الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٦

ابونا يهوه يحبنا كثيرا

ابونا يهوه يحبنا كثيرا

‏«صَلُّوا أَنْتُمْ هٰكَذَا:‏ ‹أَبَانَا ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمٰوَاتِ›».‏ —‏ مت ٦:‏٩‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١٣٥ يَهْوَهُ يَرْجُوكَ:‏ «يَا ٱبْنِي،‏ كُنْ حَكِيمًا»‏

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١ مَاذَا لَزِمَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلشَّخْصُ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ مَعْ مَلِكِ فَارِسَ؟‏

تَخَيَّلْ أَنَّكَ تَعِيشُ فِي بِلَادِ فَارِسَ مُنْذُ حَوَالَيْ ٥٠٠‏,٢ سَنَةٍ وَتُرِيدُ ٱلتَّحَدُّثَ مَعَ ٱلْمَلِكِ عَنْ مَوْضُوعٍ مَا.‏ فَتَذْهَبُ إِلَى مَدِينَةِ شُوشَنَ،‏ حَيْثُ يَعِيشُ ٱلْمَلِكُ.‏ وَلٰكِنْ قَبْلَ أَنْ تَتَكَلَّمَ مَعَهُ،‏ يَجِبُ أَنْ تَأْخُذَ إِذْنَهُ أَوَّلًا،‏ وَإِلَّا فَقَدْ تَخْسَرُ حَيَاتَكَ.‏ —‏ اس ٤:‏١١‏.‏

٢ كَيْفَ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَشْعُرَ عِنْدَ ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ؟‏

٢ كَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ أَنَّ يَهْوَهَ لَيْسَ مِثْلَ هٰذَا ٱلْمَلِكِ!‏ فَمَعْ أَنَّهُ أَقْوَى وَأَهَمُّ مِنْ أَيِّ حَاكِمٍ بَشَرِيٍّ،‏ لَا يُرِيدُ أَنْ نَتَرَدَّدَ فِي ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ،‏ بَلْ أَنْ نَتَكَلَّمَ مَعَهُ فِي أَيِّ وَقْتٍ.‏ مَثَلًا،‏ لَدَى يَهْوَهَ أَلْقَابٌ مِثْلُ ٱلْخَالِقِ ٱلْعَظِيمِ،‏ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ،‏ وَٱلسَّيِّدِ ٱلرَّبِّ.‏ لٰكِنَّهُ يَطْلُبُ مِنَّا أَنْ نَدْعُوَهُ «أَبَانَا».‏ (‏مت ٦:‏٩‏)‏ أَفَلَا تَتَأَثَّرُ حِينَ تَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ يُرِيدُ أَنْ تَكُونَ قَرِيبًا مِنْهُ؟‏!‏

٣ لِمَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَدْعُوَ يَهْوَهَ «أَبَانَا»،‏ وَمَاذَا سَتُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟‏

٣ بِمَا أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ مُعْطِي ٱلْحَيَاةِ،‏ فَمِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ نَدْعُوَهُ «أَبَانَا».‏ (‏مز ٣٦:‏٩‏)‏ وَلِأَنَّهُ أَبُونَا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُطِيعَهُ.‏ وَإِطَاعَتُهُ تَجْلُبُ لَنَا ٱلْبَرَكَاتِ.‏ (‏عب ١٢:‏٩‏)‏ فَهِيَ تُفِيدُنَا ٱلْآنَ،‏ وَتَمْنَحُنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ حَيَاةً أَبَدِيَّةً،‏ سَوَاءٌ فِي ٱلسَّمَاءِ أَوْ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ كَيْفَ يَهْتَمُّ بِنَا أَبُونَا ٱلْمُحِبُّ يَهْوَهُ،‏ وَلِمَ نَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّهُ لَنْ يَتْرُكَنَا أَبَدًا.‏ لٰكِنْ فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ سَنَرَى لِمَ نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ يُحِبُّنَا كَثِيرًا وَيَهْتَمُّ بِنَا.‏

يَهْوَهُ أَبٌ مُحِبٌّ يَهْتَمُّ بِنَا

يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ يَقْتَرِبَ مِنَّا مِثْلَمَا يُرِيدُ ٱلْأَبُ ٱلْمُحِبُّ أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا مِنْ أَوْلَادِهِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٤.‏)‏

