الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

اتكل على يهوه فتحيا الى الابد

اتكل على يهوه فتحيا الى الابد

‏«اِتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِكَ،‏ وَعَلَى فَهْمِكَ لَا تَعْتَمِدْ».‏ —‏ ام ٣:‏٥‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٥٢‏،‏ ٤٩

١ لِمَاذَا نَحْتَاجُ جَمِيعُنَا إِلَى ٱلتَّعْزِيَةِ؟‏

 مَنْ مِنَّا لَا يَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّعْزِيَةِ؟‏ فَرُبَّمَا أَصْبَحَتِ ٱلْهُمُومُ وَٱلْمَصَائِبُ وَخَيْبَاتُ ٱلْأَمَلِ جُزْءًا مِنْ حَيَاتِنَا.‏ أَوْ رُبَّمَا نُعَانِي كَثِيرًا بِسَبَبِ ٱلتَّقَدُّمِ فِي ٱلْعُمْرِ أَوِ ٱلْمَرَضِ أَوْ مَوْتِ شَخْصٍ نُحِبُّهُ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْعُنْفَ حَوْلَنَا يَكْثُرُ،‏ وَٱلْبَعْضَ مِنَّا تُسَاءُ مُعَامَلَتُهُمْ.‏ طَبْعًا،‏ نَحْنُ مُقْتَنِعُونَ أَنَّ هٰذِهِ ‹ٱلْأَزْمِنَةَ ٱلْحَرِجَةَ› هِيَ دَلِيلٌ أَنَّنَا «فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ».‏ (‏٢ تي ٣:‏١‏)‏ وَنَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ يَوْمٍ يَمْضِي يُقَرِّبُنَا خُطْوَةً إِلَى ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ قَدْ نَشْعُرُ أَنَّ وَقْتًا طَوِيلًا مَرَّ وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ إِتْمَامَ وُعُودِ يَهْوَهَ،‏ وَمَشَاكِلُنَا تَزْدَادُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.‏ فَأَيْنَ نَجِدُ ٱلتَّعْزِيَةَ؟‏

٢،‏ ٣ (‏أ)‏ مَاذَا نَعْرِفُ عَنْ حَبَقُّوقَ؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا سَنُنَاقِشُ سِفْرَ حَبَقُّوقَ؟‏

٢ كَيْ نَعْرِفَ ٱلْجَوَابَ،‏ سَنَتَأَمَّلُ فِي سِفْرِ حَبَقُّوقَ.‏ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَعْرِفُ ٱلْكَثِيرَ عَنْ حَيَاةِ هٰذَا ٱلنَّبِيِّ وَخِدْمَتِهِ،‏ لٰكِنَّ سِفْرَهُ مُشَجِّعٌ جِدًّا.‏ فَٱسْمُ حَبَقُّوقَ يَعْنِي عَلَى ٱلْأَرْجَحِ «مُعَانَقَةً حَارَّةً».‏ وَقَدْ يَدُلُّ هٰذَا ٱلْمَعْنَى عَلَى مُعَانَقَةِ يَهْوَهَ ٱلدَّافِئَةِ ٱلَّتِي تُعَزِّينَا.‏ وَيُمْكِنُ أَنْ يَدُلَّ أَيْضًا كَيْفَ نَتَمَسَّكُ نَحْنُ بِهِ،‏ مِثْلَ طِفْلٍ يَتَمَسَّكُ بِأَبِيهِ.‏ وَقَدْ طَرَحَ حَبَقُّوقُ عَلَى يَهْوَهَ أَسْئِلَةً حَسَّاسَةً لِأَنَّهُ كَانَ مَهْمُومًا.‏ وَيَهْوَهُ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنْ يَكْتُبَ ٱلْحِوَارَ بَيْنَهُمَا لِفَائِدَتِنَا.‏ —‏ حب ٢:‏٢‏.‏

