الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

حافظ على سلامك الداخلي ولو تغيرت ظروفك

حافظ على سلامك الداخلي ولو تغيرت ظروفك

‏«هَدَّأْتُ نَفْسِي وَسَكَّنْتُهَا».‏ —‏ مز ١٣١:‏٢‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٣٥،‏ ١٥٤

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ يُؤَثِّرُ فِينَا تَغَيُّرُ ٱلظُّرُوفِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏ (‏ب)‏ حَسَبَ ٱلْمَزْمُور ١٣١‏،‏ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى سَلَامِنَا ٱلدَّاخِلِيِّ؟‏

عُيِّنَ لُويْد وَأَلِكْسَنْدْرَا فِي ٱلْحَقْلِ بَعْدَمَا خَدَمَا فِي بَيْتَ إِيلَ أَكْثَرَ مِنْ ٢٥ سَنَةً.‏ فَحَزِنَا كَثِيرًا فِي ٱلْبِدَايَةِ.‏ يَقُولُ لُويْد:‏ «كَانَتِ ٱلْخِدْمَةُ فِي بَيْتَ إِيلَ جُزْءًا مِنِّي.‏ صَحِيحٌ أَنِّي فَهِمْتُ أَسْبَابَ ٱلتَّغْيِيرِ،‏ لٰكِنِّي شَعَرْتُ فِي ٱلْأَسَابِيعِ وَٱلْأَشْهُرِ ٱلتَّالِيَةِ أَنِّي مَنْبُوذٌ.‏ وَصَارَ مِزَاجِي مُتَقَلِّبًا.‏ فَسَاعَةً أَكُونُ بِخَيْرٍ وَسَاعَةً أَكْتَئِبُ».‏

٢ عِنْدَمَا تَتَغَيَّرُ ظُرُوفُنَا فَجْأَةً،‏ قَدْ نَقْلَقُ أَوْ نَشْعُرُ بِضَغْطٍ عَاطِفِيٍّ.‏ (‏ام ١٢:‏٢٥‏)‏ وَقَدْ نَسْتَصْعِبُ تَقَبُّلَ ٱلتَّغْيِيرِ.‏ فَكَيْفَ ‹نُهَدِّئُ نَفْسَنَا وَنُسَكِّنُهَا›؟‏ ‏(‏اقرإ المزمور ١٣١:‏١-‏٣‏.‏)‏ لِنَرَ كَيْفَ حَافَظَ ٱلْبَعْضُ،‏ فِي زَمَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَفِي أَيَّامِنَا،‏ عَلَى سَلَامِهِمِ ٱلدَّاخِلِيِّ عِنْدَمَا تَغَيَّرَتْ ظُرُوفُهُمْ.‏

كَيْفَ يُفِيدُكَ «سَلَامُ ٱللهِ»؟‏

٣ كَيْفَ تَغَيَّرَتْ حَيَاةُ يُوسُفَ فَجْأَةً؟‏

٣ كَانَ يُوسُفُ هُوَ ٱلِٱبْنَ ٱلْمُفَضَّلَ لِأَبِيهِ يَعْقُوبَ.‏ فَغَارَ مِنْهُ إِخْوَتُهُ وَبَاعُوهُ عَبْدًا إِلَى مِصْرَ بِعُمْرِ ١٧ سَنَةً تَقْرِيبًا.‏ (‏تك ٣٧:‏٢-‏٤،‏ ٢٣-‏٢٨‏)‏ وَهُنَاكَ،‏ بَعِيدًا عَنْ أَبِيهِ ٱلْحَنُونِ،‏ عَانَى ٱلْعُبُودِيَّةَ وَٱلسَّجْنَ ١٣ سَنَةً تَقْرِيبًا.‏ فَمَاذَا سَاعَدَهُ كَيْ لَا يَيْأَسَ وَيَحْقِدَ؟‏

