الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٢

تعاطفْ مع الآخرين

تعاطفْ مع الآخرين

‏«كُونُوا .‏ .‏ .‏ مُتَعَاطِفِينَ».‏ —‏ ١ بط ٣:‏٨‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٩٠ تَبَادَلُوا ٱلتَّشْجِيعَ

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١ حَسَبَ ١ بُطْرُس ٣:‏٨‏،‏ لِمَاذَا نَفْرَحُ بِرِفْقَةِ أَشْخَاصٍ يَهُمُّهُمْ خَيْرُنَا وَمَشَاعِرُنَا؟‏

لَا شَكَّ أَنَّنَا نَفْرَحُ كَثِيرًا بِرِفْقَةِ أَشْخَاصٍ يَهُمُّهُمْ خَيْرُنَا وَمَشَاعِرُنَا.‏ فَهُمْ يَضَعُونَ أَنْفُسَهُمْ مَكَانَنَا كَيْ يَفْهَمُوا أَفْكَارَنَا وَمَا نُحِسُّ بِهِ.‏ وَيَعْلَمُونَ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ وَيُسَاعِدُونَنَا حَتَّى قَبْلَ أَنْ نَطْلُبَ.‏ فَكَمْ نُقَدِّرُ رِفْقَةَ أَشْخَاصٍ «مُتَعَاطِفِينَ» كَهٰؤُلَاءِ!‏ * —‏ اقرأ ١ بطرس ٣:‏٨‏.‏

٢ لِمَاذَا لَيْسَ سَهْلًا أَنْ نُظْهِرَ ٱلتَّعَاطُفَ؟‏

٢ كُلُّنَا كَمَسِيحِيِّينَ نُحِبُّ أَنْ نَكُونَ مُتَعَاطِفِينَ.‏ لٰكِنَّ هٰذَا لَيْسَ سَهْلًا.‏ فَنَحْنُ أَشْخَاصٌ نَاقِصُونَ.‏ (‏رو ٣:‏٢٣‏)‏ لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نُحَارِبَ مَيْلَنَا ٱلطَّبِيعِيَّ إِلَى ٱلتَّفْكِيرِ فِي أَنْفُسِنَا أَوَّلًا.‏ وَٱلْبَعْضُ مِنَّا يَسْتَصْعِبُونَ أَنْ يَكُونُوا مُتَعَاطِفِينَ بِسَبَبِ تَرْبِيَتِهِمْ أَوْ ظُرُوفٍ مَرُّوا بِهَا.‏ كَمَا أَنَّنَا نَتَأَثَّرُ بِمَوَاقِفِ ٱلنَّاسِ حَوْلَنَا.‏ فَفِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ،‏ كَثِيرُونَ ‹يُحِبُّونَ أَنْفُسَهُمْ› وَلَا يَهْتَمُّونَ بِغَيْرِهِمْ أَبَدًا.‏ (‏٢ تي ٣:‏١،‏ ٢‏)‏ فَكَيْفَ نَتَخَطَّى هٰذِهِ ٱلتَّحَدِّيَاتِ وَنُظْهِرُ ٱلتَّعَاطُفَ؟‏

٣ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَكُونَ أَشْخَاصًا مُتَعَاطِفِينَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

٣ يُسَاعِدُنَا مِثَالُ يَهْوَهَ وَٱبْنِهِ يَسُوعَ أَنْ نَكُونَ أَشْخَاصًا مُتَعَاطِفِينَ.‏ فَلِأَنَّ يَهْوَهَ هُوَ إِلٰهُ ٱلْمَحَبَّةِ،‏ يَرْسُمُ لَنَا أَفْضَلَ مِثَالٍ فِي ٱلتَّعَاطُفِ.‏ (‏١ يو ٤:‏٨‏)‏ وَيَسُوعُ عَكَسَ كَامِلًا شَخْصِيَّةَ أَبِيهِ.‏ (‏يو ١٤:‏٩‏)‏ فَفِيمَا كَانَ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ أَظْهَرَ كَيْفَ يَكُونُ ٱلْإِنْسَانُ مُتَعَاطِفًا.‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ كَيْفَ يُظْهِرُ يَهْوَهُ وَيَسُوعُ ٱلتَّعَاطُفَ وَكَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِهِمَا.‏