٣ وَهٰذَا ٱلْحِوَارُ هُوَ كُلُّ مَا تَكْشِفُهُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ عَنْ حَبَقُّوقَ.‏ لٰكِنَّ سِفْرَهُ هُوَ جُزْءٌ مِنْ «كُلِّ مَا كُتِبَ مِنْ قَبْلُ .‏ .‏ .‏ حَتَّى بِٱحْتِمَالِنَا وَبِٱلتَّعْزِيَةِ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يَكُونُ لَنَا رَجَاءٌ».‏ (‏رو ١٥:‏٤‏)‏ فَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ شَخْصِيًّا مِنْ هٰذَا ٱلسِّفْرِ؟‏ إِنَّهُ يُعَلِّمُنَا كَيْفَ نَتَّكِلُ عَلَى يَهْوَهَ.‏ كَمَا أَنَّ نُبُوَّةَ حَبَقُّوقَ تُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّنَا نَقْدِرُ أَنْ نَشْعُرَ بِسَلَامٍ دَاخِلِيٍّ وَنُحَافِظَ عَلَيْهِ رَغْمَ ٱلْمَشَاكِلِ.‏

صَلِّ إِلَى يَهْوَهَ

٤ لِمَاذَا كَانَ حَبَقُّوقُ حَزِينًا جِدًّا؟‏

٤ اقرأ حبقوق ١:‏٢،‏ ٣‏.‏ عَاشَ حَبَقُّوقُ فِي فَتْرَةٍ صَعْبَةٍ جِدًّا.‏ فَٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ حَوْلَهُ كَانُوا أَشْرَارًا وَعُنَفَاءَ.‏ وَهٰذَا أَحْزَنَهُ كَثِيرًا.‏ فَأَيْنَمَا تَطَلَّعَ،‏ كَانَ يَرَاهُمْ يُعَامِلُونَ وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ بِقَسْوَةٍ وَظُلْمٍ.‏ لِذَا تَسَاءَلَ:‏ ‹مَتَى سَيَنْتَهِي هٰذَا ٱلشَّرُّ؟‏ وَلِمَاذَا يَنْتَظِرُ يَهْوَهُ كُلَّ هٰذَا ٱلْوَقْتِ؟‏›.‏ لَقَدْ أَحَسَّ حَبَقُّوقُ أَنَّهُ ضَعِيفٌ.‏ فَصَلَّى إِلَى يَهْوَهَ وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يَتَدَخَّلَ.‏ فَرُبَّمَا ظَنَّ أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَعُدْ مُهْتَمًّا بِشَعْبِهِ وَأَنَّهُ لَنْ يُصْلِحَ ٱلْوَضْعَ.‏ فَهَلْ شَعَرْتَ مَرَّةً مِثْلَ حَبَقُّوقَ؟‏

٥ أَيُّ دَرْسٍ مُهِمٍّ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ سِفْرِ حَبَقُّوقَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٥ هَلْ تَدُلُّ أَسْئِلَةُ حَبَقُّوقَ أَنَّهُ فَقَدَ ثِقَتَهُ بِيَهْوَهَ وَوُعُودِهِ؟‏ أَبَدًا.‏ فَبِمَا أَنَّهُ شَكَا هَمَّهُ لِإِلٰهِهِ لَا لِلْبَشَرِ،‏ فَهٰذَا يُظْهِرُ أَنَّهُ يَثِقُ بِهِ.‏ لٰكِنْ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ حَبَقُّوقَ كَانَ مُتَضَايِقًا لِأَنَّهُ لَمْ يَفْهَمْ أَنَّ يَهْوَهَ حَدَّدَ وَقْتًا لِيَتَدَخَّلَ.‏ أَوْ رُبَّمَا لَمْ يَفْهَمْ لِمَاذَا يَتْرُكُهُ يَتَعَذَّبُ إِلَى هٰذَا ٱلْحَدِّ.‏ إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنْ يَكْتُبَ عَنْ مَخَاوِفِهِ.‏ وَفِي هٰذَا دَرْسٌ مُهِمٌّ لَنَا:‏ لَا يَجِبُ أَنْ نَتَرَدَّدَ فِي إِخْبَارِ يَهْوَهَ عَنْ مَخَاوِفِنَا وَشُكُوكِنَا.‏ فَهُوَ يَدْعُونَا بِلُطْفٍ أَنْ نَسْكُبَ قُلُوبَنَا أَمَامَهُ بِٱلصَّلَاةِ.‏ (‏مز ٥٠:‏١٥؛‏ ٦٢:‏٨‏)‏ كَمَا تُشَجِّعُنَا ٱلْأَمْثَال ٣:‏٥ أَنْ ‹نَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِنَا› وَ ‹أَلَّا نَعْتَمِدَ عَلَى فَهْمِنَا›.‏ وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ عَرَفَ حَبَقُّوقُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ وَطَبَّقَهَا فِي حَيَاتِهِ.‏

