الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

اعرفْ عدوَّك

اعرفْ عدوَّك

‏«نَحْنُ لَا نَجْهَلُ مُخَطَّطَاتِهِ».‏ —‏ ٢ كو ٢:‏١١‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٣٣،‏ ٢٧

١ مَاذَا كَشَفَ يَهْوَهُ فِي عَدْنٍ عَنْ عَدُوِّنَا؟‏

لَا شَكَّ أَنَّ آدَمَ عَرَفَ أَنَّ ٱلْحَيَّاتِ لَا تَتَكَلَّمُ.‏ لِذَا رُبَّمَا ٱسْتَنْتَجَ أَنَّ مَخْلُوقًا رُوحَانِيًّا تَكَلَّمَ مَعَ حَوَّاءَ بِوَاسِطَةِ ٱلْحَيَّةِ.‏ (‏تك ٣:‏١-‏٦‏)‏ لٰكِنَّهُ هُوَ وَزَوْجَتَهُ لَمْ يَعْرِفَا هُوِيَّتَهُ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ ٱخْتَارَ آدَمُ أَنْ يَنْضَمَّ إِلَى هٰذَا ٱلْغَرِيبِ وَيَتَمَرَّدَ عَلَى أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ ٱلْمُحِبِّ.‏ (‏١ تي ٢:‏١٤‏)‏ وَعَلَى ٱلْفَوْرِ،‏ بَدَأَ يَهْوَهُ يَكْشِفُ مَعْلُومَاتٍ عَنْ ذٰلِكَ ٱلْمَخْلُوقِ ٱلرُّوحَانِيِّ.‏ فَحَذَّرَ أَنَّ هٰذَا ٱلْعَدُوَّ سَيُقَاوِمُ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلْأُمَنَاءَ،‏ لٰكِنَّهُ وَعَدَ أَيْضًا أَنَّهُ سَيُدَمَّرُ فِي ٱلنِّهَايَةِ.‏ —‏ تك ٣:‏١٥‏.‏

٢،‏ ٣ لِمَاذَا لَمْ يَكْشِفْ يَهْوَهُ ٱلْكَثِيرَ عَنِ ٱلشَّيْطَانِ قَبْلَ مَجِيءِ ٱلْمَسِيَّا؟‏

٢ لَمْ يَكْشِفْ يَهْوَهُ وَلَا مَرَّةً ٱسْمَ هٰذَا ٱلْمَلَاكِ ٱلْمُتَمَرِّدِ.‏ * حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يُخْبِرْ عَنْ لَقَبِهِ إِلَّا بَعْدَ حَوَالَيْ ٢٬٥٠٠ سَنَةٍ مِنَ ٱلتَّمَرُّدِ فِي عَدْنٍ.‏ (‏اي ١:‏٦‏)‏ وَفِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ،‏ لَا يَرِدُ لَقَبُهُ «ٱلشَّيْطَانُ»،‏ وَمَعْنَاهُ «ٱلْمُقَاوِمُ»،‏ إِلَّا فِي أَخْبَارِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَوَّلِ وَأَيُّوبَ وَزَكَرِيَّا.‏ فَلِمَاذَا لَمْ يَكْشِفْ يَهْوَهُ ٱلْكَثِيرَ عَنْ عَدُوِّنَا قَبْلَ مَجِيءِ ٱلْمَسِيَّا؟‏

٣ كَمَا يَبْدُو،‏ لَمْ يُرِدْ يَهْوَهُ أَنْ يُعْطِيَ ٱلشَّيْطَانَ أَهَمِّيَّةً لَا يَسْتَحِقُّهَا.‏ وَقَدْ أَوْحَى بِٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ أَسَاسًا لِيَدُلَّ شَعْبَهُ عَلَى ٱلْمَسِيَّا وَيَقُودَهُمْ إِلَيْهِ.‏ (‏لو ٢٤:‏٤٤؛‏ غل ٣:‏٢٤‏)‏ لِذَا لَمْ يَكْشِفْ فِيهَا ٱلْكَثِيرَ عَنِ ٱلشَّيْطَانِ وَأَعْمَالِهِ.‏ وَلٰكِنْ بَعْدَ مَجِيءِ ٱلْمَسِيَّا،‏ كَشَفَ بِوَاسِطَتِهِ هُوَ وَتَلَامِيذِهِ مُعْظَمَ مَا نَعْرِفُهُ عَنِ ٱلشَّيْطَانِ وَمَلَائِكَتِهِ ٱلْأَشْرَارِ.‏ * وَهٰذَا فِي مَحَلِّهِ.‏ فَيَهْوَهُ سَيَسْتَخْدِمُ يَسُوعَ وَٱلْمَمْسُوحِينَ لِيَسْحَقَ ٱلشَّيْطَانَ وَأَتْبَاعَهُ.‏ —‏ رو ١٦:‏٢٠؛‏ رؤ ١٧:‏١٤؛‏ ٢٠:‏١٠‏.‏

