الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٤٩

للعمل وقت وللراحة وقت

للعمل وقت وللراحة وقت

‏«تَعَالَوْا .‏ .‏ .‏ إِلَى مَكَانٍ خَلَاءٍ وَٱسْتَرِيحُوا قَلِيلًا».‏ —‏ مر ٦:‏٣١‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١٤٣ اِجْتَهِدُوا،‏ ٱسْهَرُوا،‏ وَٱنْتَظِرُوا

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١ كَيْفَ يَنْظُرُ ٱلنَّاسُ إِلَى ٱلْعَمَلِ؟‏

كَيْفَ يَنْظُرُ ٱلنَّاسُ فِي بَلَدِكَ إِلَى ٱلْعَمَلِ؟‏ فِي بُلْدَانٍ عَدِيدَةٍ،‏ يُرْهِقُ كَثِيرُونَ أَنْفُسَهُمْ فِي ٱلْعَمَلِ سَاعَاتٍ طَوِيلَةً.‏ فَلَا يَبْقَى لَدَيْهِمْ وَقْتٌ لِلرَّاحَةِ أَوِ ٱلْعَائِلَةِ أَوْ لِلتَّعَلُّمِ أَكْثَرَ عَنِ ٱللهِ.‏ (‏جا ٢:‏٢٣‏)‏ أَمَّا آخَرُونَ فَهُمْ كَسْلَانُونَ وَيَخْلُقُونَ ٱلْحُجَجَ كَيْ لَا يَعْمَلُوا.‏ —‏ ام ٢٦:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

٢-‏٣ أَيُّ مِثَالٍ يَرْسُمُهُ لَنَا يَهْوَهُ وَيَسُوعُ فِي ٱلْعَمَلِ؟‏

٢ تَخْتَلِفُ نَظْرَةُ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ إِلَى ٱلْعَمَلِ عَنْ نَظْرَةِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمُتَطَرِّفَةِ.‏ فَيَهْوَهُ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ.‏ وَهٰذَا مَا أَوْضَحَهُ يَسُوعُ حِينَ قَالَ:‏ «أَبِي مَا زَالَ يَعْمَلُ حَتَّى ٱلْآنَ وَأَنَا لَا أَزَالُ أَعْمَلُ».‏ (‏يو ٥:‏١٧‏)‏ فَكِّرْ كَمْ عَمِلَ يَهْوَهُ حِينَ خَلَقَ ٱلْأَعْدَادَ ٱلْهَائِلَةَ مِنَ ٱلْمَلَائِكَةِ وَٱلْكَوْنَ ٱلْوَاسِعَ.‏ وَنَحْنُ نَرَى أَيْضًا خَلِيقَةَ يَهْوَهَ ٱلرَّائِعَةَ هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ حَتَّى إِنَّ أَحَدَ كُتَّابِ ٱلْمَزَامِيرِ قَالَ:‏ «يَا لَكَثْرَةِ أَعْمَالِكَ يَا يَهْوَهُ!‏ كُلَّهَا بِحِكْمَةٍ صَنَعْتَ.‏ مَلْآنَةٌ ٱلْأَرْضُ مِنْ نِتَاجِكَ».‏ —‏ مز ١٠٤:‏٢٤‏.‏

٣ وَيَسُوعُ تَمَثَّلَ بِأَبِيهِ.‏ فَعِنْدَمَا ‹هَيَّأَ يَهْوَهُ ٱلسَّمٰوَاتِ›،‏ كَانَ يَسُوعُ «عَامِلًا مَاهِرًا» إِلَى جَانِبِهِ.‏ (‏ام ٨:‏٢٧-‏٣١‏)‏ وَحِينَ أَتَى إِلَى ٱلْأَرْضِ،‏ قَامَ يَسُوعُ بِعَمَلٍ مُهِمٍّ أَيْضًا.‏ وَكَانَ عَمَلُهُ هٰذَا مِثْلَ ٱلطَّعَامِ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ.‏ وَكُلُّ مَا فَعَلَهُ بَرْهَنَ أَنَّ ٱللهَ أَرْسَلَهُ.‏ —‏ يو ٤:‏٣٤؛‏ ٥:‏٣٦؛‏ ١٤:‏١٠‏.‏

