الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٣

تعاطفْ مع الناس في الخدمة

تعاطفْ مع الناس في الخدمة

‏«أَشْفَقَ عَلَيْهِمْ .‏ .‏ .‏ فَٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً».‏ —‏ مر ٦:‏٣٤‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٧٠ اِبْحَثُوا عَنِ ٱلْمُسْتَحِقِّينَ

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١ مَا هِيَ إِحْدَى أَجْمَلِ ٱلصِّفَاتِ فِي شَخْصِيَّةِ يَسُوعَ؟‏ أَوْضِحْ.‏

إِحْدَى أَجْمَلِ ٱلصِّفَاتِ فِي شَخْصِيَّةِ يَسُوعَ هِيَ قُدْرَتُهُ عَلَى فَهْمِ مَشَاكِلِ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ وَٱلتَّعَاطُفِ مَعَهُمْ.‏ فَحِينَ كَانَ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ ‹فَرِحَ مَعَ ٱلْفَرِحِينَ وَبَكَى مَعَ ٱلْبَاكِينَ›.‏ (‏رو ١٢:‏١٥‏)‏ مَثَلًا،‏ عِنْدَمَا عَادَ ٱلـ‍ ٧٠ تِلْمِيذًا مِنَ ٱلْخِدْمَةِ فَرِحِينَ،‏ «تَهَلَّلَ» يَسُوعُ.‏ (‏لو ١٠:‏١٧-‏٢١‏)‏ وَحِينَ رَأَى كَمْ كَانَ مَوْتُ لِعَازَرَ صَعْبًا عَلَى عَائِلَتِهِ وَأَصْدِقَائِهِ،‏ «أَنَّ بِٱلرُّوحِ وَٱضْطَرَبَ».‏ —‏ يو ١١:‏٣٣‏.‏

٢ مَاذَا دَفَعَ يَسُوعَ أَنْ يَتَعَاطَفَ مَعَ ٱلنَّاسِ؟‏

٢ فَكَيْفَ ٱسْتَطَاعَ رَجُلٌ كَامِلٌ مِثْلَهُ أَنْ يَكُونَ رَحُومًا وَمُتَعَاطِفًا مَعَ بَشَرٍ خُطَاةٍ؟‏ أَهَمُّ سَبَبٍ هُوَ أَنَّهُ أَحَبَّ ٱلنَّاسَ.‏ فَكَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ،‏ كَانَتْ ‹لَذَّاتُهُ مَعَ بَنِي ٱلْبَشَرِ›.‏ (‏ام ٨:‏٣١‏)‏ وَهٰذِهِ ٱلْمَحَبَّةُ دَفَعَتْهُ أَنْ يَفْهَمَ جَيِّدًا طَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِمْ.‏ قَالَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا عَنْهُ:‏ «كَانَ يَعْرِفُ مَا فِي ٱلْإِنْسَانِ».‏ (‏يو ٢:‏٢٥‏)‏ لِذٰلِكَ ٱسْتَطَاعَ يَسُوعُ أَنْ يَتَعَاطَفَ مَعَ ٱلْآخَرِينَ.‏ وَهُمْ أَحَسُّوا بِمَحَبَّتِهِ وَٱسْتَمَعُوا إِلَى رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ نَحْنُ أَيْضًا،‏ حِينَ نَتَعَاطَفُ مَعَ ٱلنَّاسِ مِثْلَ يَسُوعَ،‏ نُصْبِحُ فَعَّالِينَ أَكْثَرَ فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ —‏ ٢ تي ٤:‏٥‏.‏

٣-‏٤ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ نَنْظُرُ إِلَى خِدْمَتِنَا إِذَا كُنَّا مُتَعَاطِفِينَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