يَهْوَهُ مِثَالٌ فِي ٱلتَّعَاطُفِ

٤ حَسَبَ إِشَعْيَا ٦٣:‏٧-‏٩‏،‏ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ يَهْتَمُّ بِمَشَاعِرِ خُدَّامِهِ؟‏

٤ يُعَلِّمُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ يَهْوَهَ يَهْتَمُّ بِمَشَاعِرِ خُدَّامِهِ.‏ لَاحِظْ مَثَلًا كَيْفَ شَعَرَ عِنْدَمَا مَرَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ قَدِيمًا بِمِحَنٍ صَعْبَةٍ.‏ نَقْرَأُ فِي كَلِمَتِهِ:‏ «فِي كُلِّ شِدَّتِهِمْ تَضَايَقَ».‏ ‏(‏اقرأ اشعيا ٦٣:‏٧-‏٩‏.‏)‏ وَلَاحِقًا،‏ قَالَ يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ ٱلنَّبِيِّ زَكَرِيَّا:‏ «مَنْ يَمَسُّكُمْ يَمَسُّ بُؤْبُؤَ عَيْنِي».‏ (‏زك ٢:‏٨‏)‏ فَمَا أَقْوَى هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي تَصِفُ تَعَاطُفَ يَهْوَهَ!‏ فَهُوَ يَعْتَبِرُ ٱلْإِسَاءَةَ إِلَى شَعْبِهِ مُوَجَّهَةً إِلَيْهِ شَخْصِيًّا.‏

تَعَاطَفَ يَهْوَهُ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ وَخَلَّصَهُمْ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ فِي مِصْرَ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٥.‏)‏

٥ أَعْطِ مِثَالًا يُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَهَ يَتَدَخَّلُ لِيُخَلِّصَ شَعْبَهُ.‏

٥ وَتَعَاطُفُ يَهْوَهَ لَيْسَ مُجَرَّدَ مَشَاعِرَ.‏ فَهُوَ يَدْفَعُهُ أَنْ يَتَدَخَّلَ لِيُخَلِّصَ شَعْبَهُ.‏ مَثَلًا،‏ عِنْدَمَا كَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ عَبِيدًا فِي مِصْرَ،‏ أَحَسَّ يَهْوَهُ بِوَجَعِهِمْ وَتَدَخَّلَ لِيُرِيحَهُمْ مِنْ عَذَابِهِمْ.‏ قَالَ لِمُوسَى:‏ «قَدْ رَأَيْتُ مَشَقَّةَ شَعْبِي .‏ .‏ .‏ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ .‏ .‏ .‏ لِأَنِّي عَالِمٌ بِأَوْجَاعِهِمْ.‏ فَنَزَلْتُ لِأُنْقِذَهُمْ مِنْ أَيْدِي ٱلْمِصْرِيِّينَ».‏ (‏خر ٣:‏٧،‏ ٨‏)‏ فَتَعَاطُفُ يَهْوَهَ دَفَعَهُ إِلَى تَحْرِيرِهِمْ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ.‏ وَبَعْدَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ،‏ تَعَرَّضَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ فِي أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ لِهَجَمَاتٍ مِنْ أَعْدَائِهِمْ.‏ فَمَاذَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِ يَهْوَهَ؟‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّهُ «أَسِفَ مِنْ أَجْلِ أَنِينِهِمْ بِسَبَبِ ظَالِمِيهِمْ».‏ وَمِنْ جَدِيدٍ،‏ دَفَعَ ٱلتَّعَاطُفُ يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَ شَعْبَهُ.‏ فَأَرْسَلَ قُضَاةً لِيُخَلِّصُوهُمْ مِنْ أَعْدَائِهِمْ.‏ —‏ قض ٢:‏١٦،‏ ١٨‏.‏

