الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٩

‏«ملك الشمال» في وقت النهاية

‏«ملك الشمال» في وقت النهاية

‏«فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ،‏ يُزَاحِمُ مَلِكُ ٱلْجَنُوبِ [مَلِكَ ٱلشَّمَالِ]».‏ —‏ دا ١١:‏٤٠‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١٥٠ اُطْلُبُوا خَلَاصَ يَهْوَهَ

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١ مَاذَا تَكْشِفُ لَنَا نُبُوَّاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

مَاذَا يُخَبِّئُ ٱلْمُسْتَقْبَلُ ٱلْقَرِيبُ لِشَعْبِ يَهْوَهَ؟‏ لَا دَاعِيَ أَنْ يُحَيِّرَنَا هٰذَا ٱلسُّؤَالُ.‏ فَنُبُوَّاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُشْبِهُ نَافِذَةً تُرِينَا ٱلْأَحْدَاثَ ٱلْمُهِمَّةَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلَّتِي سَتُؤَثِّرُ فِينَا جَمِيعًا.‏ مَثَلًا،‏ تُخْبِرُنَا ٱلنُّبُوَّةُ فِي دَانِيَال ١١ مَاذَا سَيَفْعَلُ عَدَدٌ مِنْ أَقْوَى ٱلْحُكُومَاتِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَهِيَ تَحْكِي قِصَّةَ مَلِكَيْنِ مُتَحَارِبَيْنِ:‏ مَلِكِ ٱلشَّمَالِ وَمَلِكِ ٱلْجَنُوبِ.‏ وَحَتَّى ٱلْآنَ،‏ تَمَّ جُزْءٌ كَبِيرٌ مِنْ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ.‏ لِذَا نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ ٱلْبَاقِيَ سَيَتِمُّ أَيْضًا.‏

٢ حَسَبَ ٱلتَّكْوِين ٣:‏١٥ وَٱلرُّؤْيَا ١١:‏٧ وَ ١٢:‏١٧‏،‏ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا فِيمَا نَدْرُسُ نُبُوَّةَ دَانِيَالَ؟‏

٢ كَيْ نَفْهَمَ ٱلنُّبُوَّةَ فِي دَانِيَال ١١‏،‏ مُهِمٌّ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا أَنَّهَا تُشِيرُ فَقَطْ إِلَى ٱلْمُلُوكِ وَٱلْحُكُومَاتِ ٱلَّذِينَ يُؤَثِّرُونَ مُبَاشَرَةً عَلَى شَعْبِ ٱللهِ.‏ فَمَعْ أَنَّ عَدَدَ خُدَّامِ ٱللهِ قَلِيلٌ جِدًّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى سُكَّانِ ٱلْعَالَمِ،‏ فَغَالِبًا مَا تَضْطَهِدُهُمُ ٱلدُّوَلُ ٱلْعَالَمِيَّةُ.‏ لِمَاذَا؟‏ لِأَنَّ هَدَفَ ٱلشَّيْطَانِ وَعَالَمِهِ هُوَ ٱلْقَضَاءُ عَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيعُونَ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ.‏ ‏(‏اقرإ التكوين ٣:‏١٥ والرؤيا ١١:‏٧؛‏ ١٢:‏١٧‏.‏)‏ وَلْنُبْقِ فِي بَالِنَا أَيْضًا أَنَّ نُبُوَّةَ دَانِيَالَ تَنْسَجِمُ مَعَ ٱلنُّبُوَّاتِ ٱلْأُخْرَى فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ لِذَا لَا نَقْدِرُ أَنْ نَفْهَمَهَا بِطَرِيقَةٍ صَحِيحَةٍ إِلَّا إِذَا قَارَنَّاهَا بِآيَاتٍ أُخْرَى.‏

٣ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

٣ عَلَى هٰذَا ٱلْأَسَاسِ،‏ سَنُنَاقِشُ ٱلْآنَ دَانِيَال ١١:‏٢٥-‏٣٩‏.‏ وَسَنَعْرِفُ مَنْ كَانَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ وَمَلِكُ ٱلْجَنُوبِ مِنْ عَامِ ١٨٧٠ إِلَى ١٩٩١.‏ وَسَنَرَى لِمَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نُغَيِّرَ فَهْمَنَا لِجُزْءٍ مِنْ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ.‏ أَمَّا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ فَسَنُنَاقِشُ دَانِيَال ١١:‏٤٠–‏١٢:‏١‏.‏ وَسَنُوضِحُ كَيْفَ تَغَيَّرَ فَهْمُنَا لِهٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ ٱلَّتِي تُخْبِرُنَا عَنِ ٱلْفَتْرَةِ مِنْ عَامِ ١٩٩١ إِلَى هَرْمَجَدُّونَ.‏ فِيمَا تَدْرُسُ هَاتَيْنِ ٱلْمَقَالَتَيْنِ،‏ رَاجِعِ ٱلْمَعْلُومَاتِ تَحْتَ عُنْوَانِ:‏ «‏مَلِكَانِ مُتَحَارِبَانِ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ‏».‏ لٰكِنْ لِنَرَ أَوَّلًا مَنْ هُمَا ٱلْمَلِكَانِ فِي هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ.‏

