قضية مهمة يواجهها البشر
‹يَعْلَمُونَ أَنَّكَ ٱسْمُكَ يَهْوَهُ، وَحْدَكَ ٱلْعَلِيُّ عَلَى كُلِّ ٱلْأَرْضِ›. — مز ٨٣:١٨.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٤٦، ١٣٦
١، ٢ (أ) أَيَّةُ قَضِيَّةٍ مُهِمَّةٍ يُوَاجِهُهَا ٱلْبَشَرُ؟ (ب) لِمَ يَجِبُ أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى هٰذِهِ ٱلْقَضِيَّةِ؟
كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ يُعْطُونَ ٱلْمَالَ أَهَمِّيَّةً كَبِيرَةً. فَكُلُّ هَمِّهِمْ أَنْ يَجْمَعُوا ٱلثَّرْوَةَ أَوْ يُحَافِظُوا عَلَيْهَا. أَمَّا آخَرُونَ فَيَعْتَبِرُونَ عَائِلَتَهُمْ، صِحَّتَهُمْ، أَوْ إِنْجَازَاتِهِمْ أَهَمَّ شَيْءٍ فِي ٱلْحَيَاةِ.
٢ لٰكِنَّ ٱلْبَشَرَ جَمِيعًا يُوَاجِهُونَ قَضِيَّةً أَهَمَّ بِكَثِيرٍ: تَأْيِيدَ سُلْطَانِ يَهْوَهَ. لِذَا يَجِبُ أَنْ نُرَكِّزَ عَلَيْهَا دَائِمًا، وَإِلَّا فَإِنَّ ٱلْمَشَاكِلَ أَوِ ٱلْهُمُومَ قَدْ تُلْهِينَا وَتُنْسِينَا أَهَمِّيَّتَهَا. أَمَّا إِذَا أَيَّدْنَا سُلْطَانَ ٱللهِ، فَهُوَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَحُلَّ مَشَاكِلَنَا وَنَقْتَرِبَ إِلَيْهِ.
لِمَ هٰذِهِ ٱلْقَضِيَّةُ مُهِمَّةٌ جِدًّا؟
٣ مَاذَا ٱدَّعَى ٱلشَّيْطَانُ بِشَأْنِ حُكْمِ ٱللهِ؟
٣ شَكَّكَ ٱلشَّيْطَانُ فِي حَقِّ يَهْوَهَ فِي ٱلْحُكْمِ. فَقَدِ ٱدَّعَى أَنَّ ٱللهَ حَاكِمٌ ظَالِمٌ لَا يَهْتَمُّ بِمَصْلَحَةِ ٱلْبَشَرِ. وَزَعَمَ أَنَّهُمْ يَعِيشُونَ حَيَاةً أَفْضَلَ تك ٣:١-٥) كَمَا لَمَّحَ أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ لَا يَخْدُمُ ٱللهَ مِنْ قَلْبِهِ، وَأَنَّهُ يَرْفُضُ حُكْمَهُ تَحْتَ ٱلضَّغْطِ. (اي ٢:٤، ٥) لِذَا سَمَحَ يَهْوَهُ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ لِيُظْهِرَ كَمْ تَكُونُ حَيَاةُ ٱلْبَشَرِ تَعِيسَةً بَعِيدًا عَنْهُ.
بِٱسْتِقْلَالٍ عَنْهُ. (٤ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ تُبَتَّ قَضِيَّةُ سُلْطَانِ يَهْوَهَ؟
٤ طَبْعًا، يَعْرِفُ يَهْوَهُ أَنَّ ٱدِّعَاءَاتِ ٱلشَّيْطَانِ كَاذِبَةٌ. فَلِمَ أَعْطَاهُ فُرْصَةً لِيُثْبِتَ مَزَاعِمَهُ؟ لِأَنَّ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلَّتِي أَثَارَهَا تَهُمُّ كُلَّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلذَّكِيَّةِ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ. (اقرإ المزمور ٨٣:١٨.) فَمُنْذُ رَفَضَ ٱلزَّوْجَانِ ٱلْأَوَّلَانِ حُكْمَ يَهْوَهَ، تَبِعَ كَثِيرُونَ خُطَاهُمَا. لِذٰلِكَ رُبَّمَا يَتَسَاءَلُ ٱلْبَعْضُ إِنْ كَانَتِ ٱدِّعَاءَاتُ ٱلشَّيْطَانِ صَحِيحَةً. وَبِمَا أَنَّ هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةَ لَمْ تُبَتَّ حَتَّى ٱلْآنَ، تَسْتَمِرُّ ٱلنِّزَاعَاتُ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَلٰكِنْ حِينَ يُبَرِّئُ يَهْوَهُ سُلْطَانَهُ، سَيَخْضَعُ ٱلْجَمِيعُ لِحُكْمِهِ ٱلْبَارِّ وَسَيَسُودُ ٱلسَّلَامُ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي كُلِّ ٱلْكَوْنِ. — اف ١:٩، ١٠.
