مقالة الدرس ٢٧
استعد الآن للاضطهاد
«جَمِيعُ ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي أَنْ يَحْيَوْا بِتَعَبُّدٍ لِلهِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ سَيُضْطَهَدُونَ أَيْضًا». — ٢ تي ٣:١٢.
اَلتَّرْنِيمَةُ ١٢٩ سَنَحْتَمِلُ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *
١ لِمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَعِدَّ لِلِٱضْطِهَادِ؟
فِي آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ حَيَاةِ يَسُوعَ، قَالَ إِنَّ ٱلْعَالَمَ سَيَكْرَهُ كُلَّ ٱلَّذِينَ يَصِيرُونَ مِنْ تَلَامِيذِهِ. (يو ١٧:١٤) وَحَتَّى هٰذَا ٱلْيَوْمِ، مَا زَالَ ٱلْمُقَاوِمُونَ يَضْطَهِدُونَ شُهُودَ يَهْوَهَ ٱلْأُمَنَاءَ. (٢ تي ٣:١٢) وَفِيمَا نَقْتَرِبُ مِنْ نِهَايَةِ هٰذَا ٱلنِّظَامِ، نَتَوَقَّعُ أَنْ يَزْدَادَ ٱلِٱضْطِهَادُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ. — مت ٢٤:٩.
٢-٣ (أ) لِمَاذَا ٱلْخَوْفُ خَطِيرٌ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٢ وَكَيْفَ نَسْتَعِدُّ ٱلْآنَ لِلِٱضْطِهَادِ؟ لَا دَاعِيَ أَنْ نَتَخَيَّلَ كُلَّ ٱلْأُمُورِ ٱلسَّيِّئَةِ ٱلَّتِي قَدْ تَحْصُلُ مَعَنَا. فَهٰذِهِ ٱلتَّخَيُّلَاتُ تُغْرِقُنَا فِي ٱلْخَوْفِ وَٱلْقَلَقِ. وَقَدْ تَدْفَعُنَا إِلَى ٱلتَّوَقُّفِ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ حَتَّى قَبْلَ أَنْ نَتَعَرَّضَ لِأَيِّ ٱضْطِهَادٍ. (ام ١٢:٢٥؛ ١٧:٢٢) فَٱلْخَوْفُ سِلَاحٌ قَوِيٌّ فِي يَدِ ‹خَصْمِنَا إِبْلِيسَ›. (١ بط ٥:٨، ٩) إِذًا مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ؟
٣ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنُنَاقِشُ كَيْفَ نُقَوِّي عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ، وَلِمَاذَا هٰذَا ضَرُورِيٌّ ٱلْآنَ. كَمَا سَنَتَعَلَّمُ كَيْفَ نُقَوِّي شَجَاعَتَنَا. وَسَنَرَى أَخِيرًا كَيْفَ نَبْقَى أَقْوِيَاءَ وَلَوْ كَرِهَنَا ٱلنَّاسُ.
كَيْفَ تُقَوِّي عَلَاقَتَكَ بِيَهْوَهَ؟
٤ حَسَبَ ٱلْعِبْرَانِيِّين ١٣:٥، ٦، بِمَ نَحْنُ وَاثِقُونَ، وَلِمَاذَا هٰذَا مُهِمٌّ؟
٤ كُنْ وَاثِقًا أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّكَ وَلَنْ يَتَخَلَّى عَنْكَ. (اقرإ العبرانيين ١٣:٥، ٦.) ذَكَرَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ مِنْ عِدَّةِ سَنَوَاتٍ: «اَلشَّخْصُ ٱلَّذِي يَعْرِفُ ٱللهَ جَيِّدًا يَثِقُ بِهِ خُصُوصًا وَقْتَ ٱلِٱضْطِهَادِ». وَمَا أَصَحَّ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ! فَكَيْ نَحْتَمِلَ ٱلِٱضْطِهَادَ، عَلَيْنَا أَنْ نُحِبَّ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا، نَثِقَ بِهِ كَامِلًا، وَلَا نَشُكَّ أَبَدًا بِمَحَبَّتِهِ لَنَا. — مت ٢٢:٣٦-٣٨؛ يع ٥:١١.
