الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

‏«سعداء انتم إن عملتم به»‏

‏«سعداء انتم إن عملتم به»‏

‏«طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُنْهِيَ عَمَلَهُ».‏ —‏ يو ٤:‏٣٤‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٩٥،‏ ٧٠

١ كَيْفَ تَمْتَحِنُ صِفَاتُ ٱلْعَالَمِ تَوَاضُعَنَا؟‏

لِمَاذَا يَصْعُبُ عَلَيْنَا أَحْيَانًا أَنْ نُطَبِّقَ مَا نَتَعَلَّمُهُ مِنْ كَلِمَةِ ٱللهِ؟‏ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ أَنَّ فِعْلَ ٱلصَّوَابِ يَتَطَلَّبُ ٱلتَّوَاضُعَ.‏ وَفِي هٰذِهِ «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ»،‏ لَيْسَ سَهْلًا أَنْ نَبْقَى مُتَوَاضِعِينَ.‏ فَنَحْنُ مُحَاطُونَ بِأَشْخَاصٍ «مُحِبِّينَ لِأَنْفُسِهِمْ،‏ مُحِبِّينَ لِلْمَالِ،‏ مَغْرُورِينَ،‏ مُتَكَبِّرِينَ»،‏ وَ «بِلَا ضَبْطِ نَفْسٍ».‏ (‏٢ تي ٣:‏١-‏٣‏)‏ طَبْعًا،‏ نَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ هٰذِهِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْمُنْتَشِرَةَ فِي ٱلْعَالَمِ خَاطِئَةٌ.‏ لٰكِنَّ مَنْ يُظْهِرُونَهَا يَبْدُونَ نَاجِحِينَ وَسُعَدَاءَ.‏ (‏مز ٣٧:‏١؛‏ ٧٣:‏٣‏)‏ لِذَا قَدْ نَتَسَاءَلُ:‏ ‹هَلْ ضَرُورِيٌّ فِعْلًا أَنْ أَطْلُبَ مَصْلَحَةَ ٱلْآخَرِينَ قَبْلَ مَصْلَحَتِي؟‏ وَهَلْ أَخْسَرُ ٱحْتِرَامَ ٱلنَّاسِ لَوْ تَصَرَّفْتُ «كَأَصْغَرَ»؟‏›.‏ (‏لو ٩:‏٤٨‏)‏ وَلٰكِنْ إِذَا تَأَثَّرْنَا بِصِفَاتِ ٱلْعَالَمِ ٱلْأَنَانِيَّةِ،‏ فَسَنَحْصُدُ عَوَاقِبَ سَيِّئَةً.‏ فَسَتَتَوَتَّرُ عَلَاقَتُنَا بِإِخْوَتِنَا،‏ وَلَنْ تَكُونَ هُوِيَّتُنَا ٱلْمَسِيحِيَّةُ وَاضِحَةً.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ نَسْتَفِيدُ كَثِيرًا حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي أَمْثِلَةِ خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ وَنَتْبَعُهَا.‏

٢ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْمَذْكُورِينَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

٢ فَكَيْفَ كَسَبَ خُدَّامُ يَهْوَهَ قَدِيمًا صَدَاقَتَهُ؟‏ لِمَ تَمَتَّعُوا بِرِضَاهُ؟‏ وَكَيْفَ تَقَوَّوْا لِيَفْعَلُوا مَشِيئَتَهُ؟‏ إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي أَمْثِلَتِهِمْ يُقَوِّي إِيمَانَنَا،‏ فَهُوَ جُزْءٌ مُهِمٌّ مِنْ طَعَامِنَا ٱلرُّوحِيِّ.‏

مَاذَا يَشْمُلُ ٱلطَّعَامُ ٱلرُّوحِيُّ؟‏

٣،‏ ٤ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ يُعَلِّمُنَا يَهْوَهُ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ يَشْمُلُ ٱلطَّعَامُ ٱلرُّوحِيُّ أَكْثَرَ مِنْ مُجَرَّدِ ٱلْمَعْرِفَةِ؟‏

