الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

واصِل تقدمك الروحي

واصِل تقدمك الروحي

‏«سِيرُوا بِٱلرُّوحِ».‏ ‏—‏ غل ٥:‏١٦‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٣٦،‏ ١٠

١،‏ ٢ مَاذَا أَدْرَكَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ،‏ وَمَاذَا فَعَلَ؟‏

اِعْتَمَدَ رُوبِرْت بِعُمْرِ ١٥ سَنَةً،‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يَأْخُذِ ٱلْحَقَّ بِجِدِّيَّةٍ.‏ يُخْبِرُ:‏ «لَمْ أَرْتَكِبْ أَيَّ خَطَإٍ،‏ إِلَّا أَنَّ عِبَادَتِي كَانَتْ مُجَرَّدَ رُوتِينٍ.‏ اِعْتَدْتُ أَنْ أَحْضُرَ كُلَّ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَأَخْدُمَ فَاتِحًا إِضَافِيًّا عِدَّةَ مَرَّاتٍ فِي ٱلسَّنَةِ.‏ فَبَدَوْتُ قَوِيًّا رُوحِيًّا،‏ لٰكِنِّي شَعَرْتُ أَنَّ شَيْئًا مَا يَنْقُصُنِي».‏

٢ وَلَمْ يَكْتَشِفْ رُوبِرْت مَا ٱلْمُشْكِلَةُ إِلَّا بَعْدَمَا تَزَوَّجَ.‏ فَأَحْيَانًا،‏ كَانَ هُوَ وَزَوْجَتُهُ يَتَسَلَّيَانِ بِطَرْحِ أَسْئِلَةٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَكَانَتْ هِيَ تُجِيبُ بِسُهُولَةٍ لِأَنَّهَا قَوِيَّةٌ رُوحِيًّا.‏ أَمَّا هُوَ فَغَالِبًا مَا شَعَرَ بِٱلْإِحْرَاجِ لِأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفِ ٱلْجَوَابَ.‏ يَقُولُ:‏ «أَحْسَسْتُ أَنِّي لَا أَعْرِفُ شَيْئًا.‏ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي:‏ ‹لَا أَقْدِرُ أَنْ أَهْتَمَّ بِزَوْجَتِي رُوحِيًّا إِذَا لَمْ أُقَوِّ رُوحِيَّاتِي›.‏ فَرُحْتُ أَدْرُسُ وَأَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ .‏ .‏ .‏ وَهٰكَذَا فَهِمْتُ ٱلْحَقَّ.‏ وَٱلْأَهَمُّ أَنِّي ٱقْتَرَبْتُ إِلَى يَهْوَهَ».‏

٣ ‏(‏أ)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنِ ٱخْتِبَارِ رُوبِرْت؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا تُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟‏

٣ نَتَعَلَّمُ دُرُوسًا مُهِمَّةً مِنِ ٱخْتِبَارِ رُوبِرْت.‏ فَرُبَّمَا نَعْرِفُ تَعَالِيمَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْأَسَاسِيَّةَ،‏ نَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ،‏ وَنُشَارِكُ بِٱنْتِظَامٍ فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ لٰكِنَّ هٰذَا لَا يَعْنِي بِٱلضَّرُورَةِ أَنَّنَا أَشْخَاصٌ رُوحِيُّونَ.‏ أَوْ رُبَّمَا سَبَقَ أَنْ حَقَّقْنَا بَعْضَ ٱلتَّقَدُّمِ.‏ وَلٰكِنْ حِينَ نَفْحَصُ أَنْفُسَنَا ٱلْآنَ،‏ نَكْتَشِفُ أَنَّنَا بِحَاجَةٍ أَنْ نُقَوِّيَ رُوحِيَّاتِنَا أَكْثَرَ.‏ (‏في ٣:‏١٦‏)‏ فَمَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي ٱلتَّقَدُّمِ؟‏ تُجِيبُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ عَنْ ثَلَاثَةِ أَسْئِلَةٍ تُفِيدُنَا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ:‏ (‏١)‏ كَيْفَ نَفْحَصُ رُوحِيَّاتِنَا؟‏ (‏٢)‏ كَيْفَ نُقَوِّيهَا؟‏ وَ (‏٣)‏ كَيْفَ تُفِيدُنَا فِي حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ؟‏