٤ ‏(‏أ)‏ عَلَامَ رَكَّزَ يُوسُفُ وَهُوَ فِي ٱلسِّجْنِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ ٱسْتَجَابَ يَهْوَهُ صَلَوَاتِهِ؟‏

٤ عِنْدَمَا كَانَ يُوسُفُ فِي ٱلسِّجْنِ،‏ لَا بُدَّ أَنَّهُ رَكَّزَ عَلَى ٱلْأَدِلَّةِ أَنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُهُ.‏ (‏تك ٣٩:‏٢١؛‏ مز ١٠٥:‏١٧-‏١٩‏)‏ وَرُبَّمَا أَكَّدَ لَهُ ٱلْحُلْمَانِ ٱلنَّبَوِيَّانِ ٱللَّذَانِ رَآهُمَا فِي صِغَرِهِ أَنَّ يَهْوَهَ رَاضٍ عَنْهُ.‏ (‏تك ٣٧:‏٥-‏١١‏)‏ وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ سَكَبَ يُوسُفُ قَلْبَهُ لِيَهْوَهَ مَرَّاتٍ كَثِيرَةً.‏ (‏مز ١٤٥:‏١٨‏)‏ وَكَيْفَ ٱسْتَجَابَ لَهُ يَهْوَهُ؟‏ مَنَحَهُ شُعُورًا بِٱلثِّقَةِ أَنَّهُ ‹سَيَكُونُ مَعَهُ› مَهْمَا حَصَلَ.‏ —‏ اع ٧:‏٩،‏ ١٠‏.‏ *

٥ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا «سَلَامُ ٱللهِ»؟‏

٥ وَٱلْيَوْمَ رَغْمَ ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ،‏ بِإِمْكَانِنَا أَنْ نَحْصُلَ عَلَى ‹سَلَامِ ٱللهِ ٱلَّذِي يَحْرُسُ قُوَانَا ٱلْعَقْلِيَّةَ›.‏ ‏(‏اقرأ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏.‏)‏ فَعِنْدَمَا تَكْثُرُ هُمُومُنَا،‏ يُقَوِّي سَلَامُ ٱللهِ تَصْمِيمَنَا عَلَى تَحْقِيقِ أَهْدَافِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ وَهُوَ يَحْمِينَا مِنَ ٱلْمَيْلِ إِلَى ٱلِٱسْتِسْلَامِ.‏ لِنَرَ أَمْثِلَةً عَلَى ذٰلِكَ.‏

يَهْوَهُ يُعْطِيكَ ٱلسَّلَامَ ٱلدَّاخِلِيَّ مِنْ جَدِيدٍ

٦،‏ ٧ أَعْطِ مِثَالًا يُظْهِرُ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱلصَّلَاةُ ٱلْمُحَدَّدَةُ أَنْ نَسْتَعِيدَ سَلَامَنَا ٱلدَّاخِلِيَّ.‏

٦ كَانَ رَايِن وَجُولْيَات فَاتِحَيْنِ خُصُوصِيَّيْنِ وَقْتِيَّيْنِ.‏ وَعِنْدَمَا ٱنْتَهَى تَعْيِينُهُمَا،‏ تَضَايَقَا كَثِيرًا.‏ يَقُولُ رَايِن:‏ «صَلَّيْنَا فَوْرًا إِلَى يَهْوَهَ.‏ وَٱعْتَبَرْنَا مَا حَصَلَ فُرْصَةً لِنُبَرْهِنَ أَنَّنَا نَثِقُ بِهِ.‏ أَيْضًا،‏ كَانَ كَثِيرُونَ فِي جَمَاعَتِنَا جُدُدًا فِي ٱلْحَقِّ.‏ فَطَلَبْنَا مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَنَا لِنَرْسُمَ لَهُمْ مِثَالًا جَيِّدًا».‏

