الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

تمثَّلْ بإيمان وطاعة نوح ودانيال وايوب

تمثَّلْ بإيمان وطاعة نوح ودانيال وايوب

‏«نُوحٌ وَدَانِيَالُ وَأَيُّوبُ .‏ .‏ .‏ بِبِرِّهِمْ يُنْقِذُونَ نَفْسَهُمْ».‏ ‏—‏ حز ١٤:‏١٤‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٢٠،‏ ٥٤

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ يُشَجِّعُنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي مِثَالِ نُوحٍ وَدَانِيَالَ وَأَيُّوبَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ كَانَتِ ٱلْأَوْضَاعُ وَقْتَ كِتَابَةِ حَزْقِيَال ١٤:‏١٤‏؟‏

نُوَاجِهُ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ مِحَنًا صَعْبَةً مِثْلَ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلِٱقْتِصَادِيَّةِ،‏ ٱلْمَرَضِ،‏ أَوِ ٱلِٱضْطِهَادِ.‏ وَيَصْعُبُ عَلَيْنَا أَحْيَانًا أَنْ نَظَلَّ فَرِحِينَ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ.‏ فَهَلْ هٰذَا مَا تَشْعُرُ بِهِ؟‏ سَيُشَجِّعُكَ إِذًا مِثَالُ نُوحٍ وَدَانِيَالَ وَأَيُّوبَ.‏ فَهٰؤُلَاءِ ٱلثَّلَاثَةُ كَانُوا نَاقِصِينَ مِثْلَنَا.‏ وَوَاجَهُوا تَحَدِّيَاتٍ كَٱلَّتِي نُوَاجِهُهَا ٱلْيَوْمَ،‏ حَتَّى إِنَّ حَيَاتَهُمْ تَعَرَّضَتْ لِلْخَطَرِ أَحْيَانًا.‏ لٰكِنَّهُمْ حَافَظُوا عَلَى أَمَانَتِهِمْ،‏ فَٱعْتَبَرَهُمْ يَهْوَهُ أَمْثِلَةً فِي ٱلْإِيمَانِ وَٱلطَّاعَةِ.‏ —‏ اقرأ حزقيال ١٤:‏١٢-‏١٤‏.‏

٢ كَتَبَ حَزْقِيَالُ كَلِمَاتِ آيَتِنَا ٱلرَّئِيسِيَّةِ فِي بَابِلَ عَامَ ٦١٢ ق‌م.‏ * (‏حز ١:‏١؛‏ ٨:‏١‏)‏ وَكَانَتْ أُورُشَلِيمُ ٱلْمُرْتَدَّةُ سَتُدَمَّرُ بَعْدَ خَمْسِ سَنَوَاتٍ فَقَطْ،‏ أَيْ عَامَ ٦٠٧ ق‌م.‏ وَمَا كَانَ لِيَنْجُوَ مِنْ هٰذَا ٱلدَّمَارِ سِوَى قَلَائِلَ،‏ مِنْهُمْ إِرْمِيَا وَبَارُوخُ وَعَبْدَ مَلِكُ وَٱلرَّكَابِيُّونَ.‏ وَهٰذَا لِأَنَّهُمْ تَحَلَّوْا بِٱلْإِيمَانِ وَٱلطَّاعَةِ،‏ تَمَثُّلًا بِنُوحٍ وَدَانِيَالَ وَأَيُّوبَ.‏ —‏ حز ٩:‏١-‏٥‏.‏

٣ مَاذَا تُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟‏

٣ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ لَنْ يَنْجُوَ مِنْ نِهَايَةِ هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ سِوَى ٱلَّذِينَ يَعْتَبِرُهُمْ يَهْوَهُ أَبْرَارًا مِثْلَ نُوحٍ وَدَانِيَالَ وَأَيُّوبَ.‏ (‏رؤ ٧:‏٩،‏ ١٤‏)‏ فَلْنَرَ لِمَ ٱعْتَبَرَ يَهْوَهُ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالَ ٱلثَّلَاثَةَ أَمْثِلَةً فِي ٱلْبِرِّ.‏ وَفِيمَا نَفْحَصُ مِثَالَ كُلٍّ مِنْهُمْ،‏ سَنَتَأَمَّلُ فِي ٱلتَّحَدِّيَاتِ ٱلَّتِي وَاجَهُوهَا،‏ ثُمَّ نُنَاقِشُ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِإِيمَانِهِمْ وَطَاعَتِهِمْ.‏