٤ لِمَ لَا دَاعِيَ أَنْ نَرْتَعِبَ مِنْ إِبْلِيسَ؟‏

٤ فِي رِسَالَةِ بُطْرُسَ ٱلْأُولَى،‏ يُوصَفُ ٱلشَّيْطَانُ بِأَنَّهُ «أَسَدٌ زَائِرٌ».‏ (‏١ بط ٥:‏٨‏)‏ وَفِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا،‏ يُدْعَى «ٱلْحَيَّةَ» وَ «ٱلتِّنِّينَ».‏ (‏رؤ ١٢:‏٩‏)‏ وَلٰكِنْ لَا دَاعِيَ أَنْ نَرْتَعِبَ مِنْهُ،‏ فَقُوَّتُهُ مَحْدُودَةٌ.‏ ‏(‏اقرأ يعقوب ٤:‏٧‏.‏)‏ وَلَدَيْنَا دَعْمُ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ وَٱلْمَلَائِكَةِ ٱلْأُمَنَاءِ.‏ فَبِمُسَاعَدَتِهِمْ نَقْدِرُ أَنْ نُقَاوِمَ عَدُوَّنَا هٰذَا.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نُجِيبَ عَنْ ٣ أَسْئِلَةٍ:‏ مَا مَدَى سُلْطَةِ ٱلشَّيْطَانِ؟‏ كَيْفَ يُضِلُّ ٱلنَّاسَ؟‏ وَمَا هِيَ حُدُودُهُ؟‏ وَفِيمَا نُنَاقِشُ كُلًّا مِنْهَا،‏ سَنَسْتَخْلِصُ دُرُوسًا مُفِيدَةً لَنَا.‏

مَا مَدَى سُلْطَةِ ٱلشَّيْطَانِ؟‏

٥،‏ ٦ لِمَ تَعْجَزُ ٱلْحُكُومَاتُ عَنْ تَحْقِيقِ أَهَمِّ ٱلتَّغْيِيرَاتِ؟‏

٥ اِنْضَمَّ مَلَائِكَةٌ كَثِيرُونَ إِلَى ٱلشَّيْطَانِ فِي تَمَرُّدِهِ.‏ وَقَبْلَ ٱلطُّوفَانِ،‏ أَغْرَى عَلَى ٱلْأَقَلِّ بَعْضًا مِنْهُمْ بِمُمَارَسَةِ ٱلْجِنْسِ مَعَ ٱلنِّسَاءِ.‏ وَهٰذَا مَا أَشَارَ إِلَيْهِ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ حِينَ قَالَ إِنَّ ٱلتِّنِّينَ جَرَّ ثُلُثَ نُجُومِ ٱلسَّمَاءِ.‏ (‏تك ٦:‏١-‏٤؛‏ يه ٦؛‏ رؤ ١٢:‏٣،‏ ٤‏)‏ وَعِنْدَمَا تَرَكَ هٰؤُلَاءِ ٱلْمَلَائِكَةُ عَائِلَةَ ٱللهِ،‏ أَصْبَحُوا تَحْتَ سَيْطَرَةِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ لٰكِنَّهُمْ لَيْسُوا مَجْمُوعَةً فَوْضَوِيَّةً.‏ فَٱلشَّيْطَانُ حَاوَلَ أَنْ يُقَلِّدَ مَلَكُوتَ ٱللهِ.‏ فَأَسَّسَ مَمْلَكَةً غَيْرَ مَنْظُورَةٍ وَنَصَّبَ نَفْسَهُ مَلِكًا عَلَيْهَا.‏ كَمَا نَظَّمَ ٱلشَّيَاطِينَ فِي رِئَاسَاتٍ،‏ أَيْ حُكُومَاتٍ.‏ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَةً،‏ وَجَعَلَهُمْ وُلَاةً عَلَى ٱلْعَالَمِ.‏ —‏ اف ٦:‏١٢‏.‏