٥ مَاذَا يُسَاعِدُكَ أَنْ تَشْعُرَ بِمَحَبَّةِ يَهْوَهَ؟
٥ اِقْرَإِ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَوْمِيًّا بِهَدَفِ أَنْ تَقْتَرِبَ أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ. (يع ٤:٨) فِيمَا تَقْرَأُ، رَكِّزْ عَلَى صِفَاتِ يَهْوَهَ ٱلرَّقِيقَةِ. اُشْعُرْ بِمَحَبَّتِهِ ٱلَّتِي تَظْهَرُ فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ. (خر ٣٤:٦) وَلٰكِنْ قَدْ يَسْتَصْعِبُ ٱلْبَعْضُ أَنْ يُصَدِّقُوا أَنَّ ٱللهَ يُحِبُّهُمْ، لِأَنْ لَا أَحَدَ أَظْهَرَ لَهُمُ ٱلْمَحَبَّةَ مِنْ قَبْلُ. إِذَا كُنْتَ وَاحِدًا مِنْهُمْ، فَٱكْتُبْ كُلَّ يَوْمٍ كَيْفَ أَظْهَرَ لَكَ يَهْوَهُ مَحَبَّتَهُ وَلُطْفَهُ. (مز ٧٨:٣٨، ٣٩؛ رو ٨:٣٢) وَٱلتَّأَمُّلُ فِي مَا حَصَلَ مَعَكَ وَمَا قَرَأْتَهُ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ سَيُسَاعِدُكَ أَنْ تُعَدِّدَ أُمُورًا كَثِيرَةً فَعَلَهَا يَهْوَهُ مِنْ أَجْلِكَ. وَكُلَّمَا زَادَ تَقْدِيرُكَ لَهُ، قَوِيَتْ عَلَاقَتُكَ بِهِ. — مز ١١٦:١، ٢.
٦ حَسَبَ ٱلْمَزْمُور ٩٤:١٧-١٩، كَيْفَ تُسَاعِدُكَ ٱلصَّلَاةُ مِنَ ٱلْقَلْبِ؟
٦ صَلِّ دَائِمًا. تَخَيَّلْ وَلَدًا يَجْلِسُ فِي حِضْنِ أَبِيهِ. لَا شَكَّ أَنَّهُ يَشْعُرُ بِٱلْأَمَانِ وَيُخْبِرُ أَبَاهُ عَنِ ٱلْأُمُورِ ٱلْجَيِّدَةِ وَٱلسَّيِّئَةِ ٱلَّتِي حَصَلَتْ مَعَهُ خِلَالَ ٱلْيَوْمِ. أَنْتَ أَيْضًا، سَتَتَمَتَّعُ بِعَلَاقَةٍ كَهٰذِهِ مَعَ يَهْوَهَ إِذَا صَلَّيْتَ إِلَيْهِ يَوْمِيًّا مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ. (اقرإ المزمور ٩٤:١٧-١٩.) ‹اُسْكُبْ قَلْبَكَ كَٱلْمَاءِ أَمَامَهُ›، وَأَخْبِرْهُ عَنْ هُمُومِكَ وَمَخَاوِفِكَ. (مرا ٢:١٩) وَعِنْدَئِذٍ يَغْمُرُكَ «سَلَامُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ فِكْرٍ». (في ٤:٦، ٧) وَكُلَّمَا صَلَّيْتَ مِنْ قَلْبِكَ، شَعَرْتَ أَنَّكَ أَقْرَبُ إِلَى يَهْوَهَ. — رو ٨:٣٨، ٣٩.
تَأْتِي ٱلشَّجَاعَةُ مِنَ ٱلثِّقَةِ بِيَهْوَهَ وَمَلَكُوتِهِ
سْتَانْلِي جُونْز تَقَوَّى بِٱلْمَعْرِفَةِ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللهِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٧.)