٥ مَا هُوَ دَوْرُ ٱلْبَشَرِ ٱلْأُمَنَاءِ فِي قَضِيَّةِ سُلْطَانِ يَهْوَهَ؟
٥ إِذًا، سَيَتَبَرَّأُ سُلْطَانُ يَهْوَهَ لَا مَحَالَةَ. فَحُكْمُ ٱلشَّيْطَانِ وَٱلْبَشَرِ فَاشِلٌ وَمَصِيرُهُ ٱلزَّوَالُ. أَمَّا حُكْمُ ٱللهِ ٱلَّذِي يُمَثِّلُهُ ٱلْمَلَكُوتُ ٱلْمَسِيَّانِيُّ فَسَيَنْجَحُ وَيَثْبُتُ إِلَى ٱلْأَبَدِ. وَآنَذَاكَ، سَيَكُونُ ٱلْبَشَرُ ٱلْأُمَنَاءُ قَدْ بَرْهَنُوا أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَبْقَى وَلِيًّا لِلهِ وَيُؤَيِّدَ حُكْمَهُ. (اش ٤٥:٢٣، ٢٤) وَلِتَكُونَ وَاحِدًا مِنْهُمْ، عَلَيْكَ أَنْ تُدْرِكَ كَمْ مُهِمَّةٌ هِيَ قَضِيَّةُ سُلْطَانِ يَهْوَهَ.
تَبْرِئَةُ سُلْطَانِ يَهْوَهَ أَهَمُّ مِنْ خَلَاصِنَا
٦ كَمْ مُهِمٌّ هُوَ تَأْيِيدُ سُلْطَانِ يَهْوَهَ؟
٦ إِنَّ تَأْيِيدَ سُلْطَانِ يَهْوَهَ أَهَمُّ مِنْ سَعَادَتِنَا نَحْنُ ٱلْبَشَرَ. لٰكِنَّ ذٰلِكَ لَا يَعْنِي أَنَّ خَلَاصَنَا غَيْرُ مُهِمٍّ أَوْ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَهْتَمُّ بِنَا. تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي.
٧، ٨ مَاذَا تَعْنِي لَنَا تَبْرِئَةُ سُلْطَانِ ٱللهِ؟
٧ يُحِبُّ يَهْوَهُ ٱلْبَشَرَ كَثِيرًا، حَتَّى إِنَّهُ ضَحَّى بِٱبْنِهِ كَيْ نَنَالَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ. (يو ٣:١٦؛ ١ يو ٤:٩) وَإِذَا لَمْ يُتَمِّمْ يَهْوَهُ وُعُودَهُ، تَتَأَكَّدُ عِنْدَئِذٍ مَزَاعِمُ ٱلشَّيْطَانِ وَٱلْمُقَاوِمِينَ. فَٱلشَّيْطَانُ ٱدَّعَى أَنَّ ٱللهَ كَاذِبٌ وَظَالِمٌ وَيَمْنَعُ ٱلْخَيْرَ عَنِ ٱلْبَشَرِ. وَٱلْمُسْتَهْزِئُونَ يَقُولُونَ: «أَيْنَ هُوَ حُضُورُهُ ٱلْمَوْعُودُ هٰذَا؟ فَإِنَّهُ مُنْذُ رَقَدَ آبَاؤُنَا، كُلُّ شَيْءٍ بَاقٍ عَلَى حَالِهِ مِنْ بَدْءِ ٱلْخَلِيقَةِ». (٢ بط ٣:٣، ٤) إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ سَيَفِي بِوُعُودِهِ وَيُخَلِّصُ ٱلْأُمَنَاءَ عِنْدَمَا يُبَرِّئُ سُلْطَانَهُ. (اقرأ اشعيا ٥٥:١٠، ١١.) وَبِمَا أَنَّهُ حَاكِمٌ مُحِبٌّ، نَثِقُ أَنَّهُ سَيُحِبُّ وَيُقَدِّرُ خُدَّامَهُ ٱلْأَوْلِيَاءَ دَائِمًا. — خر ٣٤:٦.
