الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الكرم يفرحنا

الكرم يفرحنا

‏«اَلسَّعَادَةُ فِي ٱلْعَطَاءِ».‏ —‏ اع ٢٠:‏٣٥‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٥٣،‏ ٧٤

١ مَا ٱلدَّلِيلُ أَنَّ يَهْوَهَ كَرِيمٌ؟‏

 قَبْلَ أَنْ يَبْدَأَ يَهْوَهُ بِخَلْقِ ٱلْكَوْنِ،‏ كَانَ وَحْدَهُ تَمَامًا.‏ لٰكِنَّهُ قَرَّرَ أَنْ يَهَبَ ٱلْحَيَاةَ لِمَخْلُوقَاتٍ ذَكِيَّةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ.‏ فَيَهْوَهُ،‏ «ٱلْإِلٰهُ ٱلسَّعِيدُ»،‏ يُحِبُّ أَنْ يُقَدِّمَ عَطَايَا صَالِحَةً.‏ (‏١ تي ١:‏١١؛‏ يع ١:‏١٧‏)‏ وَبِمَا أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ نَعِيشَ بِسَعَادَةٍ،‏ يُعَلِّمُنَا أَنْ نُعْطِيَ بِكَرَمٍ نَحْنُ أَيْضًا.‏ —‏ رو ١:‏٢٠‏.‏

٢،‏ ٣ (‏أ)‏ لِمَ نَشْعُرُ بِٱلسَّعَادَةِ حِينَ نُظْهِرُ ٱلْكَرَمَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

٢ خَلَقَ ٱللّٰهُ ٱلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ.‏ (‏تك ١:‏٢٧‏)‏ وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّهُ مَنَحَنَا صِفَاتٍ مِثْلَ صِفَاتِهِ.‏ فَعَلَيْنَا إِذًا أَنْ نَتْبَعَ مِثَالَهُ لِكَيْ نَفْرَحَ وَنَنَالَ رِضَاهُ.‏ وَبِٱلتَّالِي يَجِبُ أَنْ نَهْتَمَّ بِٱلْآخَرِينَ وَنُظْهِرَ لَهُمُ ٱلْكَرَمَ.‏ (‏في ٢:‏٣،‏ ٤؛‏ يع ١:‏٥‏)‏ فَقَدْ خَلَقَنَا يَهْوَهُ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ.‏ وَمَعَ أَنَّنَا نَاقِصُونَ،‏ نَقْدِرُ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِهِ وَنُظْهِرَ ٱلْكَرَمَ.‏

٣ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ دُرُوسًا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنِ ٱلْكَرَمِ.‏ فَسَنَتَعَلَّمُ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا هٰذِهِ ٱلصِّفَةُ أَنْ نُرْضِيَ يَهْوَهَ،‏ وَنُتَمِّمَ ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْنَا.‏ ثُمَّ سَنَرَى كَيْفَ تُفْرِحُنَا،‏ وَلِمَ مُهِمٌّ أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي إِظْهَارِهَا.‏

كَرَمُنَا يُرْضِي يَهْوَهَ

٤،‏ ٥ كَيْفَ رَسَمَ يَهْوَهُ وَيَسُوعُ ٱلْمِثَالَ فِي ٱلْكَرَمِ؟‏

٤ لِمَ يَرْضَى يَهْوَهُ عِنْدَمَا نُظْهِرُ ٱلْكَرَمَ؟‏ لِأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ نَقْتَدِيَ بِهِ.‏ (‏اف ٥:‏١‏)‏ وَهُوَ يَرْغَبُ أَنْ يَشْعُرَ ٱلْبَشَرُ بِٱلسَّعَادَةِ.‏ فَقَدْ خَلَقَهُمْ بِطَرِيقَةٍ مُذْهِلَةٍ،‏ وَخَلَقَ مِنْ أَجْلِهِمِ ٱلْأَرْضَ ٱلْجَمِيلَةَ وَكُلَّ مَا عَلَيْهَا.‏ (‏مز ١٠٤:‏٢٤؛‏ ١٣٩:‏١٣-‏١٦‏)‏ لِذَا نُكْرِمُهُ حِينَ نَسْعَى لِنُفَرِّحَ ٱلْآخَرِينَ.‏