٧ لِمَاذَا مُهِمٌّ أَنْ تَثِقَ بِأَنَّ بَرَكَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ حَقِيقِيَّةٌ؟
٧ كُنْ وَاثِقًا أَنَّ بَرَكَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ حَقِيقِيَّةٌ. (عد ٢٣:١٩) إِذَا كَانَ إِيمَانُكَ بِهٰذِهِ ٱلْوُعُودِ ضَعِيفًا، يَسْهُلُ عَلَى ٱلشَّيْطَانِ وَأَتْبَاعِهِ أَنْ يُخِيفُوكَ. (ام ٢٤:١٠؛ عب ٢:١٥) فَكَيْفَ تُقَوِّي ٱلْآنَ ثِقَتَكَ بِٱلْمَلَكُوتِ؟ خَصِّصْ وَقْتًا لِتَدْرُسَ عَنْ وُعُودِ ٱللهِ وَمَاذَا يُؤَكِّدُ أَنَّهَا سَتَتَحَقَّقُ. وَكَيْفَ يُفِيدُكَ ذٰلِكَ؟ قَالَ سْتَانْلِي جُونْزَ ٱلَّذِي سُجِنَ سَبْعَ سَنَوَاتٍ بِسَبَبِ إِيمَانِهِ: * ‹كَانَ إِيمَانِي مُحَصَّنًا بِٱلْمَعْرِفَةِ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ، وَلَمْ أَشُكَّ وَلَوْ لِلَحْظَةٍ أَنَّهُ سَيَأْتِي، فَلَمْ أَكْسِرِ ٱسْتِقَامَتِي›. إِذًا، ٱلْإِيمَانُ ٱلْقَوِيُّ بِوُعُودِ يَهْوَهَ يُقَرِّبُكَ مِنْهُ وَلَا يَدَعُكَ تَسْتَسْلِمُ لِلْخَوْفِ. — ام ٣:٢٥، ٢٦.
٨ مَاذَا يُظْهِرُ مَوْقِفُنَا مِنَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟ أَوْضِحْ.
٨ اُحْضُرِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ. تُقَرِّبُنَا ٱلِٱجْتِمَاعَاتُ مِنْ يَهْوَهَ. وَمَوْقِفُنَا مِنْهَا يُظْهِرُ هَلْ نَحْتَمِلُ ٱلِٱضْطِهَادَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ أَمْ لَا. (عب ١٠:٢٤، ٢٥) لِمَاذَا نَقُولُ ذٰلِكَ؟ إِذَا كُنَّا نَسْمَحُ ٱلْآنَ لِعَرَاقِيلَ صَغِيرَةٍ بِأَنْ تَمْنَعَنَا عَنْ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، فَمَاذَا نَفْعَلُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ إِذَا لَزِمَ أَنْ نُخَاطِرَ بِحَيَاتِنَا لِنَجْتَمِعَ مَعًا؟ بِٱلْمُقَابِلِ، إِذَا صَمَّمْنَا مُنْذُ ٱلْآنَ أَنْ نَحْضُرَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ، فَلَنْ نَتَرَاجَعَ حِينَ يَمْنَعُنَا ٱلْمُقَاوِمُونَ. فَٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِنُقَدِّرَ ٱجْتِمَاعَاتِنَا. وَعِنْدَئِذٍ، لَا ٱلْمُقَاوَمَةُ وَلَا ٱلْحَظْرُ سَيَمْنَعَانِنَا عَنْ إِطَاعَةِ ٱللهِ حَاكِمًا لَا ٱلنَّاسِ. — اع ٥:٢٩.
حِفْظُ ٱلْآيَاتِ وَٱلتَّرَانِيمِ ٱلْآنَ يُفِيدُكَ خِلَالَ ٱلِٱضْطِهَادِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٩.) *
٩ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا حِفْظُ ٱلْآيَاتِ؟
٩ اِحْفَظْ آيَاتِكَ ٱلْمُفَضَّلَةَ. (مت ١٣:٥٢) صَحِيحٌ أَنَّ ذَاكِرَتَنَا لَيْسَتْ كَامِلَةً، لٰكِنَّ يَهْوَهَ يَسْتَعْمِلُ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ لِيُذَكِّرَنَا بِآيَاتٍ نَعْرِفُهَا. (يو ١٤:٢٦) قَالَ أَخٌ وُضِعَ فِي حَبْسٍ ٱنْفِرَادِيٍّ فِي أَلْمَانِيَا ٱلشَّرْقِيَّةِ: «كَانَتْ بَرَكَةً لِي أَنَّنِي حَفِظْتُ . . . مِئَاتِ ٱلْآيَاتِ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ. فَقَدْ أَتَاحَ لِي ذٰلِكَ أَنْ أَقْضِيَ تِلْكَ ٱلْأَيَّامَ ٱلْمُمِلَّةَ وَأَنَا أَتَأَمَّلُ فِي مَوَاضِيعَ مُتَنَوِّعَةٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ». فَحِفْظُ ٱلْآيَاتِ سَاعَدَ هٰذَا ٱلْأَخَ أَنْ يَبْقَى قَرِيبًا مِنْ يَهْوَهَ وَيَحْتَمِلَ بِأَمَانَةٍ.
(اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٠.) *
١٠ لِمَ جَيِّدٌ أَنْ نَحْفَظَ ٱلتَّرَانِيمَ وَٱلْأَغَانِيَ ٱلَّتِي تُسَبِّحُ يَهْوَهَ؟
١٠ اِحْفَظِ ٱلتَّرَانِيمَ وَٱلْأَغَانِيَ ٱلَّتِي تُسَبِّحُ يَهْوَهَ وَرَنِّمْهَا. عِنْدَمَا سُجِنَ بُولُسُ وَسِيلَا فِي فِيلِبِّي، رَنَّمَا تَرَانِيمَ كَانَا قَدْ حَفِظَاهَا. (اع ١٦:٢٥) وَهٰذَا مَا فَعَلَهُ أَيْضًا ٱلْإِخْوَةُ فِي ٱلِٱتِّحَادِ ٱلسُّوفْيَاتِيِّ ٱلسَّابِقِ عِنْدَمَا نُفُوا إِلَى سَيْبِيرِيَا. تَذْكُرُ ٱلْأُخْتُ مَارِيَّا فَدُون: «رَنَّمْنَا كُلَّ ٱلتَّرَانِيمِ ٱلَّتِي نَعْرِفُهَا». وَقَالَتْ إِنَّ هٰذِهِ ٱلتَّرَانِيمَ شَجَّعَتِ ٱلْجَمِيعَ وَقَرَّبَتْهُمْ مِنْ يَهْوَهَ. فَهَلْ تَتَشَجَّعُ عِنْدَمَا تُرَنِّمُ تَرَانِيمَكَ ٱلْمُفَضَّلَةَ أَوْ تُغَنِّي أَغَانِيَ تُسَبِّحُ يَهْوَهَ؟ إِذًا ٱبْدَأْ مُنْذُ ٱلْآنَ بِحِفْظِهَا. — اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ « أَعْطِنِي ٱلشَّجَاعَةَ».
كَيْفَ تُقَوِّي شَجَاعَتَكَ؟
١١-١٢ (أ) حَسَبَ ١ صَمُوئِيل ١٧:٣٧، ٤٥-٤٧، مِنْ أَيْنَ أَتَى دَاوُدُ بِٱلشَّجَاعَةِ؟ (ب) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ قِصَّةِ دَاوُدَ؟
١١ تَحْتَاجُ إِلَى ٱلشَّجَاعَةِ كَيْ تَحْتَمِلَ ٱلِٱضْطِهَادَ. فَهَلْ تَشْعُرُ أَنَّهَا تَنْقُصُكَ؟ تَذَكَّرْ أَنَّ ٱلشَّجَاعَةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ لَا عَلَاقَةَ لَهَا بِٱلْحَجْمِ أَوْ بِٱلْقُوَّةِ أَوِ ٱلْمَهَارَةِ. فَكِّرْ فِي مِثَالِ ٱلشَّابِّ دَاوُدَ ٱلَّذِي وَاجَهَ جُلْيَاتَ. فَبِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ هٰذَا ٱلْعِمْلَاقِ، كَانَ دَاوُدُ صَغِيرًا وَضَعِيفًا وَبِٱلْكَادِ مُسَلَّحًا، حَتَّى سَيْفٌ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ. مَعَ ذٰلِكَ، كَانَ شُجَاعًا جِدًّا. فَهُوَ رَكَضَ بِجُرْأَةٍ لِيُحَارِبَ هٰذَا ٱلْعِمْلَاقَ ٱلْمُتَكَبِّرَ.
١٢ وَمِنْ أَيْنَ أَتَى دَاوُدُ بِهٰذِهِ ٱلشَّجَاعَةِ؟ كَانَ وَاثِقًا تَمَامًا أَنَّ يَهْوَهَ مَعَهُ. (اقرأ ١ صموئيل ١٧:٣٧، ٤٥-٤٧.) وَلَمْ يُفَكِّرْ كَمْ هُوَ صَغِيرٌ أَمَامَ جُلْيَاتَ، بَلْ كَمْ جُلْيَاتُ صَغِيرٌ أَمَامَ يَهْوَهَ. فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هٰذِهِ ٱلْقِصَّةِ؟ نَحْنُ نَتَشَجَّعُ حِينَ نَثِقُ أَنَّ يَهْوَهَ مَعَنَا وَأَنَّ مُقَاوِمِينَا صِغَارٌ جِدًّا أَمَامَ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. (٢ اخ ٢٠:١٥؛ مز ١٦:٨) فَكَيْفَ نُقَوِّي شَجَاعَتَنَا ٱلْآنَ قَبْلَ أَنْ يَبْدَأَ ٱلِٱضْطِهَادُ؟
١٣ كَيْفَ نُقَوِّي شَجَاعَتَنَا؟ أَوْضِحْ.