٦ وَبِوَاسِطَةِ هَيْئَتِهِ غَيْرِ ٱلْمَنْظُورَةِ،‏ يُسَيْطِرُ ٱلشَّيْطَانُ عَلَى كُلِّ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ.‏ وَقَدْ ظَهَرَ ذٰلِكَ بِوُضُوحٍ عِنْدَمَا جَرَّبَ يَسُوعَ.‏ فَبَعْدَمَا أَرَاهُ «جَمِيعَ مَمَالِكِ ٱلْمَسْكُونَةِ»،‏ قَالَ لَهُ:‏ «أُعْطِيكَ هٰذَا ٱلسُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَ هٰذِهِ ٱلْمَمَالِكِ،‏ لِأَنَّهُ قَدْ سُلِّمَ إِلَيَّ،‏ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ».‏ (‏لو ٤:‏٥،‏ ٦‏)‏ لَا شَكَّ أَنَّ حُكُومَاتٍ كَثِيرَةً تُنْجِزُ أَعْمَالًا تُفِيدُ مُوَاطِنِيهَا،‏ وَبَعْضَ ٱلْحُكَّامِ يَهْتَمُّونَ فِعْلًا بِمَصْلَحَةِ ٱلنَّاسِ.‏ وَلٰكِنْ مَا مِنْ حُكُومَةٍ تَقْدِرُ أَنْ تُحَقِّقَ أَهَمَّ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلَّتِي نَحْتَاجُ إِلَيْهَا.‏ —‏ مز ١٤٦:‏٣،‏ ٤؛‏ رؤ ١٢:‏١٢‏.‏

٧ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱلْحُكُومَاتِ،‏ كَيْفَ يَسْتَخْدِمُ ٱلشَّيْطَانُ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ وَٱلنِّظَامَ ٱلتِّجَارِيَّ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٧ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱلْحُكُومَاتِ،‏ يَسْتَخْدِمُ ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ وَٱلنِّظَامَ ٱلتِّجَارِيَّ لِيُضِلُّوا ‏«ٱلْمَسْكُونَةَ كُلَّهَا».‏ ‏(‏رؤ ١٢:‏٩‏)‏ فَمِنْ خِلَالِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ،‏ يَنْشُرُ ٱلشَّيْطَانُ أَكَاذِيبَ عَنْ يَهْوَهَ،‏ وَيُحَاوِلُ أَنْ يَمْحُوَ ٱسْمَهُ مِنْ ذَاكِرَةِ ٱلنَّاسِ.‏ (‏ار ٢٣:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ فَيَظُنُّ كَثِيرُونَ أَنَّهُمْ يَعْبُدُونَ ٱللهَ فِي حِينِ أَنَّهُمْ فِعْلِيًّا يَعْبُدُونَ ٱلشَّيَاطِينَ.‏ (‏١ كو ١٠:‏٢٠؛‏ ٢ كو ١١:‏١٣-‏١٥‏)‏ وَبِوَاسِطَةِ ٱلنِّظَامِ ٱلتِّجَارِيِّ،‏ يَنْشُرُ ٱلشَّيْطَانُ أَيْضًا ٱلْأَكَاذِيبَ.‏ فَهُوَ يُوهِمُ ٱلنَّاسَ مَثَلًا بِأَنَّ ٱلسَّعَادَةَ تَأْتِي مِنَ ٱلْمَالِ وَٱلْمُمْتَلَكَاتِ.‏ (‏ام ١٨:‏١١‏)‏ وَبِٱلنَّتِيجَةِ،‏ يَقْضِي كَثِيرُونَ حَيَاتَهُمْ فِي خِدْمَةِ «ٱلْمَالِ» بَدَلَ ٱللهِ.‏ (‏مت ٦:‏٢٤‏)‏ حَتَّى لَوْ كَانَتْ لَدَيْهِمْ مَحَبَّةٌ لِلهِ،‏ يَخْنُقُهَا حُبُّ ٱلْمَادِّيَّاتِ عَاجِلًا أَمْ آجِلًا.‏ —‏ مت ١٣:‏٢٢؛‏ ١ يو ٢:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