٥ وَحِينَ نُظْهِرُ ٱلْكَرَمَ نَتَمَثَّلُ أَيْضًا بِيَسُوعَ ٱلَّذِي رَسَمَ لَنَا مِثَالًا كَامِلًا.‏ فَهُوَ «لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ،‏ بَلْ لِيَخْدُمَ وَلِيَبْذُلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».‏ (‏مت ٢٠:‏٢٨‏)‏ لِذَا أَوْصَى ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ:‏ «لِيَبْقَ فِيكُمْ هٰذَا ٱلْمَوْقِفُ ٱلْعَقْلِيُّ ٱلَّذِي كَانَ أَيْضًا فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ،‏ ٱلَّذِي .‏ .‏ .‏ أَخْلَى نَفْسَهُ آخِذًا هَيْئَةَ عَبْدٍ».‏ (‏في ٢:‏٥-‏٧‏)‏ فَمِنَ ٱلْمُنَاسِبِ إِذًا أَنْ يَسْأَلَ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ:‏ ‹كَيْفَ أَتَمَثَّلُ أَكْثَرَ بِيَسُوعَ؟‏›.‏ —‏ اقرأ ١ بطرس ٢:‏٢١‏.‏

٦ مَاذَا يُعَلِّمُنَا يَسُوعُ مِنْ خِلَالِ مَثَلِ ٱلسَّامِرِيِّ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٦ كَمَا رَأَيْنَا،‏ يَرْضَى يَهْوَهُ عَنَّا حِينَ نَتَمَثَّلُ بِهِ وَبِيَسُوعَ.‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نَهْتَمَّ بِٱلْآخَرِينَ وَنُفَتِّشَ عَنْ طَرَائِقَ لِمُسَاعَدَتِهِمْ.‏ وَيَسُوعُ أَوْضَحَ أَهَمِّيَّةَ ذٰلِكَ فِي مَثَلِ ٱلسَّامِرِيِّ ٱلْمُحِبِّ لِلْقَرِيبِ.‏ فَمِنْ خِلَالِهِ،‏ عَلَّمَ تَلَامِيذَهُ أَنْ يَبْذُلُوا ٱلْجُهْدَ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ،‏ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ خَلْفِيَّتِهِمْ.‏ ‏(‏اقرأ لوقا ١٠:‏٢٩-‏٣٧‏.‏)‏ فَيَسُوعُ قَدَّمَ هٰذَا ٱلْمَثَلَ بَعْدَمَا سَأَلَهُ أَحَدُ ٱلْيَهُودِ:‏ «مَنْ هُوَ قَرِيبِي؟‏».‏ وَجَوَابُهُ يُعَلِّمُنَا أَنْ نُعْطِيَ ٱلْجَمِيعَ بِكَرَمٍ لِنَنَالَ رِضَى ٱللّٰهِ،‏ تَمَامًا كَمَا فَعَلَ ٱلسَّامِرِيُّ.‏

٧ أَيُّ قَضِيَّةٍ أَثَارَهَا ٱلشَّيْطَانُ فِي عَدْنٍ،‏ وَكَيْفَ نُظْهِرُ ٱقْتِنَاعَنَا بِأَنَّ مَا يَطْلُبُهُ يَهْوَهُ هُوَ ٱلْأَفْضَلُ؟‏

