الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

كيف نخلع الشخصية القديمة نهائيا؟‏

كيف نخلع الشخصية القديمة نهائيا؟‏

‏«اِخْلَعُوا ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ مَعَ مُمَارَسَاتِهَا».‏ —‏ كو ٣:‏٩‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٨٣،‏ ١٢٩

١،‏ ٢ مَاذَا يُلَاحِظُ ٱلنَّاسُ فِي شُهُودِ يَهْوَهَ؟‏

يُلَاحِظُ كَثِيرُونَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ أَنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ مُمَيَّزُونَ.‏ مَثَلًا،‏ قَالَ ٱلْكَاتِبُ أَنْتُون غِيل عَنِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلَّذِينَ عَاشُوا فِي أَلْمَانِيَا ٱلنَّازِيَّةِ:‏ «اِسْتَهْدَفَ ٱلنَّازِيُّونَ شُهُودَ يَهْوَهَ بِشَكْلٍ خَاصٍّ .‏ .‏ .‏ وَبِحُلُولِ عَامِ ١٩٣٩،‏ كَانَ ٦٬٠٠٠ مِنْهُمْ فِي [مُعَسْكَرَاتِ ٱلِٱعْتِقَالِ]».‏ وَلٰكِنْ رَغْمَ ٱلِٱضْطِهَادِ ٱلشَّرِسِ،‏ كَانُوا «أَشْخَاصًا هَادِئِينَ يُتَّكَلُ عَلَيْهِمْ» وَحَافَظُوا عَلَى «أَمَانَتِهِمْ وَوَحْدَتِهِمْ».‏

٢ وَفِي جَنُوبِ إِفْرِيقْيَا أَيْضًا،‏ لَاحَظَ ٱلنَّاسُ ٱلصِّفَاتِ ٱلْجَمِيلَةَ ٱلَّتِي تُمَيِّزُ شَعْبَ ٱللهِ.‏ فَفِي ٱلْمَاضِي،‏ لَمْ يُسْمَحْ لِلْإِخْوَةِ مِنْ عُرُوقٍ مُخْتَلِفَةٍ أَنْ يَجْتَمِعُوا مَعًا.‏ وَلٰكِنْ فِي ١٨ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (‏دِيسَمْبِر)‏ ٢٠١١،‏ ٱجْتَمَعَ أَكْثَرُ مِنْ ٧٨٬٠٠٠ شَاهِدٍ لِحُضُورِ بَرْنَامَجٍ رُوحِيٍّ فِي أَكْبَرِ مَلَاعِبِ جُوهَانِّسْبُورْغ.‏ وَٱللَّافِتُ أَنَّهُمْ كَانُوا مِنْ عُرُوقٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنْ جَنُوبِ إِفْرِيقْيَا وَٱلْبُلْدَانِ ٱلْمُجَاوِرَةِ أَيْضًا.‏ قَالَ أَحَدُ مُدَرَاءِ ٱلْمَلْعَبِ:‏ «أَنْتُمْ مُهَذَّبُونَ جِدًّا.‏ وَقَدْ أُعْجِبْتُ بِلِبَاسِكُمُ ٱلْمُرَتَّبِ وَٱهْتِمَامِكُمْ بِتَنْظِيفِ ٱلْمَلْعَبِ.‏ لٰكِنَّ أَكْثَرَ مَا لَفَتَ نَظَرِي هُوَ ٱلتَّنَوُّعُ ٱلْعِرْقِيُّ بَيْنَكُمْ».‏

٣ لِمَاذَا أُخُوَّتُنَا ٱلْعَالَمِيَّةُ مُمَيَّزَةٌ؟‏

٣ تُؤَكِّدُ تَعْلِيقَاتٌ كَهٰذِهِ مِنْ غَيْرِ ٱلشُّهُودِ أَنَّ أُخُوَّتَنَا ٱلْعَالَمِيَّةَ فَرِيدَةٌ فِعْلًا.‏ (‏١ بط ٥:‏٩‏)‏ فَلِمَاذَا نَحْنُ مُمَيَّزُونَ عَنِ ٱلْهَيْئَاتِ ٱلْأُخْرَى؟‏ لِأَنَّنَا نَسْعَى بِٱجْتِهَادٍ ‹لِنَخْلَعَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ› وَ ‹نَلْبَسَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ› بِمُسَاعَدَةِ كَلِمَةِ ٱللهِ وَرُوحِهِ ٱلْقُدُسِ.‏ —‏ كو ٣:‏٩،‏ ١٠‏.‏