نُوحٌ:‏ ٩٠٠ سَنَةٍ مِنَ ٱلْإِيمَانِ وَٱلطَّاعَةِ

٤،‏ ٥ أَيَّةُ تَحَدِّيَاتٍ وَاجَهَهَا نُوحٌ،‏ وَمَا ٱللَّافِتُ فِي ٱحْتِمَالِهِ؟‏

٤ اَلتَّحَدِّيَاتُ ٱلَّتِي وَاجَهَهَا نُوحٌ.‏ أَصْبَحَ ٱلنَّاسُ أَشْرَارًا جِدًّا فِي أَيَّامِ أَخْنُوخَ،‏ أَحَدِ أَسْلَافِ نُوحٍ.‏ حَتَّى إِنَّهُمْ تَكَلَّمُوا ‹بِأُمُورٍ فَظِيعَةٍ› عَلَى يَهْوَهَ.‏ (‏يه ١٤،‏ ١٥‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱلْعُنْفَ تَزَايَدَ حَتَّى «ٱمْتَلَأَتِ ٱلْأَرْضُ» مِنْهُ بِحُلُولِ زَمَنِ نُوحٍ.‏ فَقَدِ ٱتَّخَذَ ٱلْمَلَائِكَةُ ٱلْأَشْرَارُ أَجْسَامًا بَشَرِيَّةً،‏ تَزَوَّجُوا نِسَاءً،‏ وَأَنْجَبُوا أَبْنَاءً قُسَاةً وَعُنَفَاءَ.‏ (‏تك ٦:‏٢-‏٤،‏ ١١،‏ ١٢‏)‏ أَمَّا نُوحٌ فَٱخْتَلَفَ عَنِ ٱلنَّاسِ مِنْ حَوْلِهِ.‏ يُخْبِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ يَهْوَهَ أَحَبَّهُ.‏ فَهُوَ كَانَ «رَجُلًا بَارًّا،‏ لَا عَيْبَ فِيهِ بَيْنَ مُعَاصِرِيهِ.‏ وَسَارَ نُوحٌ مَعَ ٱللهِ».‏ —‏ تك ٦:‏٨،‏ ٩‏.‏

٥ مَاذَا تَكْشِفُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ عَنْ نُوحٍ؟‏ أَوَّلًا،‏ تَأَمَّلْ كَمْ مِنَ ٱلْوَقْتِ خَدَمَ نُوحٌ يَهْوَهَ بِأَمَانَةٍ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ قَبْلَ ٱلطُّوفَانِ.‏ فَلَمْ يَخْدُمْهُ مُجَرَّدَ ٧٠ أَوْ ٨٠ سَنَةً،‏ بَلْ ٦٠٠ سَنَةٍ تَقْرِيبًا!‏ (‏تك ٧:‏١١‏)‏ ثَانِيًا،‏ لَمْ تَكُنْ بِجَانِبِهِ جَمَاعَةٌ تَدْعَمُهُ وَتُشَجِّعُهُ.‏ حَتَّى إِخْوَتُهُ وَأَخَوَاتُهُ لَمْ يَدْعَمُوهُ عَلَى مَا يَبْدُو.‏ *

٦ كَيْفَ أَظْهَرَ نُوحٌ شَجَاعَةً كَبِيرَةً؟‏

٦ وَلَمْ يَكْتَفِ نُوحٌ بِأَنْ يَعِيشَ حَيَاةً صَالِحَةً،‏ بَلْ ‹كَرَزَ بِٱلْبِرِّ› مُعْلِنًا إِيمَانَهُ بِشَجَاعَةٍ.‏ (‏٢ بط ٢:‏٥‏)‏ فَأَدَانَ ٱلْعَالَمَ بِهٰذَا ٱلْإِيمَانِ،‏ حَسْبَمَا ذَكَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ.‏ (‏عب ١١:‏٧‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ تَعَرَّضَ لِلِٱسْتِهْزَاءِ وَٱلْمُقَاوَمَةِ،‏ وَرُبَّمَا تَلَقَّى ٱلتَّهْدِيدَاتِ أَيْضًا.‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يَقَعْ ضَحِيَّةَ «ٱلْخَوْفِ مِنَ ٱلنَّاسِ».‏ (‏ام ٢٩:‏٢٥‏)‏ بَلْ آمَنَ بِيَهْوَهَ،‏ فَمَنَحَهُ ٱلشَّجَاعَةَ.‏ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ يَمْنَحُ يَهْوَهُ ٱلشَّجَاعَةَ لِكُلِّ خُدَّامِهِ ٱلْيَوْمَ.‏

