الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

لمَ ‹نداوم على حمل ثمر كثير›؟‏

لمَ ‹نداوم على حمل ثمر كثير›؟‏

‏«فِي هٰذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي،‏ أَنْ تُدَاوِمُوا عَلَى حَمْلِ ثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُوا تَلَامِيذِي».‏ —‏ يو ١٥:‏٨‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٤٥،‏ ١٤٤

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ عَمَّ تَحَدَّثَ يَسُوعُ مَعَ رُسُلِهِ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ مَوْتَهُ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏ (‏ب)‏ لِمَ مُهِمٌّ أَنْ نَتَذَكَّرَ لِمَاذَا نُبَشِّرُ؟‏ (‏ج)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

تَحَدَّثَ يَسُوعُ مُطَوَّلًا مَعَ رُسُلِهِ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ مَوْتَهُ.‏ وَفِي حَدِيثِهِ،‏ أَكَّدَ لَهُمْ أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ،‏ وَأَخْبَرَهُمْ مَثَلَ ٱلْكَرْمَةِ ٱلَّذِي نَاقَشْنَاهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ.‏ فَشَجَّعَهُمْ أَنْ ‹يُدَاوِمُوا عَلَى حَمْلِ ثَمَرٍ كَثِيرٍ›،‏ أَيْ أَنْ يُوَاصِلُوا ٱلْبِشَارَةَ بِٱحْتِمَالٍ.‏ —‏ يو ١٥:‏٨‏.‏

٢ لٰكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يُوصِ تَلَامِيذَهُ أَنْ يُبَشِّرُوا فَقَطْ،‏ بَلْ أَوْضَحَ لَهُمُ ٱلْأَسْبَابَ أَيْضًا.‏ وَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَتَذَكَّرَ نَحْنُ كَذٰلِكَ لِمَاذَا نُبَشِّرُ.‏ فَهٰذَا يَدْفَعُنَا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي تَقْدِيمِ «شَهَادَةٍ لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ».‏ (‏مت ٢٤:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنَتَأَمَّلُ فِي أَرْبَعَةِ أَسْبَابٍ لِنُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ.‏ وَسَنُنَاقِشُ أَرْبَعَ عَطَايَا مِنْ يَهْوَهَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُوَاصِلَ خِدْمَتَنَا بِٱحْتِمَالٍ.‏

نُمَجِّدُ يَهْوَهَ

٣ ‏(‏أ)‏ بِحَسَبِ يُوحَنَّا ١٥:‏٨‏،‏ مَا ٱلسَّبَبُ ٱلْأَهَمُّ لِنَكْرِزَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُمَثِّلُ ٱلْعِنَبُ فِي مَثَلِ يَسُوعَ،‏ وَلِمَ هٰذَا ٱلتَّشْبِيهُ فِي مَحَلِّهِ؟‏

٣ أَوَّلًا،‏ نُبَشِّرُ لِكَيْ نُمَجِّدَ يَهْوَهَ وَنُقَدِّسَ ٱسْمَهُ،‏ وَهٰذَا هُوَ ٱلسَّبَبُ ٱلْأَهَمُّ.‏ ‏(‏اقرأ يوحنا ١٥:‏١،‏ ٨‏.‏)‏ فِي مَثَلِ ٱلْكَرْمَةِ،‏ شَبَّهَ يَسُوعُ أَبَاهُ بِفَلَّاحٍ يَزْرَعُ عِنَبًا.‏ وَشَبَّهَ نَفْسَهُ بِٱلْكَرْمَةِ وَأَتْبَاعَهُ بِٱلْأَغْصَانِ.‏ (‏يو ١٥:‏٥‏)‏ فَمِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ إِذًا أَنْ يُمَثِّلَ ٱلْعِنَبُ ٱلثَّمَرَ ٱلَّذِي يَحْمِلُهُ أَتْبَاعُهُ،‏ أَيْ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ.‏ وَقَالَ يَسُوعُ لِرُسُلِهِ:‏ «فِي هٰذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي،‏ أَنْ تُدَاوِمُوا عَلَى حَمْلِ ثَمَرٍ كَثِيرٍ».‏ فَنَحْنُ نَجْلُبُ ٱلْمَجْدَ لِيَهْوَهَ حِينَ نُبَشِّرُ بِٱجْتِهَادٍ،‏ مِثْلَمَا تَجْلُبُ ٱلْكَرْمَةُ ٱلْفَخْرَ لِلْفَلَّاحِ حِينَ تُنْتِجُ عِنَبًا جَيِّدًا.‏ —‏ مت ٢٥:‏٢٠-‏٢٣‏.‏

