الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

دروس من رؤى زكريا

دروس من رؤى زكريا

‏«اِرْجِعُوا إِلَيَّ .‏ .‏ .‏ فَأَرْجِعَ إِلَيْكُمْ».‏ ‏—‏ زك ١:‏٣‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٢٠،‏ ١١٧

١-‏٣ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ كَانَ وَضْعُ شَعْبِ يَهْوَهَ حِينَ بَدَأَ زَكَرِيَّا يَتَنَبَّأُ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ طَلَبَ يَهْوَهُ مِنْ شَعْبِهِ أَنْ ‹يَرْجِعُوا إِلَيْهِ›؟‏

دَرْجٌ طَائِرٌ،‏ ٱمْرَأَةٌ مَحْبُوسَةٌ فِي سَلَّةٍ،‏ وَٱمْرَأَتَانِ تُحَلِّقَانِ بِأَجْنِحَةٍ كَأَجْنِحَةِ ٱللَّقْلَقِ.‏ مَا هٰذِهِ إِلَّا بَعْضُ ٱلْمَشَاهِدِ ٱلْمُثِيرَةِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي سِفْرِ زَكَرِيَّا.‏ (‏زك ٥:‏١،‏ ٧-‏٩‏)‏ فَلِمَ أَرَاهُ يَهْوَهُ هٰذِهِ ٱلْمَشَاهِدَ ٱلْغَرِيبَةَ؟‏ كَيْفَ كَانَتْ حَالُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَيَّامَ زَكَرِيَّا؟‏ وَكَيْفَ يُفِيدُنَا ٱلْيَوْمَ مَا رَآهُ؟‏

٢ حَمَلَ عَامُ ٥٣٧ ق‌م فَرَحًا عَظِيمًا إِلَى شَعْبِ يَهْوَهَ.‏ فَبَعْدَ ٧٠ سَنَةً فِي ٱلسَّبْيِ،‏ تَحَرَّرُوا أَخِيرًا مِنْ بَابِلَ.‏ وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ مُتَحَمِّسِينَ لِيُعِيدُوا بِنَاءَ ٱلْهَيْكَلِ وَيَعْبُدُوا يَهْوَهَ هُنَاكَ.‏ وَحِينَ وَضَعُوا أَسَاسَاتِهِ عَامَ ٥٣٦ ق‌م،‏ فَرِحُوا كَثِيرًا وَهَتَفُوا «هُتَافًا عَالِيًا حَتَّى كَانَ ٱلصَّوْتُ يُسْمَعُ مِنْ بَعِيدٍ».‏ (‏عز ٣:‏١٠-‏١٣‏)‏ وَلٰكِنْ مَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ ٱشْتَدَّتْ عَلَيْهِمِ ٱلْمُقَاوَمَةُ.‏ فَضَعُفَتْ مَعْنَوِيَّاتُهُمْ وَتَوَقَّفُوا عَنْ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ.‏ وَرَاحُوا يَبْنُونَ بُيُوتَهُمْ وَيَزْرَعُونَ حُقُولَهُمْ.‏ وَبَقِيَ ٱلْوَضْعُ عَلَى هٰذِهِ ٱلْحَالِ ١٦ سَنَةً.‏ لِذَا كَانَ ٱلشَّعْبُ بِحَاجَةٍ إِلَى مَنْ يُذَكِّرُهُمْ بِأَنْ يَرْجِعُوا إِلَى يَهْوَهَ،‏ بَدَلَ أَنْ يَسْعَوْا وَرَاءَ مَصَالِحِهِمْ.‏ فَيَهْوَهُ أَرَادَ أَنْ يَعْبُدُوهُ مُجَدَّدًا بِغَيْرَةٍ وَشَجَاعَةٍ.‏

