الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

قِصَّةُ حَيَاةٍ

‏«ها نحن أرسلونا»‏

‏«ها نحن أرسلونا»‏

هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَزِيدَ خِدْمَتَكَ وَتَنْتَقِلَ إِلَى مِنْطَقَةٍ ٱلْحَاجَةُ فِيهَا كَبِيرَةٌ إِلَى مُبَشِّرِينَ،‏ وَرُبَّمَا إِلَى بَلَدٍ أَجْنَبِيٍّ؟‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ،‏ سَيُفِيدُكَ ٱخْتِبَارُ ٱلْأَخِ وَٱلْأُخْتِ بِرْغَام.‏

جَاك وَمَارِيلِين يَخْدُمَانِ مَعًا كَفَاتِحَيْنِ مُنْذُ سَنَةِ ١٩٨٨.‏ وَهُمَا مَعْرُوفَانِ بِقُدْرَتِهِمَا عَلَى ٱلتَّكَيُّفِ مَعْ كُلِّ ٱلظُّرُوفِ.‏ فَقَدْ قَبِلَا تَعْيِينَاتٍ كَثِيرَةً فِي غْوَادُلُوب وَغِيَانَا ٱلْفَرَنْسِيَّةِ،‏ بَلَدَيْنِ تَحْتَ إِشْرَافِ فَرْعِ فَرَنْسَا.‏ سَنُقَابِلُهُمَا وَنَرَى مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْهُمَا.‏

لِمَ بَدَأْتُمَا بِٱلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ؟‏

مَارِيلِين:‏ تَرَبَّيْتُ فِي غْوَادُلُوب.‏ وَغَالِبًا مَا قَضَيْتُ أَيَّامًا فِي ٱلْخِدْمَةِ مَعْ أُمِّي ٱلَّتِي كَانَتْ مُبَشِّرَةً نَشِيطَةً.‏ وَلِأَنِّي أُحِبُّ ٱلنَّاسَ،‏ بَدَأْتُ بِٱلْفَتْحِ حِينَ أَنْهَيْتُ ٱلْمَدْرَسَةَ سَنَةَ ١٩٨٥.‏

جَاك:‏ حِينَ كُنْتُ صَغِيرًا،‏ قَضَيْتُ كُلَّ وَقْتِي مَعْ خُدَّامٍ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.‏ وَقَدِ ٱشْتَرَكْتُ فِي ٱلْفَتْحِ ٱلْإِضَافِيِّ خِلَالَ ٱلْعُطَلِ ٱلْمَدْرَسِيَّةِ.‏ وَفِي نِهَايَاتِ ٱلْأَسَابِيعِ،‏ ذَهَبْتُ أَحْيَانًا بِٱلْبَاصِ لِأَخْدُمَ مَعَ ٱلْفَاتِحِينَ.‏ وَكُنَّا نُبَشِّرُ ٱلْيَوْمَ كُلَّهُ،‏ ثُمَّ نَذْهَبُ إِلَى ٱلشَّاطِئِ.‏ مَا أَحْلَى تِلْكَ ٱلْأَيَّامَ!‏

سَنَةَ ١٩٨٨ تَزَوَّجْتُ مَارِيلِين.‏ وَبَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ،‏ فَكَّرْتُ:‏ ‹لَيْسَ لَدَيْنَا ٱلْتِزَامَاتٌ،‏ فَلِمَ لَا نَزِيدُ خِدْمَتَنَا؟‏›.‏ فَصِرْتُ فَاتِحًا مِثْلَ مَارِيلِين.‏ بَعْدَ سَنَةٍ،‏ حَضَرْنَا مَدْرَسَةَ ٱلْفَاتِحِينَ وَتَعَيَّنَّا فَاتِحَيْنِ خُصُوصِيَّيْنِ.‏ فَنِلْنَا عِدَّةَ تَعْيِينَاتٍ مُمْتِعَةٍ فِي غْوَادُلُوب ثُمَّ عُيِّنَّا فِي غِيَانَا ٱلْفَرَنْسِيَّةِ.‏

لَقَدْ نِلْتُمَا تَعْيِينَاتٍ كَثِيرَةً عَلَى مَرِّ ٱلسَّنَوَاتِ.‏ فَمَاذَا سَاعَدَكُمَا أَنْ تَتَكَيَّفَا مَعَ ٱلظُّرُوفِ ٱلْمُتَغَيِّرَةِ؟‏

مَارِيلِين:‏ عَرَفَ ٱلْإِخْوَةُ فِي فَرْعِ غِيَانَا ٱلْفَرَنْسِيَّةِ أَنَّ آيَتَنَا ٱلْمُفَضَّلَةَ هِيَ إِشَعْيَا ٦:‏٨‏.‏ لِذَا حِينَ كَانُوا يَتَّصِلُونَ بِنَا وَيَسْأَلُونَنَا:‏ «هَلْ تَذْكُرَانِ مَا هِيَ آيَتُكُمَا ٱلْمُفَضَّلَةُ؟‏»،‏ كُنَّا نَعْرِفُ أَنَّ تَعْيِينَنَا سَيَتَغَيَّرُ قَرِيبًا.‏ فَنُجِيبُهُمْ:‏ «هَا نَحْنُ أَرْسِلُونَا».‏

وَنَحْنُ نَسْتَمْتِعُ بِتَعْيِينِنَا ٱلْجَدِيدِ لِأَنَّنَا لَا نُقَارِنُهُ بِتَعْيِينَاتِنَا ٱلسَّابِقَةِ.‏ كَمَا أَنَّنَا نَأْخُذُ ٱلْمُبَادَرَةَ أَنْ نَتَعَرَّفَ بِٱلْإِخْوَةِ.‏

جَاك:‏ حَاوَلَ بَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ بِحُسْنِ نِيَّةٍ أَنْ يُقْنِعُونَا بِٱلْبَقَاءِ مَعَهُمْ.‏ لٰكِنْ عِنْدَمَا تَرَكْنَا غْوَادُلُوب،‏ ذَكَّرَنَا أَخٌ بِٱلْكَلِمَاتِ فِي مَتَّى ١٣:‏٣٨‏:‏ «اَلْحَقْلُ هُوَ ٱلْعَالَمُ».‏ لِذَا عِنْدَمَا يَتَغَيَّرُ تَعْيِينُنَا،‏ نُذَكِّرُ أَنْفُسَنَا أَنَّنَا مَا زِلْنَا نَخْدُمُ فِي ٱلْحَقْلِ نَفْسِهِ.‏ فَمَا يَهُمُّنَا هُوَ ٱلْمُقَاطَعَةُ وَٱلنَّاسُ.‏

عِنْدَمَا نَصِلُ إِلَى مُقَاطَعَةٍ جَدِيدَةٍ،‏ نُلَاحِظُ أَنَّ ٱلسُّكَّانَ يَعِيشُونَ بِسَعَادَةٍ نَوْعًا مَا.‏ لِذَا نُحَاوِلُ أَنْ نَعِيشَ مِثْلَهُمْ.‏ فَنَأْكُلُ وَنَشْرَبُ مِثْلَهُمْ لٰكِنَّنَا نَأْخُذُ كُلَّ ٱلِٱحْتِيَاطَاتِ ٱلصِّحِّيَّةِ.‏ كَمَا نَبْذُلُ جُهْدَنَا كَيْ نَتَكَلَّمَ بِإِيجَابِيَّةٍ عَنْ أَيِّ تَعْيِينٍ.‏

مَارِيلِين:‏ أَيْضًا،‏ نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَحَلِّيِّينَ.‏ مَثَلًا،‏ بَعْدَمَا وَصَلْنَا إِلَى غِيَانَا ٱلْفَرَنْسِيَّةِ بِفَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ،‏ كَانَ ٱلطَّقْسُ مُمْطِرًا جِدًّا.‏ فَفَكَّرْنَا أَنْ نَنْتَظِرَ حَتَّى يَتَوَقَّفَ ٱلْمَطَرُ كَيْ نَذْهَبَ فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ لٰكِنَّ أُخْتًا سَأَلَتْنِي:‏ «جَاهِزَةٌ؟‏».‏ فَتَفَاجَأْتُ وَأَجَبْتُهَا:‏ «وَكَيْفَ سَنَذْهَبُ؟‏».‏ فَقَالَتْ:‏ «خُذِي مَظَلَّتَكِ،‏ وَسَنَذْهَبُ عَلَى دَرَّاجَتَيْنَا».‏ وَهٰكَذَا تَعَلَّمْتُ كَيْفَ أُمْسِكُ مَظَلَّةً وَأَقُودُ دَرَّاجَةً فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ.‏ وَلَوْلَا ذٰلِكَ،‏ لَمَا قَدِرْتُ أَنْ أُبَشِّرَ فِي ٱلْفَصْلِ ٱلْمُمْطِرِ.‏

لَقَدِ ٱنْتَقَلْتُمَا حَوَالَيْ ١٥ مَرَّةً.‏ هَلْ لَدَيْكُمَا نَصَائِحُ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلِٱنْتِقَالَ؟‏

مَارِيلِين:‏ اَلِٱنْتِقَالُ لَيْسَ سَهْلًا.‏ لِذَا مُهِمٌّ أَنْ تَجِدَ بَيْتًا تَشْعُرُ فِيهِ بِٱلرَّاحَةِ حِينَ تَرْجِعُ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ.‏

جَاك:‏ عَادَةً أَدْهُنُ بَيْتَنَا ٱلْجَدِيدَ مِنَ ٱلدَّاخِلِ.‏ لِذَا حِينَ كَانَ ٱلْإِخْوَةُ فِي ٱلْفَرْعِ يَعْرِفُونَ أَنَّنَا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ لَنْ نَبْقَى هُنَاكَ وَقْتًا طَوِيلًا،‏ كَانُوا يَقُولُونَ لِي:‏ «جَاك،‏ لَا تَتَعَذَّبْ وَتَدْهُنِ ٱلْبَيْتَ».‏

كَمَا أَنَّ مَارِيلِين خَبِيرَةٌ فِي ٱلتَّوْضِيبِ.‏ فَهِيَ تَضَعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي صَنَادِيقَ وَتَكْتُبُ عَلَيْهَا «ٱلْحَمَّامَ»،‏ «غُرْفَةَ ٱلنَّوْمِ»،‏ «ٱلْمَطْبَخَ» وَغَيْرَهَا.‏ وَهٰكَذَا نَعْرِفُ أَيْنَ نَضَعُ ٱلصَّنَادِيقَ فِي بَيْتِنَا ٱلْجَدِيدِ.‏ وَهِيَ تَصْنَعُ لَائِحَةً بِمُحْتَوَيَاتِ كُلِّ صُنْدُوقٍ كَيْ نَجِدَ بِسُرْعَةٍ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ.‏

مَارِيلِين:‏ تَعَلَّمْنَا أَنْ نَكُونَ مُنَظَّمَيْنِ جِدًّا.‏ وَهٰذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْدَأَ خِدْمَتَنَا فَوْرًا.‏

كَيْفَ تُنَظِّمَانِ وَقْتَكُمَا كَيْ ‹تُتَمِّمَا خِدْمَتَكُمَا›؟‏ —‏ ٢ تي ٤:‏٥‏.‏

مَارِيلِين:‏ يَوْمَ ٱلْإِثْنَيْنِ نَرْتَاحُ وَنُحَضِّرُ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ.‏ وَنَبْدَأُ بِٱلْخِدْمَةِ مِنْ يَوْمِ ٱلثُّلَاثَاءِ فَصَاعِدًا.‏

جَاك:‏ نَحْنُ لَا نُرَكِّزُ عَلَى هَدَفِ ٱلسَّاعَاتِ،‏ بَلْ عَلَى خِدْمَتِنَا.‏ فَمِنَ ٱللَّحْظَةِ ٱلَّتِي نَتْرُكُ فِيهَا ٱلْبَيْتَ إِلَى أَنْ نَعُودَ،‏ نَتَحَدَّثُ مَعْ كُلِّ مَنْ نَلْتَقِيهِ.‏

