الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

لا تحكم بحسب المظهر

لا تحكم بحسب المظهر

‏«لَا تَدِينُوا بِحَسَبِ ٱلْمَظْهَرِ ٱلْخَارِجِيِّ،‏ بَلْ دِينُوا دَيْنُونَةً بَارَّةً».‏ —‏ يو ٧:‏٢٤‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٢٩،‏ ١٢٥

١ مَاذَا أَنْبَأَ إِشَعْيَا عَنْ يَسُوعَ،‏ وَلِمَ تُشَجِّعُنَا نُبُوَّتُهُ؟‏

 أَنْبَأَ إِشَعْيَا أَنَّ يَسُوعَ لَنْ «يَقْضِيَ بِحَسَبِ مَا يَنْظُرُهُ بِعَيْنَيْهِ»،‏ وَلَنْ «يُوَبِّخَ بِحَسَبِ مَا يَسْمَعُهُ بِأُذُنَيْهِ»،‏ إِنَّمَا سَيَقْضِي بِٱلْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ.‏ (‏اش ١١:‏٣،‏ ٤‏)‏ وَنُبُوَّتُهُ تَمْنَحُنَا ٱلْأَمَلَ لِأَنَّ ٱلتَّحَامُلَ وَٱلتَّحَيُّزَ مُتَفَشِّيَانِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ.‏ فَنَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى قَاضٍ كَامِلٍ مِثْلَ يَسُوعَ،‏ قَاضٍ لَا يَحْكُمُ بِحَسَبِ ٱلْمَظَاهِرِ.‏

٢ بِمَ أَوْصَانَا يَسُوعُ،‏ وَمَاذَا تُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟‏

٢ وَلٰكِنْ بِعَكْسِ يَسُوعَ،‏ نَحْنُ نَاقِصُونَ.‏ لِذَا نُخْطِئُ أَحْيَانًا فِي ٱلْحُكْمِ عَلَى مَنْ نَلْتَقِيهِمْ.‏ فَنَمِيلُ أَنْ نَحْكُمَ بِنَاءً عَلَى مَا نَرَاهُ.‏ إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ أَوْصَانَا:‏ «لَا تَدِينُوا بِحَسَبِ ٱلْمَظْهَرِ ٱلْخَارِجِيِّ،‏ بَلْ دِينُوا دَيْنُونَةً بَارَّةً».‏ (‏يو ٧:‏٢٤‏)‏ فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِهِ وَلَا نَحْكُمَ بِحَسَبِ ٱلْمَظَاهِرِ.‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ ثَلَاثَةَ عَوَامِلَ قَدْ تُؤَثِّرُ عَلَى نَظْرَتِنَا إِلَى ٱلْآخَرِينَ:‏ عِرْقِهِمْ أَوْ جِنْسِيَّتِهِمْ،‏ وَضْعِهِمِ ٱلْمَادِّيِّ،‏ وَعُمْرِهِمْ.‏ وَفِيمَا نُنَاقِشُ كُلًّا مِنْهَا،‏ سَنَرَى كَيْفَ نُطَبِّقُ وَصِيَّةَ يَسُوعَ.‏

اَلْعِرْقُ وَٱلْجِنْسِيَّةُ

٣،‏ ٤ (‏أ)‏ لِمَ غَيَّرَ بُطْرُسُ نَظْرَتَهُ إِلَى ٱلْأُمَمِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏ (‏ب)‏ مَاذَا عَلَّمَ يَهْوَهُ بُطْرُسَ؟‏