٣ لِذَا أَرْسَلَ يَهْوَهُ نَبِيَّهُ زَكَرِيَّا عَامَ ٥٢٠ ق‌م لِيُذَكِّرَ شَعْبَهُ لِمَ حَرَّرَهُمْ مِنْ بَابِلَ.‏ وَٱلِٱسْمُ زَكَرِيَّا،‏ ٱلَّذِي يَعْنِي «يَهْوَهُ يَتَذَكَّرُ»،‏ يَلْفِتُ ٱلِٱنْتِبَاهَ إِلَى حَقِيقَةٍ مُهِمَّةٍ.‏ فَٱللهُ ظَلَّ يَتَذَكَّرُ شَعْبَهُ،‏ مَعَ أَنَّهُمْ نَسُوا مَا فَعَلَهُ مِنْ أَجْلِهِمْ.‏ ‏(‏اقرأ زكريا ١:‏٣،‏ ٤‏.‏)‏ وَمِنْ خِلَالِ هٰذَا ٱلنَّبِيِّ،‏ أَكَّدَ يَهْوَهُ لَهُمْ بِمَحَبَّةٍ أَنَّهُ سَيُسَاعِدُهُمْ عَلَى رَدِّ ٱلْعِبَادَةِ ٱلنَّقِيَّةِ.‏ لٰكِنَّهُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ،‏ حَذَّرَهُمْ أَنَّهُ لَنْ يَقْبَلَ عِبَادَتَهُمْ إِلَّا إِذَا كَانَتْ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِمْ.‏ فَلْنَرَ كَيْفَ شَجَّعَهُمْ عَلَى ٱلْعَمَلِ بِوَاسِطَةِ رُؤْيَا زَكَرِيَّا ٱلسَّادِسَةِ وَٱلسَّابِعَةِ.‏ وَلْنَتَأَمَّلْ أَيْضًا فِي دُرُوسٍ تُفِيدُنَا ٱلْيَوْمَ.‏

يَهْوَهُ يُعَاقِبُ عَلَى ٱلسَّرِقَةِ

٤ مَاذَا شَاهَدَ زَكَرِيَّا فِي ٱلرُّؤْيَا ٱلسَّادِسَةِ،‏ وَعَلَامَ تَدُلُّ كِتَابَةُ ٱلرِّسَالَةِ عَلَى جِهَتَيِ ٱلدَّرْجِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ ١ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٤ يَبْدَأُ ٱلْإِصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ مِنْ زَكَرِيَّا بِرُؤْيَا غَرِيبَةٍ.‏ ‏(‏اقرأ زكريا ٥:‏١،‏ ٢‏.‏)‏ فَٱلنَّبِيُّ يَرَى دَرْجًا طَائِرًا فِي ٱلْهَوَاءِ،‏ طُولُهُ ٩ م وَعَرْضُهُ ٤٬٥ م تَقْرِيبًا.‏ وَهُوَ مَفْتُوحٌ وَجَاهِزٌ لِيُقْرَأَ،‏ وَيَتَضَمَّنُ رِسَالَةَ دَيْنُونَةٍ مَكْتُوبَةً عَلَيْهِ مِنَ ٱلْجِهَتَيْنِ.‏ (‏زك ٥:‏٣‏)‏ وَبِمَا أَنَّ ٱلنَّاسَ ٱعْتَادُوا أَنْ يَكْتُبُوا عَلَى جِهَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ،‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلدَّرْجَ يَحْتَوِي عَلَى رِسَالَةٍ مُهِمَّةٍ جِدًّا.‏

يَتَجَنَّبُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلسَّرِقَةَ بِكُلِّ أَشْكَالِهَا (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ٥-‏٧.‏)‏

٥،‏ ٦ كَيْفَ يَنْظُرُ يَهْوَهُ إِلَى ٱلسَّرِقَةِ بِكُلِّ أَنْوَاعِهَا؟‏

٥ اقرأ زكريا ٥:‏٣،‏ ٤‏.‏ اَلْبَشَرُ جَمِيعًا مَسْؤُولُونَ عَنْ تَصَرُّفَاتِهِمْ أَمَامَ يَهْوَهَ.‏ فَكَمْ بِٱلْأَكْثَرِ شَعْبُهُ!‏ فَهُمْ يَحْمِلُونَ ٱسْمَهُ،‏ وَيَعْرِفُونَ أَنَّ ٱلسَّرِقَةَ بِكُلِّ أَشْكَالِهَا تُهِينُ ‹ٱسْمَ إِلٰهِهِمْ›.‏ (‏ام ٣٠:‏٨،‏ ٩‏)‏ وَمَهْمَا كَانَتْ مُبَرِّرَاتُ ٱلسَّارِقِ أَوْ دَافِعُهُ،‏ فَهُوَ يَضَعُ رَغْبَتَهُ ٱلْجَشِعَةَ قَبْلَ يَهْوَهَ وَٱسْمِهِ وَشَرَائِعِهِ.‏