٣ عَرَفَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ مِنْ وَاجِبِهِ أَنْ يُبَشِّرَ،‏ وَكَذٰلِكَ نَحْنُ.‏ (‏١ كو ٩:‏١٦‏)‏ لٰكِنْ عِنْدَمَا نَكُونُ أَشْخَاصًا مُتَعَاطِفِينَ،‏ لَا نُبَشِّرُ بِدَافِعِ ٱلْوَاجِبِ فَقَطْ،‏ بَلْ لِأَنَّنَا نَهْتَمُّ بِٱلنَّاسِ وَنَرْغَبُ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا أَنْ نُسَاعِدَهُمْ.‏ وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ «ٱلسَّعَادَةَ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ».‏ (‏اع ٢٠:‏٣٥‏)‏ وَإِذَا أَبْقَيْنَا ذٰلِكَ فِي بَالِنَا،‏ يَزِيدُ فَرَحُنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏

٤ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱلتَّعَاطُفَ فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ فَسَنَرَى أَوَّلًا مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ تَعَاطُفِ يَسُوعَ مَعَ ٱلنَّاسِ،‏ ثُمَّ نَتَحَدَّثُ عَنْ أَرْبَعِ طُرُقٍ لِنَتَمَثَّلَ بِهِ.‏ —‏ ١ بط ٢:‏٢١‏.‏

يَسُوعُ تَعَاطَفَ مَعَ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْخِدْمَةِ

دَفَعَ ٱلتَّعَاطُفُ يَسُوعَ أَنْ يُعَزِّيَ ٱلنَّاسَ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ٥-‏٦.‏)‏

٥-‏٦ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلتَّعَاطُفَ لِتَلَامِيذِهِ وَٱلنَّاسِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا أَشْفَقَ يَسُوعُ عَلَى ٱلَّذِينَ بَشَّرَهُمْ حَسَبَ ٱلنُّبُوَّةِ فِي إِشَعْيَا ٦١:‏١،‏ ٢‏؟‏

٥ لِنَتَأَمَّلْ فِي حَادِثَةٍ تُظْهِرُ تَعَاطُفَ يَسُوعَ.‏ فَذَاتَ مَرَّةٍ،‏ كَانَ هُوَ وَتَلَامِيذُهُ تَعِبِينَ لِأَنَّهُمْ بَشَّرُوا فَتْرَةً طَوِيلَةً.‏ وَ «لَمْ يَكُنْ لَهُمْ وَقْتُ فَرَاغٍ حَتَّى لِتَنَاوُلِ ٱلطَّعَامِ».‏ فَأَخَذَهُمْ يَسُوعُ ‹إِلَى مَكَانٍ خَلَاءٍ مُنْفَرِدِينَ لِيَسْتَرِيحُوا قَلِيلًا›.‏ لٰكِنَّ جَمْعًا كَبِيرًا سَبَقَهُمْ إِلَى هُنَاكَ.‏ فَمَاذَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِ يَسُوعَ عِنْدَمَا وَصَلَ وَرَآهُمْ؟‏ «أَشْفَقَ * عَلَيْهِمْ،‏ لِأَنَّهُمْ كَانُوا كَخِرَافٍ لَا رَاعِيَ لَهَا.‏ فَٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً».‏ —‏ مر ٦:‏٣٠-‏٣٤‏.‏

٦ وَلِمَاذَا أَشْفَقَ يَسُوعُ عَلَى ٱلنَّاسِ وَتَعَاطَفَ مَعَهُمْ؟‏ تُخْبِرُنَا ٱلرِّوَايَةُ أَنَّهُمْ «كَانُوا كَخِرَافٍ لَا رَاعِيَ لَهَا».‏ فَرُبَّمَا رَأَى أَنَّ ٱلْبَعْضَ فُقَرَاءُ وَيَعْمَلُونَ سَاعَاتٍ طَوِيلَةً كَيْ يُؤَمِّنُوا حَاجَاتِ عَائِلَاتِهِمْ،‏ أَوْ رُبَّمَا لَاحَظَ حُزْنَ ٱلْبَعْضِ عَلَى مَوْتِ شَخْصٍ يُحِبُّونَهُ.‏ وَلَا بُدَّ أَنَّهُ أَحَسَّ مَعَهُمْ.‏ فَكَمَا نَاقَشْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ،‏ ٱخْتَبَرَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بَعْضَ هٰذِهِ ٱلْمَشَاكِلِ.‏ لِذَا تَعَاطَفَ مَعَ ٱلْآخَرِينَ وَٱنْدَفَعَ أَنْ يُعَزِّيَهُمْ.‏ —‏ اقرأ اشعيا ٦١:‏١،‏ ٢‏.‏