٧ أَيَّةُ تَحَدِّيَاتٍ وَاجَهَهَا نُوحٌ أَثْنَاءَ بِنَاءِ ٱلْفُلْكِ؟‏

٧ بَعْدَمَا سَارَ نُوحٌ مَعَ ٱللهِ أَكْثَرَ مِنْ ٥٠٠ سَنَةٍ،‏ أَمَرَهُ ٱللهُ أَنْ يَبْنِيَ فُلْكًا لِيَقْدِرَ ٱلْبَشَرُ وَٱلْحَيَوَانَاتُ أَنْ يَنْجُوا مِنَ ٱلطُّوفَانِ.‏ (‏تك ٥:‏٣٢؛‏ ٦:‏١٤‏)‏ فَهَلْ كَانَ هٰذَا ٱلْمَشْرُوعُ ٱلضَّخْمُ سَهْلًا عَلَى نُوحٍ؟‏ إِطْلَاقًا.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ تَوَقَّعَ أَنْ يُوَاجِهَ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلِٱسْتِهْزَاءِ وَٱلْمُقَاوَمَةِ بِسَبَبِهِ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ تَحَلَّى بِٱلْإِيمَانِ وَفَعَلَ «بِحَسَبِ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ ٱللهُ.‏ هٰكَذَا فَعَلَ».‏ —‏ تك ٦:‏٢٢‏.‏

٨ كَيْفَ أَظْهَرَ نُوحٌ ٱتِّكَالَهُ عَلَى ٱللهِ طَوَالَ حَيَاتِهِ؟‏

٨ إِضَافَةً إِلَى تِلْكَ ٱلتَّحَدِّيَاتِ،‏ لَزِمَ أَنْ يُعِيلَ نُوحٌ زَوْجَتَهُ وَأَبْنَاءَهُ.‏ وَقَبْلَ ٱلطُّوفَانِ،‏ كَانَتِ ٱلزِّرَاعَةُ عَمَلًا شَاقًّا عَلَى ٱلْجَمِيعِ،‏ بِمَنْ فِيهِمْ نُوحٌ.‏ (‏تك ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ إِلَّا أَنَّ هَمَّهُ ٱلْأَوَّلَ لَمْ يَكُنْ تَأْمِينَ ٱلْحَاجَاتِ ٱلْمَادِّيَّةِ،‏ بَلْ خِدْمَةَ يَهْوَهَ.‏ حَتَّى خِلَالَ بِنَاءِ ٱلْفُلْكِ،‏ ٱلَّذِي ٱسْتَغْرَقَ ٤٠ أَوْ ٥٠ سَنَةً،‏ أَبْقَى نُوحٌ يَهْوَهَ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ فِي حَيَاتِهِ.‏ ثُمَّ بَعْدَ ٱلطُّوفَانِ،‏ ظَلَّ مُرَكِّزًا عَلَى خِدْمَتِهِ ٣٥٠ سَنَةً.‏ (‏تك ٩:‏٢٨‏)‏ حَقًّا،‏ رَسَمَ نُوحٌ لَنَا مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلْإِيمَانِ وَٱلطَّاعَةِ.‏

٩،‏ ١٠ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِإِيمَانِ نُوحٍ وَطَاعَتِهِ؟‏ (‏ب)‏ مِمَّ نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ لِأَنَّنَا نُطِيعُ وَصَايَا يَهْوَهَ؟‏

٩ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِإِيمَانِ نُوحٍ وَطَاعَتِهِ؟‏ عَلَيْنَا أَنْ نُؤَيِّدَ مَقَايِيسَ يَهْوَهَ،‏ وَلَا نَكُونَ جُزْءًا مِنْ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ كَمَا عَلَيْنَا أَنْ نَطْلُبَ ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا.‏ (‏مت ٦:‏٣٣؛‏ يو ١٥:‏١٩‏)‏ وَلٰكِنْ لِهٰذِهِ ٱلْأَسْبَابِ،‏ لَا يُحِبُّنَا ٱلْعَالَمُ.‏ فَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ مَثَلًا،‏ تُهَاجِمُنَا وَسَائِلُ ٱلْإِعْلَامِ لِأَنَّنَا نَلْتَزِمُ بِوَصَايَا يَهْوَهَ،‏ بِمَا فِيهَا وَصَايَاهُ بِشَأْنِ ٱلزَّوَاجِ وَٱلْجِنْسِ.‏ ‏(‏اقرأ ملاخي ٣:‏١٧،‏ ١٨‏.‏)‏ إِلَّا أَنَّنَا،‏ مِثْلَ نُوحٍ،‏ نَخَافُ يَهْوَهَ لَا ٱلنَّاسَ.‏ فَلَا أَحَدَ غَيْرَهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمْنَحَنَا ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ.‏ —‏ لو ١٢:‏٤،‏ ٥‏.‏