٤ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ نُقَدِّسُ ٱسْمَ يَهْوَهَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تَشْعُرُ حِيَالَ ٱمْتِيَازِنَا أَنْ نُقَدِّسَ ٱسْمَ يَهْوَهَ؟‏

٤ وَكَيْفَ نُقَدِّسُ ٱسْمَ يَهْوَهَ حِينَ نُبَشِّرُ؟‏ طَبْعًا،‏ لَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَزِيدَ ٱسْمَهُ قَدَاسَةً.‏ فَهُوَ مُقَدَّسٌ بِكُلِّ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ.‏ وَلٰكِنْ لَاحِظْ مَا قَالَهُ يَهْوَهُ نَفْسُهُ عَنْ شَعْبِهِ:‏ ‏«يُقَدِّسُونَ ٱسْمِي .‏ .‏ .‏ وَيَهَابُونَ إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ».‏ (‏اش ٢٩:‏٢٣‏)‏ إِذًا،‏ نُقَدِّسُ ٱسْمَ يَهْوَهَ حِينَ نَعْتَبِرُهُ أَرْفَعَ مِنْ بَاقِي ٱلْأَسْمَاءِ،‏ وَحِينَ نُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَعْتَبِرُوهُ هُمْ أَيْضًا مُقَدَّسًا.‏ (‏مت ٦:‏٩‏)‏ لِذَا نُخْبِرُ ٱلنَّاسَ أَنَّ يَهْوَهَ يَسْتَحِقُّ «ٱلْمَجْدَ وَٱلْكَرَامَةَ وَٱلْقُدْرَةَ».‏ (‏رؤ ٤:‏١١‏)‏ كَمَا نُعَلِّمُهُمُ ٱلْحَقِيقَةَ عَنْ صِفَاتِهِ وَقَصْدِهِ لِلْبَشَرِ.‏ وَهٰكَذَا نُدَافِعُ عَنِ ٱسْمِهِ وَنَفْضَحُ أَكَاذِيبَ ٱلشَّيْطَانِ.‏ (‏تك ٣:‏١-‏٥‏)‏ يَقُولُ رُونِي،‏ وَهُوَ فَاتِحٌ مُنْذُ ١٦ سَنَةً:‏ «يُشَرِّفُنِي أَنْ أَكُونَ شَاهِدًا لِخَالِقِ ٱلْكَوْنِ.‏ وَهٰذَا ٱلِٱمْتِيَازُ يُشَجِّعُنِي أَنْ أَسْتَمِرَّ فِي ٱلْبِشَارَةِ».‏

نُحِبُّ يَهْوَهَ وَٱبْنَهُ

٥ ‏(‏أ)‏ لِمَ نُبَشِّرُ بِحَسَبِ يُوحَنَّا ١٥:‏٩،‏ ١٠‏؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ أَبْرَزَ يَسُوعُ ٱلْحَاجَةَ إِلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟‏

٥ اقرأ يوحنا ١٥:‏٩،‏ ١٠‏.‏ ثَانِيًا،‏ نَكْرِزُ بِٱلْمَلَكُوتِ لِأَنَّنَا نُحِبُّ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ.‏ ‏(‏مر ١٢:‏٣٠؛‏ يو ١٤:‏١٥‏)‏ وَٱللَّافِتُ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَطْلُبْ مِنْ أَتْبَاعِهِ أَنْ يُحِبُّوهُ فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَنْ ‏‹يَثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِهِ›.‏ فَقَدْ عَرَفَ أَنَّهُمْ يَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلِٱحْتِمَالِ لِيَظَلُّوا مِنْ تَلَامِيذِهِ سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ.‏ لِذَا شَدَّدَ تَكْرَارًا فِي يُوحَنَّا ١٥:‏٤-‏١٠ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلْبَقَاءِ فِي ٱتِّحَادٍ بِهِ وَٱلثَّبَاتِ فِي مَحَبَّتِهِ.‏

٦ كَيْفَ نَثْبُتُ فِي مَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِ؟‏

٦ وَكَيْفَ نُرْضِي يَسُوعَ وَنَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ؟‏ عَلَيْنَا أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ.‏ وَهُوَ رَسَمَ لَنَا ٱلْمِثَالَ فِي ٱلطَّاعَةِ.‏ (‏يو ١٣:‏١٥‏)‏ قَالَ:‏ «إِنِّي حَفِظْتُ وَصَايَا ٱلْآبِ وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ».‏ —‏ يو ١٥:‏١٠‏.‏

٧ مَا ٱلْعَلَاقَةُ بَيْنَ ٱلطَّاعَةِ وَٱلْمَحَبَّةِ؟‏

٧ وَلِيُوضِحَ يَسُوعُ ٱلْعَلَاقَةَ بَيْنَ ٱلطَّاعَةِ وَٱلْمَحَبَّةِ،‏ قَالَ لِرُسُلِهِ:‏ «اَلَّذِي عِنْدَهُ وَصَايَايَ وَيَحْفَظُهَا،‏ فَذَاكَ هُوَ ٱلَّذِي يُحِبُّنِي».‏ (‏يو ١٤:‏٢١‏)‏ لٰكِنَّ وَصَايَا يَسُوعَ أَتَتْ أَسَاسًا مِنْ أَبِيهِ.‏ لِذَا حِينَ نُطِيعُ وَصِيَّتَهُ بِٱلْبِشَارَةِ،‏ نُعَبِّرُ عَنْ مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ أَيْضًا.‏ (‏مت ١٧:‏٥؛‏ يو ٨:‏٢٨‏)‏ وَبِٱلْمُقَابِلِ،‏ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ وَيَسُوعُ أَنْ نَثْبُتَ فِي مَحَبَّتِهِمَا.‏

نُحَذِّرُ ٱلنَّاسَ

٨،‏ ٩ ‏(‏أ)‏ مَا ٱلسَّبَبُ ٱلثَّالِثُ لِنُبَشِّرَ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ تَدْفَعُنَا كَلِمَاتُ يَهْوَهَ فِي حَزْقِيَال ٣:‏١٨،‏ ١٩ وَ ١٨:‏٢٣ أَنْ نُبَشِّرَ؟‏