٤ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ عَنِ ٱلرَّاحَةِ؟‏

٤ هَلْ يَدُلُّ مِثَالُ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ أَنْ لَا دَاعِيَ أَنْ نَرْتَاحَ؟‏ طَبْعًا لَا.‏ فَيَهْوَهُ لَا يَتْعَبُ أَبَدًا،‏ لِذَا لَا يَحْتَاجُ أَنْ يَرْتَاحَ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَقُولُ إِنَّهُ «تَوَقَّفَ عَنِ ٱلْعَمَلِ وَٱسْتَرَاحَ» بَعْدَمَا خَلَقَ ٱلسَّمٰوَاتِ وَٱلْأَرْضَ،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْمَقْصُودَ كَمَا يَبْدُو هُوَ أَنَّهُ تَوَقَّفَ عَنِ ٱلْخَلْقِ كَيْ يَفْرَحَ بِمَا أَنْجَزَهُ.‏ (‏خر ٣١:‏١٧‏)‏ وَيَسُوعُ أَيْضًا عَمِلَ بِٱجْتِهَادٍ حِينَ كَانَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ مَعْ ذٰلِكَ،‏ خَصَّصَ وَقْتًا لِيَسْتَرِيحَ وَيَتَنَاوَلَ ٱلطَّعَامَ مَعْ أَصْدِقَائِهِ.‏ —‏ مت ١٤:‏١٣؛‏ لو ٧:‏٣٤‏.‏

٥ مَاذَا يَسْتَصْعِبُ ٱلْبَعْضُ؟‏

٥ يُشَجِّعُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ شَعْبَ ٱللهِ أَنْ يَكُونُوا مُجْتَهِدِينَ،‏ لَا كَسْلَانِينَ.‏ (‏ام ١٥:‏١٩‏)‏ فَرُبَّمَا أَنْتَ تَعْمَلُ لِتُؤَمِّنَ حَاجَاتِ عَائِلَتِكَ.‏ وَمِثْلَ كُلِّ تَلَامِيذِ ٱلْمَسِيحِ،‏ لَدَيْكَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةُ أَنْ تُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ.‏ مَعْ ذٰلِكَ،‏ أَنْتَ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلرَّاحَةِ.‏ فَهَلْ تَسْتَصْعِبُ أَنْ تُوَازِنَ بَيْنَ ٱلْعَمَلِ وَٱلْخِدْمَةِ وَٱلرَّاحَةِ؟‏ كَيْفَ تَعْرِفُ كَمْ يَلْزَمُ أَنْ تَعْمَلَ أَوْ تَرْتَاحَ؟‏

كَيْفَ تُوَازِنُ بَيْنَ ٱلْعَمَلِ وَٱلرَّاحَةِ؟‏

٦ كَيْفَ تُظْهِرُ مُرْقُس ٦:‏٣٠-‏٣٤ أَنَّ يَسُوعَ وَازَنَ بَيْنَ ٱلْعَمَلِ وَٱلرَّاحَةِ؟‏

٦ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى ٱلْعَمَلِ نَظْرَةً صَحِيحَةً.‏ فَٱللهُ أَوْحَى إِلَى ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ أَنْ يَكْتُبَ:‏ «لِكُلِّ شَيْءٍ .‏ .‏ .‏ وَقْتٌ».‏ ثُمَّ تَحَدَّثَ عَنِ ٱلْغَرْسِ،‏ ٱلْبِنَاءِ،‏ ٱلْبُكَاءِ،‏ ٱلضَّحِكِ،‏ ٱلرَّقْصِ،‏ وَأُمُورٍ أُخْرَى.‏ (‏جا ٣:‏١-‏٨‏)‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْعَمَلَ وَٱلرَّاحَةَ أَسَاسِيَّانِ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ وَيَسُوعُ عَرَفَ كَيْفَ يُوَازِنُ بَيْنَهُمَا.‏ فَذَاتَ مَرَّةٍ،‏ عَادَ ٱلرُّسُلُ مِنْ رِحْلَةِ تَبْشِيرٍ طَوِيلَةٍ.‏ وَكَانُوا مَشْغُولِينَ جِدًّا لِدَرَجَةِ أَنَّهُ «لَمْ يَكُنْ لَهُمْ وَقْتُ فَرَاغٍ حَتَّى لِتَنَاوُلِ ٱلطَّعَامِ».‏ فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:‏ «تَعَالَوْا أَنْتُمْ عَلَى ٱنْفِرَادٍ إِلَى مَكَانٍ خَلَاءٍ وَٱسْتَرِيحُوا قَلِيلًا».‏ ‏(‏اقرأ مرقس ٦:‏٣٠-‏٣٤‏.‏)‏ فَمَعْ أَنَّ يَسُوعَ وَتَلَامِيذَهُ لَمْ يَرْتَاحُوا دَائِمًا كَمَا أَرَادُوا،‏ عَرَفَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ جَمِيعًا بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلرَّاحَةِ.‏