٧ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِيَسُوعَ؟‏

٧ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ يَسُوعَ؟‏ إِنَّنَا مُحَاطُونَ بِأَشْخَاصٍ هُمْ «كَخِرَافٍ لَا رَاعِيَ لَهَا».‏ فَهُمْ يُعَانُونَ مَشَاكِلَ كَثِيرَةً،‏ وَنَحْنُ نَمْلِكُ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ:‏ رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ (‏رؤ ١٤:‏٦‏)‏ لِذَا تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ،‏ نُبَشِّرُ ٱلنَّاسَ لِأَنَّنَا ‹نُشْفِقُ عَلَى ٱلْمِسْكِينِ وَٱلْفَقِيرِ›.‏ (‏مز ٧٢:‏١٣‏)‏ فَنَحْنُ نُحِسُّ بِوَجَعِهِمْ وَنُرِيدُ أَنْ نُسَاعِدَهُمْ.‏

كَيْفَ نُظْهِرُ ٱلتَّعَاطُفَ؟‏

فَكِّرْ فِي حَاجَاتِ كُلِّ شَخْصٍ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ٨-‏٩.‏)‏

٨ مَا هِيَ إِحْدَى ٱلطُّرُقِ لِنُظْهِرَ ٱلتَّعَاطُفَ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟‏ أَوْضِحْ.‏

٨ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُظْهِرَ ٱلتَّعَاطُفَ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟‏ جَيِّدٌ أَنْ نَضَعَ أَنْفُسَنَا مَكَانَ ٱلَّذِينَ نَلْتَقِيهِمْ،‏ وَنُعَامِلَهُمْ كَمَا نُحِبُّ أَنْ نُعَامَلَ.‏ * (‏مت ٧:‏١٢‏)‏ كَيْفَ ذٰلِكَ؟‏ إِلَيْكَ أَرْبَعَ طُرُقٍ.‏ أَوَّلًا،‏ فَكِّرْ فِي حَاجَاتِ كُلِّ شَخْصٍ.‏ فَعَمَلُ ٱلْمُبَشِّرِ يُشْبِهُ عَمَلَ ٱلطَّبِيبِ.‏ وَٱلطَّبِيبُ ٱلْمَاهِرُ يُفَكِّرُ فِي حَاجَةِ كُلِّ مَرِيضٍ.‏ وَهُوَ يَطْرَحُ ٱلْأَسْئِلَةَ وَيُصْغِي بِٱنْتِبَاهٍ فِيمَا يُخْبِرُهُ ٱلْمَرِيضُ عَنْ حَالَتِهِ.‏ وَبَدَلَ أَنْ يَصِفَ لَهُ أَوَّلَ عِلَاجٍ يَخْطُرُ عَلَى بَالِهِ،‏ قَدْ يَطْلُبُ فُحُوصَاتٍ إِضَافِيَّةً كَيْ يُحَدِّدَ ٱلْمُشْكِلَةَ.‏ وَبَعْدَ ذٰلِكَ،‏ يُعْطِيهِ ٱلْعِلَاجَ ٱلْمُنَاسِبَ.‏ بِطَرِيقَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ لَا يَجِبُ أَنْ نَسْتَعْمِلَ ٱلْأُسْلُوبَ نَفْسَهُ مَعَ كُلِّ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ بَلْ عَلَيْنَا أَنْ نَأْخُذَ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ ظُرُوفَ كُلِّ شَخْصٍ وَطَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِ.‏

٩ مِمَّ يَجِبُ أَنْ نَنْتَبِهَ عِنْدَمَا نَلْتَقِي شَخْصًا فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ؟‏