كَيْفَ تَفْحَصُ رُوحِيَّاتِكَ؟‏

٤ عَلَى مَنْ تَنْطَبِقُ ٱلْوَصِيَّةُ فِي أَفَسُس ٤:‏٢٣،‏ ٢٤‏؟‏

٤ تَغَيَّرَتْ حَيَاتُنَا تَغْيِيرًا جَذْرِيًّا حِينَ صِرْنَا خُدَّامًا لِلهِ.‏ لٰكِنَّ هٰذَا ٱلتَّغْيِيرَ لَا يَتَوَقَّفُ عِنْدَ مَعْمُودِيَّتِنَا.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُوصِينَا:‏ ‏«تَجَدَّدُوا فِي ٱلْقُوَّةِ ٱلَّتِي تُحَرِّكُ ذِهْنَكُمْ».‏ (‏اف ٤:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ وَيُشِيرُ ٱلْفِعْلُ «تَجَدَّدُوا» إِلَى عَمَلِيَّةٍ مُسْتَمِرَّةٍ.‏ فَبِمَا أَنَّنَا نَاقِصُونَ،‏ نَحْتَاجُ جَمِيعًا أَنْ نُوَاصِلَ ٱلتَّقَدُّمَ رُوحِيًّا.‏ حَتَّى ٱلْإِخْوَةُ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ مِنْ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ يَلْزَمُ أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى رُوحِيَّاتِهِمْ.‏ —‏ في ٣:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

٥ أَيُّ أَسْئِلَةٍ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْحَصَ رُوحِيَّاتِنَا؟‏

٥ وَلِنُقَوِّيَ رُوحِيَّاتِنَا وَنُحَافِظَ عَلَيْهَا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَفْحَصَ أَنْفُسَنَا بِصِدْقٍ.‏ لِذَا سَوَاءٌ كُنَّا كِبَارًا أَمْ صِغَارًا،‏ لِيَسْأَلْ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ:‏ ‹هَلْ أُلَاحِظُ أَنِّي أَتَقَدَّمُ رُوحِيًّا؟‏ هَلْ أُنَمِّي صِفَاتٍ شَبِيهَةً بِصِفَاتِ ٱلْمَسِيحِ؟‏ مَاذَا يَكْشِفُ مَوْقِفِي مِنَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَسُلُوكِي فِيهَا عَنْ رُوحِيَّاتِي؟‏ مَاذَا تَكْشِفُ أَحَادِيثِي عَنِ ٱهْتِمَامَاتِي؟‏ هَلْ أَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِٱنْتِظَامٍ؟‏ أَيُّ ٱنْطِبَاعٍ يَتْرُكُهُ مَظْهَرِي وَثِيَابِي؟‏ هَلْ أَتَجَاوَبُ مَعَ ٱلنَّصِيحَةِ؟‏ كَيْفَ أَتَصَرَّفُ حِينَ أُوَاجِهُ ٱلْإِغْرَاءَاتِ؟‏ وَهَلْ أَصْبَحْتُ مَسِيحِيًّا نَاضِجًا؟‏›.‏ (‏اف ٤:‏١٣‏)‏ يُسَاعِدُنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ أَنْ نَفْحَصَ مَدَى تَقَدُّمِنَا ٱلرُّوحِيِّ.‏

٦ إِلَامَ نَحْتَاجُ أَحْيَانًا لِنَفْحَصَ رُوحِيَّاتِنَا؟‏

٦ وَلٰكِنْ لِنَفْحَصَ رُوحِيَّاتِنَا نَحْتَاجُ أَحْيَانًا إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ.‏ فَقَدْ أَشَارَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ ٱلْجَسَدِيَّ لَا يَعْرِفُ أَنَّ طَرِيقَةَ حَيَاتِهِ تُغْضِبُ ٱللهَ.‏ أَمَّا ٱلْإِنْسَانُ ٱلرُّوحِيُّ فَيَعْرِفُ فِكْرَ يَهْوَهَ،‏ وَيُدْرِكُ بِٱلتَّالِي أَنَّ سُلُوكَ ٱلْإِنْسَانِ ٱلْجَسَدِيِّ لَا يُرْضِيهِ.‏ (‏١ كو ٢:‏١٤-‏١٦؛‏ ٣:‏١-‏٣‏)‏ وَبِمَا أَنَّ ٱلشُّيُوخَ لَدَيْهِمْ فِكْرُ ٱلْمَسِيحِ،‏ يَقْدِرُونَ أَنْ يُلَاحِظُوا سَرِيعًا مُؤَشِّرَاتِ ٱلضَّعْفِ ٱلرُّوحِيِّ.‏ فَإِذَا لَفَتُوا ٱنْتِبَاهَكَ إِلَيْهَا،‏ فَهَلْ تَقْبَلُ نَصِيحَتَهُمْ وَتَعْمَلُ بِهَا؟‏ فَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ،‏ تُظْهِرُ أَنَّكَ تَرْغَبُ فِعْلًا فِي ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا.‏ —‏ جا ٧:‏٥،‏ ٩‏.‏