٧ وَكَيْفَ ٱسْتَجَابَ يَهْوَهُ صَلَاتَهُمَا؟‏ يَتَذَكَّرُ رَايِن:‏ «بَعْدَ ٱلصَّلَاةِ مُبَاشَرَةً،‏ زَالَتْ مَخَاوِفُنَا وَمَشَاعِرُنَا ٱلسَّلْبِيَّةُ.‏ فَسَلَامُ ٱللهِ كَانَ يَحْرُسُ قَلْبَنَا وَقُوَّتَنَا ٱلْعَقْلِيَّةَ.‏ وَأَدْرَكْنَا أَنَّ يَهْوَهَ سَيَسْتَمِرُّ فِي ٱسْتِخْدَامِنَا شَرْطَ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱلْمَوْقِفِ ٱلصَّحِيحِ».‏

٨-‏١٠ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا رُوحُ ٱللهِ فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُسَاعِدُ يَهْوَهُ ٱلَّذِينَ يُحَافِظُونَ عَلَى نَظْرَةٍ رُوحِيَّةٍ؟‏

٨ وَرُوحُ ٱللهِ لَا يُهَدِّئُنَا فَقَطْ،‏ بَلْ يُوَجِّهُنَا أَيْضًا إِلَى آيَاتٍ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُبْقِيَ نَظْرَتَنَا رُوحِيَّةً.‏ ‏(‏اقرأ يوحنا ١٤:‏٢٦،‏ ٢٧‏.‏)‏ مَثَلًا،‏ خَدَمَ ٱلزَّوْجَانِ فِيلِيب وَمَارِي فِي بَيْتَ إِيلَ ٢٥ سَنَةً تَقْرِيبًا.‏ ثُمَّ خِلَالَ ٤ أَشْهُرٍ،‏ مَاتَتْ وَالِدَتَاهُمَا وَأَحَدُ أَقْرِبَاءِ فِيلِيب.‏ ثُمَّ بَدَآ يَهْتَمَّانِ بِوَالِدِ مَارِي ٱلْمُصَابِ بِٱلْخَرَفِ.‏

٩ يَتَذَكَّرُ فِيلِيب:‏ «ظَنَنْتُ أَنِّي بِخَيْرٍ.‏ لٰكِنَّ شَيْئًا كَانَ يَنْقُصُنِي.‏ وَمَرَّةً،‏ قَرَأْتُ كُولُوسِّي ١:‏١١ فِي دَرْسِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ.‏ فَعَرَفْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَحْتَمِلُ كَامِلًا.‏ فَكَانَ عَلَيَّ أَنْ ‹أَحْتَمِلَ إِلَى ٱلتَّمَامِ بِطُولِ أَنَاةٍ وَفَرَحٍ›.‏ لَقَدْ ذَكَّرَتْنِي هٰذِهِ ٱلْآيَةُ أَنَّ فَرَحِي لَا يَعْتَمِدُ عَلَى ظُرُوفِي،‏ بَلْ عَلَى تَأْثِيرِ رُوحِ ٱللهِ فِي حَيَاتِي».‏

١٠ وَيَهْوَهُ بَارَكَ فِيلِيب وَمَارِي لِأَنَّهُمَا حَافَظَا عَلَى نَظْرَةٍ رُوحِيَّةٍ.‏ فَبَعْدَمَا تَرَكَا بَيْتَ إِيلَ بِفَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ،‏ بَدَآ يَدْرُسَانِ مَعَ تَلَامِيذَ مُتَعَطِّشِينَ لِلْحَقِّ وَيَتَقَدَّمُونَ بِسُرْعَةٍ.‏ تَتَذَكَّرُ مَارِي تِلْكَ ٱلْمَرْحَلَةَ وَتَقُولُ:‏ «فَرِحْنَا كَثِيرًا بِهٰذِهِ ٱلدُّرُوسِ.‏ شَعَرْنَا أَنَّ يَهْوَهَ يَقُولُ لَنَا إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ سَيَكُونُ بِخَيْرٍ».‏

اِفْعَلْ مَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ وَيَهْوَهُ سَيُبَارِكُ