٤ لِمَ يَسْتَصْعِبُ ٱلْبَعْضُ أَنْ يَعْتَبِرُوا يَهْوَهَ أَبَاهُمْ؟‏

٤ هَلْ تَسْتَصْعِبُ أَنْ تَعْتَبِرَ يَهْوَهَ أَبًا لَكَ؟‏ يَشْعُرُ ٱلْبَعْضُ أَنَّهُمْ صِغَارٌ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعْ يَهْوَهَ وَبِلَا قِيمَةٍ عِنْدَهُ.‏ لِذَا لَا يُصَدِّقُونَ أَنَّ ٱلْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ يَهْتَمُّ بِهِمْ شَخْصِيًّا.‏ لٰكِنَّ أَبَانَا ٱلْمُحِبَّ لَا يُرِيدُ أَنْ نُفَكِّرَ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ.‏ فَهُوَ أَعْطَانَا ٱلْحَيَاةَ وَيُرِيدُ أَنْ نَتَمَتَّعَ بِعَلَاقَةٍ مَعَهُ.‏ وَقَدْ أَكَّدَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ هَاتَيْنِ ٱلْفِكْرَتَيْنِ،‏ ثُمَّ أَوْضَحَ أَنَّ يَهْوَهَ «لَيْسَ بَعِيدًا عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا».‏ (‏اع ١٧:‏٢٤-‏٢٩‏)‏ فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ نَقْتَرِبَ إِلَيْهِ مِثْلَمَا يَقْتَرِبُ ٱلْوَلَدُ إِلَى وَالِدِهِ ٱلْمُحِبِّ.‏

٥ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنِ ٱخْتِبَارِ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ؟‏

٥ أَمَّا آخَرُونَ فَيَسْتَصْعِبُونَ أَنْ يَعْتَبِرُوا ٱللهَ أَبَاهُمْ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَشْعُرُوا بِٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْحَنَانِ مِنْ أَبِيهِمِ ٱلَّذِي رَبَّاهُمْ.‏ مَثَلًا،‏ ذَكَرَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ:‏ «كَانَ أَبِي يُهِينُنِي كَثِيرًا.‏ لِذٰلِكَ عِنْدَمَا بَدَأْتُ أَدْرُسُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ،‏ ٱسْتَصْعَبْتُ أَنْ أَتَقَرَّبَ مِنْ أَبٍ سَمَاوِيٍّ.‏ لٰكِنْ بَعْدَمَا تَعَرَّفْتُ إِلَى يَهْوَهَ،‏ ٱخْتَلَفَ ٱلْوَضْعُ».‏ وَمَاذَا عَنْكَ؟‏ إِذَا كَانَتْ لَدَيْكَ ٱلْمَشَاعِرُ نَفْسُهَا،‏ فَلَا تَسْتَسْلِمْ.‏ فَمَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ بِإِمْكَانِكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَعْتَبِرَ يَهْوَهَ أَفْضَلَ أَبٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏

٦ حَسَبَ مَتَّى ١١:‏٢٧‏،‏ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَعْتَبِرَ يَهْوَهَ أَبَانَا؟‏

٦ وَأَحَدُ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تُسَاعِدُنَا أَنْ نَعْتَبِرَ يَهْوَهَ أَبًا مُحِبًّا هُوَ كَلِمَاتُ وَأَعْمَالُ يَسُوعَ ٱلْمُسَجَّلَةُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ ‏(‏اقرأ متى ١١:‏٢٧‏.‏)‏ فَيَسُوعُ عَكَسَ صِفَاتِ يَهْوَهَ كَامِلًا لِدَرَجَةِ أَنَّهُ قَالَ:‏ «مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلْآبَ أَيْضًا».‏ (‏يو ١٤:‏٩‏)‏ كَمَا أَنَّهُ كَثِيرًا مَا تَحَدَّثَ عَنْهُ كَأَبٍ.‏ فَفِي ٱلْأَنَاجِيلِ ٱلْأَرْبَعَةِ،‏ وَصَفَ يَهْوَهَ بِأَبٍ حَوَالَيْ ١٦٥ مَرَّةً.‏ فَلِمَاذَا فَعَلَ ذٰلِكَ؟‏ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ كَيْ يُقْنِعَ ٱلنَّاسَ أَنَّ يَهْوَهَ أَبٌ مُحِبٌّ.‏ —‏ يو ١٧:‏٢٥،‏ ٢٦‏.‏