٦ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ يَهْوَهَ يَهْتَمُّ بِمَشَاعِرِ خُدَّامِهِ وَلَوْ كَانَ تَفْكِيرُهُمْ خَاطِئًا أَحْيَانًا؟‏

٦ وَيَهْوَهُ يَهْتَمُّ بِمَشَاعِرِ خُدَّامِهِ وَلَوْ كَانَ تَفْكِيرُهُمْ خَاطِئًا أَحْيَانًا.‏ لِنَأْخُذْ مَثَلًا مَا حَصَلَ مَعَ يُونَانَ.‏ فَقَدْ أَرْسَلَهُ ٱللهُ إِلَى نِينَوَى كَيْ يُعْلِنَ رِسَالَةَ دَيْنُونَةٍ.‏ لٰكِنْ لَمَّا تَابَ أَهْلُ نِينَوَى،‏ عَفَا يَهْوَهُ عَنْهُمْ.‏ فَلَمْ يُعْجِبْ ذٰلِكَ يُونَانَ،‏ وَ «ٱحْتَدَمَ غَضَبًا» لِأَنَّ نُبُوَّتَهُ لَمْ تَتَحَقَّقْ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ صَبَرَ يَهْوَهُ عَلَيْهِ وَسَاعَدَهُ أَنْ يُغَيِّرَ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِ.‏ (‏يون ٣:‏١٠–‏٤:‏١١‏)‏ وَمَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ فَهِمَ يُونَانُ ٱلنُّقْطَةَ.‏ حَتَّى إِنَّ يَهْوَهَ ٱسْتَخْدَمَهُ كَيْ يَكْتُبَ هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةَ مِنْ أَجْلِنَا.‏ —‏ رو ١٥:‏٤‏.‏ *

٧ مَاذَا تُؤَكِّدُ لَنَا تَعَامُلَاتُ يَهْوَهَ مَعَ خُدَّامِهِ؟‏

٧ إِذًا،‏ تُؤَكِّدُ تَعَامُلَاتُ يَهْوَهَ مَعَ شَعْبِهِ أَنَّهُ إِلٰهٌ مُتَعَاطِفٌ.‏ فَهُوَ يَعْرِفُ وَجَعَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا لِأَنَّهُ ‹يَعْرِفُ قَلْبَ ٱلْبَشَرِ›.‏ (‏٢ اخ ٦:‏٣٠‏)‏ وَيَفْهَمُ أَفْكَارَنَا وَمَشَاعِرَنَا ٱلْعَمِيقَةَ وَيَتَفَهَّمُ حُدُودَنَا.‏ لِذَا ‹لَنْ يَدَعَنَا نُجَرَّبُ فَوْقَ مَا نَسْتَطِيعُ تَحَمُّلَهُ›.‏ (‏١ كو ١٠:‏١٣‏)‏ أَلَا يُطَمْئِنُنَا هٰذَا ٱلْوَعْدُ؟‏