كَيْفَ يُفِيدُنَا مِثَالُ يُوسُفَ عِنْدَمَا تَتَغَيَّرُ ظُرُوفُنَا؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١١-‏١٣.‏)‏

١١،‏ ١٢ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ يُوسُفُ مِنْ وَضْعِهِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ بَارَكَهُ يَهْوَهُ عَلَى ٱحْتِمَالِهِ؟‏

١١ عِنْدَمَا تَتَغَيَّرُ ظُرُوفُنَا فَجْأَةً،‏ قَدْ يَشُلُّنَا ٱلْقَلَقُ عَلَى مُسْتَقْبَلِنَا.‏ وَكَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَحْصُلَ ذٰلِكَ مَعَ يُوسُفَ.‏ لٰكِنَّهُ قَرَّرَ أَنْ يَسْتَفِيدَ مِنْ وَضْعِهِ وَيَفْعَلَ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ.‏ فَمَعَ أَنَّهُ فِي ٱلسِّجْنِ،‏ عَمِلَ بِٱجْتِهَادٍ كُلَّ مَا طَلَبَهُ مِنْهُ مَأْمُورُ بَيْتِ ٱلسِّجْنِ،‏ تَمَامًا مِثْلَمَا فَعَلَ عِنْدَ فُوطِيفَارَ.‏ —‏ تك ٣٩:‏٢١-‏٢٣‏.‏

١٢ وَقَدْ أُوكِلَ إِلَى يُوسُفَ أَنْ يَهْتَمَّ بِرَجُلَيْنِ كَانَ مَرْكَزُهُمَا مُهِمًّا عِنْدَ فِرْعَوْنَ.‏ وَلِأَنَّهُ عَامَلَهُمَا بِلُطْفٍ،‏ أَخْبَرَاهُ عَنْ حُلْمَيْنِ غَرِيبَيْنِ رَأَيَاهُمَا.‏ (‏تك ٤٠:‏٥-‏٨‏)‏ وَلَمْ يَكُنْ يُوسُفُ يَعْلَمُ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْمُحَادَثَةَ سَتَكُونُ لِخَيْرِهِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ ٱحْتَمَلَ سَنَتَيْنِ إِضَافِيَّتَيْنِ فِي ٱلسِّجْنِ،‏ لٰكِنَّهُ خَرَجَ أَخِيرًا.‏ وَعُيِّنَ فَوْرًا ٱلْحَاكِمَ ٱلثَّانِيَ بَعْدَ فِرْعَوْنَ.‏ —‏ تك ٤١:‏١،‏ ١٤-‏١٦،‏ ٣٩-‏٤١‏.‏

١٣ مَتَى يُبَارِكُنَا يَهْوَهُ؟‏

١٣ مِثْلَ يُوسُفَ،‏ لَا نَقْدِرُ أَحْيَانًا أَنْ نَتَحَكَّمَ بِظُرُوفِنَا.‏ لٰكِنْ إِذَا صَبَرْنَا وَفَعَلْنَا مَا نَقْدِرُ عَلَيْهِ،‏ يُبَارِكُنَا يَهْوَهُ.‏ (‏مز ٣٧:‏٥‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّنَا نَكُونُ ‹حَائِرِينَ› أَحْيَانًا،‏ لٰكِنْ «لَيْسَ مُطْلَقًا دُونَ مَنْفَذٍ».‏ (‏٢ كو ٤:‏٨‏)‏ فَيَهْوَهُ لَنْ يَتَخَلَّى عَنَّا أَبَدًا،‏ وَخُصُوصًا إِذَا رَكَّزْنَا عَلَى خِدْمَتِهِ.‏

رَكِّزْ عَلَى خِدْمَتِكَ

١٤-‏١٦ كَيْفَ رَكَّزَ فِيلِبُّسُ ٱلْمُبَشِّرُ عَلَى خِدْمَتِهِ رَغْمَ تَغَيُّرِ ظُرُوفِهِ؟‏