٧ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ تَعَامُلَاتِ يَهْوَهَ مَعَ ٱبْنِهِ يَسُوعَ؟‏

٧ وَٱلْأَمْرُ ٱلثَّانِي ٱلَّذِي يُسَاعِدُنَا هُوَ تَعَامُلَاتُ يَهْوَهَ مَعَ ٱبْنِهِ يَسُوعَ.‏ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْهَا؟‏ كَانَ يَهْوَهُ دَائِمًا يَسْمَعُ صَلَوَاتِ ٱبْنِهِ وَيَسْتَجِيبُهَا أَيْضًا.‏ (‏يو ١١:‏٤١،‏ ٤٢‏)‏ فَفِي كُلِّ ٱلْمِحَنِ ٱلَّتِي مَرَّ بِهَا يَسُوعُ،‏ شَعَرَ بِمَحَبَّةِ وَدَعْمِ أَبِيهِ.‏ —‏ لو ٢٢:‏٤٢،‏ ٤٣‏.‏

٨ كَيْفَ زَوَّدَ يَهْوَهُ يَسُوعَ بِحَاجَاتِهِ؟‏

٨ اِعْتَرَفَ يَسُوعُ أَنَّ أَبَاهُ هُوَ مَنْ أَعْطَاهُ ٱلْحَيَاةَ،‏ وَهُوَ مَنْ يُعِيلُهُ لِيَبْقَى حَيًّا.‏ قَالَ:‏ «أَنَا أَحْيَا بِٱلْآبِ».‏ (‏يو ٦:‏٥٧‏)‏ فَيَسُوعُ وَثِقَ كَامِلًا بِأَبِيهِ.‏ وَيَهْوَهُ مِنْ جِهَتِهِ أَمَّنَ لَهُ حَاجَاتِهِ ٱلْجَسَدِيَّةَ،‏ وَٱلْأَهَمُّ أَيْضًا أَنَّهُ ٱهْتَمَّ بِحَاجَاتِهِ ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ —‏ مت ٤:‏٤‏.‏

٩ كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَهُ أَنَّهُ أَبٌ مُحِبٌّ لِيَسُوعَ؟‏

٩ وَلِأَنَّ يَهْوَهَ أَبٌ مُحِبٌّ،‏ أَكَّدَ لِيَسُوعَ أَنَّهُ يَدْعَمُهُ.‏ (‏مت ٢٦:‏٥٣؛‏ يو ٨:‏١٦‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ لَمْ يَحْمِهِ دَائِمًا مِنَ ٱلْأَذَى،‏ لٰكِنَّهُ سَاعَدَهُ أَنْ يَحْتَمِلَ ٱلْمِحَنَ.‏ وَكَانَ يَسُوعُ وَاثِقًا أَنَّهُ لَنْ يَلْحَقَ بِهِ أَذًى دَائِمٌ.‏ (‏عب ١٢:‏٢‏)‏ لَقَدْ أَظْهَرَ يَهْوَهُ مَحَبَّتَهُ لِيَسُوعَ حِينَ سَمِعَ لَهُ،‏ أَمَّنَ حَاجَاتِهِ،‏ دَرَّبَهُ،‏ وَدَعَمَهُ.‏ (‏يو ٥:‏٢٠؛‏ ٨:‏٢٨‏)‏ فَلْنُنَاقِشِ ٱلْآنَ كَيْفَ يُحِبُّنَا أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ بِٱلطَّرَائِقِ ذَاتِهَا.‏

كَيْفَ يَهْتَمُّ بِنَا أَبُونَا ٱلْمُحِبُّ؟‏

اَلْأَبُ ٱلْمُحِبُّ (‏١)‏ يَسْتَمِعُ لِأَوْلَادِهِ،‏ (‏٢)‏ يُؤَمِّنُ حَاجَاتِهِمْ،‏ (‏٣)‏ يُدَرِّبُهُمْ،‏ وَ (‏٤)‏ يَدْعَمُهُمْ.‏ وَأَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ يَهْتَمُّ بِنَا بِٱلطَّرَائِقِ نَفْسِهَا (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٠-‏١٥.‏)‏ *

١٠ حَسَبَ ٱلْمَزْمُور ٦٦:‏١٩،‏ ٢٠‏،‏ كَيْفَ يُظْهِرُ يَهْوَهُ أَنَّهُ يُحِبُّنَا؟‏

١٠ يَهْوَهُ يَسْمَعُ صَلَوَاتِنَا.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ٦٦:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏)‏ فَهُوَ لَا يُحَدِّدُ لَنَا طُولَ ٱلصَّلَاةِ وَكَمْ مَرَّةً يَلْزَمُ أَنْ نُصَلِّيَ وَبِشَأْنِ مَاذَا،‏ بَلْ يُشَجِّعُنَا أَنْ نُصَلِّيَ بِٱسْتِمْرَارٍ.‏ (‏١ تس ٥:‏١٧‏)‏ وَبِإِمْكَانِنَا أَنْ نُصَلِّيَ إِلَيْهِ بِٱحْتِرَامٍ فِي أَيِّ وَقْتٍ وَمَكَانٍ.‏ فَلَنْ يَشْغَلَهُ أَيُّ شَيْءٍ عَنَّا،‏ بَلْ هُوَ جَاهِزٌ دَائِمًا لِيَسْمَعَنَا.‏ أَفَلَا تَزْدَادُ مَحَبَّتُكَ لَهُ حِينَ تَعْرِفُ أَنَّهُ يَسْمَعُ صَلَوَاتِكَ؟‏!‏ قَالَ كَاتِبُ ٱلْمَزْمُورِ:‏ «أَحْبَبْتُ،‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ يَسْتَمِعُ إِلَى صَوْتِي».‏ —‏ مز ١١٦:‏١‏.‏

١١ كَيْفَ يَسْتَجِيبُ يَهْوَهُ صَلَوَاتِنَا؟‏

١١ لَا يَسْمَعُ أَبُونَا صَلَوَاتِنَا فَحَسْبُ،‏ بَلْ يَسْتَجِيبُهَا أَيْضًا.‏ فَٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ يَهْوَهَ «يَسْمَعُنَا مَهْمَا طَلَبْنَا بِحَسَبِ مَشِيئَتِهِ».‏ (‏١ يو ٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ لٰكِنَّهُ قَدْ لَا يَسْتَجِيبُ صَلَاتَنَا بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي نَتَوَقَّعُهَا.‏ فَهُوَ يَعْرِفُ مَا ٱلْأَحْسَنُ لَنَا.‏ لِذَا أَحْيَانًا لَا يُعْطِينَا مَا طَلَبْنَاهُ،‏ أَوْ يَدَعُنَا نَنْتَظِرُ بَعْضَ ٱلْوَقْتِ قَبْلَ أَنْ يَسْتَجِيبَ.‏ —‏ ٢ كو ١٢:‏٧-‏٩‏.‏

١٢-‏١٣ كَيْفَ يُؤَمِّنُ يَهْوَهُ حَاجَاتِنَا؟‏

١٢ يَهْوَهُ يُؤَمِّنُ حَاجَاتِنَا.‏ فَهُوَ يُطَبِّقُ مَا يَطْلُبُهُ مِنْ كُلِّ أَبٍ.‏ (‏١ تي ٥:‏٨‏)‏ فَيَهْوَهُ يُؤَمِّنُ لَنَا كُلَّ حَاجَاتِنَا ٱلْجَسَدِيَّةِ.‏ وَلَا يُرِيدُ أَنْ نَحْمِلَ هَمَّ ٱلْأَكْلِ وَٱللِّبَاسِ وَٱلسَّكَنِ.‏ (‏مت ٦:‏٣٢،‏ ٣٣؛‏ ٧:‏١١‏)‏ حَتَّى إِنَّهُ عَمِلَ مَا يَلْزَمُ لِيَضْمَنَ لَنَا أَنْ نَحْصُلَ عَلَى كُلِّ حَاجَاتِنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏

١٣ وَٱلْأَهَمُّ أَنَّ يَهْوَهَ يُؤَمِّنُ لَنَا حَاجَاتِنَا ٱلرُّوحِيَّةَ.‏ فَفِي كَلِمَتِهِ أَخْبَرَنَا ٱلْحَقِيقَةَ عَنْهُ،‏ وَكَشَفَ لَنَا قَصْدَهُ لِلْبَشَرِ وَمَعْنَى ٱلْحَيَاةِ وَمَا يُخَبِّئُهُ ٱلْمُسْتَقْبَلُ.‏ وَٱهْتَمَّ بِنَا إِفْرَادِيًّا حِينَ عَلَّمَنَا ٱلْحَقَّ عَنْ طَرِيقِ وَالِدِينَا أَوْ شَخْصٍ آخَرَ لِيُسَاعِدَنَا أَنْ نَتَعَرَّفَ إِلَيْهِ.‏ وَمَا زَالَ يَعْتَنِي بِنَا مِنْ خِلَالِ شُيُوخِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمُحِبِّينَ وَغَيْرِهِمْ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلنَّاضِجِينَ.‏ كَمَا أَنَّهُ يُعَلِّمُنَا نَحْنُ وَعَائِلَتَنَا ٱلرُّوحِيَّةَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ.‏ وَهٰذِهِ لَيْسَتْ إِلَّا بَعْضَ ٱلطُّرُقِ ٱلَّتِي يُظْهِرُ بِهَا يَهْوَهُ أَنَّهُ يَهْتَمُّ بِنَا جَمِيعًا.‏ —‏ مز ٣٢:‏٨‏.‏

١٤ لِمَ يُدَرِّبُنَا يَهْوَهُ،‏ وَكَيْفَ؟‏

١٤ يَهْوَهُ يُدَرِّبُنَا.‏ بِعَكْسِ يَسُوعَ،‏ نَحْنُ نَاقِصُونَ.‏ وَنَحْتَاجُ أَحْيَانًا إِلَى ٱلتَّأْدِيبِ،‏ وَمِنْ خِلَالِهِ يُدَرِّبُنَا يَهْوَهُ لِأَنَّهُ يُحِبُّنَا.‏ تَقُولُ كَلِمَتُهُ:‏ «اَلَّذِي يُحِبُّهُ يَهْوَهُ يُؤَدِّبُهُ».‏ (‏عب ١٢:‏٦،‏ ٧‏)‏ وَيَهْوَهُ يُؤَدِّبُنَا بِطُرُقٍ مُخْتَلِفَةٍ.‏ فَأَحْيَانًا نَقْرَأُ شَيْئًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَوْ نَسْمَعُ فِكْرَةً فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ،‏ فَنَكْتَشِفُ أَمْرًا عَلَيْنَا تَحْسِينُهُ.‏ أَوْ رُبَّمَا نَحْصُلُ عَلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ مِنَ ٱلشُّيُوخِ.‏ فَبِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنِ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي يُؤَدِّبُنَا بِهَا يَهْوَهُ،‏ لَا نَنْسَ أَنَّ ٱلدَّافِعَ هُوَ ٱلْمَحَبَّةُ.‏ —‏ ار ٣٠:‏١١‏.‏

١٥ كَيْفَ يَدْعَمُنَا يَهْوَهُ؟‏

١٥ يَهْوَهُ يَدْعَمُنَا خِلَالَ ٱلْمِحَنِ.‏ فَمِثْلَمَا يَدْعَمُ ٱلْأَبُ ٱلْمُحِبُّ أَوْلَادَهُ فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ،‏ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ أَنْ نَحْتَمِلَ ٱلْمِحَنَ.‏ فَهُوَ يُعْطِينَا رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ ٱلَّذِي يَحْمِينَا مِنْ أَيِّ أَذًى رُوحِيٍّ يُضِرُّ عَلَاقَتَنَا بِهِ.‏ (‏لو ١١:‏١٣‏)‏ وَيَهْوَهُ يَدْعَمُنَا عَاطِفِيًّا أَيْضًا.‏ مَثَلًا،‏ يُعْطِينَا رَجَاءً رَائِعًا لِلْمُسْتَقْبَلِ.‏ وَهٰذَا ٱلرَّجَاءُ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَحْتَمِلَ ٱلصُّعُوبَاتِ.‏ تَأَمَّلْ فِي هٰذِهِ ٱلْفِكْرَةِ:‏ مَهْمَا تَأَذَّيْنَا ٱلْآنَ،‏ فَسَيَشْفِي أَبُونَا ٱلْمُحِبُّ كُلَّ جِرَاحِنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ وَكُلُّ ٱلْمِحَنِ ٱلَّتِي نُوَاجِهُهَا هِيَ وَقْتِيَّةٌ،‏ لٰكِنَّ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي يَعِدُنَا بِهَا يَهْوَهُ سَتَبْقَى إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ —‏ ٢ كو ٤:‏١٦-‏١٨‏.‏