٣ تَخَيَّلْ كَيْفَ شَعَرَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ عِنْدَمَا طُلِبَ مِنْهُ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى بَيْتِ كَرْنِيلِيُوسَ،‏ رَجُلٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ يَسْكُنُ فِي قَيْصَرِيَّةَ.‏ (‏اع ١٠:‏١٧-‏٢٩‏)‏ فَبُطْرُسُ تَعَلَّمَ مُنْذُ صِغَرِهِ أَنْ يَعْتَبِرَ ٱلْأُمَمَ نَجِسِينَ.‏ لٰكِنَّهُ مَرَّ مُؤَخَّرًا بِأَحْدَاثٍ دَفَعَتْهُ أَنْ يُعِيدَ ٱلنَّظَرَ فِي مَوْقِفِهِ.‏ مَثَلًا،‏ كَانَ قَدْ رَأَى لِتَوِّهِ رُؤْيَا مُذْهِلَةً مِنَ ٱللّٰهِ.‏ (‏اع ١٠:‏٩-‏١٦‏)‏ فَشَاهَدَ فِيهَا إِنَاءً نَازِلًا مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَفِيهِ ٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلنَّجِسَةِ.‏ ثُمَّ سَمِعَ صَوْتًا يَقُولُ لَهُ:‏ «قُمْ يَا بُطْرُسُ،‏ ٱذْبَحْ وَكُلْ!‏».‏ لٰكِنَّهُ رَفَضَ رَفْضًا بَاتًّا.‏ فَأَجَابَهُ ٱلصَّوْتُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ:‏ «مَا طَهَّرَهُ ٱللّٰهُ،‏ كُفَّ عَنْ أَنْ تَدْعُوَهُ أَنْتَ دَنِسًا».‏ وَبَعْدَمَا ٱنْتَهَتِ ٱلرُّؤْيَا،‏ تَحَيَّرَ بُطْرُسُ بِخُصُوصِ مَعْنَاهَا.‏ وَحِينَئِذٍ وَصَلَ رُسُلٌ مِنْ عِنْدِ كَرْنِيلِيُوسَ.‏ فَرَافَقَهُمْ إِلَى بَيْتِهِ،‏ بِنَاءً عَلَى تَوْجِيهِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏

٤ وَلٰكِنْ لَوْ حَكَمَ بُطْرُسُ «بِحَسَبِ ٱلْمَظْهَرِ ٱلْخَارِجِيِّ»،‏ لَمَا ذَهَبَ إِلَى بَيْتِ كَرْنِيلِيُوسَ.‏ فَٱلْيَهُودُ لَمْ يَدْخُلُوا بُيُوتَ أَشْخَاصٍ مِنَ ٱلْأُمَمِ.‏ فَكَيْفَ تَغَلَّبَ عَلَى تَحَامُلِهِ؟‏ لَقَدْ صَحَّحَ تَفْكِيرَهُ بِفَضْلِ ٱلرُّؤْيَا وَتَوْجِيهِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ وَبَعْدَمَا أَصْغَى إِلَى رِوَايَةِ كَرْنِيلِيُوسَ،‏ قَالَ:‏ «أَنَا أَجِدُ بِٱلتَّأْكِيدِ أَنَّ ٱللّٰهَ لَيْسَ مُحَابِيًا،‏ بَلْ فِي كُلِّ أُمَّةٍ،‏ مَنْ يَخَافُهُ وَيَعْمَلُ ٱلْبِرَّ يَكُونُ مَقْبُولًا عِنْدَهُ».‏ (‏اع ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ لَقَدْ تَرَكَ هٰذَا ٱلْفَهْمُ ٱلْجَدِيدُ أَثَرًا بَالِغًا فِي بُطْرُسَ،‏ وَكَانَ سَيُوَجِّهُ أَيْضًا كُلَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ كَيْفَ ذٰلِكَ؟‏

٥ (‏أ)‏ مَاذَا عَلَّمَ يَهْوَهُ كُلَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟‏ (‏ب)‏ رَغْمَ أَنَّنَا نَعْرِفُ ٱلْحَقَّ،‏ أَيَّةُ مَشَاعِرَ يُمْكِنُ أَنْ تَبْقَى دَاخِلَنَا؟‏