مَنْ هُمَا مَلِكُ ٱلشَّمَالِ وَمَلِكُ ٱلْجَنُوبِ؟‏

٤ أَيَّةُ عَوَامِلَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَعْرِفَ مَنْ هُمَا مَلِكُ ٱلشَّمَالِ وَمَلِكُ ٱلْجَنُوبِ؟‏

٤ فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ كَانَ «مَلِكُ ٱلشَّمَالِ» وَ «مَلِكُ ٱلْجَنُوبِ» يُمَثِّلَانِ قِوًى سِيَاسِيَّةً تَقَعُ شَمَالَ وَجَنُوبَ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ.‏ لِمَ نَقُولُ ذٰلِكَ؟‏ لِأَنَّ ٱلْمَلَاكَ ٱلَّذِي نَقَلَ ٱلنُّبُوَّةَ قَالَ لِدَانِيَالَ:‏ «جِئْتُ لِأَجْعَلَكَ تُمَيِّزُ مَا يُصِيبُ شَعْبَكَ».‏ ‏(‏دا ١٠:‏١٤‏)‏ وَآنَذَاكَ،‏ كَانَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ ٱلْحَرْفِيَّةُ هِيَ شَعْبَ ٱللهِ ٱلْمُخْتَارَ.‏ لٰكِنْ مُنْذُ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣  ب‌م،‏ صَارَ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ هُمْ شَعْبَ ٱللهِ.‏ وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّ ٱلْجُزْءَ ٱلْأَكْبَرَ مِنَ ٱلنُّبُوَّةِ فِي دَانِيَال ١١ لَا يَنْطَبِقُ عَلَى إِسْرَائِيلَ ٱلْحَرْفِيَّةِ،‏ بَلْ عَلَى أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ.‏ (‏اع ٢:‏١-‏٤؛‏ رو ٩:‏٦-‏٨؛‏ غل ٦:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ وَعَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ،‏ تَغَيَّرَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ وَمَلِكُ ٱلْجَنُوبِ عِدَّةَ مَرَّاتٍ.‏ لٰكِنْ هُنَاكَ ثَلَاثَةُ عَوَامِلَ لَمْ تَتَغَيَّرْ.‏ أَوَّلًا،‏ أَثَّرَ هٰذَانِ ٱلْمَلِكَانِ تَأْثِيرًا مُبَاشِرًا عَلَى شَعْبِ يَهْوَهَ.‏ ثَانِيًا،‏ أَظْهَرَتْ تَعَامُلَاتُهُمَا مَعْ هٰذَا ٱلشَّعْبِ أَنَّهُمَا يَكْرَهَانِ يَهْوَهَ.‏ وَثَالِثًا،‏ كَانَ هٰذَانِ ٱلْمَلِكَانِ يَتَنَافَسَانِ عَلَى ٱلسُّلْطَةِ.‏

٥ هَلْ كَانَ هُنَاكَ مَلِكُ شَمَالٍ وَمَلِكُ جَنُوبٍ بَيْنَ ٱلْقَرْنِ ٱلـ‍ ٢  ب‌م وَأَوَاخِرِ ٱلْقَرْنِ ٱلـ‍ ١٩؟‏ أَوْضِحْ.‏