٦ لِمَاذَا ٱلصَّلَاةُ مُهِمَّةٌ؟‏

٦ لَقَدْ أَخَذَ حَبَقُّوقُ ٱلْمُبَادَرَةَ وَٱقْتَرَبَ إِلَى أَبِيهِ وَصَدِيقِهِ يَهْوَهَ.‏ فَبَدَلَ أَنْ يَسْتَسْلِمَ لِلْقَلَقِ وَيَعْتَمِدَ عَلَى فَهْمِهِ،‏ صَلَّى إِلَى يَهْوَهَ وَأَخْبَرَهُ عَنْ مَشَاعِرِهِ.‏ وَهٰكَذَا رَسَمَ لَنَا مِثَالًا جَيِّدًا.‏ كَمَا أَنَّ يَهْوَهَ سَامِعَ ٱلصَّلَاةِ يَدْعُونَا أَنْ نُظْهِرَ ٱتِّكَالَنَا عَلَيْهِ مِنْ خِلَالِ إِخْبَارِهِ مَا يَشْغَلُ بَالَنَا.‏ (‏مز ٦٥:‏٢‏)‏ وَعِنْدَمَا نَفْعَلُ ذٰلِكَ،‏ سَنَرَى كَيْفَ يَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِنَا.‏ فَسَنَشْعُرُ بِمُعَانَقَتِهِ ٱلْحَارَّةِ حِينَ يُعَزِّينَا وَيُوَجِّهُنَا.‏ (‏مز ٧٣:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ كَمَا أَنَّهُ سَيُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْهَمَ نَظْرَتَهُ إِلَى مُشْكِلَتِنَا.‏ فِعْلًا،‏ صَلَوَاتُنَا إِلَى يَهْوَهَ هِيَ مِنْ أَهَمِّ ٱلطَّرَائِقِ لِنُظْهِرَ ٱتِّكَالَنَا عَلَيْهِ.‏

أَصْغِ إِلَى يَهْوَهَ

٧ مَاذَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِ يَهْوَهَ بَعْدَمَا صَلَّى إِلَيْهِ حَبَقُّوقُ؟‏

٧ اقرأ حبقوق ١:‏٥-‏٧‏.‏ بَعْدَمَا عَبَّرَ حَبَقُّوقُ عَنْ مَشَاعِرِهِ لِيَهْوَهَ،‏ رُبَّمَا تَسَاءَلَ كَيْفَ سَتَكُونُ رَدَّةُ فِعْلِهِ.‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ،‏ بِصِفَتِهِ أَبًا مُتَعَاطِفًا،‏ تَفَهَّمَ حَبَقُّوقَ وَلَمْ يُوَبِّخْهُ.‏ فَقَدْ عَرَفَ أَنَّ صَلَاتَهُ كَانَتْ صَرْخَةَ أَلَمٍ وَحُزْنٍ.‏ لِذَا أَخْبَرَهُ مَاذَا سَيَحْصُلُ بِٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ.‏ وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ كَانَ حَبَقُّوقُ أَوَّلَ شَخْصٍ يَكْشِفُ لَهُ يَهْوَهُ أَنَّ عِقَابَهُمْ قَرِيبٌ جِدًّا.‏

٨ لِمَ حَيَّرَ جَوَابُ يَهْوَهَ حَبَقُّوقَ؟‏

٨ لَقَدْ أَوْضَحَ يَهْوَهُ لِحَبَقُّوقَ أَنَّهُ عَلَى وَشْكِ أَنْ يَتَدَخَّلَ.‏ فَعِنْدَمَا ٱسْتَعْمَلَ عِبَارَةَ «فِي أَيَّامِكُمْ»،‏ أَظْهَرَ أَنَّ دَيْنُونَتَهُ سَتَأْتِي فِي أَيَّامِ حَبَقُّوقَ أَوْ مُعَاصِرِيهِ.‏ وَلٰكِنْ مَا كَشَفَهُ يَهْوَهُ فِي جَوَابِهِ حَيَّرَ حَبَقُّوقَ.‏ فَٱلْكَلْدَانِيُّونَ (‏ٱلْبَابِلِيُّونَ)‏ كَانُوا قُسَاةً وَمُجْرِمِينَ.‏ وَهُمْ أَعْنَفُ مِنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ عَرَفُوا عَلَى ٱلْأَقَلِّ مَقَايِيسَ يَهْوَهَ.‏ فَلِمَاذَا يَسْتَخْدِمُ يَهْوَهُ أُمَّةً وَثَنِيَّةً لَا تَرْحَمُ كَيْ يُعَاقِبَ شَعْبَهُ؟‏ أَلَنْ يَزْدَادَ ٱلْوَضْعُ سُوءًا فِي كُلِّ يَهُوذَا؟‏ لَوْ كُنْتَ مَكَانَ حَبَقُّوقَ،‏ فَكَيْفَ كُنْتَ سَتَشْعُرُ؟‏