٨ ثَالِثًا،‏ نُنَادِي بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ كَيْ نُحَذِّرَ ٱلنَّاسَ.‏ مَثَلًا،‏ يَصِفُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ نُوحًا بِأَنَّهُ «كَارِزٌ».‏ ‏(‏اقرأ ٢ بطرس ٢:‏٥‏.‏)‏ إِلَّا أَنَّ كِرَازَتَهُ قَبْلَ ٱلطُّوفَانِ تَضَمَّنَتْ دُونَ شَكٍّ تَحْذِيرًا مِنَ ٱلدَّمَارِ ٱلْقَرِيبِ.‏ وَلِمَ نَقُولُ ذٰلِكَ؟‏ ذَكَرَ يَسُوعُ:‏ «لِأَنَّهُ كَمَا كَانُوا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلَّتِي قَبْلَ ٱلطُّوفَانِ،‏ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ،‏ وَٱلرِّجَالُ يَتَزَوَّجُونَ وَٱلنِّسَاءُ يُزَوَّجْنَ،‏ إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي فِيهِ دَخَلَ نُوحٌ ٱلْفُلْكَ،‏ وَلَمْ يَكْتَرِثُوا حَتَّى جَاءَ ٱلطُّوفَانُ وَجَرَفَهُمْ جَمِيعًا،‏ كَذٰلِكَ يَكُونُ حُضُورُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ».‏ (‏مت ٢٤:‏٣٨،‏ ٣٩‏)‏ فَمُعْظَمُ ٱلنَّاسِ تَجَاهَلُوا نُوحًا وَرِسَالَتَهُ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ ٱسْتَمَرَّ فِي إِعْلَانِ رِسَالَةِ ٱلتَّحْذِيرِ.‏

٩ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ نَحْنُ نُبَشِّرُ لِكَيْ نُتِيحَ لِلنَّاسِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا عَنْ قَصْدِ يَهْوَهَ لَهُمْ.‏ فَمِثْلَ إِلٰهِنَا،‏ نُحِبُّ أَنْ يَقْبَلُوا رِسَالَتَنَا وَ ‹يَحْيَوْا› إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ (‏حز ١٨:‏٢٣‏)‏ وَفِيمَا نُبَشِّرُ عَلَانِيَةً وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ،‏ نُحَذِّرُ أَكْبَرَ عَدَدٍ مُمْكِنٍ أَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ سَيُدَمِّرُ هٰذَا ٱلْعَالَمَ ٱلشِّرِّيرَ.‏ —‏ حز ٣:‏١٨،‏ ١٩؛‏ دا ٢:‏٤٤؛‏ رؤ ١٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

نُحِبُّ قَرِيبَنَا

١٠ ‏(‏أ)‏ لِمَ نُبَشِّرُ بِحَسَبِ مَتَّى ٢٢:‏٣٩‏؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ سَاعَدَ بُولُسُ وَسِيلَا سَجَّانًا فِي فِيلِبِّي؟‏

١٠ رَابِعًا،‏ نَسْتَمِرُّ بِٱحْتِمَالٍ فِي ٱلْبِشَارَةِ لِأَنَّنَا نُحِبُّ قَرِيبَنَا.‏ ‏(‏مت ٢٢:‏٣٩‏)‏ فَنَحْنُ نُدْرِكُ أَنَّ مَوْقِفَ بَعْضِ ٱلنَّاسِ يَتَغَيَّرُ حِينَ تَتَغَيَّرُ ظُرُوفُهُمْ.‏ وَهٰذَا مَا شَهِدَهُ بُولُسُ وَسِيلَا.‏ فَقَدْ سَجَنَهُمَا ٱلْمُقَاوِمُونَ فِي مَدِينَةِ فِيلِبِّي.‏ وَلٰكِنْ نَحْوَ مُنْتَصَفِ ٱللَّيْلِ،‏ حَدَثَ زِلْزَالٌ هَزَّ ٱلسِّجْنَ وَفَتَحَ أَبْوَابَهُ.‏ فَظَنَّ ٱلسَّجَّانُ أَنَّ ٱلسُّجَنَاءَ هَرَبُوا وَأَوْشَكَ أَنْ يَقْتُلَ نَفْسَهُ.‏ عِنْدَئِذٍ نَادَاهُ بُولُسُ قَائِلًا:‏ «لَا تُؤْذِ نَفْسَكَ».‏ فَسَأَلَ ٱلسَّجَّانُ:‏ «مَاذَا عَلَيَّ أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ؟‏».‏ فَأَجَابَهُ بُولُسُ وَسِيلَا:‏ «آمِنْ بِٱلرَّبِّ يَسُوعَ فَتَخْلُصَ».‏ —‏ اع ١٦:‏٢٥-‏٣٤‏.‏