٥ عَلَّمَ يَهْوَهُ كُلَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ،‏ مِنْ خِلَالِ بُطْرُسَ،‏ أَنَّهُ لَا يُحَابِي أَوْ يُمَيِّزُ.‏ فَهُوَ لَا يُفَرِّقُ بَيْنَ ٱلْعُرُوقِ،‏ ٱلْجِنْسِيَّاتِ،‏ ٱلْقَبَائِلِ،‏ وَٱللُّغَاتِ.‏ بَلْ كُلُّ مَنْ يَخَافُهُ وَيَعْمَلُ ٱلْبِرَّ يَكُونُ مَقْبُولًا عِنْدَهُ.‏ (‏غل ٣:‏٢٦-‏٢٨؛‏ رؤ ٧:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّكَ تَعْرِفُ هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ.‏ وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ كَانَ ٱلتَّحَامُلُ مُنْتَشِرًا فِي ٱلْمُحِيطِ ٱلَّذِي تَرَبَّيْتَ فِيهِ؟‏ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ يَبْقَى بَعْضُ ٱلتَّحَامُلِ فِي قَلْبِكَ دُونَ أَنْ تَدْرِيَ.‏ فَكِّرْ مَثَلًا فِي بُطْرُسَ.‏ فَهُوَ مَنْ أَوْضَحَ لِلْآخَرِينَ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يُمَيِّزُ.‏ لٰكِنَّهُ أَعْرَبَ لَاحِقًا عَنِ ٱلتَّحَامُلِ.‏ (‏غل ٢:‏١١-‏١٤‏)‏ فَكَيْفَ نُطَبِّقُ جَمِيعًا وَصِيَّةَ يَسُوعَ وَلَا نَحْكُمُ عَلَى ٱلْآخَرِينَ بِحَسَبِ ٱلْمَظْهَرِ؟‏

٦ (‏أ)‏ كَيْفَ نَتَأَكَّدُ أَنَّنَا ٱسْتَأْصَلْنَا ٱلتَّحَامُلَ كَامِلًا؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا كَشَفَ تَقْرِيرٌ كَتَبَهُ أَخٌ مَسْؤُولٌ؟‏

٦ لِنَتَأَكَّدَ أَنَّنَا ٱسْتَأْصَلْنَا ٱلتَّحَامُلَ كَامِلًا،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَفْحَصَ أَنْفُسَنَا عَلَى ضَوْءِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ.‏ (‏مز ١١٩:‏١٠٥‏)‏ وَمِنَ ٱلْمُفِيدِ أَيْضًا أَنْ نَسْأَلَ أَحَدَ ٱلْإِخْوَةِ هَلْ يُلَاحِظُ فِينَا أَيَّ تَحَامُلٍ.‏ فَأَحْيَانًا تَكُونُ هٰذِهِ ٱلْمَشَاعِرُ مُتَأَصِّلَةً فِينَا لِدَرَجَةِ أَنَّنَا لَا نُدْرِكُ وُجُودَهَا.‏ (‏غل ٢:‏١١،‏ ١٤‏)‏ وَهٰذَا مَا حَدَثَ مَعَ أَخٍ مَسْؤُولٍ.‏ فَقَدْ أَرْسَلَ تَقْرِيرًا إِلَى مَكْتَبِ ٱلْفَرْعِ عَنْ زَوْجَيْنِ مُجْتَهِدَيْنِ فِي ٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.‏ وَفِي تَقْرِيرِهِ،‏ مَدَحَ كَثِيرًا ٱلزَّوْجَ ٱلَّذِي يَنْتَمِي إِلَى أَقَلِّيَّةٍ يَحْتَقِرُهَا ٱلْمُجْتَمَعُ.‏ لٰكِنَّهُ ذَكَرَ عَنْهُ فِي ٱلنِّهَايَةِ:‏ «صَحِيحٌ أَنَّهُ [مِنَ ٱلْجِنْسِيَّةِ ٱلْفُلَانِيَّةِ]،‏ لٰكِنَّ حَيَاتَهُ وَعَادَاتِهِ تُظْهِرُ أَنَّ [ٱلنَّاسَ مِنْ هٰذِهِ ٱلْجِنْسِيَّةِ] لَيْسُوا بِٱلضَّرُورَةِ أَشْخَاصًا قَذِرِينَ يَعِيشُونَ حَيَاةً وَضِيعَةً،‏ كَمَا هِيَ حَالُهُمْ عَادَةً».‏ فَمَا ٱلدَّرْسُ لَنَا؟‏ مَهْمَا كَانَتْ مَسْؤُولِيَّاتُنَا،‏ يَجِبُ أَنْ نَفْحَصَ أَنْفُسَنَا وَنَقْبَلَ ٱلْمُسَاعَدَةَ.‏ فَعِنْدَئِذٍ نَكْتَشِفُ أَيَّ تَحَامُلٍ بَاقٍ فِي قَلْبِنَا.‏ وَلٰكِنْ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ أَيْضًا؟‏