٣ يُزَوِّدُنَا يَهْوَهُ بِكُلِّ مَا يَلْزَمُ لِنُبْقِيَ إِيمَانَنَا قَوِيًّا.‏ فَهُوَ يُرْشِدُنَا وَيُدَرِّبُنَا مِنْ خِلَالِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ مَطْبُوعَاتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ مَوْقِعِنَا ٱلْإِلِكْتُرُونِيِّ،‏ مَحَطَّةِ JW‏،‏ ٱجْتِمَاعَاتِنَا،‏ وَمَحَافِلِنَا.‏ وَلٰكِنْ بِحَسَبِ كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي يُوحَنَّا ٤:‏٣٤‏،‏ يَشْمُلُ ٱلطَّعَامُ ٱلرُّوحِيُّ أَكْثَرَ مِنْ مُجَرَّدِ ٱلْمَعْرِفَةِ.‏ قَالَ:‏ «طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُنْهِيَ عَمَلَهُ».‏

٤ فَبِٱلنِّسْبَةِ إِلَى يَسُوعَ،‏ شَمَلَ ٱلطَّعَامُ ٱلرُّوحِيُّ أَنْ يَعْمَلَ مَشِيئَةَ ٱللهِ.‏ فَمِثْلَمَا يَقْوَى جِسْمُنَا حِينَ نَتَنَاوَلُ طَعَامًا صِحِّيًّا،‏ يَقْوَى إِيمَانُنَا حِينَ نَعْمَلُ مَشِيئَةَ ٱللهِ.‏ فَكَمْ مَرَّةٍ ذَهَبْنَا إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ أَوِ ٱلْخِدْمَةِ مُتْعَبِينَ،‏ وَعُدْنَا سُعَدَاءَ وَمُنْتَعِشِينَ!‏

٥ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلتَّصَرُّفِ بِحِكْمَةٍ؟‏

٥ وَحِينَ نُطَبِّقُ إِرْشَادَ يَهْوَهَ،‏ نُثْبِتُ أَنَّنَا حُكَمَاءُ.‏ (‏مز ١٠٧:‏٤٣‏)‏ وَٱلْحِكْمَةُ تَعُودُ عَلَيْنَا بِفَوَائِدَ كَثِيرَةٍ.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْهَا:‏ «سَائِرُ مَبَاهِجِكَ لَا تُسَاوِيهَا .‏ .‏ .‏ هِيَ شَجَرَةُ حَيَاةٍ لِمُمْسِكِيهَا،‏ وَٱلْمُتَمَسِّكُونَ بِهَا سُعَدَاءُ».‏ (‏ام ٣:‏١٣-‏١٨‏)‏ وَذَكَرَ يَسُوعُ أَنَّ تَلَامِيذَهُ سَيَكُونُونَ سُعَدَاءَ مَا دَامُوا يُطَبِّقُونَ إِرْشَادَهُ.‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «إِذَا عَرَفْتُمْ هٰذَا،‏ فَسُعَدَاءُ أَنْتُمْ إِنْ عَمِلْتُمْ بِهِ».‏ (‏يو ١٣:‏١٧‏)‏ وَبِٱلْفِعْلِ،‏ عَاشَ ٱلتَّلَامِيذُ دَائِمًا بِحَسَبِ تَعَالِيمِ يَسُوعَ وَمِثَالِهِ.‏

٦ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى تَطْبِيقِ مَا نَتَعَلَّمُهُ؟‏

٦ وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي تَطْبِيقِ مَا نَتَعَلَّمُهُ.‏ فَكِّرْ مَثَلًا فِي مِيكَانِيكِيٍّ لَدَيْهِ ٱلْمَعْرِفَةُ وَٱلْأَدَوَاتُ وَٱلْمَوَادُّ ٱللَّازِمَةُ.‏ لٰكِنَّهُ لَنْ يَسْتَفِيدَ مِنْهَا كُلِّهَا مَا لَمْ يَسْتَعْمِلْهَا.‏ فَعَلَيْهِ أَنْ يَسْتَمِرَّ فِي تَطْبِيقِ مَا يَعْرِفُهُ،‏ حَتَّى لَوْ لَدَيْهِ سَنَوَاتٌ مِنَ ٱلْخِبْرَةِ.‏ وَإِلَّا فَلَنْ يَظَلَّ مَاهِرًا فِي عَمَلِهِ.‏ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ عِنْدَمَا تَعَرَّفْنَا إِلَى ٱلْحَقِّ،‏ فَرِحْنَا بِتَطْبِيقِ مَا تَعَلَّمْنَاهُ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَلٰكِنْ كَيْ نَظَلَّ سُعَدَاءَ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُطَبِّقَ إِرْشَادَ يَهْوَهَ بِتَوَاضُعٍ كُلَّ يَوْمٍ.‏