نُبَشِّرُ لِأَنَّنَا نُحِبُّ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ وَقَرِيبَنَا (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ٥،‏ ١٠.‏)‏

١١،‏ ١٢ ‏(‏أ)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ حَادِثَةِ ٱلسَّجَّانِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ نُوَاصِلُ خِدْمَتَنَا بِأَمَانَةٍ؟‏

١١ وَمَاذَا تُعَلِّمُنَا هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ عَنِ ٱلْخِدْمَةِ؟‏ لَمْ يُغَيِّرِ ٱلسَّجَّانُ مَوْقِفَهُ وَيَطْلُبِ ٱلْمُسَاعَدَةَ إِلَّا بَعْدَ ٱلزِّلْزَالِ.‏ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ يُمْكِنُ أَنْ يُغَيِّرَ ٱلنَّاسُ مَوْقِفَهُمْ وَيَطْلُبُوا ٱلْمُسَاعَدَةَ بَعْدَمَا تَهُزُّهُمْ مُصِيبَةٌ مَا.‏ فَٱلْبَعْضُ يَخْسَرُونَ عَمَلَهُمْ فَجْأَةً أَوْ يَنْهَارُ زَوَاجُهُمْ.‏ وَآخَرُونَ يُصَابُونَ بِمَرَضٍ خَطِيرٍ أَوْ يَفْقِدُونَ شَخْصًا يُحِبُّونَهُ.‏ وَعِنْدَئِذٍ يَبْدَأُونَ بِطَرْحِ أَسْئِلَةٍ عَنِ ٱلْحَيَاةِ،‏ أَسْئِلَةٍ لَمْ تَخْطُرْ عَلَى بَالِهِمْ مِنْ قَبْلُ.‏ وَرُبَّمَا يَسْأَلُونَ:‏ ‹مَاذَا عَلَيَّ أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ؟‏›.‏ لِذٰلِكَ،‏ وَلِلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى فِي حَيَاتِهِمْ،‏ يَقْبَلُونَ أَنْ يَسْمَعُوا رِسَالَةَ ٱلرَّجَاءِ ٱلَّتِي نُبَشِّرُ بِهَا.‏

١٢ فَإِذَا وَاصَلْنَا خِدْمَتَنَا بِأَمَانَةٍ،‏ نَكُونُ جَاهِزِينَ لِنُعَزِّيَ ٱلنَّاسَ وَقْتَ ٱلْحَاجَةِ.‏ (‏اش ٦١:‏١‏)‏ تَقُولُ شَارْلُوت،‏ وَهِيَ أُخْتٌ تَخْدُمُ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ مُنْذُ ٣٨ سَنَةً:‏ «يَشْعُرُ ٱلنَّاسُ ٱلْيَوْمَ بِٱلضَّيَاعِ وَيَحْتَاجُونَ إِلَى بِشَارَتِنَا».‏ وَلَاحَظَتْ آيْفُر،‏ فَاتِحَةٌ مُنْذُ ٣٤ سَنَةً:‏ «كَثِيرُونَ فِي أَيَّامِنَا فَقَدُوا ٱلْأَمَلَ.‏ لِذَا أُحِبُّ مِنْ كُلِّ قَلْبِي أَنْ أُسَاعِدَهُمْ.‏ وَهٰذَا يَدْفَعُنِي أَنْ أُبَشِّرَهُمْ».‏ فِعْلًا،‏ إِنَّ مَحَبَّتَنَا لِلْقَرِيبِ سَبَبٌ مُهِمٌّ لِنُوَاصِلَ خِدْمَتَنَا.‏

عَطَايَا تُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ

١٣،‏ ١٤ ‏(‏أ)‏ أَيُّ عَطِيَّةٍ مَذْكُورَةٌ فِي يُوحَنَّا ١٥:‏١١‏؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يَكُونُ فَرَحُ يَسُوعَ فِينَا؟‏ (‏ج)‏ كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلْفَرَحُ عَلَى خِدْمَتِنَا؟‏