١٠ وَمَاذَا عَنْكَ؟‏ هَلْ ‹تَسِيرُ مَعَ ٱللهِ›،‏ وَلَوِ ٱسْتَهْزَأَ بِكَ ٱلنَّاسُ وَٱنْتَقَدُوكَ؟‏ هَلْ تَتَّكِلُ عَلَيْهِ لِيُؤَمِّنَ حَاجَاتِ عَائِلَتِكَ رَغْمَ ٱلضُّغُوطِ ٱلِٱقْتِصَادِيَّةِ؟‏ تَأَكَّدْ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَعْتَنِي بِكَ إِذَا تَمَثَّلْتَ بِإِيمَانِ نُوحٍ وَطَاعَتِهِ.‏ —‏ في ٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

دَانِيَالُ آمَنَ بِٱللهِ وَأَطَاعَهُ فِي مَدِينَةٍ شِرِّيرَةٍ

١١ أَيَّةُ تَحَدِّيَاتٍ كَبِيرَةٍ وَاجَهَهَا دَانِيَالُ وَرِفَاقُهُ ٱلثَّلَاثَةُ فِي بَابِلَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

١١ اَلتَّحَدِّيَاتُ ٱلَّتِي وَاجَهَهَا دَانِيَالُ.‏ عَاشَ دَانِيَالُ أَسِيرًا فِي بَابِلَ،‏ ٱلَّتِي كَانَتْ وَكْرًا لِلصَّنَمِيَّةِ وَٱلْأَرْوَاحِيَّةِ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْبَابِلِيِّينَ ٱحْتَقَرُوا ٱلْيَهُودَ،‏ وَٱسْتَهْزَأُوا بِهِمْ وَبِإِلٰهِهِمْ يَهْوَهَ.‏ (‏مز ١٣٧:‏١،‏ ٣‏)‏ فَهَلْ تَتَخَيَّلُ كَمْ تَضَايَقَ دَانِيَالُ وَغَيْرُهُ مِنَ ٱلْيَهُودِ ٱلْأُمَنَاءِ بِسَبَبِ ذٰلِكَ؟‏!‏ هٰذَا وَإِنَّ دَانِيَالَ وَرِفَاقَهُ ٱلثَّلَاثَةَ كَانُوا مَحَطَّ ٱلْأَنْظَارِ فِيمَا تَدَرَّبُوا لِيَتَوَلَّوْا مَنَاصِبَ رَسْمِيَّةً.‏ حَتَّى ٱلطَّعَامُ شَكَّلَ لَهُمْ تَحَدِّيًا.‏ فَقَدْ طُلِبَ مِنْهُمْ أَنْ يَأْكُلُوا مِنْ أَطْعِمَةِ ٱلْمَلِكِ،‏ وَبَعْضُهَا كَانَ مُحَرَّمًا عَلَى شَعْبِ يَهْوَهَ.‏ لٰكِنَّ دَانِيَالَ صَمَّمَ أَلَّا «يَتَنَجَّسَ بِأَطْعِمَةِ ٱلْمَلِكِ».‏ —‏ دا ١:‏٥-‏٨،‏ ١٤-‏١٧‏.‏

١٢ ‏(‏أ)‏ أَيَّةُ صِفَاتٍ تَحَلَّى بِهَا دَانِيَالُ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نَظَرَ يَهْوَهُ إِلَى دَانِيَالَ؟‏

١٢ وَاجَهَ دَانِيَالُ أَيْضًا تَحَدِّيًا مَاكِرًا.‏ فَبِفَضْلِ قُدُرَاتِهِ،‏ أَعْطَاهُ ٱلْمَلِكُ ٱمْتِيَازَاتٍ خُصُوصِيَّةً.‏ (‏دا ١:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يَتَكَبَّرْ أَوْ يَعْتَمِدْ عَلَى ذَكَائِهِ،‏ بَلْ بَقِيَ مُتَوَاضِعًا وَأَرْجَعَ ٱلْفَضْلَ دَائِمًا إِلَى يَهْوَهَ.‏ (‏دا ٢:‏٣٠‏)‏ وَٱللَّافِتُ أَنَّهُ كَانَ لَا يَزَالُ شَابًّا حِينَ ٱعْتَبَرَهُ يَهْوَهُ مِثَالًا فِي ٱلْبِرِّ كَنُوحٍ وَأَيُّوبَ.‏ وَثِقَةُ ٱللهِ بِهِ كَانَتْ فِي مَحَلِّهَا.‏ فَقَدْ أَعْرَبَ عَنِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلطَّاعَةِ طَوَالَ حَيَاتِهِ.‏ وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ كَانَ عُمْرُهُ حَوَالَيْ ١٠٠ سَنَةٍ حِينَ خَاطَبَهُ مَلَاكُ ٱللهِ قَائِلًا:‏ «يَا دَانِيَالُ،‏ أَيُّهَا ٱلرَّجُلُ ٱلْمَحْبُوبُ جِدًّا».‏ —‏ دا ١٠:‏١١‏.‏