٩ فَعِنْدَمَا تَلْتَقِي شَخْصًا فِي ٱلْخِدْمَةِ،‏ لَا تَفْتَرِضْ أَنَّكَ تَعْرِفُ ظُرُوفَهُ أَوْ مَا هِيَ مُعْتَقَدَاتُهُ وَلِمَاذَا يُؤْمِنُ بِهَا.‏ (‏ام ١٨:‏١٣‏)‏ بَلِ ٱطْرَحْ عَلَيْهِ أَسْئِلَةً لَبِقَةً كَيْ تَعْرِفَ عَنْهُ أَكْثَرَ.‏ (‏ام ٢٠:‏٥‏)‏ اِسْأَلْهُ مَثَلًا عَنْ عَمَلِهِ وَعَائِلَتِهِ وَخَلْفِيَّتِهِ وَآرَائِهِ،‏ إِذَا كَانَ ذٰلِكَ مُلَائِمًا فِي مُجْتَمَعِكَ.‏ وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ تَسْتَنْتِجُ لِمَاذَا يَحْتَاجُ إِلَى ٱلْبِشَارَةِ.‏ وَعِنْدَمَا تَفْهَمُ ظُرُوفَهُ،‏ تَعَاطَفْ مَعَهُ وَقَدِّمْ لَهُ ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱللَّازِمَةَ كَمَا فَعَلَ يَسُوعُ.‏ —‏ قارن ١ كورنثوس ٩:‏١٩-‏٢٣‏.‏

حَاوِلْ أَنْ تَتَخَيَّلَ مَا يَمُرُّ بِهِ ٱلنَّاسُ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٠-‏١١.‏)‏

١٠-‏١١ بِنَاءً عَلَى ٢ كُورِنْثُوس ٤:‏٧،‏ ٨‏،‏ مَا هِيَ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلثَّانِيَةُ لِنُظْهِرَ ٱلتَّعَاطُفَ؟‏ أَعْطِ مِثَالًا.‏

١٠ ثَانِيًا،‏ حَاوِلْ أَنْ تَتَخَيَّلَ مَا يَمُرُّ بِهِ ٱلنَّاسُ.‏ فَأَحْيَانًا تَفْهَمُ ظُرُوفَهُمْ لِأَنَّكَ مَرَرْتَ بِوَضْعٍ مُشَابِهٍ.‏ فَفِي ٱلنِّهَايَةِ،‏ نَحْنُ نُوَاجِهُ ٱلْمَشَاكِلَ مَثَلُنَا مَثَلُ كُلِّ ٱلنَّاسِ.‏ (‏١ كو ١٠:‏١٣‏)‏ لٰكِنَّنَا نَعْرِفُ جَيِّدًا أَنَّنَا لَا نَقْدِرُ أَنْ نَتَحَمَّلَهَا لَوْلَا مُسَاعَدَةُ يَهْوَهَ.‏ ‏(‏اقرأ ٢ كورنثوس ٤:‏٧،‏ ٨‏.‏)‏ أَمَّا ٱلنَّاسُ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ فَيُجَاهِدُونَ فِي هٰذَا ٱلنِّظَامِ دُونَ دَعْمِ يَهْوَهَ.‏ فَهَلْ تَتَخَيَّلُ كَمْ حَيَاتُهُمْ صَعْبَةٌ؟‏ عِنْدَمَا تُفَكِّرُ فِي مَا يَمُرُّونَ بِهِ،‏ لَا شَكَّ أَنَّكَ تُشْفِقُ عَلَيْهِمْ مِثْلَ يَسُوعَ وَتَنْدَفِعُ أَنْ ‹تُبَشِّرَهُمْ بِٱلْخَيْرِ›.‏ —‏ اش ٥٢:‏٧‏.‏