٧ مَاذَا نَفْعَلُ لِنَتَقَوَّى رُوحِيًّا؟‏

٧ فَلْنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي حَالَاتٍ تَمْتَحِنُ تَوَاضُعَنَا،‏ وَنَرَ كَيْفَ تَغَلَّبَ ٱلْخُدَّامُ ٱلْأُمَنَاءُ فِي ٱلْمَاضِي عَلَى تَحَدِّيَاتٍ مُمَاثِلَةٍ.‏ وَلٰكِنْ لِتَتَقَوَّى رُوحِيًّا،‏ لَا تَمُرَّ عَلَى ٱلْمَوَادِّ مُرُورَ ٱلْكِرَامِ.‏ بَلْ فَكِّرْ كَيْفَ تُطَبِّقُهَا فِي حَيَاتِكَ،‏ ثُمَّ ٱفْعَلْ ذٰلِكَ دُونَ تَأْخِيرٍ.‏

‏«نَحْنُ أَيْضًا بَشَرٌ ضُعَفَاءُ مِثْلُكُمْ»‏

٨،‏ ٩ مَاذَا تُخْبِرُنَا ٱلْأَعْمَال ١٤:‏٨-‏١٥ عَنْ تَوَاضُعِ بُولُسَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٨ يَشَاءُ ٱللهُ «أَنْ يَخْلُصَ شَتَّى ٱلنَّاسِ وَيَبْلُغُوا إِلَى مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً».‏ (‏١ تي ٢:‏٤‏)‏ فَكَيْفَ تَنْظُرُ إِلَى ٱلنَّاسِ مِنْ شَتَّى ٱلْخَلْفِيَّاتِ ٱلَّذِينَ لَمْ يَتَعَلَّمُوا ٱلْحَقَّ بَعْدُ؟‏ إِلَيْكَ مِثَالَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ.‏ فَقَدْ كَرَزَ لِلْيَهُودِ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَعْرِفُونَ عَنْ يَهْوَهَ،‏ وَكَرَزَ أَيْضًا لِلْأُمَمِ ٱلَّذِينَ عَبَدُوا آلِهَةً بَاطِلَةً.‏ لٰكِنَّ ٱلْكِرَازَةَ لِلْأُمَمِ وَضَعَتْ تَوَاضُعَهُ عَلَى ٱلْمِحَكِّ.‏

٩ فَفِي ٱلرِّحْلَةِ ٱلْإِرْسَالِيَّةِ ٱلْأُولَى،‏ ٱنْدَفَعَ ٱللِّيكَأُونِيُّونَ إِلَى تَبْجِيلِ بُولُسَ وَبَرْنَابَا،‏ إِذْ ظَنُّوا أَنَّهُمَا ٱلْإِلٰهَانِ ٱلْبَاطِلَانِ زَفْسٌ وَهِرْمِسُ.‏ فَهَلْ شَعَرَا بِٱلْغُرُورِ؟‏ هَلِ ٱعْتَبَرَا ذٰلِكَ ٱسْتِرَاحَةً مُنْعِشَةً،‏ خُصُوصًا بَعْدَ ٱلِٱضْطِهَادِ فِي ٱلْمَدِينَتَيْنِ ٱلسَّابِقَتَيْنِ؟‏ وَهَلِ ٱعْتَقَدَا أَنَّ تِلْكَ ٱلضَّجَّةَ سَتُسَاهِمُ فِي نَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ؟‏ إِطْلَاقًا.‏ بَلْ مَزَّقَا أَرْدِيَتَهُمَا وَصَرَخَا قَائِلَيْنِ:‏ «لِمَاذَا تَفْعَلُونَ هٰذَا؟‏ نَحْنُ أَيْضًا بَشَرٌ ضُعَفَاءُ مِثْلُكُمْ».‏ —‏ اع ١٤:‏٨-‏١٥‏.‏

١٠ لِمَ لَمْ يَشْعُرْ بُولُسُ وَبَرْنَابَا أَنَّهُمَا أَفْضَلُ مِنَ ٱللِّيكَأُونِيِّينَ؟‏