٨،‏ ٩ ‏(‏أ)‏ أَيُّ دَرْسَيْنِ نَتَعَلَّمُهُمَا مِمَّا حَصَلَ مَعَ آدَمَ وَحَوَّاءَ وَٱلشَّيَاطِينِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ مُهِمٌّ أَنْ نُدْرِكَ مَدَى سُلْطَةِ ٱلشَّيْطَانِ؟‏

٨ إِذًا نَتَعَلَّمُ دَرْسَيْنِ مُهِمَّيْنِ مِمَّا حَصَلَ مَعَ آدَمَ وَحَوَّاءَ وَٱلْمَلَائِكَةِ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ.‏ أَوَّلًا،‏ هُنَاكَ جَانِبَانِ وَعَلَيْنَا أَنْ نَخْتَارَ أَحَدَهُمَا.‏ فَإِمَّا أَنْ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ،‏ أَوْ نَنْضَمَّ إِلَى ٱلشَّيْطَانِ.‏ (‏مت ٧:‏١٣‏)‏ ثَانِيًا،‏ يَنَالُ ٱلَّذِينَ يَنْضَمُّونَ إِلَى ٱلشَّيْطَانِ فَوَائِدَ مَحْدُودَةً فَقَطْ.‏ فَآدَمُ وَحَوَّاءُ ٱسْتَطَاعَا أَنْ يُحَدِّدَا لِأَنْفُسِهِمَا ٱلصَّحَّ وَٱلْخَطَأَ.‏ وَٱلشَّيَاطِينُ نَالُوا مِقْدَارًا مِنَ ٱلسُّلْطَةِ عَلَى ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ.‏ (‏تك ٣:‏٢٢‏)‏ لٰكِنَّ ٱلثَّمَنَ ٱلَّذِي يَدْفَعُهُ ٱلْمُنْضَمُّونَ إِلَى ٱلشَّيْطَانِ يَفُوقُ دَائِمًا أَيَّ فَوَائِدَ ظَاهِرِيَّةٍ.‏ —‏ اي ٢١:‏٧-‏١٧؛‏ غل ٦:‏٧،‏ ٨‏.‏

٩ وَلِمَ مُهِمٌّ أَنْ نُدْرِكَ مَدَى سُلْطَةِ ٱلشَّيْطَانِ؟‏ مِنْ جِهَةٍ،‏ يُسَاعِدُنَا ذٰلِكَ أَنْ نَنْظُرَ بِٱتِّزَانٍ إِلَى ٱلْحُكُومَاتِ.‏ فَيَهْوَهُ يُرِيدُ مِنَّا أَنْ نَحْتَرِمَهَا.‏ (‏١ بط ٢:‏١٧‏)‏ وَهُوَ يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نُطِيعَ قَوَانِينَهَا،‏ مَا دَامَتْ لَا تُخَالِفُ مَبَادِئَهُ.‏ (‏رو ١٣:‏١-‏٤‏)‏ وَلٰكِنْ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَبْقَى حِيَادِيِّينَ وَلَا نَنْحَازَ إِلَى أَيِّ حِزْبٍ أَوْ قَائِدٍ سِيَاسِيٍّ.‏ (‏يو ١٧:‏١٥،‏ ١٦؛‏ ١٨:‏٣٦‏)‏ وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ عِنْدَمَا نُدْرِكُ مَدَى سُلْطَةِ ٱلشَّيْطَانِ،‏ يَزْدَادُ تَصْمِيمُنَا أَنْ نُنَادِيَ بِٱلْبِشَارَةِ.‏ فَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّهُ يُحَاوِلُ أَنْ يُخْفِيَ ٱسْمَ يَهْوَهَ وَيُشَوِّهَ سُمْعَتَهُ.‏ لِذَا نَنْدَفِعُ إِلَى تَعْلِيمِ ٱلنَّاسِ ٱلْحَقَّ عَنْ يَهْوَهَ.‏ كَمَا نَحْمِلُ ٱسْمَهُ وَنَسْتَعْمِلُهُ بِكُلِّ فَخْرٍ.‏ وَلَا نَنْسَى أَنَّ مَحَبَّةَ ٱلْمَالِ وَٱلْمُمْتَلَكَاتِ لَيْسَتْ شَيْئًا بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ مَحَبَّةِ ٱللهِ.‏ —‏ اش ٤٣:‏١٠؛‏ ١ تي ٦:‏٦-‏١٠‏.‏