٦ وَلٰكِنْ لَاحِظْ أَنَّ زَكَرِيَّا ٥:‏٣،‏ ٤ تَقُولُ إِنَّ «ٱللَّعْنَةَ .‏ .‏ .‏ تَدْخُلُ بَيْتَ ٱلسَّارِقِ .‏ .‏ .‏ وَتَبِيتُ فِي وَسَطِ بَيْتِهِ وَتُفْنِيهِ».‏ فَمَا مِنْ عَائِقٍ يَقِفُ فِي طَرِيقِ دَيْنُونَةِ يَهْوَهَ،‏ وَلَا يَسْتَطِيعُ أَيُّ خَاطِئٍ بَيْنَ شَعْبِهِ أَنْ يَخْتَبِئَ مِنْهَا.‏ حَتَّى لَوْ أَخْفَى ٱلسَّارِقُ فِعْلَتَهُ عَنِ ٱلشُّرْطَةِ أَوْ مُدِيرِهِ أَوِ شُيُوخِ جَمَاعَتِهِ أَوْ وَالِدَيْهِ،‏ فَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُخْفِيَهَا عَنِ ٱللهِ.‏ فَيَهْوَهُ يُؤَكِّدُ أَنَّ كُلَّ سَرِقَةٍ سَتُكْشَفُ حَتْمًا.‏ (‏عب ٤:‏١٣‏)‏ فَكَمْ يَسُرُّنَا أَنْ نُعَاشِرَ أَشْخَاصًا يَجْتَهِدُونَ لِيَكُونُوا أُمَنَاءَ «فِي كُلِّ شَيْءٍ»!‏ —‏ عب ١٣:‏١٨‏.‏

٧ كَيْفَ نَتَجَنَّبُ لَعْنَةَ ٱلدَّرْجِ ٱلطَّائِرِ،‏ أَيْ دَيْنُونَةَ يَهْوَهَ؟‏

٧ إِنَّ كُلَّ أَنْوَاعِ ٱلسَّرِقَةِ تُهِينُ يَهْوَهَ.‏ أَمَّا حِينَ نَعِيشُ بِحَسَبِ مَبَادِئِهِ ٱلسَّامِيَةِ،‏ فَنُمَجِّدُ ٱسْمَهُ بِسُلُوكِنَا.‏ وَهٰكَذَا لَا نَنَالُ دَيْنُونَةَ ٱلَّذِينَ يَكْسِرُونَ شَرَائِعَهُ عَنْ قَصْدٍ.‏

أَوْفِ نُذُورَكَ «يَوْمًا فَيَوْمًا»‏

٨-‏١٠ ‏(‏أ)‏ مَا هُوَ ٱلْحَلْفُ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ حَلْفٍ نَقَضَهُ ٱلْمَلِكُ صِدْقِيَّا؟‏

٨ يَحْمِلُ ٱلدَّرْجُ ٱلطَّائِرُ أَيْضًا تَحْذِيرًا لِلَّذِينَ ‹يَحْلِفُونَ بِٱسْمِ ٱللهِ زُورًا›.‏ (‏زك ٥:‏٤‏)‏ وَٱلْحَلْفُ يَعْنِي أَنْ يُقْسِمَ ٱلشَّخْصُ لِيَشْهَدَ عَلَى صِحَّةِ وَاقِعٍ مُعَيَّنٍ،‏ أَوْ أَنْ يَعِدَ بِتَنْفِيذِ أَمْرٍ مَا أَوْ بِٱلِٱمْتِنَاعِ عَنْهُ.‏