١٤ إِلَيْكَ مِثَالَ فِيلِبُّسَ ٱلْمُبَشِّرِ ٱلَّذِي رَكَّزَ عَلَى خِدْمَتِهِ رَغْمَ تَغَيُّرِ ظُرُوفِهِ.‏ فَقَدْ حَصَلَ عَلَى تَعْيِينٍ جَدِيدٍ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ (‏اع ٦:‏١-‏٦‏)‏ لٰكِنْ فَجْأَةً تَغَيَّرَ كُلُّ شَيْءٍ هُنَاكَ.‏ فَبَعْدَ ٱسْتِشْهَادِ إِسْتِفَانُوسَ،‏ بَدَأَتْ مَوْجَةٌ مِنَ ٱلِٱضْطِهَادِ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ * فَهَرَبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ.‏ إِلَّا أَنَّ فِيلِبُّسَ لَمْ يَقِفْ مَكْتُوفَ ٱلْيَدَيْنِ.‏ بَلْ ذَهَبَ إِلَى ٱلسَّامِرَةِ وَبَشَّرَ فِيهَا.‏ وَآنَذَاكَ،‏ لَمْ تَكُنِ ٱلْبِشَارَةُ قَدْ وَصَلَتْ إِلَى مُعْظَمِ أَنْحَاءِ هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةِ.‏ —‏ مت ١٠:‏٥؛‏ اع ٨:‏١،‏ ٥‏.‏

١٥ لَقَدْ كَانَ فِيلِبُّسُ مُسْتَعِدًّا أَنْ يَذْهَبَ حَيْثُمَا يُوَجِّهُهُ ٱلرُّوحُ.‏ فَٱسْتَخْدَمَهُ يَهْوَهُ لِيَفْتَتِحَ مُقَاطَعَاتٍ جَدِيدَةً.‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلْيَهُودَ ٱحْتَقَرُوا ٱلسَّامِرِيِّينَ،‏ فَهُوَ بَشَّرَهُمْ بِلَا تَمْيِيزٍ.‏ وَلَا بُدَّ أَنَّهُمْ فَرِحُوا بِمَجِيئِهِ.‏ حَتَّى إِنَّ ‹ٱلْجُمُوعَ كَانُوا مُنْتَبِهِينَ لِمَا يَقُولُ›.‏ —‏ اع ٨:‏٦-‏٨‏.‏

١٦ ثُمَّ ٱقْتَادَ رُوحُ يَهْوَهَ فِيلِبُّسَ إِلَى أَشْدُودَ وَقَيْصَرِيَّةَ،‏ مَدِينَتَيْنِ تَضُمَّانِ عَدَدًا كَبِيرًا مِنْ غَيْرِ ٱلْيَهُودِ.‏ (‏اع ٨:‏٣٩،‏ ٤٠‏)‏ وَبَعْدَ حَوَالَيْ ٢٠ سَنَةً مِنْ بِدَايَةِ خِدْمَتِهِ فِي ٱلسَّامِرَةِ،‏ تَغَيَّرَتْ ظُرُوفُهُ مِنْ جَدِيدٍ.‏ فَأَصْبَحَ رَبَّ عَائِلَةٍ وَٱسْتَقَرَّ حَيْثُ كَانَ يَخْدُمُ.‏ فَرَغْمَ تَغَيُّرِ ظُرُوفِهِ،‏ رَكَّزَ فِيلِبُّسُ دَائِمًا عَلَى خِدْمَتِهِ.‏ فَبَارَكَهُ يَهْوَهُ هُوَ وَعَائِلَتَهُ.‏ —‏ اع ٢١:‏٨،‏ ٩‏.‏

١٧،‏ ١٨ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلتَّرْكِيزُ عَلَى ٱلْخِدْمَةِ عِنْدَمَا تَتَغَيَّرُ ظُرُوفُنَا؟‏