كَيْفَ يُضِلُّ ٱلشَّيْطَانُ ٱلنَّاسَ؟‏

١٠-‏١٢ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ ٱسْتَعْمَلَ ٱلشَّيْطَانُ طُعْمًا لِيُغْرِيَ ٱلْمَلَائِكَةَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِمَّا حَدَثَ مَعَ ٱلشَّيَاطِينِ؟‏

١٠ يَسْتَخْدِمُ ٱلشَّيْطَانُ أَسَالِيبَ نَاجِحَةً لِيُضِلَّ ٱلنَّاسَ.‏ فَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ،‏ يَسْتَعْمِلُ طُعْمًا لِيُغْرِيَهُمْ.‏ وَفِي أَحْيَانٍ أُخْرَى،‏ يَضْغَطُ عَلَيْهِمْ وَيُخِيفُهُمْ لِيُنَفِّذُوا مَا يُرِيدُهُ.‏

١١ لِنَأْخُذْ مَثَلًا كَيْفَ ٱسْتَعْمَلَ ٱلشَّيْطَانُ طُعْمًا لِيُوقِعَ بِعَدَدٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْمَلَائِكَةِ.‏ فَلَا بُدَّ أَنَّهُ رَاقَبَهُمْ مُدَّةً طَوِيلَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ لِيَعْرِفَ كَيْفَ يَجْذِبُهُمْ إِلَى جَانِبِهِ.‏ وَبَعْضُ ٱلْمَلَائِكَةِ ٱبْتَلَعُوا ٱلطُّعْمَ.‏ فَمَارَسُوا ٱلْجِنْسَ مَعَ ٱلنِّسَاءِ،‏ وَأَنْجَبُوا عَمَالِقَةً عُنَفَاءَ ظَلَمُوا ٱلنَّاسَ.‏ (‏تك ٦:‏١-‏٤‏)‏ وَلٰكِنْ رُبَّمَا لَمْ يُغْرِهِمِ ٱلشَّيْطَانُ بِٱلْجِنْسِ فَقَطْ،‏ بَلْ وَعَدَهُمْ أَيْضًا بِأَنْ يَتَسَلَّطُوا عَلَى ٱلْبَشَرِ.‏ وَمِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنَّهُ أَرَادَ بِذٰلِكَ أَنْ يُعَرْقِلَ مَجِيءَ ‹نَسْلِ ٱلْمَرْأَةِ› ٱلْمُنْتَظَرِ.‏ (‏تك ٣:‏١٥‏)‏ عَلَى أَيِّ حَالٍ،‏ وَضَعَ يَهْوَهُ حَدًّا لِهٰذِهِ ٱلْمُخَطَّطَاتِ حِينَ جَلَبَ ٱلطُّوفَانَ.‏

يَسْتَعْمِلُ ٱلشَّيْطَانُ طُعْمًا لِيُغْرِيَنَا،‏ مِثْلَ ٱلْعَهَارَةِ وَٱلْكِبْرِيَاءِ وَعُلُومِ ٱلْغَيْبِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٢،‏ ١٣.‏)‏