١٠ فَمَاذَا عَنَى بُولُسُ وَبَرْنَابَا بِٱلْقَوْلِ إِنَّهُمَا ‹بَشَرٌ مِثْلُهُمْ›؟‏ طَبْعًا،‏ لَمْ يُشَبِّهَا عِبَادَتَهُمَا بِعِبَادَةِ أُولٰئِكَ ٱلْوَثَنِيِّينَ.‏ بَلْ قَصَدَا أَنَّهُمَا بَشَرٌ نَاقِصُونَ مِثْلُهُمْ.‏ وَلٰكِنْ أَلَمْ يَكُنْ بُولُسُ وَبَرْنَابَا مُرْسَلَيْنِ مِنَ ٱللهِ؟‏ (‏اع ١٣:‏٢‏)‏ أَوَلَمْ يُمْسَحَا بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَيَتَمَتَّعَا بِرَجَاءٍ مَجِيدٍ؟‏ بَلَى.‏ إِلَّا أَنَّهُمَا لَمْ يَشْعُرَا أَنَّهُمَا أَفْضَلُ مِنَ ٱللِّيكَأُونِيِّينَ.‏ فَقَدْ أَدْرَكَا أَنَّ ٱلرَّجَاءَ ٱلسَّمَاوِيَّ مُتَاحٌ لِهٰؤُلَاءِ أَيْضًا،‏ فِي حَالِ قَبِلُوا ٱلْبِشَارَةَ.‏

١١ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِتَوَاضُعِ بُولُسَ فِي كِرَازَتِنَا؟‏

١١ فَكَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِتَوَاضُعِ بُولُسَ؟‏ لَا يَجِبُ أَنْ نَشْعُرَ بِٱلْغُرُورِ بِسَبَبِ مَا نُنْجِزُهُ بِقُوَّةِ يَهْوَهَ،‏ سَوَاءٌ فِي كِرَازَتِنَا أَوْ أَيِّ تَعْيِينٍ آخَرَ.‏ وَيَلْزَمُ أَنْ يَسْأَلَ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ:‏ ‹كَيْفَ أَنْظُرُ إِلَى ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ أُبَشِّرُهُمْ؟‏ هَلْ أَتَحَامَلُ عَلَى بَعْضِ ٱلْفِئَاتِ فِي ٱلْمُجْتَمَعِ؟‏›.‏ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ،‏ يَجْتَهِدُ شُهُودُ يَهْوَهَ فِي ٱلْبَحْثِ عَنِ ٱلرَّاغِبِينَ فِي سَمَاعِ ٱلْبِشَارَةِ.‏ حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ يَتَعَلَّمُ لُغَاتِ ٱلْفِئَاتِ ٱلْمُهَمَّشَةِ وَعَادَاتِهِمْ.‏ فَٱلشُّهُودُ لَا يَعْتَبِرُونَ أَبَدًا أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصَ أَدْنَى مِنْهُمْ.‏ بَلْ يَجْتَهِدُونَ لِيَتَفَهَّمُوا كُلَّ فَرْدٍ كَيْ يَمَسُّوا قَلْبَهُ.‏