٩ أَيُّ أَسْئِلَةٍ خَطَرَتْ عَلَى بَالِ حَبَقُّوقَ؟‏

٩ اقرأ حبقوق ١:‏١٢-‏١٤،‏ ١٧‏.‏ صَحِيحٌ أَنَّ حَبَقُّوقَ عَرَفَ مَاذَا سَيَفْعَلُ يَهْوَهُ،‏ لٰكِنَّهُ بَقِيَ مُحْتَارًا.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ قَالَ لَهُ بِتَوَاضُعٍ إِنَّهُ لَا يَزَالُ يَعْتَبِرُهُ ‹صَخْرًا› يَتَّكِلُ عَلَيْهِ.‏ (‏تث ٣٢:‏٤؛‏ اش ٢٦:‏٤‏)‏ كَمَا كَانَ مُقْتَنِعًا أَنَّ يَهْوَهَ مُحِبٌّ وَلَطِيفٌ.‏ لِ‍ذٰلِكَ لَمْ يَخَفْ أَنْ يَسْأَلَ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْأَسْئِلَةِ:‏ ‹لِمَاذَا يَسْمَحُ يَهْوَهُ أَنْ تَتَرَاجَعَ ٱلْأَحْوَالُ أَكْثَرَ فِي يَهُوذَا وَأَنْ يَتَعَذَّبَ شَعْبُهُ؟‏ لِمَاذَا لَا يَتَدَخَّلُ فَوْرًا؟‏ أَلَيْسَ هُوَ ٱلْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ؟‏ لِمَاذَا ‹يَسْكُتُ› أَمَامَ كُلِّ هٰذَا ٱلْعُنْفِ وَهُوَ «قُدُّوسٌ» وَ ‹عَيْنَاهُ أَنْقَى مِنْ أَنْ تَنْظُرَا إِلَى ٱلشَّرِّ›؟‏

١٠ لِمَاذَا نَشْعُرُ أَحْيَانًا مِثْلَ حَبَقُّوقَ؟‏

١٠ أَحْيَانًا نَشْعُرُ مِثْلَ حَبَقُّوقَ.‏ فَنَحْنُ نُصْغِي إِلَى يَهْوَهَ.‏ وَنَفْعَلُ ذٰلِكَ حِينَ نَثِقُ بِهِ وَنَقْرَأُ كَلِمَتَهُ وَنَدْرُسُهَا.‏ وَهٰذَا يُعْطِينَا رَجَاءً.‏ كَمَا أَنَّنَا نَتَعَلَّمُ عَنْ وُعُودِهِ بِوَاسِطَةِ هَيْئَتِهِ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ قَدْ نَتَسَاءَلُ:‏ ‹مَتَى نَرْتَاحُ مِنْ مَشَاكِلِنَا؟‏›.‏ فَلْنَرَ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِمَّا فَعَلَهُ حَبَقُّوقُ لَاحِقًا.‏

اِنْتَظِرْ يَهْوَهَ

١١ عَلَامَ صَمَّمَ حَبَقُّوقُ بَعْدَ حَدِيثِهِ مَعَ يَهْوَهَ؟‏

١١ اقرأ حبقوق ٢:‏١‏.‏ هَدَأَ قَلْبُ حَبَقُّوقَ بَعْدَ حَدِيثِهِ مَعَ يَهْوَهَ.‏ فَصَمَّمَ أَنْ يَسْتَمِرَّ فِي ٱنْتِظَارِهِ.‏ وَقَرَارُهُ هٰذَا لَمْ يَكُنْ مُتَسَرِّعًا.‏ فَقَدْ كَرَّرَهُ لَاحِقًا حِينَ قَالَ:‏ «أَنْتَظِرُ بِهُدُوءٍ يَوْمَ ٱلشِّدَّةِ».‏ (‏حب ٣:‏١٦‏)‏ وَهُنَاكَ أَيْضًا خُدَّامٌ أُمَنَاءُ آخَرُونَ أَظْهَرُوا نَفْسَ ٱلثِّقَةِ وَٱلصَّبْرِ.‏ وَمِثَالُهُمْ يُشَجِّعُنَا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي ٱنْتِظَارِ يَهْوَهَ.‏ —‏ مي ٧:‏٧؛‏ يع ٥:‏٧،‏ ٨‏.‏