٥ فِي وَقْتٍ مَا خِلَالَ ٱلْقَرْنِ ٱلـ‍ ٢  ب‌م،‏ دَخَلَ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمُزَيَّفِينَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ وَبَدَأُوا يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ خَاطِئَةً وَيُخْفُونَ حَقَّ كَلِمَةِ ٱللهِ.‏ وَمِنْ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ إِلَى أَوَاخِرِ ٱلْقَرْنِ ٱلـ‍ ١٩،‏ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ فَرِيقٌ مُنَظَّمٌ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُزَيَّفُونَ ٱلَّذِينَ يُشْبِهُونَ ٱلزِّوَانَ ٱزْدَادَ عَدَدُهُمْ كَثِيرًا وَلَمْ يَعُدْ يُعْرَفُ مَنْ هُمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ.‏ (‏مت ١٣:‏٣٦-‏٤٣‏)‏ وَلِمَ تَهُمُّنَا هٰذِهِ ٱلْمَعْلُومَةُ؟‏ لِأَنَّهَا تَعْنِي أَنَّ مَا نَقْرَأُهُ عَنْ مَلِكِ ٱلشَّمَالِ وَمَلِكِ ٱلْجَنُوبِ لَا يَنْطَبِقُ عَلَى ٱلْمُلُوكِ أَوِ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلَّتِي كَانَ لَهَا سُلْطَةٌ فِي وَقْتٍ مَا مِنَ ٱلْقَرْنِ ٱلـ‍ ٢ إِلَى أَوَاخِرِ ٱلْقَرْنِ ٱلـ‍ ١٩.‏ فَفِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ،‏ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ فَرِيقٌ مُنَظَّمٌ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ كَيْ يُهَاجِمُوهُ.‏ * لٰكِنَّ مَلِكَ ٱلشَّمَالِ وَمَلِكَ ٱلْجَنُوبِ كَانَا سَيَظْهَرَانِ مِنْ جَدِيدٍ فِي أَوَاخِرِ ٱلْقَرْنِ ٱلـ‍ ١٩.‏ كَيْفَ نَعْرِفُ ذٰلِكَ؟‏

٦ مَتَى صَارَ شَعْبُ يَهْوَهَ مِنْ جَدِيدٍ فَرِيقًا مُنَظَّمًا؟‏ أَوْضِحْ.‏

٦ مُنْذُ سَنَةِ ١٨٧٠،‏ بَدَأَ شَعْبُ ٱللهِ يُنَظَّمُ كَفَرِيقٍ.‏ فَفِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ،‏ بَدَأَ تْشَارْلْز رَصِل وَرِفَاقُهُ يَجْتَمِعُونَ مَعًا لِيَدْرُسُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ.‏ وَقَدْ لَعِبَ رَصِل وَرِفَاقُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ دَوْرَ ٱلرَّسُولِ ٱلَّذِي ‹أَعَدَّ ٱلطَّرِيقَ› لِتَأْسِيسِ مَمْلَكَةِ ٱلْمَسِيحِ.‏ (‏مل ٣:‏١‏)‏ وَهٰكَذَا صَارَ شَعْبُ يَهْوَهَ مِنْ جَدِيدٍ فَرِيقًا مُنَظَّمًا.‏ وَهَلْ كَانَ هُنَاكَ آنَذَاكَ دُوَلٌ عَالَمِيَّةٌ لَهَا تَأْثِيرٌ مُبَاشِرٌ عَلَى خُدَّامِ ٱللهِ؟‏ لِنُنَاقِشِ ٱلْجَوَابَ مَعًا.‏

مَنْ هُوَ مَلِكُ ٱلْجَنُوبِ؟‏

٧ مَنْ كَانَ مَلِكُ ٱلْجَنُوبِ حَتَّى وَقْتٍ مَا خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى؟‏

٧ سَنَةَ ١٨٧٠،‏ كَانَتْ بَرِيطَانِيَا قَدْ صَارَتْ أَكْبَرَ إِمْبَرَاطُورِيَّةٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَأَعْظَمَ قُوَّةٍ عَسْكَرِيَّةٍ.‏ وَفِي نُبُوَّةِ دَانِيَالَ،‏ شُبِّهَتْ بِقَرْنٍ صَغِيرٍ تَغَلَّبَ عَلَى ثَلَاثَةِ قُرُونٍ أُخْرَى هِيَ فَرَنْسَا وَإِسْبَانِيَا وَهُولَنْدَا.‏ (‏دا ٧:‏٧،‏ ٨‏)‏ وَلَعِبَتْ بَرِيطَانِيَا دَوْرَ مَلِكِ ٱلْجَنُوبِ حَتَّى وَقْتٍ مَا خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى.‏ وَخِلَالَ ٱلْفَتْرَةِ نَفْسِهَا،‏ صَارَتِ ٱلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ ٱلْأَمِيرْكِيَّةُ أَعْظَمَ قُوَّةٍ ٱقْتِصَادِيَّةٍ فِي ٱلْعَالَمِ،‏ وَبَدَأَتْ عَلَاقَتُهَا مَعْ بَرِيطَانِيَا تَقْوَى أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.‏

٨ مَنْ هُوَ مَلِكُ ٱلْجَنُوبِ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ؟‏