صَلِّ لِأَجْلِ ٱلْآخَرِينَ بِٱلِٱسْمِ

١٢ كَيْفَ أَظْهَرَ أَبَفْرَاسُ أَنَّهُ يَهْتَمُّ فِعْلًا بِٱلْآخَرِينَ؟‏

١٢ هُنَالِكَ طَرِيقَةٌ ثَانِيَةٌ لِنُظْهِرَ ٱلتَّوَاضُعَ،‏ وَهِيَ أَنْ نُصَلِّيَ لِأَجْلِ إِخْوَتِنَا ٱلَّذِينَ «نَالُوا إِيمَانًا» هُمْ أَيْضًا.‏ (‏٢ بط ١:‏١‏)‏ وَهٰذَا مَا فَعَلَهُ أَبَفْرَاسُ ٱلَّذِي يَذْكُرُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَقَطْ.‏ فَقَدِ ‹ٱجْتَهَدَ كُلَّ حِينٍ فِي صَلَوَاتِهِ› لِأَجْلِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي كُولُوسِّي،‏ حَسْبَمَا كَتَبَ بُولُسُ إِلَيْهِمْ وَهُوَ تَحْتَ ٱلْإِقَامَةِ ٱلْجَبْرِيَّةِ فِي رُومَا.‏ (‏كو ٤:‏١٢‏)‏ فَأَبَفْرَاسُ عَرَفَ ٱلْإِخْوَةَ جَيِّدًا،‏ وَٱهْتَمَّ بِهِمِ ٱهْتِمَامًا صَادِقًا.‏ وَمَعَ أَنَّهُ كَانَ ‹أَسِيرًا› مَعَ بُولُسَ،‏ لَمْ يَنْشَغِلْ بِمَشَاكِلِهِ.‏ (‏فل ٢٣‏)‏ بَلْ فَكَّرَ فِي حَاجَاتِ ٱلْآخَرِينَ ٱلرُّوحِيَّةِ،‏ وَعَمِلَ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ لِمُسَاعَدَتِهِمْ.‏ فَلْنَتَمَثَّلْ بِهِ وَنُصَلِّ لِأَجْلِ إِخْوَتِنَا.‏ وَلَا نَنْسَ أَنَّ صَلَوَاتٍ كَهٰذِهِ لَهَا قُوَّةٌ عَظِيمَةٌ،‏ لَا سِيَّمَا حِينَ نَذْكُرُهُمْ بِٱلِٱسْمِ.‏ —‏ ٢ كو ١:‏١١؛‏ يع ٥:‏١٦‏.‏

١٣ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِأَبَفْرَاسَ؟‏

١٣ وَمَنْ نَقْدِرُ أَنْ نَذْكُرَ بِٱلِٱسْمِ فِي صَلَاتِنَا؟‏ هُنَالِكَ ٱلْأَفْرَادُ وَٱلْعَائِلَاتُ فِي جَمَاعَتِنَا ٱلَّذِينَ يُوَاجِهُونَ تَجَارِبَ صَعْبَةً،‏ قَرَارَاتٍ مُهِمَّةً،‏ وَغَيْرَهَا مِنَ ٱلتَّحَدِّيَاتِ.‏ وَيُصَلِّي كَثِيرُونَ لِأَجْلِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَسْجُونِينَ بِسَبَبِ إِيمَانِهِمِ ٱلَّذِينَ تَرِدُ أَسْمَاؤُهُمْ فِي مَوْقِعِنَا ٱلْإِلِكْتُرُونِيِّ وَمَحَطَّةِ JW.‏ وَلَا نَنْسَ أَيْضًا ٱلَّذِينَ يَفْقِدُونَ أَحِبَّاءَهُمْ فِي ٱلْمَوْتِ،‏ أَوْ يُعَانُونَ بِسَبَبِ ٱلْكَوَارِثِ وَٱلْحُرُوبِ وَٱلْأَزَمَاتِ ٱلِٱقْتِصَادِيَّةِ.‏ فِعْلًا،‏ يَحْتَاجُ إِخْوَةٌ عَدِيدُونَ إِلَى صَلَوَاتِنَا.‏ وَحِينَ نُصَلِّي لِأَجْلِهِمْ،‏ نُثْبِتُ أَنَّنَا نَهْتَمُّ بِمَصْلَحَةِ ٱلْآخَرِينَ،‏ لَا بِمَصْلَحَتِنَا فَقَطْ.‏ (‏في ٢:‏٤‏)‏ وَيَهْوَهُ يَسْتَجِيبُ صَلَوَاتٍ كَهٰذِهِ.‏