٧ لَدَيْنَا سَبَبٌ آخَرُ لِنُظْهِرَ ٱلْكَرَمَ،‏ وَهُوَ ٱلْقَضِيَّةُ ٱلَّتِي أَثَارَهَا ٱلشَّيْطَانُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ.‏ فَقَدِ ٱدَّعَى أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ سَيَكُونَانِ أَفْضَلَ حَالًا إِذَا عَصَيَا ٱللّٰهَ،‏ وَٱهْتَمَّا بِأَنْفُسِهِمَا فَقَطْ.‏ وَلِلْأَسَفِ تَصَرَّفَ آدَمُ وَحَوَّاءُ بِأَنَانِيَّةٍ.‏ فَهِيَ أَرَادَتْ أَنْ تَكُونَ مِثْلَ ٱللّٰهِ.‏ وَهُوَ أَرَادَ أَنْ يُرْضِيَهَا أَكْثَرَ مِنْ يَهْوَهَ.‏ (‏تك ٣:‏٤-‏٦‏)‏ لٰكِنَّ قَرَارَهُمَا أَدَّى إِلَى كَارِثَةٍ.‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ ٱلْأَنَانِيَّةَ لَا تَجْلُبُ ٱلسَّعَادَةَ.‏ أَمَّا نَحْنُ فَنَرْغَبُ أَنْ نَكُونَ كُرَمَاءَ،‏ وَنُظْهِرَ بِٱلتَّالِي ٱقْتِنَاعَنَا بِأَنَّ مَا يَطْلُبُهُ يَهْوَهُ هُوَ ٱلْأَفْضَلُ.‏

اَلْكَرَمُ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُتَمِّمَ عَمَلَنَا

٨ لِمَ كَانَ يُفْتَرَضُ أَنْ يُفَكِّرَ آدَمُ وَحَوَّاءُ فِي ٱلْآخَرِينَ؟‏

٨ صَحِيحٌ أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ كَانَا وَحْدَهُمَا فِي جَنَّةِ عَدْنٍ،‏ وَلٰكِنْ كَانَ يُفْتَرَضُ أَنْ يُفَكِّرَا فِي غَيْرِهِمَا.‏ فَقَدْ أَوْكَلَ يَهْوَهُ إِلَيْهِمَا عَمَلًا:‏ أَنْ يُنْجِبَا ٱلْأَوْلَادَ،‏ يَمْلَأَا ٱلْأَرْضَ،‏ وَيُحَوِّلَاهَا إِلَى جَنَّةٍ.‏ (‏تك ١:‏٢٨‏)‏ لِذَا لَزِمَ أَنْ يَهْتَمَّا بِسَعَادَةِ أَوْلَادِهِمَا،‏ مِثْلَمَا يَهْتَمُّ يَهْوَهُ بِسَعَادَةِ ٱلْبَشَرِ.‏ فَتَحْوِيلُ ٱلْأَرْضِ إِلَى فِرْدَوْسٍ كَانَ سَيُفِيدُ أَوْلَادَهُمَا.‏ كَمَا تَطَلَّبَ هٰذَا ٱلْمَشْرُوعُ ٱلضَّخْمُ أَنْ يَتَعَاوَنَ ٱلْبَشَرُ مَعًا.‏

٩ لِمَ تَحْوِيلُ ٱلْأَرْضِ إِلَى فِرْدَوْسٍ عَمَلٌ مُفْرِحٌ؟‏

٩ وَلِكَيْ يُحَوِّلَ ٱلْبَشَرُ ٱلْكَامِلُونَ ٱلْأَرْضَ إِلَى فِرْدَوْسٍ وَيُتَمِّمُوا مَشِيئَةَ يَهْوَهَ،‏ لَزِمَ أَيْضًا أَنْ يَتَعَاوَنُوا مَعَهُ كَامِلًا.‏ وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ،‏ كَانُوا سَيَدْخُلُونَ رَاحَتَهُ.‏ (‏عب ٤:‏١١‏)‏ تَخَيَّلْ إِذًا كَمْ كَانُوا سَيَفْرَحُونَ بِإِنْجَازِ هٰذَا ٱلْمَشْرُوعِ.‏ فَيَهْوَهُ كَانَ سَيُبَارِكُهُمْ كَثِيرًا عَلَى عَطَائِهِمْ وَٱهْتِمَامِهِمْ بِٱلْآخَرِينَ.‏