٨ صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَهَ يَهْتَمُّ بِخَيْرِنَا وَخَلَاصِنَا، لٰكِنَّ تَبْرِئَةَ سُلْطَانِهِ أَهَمُّ بِكَثِيرٍ. لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى هٰذِهِ ٱلْقَضِيَّةِ وَنُؤَيِّدَ حُكْمَ يَهْوَهَ بِوَلَاءٍ.
يَهْوَهُ يُصَحِّحُ نَظْرَةَ أَيُّوبَ
٩ مَاذَا ٱدَّعَى ٱلشَّيْطَانُ بِشَأْنِ أَيُّوبَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٩ إِنَّ سِفْرَ أَيُّوبَ مِنْ أَقْدَمِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْمَكْتُوبَةِ. وَقِرَاءَتُهُ تُوضِحُ لَنَا كَمْ مُهِمٌّ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى سُلْطَانِ يَهْوَهَ نَظْرَةً صَحِيحَةً. فَقَدِ ٱدَّعَى ٱلشَّيْطَانُ أَنَّ أَيُّوبَ سَيَتَمَرَّدُ عَلَى ٱللهِ حِينَ يَمُرُّ بِضِيقَاتٍ. حَتَّى إِنَّهُ طَلَبَ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُنْزِلَ ٱلْبَلِيَّةَ بِهٰذَا ٱلرَّجُلِ ٱلْأَمِينِ. طَبْعًا، رَفَضَ يَهْوَهُ ذٰلِكَ. لٰكِنَّهُ سَمَحَ لِلشَّيْطَانِ أَنْ يُجَرِّبَ أَيُّوبَ قَائِلًا: «هَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ». (اقرأ ايوب ١:٧-١٢.) وَلَمْ يَمْضِ وَقْتٌ طَوِيلٌ حَتَّى خَسِرَ أَيُّوبُ خُدَّامَهُ، مُمْتَلَكَاتِهِ، وَأَوْلَادَهُ ٱلْعَشَرَةَ. وَقَدْ أَعْطَى ٱلشَّيْطَانُ ٱلِٱنْطِبَاعَ أَنَّ ٱللهَ سَبَبُ تِلْكَ ٱلْمَشَاكِلِ. (اي ١:١٣-١٩) ثُمَّ ضَرَبَ أَيُّوبَ بِمَرَضٍ مُؤْلِمٍ وَمُقْرِفٍ. (اي ٢:٧) وَلَا شَكَّ أَنَّ زَوْجَتَهُ وَأَصْحَابَهُ ٱلثَّلَاثَةَ ٱلزَّائِفِينَ زَادَوُا ٱلطِّينَ بِلَّةً بِكَلِمَاتِهِمِ ٱلْجَارِحَةِ. — اي ٢:٩؛ ٣:١١؛ ١٦:٢.