كُنْ «سَرِيعًا فِي ٱلِٱسْتِمَاعِ»‏

١٤ كَيْفَ يَرْسُمُ يَهْوَهُ أَفْضَلَ مِثَالٍ فِي ٱلْإِصْغَاءِ؟‏

١٤ اَلْإِصْغَاءُ إِلَى ٱلْآخَرِينَ هُوَ طَرِيقَةٌ أُخْرَى لِنُظْهِرَ تَوَاضُعَنَا.‏ تُوصِي يَعْقُوب ١:‏١٩‏:‏ «لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ سَرِيعًا فِي ٱلِٱسْتِمَاعِ».‏ وَيَهْوَهُ هُوَ أَفْضَلُ مِثَالٍ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ.‏ (‏تك ١٨:‏٣٢؛‏ يش ١٠:‏١٤‏)‏ تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي ٱلْحَدِيثِ ٱلْمُسَجَّلِ فِي ٱلْخُرُوج ٣٢:‏١١-‏١٤‏.‏ (‏اقرأها.‏)‏ لَمْ يَكُنْ يَهْوَهُ بِحَاجَةٍ إِلَى رَأْيِ مُوسَى،‏ لٰكِنَّهُ سَمَحَ لَهُ أَنْ يُعَبِّرَ عَنْ مَشَاعِرِهِ.‏ فَكِّرْ قَلِيلًا،‏ هَلْ كُنْتَ سَتُصْغِي إِلَى شَخْصٍ أَخْطَأَ فِي ٱلتَّفْكِيرِ مِنْ قَبْلُ،‏ ثُمَّ تُنَفِّذُ ٱقْتِرَاحَهُ؟‏ أَمَّا يَهْوَهُ فَيُصْغِي بِصَبْرٍ إِلَى كُلِّ ٱلَّذِينَ يُصَلُّونَ إِلَيْهِ بِإِيمَانٍ.‏

١٥ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِيَهْوَهَ فِي إِكْرَامِ ٱلْآخَرِينَ؟‏

١٥ فَلْيَسْأَلْ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ:‏ ‹هَلْ أَتَمَثَّلُ بِيَهْوَهَ ٱلَّذِي يَتَوَاضَعُ وَيُصْغِي إِلَى بَشَرٍ نَاقِصِينَ مِثْلِ إِبْرَاهِيمَ،‏ رَاحِيلَ،‏ مُوسَى،‏ يَشُوعَ،‏ مَنُوحَ،‏ إِيلِيَّا،‏ وَحَزَقِيَّا؟‏ هَلْ أُكْرِمُ ٱلْإِخْوَةَ بِٱلِٱسْتِمَاعِ إِلَيْهِمْ وَٱلْأَخْذِ بِرَأْيِهِمْ إِنْ أَمْكَنَ؟‏ وَهَلْ يَحْتَاجُ أَحَدٌ إِلَى ٱلِٱهْتِمَامِ فِي عَائِلَتِي أَوِ ٱلْجَمَاعَةِ؟‏ كَيْفَ سَأُسَاعِدُهُ إِذًا؟‏›.‏ —‏ تك ٣٠:‏٦؛‏ قض ١٣:‏٩؛‏ ١ مل ١٧:‏٢٢؛‏ ٢ اخ ٣٠:‏٢٠‏.‏

‏«لَعَلَّ يَهْوَهَ يَرَى»‏

قَالَ دَاوُدُ:‏ «اُتْرُكُوهُ»،‏ فَمَاذَا كُنْتَ أَنْتَ سَتَفْعَلُ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٦،‏ ١٧.‏)‏

١٦ كَيْفَ تَصَرَّفَ دَاوُدُ حِينَ ٱسْتَفَزَّهُ شِمْعِي؟‏

١٦ يُسَاعِدُنَا ٱلتَّوَاضُعُ أَيْضًا أَنْ نَضْبُطَ أَنْفُسَنَا عِنْدَمَا نَتَعَرَّضُ لِلِٱسْتِفْزَازِ.‏ (‏اف ٤:‏٢‏)‏ وَنَجِدُ مِثَالًا بَارِزًا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ فِي ٢ صَمُوئِيل ١٦:‏٥-‏١٣‏.‏ (‏اقرأها.‏)‏ فَشِمْعِي،‏ أَحَدُ أَقَارِبِ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ،‏ سَبَّ دَاوُدَ وَخُدَّامَهُ وَتَعَدَّى عَلَيْهِمْ.‏ لٰكِنَّ دَاوُدَ تَحَمَّلَ إِهَانَاتِهِ،‏ مَعَ أَنَّهُ كَانَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُوقِفَهُ عِنْدَ حَدِّهِ.‏ فَكَيْفَ ضَبَطَ نَفْسَهُ؟‏ لِنَرَ مَا يَكْشِفُهُ ٱلْمَزْمُورُ ٱلثَّالِثُ.‏

١٧ كَيْفَ تَمَكَّنَ دَاوُدُ مِنْ ضَبْطِ نَفْسِهِ،‏ وَكَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِهِ؟‏