مَارِيلِين:‏ مَثَلًا،‏ آخُذُ مَعِي نَشَرَاتٍ عِنْدَمَا نَذْهَبُ فِي نُزْهَةٍ.‏ فَٱلْبَعْضُ يَطْلُبُونَ مِنَّا ٱلْمَطْبُوعَاتِ حَتَّى لَوْ لَمْ نُخْبِرْهُمْ أَنَّنَا مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ.‏ لِذَا نَنْتَبِهُ دَائِمًا لِثِيَابِنَا وَتَصَرُّفَاتِنَا.‏ فَٱلنَّاسُ يُلَاحِظُونَهَا.‏

جَاك:‏ نَحْنُ نُقَدِّمُ شَهَادَةً أَيْضًا حِينَ نَكُونُ لُطَفَاءَ مَعْ جِيرَانِنَا.‏ فَأَنَا أَلُمُّ ٱلْأَوْرَاقَ عَنِ ٱلْأَرْضِ وَأَرْمِيهَا فِي ٱلزُّبَالَةِ،‏ وَأُنَظِّفُ ٱلْحَدِيقَةَ حَوْلَ بَيْتِنَا.‏ وَجِيرَانُنَا يُلَاحِظُونَ ذٰلِكَ.‏ وَأَحْيَانًا يَسْأَلُونَ:‏ «هَلْ بِإِمْكَانِكَ أَنْ تُعْطِيَنِي كِتَابًا مُقَدَّسًا؟‏».‏

لَقَدْ بَشَّرْتُمَا كَثِيرًا فِي مُقَاطَعَاتٍ مُنْعَزِلَةٍ.‏ فَهَلْ تَذْكُرَانِ أَمْرًا مُمَيَّزًا حَصَلَ مَعَكُمَا؟‏

جَاك:‏ بَعْضُ ٱلْمُقَاطَعَاتِ فِي غِيَانَا صَعْبٌ أَنْ نَصِلَ إِلَيْهَا.‏ فَأَحْيَانًا يَلْزَمُ أَنْ نَقْطَعَ حَوَالَيْ ٦٠٠ كلم فِي ٱلْأُسْبُوعِ عَلَى طُرُقَاتٍ سَيِّئَةٍ.‏ مَثَلًا،‏ كَيْ نصِلَ إِلَى قَرْيَةِ سَانْت إِيلِي فِي غَابَةِ ٱلْأَمَازُون،‏ رَكِبْنَا عِدَّةَ سَاعَاتٍ فِي سَيَّارَةٍ ذَاتِ دَفْعٍ رُبَاعِيٍّ وَفِي قَارِبٍ.‏ وَلِأَنَّ مُعْظَمَ ٱلسُّكَّانِ مُنَقِّبُونَ عَنِ ٱلذَّهَبِ،‏ تَبَرَّعَ بَعْضُهُمْ بِقِطَعِ ذَهَبٍ صَغِيرَةٍ تَقْدِيرًا مِنْهُمْ لِمَطْبُوعَاتِنَا.‏ وَفِي ٱلْمَسَاءِ،‏ عَرَضْنَا أَحَدَ فِيدْيُوَاتِ ٱلْهَيْئَةِ،‏ فَحَضَرَهُ ٱلْكَثِيرُونَ.‏

مَارِيلِين:‏ مُنْذُ بِضْعِ سَنَوَاتٍ،‏ طُلِبَ مِنْ جَاك أَنْ يُلْقِيَ خِطَابَ ٱلذِّكْرَى فِي كَامُوبِي.‏ فَرَكِبْنَا فِي مَرْكَبٍ مُدَّةَ أَرْبَعِ سَاعَاتٍ فِي نَهْرِ وَايَابُوك.‏ وَكَانَتْ تَجْرِبَةً مُشَوِّقَةً.‏

جَاك:‏ فِي ٱلْأَمَاكِنِ حَيْثُ مُسْتَوَى ٱلْمِيَاهِ مُنْخَفِضٌ،‏ تُصْبِحُ ٱلْمُنْحَدَرَاتُ حَيْثُ يَتَسَارَعُ ٱلنَّهْرُ خَطِيرَةً.‏ لِذٰلِكَ يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ قَائِدُ ٱلْمَرْكَبِ مَاهِرًا جِدًّا.‏ لٰكِنَّ مَنْظَرَ ٱلْمُنْحَدَرَاتِ كَانَ رَائِعًا وَٱلرِّحْلَةُ كَانَتْ مُمْتِعَةً.‏ وَمَعْ أَنَّ ٦ شُهُودٍ فَقَطْ حَضَرُوا ٱلذِّكْرَى،‏ كَانَ ٱلْحُضُورِ ٥٠ شَخْصًا تَقْرِيبًا،‏ وَمِنْهُمْ بَعْضُ ٱلْهُنُودِ ٱلْأَمِيرْكِيِّينَ.‏

مَارِيلِين:‏ هٰذِهِ ٱلِٱخْتِبَارَاتُ سَتَحْصُلُ مَعَ ٱلشَّبَابِ أَيْضًا إِذَا زَادُوا خِدْمَتَهُمْ.‏ فَفِي ظُرُوفٍ كَهٰذِهِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ تَثِقَ بِيَهْوَهَ،‏ وَسَيُقَوِّي ذٰلِكَ إِيمَانَكَ.‏ فَنَحْنُ شَعَرْنَا بِدَعْمِ يَهْوَهَ لَنَا مَرَّاتٍ كَثِيرَةٍ.‏

تَعَلَّمْتُمَا عِدَّةَ لُغَاتٍ.‏ فَهَلْ تُحِبَّانِ تَعَلُّمَ ٱللُّغَاتِ بِطَبِيعَتِكُمَا؟‏

جَاك:‏ كَلَّا.‏ فَأَنَا تَعَلَّمْتُ هٰذِهِ ٱللُّغَاتِ كَيْ أُبَشِّرَ بِهَا وَأَدْعَمَ ٱلْجَمَاعَةَ.‏ مَثَلًا أَدَرْتُ دَرْسَ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ بِٱللُّغَةِ ٱلسَّرَانَانْتُونْغِيَّةِ * حَتَّى قَبْلَ أَنْ أَقُومَ بِتَعْيِينِ قِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَبَعْدَمَا ٱنْتَهَيْتُ،‏ سَأَلْتُ أَحَدَ ٱلْإِخْوَةِ إِذَا فَهِمُوا عَلَيَّ.‏ فَأَجَابَ:‏ «لَمْ نَفْهَمْ بَعْضَ ٱلْكَلِمَاتِ أَحْيَانًا،‏ لٰكِنَّ ٱلدَّرْسَ كَانَ جَيِّدًا جِدًّا».‏ وَٱلْأَوْلَادُ سَاعَدُونِي كَثِيرًا.‏ فَأَحْيَانًا كَانُوا هُمُ ٱلَّذِينَ يُخْبِرُونَنِي أَنِّي أَخْطَأْتُ وَلَيْسَ ٱلرَّاشِدِينَ.‏ وَقَدْ تَعَلَّمْتُ ٱلْكَثِيرَ مِنْهُمْ.‏

مَارِيلِين:‏ فِي إِحْدَى ٱلْمُقَاطَعَاتِ،‏ عَقَدْتُ دُرُوسًا بِٱلْبُرْتُغَالِيَّةِ وَٱلسَّرَانَانْتُونْغِيَّةِ وَٱلْفَرَنْسِيَّةِ.‏ فَٱقْتَرَحَتْ أُخْتٌ أَنْ أَبْدَأَ بِٱلدَّرْسِ ٱلَّذِي أَعْقِدُهُ بِٱللُّغَةِ ٱلْأَصْعَبِ عَلَيَّ،‏ ٱلْبُرْتُغَالِيَّةِ،‏ وَأَنْتَهِيَ بِٱلْأَسْهَلِ.‏ وَقَدْ عَرَفْتُ لَاحِقًا لِمَ هٰذَا ٱلِٱقْتِرَاحُ مُفِيدٌ.‏

فَفِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ،‏ كَانَ لَدَيَّ دَرْسٌ بِٱلسَّرَانَانْتُونْغِيَّةِ وَآخَرُ بِٱلْبُرْتُغَالِيَّةِ.‏ وَعِنْدَمَا بَدَأْتُ ٱلدَّرْسَ ٱلثَّانِيَ قَالَتْ لِي ٱلْأُخْتُ:‏ «مَارِيلِين،‏ هُنَاكَ مُشْكِلَةٌ!‏».‏ فَٱنْتَبَهْتُ أَنَّنِي أَتَكَلَّمُ بِٱلسَّرَانَانْتُونْغِيَّةِ ٱلْأَسْهَلِ عَلَيَّ مَعَ ٱمْرَأَةٍ بَرَازِيلِيَّةٍ بَدَلًا مِنَ ٱلْبُرْتُغَالِيَّةِ.‏

اَلْإِخْوَةُ ٱلَّذِينَ خَدَمْتُمَا مَعَهُمْ يُحِبُّونَكُمَا كَثِيرًا.‏ فَكَيْفَ قَدِرْتُمَا أَنْ تَتَقَرَّبَا مِنْهُمْ؟‏

جَاك:‏ تَقُولُ ٱلْأَمْثَال ١١:‏٢٥‏:‏ «اَلنَّفْسُ ٱلْكَرِيمَةُ هِيَ تُسَمَّنُ».‏ فَنَحْنُ نَبْذُلُ كُلَّ طَاقَتِنَا لِنَقْضِيَ ٱلْوَقْتَ مَعَ ٱلْإِخْوَةِ وَنُسَاعِدَهُمْ.‏ مَثَلًا،‏ يَقُولُ لِي ٱلْبَعْضُ بِشَأْنِ صِيَانَةِ ٱلْقَاعَةِ:‏ «دَعِ ٱلنَّاشِرِينَ يَهْتَمُّونَ بِصِيَانَتِهَا».‏ لٰكِنِّي أُجِيبُهُمْ:‏ «أَنَا نَاشِرٌ أَيْضًا.‏ وَأُرِيدُ أَنْ أُشَارِكَهُمْ فِي ٱلْعَمَلِ».‏ كَمَا أَنَّنَا لَا نَسْمَحُ لِحَاجَتِنَا إِلَى بَعْضِ ٱلْخُصُوصِيَّةِ أَنْ تَمْنَعَنَا مِنْ مُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ.‏

مَارِيلِين:‏ نَحْنُ نَبْذُلُ جُهْدَنَا لِنَهْتَمَّ بِكُلِّ شَخْصٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ وَهٰكَذَا نَعْرِفُ مَتَى يَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ فِي ٱلِٱهْتِمَامِ بِأَوْلَادِهِمْ أَوْ فِي أَخْذِهِمْ مِنَ ٱلْمَدْرَسَةِ.‏ فَنُنَظِّمُ وَقْتَنَا كَيْ نُسَاعِدَهُمْ.‏ وَهٰذَا يُقَوِّي ٱلصَّدَاقَةَ بَيْنَنَا.‏

أَيَّةُ بَرَكَاتٍ حَصَلْتُمَا عَلَيْهَا لِأَنَّكُمَا تَخْدُمَانِ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ كَبِيرَةٌ إِلَى مُبَشِّرِينَ؟‏

جَاك:‏ نِلْنَا بَرَكَاتٍ كَثِيرَةً بِسَبَبِ خِدْمَتِنَا.‏ فَنَحْنُ نَتَمَتَّعُ بِخَلِيقَةِ يَهْوَهَ ٱلْجَمِيلَةِ وَٱلْمُتَنَوِّعَةِ.‏ وَنَشْعُرُ بِٱلسَّلَامِ ٱلدَّاخِلِيِّ رَغْمَ ٱلتَّحَدِّيَاتِ ٱلْكَثِيرَةِ.‏ فَشَعْبُ يَهْوَهَ مَعَنَا وَيَدْعَمُنَا أَيْنَمَا كُنَّا.‏

عِنْدَمَا كُنْتُ شَابًّا فِي غِيَانَا ٱلْفَرَنْسِيَّةِ،‏ سُجِنْتُ لِأَنَّنِي لَمْ أَدْخُلِ ٱلْجَيْشَ.‏ وَلَمْ أَتَخَيَّلْ أَنِّي سَأَرْجِعُ كَمُرْسَلٍ إِلَى هٰذَا ٱلْبَلَدِ وَأَنَّهُ سَيُسْمَحُ لِي أَنْ أُبَشِّرَ فِي ٱلسُّجُونِ.‏ فِعْلًا،‏ بَرَكَاتُ يَهْوَه كَثِيرَةٌ.‏

مَارِيلِين:‏ أَفْرَحُ حِينَ أُعْطِي مِنْ نَفْسِي لِلْآخَرِينَ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ.‏ فَٱلْخِدْمَةُ جَلَبَتْ لَنَا ٱلسَّعَادَةَ وَقَوَّتْ زَوَاجَنَا.‏ مَثَلًا،‏ حِينَ يَقُولُ لِي جَاك إِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَدْعُوَ زَوْجَيْنِ إِلَى وَجْبَةِ طَعَامٍ لِيُشَجِّعَهُمَا،‏ كَثِيرًا مَا أُجِيبُهُ:‏ «كُنْتُ أُفَكِّرُ فِي ٱلْأَمْرِ نَفْسِهِ!‏».‏ فَقَدْ صِرْنَا نُفَكِّرُ بِٱلطَّرِيقَةِ نَفْسِهَا.‏

جَاك:‏ مُنْذُ مُدَّةٍ،‏ عَرَفْتُ أَنِّي مُصَابٌ بِسَرَطَانِ ٱلْبْرُوسْتَات.‏ وَرَغْمَ أَنَّ مَارِيلِين لَا تُحِبُّ ٱلْحَدِيثَ عَنِ ٱلْمَوْتِ،‏ لٰكِنِّي قُلْتُ لَهَا:‏ «حَبِيبَتِي إِذَا مُتُّ قَرِيبًا،‏ فَلَنْ أَمُوتَ ‹شَيْخًا وَشَبْعَانَ› أَيَّامًا.‏ لٰكِنِّي سَأَمُوتُ فَرْحَانًا لِأَنِّي ٱسْتَخْدَمْتُ حَيَاتِي لِخِدْمَةِ يَهْوَهَ ٱلَّتِي لَهَا قِيمَةٌ حَقِيقِيَّةٌ».‏ —‏ تك ٢٥:‏٨‏.‏

مَارِيلِين:‏ أَعْطَانَا يَهْوَهُ تَعْيِينَاتٍ لَمْ نَتَوَقَّعْهَا وَٱسْتَخْدَمَنَا لِنُنْجِزَ أُمُورًا تَفُوقُ خَيَالَنَا.‏ لَقَدْ عِشْنَا حَيَاةً حُلْوَةً جِدًّا.‏ وَلِأَنَّنَا وَاثِقَانِ بِيَهْوَهَ كَامِلًا،‏ فَسَنَذْهَبُ أَيْنَمَا تَطْلُبُ مِنَّا ٱلْهَيْئَةُ.‏

^ ‎الفقرة 32‏ اَلسَّرَانَانْتُونْغِيَّةُ لُغَةٌ طَوَّرَهَا ٱلْعَبِيدُ،‏ وَهِيَ خَلِيطٌ مِنَ ٱللُّغَاتِ ٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ وَٱلْهُولَنْدِيَّةِ وَٱلْبُرْتُغَالِيَّةِ وَلُغَاتٍ إِفْرِيقِيَّةٍ.‏