١٢ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ؟‏ يَجِبُ أَلَّا نَسْتَخِفَّ بِخَطَرِ ٱلْعَهَارَةِ وَٱلْكِبْرِيَاءِ.‏ فَٱلْمَلَائِكَةُ ٱلَّذِينَ ٱنْضَمُّوا إِلَى ٱلشَّيْطَانِ كَانُوا فِي حَضْرَةِ يَهْوَهَ لِوَقْتٍ طَوِيلٍ جِدًّا.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ سَمَحُوا لِلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ بِأَنْ تَتَأَصَّلَ فِيهِمْ.‏ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ يُمْكِنُ أَنْ تَتَأَصَّلَ فِينَا ٱلرَّغَبَاتُ ٱلْخَاطِئَةُ،‏ حَتَّى لَوْ كُنَّا نَخْدُمُ يَهْوَهَ مُنْذُ سَنَوَاتٍ.‏ (‏١ كو ١٠:‏١٢‏)‏ كَمْ مُهِمٌّ إِذًا أَنْ نَفْحَصَ قَلْبَنَا بِٱسْتِمْرَارٍ،‏ نَطْرُدَ ٱلْأَفْكَارَ ٱلْفَاسِدَةَ،‏ وَنَتَجَنَّبَ ٱلْكِبْرِيَاءَ!‏ —‏ غل ٥:‏٢٦‏؛‏ اقرأ كولوسي ٣:‏٥‏.‏

١٣ أَيُّ طُعْمٍ آخَرَ يَسْتَعْمِلُهُ ٱلشَّيْطَانُ بِنَجَاحٍ،‏ وَكَيْفَ نَتَجَنَّبُهُ؟‏

١٣ وَٱلْفُضُولُ بِشَأْنِ ٱلسِّحْرِ وَعُلُومِ ٱلْغَيْبِ هُوَ طُعْمٌ آخَرُ يَسْتَعْمِلُهُ ٱلشَّيْطَانُ بِنَجَاحٍ.‏ فَهُوَ يَسْتَغِلُّ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ لِيُثِيرَ ٱهْتِمَامَ ٱلنَّاسِ بِٱلشَّيَاطِينِ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْأَفْلَامَ وَٱلْأَلْعَابَ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةَ وَأَشْكَالَ ٱلتَّسْلِيَةِ ٱلْأُخْرَى تَضَعُ ٱلْأَرْوَاحِيَّةَ فِي قَالَبٍ جَذَّابٍ.‏ فَكَيْفَ نَتَجَنَّبُ هٰذَا ٱلطُّعْمَ؟‏ طَبْعًا،‏ لَا نَتَوَقَّعُ أَنْ تُعْطِيَنَا هَيْئَةُ يَهْوَهَ لَائِحَةً بِٱلتَّسْلِيَةِ ٱلْمُفِيدَةِ أَوِ ٱلْمُؤْذِيَةِ.‏ فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا عَلَيْهِ أَنْ يُدَرِّبَ ضَمِيرَهُ بِحَسَبِ مَقَايِيسِ ٱللهِ.‏ (‏عب ٥:‏١٤‏)‏ وَسَنَتَّخِذُ خِيَارَاتٍ حَكِيمَةً إِذَا كَانَتْ مَحَبَّتُنَا لِلهِ «بِلَا رِيَاءٍ».‏ (‏رو ١٢:‏٩‏)‏ فَحِينَ نُطَبِّقُ مَا نُعَلِّمُهُ،‏ يَسْهُلُ عَلَيْنَا أَنْ نَتَجَنَّبَ أَشْرَاكَ ٱلشَّيْطَانِ.‏ فَلْيَسْأَلْ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ إِذًا:‏ ‹هَلْ أُطَبِّقُ ٱلْمَبَادِئَ ٱلَّتِي أُعَلِّمُهَا لِلْآخَرِينَ؟‏ مَاذَا يَقُولُ ٱلَّذِينَ أَزُورُهُمْ أَوْ أَدْرُسُ مَعَهُمْ إِذَا عَرَفُوا ٱلتَّسْلِيَةَ ٱلَّتِي أَخْتَارُهَا؟‏›.‏ —‏ ١ يو ٣:‏١٨‏.‏

يَضْغَطُ عَلَيْنَا ٱلشَّيْطَانُ لِيُخِيفَنَا مِنْ خِلَالِ ٱلْحَظْرِ ٱلْحُكُومِيِّ،‏ ضَغْطِ ٱلرِّفَاقِ،‏ أَوِ ٱلْمُقَاوَمَةِ مِنَ ٱلْعَائِلَةِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٤.‏)‏