١٣ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ مَوْتَ يَسُوعَ،‏ تَحَدَّثَ أَيْضًا إِلَى رُسُلِهِ عَنْ عَطَايَا تُسَاعِدُهُمْ أَنْ يُدَاوِمُوا عَلَى حَمْلِ ٱلثَّمَرِ.‏ فَمَا هِيَ؟‏ وَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْهَا؟‏

١٤ اَلْفَرَحُ.‏ هَلْ تُشَكِّلُ ٱلْبِشَارَةُ عِبْئًا عَلَيْنَا؟‏ عَلَى ٱلْعَكْسِ.‏ فَيَسُوعُ قَالَ إِنَّنَا سَنَفْرَحُ مِثْلَهُ لِأَنَّنَا نُبَشِّرُ بِٱلْمَلَكُوتِ.‏ ‏(‏اقرأ يوحنا ١٥:‏١١‏.‏)‏ كَيْفَ ذٰلِكَ؟‏ شَبَّهَ يَسُوعُ نَفْسَهُ بِٱلْكَرْمَةِ وَأَتْبَاعَهُ بِٱلْأَغْصَانِ.‏ وَحِينَ تَكُونُ ٱلْأَغْصَانُ مُتَّصِلَةً بِٱلْكَرْمَةِ،‏ تَسْتَمِدُّ مِنْهَا ٱلْمَاءَ وَٱلْغِذَاءَ.‏ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ نَسْتَمِدُّ ٱلْفَرَحَ حِينَ نَكُونُ فِي ٱتِّحَادٍ بِيَسُوعَ وَنَتَّبِعُ خُطُوَاتِهِ بِدِقَّةٍ.‏ فَعِنْدَئِذٍ نَفْرَحُ بِعَمَلِ مَشِيئَةِ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ،‏ مِثْلَمَا فَرِحَ هُوَ.‏ (‏يو ٤:‏٣٤؛‏ ١٧:‏١٣؛‏ ١ بط ٢:‏٢١‏)‏ تُخْبِرُ هَانَا ٱلَّتِي تَخْدُمُ فَاتِحَةً مُنْذُ ٤٠ سَنَةً:‏ «أَرْجِعُ سَعِيدَةً مِنَ ٱلْخِدْمَةِ،‏ مِمَّا يَدْفَعُنِي أَنْ أَسْتَمِرَّ فِيهَا».‏ فَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلْفَرَحَ يُقَوِّينَا لِنُتَابِعَ ٱلْخِدْمَةَ فِي ٱلْمُقَاطَعَاتِ ٱلصَّعْبَةِ.‏ —‏ مت ٥:‏١٠-‏١٢‏.‏

١٥ ‏(‏أ)‏ مَا ٱلْعَطِيَّةُ ٱلْمَذْكُورَةُ فِي يُوحَنَّا ١٤:‏٢٧‏؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلسَّلَامُ أَنْ نُوَاصِلَ ٱلْخِدْمَةَ بِٱحْتِمَالٍ؟‏