كَيْفَ تُقَوِّي رُوحِيَّاتِكَ؟‏

٧ لِمَاذَا ٱلْمَعْرِفَةُ وَحْدَهَا لَا تَكْفِي لِنَصِيرَ أَشْخَاصًا رُوحِيِّينَ؟‏

٧ تَذَكَّرْ أَنَّ ٱلْمَعْرِفَةَ وَحْدَهَا لَا تَكْفِي لِتَصِيرَ شَخْصًا رُوحِيًّا.‏ فَكِّرْ مَثَلًا فِي ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ.‏ فَقَدْ عَرَفَ طُرُقَ يَهْوَهَ جَيِّدًا،‏ وَأَقْوَالُهُ ٱلْحَكِيمَةُ أَصْبَحَتْ جُزْءًا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ إِلَّا أَنَّ عَلَاقَتَهُ بِيَهْوَهَ ضَعُفَتْ فِي ٱلنِّهَايَةِ،‏ وَلَمْ يَبْقَ أَمِينًا لَهُ.‏ (‏١ مل ٤:‏٢٩،‏ ٣٠؛‏ ١١:‏٤-‏٦‏)‏ فَبِٱلْإِضَافَةِ إِلَى نَيْلِ ٱلْمَعْرِفَةِ،‏ عَلَيْكَ أَنْ تُوَاصِلَ تَقَدُّمَكَ ٱلرُّوحِيَّ.‏ (‏كو ٢:‏٦،‏ ٧‏)‏ فَكَيْفَ تَفْعَلُ ذٰلِكَ؟‏

٨،‏ ٩ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ نَثْبُتُ فِي ٱلْإِيمَانِ؟‏ (‏ب)‏ مَا ٱلْهَدَفُ مِنَ ٱلدَّرْسِ وَٱلتَّأَمُّلِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٨ شَجَّعَ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ أَنْ ‹يَتَقَدَّمُوا إِلَى ٱلنُّضْجِ›.‏ (‏عب ٦:‏١‏)‏ فَكَيْفَ تُطَبِّقُ وَصِيَّتَهُ؟‏ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ تُكْمِلَ دَرْسَكَ فِي كِتَابِ اِحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ ٱللهِ‏.‏ فَهُوَ يُوضِحُ لَكَ كَيْفَ تُطَبِّقُ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي حَيَاتِكَ.‏ أَمَّا إِذَا أَنْهَيْتَهُ،‏ فَٱدْرُسْ مَطْبُوعَةً أُخْرَى تُثَبِّتُكَ فِي ٱلْإِيمَانِ.‏ (‏كو ١:‏٢٣‏)‏ تَأَمَّلْ فِي مَا تَتَعَلَّمُهُ،‏ وَصَلِّ إِلَى يَهْوَهَ لِيُسَاعِدَكَ عَلَى تَطْبِيقِهِ.‏

٩ أَبْقِ فِي بَالِكَ أَيْضًا ٱلْهَدَفَ مِنَ ٱلدَّرْسِ وَٱلتَّأَمُّلِ،‏ وَهُوَ أَنْ تَزِيدَ رَغْبَتَكَ فِي إِرْضَاءِ يَهْوَهَ وَإِطَاعَةِ وَصَايَاهُ.‏ (‏مز ٤٠:‏٨؛‏ ١١٩:‏٩٧‏)‏ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ،‏ تَجَنَّبْ كُلَّ مَا يُعِيقُ تَقَدُّمَكَ ٱلرُّوحِيَّ.‏ —‏ تي ٢:‏١١،‏ ١٢‏.‏