٧ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّ «قَلْبَنَا مُتَّسِعٌ»؟‏

٧ حِينَ يَكُونُ ‹قَلْبُنَا مُتَّسِعًا›،‏ نُحِبُّ ٱلْآخَرِينَ بَدَلَ أَنْ نَتَحَامَلَ عَلَيْهِمْ.‏ (‏٢ كو ٦:‏١١-‏١٣‏)‏ فَإِذَا ٱعْتَدْتَ أَنْ تُعَاشِرَ فَقَطْ أَشْخَاصًا مِنْ عِرْقِكَ أَوْ جِنْسِيَّتِكَ أَوْ لُغَتِكَ،‏ فَلِمَ لَا تَتَّسِعُ؟‏ مَثَلًا،‏ لِمَ لَا تَخْدُمُ مَعَ إِخْوَةٍ مِنْ خَلْفِيَّاتٍ أُخْرَى،‏ أَوْ تَدْعُوهُمْ إِلَى بَيْتِكَ لِتَنَاوُلِ وَجْبَةٍ أَوْ قَضَاءِ بَعْضِ ٱلْوَقْتِ؟‏ (‏اع ١٦:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ،‏ تَمْلَأُ قَلْبَكَ بِٱلْمَحَبَّةِ،‏ فَلَا يَبْقَى فِيهِ مَكَانٌ لِلتَّحَامُلِ.‏ وَفِي مَا يَلِي،‏ سَنُنَاقِشُ عَامِلًا ثَانِيًا قَدْ يَدْفَعُنَا أَنْ نَحْكُمَ عَلَى ٱلْآخَرِينَ «بِحَسَبِ ٱلْمَظْهَرِ ٱلْخَارِجِيِّ».‏

اَلْغِنَى وَٱلْفَقْرُ

٨ بِحَسَبِ ٱللَّاوِيِّين ١٩:‏١٥‏،‏ كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلْوَضْعُ ٱلْمَادِّيُّ عَلَى حُكْمِنَا؟‏

٨ إِنَّ ٱلْوَضْعَ ٱلْمَادِّيَّ هُوَ عَامِلٌ آخَرُ يُؤَثِّرُ عَلَى نَظْرَتِنَا إِلَى ٱلْآخَرِينَ.‏ تَقُولُ ٱللَّاوِيِّين ١٩:‏١٥‏:‏ «لَا تَرْتَكِبُوا ظُلْمًا فِي ٱلْقَضَاءِ.‏ لَا تُحَابِ ٱلْمِسْكِينَ،‏ وَلَا تَتَحَيَّزْ [لِلْغَنِيِّ].‏ بِٱلْعَدْلِ تَقْضِي لِصَاحِبِكَ».‏

٩ أَيَّةُ حَقِيقَةٍ مُؤْسِفَةٍ كَتَبَهَا سُلَيْمَانُ،‏ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْهَا؟‏

٩ وَلٰكِنْ كَيْفَ يُؤَثِّرُ ٱلْغِنَى أَوِ ٱلْفَقْرُ عَلَى نَظْرَتِنَا إِلَى ٱلْآخَرِينَ؟‏ كَتَبَ سُلَيْمَانُ بِٱلْوَحْيِ حَقِيقَةً مُؤْسِفَةً عَنِ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ:‏ «اَلْفَقِيرُ مُبْغَضٌ حَتَّى عِنْدَ قَرِيبِهِ،‏ وَأَصْدِقَاءُ ٱلْغَنِيِّ كَثِيرُونَ».‏ (‏ام ١٤:‏٢٠‏)‏ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هٰذِهِ ٱلْآيَةِ؟‏ إِذَا لَمْ نَنْتَبِهْ،‏ فَسَنَرْغَبُ أَنْ نُصَادِقَ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْأَغْنِيَاءَ،‏ لَا ٱلْفُقَرَاءَ.‏ وَلٰكِنْ إِلَامَ يُؤَدِّي ٱلْحُكْمُ عَلَى ٱلْآخَرِينَ بِحَسَبِ مَا يَمْلِكُونَهُ؟‏