٩ وَٱلْحَلْفُ بِٱسْمِ يَهْوَهَ مَسْأَلَةٌ خَطِيرَةٌ جِدًّا.‏ لِنَأْخُذْ مَثَلًا مَا حَدَثَ مَعَ صِدْقِيَّا،‏ آخِرِ مَلِكٍ حَكَمَ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ فَقَدْ حَلَفَ بِٱسْمِ يَهْوَهَ أَنْ يَخْضَعَ لِمَلِكِ بَابِلَ،‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يُتَمِّمْ وَعْدَهُ.‏ وَٱلنَّتِيجَةُ؟‏ أَدَانَ يَهْوَهُ صِدْقِيَّا قَائِلًا:‏ «مَنِ ٱحْتَقَرَ قَسَمَهُ وَنَقَضَ عَهْدَهُ،‏ فِي ذٰلِكَ ٱلْمَكَانِ فِي وَسَطِ بَابِلَ يَمُوتُ».‏ —‏ حز ١٧:‏١٦‏.‏

١٠ فَبِمَا أَنَّ صِدْقِيَّا حَلَفَ بِٱسْمِ يَهْوَهَ،‏ كَانَ مَسْؤُولًا أَمَامَهُ أَنْ يَفِيَ بِوَعْدِهِ.‏ (‏٢ اخ ٣٦:‏١٣‏)‏ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَلْتَزِمْ بِكَلَامِهِ،‏ وَٱسْتَنْجَدَ بِمِصْرَ فِي مُحَاوَلَةٍ فَاشِلَةٍ لِلتَّحَرُّرِ مِنْ بَابِلَ.‏ —‏ حز ١٧:‏١١-‏١٥،‏ ١٧،‏ ١٨‏.‏

١١،‏ ١٢ ‏(‏أ)‏ مَا أَهَمُّ وَعْدٍ نَقْطَعُهُ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱنْتِذَارُنَا عَلَى حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ؟‏

١١ يَسْمَعُ يَهْوَهُ وُعُودَنَا نَحْنُ أَيْضًا،‏ وَهِيَ مُهِمَّةٌ فِي نَظَرِهِ.‏ لِذَا يَلْزَمُ أَنْ نَفِيَ بِهَا لِكَيْ نُرْضِيَهُ.‏ (‏مز ٧٦:‏١١‏)‏ وَأَهَمُّ وَعْدٍ نَقْطَعُهُ هُوَ ٱنْتِذَارُنَا لِيَهْوَهَ،‏ أَيِ ٱلْوَعْدُ بِأَنْ نَخْدُمَهُ مَهْمَا حَدَثَ فِي حَيَاتِنَا.‏