١٣ إِنَّ ٱلتَّكَلُّمَ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللهِ يُقَوِّي شَجَاعَتَنَا. فَهُوَ يُعَلِّمُنَا أَنْ نَثِقَ بِيَهْوَهَ وَنَتَغَلَّبَ عَلَى ٱلْخَوْفِ مِنَ ٱلنَّاسِ. (ام ٢٩:٢٥) فَكَمَا تَقْوَى عَضَلَاتُنَا عِنْدَمَا نُمَارِسُ ٱلرِّيَاضَةَ، تَقْوَى شَجَاعَتُنَا عِنْدَمَا نُبَشِّرُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ، فِي ٱلْأَمَاكِنِ ٱلْعَامَّةِ، فِي ٱلْمُقَاطَعَاتِ ٱلتِّجَارِيَّةِ، وَبِطَرِيقَةٍ غَيْرِ رَسْمِيَّةٍ. وَإِذَا بَشَّرْنَا ٱلْآنَ بِشَجَاعَةٍ، نَصِيرُ مُسْتَعِدِّينَ أَنْ نُبَشِّرَ حَتَّى تَحْتَ ٱلْحَظْرِ. — ١ تس ٢:١، ٢.
نَانْسِي يُوِين رَفَضَتْ أَنْ تَتَوَقَّفَ عَنِ ٱلتَّبْشِيرِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٤.)
١٤-١٥ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْأُخْتَيْنِ نَانْسِي وَفَالَنْتِينَا؟
١٤ وَنَتَعَلَّمُ ٱلْكَثِيرَ مِنْ مِثَالِ أُخْتَيْنِ أَمِينَتَيْنِ أَظْهَرَتَا شَجَاعَةً مُمَيَّزَةً. إِحْدَاهُمَا هِيَ نَانْسِي يُوِينُ ٱلَّتِي لَمْ يَتَجَاوَزْ طُولُهَا ٱلْمِتْرَ وَٱلنِّصْفَ. * فَهِيَ لَمْ تَخَفْ مِنَ ٱلْمُقَاوِمِينَ. بَلْ رَفَضَتْ أَنْ تَتَوَقَّفَ عَنِ ٱلتَّبْشِيرِ بِٱلْمَلَكُوتِ. فَسُجِنَتْ أَكْثَرَ مِنْ ٢٠ سَنَةً فِي ٱلصِّينِ ٱلشُّيُوعِيَّةِ. وَقَدْ وَصَفَهَا ٱلْمُحَقِّقُونَ بِأَنَّهَا «أَعْنَدُ شَخْصٍ فِي ٱلصِّينِ كُلِّهَا».
فَالَنْتِينَا غَارْنُوفْسْكَايَا كَانَتْ مُقْتَنِعَةً أَنَّ يَهْوَهَ مَعَهَا (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٥.)
١٥ أَيْضًا، سُجِنَتْ فَالَنْتِينَا غَارْنُوفْسْكَايَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي ٱلِٱتِّحَادِ ٱلسُّوفْيَاتِيِّ ٱلسَّابِقِ. * وَقَضَتْ فِي ٱلسِّجْنِ مَا مَجْمُوعُهُ ٢١ سَنَةً. وَمَا ٱلسَّبَبُ؟ كَانَتْ مُصِرَّةً أَنْ تُبَشِّرَ. حَتَّى إِنَّ ٱلرَّسْمِيِّينَ صَنَّفُوهَا «مُجْرِمَةً بَالِغَةَ ٱلْخُطُورَةِ». فَمِنْ أَيْنَ أَتَتْ هَاتَانِ ٱلْأُخْتَانِ بِٱلشَّجَاعَةِ؟ كَانَتَا مُقْتَنِعَتَيْنِ أَنَّ يَهْوَهَ مَعَهُمَا.