٧ لِمَ ٱلتَّعَلُّمُ عَنْ تَرْتِيبِ يَوْمِ ٱلسَّبْتِ مُفِيدٌ لَنَا؟‏

٧ نَحْنُ أَيْضًا،‏ نَحْتَاجُ مِنْ وَقْتٍ إِلَى آخَرَ أَنْ نَرْتَاحَ أَوْ نَكْسِرَ ٱلرُّوتِينَ.‏ وَهٰذَا وَاضِحٌ مِنْ تَرْتِيبِ يَوْمِ ٱلسَّبْتِ ٱلَّذِي هَيَّأَهُ يَهْوَهُ لِشَعْبِهِ قَدِيمًا.‏ وَمَعْ أَنَّنَا لَسْنَا تَحْتَ شَرِيعَةِ مُوسَى،‏ فَإِنَّ ٱلتَّعَلُّمَ عَنْ هٰذَا ٱلتَّرْتِيبِ مُفِيدٌ لَنَا.‏ فَهُوَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْحَصَ نَظْرَتَنَا إِلَى ٱلْعَمَلِ وَٱلرَّاحَةِ.‏

اَلسَّبْتُ:‏ يَوْمٌ لِلرَّاحَةِ وَٱلْعِبَادَةِ

٨ حَسَبَ ٱلْخُرُوج ٣١:‏١٢-‏١٥‏،‏ مَاذَا كَانَ ٱلْهَدَفُ مِنَ ٱلسَّبْتِ؟‏

٨ يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱللهَ تَوَقَّفَ عَنْ خَلْقِ ٱلْأَشْيَاءِ عَلَى ٱلْأَرْضِ بَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ مَجَازِيَّةٍ.‏ * (‏تك ٢:‏٢‏)‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ،‏ وَهُوَ «مَا زَالَ يَعْمَلُ» بِطُرُقٍ أُخْرَى.‏ (‏يو ٥:‏١٧‏)‏ وَمِثْلَمَا عَمِلَ سِتَّةَ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَرَاحَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ،‏ طَلَبَ مِنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَعْمَلُوا سِتَّةَ أَيَّامٍ وَيَسْتَرِيحُوا يَوْمَ ٱلسَّبْتِ.‏ وَقَالَ إِنَّ ٱلسَّبْتَ هُوَ عَلَامَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ.‏ وَكَانَ هٰذَا ٱلْيَوْمُ يَوْمَ «رَاحَةٍ تَامَّةٍ» وَ ‹مُقَدَّسًا لِيَهْوَهَ›.‏ ‏(‏اقرإ الخروج ٣١:‏١٢-‏١٥‏.‏)‏ لِذَا لَزِمَ أَنْ يَمْتَنِعَ ٱلْجَمِيعُ عَنِ ٱلْعَمَلِ،‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْأَوْلَادُ وَٱلْعَبِيدُ وَحَتَّى ٱلْحَيَوَانَاتُ.‏ (‏خر ٢٠:‏١٠‏)‏ وَهٰذَا سَمَحَ لِلشَّعْبِ أَنْ يُرَكِّزُوا عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏

٩ كَيْفَ نَظَرَ ٱلْبَعْضُ إِلَى ٱلسَّبْتِ أَيَّامَ يَسُوعَ؟‏

٩ أَفَادَ تَرْتِيبُ ٱلسَّبْتِ شَعْبَ ٱللهِ.‏ لٰكِنَّ رِجَالَ ٱلدِّينِ أَيَّامَ يَسُوعَ كَانُوا مُتَطَرِّفِينَ جِدًّا فِي نَظْرَتِهِمْ إِلَى يَوْمِ ٱلسَّبْتِ.‏ فَهُمُ ٱدَّعَوْا أَنَّ قَطْفَ بَعْضِ سَنَابِلِ ٱلْقَمْحِ أَوْ شِفَاءَ مَرِيضٍ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَمْرٌ خَاطِئٌ.‏ (‏مر ٢:‏٢٣-‏٢٧؛‏ ٣:‏٢-‏٥‏)‏ إِلَّا أَنَّ هٰذَا ٱلتَّفْكِيرَ بَعِيدٌ جِدًّا عَنْ تَفْكِيرِ يَهْوَهَ.‏ وَيَسُوعُ أَوْضَحَ ذٰلِكَ لِلَّذِينَ سَمِعُوهُ.‏

اِسْتَفَادَتْ عَائِلَةُ يَسُوعَ مِنْ يَوْمِ ٱلسَّبْتِ لِتُرَكِّزَ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٠.‏)‏ *

١٠ مَاذَا تُعَلِّمُنَا مَتَّى ١٢:‏٩-‏١٢ عَنْ نَظْرَةِ يَسُوعَ إِلَى يَوْمِ ٱلسَّبْتِ؟‏

١٠ أَطَاعَ يَسُوعُ وَأَتْبَاعُهُ ٱلْيَهُودُ تَرْتِيبَ ٱلسَّبْتِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ.‏ * لٰكِنَّ يَسُوعَ أَظْهَرَ بِأَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ أَنْ لَا خَطَأَ فِي مُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ يَوْمَ ٱلسَّبْتِ.‏ قَالَ بِصَرَاحَةٍ:‏ «يَحِلُّ فِعْلُ ٱلْخَيْرِ فِي ٱلسَّبْتِ».‏ ‏(‏اقرأ متى ١٢:‏٩-‏١٢‏.‏)‏ فَهُوَ لَمْ يَعْتَبِرْ مُسَاعَدَةَ ٱلْآخَرِينَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ ضِدَّ ٱلشَّرِيعَةِ.‏ وَأَعْمَالُ يَسُوعَ أَبْرَزَتْ هَدَفًا أَسَاسِيًّا مِنَ ٱلسَّبْتِ.‏ فَلِأَنَّ شَعْبَ ٱللهِ ٱرْتَاحُوا آنَذَاكَ مِنْ عَمَلِهِمْ،‏ سَهُلَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُرَكِّزُوا عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ عَائِلَةَ يَسُوعَ ٱسْتَفَادَتْ مِنْ هٰذَا ٱلتَّرْتِيبِ كَيْ تَعْبُدَ يَهْوَهَ.‏ فَعِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ فِي بَلْدَتِهِ ٱلنَّاصِرَةِ،‏ «دَخَلَ ٱلْمَجْمَعَ حَسَبَ عَادَتِهِ يَوْمَ ٱلسَّبْتِ،‏ وَوَقَفَ لِيَقْرَأَ».‏ —‏ لو ٤:‏١٥-‏١٩‏.‏

كَيْفَ تَنْظُرُ إِلَى ٱلْعَمَلِ؟‏

١١ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ يُوسُفُ لِيَسُوعَ؟‏

١١ عَلَّمَ يُوسُفُ يَسُوعَ مِهْنَةَ ٱلنِّجَارَةِ،‏ وَعَكَسَ نَظْرَةَ يَهْوَهَ إِلَى ٱلْعَمَلِ.‏ (‏مت ١٣:‏٥٥،‏ ٥٦‏)‏ فَيَسُوعُ رَأَى يُوسُفَ يَعْمَلُ بِٱجْتِهَادٍ لِيُؤَمِّنَ حَاجَاتِ عَائِلَتِهِ ٱلْكَبِيرَةِ.‏ وَلَاحِقًا،‏ قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ:‏ «اَلْعَامِلُ مُسْتَحِقٌّ أُجْرَتَهُ».‏ (‏لو ١٠:‏٧‏)‏ فَهُوَ عَرَفَ جَيِّدًا مَعْنَى ٱلْعَمَلِ بِٱجْتِهَادٍ.‏