١٠ كَيْفَ يُنَمِّي ٱلشَّبَابُ رُوحِيَّاتِهِمْ؟‏

١٠ وَإِذَا كُنْتَ فِي عُمْرِ ٱلشَّبَابِ،‏ فَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ تَضَعَ أَهْدَافًا رُوحِيَّةً.‏ فَمَا هِيَ أَهْدَافُكَ؟‏ اِعْتَادَ خَادِمٌ فِي بَيْتَ إِيلَ أَنْ يَتَحَدَّثَ مَعَ ٱلَّذِينَ سَيَعْتَمِدُونَ كُلَّمَا حَضَرَ مَحْفِلًا دَائِرِيًّا.‏ وَحِينَ يَسْأَلُ ٱلشَّبَابَ عَنْ أَهْدَافِهِمْ،‏ يَرَى أَنَّ كَثِيرِينَ فَكَّرُوا جَيِّدًا كَيْفَ سَيَخْدُمُونَ يَهْوَهَ.‏ فَيَذْكُرُونَ مَثَلًا ٱلْخِدْمَةَ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ أَوْ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ كَبِيرَةٌ.‏ أَمَّا بَعْضُهُمْ فَلَا يَعْرِفُونَ بِمَ يُجِيبُونَ.‏ وَرُبَّمَا ٱلسَّبَبُ أَنَّهُمْ لَا يُدْرِكُونَ أَهَمِّيَّةَ ٱلْأَهْدَافِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ أَيُّهَا ٱلشَّابُّ:‏ ‹هَلْ أُشَارِكُ فِي ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ لِأَنَّ وَالِدَيَّ يُرِيدَانِ ذٰلِكَ،‏ أَمْ لِأَنِّي أُرِيدُ أَنْ أَقْتَرِبَ إِلَى يَهْوَهَ؟‏›.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّنَا جَمِيعًا،‏ صِغَارًا وَكِبَارًا،‏ بِحَاجَةٍ أَنْ نَضَعَ أَهْدَافًا رُوحِيَّةً.‏ فَهٰذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُقَوِّيَ رُوحِيَّاتِنَا.‏ —‏ جا ١٢:‏١،‏ ١٣‏.‏

١١ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَتَقَدَّمَ رُوحِيًّا؟‏ (‏ب)‏ بِمَنْ يَجِبُ أَنْ نَتَمَثَّلَ؟‏

١١ حِينَ نُلَاحِظُ مَجَالَاتٍ نَحْتَاجُ إِلَى تَحْسِينِهَا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَعْمَلَ عَلَيْهَا دُونَ تَأْخِيرٍ.‏ فَتَقْوِيَةُ رُوحِيَّاتِنَا هِيَ مَسْأَلَةُ حَيَاةٍ أَوْ مَوْتٍ.‏ (‏رو ٨:‏٦-‏٨‏)‏ طَبْعًا،‏ لَا يَطْلُبُ يَهْوَهُ مِنَّا أَنْ نَكُونَ كَامِلِينَ،‏ كَمَا أَنَّهُ يُسَاعِدُنَا مِنْ خِلَالِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ.‏ وَلٰكِنْ عَلَيْنَا مِنْ جِهَتِنَا أَنْ نَفْعَلَ كُلَّ مَا نَقْدِرُ عَلَيْهِ.‏ وَتَعْلِيقًا عَلَى لُوقَا ١٣:‏٢٤‏،‏ قَالَ ٱلْأَخُ جُون بَارُّ ٱلَّذِي كَانَ فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ:‏ «كَثِيرُونَ لَا يَدْخُلُونَ مِنَ ٱلْبَابِ ٱلضَّيِّقِ لِأَنَّهُمْ لَا يَبْذُلُونَ جُهْدًا كَافِيًا لِيَتَقَوَّوْا».‏ فَلْنَتَمَثَّلْ إِذًا بِيَعْقُوبَ ٱلَّذِي صَارَعَ مَلَاكًا وَلَمْ يَسْتَسْلِمْ إِلَى أَنْ بَارَكَهُ.‏ (‏تك ٣٢:‏٢٦-‏٢٨‏)‏ وَمَعَ أَنَّ دَرْسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مُمْتِعٌ،‏ لَا يَجِبُ أَنْ نَقْرَأَهُ مِثْلَمَا نَقْرَأُ قِصَصَ ٱلْمُطَالَعَةِ.‏ بَلْ عَلَيْنَا أَنْ نَجْتَهِدَ لِنَسْتَخْرِجَ مِنْهُ ٱلْكُنُوزَ ٱلرُّوحِيَّةَ.‏