١٢ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ قَرَارِ حَبَقُّوقَ؟‏

١٢ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ قَرَارِ حَبَقُّوقَ؟‏ أَوَّلًا،‏ لَا يَجِبُ أَنْ نَتَوَقَّفَ أَبَدًا عَنِ ٱلصَّلَاةِ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ مُشْكِلَتِنَا.‏ ثَانِيًا،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُصْغِيَ إِلَى مَا يَقُولُهُ يَهْوَهُ لَنَا بِوَاسِطَةِ كَلِمَتِهِ وَهَيْئَتِهِ.‏ وَثَالِثًا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَنْتَظِرَ يَهْوَهَ بِصَبْرٍ وَنَثِقَ كَامِلًا أَنَّهُ سَيُرِيحُنَا فِي وَقْتِهِ ٱلْمُعَيَّنِ.‏ وَعِنْدَمَا نَتَمَثَّلُ بِحَبَقُّوقَ،‏ نَشْعُرُ بِسَلَامٍ دَاخِلِيٍّ.‏ وَهٰذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَحْتَمِلَ.‏ وَبِفَضْلِ رَجَائِنَا أَيْضًا،‏ نَصْبِرُ وَنَفْرَحُ مَهْمَا حَصَلَ.‏ فَرَجَاؤُنَا يُعْطِينَا ٱلثِّقَةَ أَنَّ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ سَيَتَدَخَّلُ.‏ —‏ رو ١٢:‏١٢‏.‏

١٣ كَيْفَ عَزَّى يَهْوَهُ حَبَقُّوقَ؟‏

١٣ اقرأ حبقوق ٢:‏٣‏.‏ لَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ فَرِحَ عِنْدَمَا قَرَّرَ حَبَقُّوقُ أَنْ يَنْتَظِرَهُ.‏ فَٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ كَانَ يَعْرِفُ تَمَامًا ظُرُوفَ خَادِمِهِ ٱلصَّعْبَةَ.‏ لِذَا عَزَّاهُ وَأَكَّدَ لَهُ بِمَحَبَّةٍ وَلُطْفٍ أَنَّهُ سَيُجِيبُ عَنْ أَسْئِلَتِهِ ٱلصَّادِقَةِ وَيُطَمْئِنُ بَالَهُ قَرِيبًا.‏ وَكَأَنَّهُ قَالَ لَهُ:‏ «اِصْبِرْ يَا حَبَقُّوقُ وَٱتَّكِلْ عَلَيَّ.‏ سَأَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِكَ وَلَوْ بَدَا أَنِّي تَأَخَّرْتُ».‏ فَقَدْ ذَكَّرَهُ يَهْوَهُ أَنَّهُ عَيَّنَ وَقْتًا لِيُتَمِّمَ وُعُودَهُ وَشَجَّعَهُ أَنْ يَنْتَظِرَ ذٰلِكَ.‏ فَفِي ٱلنِّهَايَةِ،‏ يَهْوَهُ لَنْ يُخَيِّبَ أَمَلَ نَبِيِّهِ.‏

لِمَاذَا نَحْنُ مُصَمِّمُونَ أَنْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ بِٱجْتِهَادٍ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٤)‏