١١ إِلَيْكَ مَا حَصَلَ مَعَ أَخٍ ٱسْمُهُ سِيرْغِي.‏ فَقَبْلَ أَنْ يَتَعَلَّمَ ٱلْحَقَّ،‏ كَانَ خَجُولًا جِدًّا وَيَسْتَصْعِبُ ٱلتَّكَلُّمَ مَعَ ٱلنَّاسِ.‏ وَمَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ بَدَأَ يَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ.‏ يُخْبِرُ:‏ «تَعَلَّمْتُ مِنْ دَرْسِي لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ إِخْبَارَ ٱلْآخَرِينَ بِإِيمَانِهِمْ .‏ .‏ .‏ مَعَ هٰذَا،‏ كُنْتُ مُتَأَكِّدًا أَنَّنِي عَاجِزٌ كُلِّيًّا عَنِ ٱلْقِيَامِ بِهٰذِهِ ٱلْخُطْوَةِ».‏ لٰكِنَّهُ فَكَّرَ فِي ٱلَّذِينَ لَمْ يَسْمَعُوا ٱلْحَقَّ بَعْدُ،‏ وَتَخَيَّلَ كَيْفَ هِيَ حَيَاتُهُمْ بَعِيدًا عَنْ يَهْوَهَ.‏ يَقُولُ:‏ «اَلْأُمُورُ ٱلْجَدِيدَةُ ٱلَّتِي تَعَلَّمْتُهَا مَنَحَتْنِي سَعَادَةً كَبِيرَةً وَسَلَامًا دَاخِلِيًّا.‏ وَأَدْرَكْتُ أَنَّ ٱلنَّاسَ أَيْضًا بِحَاجَةٍ إِلَى تَعَلُّمِ هٰذِهِ ٱلْحَقَائِقِ».‏ وَفِيمَا ٱزْدَادَ تَعَاطُفُ سِيرْغِي مَعَ ٱلنَّاسِ،‏ ٱزْدَادَتْ شَجَاعَتُهُ أَيْضًا.‏ يَذْكُرُ:‏ «اِنْدَفَعْتُ،‏ رَغْمَ خَوْفِي،‏ إِلَى ٱلتَّحَدُّثِ مَعَ ٱلْآخَرِينَ عَمَّا كُنْتُ أَتَعَلَّمُهُ.‏ وَمَا لَمْ أَتَوَقَّعْهُ هُوَ أَنَّ ذٰلِكَ عَزَّزَ ثِقَتِي بِنَفْسِي.‏ هٰذَا إِضَافَةً إِلَى أَنَّهُ رَسَّخَ إِيمَانِي ٱلْجَدِيدَ فِي قَلْبِي».‏ *

أَحْيَانًا،‏ يَأْخُذُ ٱلْبَعْضُ وَقْتًا طَوِيلًا كَيْ يَتَقَدَّمُوا رُوحِيًّا (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٢-‏١٣.‏)‏

١٢-‏١٣ لِمَاذَا نَصْبِرُ عَلَى تَلَامِيذِنَا؟‏ أَعْطِ مَثَلًا.‏

١٢ ثَالِثًا،‏ ٱصْبِرْ عَلَى ٱلَّذِينَ تُبَشِّرُهُمْ.‏ فَرُبَّمَا لَيْسَ لَدَيْهِمْ أَيُّ فِكْرَةٍ عَنْ حَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي نَعْرِفُهَا جَيِّدًا.‏ وَكَثِيرُونَ مِنْهُمْ مُتَعَلِّقُونَ عَاطِفِيًّا بِمُعْتَقَدَاتِهِمْ.‏ وَبِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ،‏ دِينُهُمْ يَرْبِطُهُمْ بِعَائِلَتِهِمْ وَمُجْتَمَعِهِمْ وَحَضَارَتِهِمْ.‏ فَكَيْفَ تُسَاعِدُهُمْ؟‏

١٣ فَكِّرْ فِي هٰذَا ٱلْمَثَلِ:‏ إِذَا كَانَ جِسْرٌ قَدِيمٌ بِحَالَةٍ سَيِّئَةٍ،‏ يُبْنَى عُمُومًا جِسْرٌ جَدِيدٌ فِيمَا لَا يَزَالُ ٱلْقَدِيمُ فِي مَكَانِهِ.‏ وَعِنْدَمَا يُصْبِحُ ٱلْجِسْرُ ٱلْجَدِيدُ جَاهِزًا،‏ يُهْدَمُ ٱلْقَدِيمُ.‏ بِطَرِيقَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ قَبْلَ أَنْ نَتَوَقَّعَ مِنَ ٱلنَّاسِ أَنْ يَتْرُكُوا مُعْتَقَدَاتٍ عَزِيزَةً عَلَى قَلْبِهِمْ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُنَمِّيَ تَقْدِيرَهُمْ لِحَقَائِقِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْجَدِيدَةِ عَلَيْهِمْ.‏ وَعِنْدَئِذٍ يُصْبِحُونَ جَاهِزِينَ لِيَتْرُكُوا مُعْتَقَدَاتِهِمِ ٱلسَّابِقَةَ.‏ وَكُلُّ هٰذَا يَتَطَلَّبُ ٱلْوَقْتَ.‏ —‏ رو ١٢:‏٢‏.‏