١٢ أَيَّةُ آيَاتٍ تُوضِحُ نَظْرَةَ بُولُسَ إِلَى ٱلْعَمَلِ؟‏

١٢ وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَيْضًا عَرَفَ مَعْنَى ٱلْعَمَلِ بِٱجْتِهَادٍ.‏ فَعَمَلُهُ ٱلْأَسَاسِيُّ كَانَ إِخْبَارَ ٱلنَّاسِ عَنْ يَسُوعَ وَتَعَالِيمِهِ.‏ لٰكِنَّهُ ٱشْتَغَلَ أَيْضًا لِيُؤَمِّنَ حَاجَاتِهِ.‏ وَقَدْ عَرَفَ ٱلْإِخْوَةُ فِي تَسَالُونِيكِي أَنَّهُ «عَمِلَ بِكَدٍّ وَتَعَبٍ لَيْلًا وَنَهَارًا» كَيْ لَا يَضَعَ «عِبْئًا» عَلَى أَحَدٍ.‏ (‏٢ تس ٣:‏٨؛‏ اع ٢٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ وَرُبَّمَا كَانَ بُولُسُ يُشِيرُ هُنَا إِلَى عَمَلِهِ فِي صُنْعِ ٱلْخِيَامِ.‏ فَعِنْدَمَا كَانَ فِي كُورِنْثُوسَ،‏ بَقِيَ عِنْدَ أَكِيلَا وَبِرِيسْكِلَّا «وَعَمِلَ مَعَهُمَا،‏ لِأَنَّهُمَا .‏ .‏ .‏ كَانَا صَانِعَيْ خِيَامٍ».‏ لٰكِنَّ ٱلْعِبَارَةَ «لَيْلًا وَنَهَارًا» لَا تَعْنِي أَنَّهُ عَمِلَ دُونَ تَوَقُّفٍ.‏ فَهُوَ ٱرْتَاحَ مِنْ عَمَلِهِ فِي ٱلسَّبْتِ مَثَلًا.‏ وَهٰكَذَا ٱسْتَطَاعَ أَنْ يُبَشِّرَ ٱلْيَهُودَ لِأَنَّهُمْ هُمْ أَيْضًا لَمْ يَعْمَلُوا فِي ٱلسَّبْتِ.‏ —‏ اع ١٣:‏١٤-‏١٦،‏ ٤٢-‏٤٤؛‏ ١٦:‏١٣؛‏ ١٨:‏١-‏٤‏.‏

١٣ كَيْفَ رَسَمَ لَنَا بُولُسُ مِثَالًا جَيِّدًا؟‏

١٣ رَسَمَ بُولُسُ مِثَالًا جَيِّدًا لَنَا.‏ فَمَعْ أَنَّهُ ٱضْطُرَّ أَنْ يَعْمَلَ،‏ خَصَّصَ وَقْتًا لِيُشَارِكَ فِي «ٱلْعَمَلِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ إِعْلَانِ بِشَارَةِ ٱللهِ».‏ (‏رو ١٥:‏١٦؛‏ ٢ كو ١١:‏٢٣‏)‏ وَقَالَ عَنْ أَكِيلَا وَبِرِيسْكِلَّا إِنَّهُمَا ‹رَفِيقَاهُ فِي ٱلْعَمَلِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ›.‏ (‏رو ١٦:‏٣‏)‏ وَقَدْ شَجَّعَ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَفْعَلُوا مِثْلَهُ.‏ (‏رو ١٢:‏١١‏)‏ فَهُوَ أَوْصَى أَهْلَ كُورِنْثُوسَ أَنْ يَكُونُوا «مَشْغُولِينَ جِدًّا بِعَمَلِ ٱلرَّبِّ كُلَّ حِينٍ».‏ (‏١ كو ١٥:‏٥٨؛‏ ٢ كو ٩:‏٨‏)‏ وَيَهْوَهُ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنْ يَكْتُبَ:‏ «إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ،‏ فَلَا يَأْكُلْ».‏ —‏ ٢ تس ٣:‏١٠‏.‏

١٤ مَا مَعْنَى كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي يُوحَنَّا ١٤:‏١٢‏؟‏

١٤ وَأَهَمُّ عَمَلٍ فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ هُوَ أَنْ نُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ وَنُتَلْمِذَهُمْ.‏ وَيَسُوعُ أَنْبَأَ أَنَّ تَلَامِيذَهُ سَيَقُومُونَ بِأَعْمَالٍ أَعْظَمَ مِنْ أَعْمَالِهِ.‏ ‏(‏اقرأ يوحنا ١٤:‏١٢‏.‏)‏ طَبْعًا،‏ لَمْ يَقْصِدْ أَنَّنَا سَنَصْنَعُ عَجَائِبَ.‏ بَلْ قَصَدَ أَنَّنَا سَنُبَشِّرُ فِي مُقَاطَعَةٍ أَكْبَرَ،‏ أَشْخَاصًا أَكْثَرَ،‏ وَمُدَّةً أَطْوَلَ.‏

١٥ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ جَيِّدٌ أَنْ نَطْرَحَهَا عَلَى أَنْفُسِنَا،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٥ إِذَا كُنْتَ تَشْتَغِلُ،‏ فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ أَنَا مَعْرُوفٌ بِٱجْتِهَادِي فِي عَمَلِي؟‏ هَلْ أُنْهِي عَمَلِي فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُحَدَّدِ وَبِأَفْضَلِ طَرِيقَةٍ؟‏›.‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ،‏ سَتَرْبَحُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ ثِقَةَ مُدِيرِكَ،‏ وَرُبَّمَا تَجْذِبُ زُمَلَاءَكَ إِلَى ٱلْحَقِّ.‏ وَبِخُصُوصِ عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ وَٱلتَّعْلِيمِ،‏ ٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ أَنَا مَعْرُوفٌ بِأَنِّي مُجْتَهِدٌ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟‏ هَلْ أَسْتَعِدُّ جَيِّدًا لِلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ؟‏ هَلْ أَعُودُ بِسُرْعَةٍ لِزِيَارَةِ ٱلْمُهْتَمِّينَ؟‏ هَلْ أَشْتَرِكُ فِي أَنْوَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ؟‏›.‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ،‏ لَا شَكَّ أَنَّكَ سَتَفْرَحُ فِي خِدْمَتِكَ.‏

كَيْفَ تَنْظُرُ إِلَى ٱلرَّاحَةِ؟‏

١٦ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ نَظْرَةِ كَثِيرِينَ إِلَى ٱلرَّاحَةِ وَنَظْرَةِ يَسُوعَ وَتَلَامِيذِهِ؟‏

١٦ عَرَفَ يَسُوعُ أَنَّهُ هُوَ وَتَلَامِيذَهُ بِحَاجَةٍ إِلَى بَعْضِ ٱلرَّاحَةِ.‏ لٰكِنَّ كَثِيرِينَ فِي أَيَّامِهِ وَأَيَّامِنَا أَيْضًا يُشْبِهُونَ ٱلرَّجُلَ ٱلْغَنِيَّ فِي مَثَلِ يَسُوعَ.‏ فَهُوَ قَالَ لِنَفْسِهِ بِكُلِّ ٱقْتِنَاعٍ:‏ «اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَٱشْرَبِي وَتَمَتَّعِي».‏ (‏لو ١٢:‏١٩؛‏ ٢ تي ٣:‏٤‏)‏ فَهٰذَا ٱلرَّجُلُ ظَنَّ أَنَّ ٱلتَّمَتُّعَ بِٱلْحَيَاةِ هُوَ ٱلْأَهَمُّ.‏ أَمَّا يَسُوعُ وَتَلَامِيذُهُ فَلَمْ يُرَكِّزُوا عَلَى ٱلرَّاحَةِ وَٱلْمَلَذَّاتِ.‏

عِنْدَمَا نُوَازِنُ بَيْنَ ٱلْعَمَلِ وَٱلرَّاحَةِ،‏ نَقْدِرُ أَنْ نَقُومَ بِأَعْمَالٍ جَيِّدَةٍ تُفْرِحُنَا (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٧.‏)‏ *