يَسُوعُ مِثَالٌ فِي ٱلتَّعَاطُفِ

٨-‏١٠ أَيُّ أَسْبَابٍ دَفَعَتْ يَسُوعَ أَنْ يَهْتَمَّ بِمَشَاعِرِ ٱلْآخَرِينَ؟‏

٨ عِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ ٱهْتَمَّ كَثِيرًا بِمَشَاعِرِ ٱلْآخَرِينَ.‏ وَهُنَاكَ عَلَى ٱلْأَقَلِّ ثَلَاثَةُ أَسْبَابٍ دَفَعَتْهُ إِلَى ذٰلِكَ.‏ أَوَّلًا،‏ كَمَا ذَكَرْنَا مِنْ قَبْلُ،‏ عَكَسَ يَسُوعُ كَامِلًا شَخْصِيَّةَ أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ.‏ فَمِثْلَ أَبِيهِ،‏ أَحَبَّ يَسُوعُ ٱلنَّاسَ.‏ فَمَعَ أَنَّهُ فَرِحَ بِكُلِّ خَلِيقَةِ يَهْوَهَ،‏ قَالَ:‏ «لَذَّاتِي مَعَ بَنِي ٱلْبَشَرِ».‏ (‏ام ٨:‏٣١‏)‏ وَهٰذِهِ ٱلْمَحَبَّةُ دَفَعَتْهُ أَنْ يَهْتَمَّ بِمَشَاعِرِ ٱلْآخَرِينَ.‏

٩ ثَانِيًا،‏ يَسُوعُ يَقْرَأُ ٱلْقُلُوبَ،‏ مِثْلَ أَبِيهِ يَهْوَهَ.‏ فَهُوَ أَدْرَكَ دَوَافِعَ ٱلْآخَرِينَ وَفَهِمَ مَشَاعِرَهُمْ.‏ (‏مت ٩:‏٤؛‏ يو ١٣:‏١٠،‏ ١١‏)‏ لِذٰلِكَ عِنْدَمَا عَرَفَ أَنَّ ٱلنَّاسَ حَزَانَى،‏ تَعَاطَفَ مَعَهُمْ وَعَزَّاهُمْ.‏ —‏ اش ٦١:‏١،‏ ٢؛‏ لو ٤:‏١٧-‏٢١‏.‏

١٠ ثَالِثًا،‏ ٱخْتَبَرَ يَسُوعُ شَخْصِيًّا بَعْضَ ٱلتَّحَدِّيَاتِ ٱلَّتِي يُوَاجِهُهَا ٱلنَّاسُ.‏ مَثَلًا،‏ تَرَبَّى يَسُوعُ كَمَا يَبْدُو فِي عَائِلَةٍ فَقِيرَةٍ.‏ وَعِنْدَمَا عَمِلَ مَعَ يُوسُفَ،‏ أَبِيهِ بِٱلتَّبَنِّي،‏ قَامَ بِعَمَلٍ مُتْعِبٍ جَسَدِيًّا.‏ (‏مت ١٣:‏٥٥؛‏ مر ٦:‏٣‏)‏ وَٱلظَّاهِرُ أَنَّ يُوسُفَ مَاتَ فِي وَقْتٍ مَا قَبْلَ أَنْ يَبْدَأَ يَسُوعُ خِدْمَتَهُ.‏ لِذَا أَحَسَّ يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بِٱلْوَجَعِ ٱلَّذِي يُسَبِّبُهُ مَوْتُ شَخْصٍ عَزِيزٍ.‏ وَعَرَفَ أَيْضًا كَمْ صَعْبٌ هُوَ ٱلْعَيْشُ فِي عَائِلَةٍ مُنْقَسِمَةٍ دِينِيًّا.‏ (‏يو ٧:‏٥‏)‏ وَهٰذِهِ ٱلظُّرُوفُ وَغَيْرُهَا سَاعَدَتْهُ أَنْ يَفْهَمَ ٱلتَّحَدِّيَاتِ ٱلَّتِي يُوَاجِهُهَا ٱلنَّاسُ وَيَتَعَاطَفَ مَعَهُمْ.‏

تَعَاطَفَ يَسُوعُ مَعَ رَجَلٍ أَصَمَّ وَشَفَاهُ بَعِيدًا عَنِ ٱلْجَمْعِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١١.‏)‏

١١ مَتَى ظَهَرَ خُصُوصًا تَعَاطُفُ يَسُوعَ؟‏ أَوْضِحْ.‏ (‏اُنْظُرْ صُورَةَ ٱلْغِلَافِ.‏)‏