١٦ مَا سِرُّ ٱلشَّجَاعَةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ؟
١٦ إِذًا كَيْ نُقَوِّيَ شَجَاعَتَنَا، لَا يَجِبُ أَنْ نَتَّكِلَ عَلَى قُوَّتِنَا وَلَا عَلَى مَهَارَتِنَا. بَلْ لِنَثِقْ أَنَّ يَهْوَهَ مَعَنَا وَهُوَ يُحَارِبُ عَنَّا. (تث ١:٢٩، ٣٠؛ زك ٤:٦) فَهٰذَا هُوَ سِرُّ ٱلشَّجَاعَةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ.
لِنَبْقَ أَقْوِيَاءَ وَلَوْ كَرِهَنَا ٱلنَّاسُ
١٧-١٨ أَيُّ تَحْذِيرٍ نَجِدُهُ فِي يُوحَنَّا ١٥:١٨-٢١؟ أَوْضِحْ.
١٧ كُلُّنَا نُحِبُّ أَنْ يَحْتَرِمَنَا ٱلْآخَرُونَ. لٰكِنْ إِذَا كَرِهُونَا، فَلَا يَجِبُ أَنْ نَشْعُرَ أَنَّنَا بِلَا قِيمَةٍ. قَالَ يَسُوعُ: «سُعَدَاءُ أَنْتُمْ مَتَى أَبْغَضَكُمُ ٱلنَّاسُ . . . مِنْ أَجْلِ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ». (لو ٦:٢٢) فَمَاذَا قَصَدَ؟
١٨ طَبْعًا، لَمْ يَقْصِدْ يَسُوعُ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ يَفْرَحُونَ لِأَنَّ ٱلنَّاسَ يَكْرَهُونَهُمْ. لٰكِنَّ كَلِمَاتِهِ تَصِفُ ٱلْوَاقِعَ. فَنَحْنُ لَسْنَا جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ. نَحْنُ نَعِيشُ حَسَبَ تَعَالِيمِ يَسُوعَ، وَنُبَشِّرُ بِٱلرِّسَالَةِ ٱلَّتِي بَشَّرَ بِهَا. وَنَتِيجَةً لِذٰلِكَ يُبْغِضُنَا ٱلْعَالَمُ. (اقرأ يوحنا ١٥:١٨-٢١.) إِلَّا أَنَّنَا نُرِيدُ أَنْ نُرْضِيَ يَهْوَهَ. وَإِنْ أَبْغَضَنَا ٱلنَّاسُ لِأَنَّنَا نُحِبُّ أَبَانَا يَهْوَهَ، فَهٰذِهِ مُشْكِلَتُهُمْ.
١٩ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِٱلرُّسُلِ؟
مي ٤:٥) وَمَا فَعَلَهُ ٱلرُّسُلُ فِي أُورُشَلِيمَ بَعْدَ مَوْتِ يَسُوعَ بِفَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ يُعَلِّمُنَا كَيْفَ نَتَغَلَّبُ عَلَى ٱلْخَوْفِ مِنَ ٱلنَّاسِ. فَقَدْ عَرَفَ ٱلرُّسُلُ كَمْ يَكْرَهُهُمْ رِجَالُ ٱلدِّينِ ٱلْيَهُودُ. (اع ٥:١٧، ١٨، ٢٧، ٢٨) مَعَ ذٰلِكَ، ظَلُّوا يَذْهَبُونَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى ٱلْهَيْكَلِ وَيُبَشِّرُونَ عَلَنًا. (اع ٥:٤٢) فَهُمْ لَمْ يَخْجَلُوا أَنْ يَكُونُوا مِنْ تَلَامِيذِ يَسُوعَ وَرَفَضُوا أَنْ يَسْتَسْلِمُوا لِلْخَوْفِ. نَحْنُ أَيْضًا، نَتَغَلَّبُ عَلَى ٱلْخَوْفِ إِذَا لَمْ نَتَرَدَّدْ فِي إِخْبَارِ جِيرَانِنَا وَرِفَاقِنَا فِي ٱلْعَمَلِ وَٱلْمَدْرَسَةِ أَنَّنَا شُهُودٌ لِيَهْوَهَ. — اع ٤:٢٩؛ رو ١:١٦.