١٧ يُؤَكِّدُ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْخُدَّامِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ أَنَّ ٱلتَّرْكِيزَ عَلَى ٱلْخِدْمَةِ يُسَاعِدُهُمْ أَنْ يَبْقَوْا مُتَّزِنِينَ،‏ وَلَوْ تَغَيَّرَتْ ظُرُوفُهُمْ.‏ وَهٰذَا مَا حَصَلَ مَعَ ٱلزَّوْجَيْنِ أَزْبُورْن وَبُولِيت مِنْ جَنُوبِ إِفْرِيقْيَا.‏ فَعِنْدَمَا تَرَكَا بَيْتَ إِيلَ،‏ ظَنَّا أَنَّهُمَا سَيَجِدَانِ بِسُرْعَةٍ بَيْتًا وَعَمَلًا مُنَاسِبًا.‏ يُخْبِرُ أَزْبُورْن:‏ «لَمْ نَجِدْ عَمَلًا بِٱلسُّرْعَةِ ٱلَّتِي تَوَقَّعْنَاهَا».‏ وَتَقُولُ بُولِيت:‏ «بَقِينَا ٣ أَشْهُرٍ بِلَا عَمَلٍ.‏ وَلَمْ نَكُنْ قَدْ وَضَعْنَا مَالًا جَانِبًا.‏ كَانَتْ فَتْرَةً صَعْبَةً».‏

١٨ فَمَاذَا سَاعَدَهُمَا أَنْ يَتَأَقْلَمَا مَعَ ٱلْوَضْعِ؟‏ يَقُولُ أَزْبُورْن:‏ «اَلْخِدْمَةُ مَعَ ٱلْجَمَاعَةِ سَاعَدَتْنَا أَنْ نَبْقَى إِيجَابِيَّيْنِ وَنُرَكِّزَ عَلَى ٱلتَّبْشِيرِ.‏ فَقَدْ قَرَّرْنَا أَنْ نَنْشَغِلَ كَامِلًا بِٱلْخِدْمَةِ بَدَلَ أَنْ نَجْلِسَ فِي ٱلْبَيْتِ وَنَقْلَقَ.‏ وَهٰذَا فَرَّحَنَا كَثِيرًا.‏ وَفَتَّشْنَا أَيْضًا عَنْ عَمَلٍ أَيْنَمَا كَانَ.‏ وَفِي ٱلنِّهَايَةِ وَجَدْنَا عَمَلًا».‏

اِنْتَظِرْ يَهْوَهَ بِصَبْرٍ

١٩-‏٢١ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى سَلَامِنَا ٱلدَّاخِلِيِّ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ إِذَا تَأَقْلَمْنَا مَعَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ؟‏

١٩ كَمَا رَأَيْنَا،‏ إِذَا ٱسْتَفَدْنَا مِنْ ظُرُوفِنَا وَٱنْتَظَرْنَا يَهْوَهَ،‏ نُحَافِظُ عَلَى سَلَامِنَا ٱلدَّاخِلِيِّ.‏ ‏(‏اقرأ ميخا ٧:‏٧‏.‏)‏ وَمَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ نُدْرِكُ أَنَّ ٱلتَّأَقْلُمَ مَعَ ٱلتَّغْيِيرِ أَفَادَنَا رُوحِيًّا.‏ تَقُولُ بُولِيت:‏ «إِعَادَةُ تَعْيِينِي عَلَّمَتْنِي مَاذَا يَعْنِي فِعْلًا أَنْ أَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ،‏ حَتَّى لَوْ أُغْلِقَتْ كُلُّ ٱلْأَبْوَابِ فِي وَجْهِي.‏ وَهٰذَا قَوَّى عَلَاقَتِي بِهِ».‏