١١ وَتَعَاطُفُ يَسُوعَ ظَهَرَ خُصُوصًا عِنْدَمَا صَنَعَ ٱلْعَجَائِبَ.‏ فَهُوَ لَمْ يَصْنَعْهَا بِدَافِعِ ٱلْوَاجِبِ،‏ بَلْ «أَشْفَقَ عَلَى» ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْمُتَأَلِّمِينَ.‏ (‏مت ٢٠:‏٢٩-‏٣٤؛‏ مر ١:‏٤٠-‏٤٢‏)‏ تَخَيَّلْ مَثَلًا كَيْفَ شَعَرَ عِنْدَمَا أَخَذَ رَجُلًا أَصَمَّ بَعِيدًا عَنِ ٱلْجَمْعِ وَشَفَاهُ،‏ أَوْ حِينَ أَقَامَ ٱلِٱبْنَ ٱلْوَحِيدَ لِٱمْرَأَةٍ أَرْمَلَةٍ.‏ (‏مر ٧:‏٣٢-‏٣٥؛‏ لو ٧:‏١٢-‏١٥‏)‏ فَهُوَ أَحَسَّ بِوَجَعِ ٱلنَّاسِ وَحُزْنِهِمْ وَأَرَادَ أَنْ يُسَاعِدَهُمْ.‏

١٢ كَيْفَ ظَهَرَ تَعَاطُفُ يَسُوعَ مَعَ مَرْثَا وَمَرْيَمَ فِي يُوحَنَّا ١١:‏٣٢-‏٣٥‏؟‏

١٢ وَيَسُوعُ تَعَاطَفَ أَيْضًا مَعَ مَرْثَا وَمَرْيَمَ.‏ فَعِنْدَمَا رَأَى حُزْنَهُمَا عَلَى أَخِيهِمَا لِعَازَرَ،‏ «ذَرَفَ .‏ .‏ .‏ ٱلدُّمُوعَ».‏ ‏(‏اقرأ يوحنا ١١:‏٣٢-‏٣٥‏.‏)‏ وَهُوَ لَمْ يَبْكِ لِأَنَّهُ خَسِرَ صَدِيقًا عَزِيزًا.‏ فَقَدْ عَرَفَ أَنَّهُ سَيُقِيمُهُ.‏ بَلْ بَكَى لِأَنَّهُ رَأَى حُزْنَ مَرْثَا وَمَرْيَمَ ٱلشَّدِيدَ عَلَى أَخِيهِمَا وَأَحَسَّ بِوَجَعِهِمَا.‏

١٣ كَيْفَ تُشَجِّعُنَا طَرِيقَةُ تَعَامُلِ يَسُوعَ مَعَ ٱلْآخَرِينَ؟‏

١٣ وَطَرِيقَةُ تَعَامُلِ يَسُوعَ مَعَ ٱلْآخَرِينَ تَزِيدُ مَحَبَّتَنَا لَهُ وَتُعَزِّينَا.‏ (‏١ بط ١:‏٨‏)‏ فَنَحْنُ نَتَشَجَّعُ حِينَ نَعْرِفُ أَنَّهُ ٱلْآنَ مَلِكٌ عَلَى مَلَكُوتِ ٱللهِ،‏ وَسَيُزِيلُ قَرِيبًا ٱلْحُزْنَ وَٱلْوَجَعَ.‏ وَبِمَا أَنَّهُ عَاشَ عَلَى ٱلْأَرْضِ كَإِنْسَانٍ،‏ فَهُوَ أَفْضَلُ مَنْ يُسَاعِدُنَا لِنُشْفَى مِنَ ٱلْجِرَاحِ ٱلَّتِي تُصِيبُنَا خِلَالَ حُكْمِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ فِعْلًا،‏ إِنَّهَا بَرَكَةٌ أَنْ يَكُونَ لَدَيْنَا حَاكِمٌ «قَادِرٌ أَنْ يَتَعَاطَفَ مَعَنَا فِي ضَعَفَاتِنَا».‏ —‏ عب ٢:‏١٧،‏ ١٨؛‏ ٤:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