١٤ عَلَامَ يَجِبُ أَنْ نُصَمِّمَ فِي ٱلْأَوْقَاتِ ٱلصَّعْبَةِ؟‏

١٤ نَحْنُ أَيْضًا،‏ عِنْدَمَا نَنْتَظِرُ يَهْوَهَ بِصَبْرٍ وَنُصْغِي جَيِّدًا إِلَى مَا يَقُولُهُ،‏ نَثِقُ بِهِ وَنَشْعُرُ بِٱلْهُدُوءِ وَٱلسَّلَامِ مَهْمَا وَاجَهْنَا مِنْ صُعُوبَاتٍ.‏ وَقَدْ شَجَّعَنَا يَسُوعُ أَلَّا نُرَكِّزَ عَلَى «ٱلْأَزْمِنَةِ وَٱلْأَوْقَاتِ» ٱلَّتِي لَمْ يَكْشِفْهَا ٱللّٰهُ بَعْدُ.‏ (‏اع ١:‏٧‏)‏ فَيَجِبُ أَنْ نَثِقَ أَنَّهُ يَعْرِفُ ٱلْوَقْتَ ٱلْمُنَاسِبَ لِيَتَدَخَّلَ.‏ لِذَا بَدَلَ أَنْ نَسْتَسْلِمَ،‏ لِنَنْتَظِرْ يَهْوَهَ بِتَوَاضُعٍ وَإِيمَانٍ وَصَبْرٍ.‏ وَلْنَسْتَعْمِلْ وَقْتَنَا بِحِكْمَةٍ وَنَخْدُمْهُ بِٱجْتِهَادٍ.‏ —‏ مر ١٣:‏٣٥-‏٣٧؛‏ غل ٦:‏٩‏.‏

اِتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ فَتَنَالَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ

١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ أَيُّ وَعْدَيْنِ نَجِدُهُمَا فِي سِفْرِ حَبَقُّوقَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هٰذَيْنِ ٱلْوَعْدَيْنِ؟‏

١٥ وَعَدَ يَهْوَهُ أَنَّ ٱلْبَارَّ ٱلَّذِي يَتَّكِلُ عَلَيْهِ ‹يَحْيَا بِأَمَانَتِهِ [أَوْ بِإِيمَانِهِ]‏ a‏›،‏ وَوَعَدَ أَيْضًا أَنَّ «ٱلْأَرْضَ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ مَجْدِ يَهْوَهَ».‏ (‏حب ٢:‏٤،‏ ١٤‏)‏ فَٱللّٰهُ سَيُعْطِي حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِلَّذِينَ يَتَّكِلُونَ عَلَيْهِ بِصَبْرٍ.‏

١٦ وَٱلْوَعْدُ فِي حَبَقُّوق ٢:‏٤ مُهِمٌّ جِدًّا لِدَرَجَةِ أَنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ ٱقْتَبَسَهُ ٣ مَرَّاتٍ فِي رَسَائِلِهِ.‏ (‏رو ١:‏١٧؛‏ غل ٣:‏١١؛‏ عب ١٠:‏٣٨‏)‏ فَإِذَا حَافَظَ ٱلْبَارُّ عَلَى إِيمَانِهِ رَغْمَ ٱلصُّعُوبَاتِ وَٱتَّكَلَ عَلَى يَهْوَهَ،‏ فَسَيَرَى إِتْمَامَ وُعُودِهِ.‏ فَيَهْوَهُ يُرِيدُ أَنْ نَرَى أَبْعَدَ مِنَ ٱلْحَاضِرِ وَنُرَكِّزَ عَلَى رَجَائِنَا.‏

١٧ مَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا سِفْرُ حَبَقُّوقَ؟‏

١٧ إِنَّ سِفْرَ حَبَقُّوقَ يَتَضَمَّنُ دَرْسًا مُهِمًّا لَنَا جَمِيعًا فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.‏ فَيَهْوَهُ يَعِدُ أَنْ يُعْطِيَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ لِكُلِّ شَخْصٍ بَارٍّ يُؤْمِنُ بِهِ وَيَتَّكِلُ عَلَيْهِ.‏ لِذَا،‏ مَهْمَا وَاجَهْنَا مِنْ ضِيقَاتٍ،‏ فَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي تَقْوِيَةِ إِيمَانِنَا وَثِقَتِنَا بِهِ.‏ وَمَا قَالَهُ لِحَبَقُّوقَ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ سَيَدْعَمُنَا وَيُخَلِّصُنَا.‏ فَهُوَ يَدْعُونَا أَنْ نَنْتَظِرَ بِصَبْرٍ ٱلْوَقْتَ ٱلَّذِي حَدَّدَهُ لِيَحْكُمَ ٱلْمَلَكُوتُ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَآ‌نَذَاكَ،‏ سَتَمْتَلِئُ ٱلْأَرْضُ بِأَشْخَاصٍ وُدَعَاءَ وَفَرِحِينَ يَعْبُدُونَ يَهْوَهَ.‏ —‏ مت ٥:‏٥؛‏ عب ١٠:‏٣٦-‏٣٩‏.‏

اِتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ ‹وَٱفْرَحْ بِإِلٰهِ خَلَاصِكَ›‏

