَّمْنَا أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلْخَالِقُ وَيَنْبُوعُ ٱلْحَيَاةِ، وَأَنَّهُ يَعِدُ ٱلْبَشَرَ بِمُسْتَقْبَلٍ رَائِعٍ. وَعَرَفْنَا أَيْضًا أَنَّهُ بَذَلَ ٱبْنَهُ فِدْيَةً لِيُحَرِّرَنَا مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ. كَمَا فَهِمْنَا أَنَّ مَلَكُوتَهُ سَيُنْهِي يو ٣:١٦؛ رؤ ٤:١١؛ ٢١:٣، ٤.
ٱلْعَذَابَ وَٱلْأَلَمَ وَأَنَّنَا سَنَعِيشُ تَحْتَ حُكْمِهِ بِسَعَادَةٍ وَسَلَامٍ إِلَى ٱلْأَبَدِ. —١٦ مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ حِينَ يَتَعَدَّلُ فَهْمُنَا؟
١٦ أَحْيَانًا، يَتَعَدَّلُ فَهْمُنَا لِإِحْدَى نُبُوَّاتِ أَوْ آيَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ، يَلْزَمُ أَنْ نَأْخُذَ وَقْتَنَا فِي دَرْسِ ٱلْمَفْهُومِ ٱلْجَدِيدِ. (اع ١٧:١١؛ ١ تي ٤:١٥) وَلَا يَجِبُ أَنْ نَكْتَفِيَ بِمَعْرِفَةِ ٱلتَّعْدِيلِ، بَلْ عَلَيْنَا أَيْضًا أَنْ نَفْهَمَ أَسْبَابَهُ بِٱلتَّفْصِيلِ. وَهٰكَذَا نَزِيدُ عَلَى مَكْنِزِنَا فِي كُلِّ مَرَّةٍ جَوْهَرَةً جَدِيدَةً. وَلِمَ ذٰلِكَ ضَرُورِيٌّ؟
١٧، ١٨ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ؟
١٧ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يُذَكِّرُنَا بِمَا تَعَلَّمْنَاهُ. (يو ١٤:٢٥، ٢٦) وَهٰذَا يُسَاعِدُنَا أَثْنَاءَ ٱلْبِشَارَةِ. إِلَيْكَ مَا حَدَثَ مَعَ ٱلْأَخِ بِيتِر. عَامَ ١٩٧٠، بَدَأَ ٱلْخِدْمَةَ فِي بَيْتَ إِيلَ فِي بَرِيطَانِيَا بِعُمْرِ ١٩ سَنَةً. وَأَثْنَاءَ ٱلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ، ٱلْتَقَى رَجُلًا فِي خَمْسِينِيَّاتِهِ. وَسَأَلَهُ إِنْ كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَعْرِفَ ٱلْمَزِيدَ عَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَٱسْتَغْرَبَ ٱلرَّجُلُ وَقَالَ لَهُ إِنَّهُ حَاخَامٌ يَهُودِيٌّ. ثُمَّ سَأَلَهُ لِيَمْتَحِنَهُ: «بِأَيِّ لُغَةٍ كُتِبَ سِفْرُ دَانِيَالَ؟». فَأَجَابَهُ ٱلْأَخُ: «كُتِبَ جُزْءٌ مِنْهُ بِٱلْأَرَامِيَّةِ». وَيَتَذَكَّرُ بِيتِر قَائِلًا: «تَفَاجَأَ ٱلْحَاخَامُ لِأَنِّي عَرَفْتُ ٱلْجَوَابَ. حَتَّى أَنَا ٱسْتَغْرَبْتُ ذٰلِكَ جِدًّا. وَلٰكِنْ حِينَ عُدْتُ إِلَى ٱلْبَيْتِ، فَتَّشْتُ فِي ٱلْأَعْدَادِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَ إِسْتَيْقِظْ!. فَوَجَدْتُ مَقَالَةً تَذْكُرُ أَنَّ جُزْءًا مِنْ سِفْرِ دَانِيَالَ كُتِبَ بِٱلْأَرَامِيَّةِ». * وَهٰكَذَا نَرَى أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يُذَكِّرُنَا بِمَا قَرَأْنَاهُ سَابِقًا وَخَزَنَّاهُ فِي مَكْنِزِنَا. — لو ١٢:١١، ١٢؛ ٢١:١٣-١٥.
١٨ وَحِينَ نُقَدِّرُ ٱلْحِكْمَةَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ، نَرْغَبُ فِي تَعَلُّمِ ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْحَقَائِقِ ٱلثَّمِينَةِ. وَهٰذَا بِدَوْرِهِ يُجَهِّزُنَا جَيِّدًا لِتَعْلِيمِ ٱلْآخَرِينَ.
حَافِظْ عَلَى كُنُوزِكَ ٱلرُّوحِيَّةِ
١٩ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى تَقْدِيرِنَا لِلْكُنُوزِ ٱلرُّوحِيَّةِ؟
١٩ يَسْعَى ٱلشَّيْطَانُ وَعَالَمُهُ إِلَى إِضْعَافِ مَحَبَّتِنَا لِلْكُنُوزِ ٱلرُّوحِيَّةِ. فَإِذَا لَمْ نَنْتَبِهْ، يُمْكِنُ لِلْوَظِيفَةِ ٱلْمُرْبِحَةِ، ٱلْعَيْشِ بِرَفَاهِيَةٍ، أَوِ ٱلتَّبَاهِي بِٱلْمَعِيشَةِ أَنْ تُغْرِيَنَا بِسُهُولَةٍ. لٰكِنَّ ٱلرَّسُولَ يُوحَنَّا حَذَّرَنَا أَنَّ ٱلْعَالَمَ يَزُولُ وَكَذٰلِكَ شَهْوَتَهُ. (١ يو ٢:١٥-١٧) لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نَبْذُلَ مَا فِي وِسْعِنَا لِنُحَافِظَ عَلَى مَحَبَّتِنَا وَتَقْدِيرِنَا لِلْكُنُوزِ ٱلرُّوحِيَّةِ.
٢٠ كَيْفَ تَحْمِي كُنُوزَكَ ٱلرُّوحِيَّةَ؟
٢٠ إِذًا، تَجَنَّبْ كُلَّ مَا يُضْعِفُ مَحَبَّتَكَ لِلْمَلَكُوتِ. أَحِبَّ ٱلْخِدْمَةَ وَٱسْتَمِرَّ فِيهَا بِغَيْرَةٍ. اِبْحَثْ عَنِ ٱلْحَقَائِقِ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ. وَهٰكَذَا تَكْنِزُ لِنَفْسِكَ ‹كَنْزًا فِي ٱلسَّمٰوَاتِ، حَيْثُ لَا يَقْتَرِبُ سَارِقٌ وَلَا يُفْسِدُ عُثٌّ. فَحَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ، هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا›. — لو ١٢:٣٣، ٣٤.
^ الفقرة 17 فِي ٱلْأَصْلِ، كُتِبَتْ دَانِيَال ٢:٤ب إِلَى ٧:٢٨ بِٱلْأَرَامِيَّةِ.