١٠،‏ ١١ كَيْفَ نُتَمِّمُ ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْنَا يَهْوَهُ؟‏

١٠ وَٱلْيَوْمَ،‏ أَوْكَلَ يَهْوَهُ إِلَيْنَا عَمَلًا مُهِمًّا:‏ أَنْ نُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ وَنُتَلْمِذَهُمْ.‏ وَلِنُتَمِّمَ هٰذَا ٱلْعَمَلَ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَهْتَمَّ بِٱلْآخَرِينَ ٱهْتِمَامًا صَادِقًا.‏ فَلَنْ نَقْدِرَ أَنْ نَسْتَمِرَّ فِيهِ دُونَ ٱلْمَحَبَّةِ لِيَهْوَهَ وَٱلْقَرِيبِ.‏

١١ وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ ذَكَرَ بُولُسُ أَنَّهُ وَبَعْضَ رُفَقَائِهِ ‹يَعْمَلُونَ مَعَ ٱللّٰهِ›،‏ وَذٰلِكَ لِأَنَّهُمْ يُبَشِّرُونَ ٱلنَّاسَ وَيُعَلِّمُونَهُمُ ٱلْحَقَّ.‏ (‏١ كو ٣:‏٦،‏ ٩‏)‏ وَنَحْنُ أَيْضًا نَحْظَى بِشَرَفِ ‹ٱلْعَمَلِ مَعَ ٱللّٰهِ›،‏ إِذْ نُعْطِي بِكَرَمٍ مِنْ وَقْتِنَا وَطَاقَتِنَا وَمُمْتَلَكَاتِنَا لِنُتَمِّمَ خِدْمَتَنَا.‏

نَفْرَحُ فَرَحًا غَامِرًا بِتَعْلِيمِ ٱلْحَقِّ لِلْآخَرِينَ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٢.‏)‏

١٢،‏ ١٣ كَيْفَ يَجْلُبُ عَمَلُ ٱلتَّلْمَذَةِ ٱلْمُكَافَآ‌تِ؟‏

١٢ وَعِنْدَمَا نُعْطِي بِكَرَمٍ مِنْ وَقْتِنَا وَطَاقَتِنَا فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ،‏ نَحْصُدُ سَعَادَةً كَبِيرَةً.‏ وَهٰذَا مَا يُؤَكِّدُهُ كَثِيرُونَ مِمَّنْ يَعْقِدُونَ دُرُوسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَهُمْ يَبْتَهِجُونَ حِينَ يَرَوْنَ تَلَامِيذَهُمْ يُقَدِّرُونَ ٱلْحَقَائِقَ ٱلَّتِي يَتَعَلَّمُونَهَا،‏ يُنَمُّونَ ٱلْإِيمَانَ،‏ يُغَيِّرُونَ حَيَاتَهُمْ،‏ وَيُخْبِرُونَ ٱلْآخَرِينَ عَنِ ٱلْحَقِّ.‏ حَتَّى يَسُوعُ سُرَّ كَثِيرًا بَعْدَمَا أَرْسَلَ ٧٠ تِلْمِيذًا إِلَى ٱلْخِدْمَةِ.‏ فَقَدْ ‹عَادُوا بِفَرَحٍ› بِسَبَبِ ٱلِٱخْتِبَارَاتِ ٱلْحُلْوَةِ ٱلَّتِي حَصَلَتْ مَعَهُمْ.‏ —‏ لو ١٠:‏١٧-‏٢١‏.‏