١٠ لِمَ ٱحْتَاجَ أَيُّوبُ إِلَى ٱلتَّقْوِيمِ رَغْمَ أَنَّهُ بَقِيَ وَلِيًّا لِلهِ؟
١٠ رَغْمَ كُلِّ ذٰلِكَ، لَمْ يُدِرْ أَيُّوبُ ظَهْرَهُ لِلهِ، وَبَرْهَنَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَاذِبٌ. (اي ٢٧:٥) لٰكِنَّ هٰذَا ٱلرَّجُلَ ٱلْأَمِينَ فَقَدَ ٱتِّزَانَهُ نَوْعًا مَا. فَقَدِ ٱنْشَغَلَ بِتَبْرِيرِ نَفْسِهِ، حَتَّى إِنَّهُ طَالَبَ أَنْ يَعْرِفَ سَبَبَ مُعَانَاتِهِ. (اي ٧:٢٠؛ ١٣:٢٤) نَظَرًا إِلَى مَا عَانَاهُ أَيُّوبُ، يَبْدُو تَصَرُّفُهُ مُبَرَّرًا لِلْوَهْلَةِ ٱلْأُولَى. لٰكِنَّ يَهْوَهَ رَأَى أَنَّ تَفْكِيرَهُ يَحْتَاجُ إِلَى تَقْوِيمٍ. فَمَاذَا قَالَ لَهُ؟
١١، ١٢ (أ) كَيْفَ قَوَّمَ يَهْوَهُ أَيُّوبَ؟ (ب) كَيْفَ تَجَاوَبَ أَيُّوبُ مَعَ ٱلْمَشُورَةِ؟
١١ خَاطَبَ يَهْوَهُ أَيُّوبَ مُطَوَّلًا فِي ٱلْإِصْحَاحَاتِ ٣٨ إِلَى ٤١. لٰكِنَّهُ لَمْ يُوضِحْ لَهُ سَبَبَ مُعَانَاتِهِ وَلَمْ يُعْطِهِ أَيَّةَ مُبَرِّرَاتٍ. بَلْ لَفَتَ نَظَرَهُ إِلَى مَسَائِلَ أَهَمَّ، وَسَاعَدَهُ كَيْ يُدْرِكَ أَنَّهُ صَغِيرٌ جِدًّا بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَهُ. (اقرأ ايوب ٣٨:١٨-٢١.) وَهٰكَذَا عَدَّلَ أَيُّوبُ تَفْكِيرَهُ.
١٢ وَلٰكِنْ هَلْ كَانَ يَهْوَهُ قَاسِيًا عِنْدَمَا أَعْطَى أَيُّوبَ هٰذِهِ ٱلْمَشُورَةَ؟ كَلَّا. وَأَيُّوبُ نَفْسُهُ لَمْ يَشْعُرْ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، بَلْ فَهِمَ ٱلْمَشُورَةَ وَقَدَّرَهَا. حَتَّى إِنَّهُ قَالَ: «أَتَرَاجَعُ، وَأَتُوبُ فِي ٱلتُّرَابِ وَٱلرَّمَادِ». (اي ٤٢:١-٦) كَمَا قَبِلَ ٱلنَّصِيحَةَ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا لَهُ ٱلشَّابُّ أَلِيهُو فِي وَقْتٍ سَابِقٍ. (اي ٣٢:٥-١٠) وَلِأَنَّهُ تَجَاوَبَ مَعَ ٱلْمَشُورَةِ وَعَدَّلَ تَفْكِيرَهُ، عَبَّرَ يَهْوَهُ أَمَامَ ٱلْجَمِيعِ أَنَّهُ رَاضٍ عَنْهُ. — اي ٤٢:٧، ٨.
١٣ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ أَيُّوبُ مِنْ مَشُورَةِ يَهْوَهَ بَعْدَمَا ٱنْتَهَتْ مِحْنَتُهُ؟
١٣ وَقَدْ «بَارَكَ يَهْوَهُ آخِرَةَ أَيُّوبَ أَكْثَرَ مِنْ أُولَاهُ». وَصَارَ لَهُ أَيْضًا «سَبْعَةُ بَنِينَ وَثَلَاثُ بَنَاتٍ». (اي ٤٢:١٢-١٤) وَمَعَ أَنَّ أَيُّوبَ أَحَبَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَوْلَادَ، لَا شَكَّ أَنَّهُ ٱشْتَاقَ إِلَى أَوْلَادِهِ ٱلَّذِينَ قَتَلَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ. وَهُوَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ لَمْ يَنْسَ ذِكْرَيَاتِهِ ٱلْمُؤْلِمَةَ. وَسَوَاءٌ عَرَفَ لَاحِقًا سَبَبَ مُعَانَاتِهِ أَوْ لَا، رُبَّمَا تَسَاءَلَ لِمَ كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَأَلَّمَ إِلَى هٰذَا ٱلْحَدِّ. لٰكِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي مَشُورَةِ ٱللهِ عَزَّاهُ وَسَاعَدَهُ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى نَظْرَةٍ صَحِيحَةٍ. (مز ٩٤:١٩) وَهٰكَذَا ٱسْتَفَادَ أَيُّوبُ مِنْ تِلْكَ ٱلْمَشُورَةِ حَتَّى بَعْدَمَا ٱنْتَهَتْ مِحْنَتُهُ.
١٤ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنِ ٱخْتِبَارِ أَيُّوبَ؟
١٤ نَحْنُ أَيْضًا نَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي ٱخْتِبَارِ أَيُّوبَ. فَهُوَ يُعَزِّينَا وَيُسَاعِدُنَا أَنْ نُصَحِّحَ تَفْكِيرَنَا. فَيَهْوَهُ حَفِظَ هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةَ فِي كَلِمَتِهِ «لِإِرْشَادِنَا، حَتَّى بِٱحْتِمَالِنَا وَبِٱلتَّعْزِيَةِ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ». (رو ١٥:٤) فَلْنَتَمَثَّلْ بِأَيُّوبَ وَنَبْقَ أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ فِي وَجْهِ ٱلْمَصَاعِبِ. وَلَا نَدَعِ ٱلْمَشَاكِلَ تُنْسِينَا أَهَمِّيَّةَ تَأْيِيدِ سُلْطَانِهِ.
١٥ مَاذَا يَنْتِجُ حِينَ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِلهِ فِي وَجْهِ ٱلْمِحَنِ؟
١٥ إِنَّ مِثَالَ هٰذَا ٱلرَّجُلِ ٱلْأَمِينِ يُعَزِّينَا. فَهُوَ يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْمِحَنَ لَيْسَتْ دَلِيلًا عَلَى غَضَبِ ام ٢٧:١١) كَمَا أَنَّ ٱحْتِمَالَهَا يُنْتِجُ «رِضَى ٱللهِ» وَيُقَوِّي رَجَاءَنَا. (اقرأ روما ٥:٣-٥.) إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، تَشْهَدُ رِوَايَةُ أَيُّوبَ أَنَّ «يَهْوَهَ حَنُونٌ جِدًّا وَرَحِيمٌ». (يع ٥:١١) وَهُوَ يُبَارِكُ ٱلَّذِينَ يَدْعَمُونَ سُلْطَانَهُ. وَحِينَ نُبْقِي ذٰلِكَ فِي بَالِنَا، ‹نَحْتَمِلُ إِلَى ٱلتَّمَامِ› بِصَبْرٍ وَفَرَحٍ. — كو ١:١١.
يَهْوَهَ، بَلْ فُرْصَةٌ لِنُثْبِتَ أَنَّنَا نُؤَيِّدُ سُلْطَانَهُ. (رَكِّزْ عَلَى قَضِيَّةِ سُلْطَانِ يَهْوَهَ
١٦ لِمَ عَلَيْنَا أَنْ نُذَكِّرَ أَنْفُسَنَا بِأَهَمِّيَّةِ دَعْمِ سُلْطَانِ يَهْوَهَ؟
١٦ أَحْيَانًا، تُصَعِّبُ عَلَيْنَا ٱلْمَشَاكِلُ أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى قَضِيَّةِ سُلْطَانِ يَهْوَهَ. حَتَّى ٱلْمَشَاكِلُ ٱلتَّافِهَةُ قَدْ تَسْحَقُنَا إِذَا بَقِينَا نُفَكِّرُ فِيهَا. لِذٰلِكَ عَلَيْنَا أَنْ نُذَكِّرَ أَنْفُسَنَا دَائِمًا بِأَهَمِّيَّةِ دَعْمِ سُلْطَانِ يَهْوَهَ.
١٧ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلِٱنْشِغَالُ بِعَمَلِ يَهْوَهَ أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى ٱلْقَضِيَّةِ ٱلْمُهِمَّةِ؟
١٧ وَيُسَاعِدُنَا ٱلِٱنْشِغَالُ بِعَمَلِ يَهْوَهَ أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى ٱلْقَضِيَّةِ ٱلْمُهِمَّةِ. لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ ٱلْأُخْتَ رِينِيه. فَقَدْ أُصِيبَتْ بِسَكْتَةٍ دِمَاغِيَّةٍ، وَكَانَتْ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ مَرِيضَةً بِٱلسَّرَطَانِ وَتُعَانِي آلَامًا مُبَرِّحَةً. لٰكِنَّهَا ٱسْتَغَلَّتْ وُجُودَهَا فِي ٱلْمُسْتَشْفَى لِتُبَشِّرَ ٱلْعَامِلِينَ وَٱلْمَرْضَى وَٱلزُّوَّارَ. وَفِي إِحْدَى ٱلْمَرَّاتِ، صَرَفَتْ ٨٠ سَاعَةً فِي ٱلْكِرَازَةِ خِلَالَ أُسْبُوعَيْنِ وَنِصْفٍ فَقَطْ. حَتَّى عِنْدَمَا أَشْرَفَتْ عَلَى ٱلْمَوْتِ، بَقِيَتْ مُرَكِّزَةً عَلَى تَأْيِيدِ سُلْطَانِ يَهْوَهَ. وَهٰذَا بِدَوْرِهِ خَفَّفَ مِنْ مُعَانَاتِهَا.
١٨ مَاذَا يُعَلِّمُنَا ٱخْتِبَارُ جِنِيفِر؟
١٨ طَبْعًا، عَلَيْنَا أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى قَضِيَّةِ سُلْطَانِ يَهْوَهَ عِنْدَمَا نُوَاجِهُ مَشَاكِلَ عَادِيَّةً أَيْضًا. مَثَلًا، ٱضْطُرَّتْ جِنِيفِر أَنْ تَنْتَظِرَ فِي ٱلْمَطَارِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فِيمَا كَانَتِ ٱلرِّحْلَاتُ تُلْغَى ٱلْوَاحِدَةُ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى. فَشَعَرَتْ بِٱلْوَحْدَةِ وَٱلتَّعَبِ. وَلٰكِنْ بَدَلَ أَنْ تُشْفِقَ عَلَى نَفْسِهَا، صَلَّتْ إِلَى يَهْوَهَ كَيْ يُسَاعِدَهَا أَنْ تَكْرِزَ لِلرُّكَّابِ ٱلْآخَرِينَ. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، بَشَّرَتْ عَدِيدِينَ وَوَزَّعَتْ مَطْبُوعَاتٍ كَثِيرَةً. تَقُولُ: «لَقَدْ بَارَكَنِي يَهْوَهُ خِلَالَ تِلْكَ ٱلْمِحْنَةِ وَقَوَّانِي كَيْ أُمَجِّدَ ٱسْمَهُ».
١٩ مَاذَا يُمَيِّزُ ٱلْعُبَّادَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ؟
١٩ إِنَّ شَعْبَ يَهْوَهَ وَحْدَهُمْ يُدْرِكُونَ أَهَمِّيَّةَ سُلْطَانِهِ. وَهٰذَا يُمَيِّزُنَا كَعُبَّادٍ حَقِيقِيِّينَ. فَلْيَسْتَمِرَّ كُلٌّ مِنَّا فِي دَعْمِ سُلْطَانِ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ.
٢٠ كَيْفَ يَشْعُرُ يَهْوَهُ حِيَالَ جُهُودِكَ لِدَعْمِ سُلْطَانِهِ؟
٢٠ خِتَامًا، ثِقْ أَنَّ يَهْوَهَ يُلَاحِظُ وَيُقَدِّرُ جُهُودَكَ فِيمَا تُؤَيِّدُ سُلْطَانَهُ، تَخْدُمُهُ بِأَمَانَةٍ، وَتَحْتَمِلُ ٱلْمِحَنَ. (مز ١٨:٢٥) وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنَرَى أَسْبَابًا إِضَافِيَّةً تُظْهِرُ لِمَ عَلَيْنَا أَنْ نَدْعَمَ سُلْطَانَ يَهْوَهَ وَكَيْفَ نَفْعَلُ ذٰلِكَ.