١٤ كَيْفَ يَضْغَطُ عَلَيْنَا ٱلشَّيْطَانُ،‏ وَكَيْفَ نَثْبُتُ فِي وَجْهِهِ؟‏

١٤ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱسْتِعْمَالِ ٱلْإِغْرَاءَاتِ،‏ يَضْغَطُ ٱلشَّيْطَانُ عَلَيْنَا وَيُخِيفُنَا لِكَيْلَا نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ.‏ فَأَحْيَانًا،‏ تَحْظُرُ ٱلْحُكُومَاتُ عَمَلَنَا ٱلْكِرَازِيَّ.‏ وَأَحْيَانًا أُخْرَى،‏ يَسْتَهْزِئُ بِنَا زُمَلَاؤُنَا لِأَنَّنَا نَتْبَعُ مَقَايِيسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ (‏١ بط ٤:‏٤‏)‏ كَمَا يُحَاوِلُ أَقَارِبُنَا بِحُسْنِ نِيَّةٍ أَنْ يَمْنَعُونَا عَنْ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ.‏ (‏مت ١٠:‏٣٦‏)‏ فَكَيْفَ نَثْبُتُ فِي وَجْهِ ضُغُوطٍ كَهٰذِهِ؟‏ يَلْزَمُ أَوَّلًا أَنْ نَتَوَقَّعَ هٰذَا ٱلْهُجُومَ ٱلْمُبَاشَرَ.‏ فَٱلشَّيْطَانُ فِي حَرْبٍ مَعَنَا.‏ (‏رؤ ٢:‏١٠؛‏ ١٢:‏١٧‏)‏ ثَانِيًا،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا ٱلْقَضِيَّةَ ٱلْأَهَمَّ.‏ فَٱلشَّيْطَانُ يَدَّعِي أَنَّنَا نَخْدُمُ يَهْوَهَ حِينَ يَكُونُ ذٰلِكَ سَهْلًا عَلَيْنَا،‏ وَأَنَّنَا نُدِيرُ ظَهْرَنَا لَهُ حِينَ نُوَاجِهُ ضَغْطًا.‏ (‏اي ١:‏٩-‏١١؛‏ ٢:‏٤،‏ ٥‏)‏ وَثَالِثًا،‏ نَحْتَاجُ أَنْ نَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ لِيُقَوِّيَنَا.‏ فَهُوَ لَنْ يَتَخَلَّى عَنَّا أَبَدًا.‏ —‏ عب ١٣:‏٥‏.‏

مَا هِيَ حُدُودُ ٱلشَّيْطَانِ؟‏

١٥ هَلْ يَقْدِرُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُجْبِرَنَا أَنْ نَفْعَلَ مَا يُرِيدُهُ؟‏ أَوْضِحْ.‏

١٥ لَا يَقْدِرُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُجْبِرَ ٱلْبَشَرَ عَلَى فِعْلِ شَيْءٍ غَصْبًا عَنْهُمْ.‏ (‏يع ١:‏١٤‏)‏ لٰكِنَّ كَثِيرِينَ يُنَفِّذُونَ مَا يُرِيدُهُ دُونَ أَنْ يَدْرُوا.‏ أَمَّا عِنْدَمَا يَتَعَلَّمُونَ ٱلْحَقَّ،‏ فَيُقَرِّرُ كُلُّ وَاحِدٍ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَخْدُمَ.‏ (‏اع ٣:‏١٧؛‏ ١٧:‏٣٠‏)‏ وَإِذَا صَمَّمَ أَنْ يَفْعَلَ مَشِيئَةَ ٱللهِ،‏ فَلَنْ يَسْتَطِيعَ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يَكْسِرَ وَلَاءَهُ.‏ —‏ اي ٢:‏٣؛‏ ٢٧:‏٥‏.‏

١٦،‏ ١٧ ‏(‏أ)‏ عَمَّ يَعْجَزُ أَيْضًا ٱلشَّيْطَانُ وَٱلْأَبَالِسَةُ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ لَا نَخَافُ أَنْ نُصَلِّيَ بِصَوْتٍ عَالٍ؟‏