١٤-‏١٥ كَيْفَ نُقْنِعُ ٱلنَّاسَ أَنَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ سَتَكُونُ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏

١٤ وَإِذَا كُنَّا صَبُورِينَ عَلَى ٱلنَّاسِ،‏ لَا نَتَوَقَّعُ مِنْهُمْ أَنْ يَفْهَمُوا حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَوْ يَقْبَلُوهَا مِنَ ٱلْمَرَّةِ ٱلْأُولَى.‏ فَٱلتَّعَاطُفُ يَدْفَعُنَا أَنْ نُحَلِّلَ مَعَهُمْ هٰذِهِ ٱلْحَقَائِقَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ.‏ مَثَلًا،‏ كَثِيرُونَ يَعْرِفُونَ ٱلْقَلِيلَ أَوْ لَا شَيْءَ عَنِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَرُبَّمَا يُؤْمِنُونَ أَنَّ ٱلْمَوْتَ هُوَ نِهَايَةُ كُلِّ شَيْءٍ،‏ أَوْ أَنَّ ٱلصَّالِحِينَ يَذْهَبُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ.‏ فَكَيْفَ نُسَاعِدُهُمْ أَنْ يَتَوَصَّلُوا إِلَى ٱلْحَقِيقَةِ؟‏

١٥ يُخْبِرُ أَخٌ عَنِ ٱقْتِرَاحٍ يَجِدُهُ فَعَّالًا.‏ فَهُوَ يَقْرَأُ فِي ٱلْبِدَايَةِ ٱلتَّكْوِين ١:‏٢٨‏.‏ ثُمَّ يَسْأَلُ صَاحِبَ ٱلْبَيْتِ كَيْفَ أَرَادَ ٱللهُ أَنْ يَعِيشَ ٱلْبَشَرُ وَأَيْنَ.‏ فَيُجِيبُ صَاحِبُ ٱلْبَيْتِ عَادَةً:‏ «حَيَاةً حُلْوَةً عَلَى ٱلْأَرْضِ».‏ بَعْدَ ذٰلِكَ،‏ يَقْرَأُ ٱلْأَخُ إِشَعْيَا ٥٥:‏١١ وَيَسْأَلُ هَلْ تَغَيَّرَ قَصْدُ ٱللهِ.‏ وَغَالِبًا مَا يُجِيبُ صَاحِبُ ٱلْبَيْتِ:‏ «لَا لَمْ يَتَغَيَّرْ».‏ وَفِي ٱلنِّهَايَةِ،‏ يَقْرَأُ ٱلْأَخُ ٱلْمَزْمُور ٣٧:‏١٠،‏ ١١ وَيَسْأَلُ كَيْفَ سَيَكُونُ مُسْتَقْبَلُ ٱلْبَشَرِ.‏ وَمِنْ خِلَالِ هٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ فِي ٱلتَّحْلِيلِ،‏ ٱقْتَنَعَ كَثِيرُونَ أَنَّ ٱللهَ مَا زَالَ يُرِيدُ أَنْ يَعِيشَ ٱلصَّالِحُونَ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي فِرْدَوْسٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏

لَفْتَةٌ صَغِيرَةٌ،‏ مِثْلُ رِسَالَةٍ مُشَجِّعَةٍ،‏ تَتْرُكُ أَثَرًا كَبِيرًا (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٦-‏١٧.‏)‏