١٢،‏ ١٣ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُفَكِّرَ مِثْلَ يَسُوعَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ بُطْرُسَ وَنَصِيحَتِهِ؟‏ (‏ج)‏ كَيْفَ نُنَمِّي رُوحِيَّاتِنَا؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏ اِقْتِرَاحَاتٌ عَمَلِيَّةٌ‏».‏)‏

١٢ فِيمَا نَجْتَهِدُ لِنُقَوِّيَ رُوحِيَّاتِنَا،‏ سَيُسَاعِدُنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَنْ نُغَيِّرَ تَفْكِيرَنَا.‏ وَهٰكَذَا نَتَعَلَّمُ تَدْرِيجِيًّا أَنْ نُفَكِّرَ مِثْلَ يَسُوعَ.‏ (‏رو ١٥:‏٥‏)‏ وَسَيُسَاعِدُنَا ٱلرُّوحُ أَيْضًا أَنْ نَتَغَلَّبَ عَلَى ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ وَنُنَمِّيَ صِفَاتٍ تُرْضِي يَهْوَهَ.‏ (‏غل ٥:‏١٦،‏ ٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وَفِي حَالِ شَعَرْنَا أَنَّنَا بَدَأْنَا نُرَكِّزُ عَلَى ٱلْمَادِّيَّاتِ وَٱلرَّغَبَاتِ ٱلْجَسَدِيَّةِ،‏ فَلَا نَسْتَسْلِمْ.‏ بَلْ لِنَسْتَمِرَّ فِي ٱلصَّلَاةِ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ وَيَهْوَهُ سَيُسَاعِدُنَا أَنْ نَسْتَعِيدَ تَرْكِيزَنَا عَلَى ٱلرُّوحِيَّاتِ.‏ (‏لو ١١:‏١٣‏)‏ فَٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ مَثَلًا لَمْ يَتَصَرَّفْ دَائِمًا كَشَخْصٍ رُوحِيٍّ،‏ إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَسْتَسْلِمْ.‏ (‏مت ١٦:‏٢٢،‏ ٢٣؛‏ لو ٢٢:‏٣٤،‏ ٥٤-‏٦٢؛‏ غل ٢:‏١١-‏١٤‏)‏ وَبِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ،‏ ٱسْتَطَاعَ شَيْئًا فَشَيْئًا أَنْ يُفَكِّرَ مِثْلَ ٱلْمَسِيحِ.‏

١٣ وَقَدْ عَدَّدَ بُطْرُسُ صِفَاتٍ مُحَدَّدَةً يَلْزَمُ أَنْ نَعْمَلَ عَلَى تَحْسِينِهَا.‏ ‏(‏اقرأ ٢ بطرس ١:‏٥-‏٨‏.‏)‏ فَحِينَ نَبْذُلُ «كُلَّ جَهْدٍ» لِنُنَمِّيَ صِفَاتٍ مِثْلَ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ وَٱلِٱحْتِمَالِ وَٱلْمَوَدَّةِ ٱلْأَخَوِيَّةِ،‏ نُوَاصِلُ تَقَدُّمَنَا ٱلرُّوحِيَّ.‏ فَلْيَسْأَلْ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ:‏ ‹أَيُّ صِفَةٍ سَأَعْمَلُ عَلَيْهَا ٱلْيَوْمَ لِأُقَوِّيَ رُوحِيَّاتِي؟‏›.‏

كَيْفَ تُطَبِّقُ ٱلْمَبَادِئَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ يَوْمِيًّا؟‏

١٤ مَا تَأْثِيرُ رُوحِيَّاتِنَا فِي حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ؟‏

١٤ حِينَ نُفَكِّرُ مِثْلَ يَسُوعَ،‏ يَنْعَكِسُ ذٰلِكَ عَلَى كَلَامِنَا،‏ سُلُوكِنَا فِي ٱلْعَمَلِ وَٱلْمَدْرَسَةِ،‏ وَقَرَارَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ.‏ فَقَرَارَاتُنَا سَتُظْهِرُ أَنَّنَا نَسْعَى لِنَتْبَعَ ٱلْمَسِيحَ.‏ وَبِصِفَتِنَا أَشْخَاصًا رُوحِيِّينَ،‏ لَنْ نُعَرِّضَ عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ لِلْخَطَرِ.‏ كَمَا أَنَّنَا سَنُقَاوِمُ ٱلْإِغْرَاءَاتِ.‏ وَقَبْلَ أَنْ نُقَرِّرَ فِي مَسْأَلَةٍ مَا،‏ سَنَأْخُذُ وَقْتَنَا وَنَسْأَلُ أَنْفُسَنَا:‏ ‹أَيُّ مَبَادِئَ تُفِيدُنِي فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ؟‏ مَاذَا يَفْعَلُ يَسُوعُ لَوْ كَانَ مَكَانِي؟‏ وَأَيُّ قَرَارٍ يُرْضِي ٱللهَ؟‏›.‏ وَلِكَيْ نَعْتَادَ ٱلتَّفْكِيرَ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ،‏ سَنَتَأَمَّلُ ٱلْآنَ فِي قَرَارَاتٍ نُوَاجِهُهَا.‏ وَفِي كُلٍّ مِنْهَا،‏ سَنَرَى مَبْدَأً مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَصَرَّفَ بِحِكْمَةٍ.‏