١٢ وَكَيْفَ نُبَرْهِنُ أَنَّنَا مُلْتَزِمُونَ بِٱنْتِذَارِنَا؟‏ مِنْ خِلَالِ مَوَاقِفِنَا فِي ٱلتَّجَارِبِ ٱلصَّغِيرَةِ وَٱلْكَبِيرَةِ.‏ فَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ،‏ نُظْهِرُ أَنَّنَا لَا نَسْتَخِفُّ بِوَعْدِنَا أَنْ نُمَجِّدَ يَهْوَهَ «يَوْمًا فَيَوْمًا».‏ (‏مز ٦١:‏٨‏)‏ مَثَلًا،‏ مَاذَا لَوْ غَازَلَنَا شَخْصٌ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ أَوْ مَكَانِ ٱلْعَمَلِ؟‏ هَلْ نَصُدُّ مُحَاوَلَاتِهِ،‏ وَنُظْهِرُ بِٱلتَّالِي أَنَّنَا ‹نُسَرُّ بِطُرُقِ› يَهْوَهَ؟‏ (‏ام ٢٣:‏٢٦‏)‏ وَمَاذَا لَوْ كُنَّا ٱلْوَحِيدِينَ مِنْ عَائِلَتِنَا فِي ٱلْحَقِّ؟‏ هَلْ نَطْلُبُ مُسَاعَدَةَ يَهْوَهَ لِنَعْكِسَ ٱلصِّفَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةَ دَائِمًا؟‏ وَمَهْمَا كَانَتْ ظُرُوفُنَا،‏ فَهَلْ نَشْكُرُ يَهْوَهَ يَوْمِيًّا عَلَى مَحَبَّتِهِ وَإِرْشَادِهِ؟‏ وَهَلْ نُخَصِّصُ ٱلْوَقْتَ لِقِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَوْمِيًّا؟‏ نَحْنُ فِعْلِيًّا وَعَدْنَا يَهْوَهَ بِهٰذِهِ ٱلْأُمُورِ حِينَ ٱنْتَذَرْنَا.‏ وَلِكَيْ نُتَمِّمَ ٱنْتِذَارَنَا وَنُثْبِتَ مَحَبَّتَنَا لَهُ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُطِيعَهُ وَنَخْدُمَهُ بِكُلِّ قَلْبِنَا.‏ فَعِبَادَتُنَا لَيْسَتْ شَكْلِيَّةً،‏ بَلْ جُزْءٌ لَا يَتَجَزَّأُ مِنْ حَيَاتِنَا.‏ وَٱلْوَفَاءُ بِٱنْتِذَارِنَا هُوَ لِخَيْرِنَا.‏ فَإِذَا حَافَظْنَا عَلَى أَمَانَتِنَا،‏ نَنْعَمُ بِمُسْتَقْبَلٍ سَعِيدٍ.‏ —‏ تث ١٠:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

١٣ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ رُؤْيَا زَكَرِيَّا ٱلسَّادِسَةِ؟‏

١٣ إِذًا،‏ مَاذَا تُظْهِرُ لَنَا رُؤْيَا زَكَرِيَّا ٱلسَّادِسَةُ؟‏ عَلَى مُحِبِّي يَهْوَهَ أَنْ يَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَشْكَالِ ٱلسَّرِقَةِ وَيَفُوا بِوُعُودِهِمْ.‏ وَيَهْوَهُ وَفَى بِوَعْدِهِ وَلَمْ يَتَخَلَّ عَنِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ رَغْمَ تَقْصِيرَاتِهِمْ.‏ فَقَدْ تَفَهَّمَ ٱلضُّغُوطَ ٱلَّتِي وَاجَهُوهَا بِسَبَبِ ٱلْأَعْدَاءِ مِنْ حَوْلِهِمْ.‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَا يَرْسُمُ لَنَا ٱلْمِثَالَ فِي ٱلْوَفَاءِ بِٱلْوُعُودِ فَحَسْبُ،‏ بَلْ يُسَاعِدُنَا أَيْضًا لِنَفِيَ بِوُعُودِنَا.‏ فَهُوَ يُطَمْئِنُنَا مَثَلًا بِأَنَّهُ سَيُزِيلُ عَمَّا قَرِيبٍ كُلَّ ٱلشَّرِّ مِنَ ٱلْأَرْضِ.‏ وَهٰذَا مَا تُؤَكِّدُهُ رُؤْيَا زَكَرِيَّا ٱلتَّالِيَةُ.‏

اَلشَّرُّ يُوضَعُ «‏فِي مَكَانِهِ»‏

١٤،‏ ١٥ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يُشَاهِدُ زَكَرِيَّا فِي ٱلرُّؤْيَا ٱلسَّابِعَةِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ ٢ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏ (‏ب)‏ مَاذَا تُمَثِّلُ ٱلْمَرْأَةُ دَاخِلَ ٱلسَّلَّةِ،‏ وَلِمَ يُغْلِقُ ٱلْمَلَاكُ عَلَيْهَا؟‏