تَمَثَّلْ بِيَهْوَهَ وَيَسُوعَ

١٤ إِلَامَ يَدْفَعُنَا ٱلتَّأَمُّلُ فِي أَفَسُس ٥:‏١،‏ ٢‏؟‏

١٤ عِنْدَمَا نَتَأَمَّلُ فِي مِثَالِ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ،‏ نَنْدَفِعُ إِلَى ٱلتَّعَاطُفِ مَعَ ٱلْآخَرِينَ.‏ ‏(‏اقرأ افسس ٥:‏١،‏ ٢‏.‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَقْرَأُ ٱلْقُلُوبَ مِثْلَهُمَا،‏ لٰكِنَّنَا نُحَاوِلُ أَنْ نَفْهَمَ مَشَاعِرَ غَيْرِنَا وَحَاجَاتِهِمْ.‏ (‏٢ كو ١١:‏٢٩‏)‏ وَبِعَكْسِ ٱلْعَالَمِ ٱلْأَنَانِيِّ حَوْلَنَا،‏ ‹لَا نَنْظُرُ بِٱهْتِمَامٍ شَخْصِيٍّ إِلَى أُمُورِنَا ٱلْخَاصَّةِ فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَيْضًا بِٱهْتِمَامٍ شَخْصِيٍّ إِلَى تِلْكَ ٱلَّتِي لِلْآخَرِينَ›.‏ —‏ في ٢:‏٤‏.‏

‏(‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٥-‏١٩.‏)‏ *

١٥ مَنْ خُصُوصًا يَلْزَمُ أَنْ يَكُونُوا مُتَعَاطِفِينَ؟‏

١٥ وَشُيُوخُ ٱلْجَمَاعَاتِ خُصُوصًا يَلْزَمُ أَنْ يَكُونُوا مُتَعَاطِفِينَ.‏ فَهُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ أَمَامَ يَهْوَهَ عَنْ خِرَافِهِ.‏ (‏عب ١٣:‏١٧‏)‏ وَكَيْ يُسَاعِدُوهُمْ،‏ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَعَاطَفُوا مَعَهُمْ.‏ فَكَيْفَ يُظْهِرُ ٱلشَّيْخُ ٱلتَّعَاطُفَ؟‏

١٦ كَيْفَ يَتَصَرَّفُ ٱلشَّيْخُ ٱلْمُتَعَاطِفُ،‏ وَلِمَاذَا هٰذَا مُهِمٌّ؟‏

١٦ يُمْضِي ٱلشَّيْخُ ٱلْمُتَعَاطِفُ ٱلْوَقْتَ مَعَ إِخْوَتِهِ وَأَخَوَاتِهِ.‏ وَيَطْرَحُ عَلَيْهِمِ ٱلْأَسْئِلَةَ ثُمَّ يَسْتَمِعُ بِصَبْرٍ وَٱهْتِمَامٍ.‏ وَهٰذَا مُهِمٌّ خُصُوصًا إِذَا كَانَ أَحَدُ ٱلْخِرَافِ ٱلْعَزِيزَةِ عَلَى قَلْبِ يَهْوَهَ يَسْتَصْعِبُ أَنْ يُعَبِّرَ عَنْ نَفْسِهِ.‏ (‏ام ٢٠:‏٥‏)‏ وَعِنْدَمَا يُعْطِي ٱلشَّيْخُ مِنْ وَقْتِهِ لِلْإِخْوَةِ،‏ يَخْلُقُ صَدَاقَةً قَوِيَّةً مَعَهُمْ وَتَزْدَادُ ٱلْمَحَبَّةُ وَٱلثِّقَةُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ.‏ —‏ اع ٢٠:‏٣٧‏.‏