١٠ أَيَّةُ مُشْكِلَةٍ أَشَارَ إِلَيْهَا يَعْقُوبُ؟‏

١٠ إِذَا حَكَمْنَا عَلَى ٱلْآخَرِينَ بِحَسَبِ وَضْعِهِمِ ٱلْمَادِّيِّ،‏ نَخْلُقُ تَمْيِيزًا طَبَقِيًّا فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ سَبَّبَ ذٰلِكَ ٱنْقِسَامَاتٍ فِي بَعْضِ ٱلْجَمَاعَاتِ.‏ فَلَفَتَ يَعْقُوبُ نَظَرَ أَعْضَائِهَا إِلَى هٰذِهِ ٱلْمُشْكِلَةِ.‏ ‏(‏اقرأ يعقوب ٢:‏١-‏٤‏.‏)‏ طَبْعًا،‏ نَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ نُسَبِّبَ ٱنْقِسَامَاتٍ فِي جَمَاعَتِنَا ٱلْيَوْمَ.‏ فَكَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلْحُكْمَ عَلَى ٱلْآخَرِينَ بِحَسَبِ وَضْعِهِمِ ٱلْمَادِّيِّ؟‏

١١ هَلْ تُؤَثِّرُ مُمْتَلَكَاتُ ٱلشَّخْصِ عَلَى عَلَاقَتِهِ بِيَهْوَهَ؟‏ أَوْضِحْ.‏

١١ يَلْزَمُ أَنْ نَرَى إِخْوَتَنَا كَمَا يَرَاهُمْ يَهْوَهُ.‏ فَهُوَ لَا يُحِبُّنَا لِمُجَرَّدِ أَنَّنَا أَغْنِيَاءُ أَوْ فُقَرَاءُ.‏ وَعَلَاقَتُنَا بِهِ لَا تَعْتَمِدُ عَلَى مَالِنَا أَوْ مُمْتَلَكَاتِنَا.‏ صَحِيحٌ أَنَّ يَسُوعَ قَالَ إِنَّهُ «يَصْعُبُ عَلَى غَنِيٍّ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ»،‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يَقُلْ إِنَّ ذٰلِكَ مُسْتَحِيلٌ.‏ (‏مت ١٩:‏٢٣‏)‏ وَمِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ قَالَ:‏ «سُعَدَاءُ أَنْتُمْ أَيُّهَا ٱلْفُقَرَاءُ،‏ لِأَنَّ لَكُمْ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ».‏ (‏لو ٦:‏٢٠‏)‏ لٰكِنَّ هٰذَا لَا يَعْنِي أَنَّ كُلَّ ٱلْفُقَرَاءِ أَصْغَوْا إِلَيْهِ وَنَالُوا بَرَكَاتٍ خُصُوصِيَّةً.‏ فَكَثِيرُونَ مِنْهُمْ رَفَضُوهُ.‏ بِٱخْتِصَارٍ إِذًا،‏ لَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَحْكُمَ عَلَى عَلَاقَةِ ٱلشَّخْصِ بِيَهْوَهَ بِحَسَبِ مُمْتَلَكَاتِهِ.‏

١٢ مَاذَا تُوصِي ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ ٱلْأَغْنِيَاءَ وَٱلْفُقَرَاءَ؟‏