١٥،‏ ١٦ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا فِكْرُ ٱلْمَسِيحِ أَنْ نَأْخُذَ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً عِنْدَ ٱخْتِيَارِ (‏أ)‏ رَفِيقِ ٱلزَّوَاجِ؟‏ (‏ب)‏ ٱلْأَصْدِقَاءِ؟‏

١٥ اِخْتِيَارُ رَفِيقِ ٱلزَّوَاجِ.‏ لَاحِظِ ٱلْمَبْدَأَ فِي ٢ كُورِنْثُوس ٦:‏١٤،‏ ١٥‏.‏ (‏اقرأها.‏)‏ تُظْهِرُ كَلِمَاتُ بُولُسَ أَنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلرُّوحِيَّ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَنْسَجِمَ كَامِلًا مَعَ ٱلشَّخْصِ ٱلْمَادِّيِّ.‏ فَكَيْفَ تُطَبِّقُ هٰذَا ٱلْمَبْدَأَ عِنْدَ ٱخْتِيَارِ رَفِيقِ زَوَاجٍ؟‏

١٦ اِخْتِيَارُ ٱلْأَصْدِقَاءِ.‏ تَذَكَّرِ ٱلْمَبْدَأَ فِي ١ كُورِنْثُوس ١٥:‏٣٣‏.‏ (‏اقرأها.‏)‏ فَٱلْإِنْسَانُ ٱلرُّوحِيُّ لَا يُرَافِقُ أَصْدِقَاءَ يُضْعِفُونَ رُوحِيَّاتِهِ.‏ لِذَا فَكِّرْ كَيْفَ تُطَبِّقُ هٰذَا ٱلْمَبْدَأَ عَمَلِيًّا.‏ اِسْأَلْ نَفْسَكَ مَثَلًا:‏ ‹كَيْفَ يُفِيدُنِي حِينَ أَسْتَخْدِمُ مَوَاقِعَ ٱلتَّوَاصُلِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ؟‏ وَمَاذَا أَفْعَلُ حِينَ أَتَلَقَّى دَعَوَاتٍ مِنْ غُرَبَاءَ لِأَلْعَبَ مَعَهُمْ عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِت؟‏›.‏

هَلْ تُسَاعِدُنِي قَرَارَاتِي أَنْ أُقَوِّيَ رُوحِيَّاتِي؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٧.‏)‏

١٧-‏١٩ كَيْفَ تُسَاعِدُكَ رُوحِيَّاتُكَ فِي (‏أ)‏ تَجَنُّبِ ٱلنَّشَاطَاتِ غَيْرِ ٱلْمُفِيدَةِ؟‏ (‏ب)‏ وَضْعِ ٱلْأَهْدَافِ؟‏ (‏ج)‏ حَلِّ ٱلْخِلَافَاتِ؟‏