١٦ وَلِلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ حُدُودٌ أُخْرَى.‏ مَثَلًا،‏ لَا تَذْكُرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّهُمْ يَقْدِرُونَ أَنْ يَعْرِفُوا مَا فِي عُقُولِنَا وَقُلُوبِنَا.‏ فَلَا أَحَدَ غَيْرَ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ يَتَمَتَّعُ بِهٰذِهِ ٱلْقُدْرَةِ.‏ (‏١ صم ١٦:‏٧؛‏ مر ٢:‏٨‏)‏ وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ صَلَّيْنَا أَوْ تَكَلَّمْنَا بِصَوْتٍ عَالٍ؟‏ هَلْ نَخَافُ أَنْ يَسْمَعَنَا ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ وَيَسْتَخْدِمُوا مَا نَقُولُهُ ضِدَّنَا؟‏ لَا دَاعِيَ إِلَى ذٰلِكَ.‏ فَنَحْنُ لَا نَخَافُ أَنْ نُمَارِسَ نَشَاطَاتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةَ،‏ رَغْمَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَرَانَا.‏ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ لَا يَجِبُ أَنْ نَخَافَ مِنَ ٱلصَّلَاةِ بِصَوْتٍ عَالٍ لِأَنَّهُ يَسْمَعُنَا.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ يُخْبِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ خُدَّامًا لِلهِ كَثِيرِينَ رَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ فِي ٱلصَّلَاةِ،‏ وَلَا يَذْكُرُ إِطْلَاقًا أَنَّهُمْ خَافُوا أَنْ يَسْمَعَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ.‏ (‏١ مل ٨:‏٢٢،‏ ٢٣؛‏ يو ١١:‏٤١،‏ ٤٢؛‏ اع ٤:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ وَإِذَا سَعَيْنَا لِتَنْسَجِمَ أَقْوَالُنَا وَأَفْعَالُنَا مَعَ مَشِيئَةِ ٱللهِ،‏ فَلَنْ يَسْمَحَ لِلشَّيْطَانِ بِأَنْ يُلْحِقَ بِنَا ضَرَرًا دَائِمًا.‏ —‏ اقرإ المزمور ٣٤:‏٧‏.‏

١٧ كَخُلَاصَةٍ إِذًا،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَعْرِفَ عَدُوَّنَا،‏ وَلٰكِنْ لَا دَاعِيَ أَنْ نَرْتَعِبَ مِنْهُ.‏ فَرَغْمَ نَقْصِنَا،‏ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَغْلِبَهُ لِأَنَّ يَهْوَهَ مَعَنَا.‏ (‏١ يو ٢:‏١٤‏)‏ فَإِذَا قَاوَمْنَا ٱلشَّيْطَانَ فَسَيَهْرُبُ مِنَّا.‏ (‏يع ٤:‏٧؛‏ ١ بط ٥:‏٩‏)‏ وَلٰكِنْ يَبْدُو أَنَّهُ يَسْتَهْدِفُ ٱلشَّبَابَ خُصُوصًا.‏ فَكَيْفَ يَثْبُتُونَ فِي وَجْهِهِ؟‏ سَنَرَى ٱلْجَوَابَ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏

^ ‎الفقرة 2‏ يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱسْمَ مَلَاكَيْنِ.‏ (‏قض ١٣:‏١٨؛‏ دا ٨:‏١٦؛‏ لو ١:‏١٩؛‏ رؤ ١٢:‏٧‏)‏ وَيَهْوَهُ سَمَّى كُلَّ ٱلنُّجُومِ.‏ (‏مز ١٤٧:‏٤‏)‏ لِذَا مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ ٱلِٱسْتِنْتَاجُ أَنَّهُ سَمَّى أَيْضًا كُلَّ ٱلْمَلَائِكَةِ،‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلَّذِي أَصْبَحَ ٱلشَّيْطَانَ.‏

^ ‎الفقرة 3‏ يَرِدُ ٱللَّقَبُ «ٱلشَّيْطَانُ» بِٱللُّغَاتِ ٱلْأَصْلِيَّةِ ١٨ مَرَّةً فَقَطْ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ،‏ وَأَكْثَرَ مِنْ ٣٠ مَرَّةً فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