١٧ بِرَأْيِ كَثِيرِينَ،‏ مَا أَهَمُّ صِفَةٍ لَدَى ٱلشَّيْخِ،‏ وَمَا ٱلسَّبَبُ؟‏

١٧ يَقُولُ إِخْوَةٌ كَثِيرُونَ إِنَّ أَهَمَّ صِفَةٍ لَدَى ٱلشَّيْخِ هِيَ ٱلتَّعَاطُفُ.‏ مَا ٱلسَّبَبُ؟‏ تُخْبِرُ أُخْتٌ ٱسْمُهَا أَدَلَايْد:‏ «عِنْدَمَا يَكُونُ ٱلشَّيْخُ مُتَعَاطِفًا،‏ يَسْهُلُ عَلَيْكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ مَعَهُ لِأَنَّكَ تَعْرِفُ أَنَّهُ سَيَفْهَمُكَ.‏ وَسَتَشْعُرُ أَنَّهُ مُتَعَاطِفٌ مِنْ خِلَالِ رَدَّةِ فِعْلِهِ».‏ وَيَتَذَكَّرُ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ:‏ «ذَاتَ مَرَّةٍ،‏ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ مَعَ شَيْخٍ عَنْ مُشْكِلَتِي،‏ فَدَمَعَتْ عَيْنَاهُ.‏ لَنْ أَنْسَى هٰذَا ٱلْمَشْهَدَ أَبَدًا».‏ —‏ رو ١٢:‏١٥‏.‏

١٨ كَيْفَ تُظْهِرُ ٱلتَّعَاطُفَ؟‏

١٨ طَبْعًا،‏ عَلَى ٱلْجَمِيعِ أَنْ يَكُونُوا مُتَعَاطِفِينَ،‏ لَا ٱلشُّيُوخِ فَقَطْ.‏ فَكَيْفَ تُظْهِرُ هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ؟‏ حَاوِلْ أَنْ تَفْهَمَ مَا يَمُرُّ بِهِ أَفْرَادُ عَائِلَتِكَ وَٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ اِهْتَمَّ بِٱلْمُرَاهِقِينَ،‏ ٱلْمَرْضَى،‏ ٱلْكِبَارِ فِي ٱلْعُمْرِ،‏ وَٱلَّذِينَ مَاتَ شَخْصٌ يُحِبُّونَهُ.‏ اِسْأَلْهُمْ عَنْ أَحْوَالِهِمْ وَأَصْغِ إِلَيْهِمْ فِيمَا يُعَبِّرُونَ عَنْ أَنْفُسِهِمْ.‏ دَعْهُمْ يَشْعُرُونَ أَنَّكَ تُحِسُّ مَعَهُمْ فِعْلًا،‏ وَٱعْرِضْ عَلَيْهِمْ أَنْ تُسَاعِدَهُمْ بِأَيِّ طَرِيقَةٍ مُمْكِنَةٍ.‏ وَهٰكَذَا تُظْهِرُ أَنَّكَ تُحِبُّهُمْ بِصِدْقٍ.‏ —‏ ١ يو ٣:‏١٨‏.‏