أَبُونَا ٱلْمُحِبُّ لَنْ يَتَخَلَّى عَنَّا أَبَدًا

١٦ مَاذَا حَصَلَ عِنْدَمَا تَمَرَّدَ آدَمُ عَلَى أَبِيهِ ٱلْمُحِبِّ؟‏

١٦ إِنَّ مَا فَعَلَهُ يَهْوَهُ حِينَ تَمَرَّدَ عَلَيْهِ آدَمُ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ يُحِبُّنَا.‏ فَبِسَبَبِ ٱلتَّمَرُّدِ،‏ لَمْ يَعُدْ آدَمُ وَٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْهُ جُزْءًا مِنْ عَائِلَةِ يَهْوَهَ ٱلسَّعِيدَةِ.‏ (‏رو ٥:‏١٢؛‏ ٧:‏١٤‏)‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَتْرُكْنَا دُونَ مُسَاعَدَةٍ.‏

١٧ مَاذَا فَعَلَ يَهْوَهُ بَعْدَ تَمَرُّدِ آدَمَ مُبَاشَرَةً؟‏

١٧ صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَهَ عَاقَبَ آدَمَ،‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يَتْرُكْ ذُرِّيَّتَهُ دُونَ رَجَاءٍ.‏ فَوَعَدَ فَوْرًا أَنْ يَصِيرَ ٱلْبَشَرُ ٱلطَّائِعُونَ جُزْءًا مِنْ عَائِلَتِهِ مِنْ جَدِيدٍ.‏ (‏تك ٣:‏١٥؛‏ رو ٨:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ وَتَحْقِيقُ هٰذَا ٱلْوَعْدِ أَصْبَحَ مُمْكِنًا عَلَى أَسَاسِ ذَبِيحَةِ يَسُوعَ ٱلْفِدَائِيَّةِ.‏ وَهٰكَذَا أَظْهَرَ لَنَا يَهْوَهُ كَمْ يُحِبُّنَا حِينَ ضَحَّى بِٱبْنِهِ ٱلْحَبِيبِ لِأَجْلِنَا.‏ —‏ يو ٣:‏١٦‏.‏

حَتَّى لَوِ ٱبْتَعَدْنَا عَنْ أَبِينَا ٱلْمُحِبِّ يَهْوَهَ،‏ فَهُوَ يُرَحِّبُ بِنَا إِذَا تُبْنَا (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٨.‏)‏

١٨ لِمَ نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ يَهْوَهَ يُرِيدُ أَنْ نَكُونَ أَوْلَادَهُ حَتَّى لَوِ ٱبْتَعَدْنَا عَنْهُ؟‏

١٨ رَغْمَ أَنَّنَا نَاقِصُونَ،‏ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَكُونَ جُزْءًا مِنْ عَائِلَتِهِ.‏ وَلَا يَعْتَبِرُ مُسَاعَدَتَنَا عِبْئًا ثَقِيلًا عَلَيْهِ.‏ وَحَتَّى لَوْ أَحْزَنَّاهُ وَٱبْتَعَدْنَا عَنْهُ وَقْتِيًّا،‏ لَا يَقْطَعُ ٱلْأَمَلَ مِنَّا.‏ وَقَدْ أَوْضَحَ يَسُوعُ كَمْ يَهْتَمُّ بِنَا يَهْوَهُ فِي مَثَلِهِ عَنِ ٱلِٱبْنِ ٱلضَّالِّ.‏ (‏لو ١٥:‏١١-‏٣٢‏)‏ فَٱلْأَبُ فِي هٰذَا ٱلْمَثَلِ لَمْ يَقْطَعِ ٱلْأَمَلَ مِنْ عَوْدَةِ ٱبْنِهِ.‏ وَحِينَ رَجَعَ ٱلِٱبْنُ إِلَى ٱلْبَيْتِ،‏ رَحَّبَ بِهِ ٱلْأَبُ بِحَرَارَةٍ.‏ نَحْنُ أَيْضًا قَدْ نَبْتَعِدُ عَنْ يَهْوَهَ.‏ لٰكِنْ إِذَا تُبْنَا،‏ فَنَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّ أَبَانَا ٱلْمُحِبَّ سَيُرَحِّبُ بِنَا.‏