١٦-‏١٧ عَلَى ضَوْءِ ٱلْأَمْثَال ٣:‏٢٧‏،‏ كَيْفَ نُظْهِرُ عَمَلِيًّا ٱهْتِمَامَنَا بِٱلنَّاسِ؟‏ أَعْطِ مِثَالًا.‏

١٦ رَابِعًا،‏ أَظْهِرِ ٱهْتِمَامَكَ عَمَلِيًّا.‏ مَثَلًا،‏ إِذَا زُرْتَ صَاحِبَ ٱلْبَيْتِ فِي وَقْتٍ غَيْرِ مُنَاسِبٍ،‏ فَٱعْتَذِرْ مِنْهُ وَٱعْرِضْ عَلَيْهِ أَنْ تَأْتِيَ لَاحِقًا.‏ وَمَاذَا لَوْ كَانَ بِحَاجَةٍ إِلَى مُسَاعَدَةٍ بَسِيطَةٍ؟‏ أَوْ مَاذَا إِذَا ٱلْتَقَيْتَ شَخْصًا تَمْنَعُهُ صِحَّتُهُ أَنْ يُغَادِرَ مَنْزِلَهُ وَهُوَ يَحْتَاجُ إِلَى خِدْمَةٍ صَغِيرَةٍ؟‏ فِي حَالَاتٍ مِنْ هٰذَا ٱلنَّوْعِ،‏ جَيِّدٌ أَنْ تُقَدِّمَ ٱلْمُسَاعَدَةَ إِنْ أَمْكَنَ.‏ —‏ اقرإ الامثال ٣:‏٢٧‏.‏

١٧ إِلَيْكَ مَا حَصَلَ مَعَ أُخْتٍ قَامَتْ بِعَمَلٍ لَطِيفٍ مَعَ عَائِلَةٍ مَاتَ ٱبْنُهَا.‏ فَقَدْ دَفَعَهَا تَعَاطُفُهَا أَنْ تَكْتُبَ إِلَيْهِمْ رِسَالَةَ تَعْزِيَةٍ تَضَمَّنَتْ بَعْضَ ٱلْآيَاتِ.‏ وَمَاذَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِهِمْ؟‏ كَتَبَتِ ٱلْأُمُّ:‏ «كُنْتُ حَزِينَةً جِدًّا ٱلْبَارِحَةَ عِنْدَمَا وَصَلَتْنَا رِسَالَتُكِ.‏ لَقَدْ أَثَّرَتْ كَثِيرًا فِيَّ أَنَا وَعَائِلَتِي.‏ مَهْمَا شَكَرْتُكِ،‏ فَلَا أُوفِيكِ حَقَّكِ.‏ مَا مِنْ كَلِمَاتٍ تَصِفُ كَمْ عَنَتْ لَنَا هٰذِهِ ٱلرِّسَالَةُ.‏ قَرَأْتُهَا ٱلْبَارِحَةَ أَكْثَرَ مِنْ ٢٠ مَرَّةً.‏ لَا أُصَدِّقُ كَمْ هِيَ لَطِيفَةٌ وَحَنُونَةٌ وَمُشَجِّعَةٌ.‏ نَشْكُرُكِ مِنْ أَعْمَاقِ قُلُوبِنَا».‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّنَا نَحْصُدُ نَتَائِجَ جَيِّدَةً عِنْدَمَا نَتَعَاطَفُ مَعَ ٱلْمُتَأَلِّمِينَ وَنُفَتِّشُ عَنْ طَرِيقَةٍ عَمَلِيَّةٍ لِنُسَاعِدَهُمْ.‏

اُنْظُرْ إِلَى دَوْرِكَ بِٱتِّزَانٍ

١٨ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ١ كُورِنْثُوس ٣:‏٦،‏ ٧ أَنْ نَنْظُرَ بِٱتِّزَانٍ إِلَى دَوْرِنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ؟‏