١٩ وَمَهْمَا قَالَ ٱلنَّاسُ أَوْ فَعَلُوا، فَلَا نَخْجَلُ أَنَّنَا شُهُودٌ لِيَهْوَهَ. (٢٠ لِمَاذَا كَانَ ٱلرُّسُلُ سُعَدَاءَ؟
٢٠ وَٱلرُّسُلُ كَانُوا سُعَدَاءَ لِأَنَّهُمْ عَرَفُوا لِمَاذَا يَكْرَهُهُمُ ٱلنَّاسُ. وَٱعْتَبَرُوهُ شَرَفًا لَهُمْ أَنْ يُضْطَهَدُوا لِأَنَّهُمْ يَفْعَلُونَ مَشِيئَةَ يَهْوَهَ. (لو ٦:٢٣؛ اع ٥:٤١) كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ لَاحِقًا: «إِنْ تَأَلَّمْتُمْ مِنْ أَجْلِ ٱلْبِرِّ، تَكُونُونَ سُعَدَاءَ». (١ بط ٢:١٩-٢١؛ ٣:١٤) فَعِنْدَمَا نُدْرِكُ أَنَّ ٱلْعَالَمَ يَكْرَهُنَا لِأَنَّنَا نَفْعَلُ مَشِيئَةَ يَهْوَهَ، لَا نَدَعُ كُرْهَهُ لَنَا يُخِيفُنَا أَوْ يَشُلُّنَا.
هَلْ تَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلْوَقْتِ ٱلْآنَ؟
٢١-٢٢ (أ) كَيْفَ تَنْوِي أَنْ تَسْتَعِدَّ لِلِٱضْطِهَادِ؟ (ب) مَاذَا تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
٢١ نَحْنُ لَا نَعْرِفُ مَتَى نُوَاجِهُ ٱلِٱضْطِهَادَ أَوِ ٱلْحَظْرَ. لِذَا ضَرُورِيٌّ أَنْ نَسْتَفِيدَ مِنَ ٱلْوَقْتِ ٱلْآنَ لِنُقَوِّيَ عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ، نُقَوِّيَ شَجَاعَتَنَا، وَنَبْقَى أَقْوِيَاءَ وَلَوْ كَرِهَنَا ٱلنَّاسُ. فَٱلِٱسْتِعْدَادُ ٱلْآنَ يُمَكِّنُنَا مِنَ ٱلثَّبَاتِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.
٢٢ لٰكِنْ مَاذَا لَوْ كُنَّا فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ تَحْتَ ٱلْحَظْرِ؟ تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ مَبَادِئَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ فِي ظَرْفٍ كَهٰذَا.
اَلتَّرْنِيمَةُ ١١٨ زِدْ إِيمَانِي!
^ الفقرة 5 نَحْنُ لَا نُحِبُّ أَنْ يَكْرَهَنَا ٱلنَّاسُ. لٰكِنْ عَاجِلًا أَوْ آجِلًا، جَمِيعُنَا سَنَتَعَرَّضُ لِلِٱضْطِهَادِ. وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَتَعَلَّمُ كَيْفَ نُوَاجِهُهُ بِشَجَاعَةٍ.
^ الفقرة 7 اُنْظُرْ كِتَابَ شُهُودُ يَهْوَهَ — مُنَادُونَ بِمَلَكُوتِ ٱللهِ، ٱلصَّفْحَةَ ٤٩٠، ٱلْفِقْرَةَ ١؛ وَ بُرْجَ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَدَدَ ١٥ كَانُونَ ٱلْأَوَّلِ (دِيسَمْبِر) ١٩٦٥، ٱلصَّفَحَاتِ ٧٥٦-٧٦٧ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ).
^ الفقرة 14 اُنْظُرْ بُرْجَ ٱلْمُرَاقَبَةِ، عَدَدَ ١ آذَارَ (مَارِس) ١٩٨٠، ٱلصَّفَحَاتِ ٣٥-٣٨. شَاهِدْ أَيْضًا ٱلْفِيدْيُو اِسْمُ يَهْوَهَ سَيُصْبِحُ مَعْرُوفًا عَلَى مَحَطَّةِ JW تَحْتَ ٱلْمُقَابَلَاتِ وَٱلتَّجَارِبِ ٱلشَّخْصِيَّةِ.
^ الفقرة 67 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: وَالِدَانِ يَسْتَعْمِلَانِ بِطَاقَاتٍ خِلَالَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ لِيُسَاعِدَا وَلَدَيْهِمَا أَنْ يَحْفَظَا آيَاتٍ.
^ الفقرة 70 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: عَائِلَةٌ تَتَمَرَّنُ عَلَى ٱلتَّرَانِيمِ فِي ٱلطَّرِيقِ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ.