الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٤٥

كيف يساعدنا الروح القدس؟‏

كيف يساعدنا الروح القدس؟‏

‏«إِنِّي أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ بِذَاكَ ٱلَّذِي يَمْنَحُنِي ٱلْقُوَّةَ».‏ —‏ في ٤:‏١٣‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١٠٤ اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَطِيَّةُ ٱللهِ

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١-‏٢ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَحَمَّلَ ٱلْمَشَاكِلَ؟‏ أَوْضِحْ.‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

هَلْ فَكَّرْتَ مَرَّةً فِي مُشْكِلَةٍ مَرَرْتَ بِهَا،‏ ثُمَّ قُلْتَ:‏ «مَا كُنْتُ لِأَتَحَمَّلَهَا بِمُفْرَدِي»؟‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ،‏ أَنْتَ لَسْتَ ٱلْوَحِيدَ.‏ فَرُبَّمَا وَاجَهْتَ مَرَضًا خَطِيرًا أَوْ تَحَمَّلْتَ مَوْتَ شَخْصٍ تُحِبُّهُ.‏ وَحِينَ تَتَذَكَّرُ مَا حَصَلَ،‏ تُدْرِكُ أَنَّكَ مَا كُنْتَ لِتَتَحَمَّلَ لَوْلَا رُوحُ يَهْوَهَ ٱلْقُدُسُ.‏ فَهُوَ أَعْطَاكَ ‹قُدْرَةً تَفُوقُ مَا هُوَ عَادِيٌّ›.‏ —‏ ٢ كو ٤:‏٧-‏٩‏.‏

٢ وَاَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يُسَاعِدُنَا أَيْضًا لِنُقَاوِمَ تَأْثِيرَ هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ.‏ (‏١ يو ٥:‏١٩‏)‏ كَمَا نَتَّكِلُ عَلَيْهِ فِي حَرْبِنَا ضِدَّ «ٱلْقُوَى ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلشِّرِّيرَةِ».‏ (‏اف ٦:‏١٢‏)‏ فَكَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَنْ نُوَاجِهَ كُلَّ هٰذَا؟‏ سَنُنَاقِشُ ٱلْآنَ طَرِيقَتَيْنِ،‏ ثُمَّ سَنَرَى مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَسْتَفِيدَ كَامِلًا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏

اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يُقَوِّينَا

٣ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ مِنْ خِلَالِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟‏

٣ يُقَوِّينَا يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ لِنُتَمِّمَ مَسْؤُولِيَّاتِنَا رَغْمَ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلصَّعْبَةِ.‏ مَثَلًا،‏ وَاجَهَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مَشَاكِلَ كَثِيرَةً.‏ لٰكِنَّهُ ٱسْتَمَرَّ فِي ٱلْخِدْمَةِ لِأَنَّهُ ٱتَّكَلَ عَلَى «قُدْرَةِ ٱلْمَسِيحِ».‏ (‏٢ كو ١٢:‏٩‏)‏ فَخِلَالَ رِحْلَتِهِ ٱلْإِرْسَالِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ،‏ بَشَّرَ بِٱجْتِهَادٍ وَٱشْتَغَلَ أَيْضًا لِيُؤَمِّنَ مَصَارِيفَهُ.‏ فَهُوَ بَقِيَ فِي كُورِنْثُوسَ فِي مَنْزِلِ أَكِيلَا وَبِرِيسْكِلَّا،‏ ٱللَّذَيْنِ كَانَا يَصْنَعَانِ ٱلْخِيَمَ مِثْلَهُ.‏ وَصَارَ يَعْمَلُ مَعْهُمَا جُزْءًا مِنْ وَقْتِهِ.‏ (‏اع ١٨:‏١-‏٤‏)‏ فَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ قَوَّاهُ كَيْ يُؤَمِّنَ مَصَارِيفَهُ وَيُتَمِّمَ خِدْمَتَهُ أَيْضًا.‏

٤ حَسَبَ ٢ كُورِنْثُوس ١٢:‏٧-‏٩‏،‏ مِمَّ عَانَى ٱلرَّسُولُ بُولُسُ؟‏

٤ اقرأ ٢ كورنثوس ١٢:‏٧-‏٩‏.‏ مَاذَا قَصَدَ بُولُسُ حِينَ قَالَ إِنَّ لَدَيْهِ «شَوْكَةً فِي ٱلْجَسَدِ»؟‏ لَا شَكَّ أَنَّنَا نَتَأَلَّمُ كَثِيرًا إِذَا عَلِقَتْ شَوْكَةٌ فِي جَسَدِنَا.‏ إِذًا كَانَ بُولُسُ يُشِيرُ أَنَّهُ يُعَانِي مِنْ مُشْكِلَةٍ مُؤْلِمَةٍ.‏ وَقَدْ وَصَفَهَا بِأَنَّهَا «مَلَاكٌ لِلشَّيْطَانِ» وَأَنَّهَا تَسْتَمِرُّ فِي ضَرْبِهِ.‏ رُبَّمَا لَمْ يُسَبِّبِ ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ مُشْكِلَةَ بُولُسَ بِشَكْلٍ مُبَاشِرٍ.‏ لٰكِنَّهُمُ ٱسْتَغَلُّوهَا لِيَزِيدُوا وَجَعَهُ،‏ كَمَا لَوْ أَنَّهُمْ يَغْرِزُونَ ٱلشَّوْكَةَ أَكْثَرَ فِي جَسَدِهِ.‏ فَمَاذَا فَعَلَ بُولُسُ؟‏

٥ كَيْفَ ٱسْتَجَابَ يَهْوَهُ صَلَوَاتِ بُولُسَ؟‏

٥ فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ أَرَادَ بُولُسُ أَنْ يَتَخَلَّصَ مِنْ هٰذِهِ ٱلشَّوْكَةِ.‏ كَتَبَ:‏ «تَوَسَّلْتُ إِلَى ٱلرَّبِّ [يَهْوَهَ] ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَنْ تُفَارِقَنِي».‏ لٰكِنَّ ٱلشَّوْكَةَ بَقِيَتْ رَغْمَ كُلِّ صَلَوَاتِ بُولُسَ.‏ فَهَلْ عَنَى ذٰلِكَ أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَسْتَجِبْ لَهُ؟‏ عَلَى ٱلْعَكْسِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يُخَلِّصْهُ مِنْ مُشْكِلَتِهِ،‏ لٰكِنَّهُ أَعْطَاهُ ٱلْقُوَّةَ لِيَتَحَمَّلَهَا.‏ قَالَ يَهْوَهُ:‏ «قُدْرَتِي تُكْمَلُ فِي ٱلضُّعْفِ».‏ (‏٢ كو ١٢:‏٨،‏ ٩‏)‏ وَبِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ،‏ ٱسْتَطَاعَ بُولُسُ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى هُدُوئِهِ وَفَرَحِهِ.‏ —‏ في ٤:‏٤-‏٧‏.‏

٦ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَجِيبَ يَهْوَهُ صَلَوَاتِنَا؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تُقَوِّيكَ ٱلْوُعُودُ ٱلْمَذْكُورَةُ فِي ٱلْآيَاتِ فِي هٰذِهِ ٱلْفِقْرَةِ؟‏

٦ مَاذَا عَنْكَ؟‏ هَلْ عَانَيْتَ مِنْ مُشْكِلَةٍ وَتَرَجَّيْتَ يَهْوَهَ أَنْ يُخَلِّصَكَ مِنْهَا مِثْلَمَا فَعَلَ بُولُسُ؟‏ هَلْ شَعَرْتَ أَنَّ يَهْوَهَ غَيْرُ رَاضٍ عَنْكَ لِأَنَّ ٱلْمُشْكِلَةَ بَقِيَتْ أَوْ صَارَ ٱلْوَضْعُ أَسْوَأَ؟‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ،‏ تَذَكَّرْ مِثَالَ بُولُسَ.‏ فَكَمَا ٱسْتَجَابَ لَهُ يَهْوَهُ،‏ سَيَسْتَجِيبُ لَكَ بِٱلتَّأْكِيدِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ قَدْ لَا يُنْهِي ٱلْمُشْكِلَةَ،‏ لٰكِنَّهُ سَيُقَوِّيكَ لِتَتَحَمَّلَهَا بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ.‏ (‏مز ٦١:‏٣،‏ ٤‏)‏ وَحَتَّى لَوْ أَرْهَقَتْكَ ٱلْمَشَاكِلُ،‏ فَيَهْوَهُ لَنْ يَتَخَلَّى عَنْكَ.‏ —‏ ٢ كو ٤:‏٨،‏ ٩؛‏ في ٤:‏١٣‏.‏

اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْأَمَامِ

٧-‏٨ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ يُشْبِهُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ٱلرِّيَاحَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ وَصَفَ بُطْرُسُ طَرِيقَةَ عَمَلِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟‏

٧ يُسَاعِدُنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ بِطَرِيقَةٍ أُخْرَى أَيْضًا.‏ كَيْفَ؟‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نُشَبِّهَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ بِٱلرِّيَاحِ.‏ فَٱلرِّيَاحُ ٱلْمُنَاسِبَةُ تَدْفَعُ ٱلسَّفِينَةَ كَيْ تَصِلَ إِلَى وُجْهَتِهَا،‏ حَتَّى لَوْ كَانَ ٱلْبَحْرُ هَائِجًا.‏ بِشَكْلٍ مُشَابِهٍ،‏ يَدْفَعُنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ إِلَى ٱلْأَمَامِ كَيْ نَصِلَ إِلَى ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ رَغْمَ ٱلْعَوَاصِفِ ٱلَّتِي تُوَاجِهُنَا.‏

٨ كَانَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ صَيَّادَ سَمَكٍ،‏ لِذَا ٱعْتَادَ أَنْ يُبْحِرَ.‏ وَرُبَّمَا لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ ٱسْتَعْمَلَ كَمَا يَبْدُو تَعْبِيرًا بَحْرِيًّا لِيَصِفَ طَرِيقَةَ عَمَلِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ كَتَبَ:‏ «لَمْ تَأْتِ أَيُّ نُبُوَّةٍ مِنْ مَصْدَرٍ بَشَرِيٍّ،‏ بَلْ تَكَلَّمَ أَشْخَاصٌ مِنْ قِبَلِ ٱللهِ بِتَوْجِيهٍ مِنْ رُوحٍ قُدُسٍ».‏ وَٱلْكَلِمَةُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلْمُتَرْجَمَةُ إِلَى «بِتَوْجِيهٍ» تَعْنِي حَرْفِيًّا «مَسُوقِينَ بِـ‍» .‏ —‏ ٢ بط ١:‏٢١‏،‏ حاشية ع‌ج‏.‏

٩ مَا ٱلْمَشْهَدُ ٱلَّذِي قَصَدَهُ بُطْرُسُ حِينَ ٱسْتَعْمَلَ كَلِمَةَ «مَسُوقِينَ»؟‏

٩ أَيُّ مَشْهَدٍ أَرَادَ بُطْرُسُ أَنْ نَتَخَيَّلَهُ حِينَ ٱسْتَعْمَلَ كَلِمَةَ «مَسُوقِينَ»؟‏ اِسْتَعْمَلَ لُوقَا ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ نَفْسَهَا فِي سِفْرِ ٱلْأَعْمَالِ لِيَصِفَ سَفِينَةً ‹تَسُوقُهَا› ٱلرِّيحُ.‏ (‏اع ٢٧:‏١٥‏)‏ وَذَكَرَ أَحَدُ عُلَمَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ بُطْرُسَ كَانَ يَسْتَخْدِمُ «تَشْبِيهًا بَحْرِيًّا رَائِعًا».‏ فَقَدْ قَصَدَ بُطْرُسُ أَنَّهُ كَمَا تَسُوقُ ٱلرِّيَاحُ ٱلسَّفِينَةَ لِتَصِلَ إِلَى وُجْهَتِهَا،‏ هٰكَذَا سَاقَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ ٱلْكَتَبَةَ لِيُتَمِّمُوا مُهِمَّتَهُمْ.‏ وَقَالَ ٱلْعَالِمُ نَفْسُهُ إِنَّ «ٱلْأَنْبِيَاءَ رَفَعُوا أَشْرِعَتَهُمْ إِنْ جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ»،‏ فَقَامَ يَهْوَهُ بِدَوْرِهِ:‏ أَعْطَى «ٱلرِّيَاحَ»،‏ أَيِ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ.‏ ثُمَّ قَامَ ٱلْأَنْبِيَاءُ بِدَوْرِهِمْ:‏ عَمِلُوا بِٱنْسِجَامٍ مَعْ هٰذَا ٱلرُّوحِ.‏

اَلْخُطْوَةُ ١:‏ اِشْتَرِكْ دَائِمًا بِنَشَاطَاتٍ يُوَجِّهُهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ

اَلْخُطْوَةُ ٢:‏ قَدِّمْ أَفْضَلَ مَا لَدَيْكَ حِينَ تَشْتَرِكُ بِهٰذِهِ ٱلنَّشَاطَاتِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١١.‏)‏ *

١٠-‏١١ أَيُّ خُطْوَتَيْنِ يَلْزَمُ أَنْ نَقُومَ بِهِمَا لِنَسْتَفِيدَ كَامِلًا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟‏ أَوْضِحْ.‏

١٠ طَبْعًا،‏ لَا يَسْتَعْمِلُ يَهْوَهُ رُوحَهُ ٱلْيَوْمَ لِيُوحِيَ إِلَيْنَا أَنْ نَكْتُبَ أَسْفَارًا.‏ لٰكِنَّهُ لَا يَزَالُ يَسْتَعْمِلُ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ لِيُوَجِّهَ شَعْبَهُ.‏ فَيَهْوَهُ لَا يَزَالُ يَقُومُ بِدَوْرِهِ.‏ وَعَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَقُومَ بِدَوْرِنَا لِنَسْتَفِيدَ كَامِلًا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ فَكَيْفَ نَفْعَلُ ذٰلِكَ؟‏

١١ فَكِّرْ فِي هٰذَا ٱلْإِيضَاحِ.‏ كَيْ يَسْتَفِيدَ ٱلْبَحَّارُ مِنَ ٱلرِّيَاحِ عَلَيْهِ أَنْ يَقُومَ بِأَمْرَيْنِ:‏ أَوَّلًا،‏ عَلَيْهِ أَنْ يَضَعَ مَرْكَبَهُ فِي مَكَانٍ تَهُبُّ فِيهِ ٱلرِّيَاحُ.‏ فَإِذَا بَقِيَ فِي ٱلْمَرْفَإِ بَعِيدًا عَنِ ٱلرِّيَاحِ،‏ فَلَنْ يَسْتَفِيدَ مِنْهَا.‏ ثَانِيًا،‏ عَلَيْهِ أَنْ يَرْفَعَ ٱلْأَشْرِعَةَ وَيَفْتَحَهَا إِلَى أَقْصَى حَدٍّ.‏ فَٱلْمَرْكَبُ لَنْ يَتَقَدَّمَ إِلَّا إِذَا هَبَّتِ ٱلرِّيَاحُ فِي ٱلْأَشْرِعَةِ.‏ بِشَكْلٍ مُشَابِهٍ،‏ لَا نَقْدِرُ أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ دُونَ مُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ وَكَيْ نَسْتَفِيدَ مِنْهُ كَامِلًا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَقُومَ بِخُطْوَتَيْنِ:‏ أَوَّلًا،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَقُومَ بِأُمُورٍ يُوَجِّهُهَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ.‏ ثَانِيًا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُعْطِيَ أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا حِينَ نَقُومُ بِهٰذِهِ ٱلْأُمُورِ،‏ كَمَا لَوْ أَنَّنَا نَفْتَحُ ٱلْأَشْرِعَةَ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ.‏ (‏مز ١١٩:‏٣٢‏)‏ عِنْدَئِذٍ،‏ يُقَوِّينَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ وَيَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْأَمَامِ لِنَسْتَمِرَّ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ حَتَّى نَصِلَ إِلَى ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ.‏

١٢ مَاذَا سَنَرَى ٱلْآنَ؟‏

١٢ لَقَدْ نَاقَشْنَا طَرِيقَتَيْنِ يُسَاعِدُنَا بِهِمَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ.‏ فَهُوَ يُقَوِّينَا لِنَبْقَى أُمَنَاءَ رَغْمَ ٱلصُّعُوبَاتِ،‏ وَيَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْأَمَامِ لِنَعْمَلَ مَشِيئَةَ يَهْوَهَ وَنَصِلَ إِلَى ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ.‏ لِنَرَ ٱلْآنَ أَرْبَعَةَ أُمُورٍ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَسْتَفِيدَ كَامِلًا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏

كَيْفَ نَسْتَفِيدُ كَامِلًا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟‏

١٣ حَسَبَ ٢ تِيمُوثَاوُس ٣:‏١٦،‏ ١٧‏،‏ كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا كَلِمَةُ ٱللهِ،‏ وَمَا هُوَ دَوْرُنَا؟‏

١٣ أَوَّلًا،‏ ٱدْرُسْ كَلِمَةَ ٱللهِ.‏ ‏(‏اقرأ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦،‏ ١٧‏.‏)‏ إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ إِلَى «مُوحًى بِهَا مِنَ ٱللهِ» تَعْنِي حَرْفِيًّا «ٱللهُ نَفَخَهَا».‏ فَٱللهُ ٱسْتَخْدَمَ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ كَيْ «يَنْفُخَ» أَفْكَارَهُ،‏ أَوْ يَضَعَهَا،‏ فِي عُقُولِ كَتَبَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَحِينَ نَقْرَأُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَنَتَأَمَّلُ فِيهِ،‏ تَدْخُلُ إِرْشَادَاتُهُ إِلَى عَقْلِنَا وَقَلْبِنَا.‏ فَتَدْفَعُنَا أَنْ نُغَيِّرَ حَيَاتَنَا كَيْ نُرْضِيَ ٱللهَ.‏ (‏عب ٤:‏١٢‏)‏ وَلٰكِنْ كَيْ نَسْتَفِيدَ كَامِلًا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُخَصِّصَ ٱلْوَقْتَ لِنَدْرُسَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِٱسْتِمْرَارٍ وَنَتَأَمَّلَ فِيهِ جَيِّدًا.‏ وَهٰكَذَا تَنْعَكِسُ مَبَادِئُهُ عَلَى كُلِّ مَا نَقُولُهُ وَنَفْعَلُهُ.‏

١٤ ‏(‏أ)‏ لِمَ نَقُولُ إِنَّ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ هِيَ «مَكَانٌ تَهُبُّ فِيهِ ٱلرِّيَاحُ»؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ كَامِلًا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟‏

١٤ ثَانِيًا،‏ ٱحْضُرِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ.‏ ‏(‏مز ٢٢:‏٢٢‏)‏ حِينَ نَكُونُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ،‏ نَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ فَٱلِٱجْتِمَاعَاتُ هِيَ «مَكَانٌ تَهُبُّ فِيهِ ٱلرِّيَاحُ»،‏ إِنْ جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ.‏ (‏رؤ ٢:‏٢٩‏)‏ لِمَ نَقُولُ ذٰلِكَ؟‏ لِأَنَّنَا فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ نُصَلِّي وَنَطْلُبُ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ،‏ نُرَنِّمُ تَرَانِيمَ مُؤَسَّسَةً عَلَى كَلِمَةِ ٱللهِ،‏ وَنَنَالُ إِرْشَادَاتٍ مِنْ إِخْوَةٍ عَيَّنَهُمُ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ.‏ وَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يُسَاعِدُ أَخَوَاتِنَا أَيْضًا لِيُحَضِّرْنَ ٱلْمَوَاضِيعَ وَيُقَدِّمْنَهَا.‏ وَلٰكِنْ كَيْ نَسْتَفِيدَ كَامِلًا مِنْ مُسَاعَدَتِهِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَرْفَعَ ٱلْأَشْرِعَةَ،‏ أَيْ أَنْ نَسْتَعِدَّ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ وَنُشَارِكَ فِيهَا.‏

١٥ كَيْفَ نَسْمَحُ لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ أَنْ يُسَاعِدَنَا فِي خِدْمَتِنَا؟‏

١٥ ثَالِثًا،‏ بَشِّرِ ٱلنَّاسَ.‏ حِينَ نَسْتَعْمِلُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ لِنُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ وَنُعَلِّمَهُمْ،‏ نَسْمَحُ لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ بِأَنْ يُسَاعِدَنَا فِي خِدْمَتِنَا.‏ (‏رو ١٥:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ وَكَيْ نَسْتَفِيدَ كَامِلًا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُبَشِّرَ بِٱسْتِمْرَارٍ وَنَسْتَعْمِلَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ كُلَّمَا أَمْكَنَ.‏ وَإِحْدَى ٱلطُّرُقِ لِنُحَسِّنَ خِدْمَتَنَا هِيَ أَنْ نَسْتَعْمِلَ ٱقْتِرَاحَاتٍ لِلْمُنَاقَشَةِ مِنْ دَلِيلِ ٱجْتِمَاعِ ٱلْخِدْمَةِ وَٱلْحَيَاةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏

١٦ مَا هِيَ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلْمُبَاشِرَةُ لِنَنَالَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ؟‏

١٦ رَابِعًا،‏ صَلِّ إِلَى يَهْوَهَ.‏ ‏(‏مت ٧:‏٧-‏١١؛‏ لو ١١:‏١٣‏)‏ بِإِمْكَانِنَا أَنْ نَطْلُبَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ مُبَاشَرَةً مِنْ يَهْوَهَ بِٱلصَّلَاةِ.‏ وَلَا ٱلسِّجْنُ وَلَا حَتَّى ٱلشَّيْطَانُ يَمْنَعَانِ صَلَوَاتِنَا أَنْ تَصِلَ إِلَى يَهْوَهَ،‏ أَوْ يَمْنَعَانِ يَهْوَهَ أَنْ يُعْطِيَنَا رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ.‏ (‏يع ١:‏١٧‏)‏ فَكَيْفَ نُصَلِّي كَيْ نَسْتَفِيدَ كَامِلًا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟‏ سَنُجِيبُ عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ مِنْ خِلَالِ مَثَلٍ يَذْكُرُهُ فَقَطْ إِنْجِيلُ لُوقَا.‏ *

لَا تَتَوَقَّفْ عَنِ ٱلصَّلَاةِ

١٧ أَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ مَثَلِ يَسُوعَ فِي لُوقَا ١١:‏٥-‏٩،‏ ١٣‏؟‏

١٧ اقرأ لوقا ١١:‏٥-‏٩،‏ ١٣‏.‏ يُظْهِرُ مَثَلُ يَسُوعَ كَيْفَ نُصَلِّي طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ فَٱلرَّجُلُ فِي هٰذَا ٱلْمَثَلِ حَصَلَ عَلَى مَا يُرِيدُهُ لِأَنَّهُ طَلَبَ ‹بِلَجَاجَةٍ›.‏ فَهُوَ لَمْ يَتَرَدَّدْ أَنْ يَطْلُبَ مُسَاعَدَةَ جَارِهِ حَتَّى فِي مُنْتَصَفِ ٱللَّيْلِ.‏ (‏لوقا ١١:‏٨‏)‏ * وَيَسُوعُ طَبَّقَ ذٰلِكَ عَلَى ٱلصَّلَاةِ.‏ قَالَ:‏ «دَاوِمُوا عَلَى ٱلسُّؤَالِ تُعْطَوْا،‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلطَّلَبِ تَجِدُوا،‏ دَاوِمُوا عَلَى ٱلْقَرْعِ يُفْتَحْ لَكُمْ».‏ فَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ؟‏ كَيْ نَنَالَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ،‏ لَا يَجِبُ أَنْ نَتَوَقَّفَ عَنْ طَلَبِهِ فِي ٱلصَّلَاةِ.‏

١٨ كَيْفَ يُقَوِّي مَثَلُ يَسُوعَ ثِقَتَنَا بِأَنَّ يَهْوَهَ سَيُعْطِينَا رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ؟‏

١٨ أَيْضًا،‏ يُظْهِرُ لَنَا مَثَلُ يَسُوعَ لِمَاذَا سَيُعْطِينَا يَهْوَهُ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ.‏ فَٱلرَّجُلُ أَرَادَ أَنْ يَهْتَمَّ جَيِّدًا بِضَيْفِهِ ٱلَّذِي زَارَهُ فِي وَقْتٍ مُتَأَخِّرٍ.‏ فَهُوَ شَعَرَ أَنَّ مِنْ وَاجِبِهِ أَنْ يُقَدِّمَ لَهُ ٱلطَّعَامَ،‏ وَلٰكِنْ لَمْ يَكُنْ لَدَيْهِ شَيْءٌ يُقَدِّمُهُ.‏ وَأَوْضَحَ يَسُوعُ أَنَّ جَارَهُ أَعْطَاهُ ٱلْخُبْزَ لِأَنَّهُ طَلَبَ بِإِصْرَارٍ.‏ فَمَاذَا أَرَادَ يَسُوعُ أَنْ يُعَلِّمَنَا؟‏ إِذَا قَبِلَ رَجُلٌ نَاقِصٌ أَنْ يُسَاعِدَ جَارَهُ لِأَنَّهُ أَصَرَّ عَلَيْهِ،‏ أَفَلَا نَتَوَقَّعُ مِنْ أَبِينَا ٱلْمُحِبِّ أَنْ يُعْطِيَنَا رُوحًا قُدُسًا حِينَ نَطْلُبُهُ بِإِصْرَارٍ؟‏ —‏ مز ١٠:‏١٧؛‏ ٦٦:‏١٩‏.‏

١٩ لِمَ نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّنَا سَنَنْتَصِرُ؟‏

١٩ مَعْ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يُحَاوِلُ بِٱسْتِمْرَارٍ أَنْ يَهْزِمَنَا،‏ نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّنَا سَنَنْتَصِرُ.‏ فَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يُسَاعِدُنَا بِطَرِيقَتَيْنِ:‏ أَوَّلًا،‏ يُقَوِّينَا لِنَتَحَمَّلَ ٱلْمَشَاكِلَ ٱلصَّعْبَةَ.‏ ثَانِيًا،‏ يَدْفَعُنَا إِلَى ٱلْأَمَامِ كَيْ نَسْتَمِرَّ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَنَصِلَ إِلَى ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ.‏ فَلْنُصَمِّمْ إِذًا أَنْ نَسْتَفِيدَ كَامِلًا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٤١ اِسْمَعْ صَلَاتِي

^ ‎الفقرة 5‏ تُوضِحُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَنْ نَتَحَمَّلَ ٱلْمَشَاكِلَ.‏ وَتُعَلِّمُنَا أَيْضًا مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَسْتَفِيدَ كَامِلًا مِنْ مُسَاعَدَتِهِ.‏

^ ‎الفقرة 16‏ يُظْهِرُ إِنْجِيلُ لُوقَا،‏ أَكْثَرَ مِنْ بَاقِي ٱلْأَنَاجِيلِ،‏ كَمْ كَانَتِ ٱلصَّلَاةُ مُهِمَّةً فِي حَيَاةِ يَسُوعَ.‏ —‏ لو ٣:‏٢١؛‏ ٥:‏١٦؛‏ ٦:‏١٢؛‏ ٩:‏١٨،‏ ٢٨،‏ ٢٩؛‏ ١٨:‏١؛‏ ٢٢:‏٤١،‏ ٤٤‏.‏

^ ‎الفقرة 17‏ اُنْظُرْ «‏لَجَاجَتُهُ ٱلْجَرِيئَةُ‏» فِي مَرَاجِعِ دَلِيلِ ٱجْتِمَاعِ ٱلْخِدْمَةِ وَٱلْحَيَاةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ عَدَدِ تَمُّوزَ (‏يُولْيُو)‏ ٢٠١٨،‏ ٱلصَّفْحَةِ ٨.‏

^ ‎الفقرة 60‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ اَلْخُطْوَةُ ١:‏ زَوْجَانِ يَصِلَانِ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ.‏ فَحِينَ يَحْضُرَانِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ،‏ يَسْتَفِيدَانِ مِنْ مُسَاعَدَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ اَلْخُطْوَةُ ٢:‏ اَلزَّوْجَانِ مُسْتَعِدَّانِ لِلْمُشَارَكَةِ فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ.‏ وَهَاتَانِ ٱلْخُطْوَتَانِ تَنْطَبِقَانِ أَيْضًا عَلَى دَرْسِ كَلِمَةِ ٱللهِ،‏ تَبْشِيرِ ٱلنَّاسِ،‏ وَٱلصَّلَاةِ إِلَى يَهْوَهَ.‏