٢٠ وَمَارِي،‏ ٱلْمَذْكُورَةُ سَابِقًا،‏ لَا تَزَالُ تَعْتَنِي بِأَبِيهَا وَتَخْدُمُ فَاتِحَةً.‏ تَذْكُرُ:‏ «تَعَلَّمْتُ أَنِّي حِينَ أَقْلَقُ،‏ عَلَيَّ أَنْ أَتَوَقَّفَ قَلِيلًا وَأُصَلِّيَ،‏ ثُمَّ أَتْرُكَ ٱلْمَسْأَلَةَ بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ.‏ فَٱلثِّقَةُ بِيَهْوَهَ هِيَ أَهَمُّ دَرْسٍ تَعَلَّمْتُهُ.‏ وَهٰذَا سَيُفِيدُنِي فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ».‏

٢١ يُخْبِرُ لُويْد وَأَلِكْسَنْدْرَا،‏ ٱلْمَذْكُورَانِ فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ أَنَّ تَغْيِيرَ تَعْيِينِهِمَا ٱمْتَحَنَ إِيمَانَهُمَا بِطُرُقٍ لَمْ يَتَوَقَّعَاهَا.‏ يَقُولَانِ:‏ «تَكْشِفُ ٱمْتِحَانَاتُ ٱلْإِيمَانِ هَلْ إِيمَانُنَا صَادِقٌ وَقَوِيٌّ.‏ فَهٰذَا ٱلنَّوْعُ مِنَ ٱلْإِيمَانِ هُوَ مَا ٱحْتَجْنَا إِلَيْهِ كَيْ يَدْعَمَنَا.‏ وَمَا حَصَلَ مَعَنَا سَاعَدَنَا لِنُنَمِّيَ صِفَاتٍ جَمِيلَةً».‏

اَلتَّغْيِيرَاتُ غَيْرُ ٱلْمُتَوَقَّعَةِ تُؤَدِّي إِلَى بَرَكَاتٍ غَيْرِ مُتَوَقَّعَةٍ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٩-‏٢١.‏)‏

٢٢ مِمَّ نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ إِذَا فَعَلْنَا مَا نَقْدِرُ عَلَيْهِ؟‏

٢٢ قَدْ تَتَغَيَّرُ ظُرُوفُكَ بِسَبَبِ تَعْيِينٍ جَدِيدٍ أَوْ مَشَاكِلَ صِحِّيَّةٍ أَوْ مَسْؤُولِيَّاتٍ عَائِلِيَّةٍ.‏ لٰكِنْ تَأَكَّدْ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَهْتَمُّ بِكَ وَيُسَاعِدُكَ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ.‏ (‏عب ٤:‏١٦؛‏ ١ بط ٥:‏٦،‏ ٧‏)‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ،‏ ٱفْعَلْ مَا تَقْدِرُ عَلَيْهِ وَٱسْتَفِدْ مِنْ وَضْعِكَ.‏ صَلِّ إِلَى يَهْوَهَ وَضَعْ نَفْسَكَ بَيْنَ يَدَيْهِ.‏ وَهٰكَذَا تُحَافِظُ عَلَى سَلَامِكَ ٱلدَّاخِلِيِّ وَلَوْ تَغَيَّرَتْ ظُرُوفُكَ.‏

^ ‎الفقرة 4‏ بَعْدَ وَقْتٍ مِنْ خُرُوجِ يُوسُفَ مِنَ ٱلسِّجْنِ،‏ أَنْجَبَ ٱبْنًا وَسَمَّاهُ مَنَسَّى قَائِلًا:‏ «اَللهُ قَدْ أَنْسَانِي كُلَّ شَقَائِي».‏ (‏تك ٤١:‏٥١‏)‏ فَقَدِ ٱعْتَبَرَ أَنَّ يَهْوَهَ أَعْطَاهُ هٰذَا ٱلِٱبْنَ كَيْ يُنْسِيَهُ ذِكْرَيَاتِهِ ٱلْأَلِيمَةَ.‏

^ ‎الفقرة 14‏ اُنْظُرِ ٱلْمَقَالَةَ «‏هَلْ تَعْلَمُ؟‏‏» فِي هٰذَا ٱلْعَدَدِ.‏