١٩ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَكُونَ مَرِنِينَ؟‏

١٩ وَعِنْدَمَا نُسَاعِدُ إِخْوَتَنَا،‏ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَكُونَ مَرِنِينَ.‏ فَرَدَّةُ فِعْلِ ٱلنَّاسِ تِجَاهَ ٱلْمَصَائِبِ تَخْتَلِفُ كَثِيرًا.‏ فَبَعْضُهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا عَمَّا حَصَلَ،‏ أَمَّا آخَرُونَ فَلَا.‏ وَمَعَ أَنَّنَا نُرِيدُ أَنْ نُسَاعِدَهُمْ،‏ لَا نَطْرَحُ عَلَيْهِمْ أَسْئِلَةً شَخْصِيَّةً مُحْرِجَةً.‏ (‏١ تس ٤:‏١١‏)‏ وَأَحْيَانًا،‏ عِنْدَمَا يَفْتَحُونَ لَنَا قَلْبَهُمْ،‏ قَدْ لَا نُوَافِقُ عَلَى كُلِّ مَا يَقُولُونَهُ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ نَحْتَرِمُ وُجْهَةَ نَظَرِهِمْ لِأَنَّ هٰذَا هُوَ شُعُورُهُمْ.‏ فَيَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ سَرِيعِينَ فِي ٱلِٱسْتِمَاعِ،‏ بَطِيئِينَ فِي ٱلتَّكَلُّمِ.‏ —‏ مت ٧:‏١؛‏ يع ١:‏١٩‏.‏

٢٠ مَاذَا تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟‏

٢٠ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى إِظْهَارِ ٱلتَّعَاطُفِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُظْهِرَ هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ ٱلْجَمِيلَةَ فِي ٱلْخِدْمَةِ أَيْضًا.‏ كَيْفَ ذٰلِكَ؟‏ سَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ هٰذَا ٱلْمَوْضُوعَ.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١٣٠ لِنُسَامِحْ بَعْضُنَا بَعْضًا

^ ‎الفقرة 5‏ يَتَعَاطَفُ يَهْوَهُ وَيَسُوعُ مَعَنَا.‏ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِهِمَا؟‏ مَا أَهَمِّيَّةُ ٱلتَّعَاطُفِ؟‏ وَكَيْفَ نُظْهِرُهُ؟‏ سَتُجِيبُنَا ٱلْمَقَالَةُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ.‏

^ ‎الفقرة 1‏ شَرْحُ ٱلْمُفْرَدَاتِ وَٱلتَّعَابِيرِ:‏ يَعْنِي ٱلتَّعَاطُفُ أَنْ نَفْهَمَ مَشَاعِرَ ٱلْآخَرِينَ وَنُحِسَّ بِهَا فِي قَلْبِنَا.‏ —‏ رو ١٢:‏١٥‏.‏

^ ‎الفقرة 6‏ أَظْهَرَ يَهْوَهُ ٱلتَّعَاطُفَ أَيْضًا لِآخَرِينَ مِنْ خُدَّامِهِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلَّذِينَ شَعَرُوا بِٱلتَّثَبُّطِ وَٱلْخَوْفِ.‏ اِقْرَأْ مَثَلًا مَا حَدَثَ مَعَ حَنَّةَ (‏١ صم ١:‏١٠-‏٢٠‏)‏،‏ إِيلِيَّا (‏١ مل ١٩:‏١-‏١٨‏)‏،‏ وَعَبْدَ مَلِكَ (‏ار ٣٨:‏٧-‏١٣؛‏ ٣٩:‏١٥-‏١٨‏)‏.‏

^ ‎الفقرة 65‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ تُعْطِينَا ٱلِٱجْتِمَاعَاتُ فُرَصًا عَدِيدَةً كَيْ نُظْهِرَ مَحَبَّتَنَا وَٱهْتِمَامَنَا بِٱلْإِخْوَةِ.‏ نَرَى فِي هٰذِهِ ٱلصُّورَةِ (‏١)‏ شَيْخًا يَتَكَلَّمُ بِلُطْفٍ مَعَ نَاشِرٍ صَغِيرٍ فِي ٱلْعُمْرِ وَأُمِّهِ،‏ (‏٢)‏ أَبًا وَٱبْنَتَهُ يُسَاعِدَانِ أُخْتًا كَبِيرَةً فِي ٱلْعُمْرِ كَيْ تَصِلَ إِلَى ٱلسَّيَّارَةِ،‏ وَ (‏٣)‏ شَيْخَيْنِ يَسْتَمِعَانِ بِٱهْتِمَامٍ إِلَى أُخْتٍ تَطْلُبُ نَصِيحَةً.‏