٤ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٤ بَعْدَمَا نَخْلَعُ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَجْتَهِدَ لِئَلَّا نَعُودَ إِلَيْهَا.‏ وَسَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ كَيْفَ نَخْلَعُ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ،‏ وَلِمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَقُومَ بِذٰلِكَ دُونَ تَأْخِيرٍ.‏ سَنَتَأَمَّلُ أَيْضًا فِي أَمْثِلَةٍ تُظْهِرُ أَنَّ ٱلتَّغْيِيرَ مُمْكِنٌ،‏ حَتَّى لَوْ كَانَ ٱلشَّخْصُ غَارِقًا فِي ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ.‏ وَسَنَرَى كَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلْعَوْدَةَ إِلَى مَاضِينَا.‏ وَهٰذِهِ ٱلتَّذْكِيرَاتُ ضَرُورِيَّةٌ لِلْجَمِيعِ،‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلَّذِينَ لَهُمْ سَنَوَاتٌ فِي ٱلْحَقِّ.‏ فَبَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ لَمْ يَنْتَبِهُوا،‏ وَرَجَعُوا إِلَى عَادَاتِهِمِ ٱلْقَدِيمَةِ.‏ لِذَا لَا نَسْتَغْرِبُ أَنْ يُحَذِّرَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ فَلْيَحْتَرِزْ لِئَلَّا يَسْقُطَ».‏ —‏ ١ كو ١٠:‏١٢‏.‏

‏«أَمِيتُوا» شَهَوَاتِكُمْ «مِنْ جِهَةِ ٱلْعَهَارَةِ»‏

٥ ‏(‏أ)‏ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نَخْلَعَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ دُونَ تَأْخِيرٍ؟‏ أَوْضِحْ.‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏ (‏ب)‏ بِحَسَبِ كُولُوسِّي ٣:‏٥-‏٩‏،‏ أَيَّةُ مُمَارَسَاتٍ تَرْتَبِطُ بِٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْقَدِيمَةِ؟‏

٥ مَاذَا تَفْعَلُ لَوِ ٱتَّسَخَتْ ثِيَابُكَ وَأَصْبَحَتْ رَائِحَتُهَا كَرِيهَةً؟‏ لَا شَكَّ أَنَّكَ تُغَيِّرُهَا بِأَسْرَعِ مَا يُمْكِنُ.‏ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ إِذَا أَدْرَكْنَا أَنَّنَا نُمَارِسُ عَادَةً يَكْرَهُهَا ٱللهُ،‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نَتْرُكَهَا دُونَ تَأْخِيرٍ.‏ وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَدَّدَ بَعْضَ ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ،‏ ثُمَّ أَوْصَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ قَائِلًا:‏ «اِطْرَحُوهَا عَنْكُمْ جَمِيعَهَا».‏ فَلْنُنَاقِشِ ٱلْآنَ ٱثْنَتَيْنِ مِنْهَا:‏ اَلْعَهَارَةَ وَٱلنَّجَاسَةَ.‏ —‏ اقرأ كولوسي ٣:‏٥-‏٩‏.‏

٦،‏ ٧ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ يُظْهِرُ بُولُسُ أَنَّ خَلْعَ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْقَدِيمَةِ يَتَطَلَّبُ إِجْرَاءَاتٍ حَازِمَةً؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ كَانَتْ حَيَاةُ سَاكُورَا،‏ وَمَاذَا سَاعَدَهَا أَنْ تَتَغَيَّرَ؟‏

٦ اَلْعَهَارَةُ.‏ تُشِيرُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَةُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْجِنْسِيَّةِ خَارِجَ ٱلزَّوَاجِ وَٱلْعَلَاقَاتِ ٱلْمِثْلِيَّةِ.‏ وَقَدْ أَوْصَى بُولُسُ رُفَقَاءَهُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ ‹يُمِيتُوا أَعْضَاءَ جَسَدِهِمْ مِنْ جِهَةِ ٱلْعَهَارَةِ›.‏ وَهٰذَا يَعْنِي أَنْ نَتَّخِذَ إِجْرَاءَاتٍ حَازِمَةً لِنَتَخَلَّصَ مِنَ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْجِنْسِيَّةِ ٱلْخَاطِئَةِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ هٰذَا ٱلصِّرَاعَ لَيْسَ سَهْلًا،‏ لٰكِنَّنَا نَقْدِرُ أَنْ نَرْبَحَهُ.‏

٧ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ سَاكُورَا مِنَ ٱلْيَابَان.‏ * فَمُنْذُ صِغَرِهَا،‏ كَانَتْ تَشْعُرُ بِٱلْوَحْدَةِ وَٱلْفَرَاغِ.‏ وَلِتَهْرُبَ مِنْ وَحْدَتِهَا،‏ بَدَأَتْ تُمَارِسُ ٱلْجِنْسَ بِعُمْرِ ١٥ سَنَةً.‏ وَكَانَتْ لَهَا عَلَاقَاتٌ مَعَ أَشْخَاصٍ مُخْتَلِفِينَ.‏ تُخْبِرُ بِخَجَلٍ:‏ «أَجْهَضْتُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ».‏ وَتُضِيفُ:‏ «فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ كَانَتْ عَلَاقَاتِي ٱلْفَاسِدَةُ تَمْنَحُنِي شُعُورًا بِٱلْأَمَانِ وَٱلثِّقَةِ بِٱلنَّفْسِ،‏ لِأَنِّي أَحْسَسْتُ أَنَّ هُنَاكَ مَنْ يُحِبُّنِي وَيَحْتَاجُ إِلَيَّ.‏ وَلٰكِنْ كُلَّمَا مَارَسْتُ ٱلْجِنْسَ،‏ ضَعُفَ هٰذَا ٱلشُّعُورُ».‏ إِلَّا أَنَّ سَاكُورَا بَدَأَتْ تَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِعُمْرِ ٢٣ سَنَةً،‏ وَأَحَبَّتْ مَا تَعَلَّمَتْهُ.‏ وَبِفَضْلِ مُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ،‏ ٱسْتَطَاعَتْ أَنْ تَتَوَقَّفَ عَنْ مُمَارَسَةِ ٱلْعَهَارَةِ وَتَتَغَلَّبَ عَلَى عَذَابِ ٱلضَّمِيرِ.‏ وَهِيَ ٱلْآنَ فَاتِحَةٌ عَادِيَّةٌ وَلَمْ تَعُدْ تُحِسُّ بِٱلْوَحْدَةِ.‏ تَقُولُ:‏ «أَنَا سَعِيدَةٌ جِدًّا لِأَنِّي أَشْعُرُ بِمَحَبَّةِ يَهْوَهَ يَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ».‏

اَلتَّغَلُّبُ عَلَى ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلنَّجِسَةِ

٨ مَاذَا تَشْمُلُ ٱلنَّجَاسَةُ؟‏

٨ اَلنَّجَاسَةُ.‏ لِهٰذِهِ ٱلْكَلِمَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَعْنًى وَاسِعٌ.‏ فَهِيَ لَا تَشْمُلُ ٱلْخَطَايَا ٱلْجِنْسِيَّةَ فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَيْضًا أُمُورًا مِثْلَ ٱلتَّدْخِينِ وَٱلْمَزْحِ ٱلْبَذِيءِ.‏ (‏٢ كو ٧:‏١؛‏ اف ٥:‏٣،‏ ٤‏)‏ كَمَا تُشِيرُ إِلَى مُمَارَسَاتٍ نَجِسَةٍ يَقُومُ بِهَا ٱلشَّخْصُ سِرًّا،‏ مِثْلِ قِرَاءَةِ ٱلْكُتُبِ ٱلْمُثِيرَةِ جِنْسِيًّا وَمُشَاهَدَةِ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ.‏ وَذٰلِكَ قَدْ يَدْفَعُهُ إِلَى مُمَارَسَةٍ نَجِسَةٍ أُخْرَى هِيَ ٱلْعَادَةُ ٱلسِّرِّيَّةُ.‏ —‏ كو ٣:‏٥‏.‏ *

٩ مَاذَا يَنْتِجُ عَنْ تَنْمِيَةِ ‹شَهْوَةٍ جِنْسِيَّةٍ› غَيْرِ مَضْبُوطَةٍ؟‏

٩ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَعْتَادُونَ مُشَاهَدَةَ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ،‏ يُنَمُّونَ ‹شَهْوَةً جِنْسِيَّةً› غَيْرَ مَضْبُوطَةٍ.‏ وَهٰذَا قَدْ يُسَبِّبُ ٱلْإِدْمَانَ عَلَى ٱلْجِنْسِ.‏ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ لَاحَظَ ٱلْعُلَمَاءُ أَنَّ إِدْمَانَ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ هُوَ كَٱلْإِدْمَانِ عَلَى ٱلْكُحُولِ وَٱلْمُخَدِّرَاتِ.‏ فَلَا عَجَبَ أَنْ تَكُونَ لَهُ آثَارٌ مُؤْذِيَةٌ مِثْلُ عَذَابِ ٱلضَّمِيرِ،‏ قِلَّةِ ٱلْإِنْتَاجِ فِي ٱلْعَمَلِ،‏ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلْعَائِلِيَّةِ،‏ ٱلطَّلَاقِ،‏ وَٱلِٱنْتِحَارِ.‏ ذَكَرَ رَجُلٌ بَعْدَمَا مَرَّتْ سَنَةٌ عَلَى تَحَرُّرِهِ مِنْ إِدْمَانِ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ:‏ «أَشْعُرُ أَخِيرًا أَنِّي ٱسْتَعَدْتُ كَرَامَتِي».‏

١٠ كَيْفَ تَخَلَّصَ رِيبَيْرُو مِنْ إِدْمَانِهِ عَلَى ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ؟‏

١٠ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلتَّحَرُّرَ مِنْ عَادَةِ مُشَاهَدَةِ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ لَيْسَ سَهْلًا،‏ لٰكِنَّهُ مُمْكِنٌ.‏ وَهٰذَا مَا يُظْهِرُهُ مِثَالُ رِيبَيْرُو فِي ٱلْبَرَازِيل.‏ فَقَدْ تَرَكَ ٱلْبَيْتَ بِعُمْرِ ٱلْمُرَاهَقَةِ،‏ وَعَمِلَ لَاحِقًا فِي مَرْكَزٍ لِإِعَادَةِ تَصْنِيعِ ٱلْوَرَقِ.‏ وَهُنَاكَ كَانَ يَجِدُ مَجَلَّاتٍ إِبَاحِيَّةً.‏ يُخْبِرُ:‏ «شَيْئًا فَشَيْئًا أَدْمَنْتُ عَلَى هٰذِهِ ٱلْمَوَادِّ.‏ حَتَّى إِنِّي كُنْتُ أَنْتَظِرُ بِفَارِغِ ٱلصَّبْرِ أَنْ تَخْرُجَ ٱلْمَرْأَةُ ٱلَّتِي أَعِيشُ مَعَهَا كَيْ أَتَفَرَّجَ عَلَى ٱلْأَفْلَامِ ٱلْإِبَاحِيَّةِ».‏ وَلٰكِنْ ذَاتَ يَوْمٍ،‏ وَجَدَ رِيبَيْرُو كِتَابَ سِرِّ ٱلسَّعَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ بَيْنَ كُدْسَةِ كُتُبٍ فِي مَكَانِ عَمَلِهِ.‏ فَٱلْتَقَطَهُ وَبَدَأَ يَقْرَأُ فِيهِ،‏ وَقَرَّرَ أَنْ يَدْرُسَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَ شُهُودِ يَهْوَهَ.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلتَّحَرُّرَ مِنْ عَادَتِهِ ٱلسَّيِّئَةِ ٱسْتَغْرَقَ وَقْتًا طَوِيلًا.‏ فَمَاذَا سَاعَدَهُ؟‏ يَقُولُ:‏ «بِفَضْلِ ٱلصَّلَاةِ وَدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلتَّأَمُّلِ فِيهِ،‏ ٱزْدَادَ تَقْدِيرِي تَدْرِيجِيًّا لِصِفَاتِ ٱللهِ.‏ وَهٰكَذَا غَلَبَتْ مَحَبَّتِي لِيَهْوَهَ عَلَى رَغْبَتِي فِي مُشَاهَدَةِ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ».‏ فَقَدْ سَاعَدَتْ كَلِمَةُ ٱللهِ وَرُوحُهُ ٱلْقُدُسُ رِيبَيْرُو أَنْ يَخْلَعَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ وَيَعْتَمِدَ،‏ وَهُوَ ٱلْآنَ شَيْخٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏

١١ كَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ؟‏

١١ لَاحِظْ أَنَّ رِيبَيْرُو لَمْ يَكْتَفِ بِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ بَلْ تَأَمَّلَ فِيهِ كَيْ تَصِلَ رِسَالَتُهُ إِلَى قَلْبِهِ.‏ كَمَا أَنَّهُ تَوَسَّلَ إِلَى يَهْوَهَ لِيُسَاعِدَهُ.‏ وَهٰكَذَا صَارَتْ مَحَبَّتُهُ لِيَهْوَهَ أَقْوَى مِنْ تَعَلُّقِهِ بِٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ.‏ فَلِكَيْ نَتَجَنَّبَ ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُحِبَّ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا وَنَكْرَهَ ٱلشَّرَّ.‏ —‏ اقرإ المزمور ٩٧:‏١٠‏.‏

تَرْكُ ٱلْغَضَبِ وَٱلْكَلَامِ ٱلْمُهِينِ وَٱلْكَذِبِ

١٢ مَاذَا مَكَّنَ سْتِيفِن أَنْ يَتْرُكَ ٱلْغَضَبَ وَٱلْكَلَامَ ٱلْمُهِينَ؟‏

١٢ بَعْضُ ٱلنَّاسِ يَغْضَبُونَ بِسُرْعَةٍ وَيُهِينُونَ ٱلْآخَرِينَ وَيَجْرَحُونَهُمْ بِكَلَامٍ قَاسٍ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ سُلُوكًا كَهٰذَا يُوَتِّرُ عَلَاقَتَهُمْ بِعَائِلَتِهِمْ.‏ يَتَذَكَّرُ أَبٌ مِنْ أُوسْتْرَالِيَا ٱسْمُهُ سْتِيفِن:‏ «كُنْتُ أَسُبُّ كَثِيرًا وَأَفْقِدُ أَعْصَابِي لِأَتْفَهِ ٱلْأَسْبَابِ.‏ فَٱفْتَرَقْنَا أَنَا وَزَوْجَتِي ٣ مَرَّاتٍ وَبَدَأْنَا إِجْرَاءَاتِ ٱلطَّلَاقِ».‏ وَلٰكِنْ بَعْدَمَا دَرَسَا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ مَعَ شُهُودِ يَهْوَهَ،‏ رَاحَ سْتِيفِن يُطَبِّقُ مَا يَتَعَلَّمُهُ.‏ وَٱلنَّتِيجَةُ؟‏ يُخْبِرُ:‏ «كُنْتُ فِي ٱلْمَاضِي مِثْلَ قُنْبُلَةٍ مَوْقُوتَةٍ جَاهِزَةٍ لِلِٱنْفِجَارِ عِنْدَ أَقَلِّ ٱسْتِفْزَازٍ.‏ أَمَّا ٱلْآنَ فَقَدْ تَحَسَّنَتْ حَيَاتُنَا ٱلْعَائِلِيَّةُ كَثِيرًا.‏ فَبِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ بِتُّ أَشْعُرُ بِٱلسَّلَامِ وَٱلْهُدُوءِ».‏ وَقَدْ تَعَيَّنَ سْتِيفِن خَادِمًا مُسَاعِدًا،‏ أَمَّا زَوْجَتُهُ فَفَاتِحَةٌ عَادِيَّةٌ مُنْذُ سَنَوَاتٍ.‏ وَيَصِفُهُ ٱلشُّيُوخُ فِي جَمَاعَتِهِ بِأَنَّهُ «أَخٌ هَادِئٌ وَمُجْتَهِدٌ وَمُتَوَاضِعٌ»،‏ وَلَا يَتَذَكَّرُونَ إِطْلَاقًا أَنَّهُمْ رَأَوْهُ مُنْفَعِلًا.‏ وَإِلَى مَنْ يَرْجِعُ ٱلْفَضْلُ فِي ذٰلِكَ؟‏ يُجِيبُ سْتِيفِن:‏ «مَا كُنْتُ لِأَتَمَتَّعَ بِهٰذِهِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلرَّائِعَةِ لَوْلَا أَنَّ يَهْوَهَ سَاعَدَنِي لِأُغَيِّرَ طَبْعِي تَغْيِيرًا كَامِلًا».‏

١٣ أَيُّ تَحْذِيرٍ نَجِدُهُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ وَلِمَ ٱلْغَضَبُ خَطِيرٌ؟‏

١٣ يُحَذِّرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ مِنَ ٱلْغَضَبِ وَٱلصِّيَاحِ وَكَلَامِ ٱلْإِهَانَةِ.‏ (‏اف ٤:‏٣١‏؛‏ اقرإ المزمور ٣٧:‏٨-‏١١‏.‏)‏ فَهٰذِهِ ٱلتَّصَرُّفَاتُ غَالِبًا مَا تُؤَدِّي إِلَى ٱلْعُنْفِ.‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلْغَضَبَ أَمْرٌ عَادِيٌّ فِي نَظَرِ ٱلْعَالَمِ،‏ فَهُوَ يُهِينُ خَالِقَنَا.‏ لِذٰلِكَ تَرَكَ كَثِيرُونَ طَبْعَهُمُ ٱلْحَادَّ وَلَبِسُوا ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ.‏

١٤ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَتَغَيَّرَ ٱلشَّخْصُ ٱلْعَنِيفُ؟‏

١٤ إِلَيْكَ أَيْضًا مِثَالَ هَانْزَ ٱلَّذِي يَخْدُمُ كَشَيْخٍ فِي ٱلنَّمْسَا.‏ يَصِفُهُ مُنَسِّقُ هَيْئَةِ ٱلشُّيُوخِ فِي جَمَاعَتِهِ بِأَنَّهُ «فِي مُنْتَهَى ٱللُّطْفِ».‏ لٰكِنَّ شَخْصِيَّةَ هَانْز كَانَتْ مُخْتَلِفَةً تَمَامًا فِي ٱلْمَاضِي.‏ فَفِي مُرَاهَقَتِهِ بَدَأَ يُكْثِرُ مِنْ شُرْبِ ٱلْكُحُولِ وَأَصْبَحَ عَنِيفًا جِدًّا.‏ حَتَّى إِنَّهُ سَكِرَ ذَاتَ يَوْمٍ وَقَتَلَ صَدِيقَتَهُ فِي فَوْرَةِ غَضَبٍ!‏ فَحُكِمَ عَلَيْهِ بِٱلسَّجْنِ ٢٠ سَنَةً.‏ فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَبْعُهُ ٱلْعَنِيفُ.‏ وَلٰكِنْ بَعْدَ مُدَّةٍ،‏ طَلَبَتْ أُمُّهُ مِنْ شَيْخٍ أَنْ يَزُورَهُ.‏ فَقَبِلَ هَانْز أَنْ يَدْرُسَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ.‏ يُخْبِرُ:‏ «لَمْ يَكُنْ سَهْلًا عَلَيَّ أَنْ أَخْلَعَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ.‏ وَلٰكِنْ شَجَّعَتْنِي آيَاتٌ مِثْلُ إِشَعْيَا ٥٥:‏٧ ٱلَّتِي تَقُولُ:‏ ‹لِيَتْرُكِ ٱلشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ›،‏ وَ ١ كُورِنْثُوس ٦:‏١١ ٱلَّتِي تَتَحَدَّثُ عَنْ أَشْخَاصٍ غَيَّرُوا سُلُوكَهُمْ قَائِلَةً:‏ ‹هٰكَذَا كَانَ بَعْضُكُمْ›.‏ وَعَلَى مَرِّ ٱلسَّنَوَاتِ،‏ صَبَرَ يَهْوَهُ عَلَيَّ وَسَاعَدَنِي بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ أَنْ أَلْبَسَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ».‏ وَقَدِ ٱعْتَمَدَ هَانْز وَهُوَ فِي ٱلسِّجْنِ،‏ وَأُطْلِقَ سَرَاحُهُ بَعْدَمَا قَضَى ١٧ سَنَةً وَنِصْفًا مِنْ عُقُوبَتِهِ.‏ يَقُولُ:‏ «أَنَا مُمْتَنٌّ لِيَهْوَهَ لِأَنَّهُ غَمَرَنِي بِرَحْمَتِهِ وَغُفْرَانِهِ».‏

١٥ أَيُّ مُمَارَسَةٍ شَائِعَةٌ بَيْنَ ٱلنَّاسِ،‏ وَمَاذَا يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْهَا؟‏

١٥ اَلْكَذِبُ هُوَ وَجْهٌ آخَرُ لِلشَّخْصِيَّةِ ٱلْقَدِيمَةِ.‏ وَمِنَ ٱلشَّائِعِ مَثَلًا أَنْ يَكْذِبَ ٱلنَّاسُ لِيَتَهَرَّبُوا مِنَ ٱلضَّرَائِبِ أَوْ يُفْلِتُوا مِنَ ٱلْعِقَابِ.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ يَهْوَهُ هُوَ «إِلٰهُ ٱلْحَقِّ».‏ (‏مز ٣١:‏٥‏)‏ وَهُوَ يُوصِينَا:‏ «تَكَلَّمُوا بِٱلْحَقِّ كُلٌّ مَعَ قَرِيبِهِ» وَ «لَا تَكْذِبُوا».‏ (‏اف ٤:‏٢٥؛‏ كو ٣:‏٩‏)‏ لِذٰلِكَ نَقُولُ ٱلْحَقِيقَةَ دَائِمًا،‏ حَتَّى لَوْ تَعَرَّضْنَا لِلْإِحْرَاجِ أَوِ ٱلْمَشَاكِلِ.‏ —‏ ام ٦:‏١٦-‏١٩‏.‏

كَيْفَ نَجَحُوا فِي صِرَاعِهِمْ؟‏

١٦ كَيْفَ نَنْجَحُ فِي خَلْعِ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْقَدِيمَةِ؟‏

١٦ لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَخْلَعَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ بِقُوَّتِنَا.‏ صَحِيحٌ أَنَّ سَاكُورَا وَرِيبَيْرُو وَسْتِيفِن وَهَانْز بَذَلُوا جُهْدًا كَبِيرًا لِيَتَخَلَّصُوا مِنْ عَادَاتِهِمِ ٱلسَّيِّئَةِ،‏ لٰكِنَّهُمْ نَجَحُوا بِفَضْلِ دَعْمِ كَلِمَةِ ٱللهِ وَرُوحِهِ ٱلْقُدُسِ.‏ (‏لو ١١:‏١٣؛‏ عب ٤:‏١٢‏)‏ فَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ نَحْنُ أَيْضًا مِنْ هٰذَا ٱلدَّعْمِ؟‏ بِقِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلتَّأَمُّلِ فِيهِ يَوْمِيًّا،‏ وَكَذٰلِكَ بِٱلصَّلَاةِ دَوْمًا كَيْ يُعْطِيَنَا يَهْوَهُ ٱلْقُوَّةَ وَٱلْحِكْمَةَ لِنُطَبِّقَ تَوْجِيهَهُ.‏ (‏يش ١:‏٨؛‏ مز ١١٩:‏٩٧؛‏ ١ تس ٥:‏١٧‏)‏ كَمَا عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَعِدَّ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ وَنَحْضُرَهَا بِٱنْتِظَامٍ.‏ (‏عب ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَسْتَغِلَّ ٱلْوَسَائِلَ ٱلْمُتَنَوِّعَةَ ٱلَّتِي يَصِلُنَا ٱلطَّعَامُ ٱلرُّوحِيُّ بِوَاسِطَتِهَا.‏ —‏ لو ١٢:‏٤٢‏.‏

كَيْفَ نَنْجَحُ فِي خَلْعِ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْقَدِيمَةِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٦.‏)‏

١٧ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

١٧ لَقَدْ تَأَمَّلْنَا فِي مُمَارَسَاتٍ عَدِيدَةٍ يَلْزَمُ أَنْ يَتْرُكَهَا ٱلْمَسِيحِيُّونَ.‏ وَلٰكِنْ هَلْ هٰذَا كَافٍ لِنَيْلِ رِضَى ٱللهِ؟‏ كَلَّا.‏ فَيَلْزَمُ أَيْضًا أَنْ نَلْبَسَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ وَنُحَافِظَ عَلَيْهَا.‏ وَهٰذَا مَا سَنُنَاقِشُهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