١٩ كَيْفَ سَيُصْلِحُ يَهْوَهُ ٱلضَّرَرَ ٱلَّذِي سَبَّبَهُ آدَمُ؟‏

١٩ سَيُصْلِحُ أَبُونَا ٱلْمُحِبُّ كُلَّ ٱلضَّرَرِ ٱلَّذِي سَبَّبَهُ آدَمُ.‏ فَبَعْدَ ٱلتَّمَرُّدِ،‏ قَرَّرَ يَهْوَهُ أَنْ يَتَبَنَّى ٠٠٠‏,١٤٤ شَخْصٍ لِيَحْكُمُوا كَمُلُوكٍ وَكَهَنَةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ مَعَ ٱبْنِهِ يَسُوعَ.‏ وَفِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ،‏ سَيُسَاعِدُ يَسُوعُ وَشُرَكَاؤُهُ فِي ٱلْحُكْمِ ٱلْبَشَرَ ٱلطَّائِعِينَ أَنْ يَصِيرُوا كَامِلِينَ.‏ وَإِذَا بَقُوا طَائِعِينَ وَٱجْتَازُوا ٱلِٱمْتِحَانَ ٱلْأَخِيرَ،‏ يَنَالُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ.‏ وَآنَذَاكَ سَيَفْرَحُ يَهْوَهُ بِرُؤْيَةِ ٱلْأَرْضِ مَلِيئَةً بِأَوْلَادِهِ ٱلْكَامِلِينَ.‏ فَمَا أَرْوَعَ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتَ!‏

٢٠ كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَهُ أَنَّهُ يُحِبُّنَا كَثِيرًا،‏ وَمَاذَا سَتُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟‏

٢٠ لَقَدْ أَظْهَرَ يَهْوَهُ أَنَّهُ يُحِبُّنَا كَثِيرًا وَأَنَّهُ أَفْضَلُ أَبٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏ فَهُوَ يَسْمَعُ صَلَوَاتِنَا وَيُؤَمِّنُ حَاجَاتِنَا ٱلْجَسَدِيَّةَ وَٱلرُّوحِيَّةَ.‏ كَمَا أَنَّهُ يُدَرِّبُنَا وَيَدْعَمُنَا.‏ وَهُوَ يَعِدُنَا بِبَرَكَاتٍ جَمِيلَةٍ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ أَفَلَا يَمْتَلِئُ قَلْبُكَ فَرَحًا حِينَ تَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ أَبٌ مُحِبٌّ يَهْتَمُّ بِكَ كَثِيرًا؟‏!‏ وَلٰكِنْ كَيْفَ تُظْهِرُ أَنَّكَ تُقَدِّرُ مَحَبَّةَ يَهْوَهَ لَكَ؟‏ هٰذَا مَا سَنُنَاقِشُهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١٠٨ حُبُّهُ مَلْآنُ وَلَاءً

^ ‎الفقرة 5‏ غَالِبًا مَا نَنْظُرُ إِلَى يَهْوَهَ بِصِفَتِهِ خَالِقَنَا وَسَيِّدَ ٱلْكَوْنِ.‏ لٰكِنْ هَلْ فَكَّرْتَ فِيهِ كَأَبٍ مُحِبٍّ يَهْتَمُّ بِكَ؟‏ سَتُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ لِمَ نَعْتَبِرُ يَهْوَهَ أَبًا لَنَا،‏ وَلِمَ نَحْنُ وَاثِقُونَ أَنَّهُ لَنْ يَتَخَلَّى عَنَّا أَبَدًا.‏

^ ‎الفقرة 59‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ ٱلْمَشَاهِدِ ٱلْأَرْبَعَةِ يُصَوِّرُ أَبًا مَعْ وَلَدِهِ:‏ (‏١)‏ أَبٌ يَسْتَمِعُ جَيِّدًا لِٱبْنِهِ،‏ (‏٢)‏ أَبٌ يُؤَمِّنُ حَاجَاتِ ٱبْنَتِهِ،‏ (‏٣)‏ أَبٌ يُدَرِّبُ ٱبْنَهُ،‏ وَ (‏٤)‏ أَبٌ يَدْعَمُ ٱبْنَهُ.‏ وَيَدُ يَهْوَهَ ٱلَّتِي تَظْهَرُ فِي ٱلْخَلْفِيَّةِ تُذَكِّرُنَا أَنَّهُ يَهْتَمُّ بِنَا بِٱلطَّرَائِقِ نَفْسِهَا.‏