١٣ لِمَاذَا رُبَّمَا سَاعَدَ يَهْوَهُ دَانِيَالَ أَنْ يُصْبِحَ مَسْؤُولًا فِي بَابِلَ؟‏

١٣ وَبِفَضْلِ دَعْمِ ٱللهِ،‏ أَصْبَحَ دَانِيَالُ مَسْؤُولًا رَفِيعَ ٱلْمُسْتَوَى،‏ أَوَّلًا فِي ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْبَابِلِيَّةِ ثُمَّ فِي إِمْبَرَاطُورِيَّةِ مَادِي وَفَارِسَ.‏ (‏دا ١:‏٢١؛‏ ٦:‏١،‏ ٢‏)‏ وَرُبَّمَا وَجَّهَ يَهْوَهُ ٱلْأُمُورَ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ لِكَيْ يَتَمَكَّنَ دَانِيَالُ مِنْ مُسَاعَدَةِ شَعْبِهِ،‏ كَمَا فَعَلَ يُوسُفُ فِي مِصْرَ وَلَاحِقًا أَسْتِيرُ وَمُرْدَخَايُ فِي فَارِسَ.‏ * (‏دا ٢:‏٤٨‏)‏ تَخَيَّلْ كَمْ تَشَجَّعَ حَزْقِيَالُ وَبَاقِي ٱلْيَهُودِ ٱلْمَسْبِيِّينَ حِينَ رَأَوْا كَيْفَ تَدَخَّلَ يَهْوَهُ لِمُسَاعَدَتِهِمْ.‏

حِينَ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ،‏ نَكُونُ «نَفَائِسَ» فِي نَظَرِهِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٤،‏ ١٥.‏)‏

١٤،‏ ١٥ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ تُشْبِهُ ظُرُوفُنَا ظُرُوفَ دَانِيَالَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يَتَعَلَّمُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْيَوْمَ مِنْ وَالِدَيْ دَانِيَالَ؟‏

١٤ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِإِيمَانِ دَانِيَالَ وَطَاعَتِهِ؟‏ نَعِيشُ نَحْنُ أَيْضًا كَغُرَبَاءَ فِي عَالَمٍ مَلِيءٍ بِٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ وَٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ.‏ فَٱلنَّاسُ تُضَلِّلُهُمْ بَابِلُ ٱلْعَظِيمَةُ،‏ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةُ ٱلْعَالَمِيَّةُ لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ،‏ ٱلَّتِي يُسَمِّيهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ «مَسْكِنًا لِشَيَاطِينَ».‏ (‏رؤ ١٨:‏٢‏)‏ وَهُمْ يُلَاحِظُونَ أَنَّنَا مُخْتَلِفُونَ عَنْهُمْ،‏ حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ يَسْتَهْزِئُ بِنَا.‏ (‏مر ١٣:‏١٣‏)‏ فَلْنَتَمَثَّلْ بِدَانِيَالَ إِذًا وَنَقْتَرِبْ إِلَى يَهْوَهَ إِلٰهِنَا.‏ وَإِذَا تَوَاضَعْنَا وَأَطَعْنَا يَهْوَهَ وَوَثِقْنَا بِهِ،‏ يَعْتَبِرُنَا مَحْبُوبِينَ نَحْنُ أَيْضًا وَنَكُونُ «نَفَائِسَ» فِي نَظَرِهِ.‏ —‏ حج ٢:‏٧‏.‏

١٥ وَيَتَعَلَّمُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْكَثِيرَ مِنْ وَالِدَيْ دَانِيَالَ.‏ فَفِي طُفُولَتِهِ،‏ ٱنْتَشَرَ ٱلشَّرُّ بَيْنَ سُكَّانِ يَهُوذَا.‏ لٰكِنَّ هٰذَا ٱلشَّابَّ أَحَبَّ يَهْوَهَ كَثِيرًا.‏ وَبِٱلتَّأْكِيدِ لَمْ يَكُنْ ذٰلِكَ بِٱلصُّدْفَةِ.‏ فَلَا بُدَّ أَنَّ وَالِدَيْهِ رَبَّيَاهُ عَلَى مَحَبَّةِ ٱللهِ.‏ (‏ام ٢٢:‏٦‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱسْمَ دَانِيَالَ،‏ ٱلَّذِي يَعْنِي «دَيَّانِي هُوَ ٱللهُ»،‏ يُشِيرُ أَنَّهُمَا كَانَا يَخَافَانِ ٱللهَ.‏ فَيَا أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ،‏ عَلِّمُوا أَوْلَادَكُمْ بِصَبْرٍ عَنْ يَهْوَهَ،‏ وَلَا تَقْطَعُوا ٱلْأَمَلَ مِنْهُمْ.‏ (‏اف ٦:‏٤‏)‏ صَلُّوا مَعَهُمْ وَمِنْ أَجْلِهِمْ.‏ وَٱجْتَهِدُوا أَنْ تَغْرِسُوا حَقَّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي قُلُوبِهِمْ.‏ وَعِنْدَئِذٍ يُبَارِكُكُمْ يَهْوَهُ بِسَخَاءٍ.‏ —‏ مز ٣٧:‏٥‏.‏

أَيُّوبُ آمَنَ بِٱللهِ وَأَطَاعَهُ فِي ٱلْحُلْوَةِ وَٱلْمُرَّةِ

١٦،‏ ١٧ أَيَّةُ تَحَدِّيَاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ وَاجَهَهَا أَيُّوبُ؟‏

١٦ اَلتَّحَدِّيَاتُ ٱلَّتِي وَاجَهَهَا أَيُّوبُ.‏ مَرَّ أَيُّوبُ بِتَغْيِيرَاتٍ هَائِلَةٍ فِي حَيَاتِهِ.‏ فَفِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ كَانَ «أَعْظَمَ بَنِي ٱلْمَشْرِقِ جَمِيعًا»،‏ إِذْ تَمَتَّعَ بِٱلْغِنَى وَٱلشُّهْرَةِ وَٱحْتِرَامِ ٱلنَّاسِ.‏ (‏اي ١:‏٣؛‏ ٢٩:‏٧-‏١٦‏)‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ لَمْ يَتَكَبَّرْ أَوْ يَتَّكِلْ عَلَى نَفْسِهِ بَدَلَ ٱللهِ.‏ لِذَا دَعَاهُ يَهْوَهُ «خَادِمِي».‏ وَوَصَفَهُ بِأَنَّهُ «رَجُلٌ بِلَا لَوْمٍ وَمُسْتَقِيمٌ،‏ يَخَافُ ٱللهَ وَيَحِيدُ عَنِ ٱلشَّرِّ».‏ —‏ اي ١:‏٨‏.‏

١٧ وَلٰكِنْ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا،‏ ٱنْقَلَبَتْ حَيَاةُ أَيُّوبَ ١٨٠ دَرَجَةً.‏ فَخَسِرَ كُلَّ شَيْءٍ وَٱنْهَارَتْ مَعْنَوِيَّاتُهُ.‏ وَكَمَا نَعْلَمُ،‏ ٱلشَّيْطَانُ هُوَ ٱلَّذِي سَبَّبَ هٰذِهِ ٱلْمَشَاكِلَ لِأَيُّوبَ.‏ فَقَدِ ٱتَّهَمَهُ بِأَنَّهُ يَخْدُمُ ٱللهَ مِنْ أَجْلِ ٱلْمَصْلَحَةِ.‏ ‏(‏اقرأ ايوب ١:‏٩،‏ ١٠‏.‏)‏ وَيَهْوَهُ لَمْ يَتَجَاهَلْ هٰذَا ٱلِٱتِّهَامَ ٱلْخَبِيثَ.‏ بَلْ أَعْطَى أَيُّوبَ ٱلْمَجَالَ لِيُثْبِتَ وَلَاءَهُ،‏ وَيُظْهِرَ أَنَّهُ يَعْبُدُهُ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ.‏

١٨ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يَلْفِتُ نَظَرَكَ فِي وَلَاءِ أَيُّوبَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنْ يَهْوَهَ مِنْ تَعَامُلِهِ مَعَ أَيُّوبَ؟‏