١٨ كَيْفَ أَثَّرَتْ كَلِمَاتُ يَهْوَهَ فِي حَبَقُّوقَ؟‏

١٨ اقرأ حبقوق ٣:‏١٦-‏١٩‏.‏ أَثَّرَتْ كَلِمَاتُ يَهْوَهَ كَثِيرًا فِي حَبَقُّوقَ.‏ فَهِيَ دَفَعَتْهُ أَنْ يَتَأَمَّلَ فِي ٱلْأَعْمَالِ ٱلْمُذْهِلَةِ ٱلَّتِي فَعَلَهَا يَهْوَهُ لِأَجْلِ شَعْبِهِ قَدِيمًا.‏ وَهٰكَذَا،‏ تَجَدَّدَتْ ثِقَتُهُ بِإِلٰهِهِ وَأَصْبَحَ مُتَأَكِّدًا أَنَّهُ سَيَتَدَخَّلُ قَرِيبًا.‏ وَهٰذَا عَزَّاهُ مَعَ أَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ مُعَانَاتَهُ لَنْ تَنْتَهِيَ فَوْرًا.‏ فَشُكُوكُهُ تَحَوَّلَتْ إِلَى ثِقَةٍ قَوِيَّةٍ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُخَلِّصُهُ.‏ فَعَبَّرَ بِكَلِمَاتٍ رُبَّمَا هِيَ مِنْ أَجْمَلِ ٱلتَّعَابِيرِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنِ ٱلثِّقَةِ بِيَهْوَهَ.‏ فَبَعْضُ ٱلْعُلَمَاءِ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ ٱلْعَدَدَ ١٨ يَعْنِي حَرْفِيًّا:‏ «سَأَقْفِزُ مِنْ شِدَّةِ فَرَحِي بِٱلرَّبِّ.‏ سَأَرْقُصُ ٱبْتِهَاجًا بِٱللّٰهِ».‏ فَكَمْ تُطَمْئِنُنَا ٱلْأَعْدَادُ ٱلَّتِي قَرَأْنَاهَا!‏ فَيَهْوَهُ لَا يُعْطِينَا فَقَطْ وُعُودًا جَمِيلَةً،‏ بَلْ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ سَيُحَقِّقُهَا فِي وَقْتٍ قَرِيبٍ جِدًّا.‏

١٩ كَيْفَ نَتَعَزَّى مِثْلَ حَبَقُّوقَ؟‏

١٩ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلنُّقْطَةَ ٱلْأَسَاسِيَّةَ ٱلَّتِي نَتَعَلَّمُهَا مِنْ سِفْرِ حَبَقُّوقَ هِيَ أَنْ نَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ وَنَثِقَ بِهِ.‏ (‏حب ٢:‏٤‏)‏ وَكَيْ نُحَافِظَ عَلَى هٰذِهِ ٱلثِّقَةِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُقَوِّيَ عَلَاقَتَنَا بِهِ.‏ لِذَا يَلْزَمُ أَنْ (‏١)‏ نُصَلِّيَ إِلَيْهِ دَائِمًا وَنُخْبِرَهُ عَنْ هُمُومِنَا،‏ (‏٢)‏ نَنْتَبِهَ جَيِّدًا إِلَى كَلِمَتِهِ وَإِرْشَادَاتِ هَيْئَتِهِ،‏ وَ (‏٣)‏ نَنْتَظِرَهُ بِإِيمَانٍ وَصَبْرٍ.‏ وَهٰذَا مَا فَعَلَهُ حَبَقُّوقُ.‏ فَمَعَ أَنَّهُ كَانَ يَائِسًا فِي بِدَايَةِ سِفْرِهِ،‏ فَقَدْ أَنْهَاهُ بِكَلِمَاتٍ كُلُّهَا ثِقَةٌ وَفَرَحٌ.‏ فَلْنَتْبَعْ مِثَالَهُ جَمِيعًا.‏ وَهٰكَذَا سَنَشْعُرُ نَحْنُ أَيْضًا أَنَّ يَهْوَهَ يُعَانِقُنَا بِحَرَارَةٍ كَأَبٍ مُحِبٍّ.‏ وَهَلْ هُنَاكَ تَعْزِيَةٌ أَفْضَلُ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ؟‏!‏

a بِحَسَبِ حَاشِيَةِ تَرْجَمَةِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ،‏ ٱلطَّبْعَةِ ٱلْمُنَقَّحَةِ ٢٠١٣ (‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏.‏