١٧ كَيْفَ نَسْتَغِلُّ ٱلْوَقْتَ حِينَ لَا يَكُونُ لَدَيْنَا عَمَلٌ؟‏

١٧ وَنَحْنُ ٱلْيَوْمَ نَتَمَثَّلُ بِيَسُوعَ.‏ فَحِينَ لَا يَكُونُ لَدَيْنَا عَمَلٌ،‏ نَسْتَغِلُّ ٱلْوَقْتَ لَا لِنَرْتَاحَ فَقَطْ،‏ بَلْ أَيْضًا لِنُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ وَنَحْضُرَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ.‏ فَنَحْنُ نَعْتَبِرُ ٱلتَّبْشِيرَ وَٱلتَّلْمَذَةَ وَحُضُورَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ أُمُورًا مُهِمَّةً جِدًّا.‏ وَنَسْتَغِلُّ كُلَّ فُرْصَةٍ كَيْ نُشَارِكَ فِي هٰذِهِ ٱلْأَعْمَالِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ (‏عب ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وَحَتَّى عِنْدَمَا نُسَافِرُ فِي عُطْلَةٍ،‏ نَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ أَيْنَمَا كُنَّا وَنَبْحَثُ عَنْ فُرَصٍ لِنُبَشِّرَ مَنْ نَلْتَقِيهِمْ.‏ —‏ ٢ تي ٤:‏٢‏.‏

١٨ مَاذَا يُرِيدُ مَلِكُنَا يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ؟‏

١٨ نَحْنُ فَرِحُونَ لِأَنَّ مَلِكَنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ لَا يَطْلُبُ مِنَّا شَيْئًا فَوْقَ طَاقَتِنَا.‏ وَهُوَ يُعَلِّمُنَا كَيْفَ نُوَازِنُ بَيْنَ ٱلْعَمَلِ وَٱلرَّاحَةِ.‏ (‏عب ٤:‏١٥‏)‏ فَيَسُوعُ يُرِيدُ أَنْ نُخَصِّصَ وَقْتًا لِنَرْتَاحَ.‏ وَيُرِيدُ أَيْضًا أَنْ نَعْمَلَ بِٱجْتِهَادٍ لِنُؤَمِّنَ حَاجَاتِنَا وَنُتَلْمِذَ ٱلنَّاسَ.‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ كَيْفَ حَرَّرَنَا يَسُوعُ مِنْ عُبُودِيَّةٍ قَاسِيَةٍ.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٣٨ لَنْ يَتْرُكَكَ!‏

^ ‎الفقرة 5‏ يُعَلِّمُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ كَيْفَ نُوَازِنُ بَيْنَ ٱلْعَمَلِ وَٱلرَّاحَةِ.‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنَتَحَدَّثُ عَنْ تَرْتِيبِ يَوْمِ ٱلسَّبْتِ ٱلَّذِي وَضَعَهُ ٱللهُ أَيَّامَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ.‏ فَهُوَ سَيُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْحَصَ نَظْرَتَنَا إِلَى ٱلْعَمَلِ وَٱلرَّاحَةِ.‏

^ ‎الفقرة 8‏ اُنْظُرِ ٱلْمَقَالَةَ «‏هَلْ يُؤَيِّدُ شُهُودُ يَهْوَهَ ٱلنَّظَرِيَّةَ ٱلْقَائِلَةَ إِنَّ ٱلْكَوْنَ خُلِقَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ حَرْفِيَّةٍ؟‏‏» عَلَى مَوْقِعِنَا ®jw.‎org تَحْتَ مَنْ نَحْنُ > اَلْأَسْئِلَةُ ٱلشَّائِعَةُ.‏

^ ‎الفقرة 10‏ اِحْتَرَمَ ٱلتَّلَامِيذُ كَثِيرًا تَرْتِيبَ يَوْمِ ٱلسَّبْتِ.‏ حَتَّى إِنَّهُمْ تَوَقَّفُوا عَنْ تَجْهِيزِ ٱلْعُطُورِ لِدَهْنِ جُثَّةِ يَسُوعَ إِلَى أَنِ ٱنْتَهَى يَوْمُ ٱلسَّبْتِ.‏ —‏ لو ٢٣:‏٥٥،‏ ٥٦‏.‏

^ ‎الفقرة 56‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ يُوسُفُ يَأْخُذُ عَائِلَتَهُ إِلَى ٱلْمَجْمَعِ يَوْمَ ٱلسَّبْتِ.‏

^ ‎الفقرة 58‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ أَبٌ يَعْمَلُ لِيُؤَمِّنَ حَاجَاتِ عَائِلَتِهِ.‏ وَهُوَ يَسْتَغِلُّ ٱلْوَقْتَ لِيُشَارِكَ فِي نَشَاطٍ رُوحِيٍّ حِينَ لَا يَكُونُ لَدَيْهِ عَمَلٌ،‏ حَتَّى خِلَالَ سَفَرِهِ مَعْ عَائِلَتِهِ.‏