١٢ وَيُوجَدُ بَيْنَ شَعْبِ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ إِخْوَةٌ أَغْنِيَاءُ وَفُقَرَاءُ.‏ لٰكِنَّهُمْ جَمِيعًا يُحِبُّونَ يَهْوَهَ وَيَخْدُمُونَهُ بِقَلْبٍ كَامِلٍ.‏ وَٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تُوصِي ٱلْأَغْنِيَاءَ بَيْنَهُمْ أَلَّا «يُلْقُوا رَجَاءَهُمْ عَلَى ٱلْغِنَى غَيْرِ ٱلثَّابِتِ،‏ بَلْ عَلَى ٱللّٰهِ».‏ ‏(‏اقرأ ١ تيموثاوس ٦:‏١٧-‏١٩‏.‏)‏ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ،‏ تُحَذِّرُ ٱلْأَغْنِيَاءَ وَٱلْفُقَرَاءَ عَلَى ٱلسَّوَاءِ مِنْ مَحَبَّةِ ٱلْمَالِ.‏ (‏١ تي ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وَحِينَ نَرَى إِخْوَتَنَا كَمَا يَرَاهُمْ يَهْوَهُ،‏ لَا نَحْكُمُ عَلَيْهِمْ بِحَسَبِ مُمْتَلَكَاتِهِمْ.‏ وَلٰكِنْ هُنَالِكَ عَامِلٌ ثَالِثٌ يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ ٱلْبَعْضُ فِي ٱلْحُكْمِ عَلَى ٱلْآخَرِينَ.‏

اَلْعُمْرُ

١٣ مَاذَا يُعَلِّمُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱحْتِرَامِ ٱلْأَكْبَرِ سِنًّا؟‏

١٣ تُوصِينَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ تَكْرَارًا أَنْ نَحْتَرِمَ ٱلْأَكْبَرَ سِنًّا.‏ تَقُولُ ٱللَّاوِيِّين ١٩:‏٣٢‏:‏ «أَمَامَ ٱلْأَشْيَبِ تَقُومُ،‏ وَتَعْتَبِرُ وَجْهَ ٱلشَّيْخِ،‏ وَتَخَافُ إِلٰهَكَ».‏ وَتَذْكُرُ ٱلْأَمْثَال ١٦:‏٣١‏:‏ «اَلشَّيْبَةُ تَاجُ جَمَالٍ مَتَى وُجِدَتْ فِي طَرِيقِ ٱلْبِرِّ».‏ كَمَا نَصَحَ بُولُسُ تِيمُوثَاوُسَ أَلَّا يَنْتَقِدَ شَيْخًا بِشِدَّةٍ،‏ بَلْ يُعَامِلَهُ كَأَبٍ.‏ (‏١ تي ٥:‏١،‏ ٢‏)‏ فَمَعَ أَنَّ تِيمُوثَاوُسَ تَمَتَّعَ بِمِقْدَارٍ مِنَ ٱلسُّلْطَةِ عَلَى إِخْوَةٍ أَكْبَرَ مِنْهُ،‏ وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يُعَامِلَهُمْ بِلُطْفٍ وَٱحْتِرَامٍ.‏

١٤ مَتَى نُقَدِّمُ ٱلْمَشُورَةَ لِإِخْوَةٍ أَكْبَرَ سِنًّا؟‏

١٤ وَلٰكِنْ مَاذَا لَوِ ٱرْتَكَبَ أَخٌ مُسِنٌّ خَطِيَّةً عَمْدًا،‏ أَوْ شَجَّعَ عَلَى أُمُورٍ يَكْرَهُهَا يَهْوَهُ؟‏ لَا يَعْذِرُ يَهْوَهُ مَنْ يُخْطِئُ عَنْ قَصْدٍ لِمُجَرَّدِ أَنَّهُ أَكْبَرُ سِنًّا.‏ فَبِحَسَبِ ٱلْمَبْدَإِ فِي إِشَعْيَا ٦٥:‏٢٠‏،‏ «ٱلْخَاطِئُ يُلْعَنُ وَلَوْ بَلَغَ ٱلْمِئَةَ مِنَ ٱلْعُمْرِ».‏ وَيَذْكُرُ حَزْقِيَالُ مَبْدَأً مُمَاثِلًا.‏ (‏حز ٩:‏٥-‏٧‏)‏ فَٱلْأَهَمُّ أَنْ نَحْتَرِمَ يَهْوَهَ ٱللّٰهَ،‏ ٱلْقَدِيمَ ٱلْأَيَّامَ.‏ (‏دا ٧:‏٩،‏ ١٠،‏ ١٣،‏ ١٤‏)‏ وَعِنْدَئِذٍ لَنْ نَتَرَدَّدَ فِي تَقْدِيمِ ٱلْمَشُورَةِ لِمَنْ يَحْتَاجُ إِلَيْهَا،‏ مَهْمَا بَلَغَ مِنَ ٱلْعُمْرِ.‏ —‏ غل ٦:‏١‏.‏