١٨ شَنَّ ٱلشَّيْطَانُ سِلْسِلَةً مِنَ ٱلْهَجَمَاتِ ٱلْقَاسِيَةِ عَلَى أَيُّوبَ،‏ وَأَوْهَمَهُ أَنَّ ٱللهَ وَرَاءَهَا.‏ (‏اي ١:‏١٣-‏٢١‏)‏ ثُمَّ أَتَى ثَلَاثَةُ «أَصْحَابٍ» لِيُعَزُّوهُ،‏ وَإِذَا بِهِمْ يُوَجِّهُونَ إِلَيْهِ كَلِمَاتٍ جَارِحَةً،‏ مُلَمِّحِينَ أَنَّ ٱللهَ يُجَازِيهِ عَلَى شَرِّهِ.‏ (‏اي ٢:‏١١؛‏ ٢٢:‏١،‏ ٥-‏١٠‏)‏ رَغْمَ ذٰلِكَ كُلِّهِ،‏ بَقِيَ أَيُّوبُ وَلِيًّا لِيَهْوَهَ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ هٰذَا ٱلرَّجُلَ ٱلْأَمِينَ تَهَوَّرَ فِي ٱلْكَلَامِ أَحْيَانًا،‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ تَفَهَّمَ وَضْعَهُ.‏ (‏اي ٦:‏١-‏٣‏)‏ فَقَدْ عَرَفَ أَنَّ ٱلسَّبَبَ هُوَ كَآبَتُهُ وَمُعَانَاتُهُ.‏ وَرَأَى أَنَّ أَيُّوبَ لَمْ يُدِرْ لَهُ ظَهْرَهُ مَعَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ رَمَاهُ أَرْضًا،‏ إِنْ جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ،‏ وَٱنْهَالَ عَلَيْهِ بِٱلْإِهَانَاتِ وَٱلْأَكَاذِيبِ.‏ لِذٰلِكَ عِنْدَمَا ٱنْتَهَتْ مِحْنَةُ أَيُّوبَ،‏ أَعْطَاهُ يَهْوَهُ ضِعْفَ مَا كَانَ عِنْدَهُ قَبْلًا،‏ وَأَطَالَ عُمْرَهُ ١٤٠ سَنَةً.‏ (‏يع ٥:‏١١‏)‏ وَهَلْ ظَلَّ أَيُّوبُ يَخْدُمُ يَهْوَهَ بِأَمَانَةٍ بَاقِيَ حَيَاتِهِ؟‏ نَعَمْ،‏ وَهٰذَا وَاضِحٌ مِنْ آيَتِنَا ٱلرَّئِيسِيَّةِ ٱلَّتِي كَتَبَهَا حَزْقِيَالُ بَعْدَ مَوْتِ أَيُّوبَ بِمِئَاتِ ٱلسِّنِينَ.‏

١٩،‏ ٢٠ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِإِيمَانِ أَيُّوبَ وَطَاعَتِهِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نَتَعَاطَفُ مَعَ ٱلْآخَرِينَ تَمَثُّلًا بِيَهْوَهَ؟‏

١٩ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِإِيمَانِ أَيُّوبَ وَطَاعَتِهِ؟‏ مَهْمَا كَانَتْ ظُرُوفُنَا،‏ يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَ يَهْوَهَ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا،‏ نَتَّكِلَ عَلَيْهِ كَامِلًا،‏ وَنُطِيعَهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا.‏ وَوَضْعُنَا ٱلْيَوْمَ أَفْضَلُ مِنْ وَضْعِ أَيُّوبَ.‏ فَنَحْنُ نَعْرِفُ ٱلْكَثِيرَ عَنِ ٱلشَّيْطَانِ وَمُخَطَّطَاتِهِ.‏ (‏٢ كو ٢:‏١١‏)‏ وَبِفَضْلِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ وَخُصُوصًا سِفْرَ أَيُّوبَ،‏ نَعْرِفُ لِمَ يَسْمَحُ ٱللهُ بِٱلْمُعَانَاةِ.‏ وَنَعْرِفُ مِنْ نُبُوَّةِ دَانِيَالَ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ حُكُومَةٌ حَقِيقِيَّةٌ بِرِئَاسَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ (‏دا ٧:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وَنُدْرِكُ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ سَيَحْكُمُ عَمَّا قَرِيبٍ عَلَى كُلِّ ٱلْأَرْضِ وَيُنْهِي ٱلْمُعَانَاةَ.‏