١٣ وَيَفْرَحُ ٱلْإِخْوَةُ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ عِنْدَمَا يَرَوْنَ كَيْفَ تُحَسِّنُ ٱلْبِشَارَةُ حَيَاةَ ٱلنَّاسِ.‏ إِلَيْكَ مَا قَالَتْهُ شَابَّةٌ تَخْدُمُ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ كَبِيرَةٌ فِي أُورُوبَّا ٱلشَّرْقِيَّةِ:‏ «تَسْنَحُ لِي فُرَصٌ كَثِيرَةٌ لِأَعْقِدَ دُرُوسًا.‏ وَخِدْمَتِي تُفْرِحُنِي كَثِيرًا.‏ فَحِينَ أَعُودُ إِلَى ٱلْبَيْتِ،‏ لَا أُرَكِّزُ عَلَى مَشَاكِلِي.‏ بَلْ أُفَكِّرُ فِي ٱلَّذِينَ أَدْرُسُ مَعَهُمْ وَفِي هُمُومِهِمْ،‏ وَأَبْحَثُ عَنْ طُرُقٍ لِأُشَجِّعَهُمْ وَأُسَاعِدَهُمْ عَمَلِيًّا.‏ فِعْلًا،‏ ‹ٱلسَّعَادَةُ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ›».‏ —‏ اع ٢٠:‏٣٥‏.‏

حِينَ نُغَطِّي مُقَاطَعَتَنَا كَامِلًا،‏ نُتِيحُ لِلْجَمِيعِ أَنْ يَسْمَعُوا رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٤.‏)‏

١٤ لِمَ نَفْرَحُ حِينَ نُبَشِّرُ حَتَّى لَوْ رَفَضَ ٱلنَّاسُ رِسَالَتَنَا؟‏

١٤ حَتَّى لَوْ رَفَضَ ٱلنَّاسُ رِسَالَتَنَا،‏ نَفْرَحُ لِأَنَّنَا أَعْطَيْنَاهُمُ ٱلْفُرْصَةَ أَنْ يَسْمَعُوهَا.‏ فَيَهْوَهُ أَوْصَى حَزْقِيَالَ:‏ «كَلِّمْهُمْ بِكَلَامِي،‏ سَوَاءٌ أَسَمِعُوا أَمِ ٱمْتَنَعُوا».‏ (‏حز ٢:‏٧؛‏ اش ٤٣:‏١٠‏)‏ وَهُوَ يَطْلُبُ مِنَّا ٱلْأَمْرَ نَفْسَهُ،‏ وَيُقَدِّرُ جُهُودَنَا بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ رَدِّ ٱلنَّاسِ.‏ ‏(‏اقرإ العبرانيين ٦:‏١٠‏.‏)‏ قَالَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ:‏ «نَحْنُ نَزْرَعُ وَنَسْقِي،‏ ثُمَّ نُصَلِّي إِلَى يَهْوَهَ لِيُنَمِّيَ ٱلِٱهْتِمَامَ».‏ —‏ ١ كو ٣:‏٦‏.‏

اَلْكَرَمُ يَمْنَحُنَا ٱلسَّعَادَةَ

١٥ لِمَاذَا نُظْهِرُ ٱلْكَرَمَ حَتَّى لَوْ لَمْ يُقَدِّرْهُ ٱلْجَمِيعُ؟‏ أَوْضِحْ.‏

١٥ يُرِيدُ يَسُوعُ أَنْ نَشْعُرَ بِٱلسَّعَادَةِ ٱلنَّاتِجَةِ عَنِ ٱلْكَرَمِ.‏ وَهُوَ يَعْرِفُ أَنَّ ٱلْكَرَمَ مُعْدٍ.‏ لِذٰلِكَ أَوْصَانَا:‏ «مَارِسُوا ٱلْعَطَاءَ تُعْطَوْا.‏ فَإِنَّهُمْ سَيُفْرِغُونَ فِي حِجْرِكُمْ كَيْلًا جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا.‏ فَبِٱلْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يَكِيلُونَ لَكُمْ فِي ٱلْمُقَابِلِ».‏ (‏لو ٦:‏٣٨‏)‏ طَبْعًا،‏ لَا يُقَدِّرُ ٱلْجَمِيعُ كَرَمَنَا نَحْوَهُمْ.‏ لٰكِنَّ ٱلْبَعْضَ يُقَدِّرُونَهُ،‏ وَيَنْدَفِعُونَ لِيُظْهِرُوا ٱلْكَرَمَ بِدَوْرِهِمْ.‏ وَقَدْ يُفَاجِئُكَ ٱلْأَثَرُ ٱلَّذِي تَتْرُكُهُ لَفْتَةٌ كَرِيمَةٌ.‏ لِذَا كُنْ كَرِيمًا سَوَاءٌ ٱعْتَرَفَ ٱلنَّاسُ بِٱلْجَمِيلِ أَمْ لَا.‏