هَلْ تَحْتَرِمُ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْأَصْغَرَ سِنًّا؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٥.‏)‏

١٥ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ بُولُسَ عَنِ ٱحْتِرَامِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلشُّبَّانِ؟‏

١٥ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ كَيْفَ نَنْظُرُ إِلَى ٱلْإِخْوَةِ ٱلْأَصْغَرِ سِنًّا؟‏ كَتَبَ بُولُسُ إِلَى تِيمُوثَاوُسَ:‏ «لَا يَسْتَهِنَنَّ أَحَدٌ بِحَدَاثَتِكَ.‏ بَلْ كُنْ مِثَالًا لِلْأُمَنَاءِ فِي ٱلْكَلَامِ،‏ فِي ٱلسُّلُوكِ،‏ فِي ٱلْمَحَبَّةِ،‏ فِي ٱلْإِيمَانِ،‏ فِي ٱلْعِفَّةِ».‏ (‏١ تي ٤:‏١٢‏)‏ وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ كَانَ تِيمُوثَاوُسُ آنَذَاكَ فِي ٱلثَّلَاثِينَ مِنْ عُمْرِهِ تَقْرِيبًا.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ أَوْكَلَ بُولُسُ إِلَيْهِ مَسْؤُولِيَّاتٍ ثَقِيلَةً.‏ فَمَا ٱلدَّرْسُ لَنَا؟‏ لَا يَجِبُ أَنْ نَحْكُمَ عَلَى ٱلْإِخْوَةِ ٱلشُّبَّانِ بِنَاءً عَلَى عُمْرِهِمْ.‏ وَلَا نَنْسَ أَنَّ يَسُوعَ تَمَّمَ خِدْمَتَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَهُوَ لَا يَزَالُ فِي ٱلـ‍ ٣٣ مِنْ عُمْرِهِ.‏

١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ يَجِبُ أَنْ يُوَصِّيَ ٱلشُّيُوخُ بِٱلْإِخْوَةِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تَتَعَارَضُ ٱلْآرَاءُ وَٱلْعَادَاتُ ٱلْمَحَلِّيَّةُ أَحْيَانًا مَعَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟‏

١٦ وَلٰكِنْ فِي بَعْضِ ٱلْحَضَارَاتِ،‏ يَسْتَهِينُ ٱلنَّاسُ بِٱلْأَصْغَرِ سِنًّا.‏ نَتِيجَةً لِذٰلِكَ،‏ لَا يُوَصِّي بَعْضُ ٱلشُّيُوخِ بِتَعْيِينِ شُبَّانٍ كَخُدَّامٍ مُسَاعِدِينَ وَشُيُوخٍ،‏ رَغْمَ أَنَّهُمْ يَبْلُغُونَ ٱلْمُؤَهِّلَاتِ.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ لَا تُحَدِّدُ حَدًّا أَدْنَى لِعُمْرِ ٱلْخُدَّامِ ٱلْمُسَاعِدِينَ أَوِ ٱلشُّيُوخِ.‏ (‏١ تي ٣:‏١-‏١٠،‏ ١٢،‏ ١٣؛‏ تي ١:‏٥-‏٩‏)‏ وَبِٱلتَّالِي إِذَا وَضَعَ ٱلشُّيُوخُ قَاعِدَةً فِي هٰذَا ٱلْخُصُوصِ بِسَبَبِ حَضَارَتِهِمْ،‏ فَهُمْ يَتَجَاهَلُونَ إِرْشَادَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَحْكُمُوا عَلَى ٱلشُّبَّانِ بِحَسَبِ مَقَايِيسِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ،‏ وَلَيْسَ بِحَسَبِ رَأْيِهِمْ أَوْ عَادَاتِهِمِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ.‏ —‏ ٢ تي ٣:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