٢٠ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ نَتَعَلَّمُ مِنْ قِصَّةِ أَيُّوبَ أَنْ نَتَعَاطَفَ مَعَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلَّذِينَ يَمُرُّونَ بِصُعُوبَاتٍ.‏ فَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ يَتَهَوَّرُونَ فِي ٱلْكَلَامِ مِثْلَهُ.‏ (‏جا ٧:‏٧‏)‏ فَبَدَلَ أَنْ نُسِيءَ ٱلظَّنَّ بِهِمْ،‏ لِنَتَفَهَّمْ وَضْعَهُمْ وَنَتَعَاطَفْ مَعَهُمْ.‏ وَهٰكَذَا نَتَمَثَّلُ بِأَبِينَا ٱلْمُحِبِّ وَٱلرَّحِيمِ يَهْوَهَ.‏ —‏ مز ١٠٣:‏٨‏.‏

يَهْوَهُ «يُقَوِّيكَ»‏

٢١ كَيْفَ تُذَكِّرُنَا ١ بُطْرُس ٥:‏١٠ بِمَا حَدَثَ مَعَ نُوحٍ وَدَانِيَالَ وَأَيُّوبَ؟‏

٢١ رَغْمَ أَنَّ نُوحًا وَدَانِيَالَ وَأَيُّوبَ عَاشُوا فِي أَوْقَاتٍ وَظُرُوفٍ مُخْتَلِفَةٍ،‏ ٱحْتَمَلُوا جَمِيعًا ٱلْمَصَاعِبَ ٱلَّتِي وَاجَهُوهَا.‏ وَقِصَصُ حَيَاتِهِمْ تُذَكِّرُنَا بِكَلِمَاتِ ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ:‏ «أَمَّا بَعْدَ تَأَلُّمِكُمْ فَتْرَةً قَصِيرَةً،‏ فَإِلٰهُ كُلِّ نِعْمَةٍ .‏ .‏ .‏ هُوَ يُنْهِي تَدْرِيبَكُمْ،‏ وَيُثَبِّتُكُمْ،‏ وَيُقَوِّيكُمْ».‏ —‏ ١ بط ٥:‏١٠‏.‏

٢٢ مَاذَا تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟‏

٢٢ وَهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ تَنْطَبِقُ أَيْضًا عَلَى شَعْبِ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ.‏ فَيَهْوَهُ يُؤَكِّدُ أَنَّهُ سَيُثَبِّتُ خُدَّامَهُ وَيُقَوِّيهِمْ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نَرْغَبُ أَنْ نَسْتَفِيدَ مِنْ دَعْمِهِ وَنَبْقَى ثَابِتِينَ وَأُمَنَاءَ.‏ فَلْنُصَمِّمْ إِذًا أَنْ نَتَمَثَّلَ بِإِيمَانِ وَطَاعَةِ نُوحٍ وَدَانِيَالَ وَأَيُّوبَ.‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنَرَى كَيْفَ سَاعَدَتْهُمُ ٱلْمَعْرِفَةُ ٱلدَّقِيقَةُ أَنْ يَبْقَوْا أُمَنَاءَ لِيَهْوَهَ.‏ فَقَدْ كَانُوا قَادِرِينَ عَلَى «فَهْمِ كُلِّ شَيْءٍ» يَطْلُبُهُ مِنْهُمْ.‏ (‏ام ٢٨:‏٥‏)‏ وَهٰذَا مَجَالٌ آخَرُ نَتَمَثَّلُ بِهِمْ فِيهِ.‏

^ ‎الفقرة 2‏ أُخِذَ حَزْقِيَالُ إِلَى بَابِلَ عَامَ ٦١٧ ق‌م.‏ وَكَتَبَ ٱلْكَلِمَاتِ فِي حَزْقِيَال ٨:‏١–‏١٩:‏١٤ «فِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّادِسَةِ» مِنْ سَبْيِهِ،‏ أَيْ عَامَ ٦١٢ ق‌م.‏

^ ‎الفقرة 5‏ كَانَ لَامِكُ أَبُو نُوحٍ عَابِدًا لِلهِ،‏ لٰكِنَّهُ مَاتَ قَبْلَ ٱلطُّوفَانِ بِخَمْسِ سَنَوَاتٍ تَقْرِيبًا.‏ وَإِذَا كَانَتْ وَالِدَةُ نُوحٍ وَإِخْوَتُهُ وَأَخَوَاتُهُ أَحْيَاءً حِينَ جَاءَ ٱلطُّوفَانُ،‏ فَهُمْ لَمْ يَنْجُوا مِنْهُ.‏

^ ‎الفقرة 13‏ رُبَّمَا صَحَّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ عَلَى أَصْحَابِ دَانِيَالَ ٱلثَّلَاثَةِ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوْا هُمْ أَيْضًا مَنَاصِبَ رَسْمِيَّةً.‏ —‏ دا ٢:‏٤٩‏.‏