١٧ يَذْكُرُ عُنْوَانُ ٱلْمَزْمُورِ ٱلثَّالِثِ أَنَّ دَاوُدَ كَتَبَهُ «عِنْدَمَا كَانَ هَارِبًا مِنْ أَبْشَالُومَ ٱبْنِهِ».‏ وَشِمْعِي تَعَدَّى عَلَيْهِ خِلَالَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ.‏ فَكَيْفَ حَافَظَ دَاوُدُ عَلَى هُدُوئِهِ؟‏ قَالَ فِي ٱلْمَزْمُور ٣:‏٤‏:‏ «بِصَوْتِي إِلَى يَهْوَهَ أَدْعُو،‏ فَيُجِيبُنِي مِنْ جَبَلِهِ ٱلْمُقَدَّسِ».‏ وَمِثْلَ دَاوُدَ،‏ يُمْكِنُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عِنْدَمَا تُسَاءُ مُعَامَلَتُكَ.‏ وَيَهْوَهُ سَيُعْطِيكَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ لِتَحْتَمِلَ.‏ فَهَلْ تُوَاجِهُ مَوْقِفًا يَتَطَلَّبُ مِنْكَ ٱلْمَزِيدَ مِنْ ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ وَٱلْغُفْرَانِ؟‏ وَهَلْ أَنْتَ وَاثِقٌ أَنَّ يَهْوَهَ يَرَى مُعَانَاتَكَ وَسَيُسَاعِدُكَ وَيُبَارِكُكَ؟‏

‏«اَلْحِكْمَةُ هِيَ ٱلرَّأْسُ»‏

١٨ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ حِينَ نُطَبِّقُ إِرْشَادَ يَهْوَهَ؟‏

١٨ حِينَ نَفْعَلُ ٱلصَّوَابَ،‏ نُثْبِتُ أَنَّنَا حُكَمَاءُ وَنَحْصُدُ بَرَكَاتٍ كَثِيرَةً.‏ فَلَا عَجَبَ أَنْ تَقُولَ ٱلْأَمْثَال ٤:‏٧ إِنَّ «ٱلْحِكْمَةَ هِيَ ٱلرَّأْسُ»،‏ أَيِ ٱلْأَهَمُّ.‏ وَكَمَا رَأَيْنَا،‏ ٱلْحِكْمَةُ مَبْنِيَّةٌ عَلَى ٱلْمَعْرِفَةِ،‏ لٰكِنَّهَا لَا تَقْتَصِرُ عَلَى فَهْمِ ٱلْوَقَائِعِ.‏ فَهِيَ تَنْعَكِسُ أَيْضًا عَلَى قَرَارَاتِنَا.‏ اَلنَّمْلُ مَثَلًا يُعْرِبُ عَنِ ٱلْحِكْمَةِ بِٱلْغَرِيزَةِ،‏ إِذْ يُخَزِّنُ ٱلطَّعَامَ ٱسْتِعْدَادًا لِلشِّتَاءِ.‏ (‏ام ٣٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وَيَسُوعُ،‏ بِصِفَتِهِ «حِكْمَةَ ٱللهِ»،‏ يَفْعَلُ دَائِمًا مَا يُرْضِي أَبَاهُ.‏ (‏١ كو ١:‏٢٤؛‏ يو ٨:‏٢٩‏)‏ وَحِينَ نَظَلُّ نَحْنُ أَيْضًا مُتَوَاضِعِينَ وَنَفْعَلُ ٱلصَّوَابَ،‏ سَيُكَافِئُنَا يَهْوَهُ.‏ ‏(‏اقرأ متى ٧:‏٢١-‏٢٣‏.‏)‏ فَلْنَسْعَ إِذًا لِنُنَمِّيَ ٱلتَّوَاضُعَ.‏ وَهٰكَذَا نُشَجِّعُ إِخْوَتَنَا عَلَى تَنْمِيَتِهِ أَيْضًا.‏ وَلْنُصَمِّمْ عَلَى فِعْلِ ٱلصَّوَابِ.‏ فَمَعَ أَنَّ ذٰلِكَ يَتَطَلَّبُ ٱلْوَقْتَ وَٱلْجُهْدَ،‏ فَهُوَ يَدُلُّ عَلَى تَوَاضُعِنَا وَيُفْرِحُنَا ٱلْآنَ وَإِلَى ٱلْأَبَدِ.‏