١٦ لِمَنْ نُظْهِرُ ٱلْكَرَمَ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٦ وَٱلْكُرَمَاءُ لَا يَنْتَظِرُونَ شَيْئًا بِٱلْمُقَابِلِ.‏ أَوْصَى يَسُوعُ:‏ «مَتَى صَنَعْتَ وَلِيمَةً،‏ فَٱدْعُ ٱلْفُقَرَاءَ وَٱلْكُسْحَ وَٱلْعُرْجَ وَٱلْعُمْيَ،‏ فَتَكُونَ سَعِيدًا،‏ لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ مَا يُجَازُونَكَ بِهِ».‏ (‏لو ١٤:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وَذَكَرَ سُلَيْمَانُ أَنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْكَرِيمَ «يُبَارَكُ».‏ كَمَا قَالَ دَاوُدُ:‏ «سَعِيدٌ هُوَ ٱلَّذِي يُرَاعِي ٱلْمِسْكِينَ».‏ (‏ام ٢٢:‏٩؛‏ مز ٤١:‏١‏)‏ فَنَحْنُ نُظْهِرُ ٱلْكَرَمَ لِأَنَّنَا نَرْغَبُ بِصِدْقٍ فِي مُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ.‏

١٧ مَاذَا يُمْكِنُنَا أَنْ نُقَدِّمَ لِلْآخَرِينَ؟‏

١٧ حِينَ ٱقْتَبَسَ بُولُسُ كَلِمَاتِ يَسُوعَ:‏ «اَلسَّعَادَةُ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ»،‏ لَمْ يَقْصِدِ ٱلْعَطَاءَ ٱلْمَادِّيَّ فَقَطْ.‏ فَيُمْكِنُنَا أَيْضًا أَنْ نُقَدِّمَ ٱلنُّصْحَ وَٱلتَّشْجِيعَ لِلْآخَرِينَ،‏ وَنَمُدَّ لَهُمْ يَدَ ٱلْمُسَاعَدَةِ عِنْدَ ٱلْحَاجَةِ.‏ (‏اع ٢٠:‏٣١-‏٣٥‏)‏ وَبُولُسُ نَفْسُهُ أَظْهَرَ قَوْلًا وَعَمَلًا أَهَمِّيَّةَ ٱلْكَرَمِ.‏ فَلَمْ يَبْخُلْ عَلَى ٱلنَّاسِ بِوَقْتِهِ وَطَاقَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ وَٱهْتِمَامِهِ.‏

١٨ مَاذَا ٱكْتَشَفَ بَاحِثُونَ كَثِيرُونَ عَنِ ٱلْكَرَمِ؟‏

١٨ لَقَدْ لَاحَظَ ٱلْبَاحِثُونَ فِي ٱلْعُلُومِ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةِ أَنَّ ٱلْعَطَاءَ يُسْعِدُ ٱلْإِنْسَانَ.‏ ذَكَرَتْ إِحْدَى ٱلْمَقَالَاتِ:‏ «يُخْبِرُ ٱلنَّاسُ أَنَّ سَعَادَتَهُمْ تَزْدَادُ بِشَكْلٍ مَلْحُوظٍ حِينَ يُعَامِلُونَ ٱلْآخَرِينَ بِلُطْفٍ».‏ وَبِحَسَبِ ٱلْبَاحِثِينَ،‏ عِنْدَمَا يُسَاعِدُ ٱلإِنْسَانُ غَيْرَهُ،‏ يَشْعُرُ أَنَّ حَيَاتَهُ لَهَا قَصْدٌ وَمَعْنًى.‏ لِذَا غَالِبًا مَا يَنْصَحُونَ ٱلنَّاسَ أَنْ يَتَطَوَّعُوا لِتَقْدِيمِ ٱلْمُسَاعَدَةِ،‏ وَهٰذَا كَيْ يُحَسِّنُوا صِحَّتَهُمْ وَيَزِيدُوا فَرَحَهُمْ.‏ لٰكِنَّ مَا ٱكْتَشَفُوهُ لَيْسَ جَدِيدًا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْنَا.‏ فَمُنْذُ ٱلْقَدِيمِ،‏ أَخْبَرَنَا خَالِقُنَا ٱلْمُحِبُّ أَنَّ ٱلْعَطَاءَ يُفْرِحُنَا.‏ —‏ ٢ تي ٣:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

اِسْتَمِرَّ فِي إِظْهَارِ ٱلْكَرَمِ

١٩،‏ ٢٠ أَيُّ أَسْبَابٍ تَدْفَعُنَا أَنْ نَكُونَ كُرَمَاءَ؟‏

١٩ نَحْنُ مُحَاطُونَ بِأُنَاسٍ لَا يَهْتَمُّونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ.‏ لِذَا يَصْعُبُ عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي إِظْهَارِ ٱلْكَرَمِ.‏ لٰكِنَّ يَسُوعَ ذَكَّرَنَا أَنَّ أَعْظَمَ وَصِيَّتَيْنِ هُمَا أَنْ نُحِبَّ يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِنَا وَنَفْسِنَا وَعَقْلِنَا وَقُوَّتِنَا،‏ وَنُحِبَّ قَرِيبَنَا كَنَفْسِنَا.‏ (‏مر ١٢:‏٢٨-‏٣١‏)‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ تَعَلَّمْنَا أَنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ يَهْوَهَ يَتَمَثَّلُونَ بِهِ.‏ فَهُوَ وَٱبْنُهُ كَرِيمَانِ،‏ وَيُرِيدَانِ أَنْ نُظْهِرَ ٱلْكَرَمَ لِأَنَّهُ يُفْرِحُنَا.‏ وَبِإِظْهَارِنَا ٱلْكَرَمَ فِي حَيَاتِنَا وَخِدْمَتِنَا،‏ نُكْرِمُ إِلٰهَنَا وَنُفِيدُ أَنْفُسَنَا وَٱلْآخَرِينَ.‏

٢٠ وَلَا شَكَّ أَنَّنَا نَسْعَى جَمِيعًا لِنَكُونَ كُرَمَاءَ وَنُسَاعِدَ ٱلْغَيْرَ،‏ وَخُصُوصًا إِخْوَتَنَا.‏ (‏غل ٦:‏١٠‏)‏ وَإِذَا تَابَعْنَا بَذْلَ ٱلْجُهْدِ،‏ تَزْدَادُ سَعَادَتُنَا وَنَكْسِبُ مَحَبَّةَ ٱلْآخَرِينَ وَتَقْدِيرَهُمْ.‏ تَقُولُ ٱلْأَمْثَال ١١:‏٢٥‏:‏ «اَلنَّفْسُ ٱلْكَرِيمَةُ هِيَ تُسَمَّنُ،‏ وَٱلْمُرْوِي هُوَ أَيْضًا يُرْوَى».‏ طَبْعًا،‏ هُنَاكَ طَرَائِقُ عَدِيدَةٌ لِنُظْهِرَ ٱللُّطْفَ وَٱلْكَرَمَ فِي حَيَاتِنَا وَخِدْمَتِنَا.‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ بَعْضًا مِنْهَا.‏