١٤ بَعْدَمَا يَرَى زَكَرِيَّا ٱلدَّرْجَ ٱلطَّائِرَ،‏ يَقُولُ لَهُ ٱلْمَلَاكُ أَنْ ‹يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ›.‏ فَمَاذَا يُشَاهِدُ فِي ٱلرُّؤْيَا ٱلسَّابِعَةِ؟‏ يَرَى أَوَّلًا سَلَّةً تُسَمَّى «إِيفَةً».‏ ‏(‏اقرأ زكريا ٥:‏٥-‏٨‏.‏)‏ وَهٰذِهِ ٱلسَّلَّةُ مُتَوَسِّطَةُ ٱلْحَجْمِ،‏ وَلَهَا «غِطَاءٌ مُسْتَدِيرٌ مِنْ رَصَاصٍ».‏ ثُمَّ يُرْفَعُ ٱلْغِطَاءُ،‏ فَيَرَى زَكَرِيَّا «ٱمْرَأَةً جَالِسَةً فِي وَسَطِ ٱلْإِيفَةِ».‏ فَيُوضِحُ لَهُ ٱلْمَلَاكُ:‏ «هٰذِهِ هِيَ ٱلشَّرُّ».‏ بَعْدَ ذٰلِكَ،‏ تُحَاوِلُ ٱلْمَرْأَةُ أَنْ تَفْلِتَ مِنْ حَبْسِهَا!‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ وَجْهَ زَكَرِيَّا يَصْفَرُّ مِنَ ٱلْخَوْفِ فِي تِلْكَ ٱللَّحْظَةِ.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْمَلَاكَ يَتَدَخَّلُ بِسُرْعَةٍ وَيَدْفَعُهَا إِلَى دَاخِلِ ٱلسَّلَّةِ.‏ ثُمَّ يُغْلِقُ عَلَيْهَا بِٱلْغِطَاءِ ٱلثَّقِيلِ.‏ فَمَاذَا يَعْنِي ذٰلِكَ؟‏

١٥ لَا يَسْمَحُ يَهْوَهُ إِطْلَاقًا بِوُجُودِ أَيِّ نَوْعٍ مِنَ ٱلشَّرِّ بَيْنَ شَعْبِهِ.‏ فَمِثْلَمَا أَغْلَقَ ٱلْمَلَاكُ ٱلسَّلَّةَ فَوْرًا بِغِطَاءِ ٱلرَّصَاصِ،‏ يَحْرِصُ يَهْوَهُ أَنْ يَضَعَ حَدًّا لِلشَّرِّ وَيُزِيلَهُ سَرِيعًا.‏ —‏ ١ كو ٥:‏١٣‏.‏

وَعَدَ يَهْوَهُ أَنْ يُبْقِيَ عِبَادَتَهُ طَاهِرَةً (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٦-‏١٨.‏)‏

١٦ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يَحْدُثُ لِلسَّلَّةِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ ٣ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏ (‏ب)‏ إِلَى أَيْنَ تَأْخُذُ ٱلْمَرْأَتَانِ ٱلسَّلَّةَ؟‏

١٦ بَعْدَ ذٰلِكَ،‏ تَظْهَرُ فِي ٱلْمَشْهَدِ ٱمْرَأَتَانِ لَهُمَا أَجْنِحَةٌ قَوِيَّةٌ كَأَجْنِحَةِ ٱللَّقْلَقِ.‏ ‏(‏اقرأ زكريا ٥:‏٩-‏١١‏.‏)‏ إِلَّا أَنَّهُمَا مُخْتَلِفَتَانِ كُلِّيًّا عَنِ ٱلْمَرْأَةِ دَاخِلَ ٱلسَّلَّةِ.‏ وَتَنْقَضَّانِ عَلَى ٱلسَّلَّةِ حَيْثُ «ٱلشَّرُّ»،‏ ثُمَّ تَرْفَعَانِهَا وَتُحَلِّقَانِ بِهَا بَعِيدًا بِأَجْنِحَتِهِمَا ٱلْقَوِيَّةِ.‏ وَإِلَى أَيْنَ تَأْخُذَانِهَا؟‏ إِلَى «أَرْضِ شِنْعَارَ»،‏ أَيْ بَابِلَ.‏ وَلٰكِنْ لِمَاذَا تَحْمِلَانِهَا إِلَى هُنَاكَ تَحْدِيدًا؟‏