١٥ اَلسَّلَامُ.‏ ‏(‏اقرأ يوحنا ١٤:‏٢٧‏.‏)‏ قَبْلَ أَنْ يَتَحَدَّثَ يَسُوعُ عَنِ ٱلْفَرَحِ،‏ قَالَ لِتَلَامِيذِهِ:‏ ‏«سَلَامِي أُعْطِيكُمْ».‏ فَكَيْفَ تُشَجِّعُنَا هٰذِهِ ٱلْعَطِيَّةُ عَلَى ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي ٱلْبِشَارَةِ؟‏ حِينَ نَحْتَمِلُ وَنُوَاصِلُ خِدْمَتَنَا،‏ نَشْعُرُ بِٱلسَّلَامِ لِأَنَّنَا نُرْضِي يَهْوَهَ وَيَسُوعَ.‏ (‏مز ١٤٩:‏٤؛‏ رو ٥:‏٣،‏ ٤؛‏ كو ٣:‏١٥‏)‏ يَقُولُ أُولْف،‏ خَادِمٌ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ مِنْ ٤٥ سَنَةً:‏ «عَمَلُ ٱلْبِشَارَةِ فِيهِ تَعَبٌ،‏ لٰكِنَّهُ يُعْطِي حَيَاتِي مَعْنًى وَيُشْعِرُنِي بِٱلرِّضَى».‏ فَكَمْ نُقَدِّرُ هٰذَا ٱلسَّلَامَ ٱلَّذِي يَصْمُدُ فِي وَجْهِ ٱلصُّعُوبَاتِ!‏

١٦ ‏(‏أ)‏ أَيُّ عَطِيَّةٍ تَرِدُ فِي يُوحَنَّا ١٥:‏١٥‏؟‏ (‏ب)‏ بِمَ أَوْصَى يَسُوعُ رُسُلَهُ كَيْ يَبْقَوْا أَصْدِقَاءَهُ؟‏

١٦ اَلصَّدَاقَةُ مَعَ يَسُوعَ.‏ عَبَّرَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ عَنْ رَغْبَتِهِ أَنْ ‹يَكُونَ فَرَحُهُمْ تَامًّا›.‏ ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ كَمْ مُهِمٌّ أَنْ يُحِبُّوا ٱلْآخَرِينَ لِدَرَجَةِ أَنْ يُضَحُّوا مِنْ أَجْلِهِمْ.‏ (‏يو ١٥:‏١١-‏١٣‏)‏ وَبَعْدَ ذٰلِكَ قَالَ:‏ «دَعَوْتُكُمْ أَصْدِقَاءَ».‏ فَيَا لَهَا مِنْ عَطِيَّةٍ ثَمِينَةٍ!‏ وَلٰكِنْ لِكَيْ يَبْقَوْا أَصْدِقَاءَهُ،‏ أَوْصَاهُمْ أَنْ ‏‹يُدَاوِمُوا عَلَى حَمْلِ ثَمَرٍ›.‏ ‏(‏اقرأ يوحنا ١٥:‏١٤-‏١٦‏.‏)‏ فَهُوَ سَبَقَ أَنْ أَوْصَاهُمْ قَبْلَ سَنَتَيْنِ:‏ «اِكْرِزُوا قَائِلِينَ:‏ ‹قَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱلسَّمٰوَاتِ›».‏ (‏مت ١٠:‏٧‏)‏ أَمَّا ٱلْآنَ فِي لَيْلَتِهِ ٱلْأَخِيرَةِ،‏ فَأَرَادَ أَنْ يُشَجِّعَهُمْ أَنْ يُدَاوِمُوا عَلَى ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي بَدَأُوهُ.‏ (‏مت ٢٤:‏١٣؛‏ مر ٣:‏١٤‏)‏ وَقَدْ عَرَفَ يَسُوعُ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةَ لَيْسَتْ سَهْلَةً.‏ فَأَخْبَرَهُمْ عَنْ عَطِيَّةٍ أُخْرَى تُسَاعِدُهُمْ أَنْ يُتَمِّمُوا ٱلْعَمَلَ وَيَبْقَوْا أَصْدِقَاءَهُ.‏

١٧،‏ ١٨ ‏(‏أ)‏ مَا ٱلْعَطِيَّةُ ٱلْمَذْكُورَةُ فِي يُوحَنَّا ١٥:‏١٦‏؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ ٱلرُّسُلُ مِنْ هٰذِهِ ٱلْعَطِيَّةِ؟‏ (‏ج)‏ أَيُّ عَطِيَّتَيْنِ تُقَوِّيَانِنَا ٱلْيَوْمَ أَيْضًا؟‏