١٧ لِنَأْخُذْ مِثَالًا يُظْهِرُ كَيْفَ تُعِيقُ ٱلْعَادَاتُ ٱلْمَحَلِّيَّةُ أَحْيَانًا تَعْيِينَ إِخْوَةٍ مُؤَهَّلِينَ.‏ فَفِي أَحَدِ ٱلْبُلْدَانِ،‏ أَوْكَلَ ٱلشُّيُوخُ مَسْؤُولِيَّاتٍ مُهِمَّةً إِلَى خَادِمٍ مُسَاعِدٍ كُفُؤٍ.‏ وَقَدْ أَجْمَعُوا أَنَّهُ يَبْلُغُ مُؤَهِّلَاتِ ٱلشُّيُوخِ.‏ لٰكِنَّهُمْ لَمْ يُوَصُّوا بِتَعْيِينِهِ.‏ فَبَعْضُ ٱلشُّيُوخِ ٱلْأَكْبَرِ سِنًّا أَصَرُّوا أَنَّهُ يَبْدُو أَصْغَرَ مِنْ أَنْ يَكُونَ شَيْخًا.‏ فَمَعَ ٱلْأَسَفِ،‏ لَمْ يَتَعَيَّنِ ٱلْأَخُ بِسَبَبِ شَكْلِهِ.‏ وَحَسْبَمَا تُظْهِرُ ٱلتَّقَارِيرُ،‏ هٰذَا ٱلتَّفْكِيرُ مُنْتَشِرٌ فِي مَنَاطِقَ عَدِيدَةٍ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.‏ فَكَمْ مُهِمٌّ إِذًا أَنْ نَتَّبِعَ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ،‏ بَدَلَ آرَائِنَا أَوْ عَادَاتِنَا ٱلْمَحَلِّيَّةِ!‏ فَهٰكَذَا نُطِيعُ وَصِيَّةَ يَسُوعَ وَلَا نَحْكُمُ عَلَى أَسَاسِ ٱلْمَظَاهِرِ.‏

اُحْكُمْ حُكْمًا عَادِلًا

١٨،‏ ١٩ كَيْفَ نَتَبَنَّى نَظْرَةَ يَهْوَهَ إِلَى ٱلْآخَرِينَ؟‏

١٨ رَغْمَ نَقْصِنَا،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَتَبَنَّى نَظْرَةَ يَهْوَهَ وَلَا نَتَحَامَلَ عَلَى أَحَدٍ.‏ (‏اع ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ لٰكِنَّ هٰذَا يَتَطَلَّبُ أَنْ نَنْتَبِهَ دَائِمًا لِلْمُذَكِّرَاتِ فِي كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَنُطَبِّقَهَا.‏ فَعِنْدَئِذٍ نُطِيعُ وَصِيَّةَ يَسُوعَ وَلَا نَحْكُمُ «بِحَسَبِ ٱلْمَظْهَرِ ٱلْخَارِجِيِّ».‏ —‏ يو ٧:‏٢٤‏.‏

١٩ وَعَمَّا قَرِيبٍ،‏ سَيُحَاكِمُ مَلِكُنَا يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ كُلَّ ٱلْبَشَرِ.‏ وَهُوَ لَنْ يَقْضِيَ بِحَسَبِ مَا يَنْظُرُهُ أَوْ يَسْمَعُهُ،‏ بَلْ بِحَسَبِ مَقَايِيسِ يَهْوَهَ ٱلْبَارَّةِ.‏ (‏اش ١١:‏٣،‏ ٤‏)‏ فَكَمْ نَنْتَظِرُ بِشَوْقٍ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتَ!‏