١٧،‏ ١٨ ‏(‏أ)‏ لِمَ بَابِلُ مَكَانٌ مُلَائِمٌ لِٱحْتِجَازِ «ٱلشَّرِّ»؟‏ (‏ب)‏ مَا هُوَ تَصْمِيمُكَ؟‏

١٧ مَا كَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ آنَذَاكَ لِيَسْتَغْرِبُوا أَنْ يُوضَعَ ٱلشَّرُّ فِي بَابِلَ.‏ فَزَكَرِيَّا وَيَهُودٌ آخَرُونَ ٱسْتَطَاعُوا أَنْ يُؤَكِّدُوا أَنَّهَا وَكْرٌ لِلصَّنَمِيَّةِ وَٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ.‏ فَقَدْ كَبِرُوا هُنَاكَ،‏ وَٱضْطُرُّوا أَنْ يُصَارِعُوا تَأْثِيرَهَا ٱلْوَثَنِيَّ كُلَّ يَوْمٍ.‏ لِذَا حَمَلَتْ هٰذِهِ ٱلرُّؤْيَا بُشْرَى سَارَّةً.‏ فَيَهْوَهُ أَكَّدَ مِنْ خِلَالِهَا أَنَّهُ سَيُحَافِظُ عَلَى عِبَادَتِهِ طَاهِرَةً.‏

١٨ وَلٰكِنْ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ،‏ ذَكَّرَتِ ٱلرُّؤْيَا ٱلْيَهُودَ بِوَاجِبِهِمْ أَنْ يُبْقُوا عِبَادَتَهُمْ نَقِيَّةً.‏ فَشَعْبُ يَهْوَهَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَسْمَحُوا لِلشَّرِّ بِأَنْ يَتَسَلَّلَ وَيَسْتَقِرَّ بَيْنَهُمْ.‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ جَذَبَنَا يَهْوَهُ إِلَى هَيْئَتِهِ ٱلطَّاهِرَةِ،‏ حَيْثُ نَنْعَمُ بِمَحَبَّتِهِ وَحِمَايَتِهِ.‏ أَفَلَا يَجِبُ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى طَهَارَتِهَا؟‏!‏ فَلَا مَكَانَ لِأَيِّ شَكْلٍ مِنْ أَشْكَالِ ٱلشَّرِّ فِي فِرْدَوْسِنَا ٱلرُّوحِيِّ.‏

شَعْبٌ طَاهِرٌ يُمَجِّدُ يَهْوَهَ

١٩ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ رُؤْيَا زَكَرِيَّا ٱلسَّادِسَةِ وَٱلسَّابِعَةِ؟‏

١٩ تَحْمِلُ رُؤْيَا زَكَرِيَّا ٱلسَّادِسَةُ وَٱلسَّابِعَةُ تَحْذِيرًا قَوِيًّا لِلَّذِينَ لَا يَسْلُكُونَ بِنَزَاهَةٍ‏.‏ فَيَهْوَهُ لَا يَتَسَاهَلُ أَبَدًا مَعَ ٱلشَّرِّ.‏ وَعَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَكْرَهَ ٱلشَّرَّ.‏ وَإِذَا ٱجْتَهَدْنَا لِنُرْضِيَ أَبَانَا ٱلْمُحِبَّ،‏ نَنْعَمُ بِحِمَايَتِهِ وَبَرَكَتِهِ وَلَا تَأْتِي عَلَيْنَا ٱللَّعْنَةُ.‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلْبَقَاءَ طَاهِرِينَ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ لَيْسَ سَهْلًا،‏ يُمْكِنُنَا ٱلنَّجَاحُ بِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ.‏ وَلٰكِنْ مَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ سَتَصْمُدُ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمَلِيءِ بِٱلشَّرِّ؟‏ وَمَاذَا يَضْمَنُ لَنَا أَنَّ يَهْوَهَ سَيَحْمِي هَيْئَتَهُ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ ٱلْقَرِيبِ؟‏ تُجِيبُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ عَنْ هٰذَيْنِ ٱلسُّؤَالَيْنِ.‏