١٧ اَلصَّلَاةُ.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «يُعْطِيكُمُ ٱلْآبُ مَهْمَا سَأَلْتُمْ بِٱسْمِي».‏ (‏يو ١٥:‏١٦‏)‏ فَكَمْ قَوَّى ٱلرُّسُلَ بِهٰذَا ٱلْوَعْدِ!‏ * فَمَوْتُهُ كَانَ وَشِيكًا،‏ وَهٰذِهِ حَقِيقَةٌ لَمْ يَفْهَمُوهَا كَامِلًا.‏ لٰكِنَّهُمْ مَا كَانُوا لِيَبْقَوْا دُونَ مُسَاعَدَةٍ.‏ فَيَهْوَهُ سَيَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِهِمْ وَيُسَاعِدُهُمْ أَنْ يُتَمِّمُوا كِرَازَتَهُمْ.‏ وَبِٱلْفِعْلِ،‏ لَمَسَ ٱلرُّسُلُ ذٰلِكَ بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ.‏ —‏ اع ٤:‏٢٩،‏ ٣١‏.‏

نَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّ يَهْوَهَ يَسْتَجِيبُ لَنَا حِينَ نَطْلُبُ مُسَاعَدَتَهُ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٨.‏)‏

١٨ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ نَتَمَتَّعُ بِصَدَاقَةِ يَسُوعَ إِذَا دَاوَمْنَا عَلَى حَمْلِ ٱلثَّمَرِ.‏ كَمَا أَنَّ يَهْوَهَ سَيَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِنَا كَيْ نَحْتَمِلَ فِي كِرَازَتِنَا.‏ (‏في ٤:‏١٣‏)‏ وَنَحْنُ نُقَدِّرُ كَثِيرًا هَاتَيْنِ ٱلْبَرَكَتَيْنِ.‏ فَبِفَضْلِهِمَا نُدَاوِمُ عَلَى حَمْلِ ٱلثَّمَرِ.‏ —‏ يع ١:‏١٧‏.‏

١٩ ‏(‏أ)‏ لِمَ نَسْتَمِرُّ فِي ٱلْبِشَارَةِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُقَوِّينَا لِنُتَمِّمَ عَمَلَنَا؟‏

١٩ كَخُلَاصَةٍ إِذًا،‏ نَحْنُ نَسْتَمِرُّ فِي ٱلْبِشَارَةِ لِنُمَجِّدَ يَهْوَهَ وَنُقَدِّسَ ٱسْمَهُ،‏ نُعَبِّرَ عَنْ مَحَبَّتِنَا لَهُ وَلِيَسُوعَ،‏ نُحَذِّرَ ٱلنَّاسَ،‏ وَنُظْهِرَ ٱلْمَحَبَّةَ لِقَرِيبِنَا.‏ كَمَا نَسْتَفِيدُ مِنْ عَطَايَا تُقَوِّينَا لِنُتَمِّمَ عَمَلَنَا،‏ وَهِيَ:‏ اَلْفَرَحُ،‏ ٱلسَّلَامُ،‏ ٱلصَّدَاقَةُ مَعَ يَسُوعَ،‏ وَٱلصَّلَاةُ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ يَفْرَحُ كَثِيرًا حِينَ نَجْتَهِدُ ‹لِنُدَاوِمَ عَلَى حَمْلِ ثَمَرٍ كَثِيرٍ›.‏

^ ‎الفقرة 17‏ فِي لَيْلَةِ يَسُوعَ ٱلْأَخِيرَةِ،‏ أَكَّدَ لِرُسُلِهِ تَكْرَارًا أَنَّ صَلَوَاتِهِمْ سَتُسْتَجَابُ.‏ —‏ يو ١٤:‏١٣؛‏ ١٥:‏٧،‏ ١٦؛‏ ١٦:‏٢٣‏.‏