١٧ تَجَنُّبُ ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلَّتِي تُعِيقُ ٱلتَّقَدُّمَ ٱلرُّوحِيَّ.‏ تَجِدُ تَحْذِيرًا مُهِمًّا فِي كَلِمَاتِ بُولُسَ فِي ٱلْعِبْرَانِيِّين ٦:‏١‏.‏ (‏اقرأها.‏)‏ فَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ تَتَجَنَّبَ «ٱلْأَعْمَالَ ٱلْمَيِّتَةَ»،‏ أَيْ كُلَّ ٱلنَّشَاطَاتِ غَيْرِ ٱلْمُفِيدَةِ ٱلَّتِي لَا تُقَوِّيكَ رُوحِيًّا.‏ وَهٰذَا ٱلْمَبْدَأُ يُسَاعِدُكَ أَنْ تُجِيبَ عَلَى أَسْئِلَةٍ كَٱلتَّالِيَةِ:‏ ‹هَلْ هٰذَا ٱلنَّشَاطُ مُفِيدٌ،‏ أَمْ إِنَّهُ مِنَ «ٱلْأَعْمَالِ ٱلْمَيِّتَةِ» ٱلَّتِي يَلْزَمُ أَنْ أَتَجَنَّبَهَا؟‏ هَلْ أُشَارِكُ فِي هٰذَا ٱلْمَشْرُوعِ ٱلتِّجَارِيِّ؟‏ وَلِمَ لَا يَجِبُ أَنْ أَنْضَمَّ إِلَى جَمْعِيَّةٍ تَسْعَى لِتَحْسِينِ ٱلْعَالَمِ؟‏›.‏

هَلْ تُسَاعِدُنِي قَرَارَاتِي أَنْ أَضَعَ أَهْدَافًا رُوحِيَّةً؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٨.‏)‏

١٨ وَضْعُ ٱلْأَهْدَافِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ تُعْطِينَا كَلِمَاتُ يَسُوعَ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ إِرْشَادًا وَاضِحًا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ.‏ (‏مت ٦:‏٣٣‏)‏ فَٱلشَّخْصُ ٱلرُّوحِيُّ يَضَعُ أَهْدَافًا رُوحِيَّةً.‏ وَعَلَى ضَوْءِ هٰذَا ٱلْمَبْدَإِ،‏ يُمْكِنُكَ أَنْ تُجِيبَ عَلَى أَسْئِلَةٍ مِثْلِ:‏ ‹هَلْ أَدْخُلُ ٱلْجَامِعَةَ بَعْدَمَا أُنْهِي تَعْلِيمِي ٱلْأَسَاسِيَّ؟‏ هَلْ أَقْبَلُ ٱلْوَظِيفَةَ ٱلْمَعْرُوضَةَ عَلَيَّ؟‏›.‏

هَلْ تُسَاعِدُنِي قَرَارَاتِي أَنْ ‹أُسَالِمَ› جَمِيعَ ٱلنَّاسِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٩.‏)‏

١٩ حَلُّ ٱلْخِلَافَاتِ.‏ كَيْفَ تُسَاعِدُكَ مَشُورَةُ بُولُسَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ فِي رُومَا عَلَى حَلِّ ٱلْخِلَافَاتِ؟‏ (‏رو ١٢:‏١٨‏)‏ تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ،‏ يَسْعَى ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنْ ‹يُسَالِمُوا جَمِيعَ ٱلنَّاسِ›.‏ فَكَيْفَ تَتَصَرَّفُ حِينَ تَنْشَأُ ٱلْخِلَافَاتُ؟‏ هَلْ تُصِرُّ عَلَى رَأْيِكَ،‏ أَمْ تَسْعَى لِتَكُونَ مِنْ «صَانِعِي ٱلسَّلَامِ»؟‏ —‏ يع ٣:‏١٨‏.‏

٢٠ لِمَاذَا تُرِيدُ أَنْ تَتَقَدَّمَ رُوحِيًّا؟‏

٢٠ مَا هٰذِهِ إِلَّا بَعْضُ ٱلْمَجَالَاتِ ٱلَّتِي تُوَجِّهُنَا فِيهَا مَبَادِئُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِنَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً.‏ وَحِينَ نَعْتَادُ ٱلتَّفْكِيرَ كَأَشْخَاصٍ رُوحِيِّينَ،‏ نَعِيشُ حَيَاةً سَعِيدَةً.‏ يَقُولُ رُوبِرْتُ ٱلْمَذْكُورُ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ:‏ «فَرِحْتُ بَعْدَمَا قَوَّيْتُ عَلَاقَتِي بِيَهْوَهَ،‏ وَبِتُّ أُتَمِّمُ بِشَكْلٍ أَفْضَلَ دَوْرِي كَزَوْجٍ وَأَبٍ».‏ وَنَحْنُ أَيْضًا سَنَحْصُدُ بَرَكَاتٍ كَثِيرَةً إِذَا ٱجْتَهَدْنَا لِنَتَقَدَّمَ رُوحِيًّا.‏ فَسَنَتَمَتَّعُ بِحَيَاتِنَا ٱلْآنَ،‏ وَ «بِٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ» فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ —‏ ١ تي ٦:‏١٩‏.‏