١٨ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَنْظُرَ بِٱتِّزَانٍ إِلَى دَوْرِنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّنَا نُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا عَنِ ٱللهِ،‏ لٰكِنَّنَا لَا نَلْعَبُ ٱلدَّوْرَ ٱلْأَهَمَّ.‏ ‏(‏اقرأ ١ كورنثوس ٣:‏٦،‏ ٧‏.‏)‏ فَيَهْوَهُ هُوَ ٱلَّذِي يَجْتَذِبُ ٱلنَّاسَ إِلَيْهِ.‏ (‏يو ٦:‏٤٤‏)‏ وَفِي ٱلنِّهَايَةِ،‏ كُلُّ شَخْصٍ يَقْبَلُ ٱلْبِشَارَةَ أَوْ يَرْفُضُهَا بِنَاءً عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ.‏ (‏مت ١٣:‏٤-‏٨‏)‏ وَلَا نَنْسَ أَنَّ مُعْظَمَ ٱلنَّاسِ لَمْ يَقْبَلُوا رِسَالَةَ يَسُوعَ،‏ مَعَ أَنَّهُ كَانَ أَفْضَلَ مُعَلِّمٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏ فَلَا يَجِبُ أَنْ نَتَثَبَّطَ إِذَا لَمْ يَتَجَاوَبْ كَثِيرُونَ مَعَ رِسَالَتِنَا.‏

١٩ أَيُّ بَرَكَاتٍ نَحْصُدُهَا عِنْدَمَا نُظْهِرُ ٱلتَّعَاطُفَ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟‏

١٩ عِنْدَمَا نَتَعَاطَفُ مَعَ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْخِدْمَةِ،‏ نَحْصُدُ نَتَائِجَ جَيِّدَةً.‏ فَسَنَتَمَتَّعُ بِخِدْمَتِنَا أَكْثَرَ وَنَشْعُرُ بِٱلْفَرَحِ ٱلنَّاتِجِ مِنَ ٱلْعَطَاءِ.‏ كَمَا أَنَّنَا نُسَهِّلُ عَلَى «ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ مُهَيَّأَةٌ لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ» أَنْ يَقْبَلُوا ٱلْحَقَّ.‏ (‏اع ١٣:‏٤٨‏)‏ «إِذًا،‏ مَا دَامَتْ لَنَا ٱلْفُرْصَةُ،‏ فَلْنَصْنَعِ ٱلصَّلَاحَ إِلَى ٱلْجَمِيعِ».‏ (‏غل ٦:‏١٠‏)‏ وَهٰكَذَا نُمَجِّدُ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ.‏ —‏ مت ٥:‏١٦‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٦٤ لِنُشَارِكْ فِي ٱلْحَصَادِ بِفَرَحٍ

^ ‎الفقرة 5‏ عِنْدَمَا نَتَعَاطَفُ مَعَ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْخِدْمَةِ،‏ يَزْدَادُ فَرَحُنَا وَنَنَالُ فِي ٱلْغَالِبِ نَتَائِجَ أَفْضَلَ.‏ كَيْفَ ذٰلِكَ؟‏ سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ يَسُوعَ.‏ وَسَنَرَى أَرْبَعَ طُرُقٍ عَمَلِيَّةٍ لِنُظْهِرَ ٱلتَّعَاطُفَ فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏

^ ‎الفقرة 5‏ شَرْحُ ٱلْمُفْرَدَاتِ وَٱلتَّعَابِيرِ:‏ فِي هٰذَا ٱلسِّيَاقِ،‏ يَعْنِي ٱلْفِعْلُ ‏«أَشْفَقَ» شَعَرَ بِٱلرَّأْفَةِ تِجَاهَ ٱلَّذِينَ يَتَعَذَّبُونَ أَوْ يُعَامَلُونَ بِقَسْوَةٍ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْمَشَاعِرُ تَدْفَعُ ٱلشَّخْصَ أَنْ يَفْعَلَ كُلَّ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ كَيْ يُسَاعِدَ غَيْرَهُ.‏

^ ‎الفقرة 8‏ اُنْظُرِ ٱلْمَقَالَةَ «‏اِتَّبِعِ ٱلْقَاعِدَةَ ٱلذَّهَبِيَّةَ فِي خِدْمَتِكَ‏» فِي عَدَدِ ١٥ أَيَّارَ (‏مَايُو)‏ ٢٠١٤ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ.‏