٨ وَخِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى،‏ شَكَّلَتِ ٱلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ وَبَرِيطَانِيَا تَحَالُفًا عَسْكَرِيًّا قَوِيًّا.‏ وَصَارَتْ بَرِيطَانِيَا وَٱلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ ٱلدَّوْلَةَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيَّةَ.‏ وَكَمَا أَنْبَأَ دَانِيَالُ،‏ جَمَعَ هٰذَا ٱلْمَلِكُ ‹جَيْشًا عَظِيمًا وَقَوِيًّا جِدًّا›.‏ (‏دا ١١:‏٢٥‏)‏ وَفِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ،‏ يَلْعَبُ ٱلتَّحَالُفُ ٱلْأَنْكِلُوأَمِيرْكِيُّ دَوْرَ مَلِكِ ٱلْجَنُوبِ.‏ * وَلٰكِنْ مَاذَا عَنْ مَلِكِ ٱلشَّمَالِ؟‏

مَلِكُ ٱلشَّمَالِ يَظْهَرُ مِنْ جَدِيدٍ

٩ مَتَى ظَهَرَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ مِنْ جَدِيدٍ،‏ وَكَيْفَ تَمَّتْ دَانِيَال ١١:‏٢٥‏؟‏

٩ عَامَ ١٨٧١،‏ أَيْ بَعْدَ سَنَةٍ مِنْ بِدَايَةِ ٱجْتِمَاعَاتِ رَصِل مَعْ رِفَاقِهِ لِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ ظَهَرَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ مِنْ جَدِيدٍ.‏ فَفِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ،‏ نَجَحَ أُوتُو فُون بِسْمَارْك فِي تَأْسِيسِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْأَلْمَانِيَّةِ.‏ وَصَارَ مَلِكُ بْرُوسِيَا،‏ وِلْهَلْمُ ٱلْأَوَّلُ،‏ أَوَّلَ إِمْبَرَاطُورٍ فِيهَا،‏ وَعَيَّنَ بِسْمَارْك مُسْتَشَارَهُ ٱلْأَوَّلَ.‏ * وَفِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَيْطَرَتْ هٰذِهِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةُ عَلَى بُلْدَانٍ فِي إِفْرِيقْيَا وَٱلْمُحِيطِ ٱلْهَادِئِ،‏ وَبَدَأَتْ تَتَحَدَّى بَرِيطَانِيَا.‏ ‏(‏اقرأ دانيال ١١:‏٢٥‏.‏)‏ أَيْضًا،‏ جَمَعَتِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةُ ٱلْأَلْمَانِيَّةُ جَيْشًا عَظِيمًا،‏ وَصَارَ لَدَيْهَا ثَانِي أَكْبَرِ أُسْطُولٍ بَحْرِيٍّ فِي ٱلْعَالَمِ.‏ وَقَدِ ٱسْتَعْمَلَتْ قُوَّتَهَا هٰذِهِ ضِدَّ أَعْدَائِهَا فِي ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى.‏

١٠ كَيْفَ تَمَّتْ دَانِيَال ١١:‏٢٥ب،‏ ٢٦‏؟‏

١٠ وَيُخْبِرُ دَانِيَالُ مَاذَا سَيَحْدُثُ لِلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْأَلْمَانِيَّةِ وَقُوَّتِهَا ٱلْعَسْكَرِيَّةِ.‏ فَيَقُولُ إِنَّ مَلِكَ ٱلشَّمَالِ «لَا يَقُومُ»،‏ أَيْ لَنْ يَصْمُدَ.‏ لِمَاذَا؟‏ «لِأَنَّهُمْ يُدَبِّرُونَ عَلَيْهِ خُطَطًا وَٱلْآكِلُونَ مِنْ أَطْعِمَتِهِ ٱلْفَاخِرَةِ يَكُونُونَ وَرَاءَ ٱنْهِيَارِهِ».‏ (‏دا ١١:‏٢٥ب،‏ ٢٦أ‏)‏ فِي أَيَّامِ دَانِيَالَ،‏ كَانَ «ٱلْآكِلُونَ مِنْ أَطْعِمَةِ [ٱلْمَلِكِ] ٱلْفَاخِرَةِ» هُمُ ٱلْمَسْؤُولِينَ فِي ٱلْقَصْرِ ٱلَّذِينَ يَقِفُونَ «أَمَامَ ٱلْمَلِكِ».‏ (‏دا ١:‏٥‏)‏ لِذَا تُشِيرُ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةُ إِلَى مَسْؤُولِينَ مُهِمِّينَ فِي ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلْأَلْمَانِيَّةِ سَاهَمُوا فِي ٱنْهِيَارِهَا،‏ بِمَنْ فِيهِمْ جِنِرَالَاتٌ وَمُسْتَشَارُونَ عَسْكَرِيُّونَ تَحْتَ إِمْرَةِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِ.‏ * وَلَمْ تُخْبِرِ ٱلنُّبُوَّةُ عَنْ سُقُوطِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ فَقَطْ،‏ بَلْ تَحَدَّثَتْ أَيْضًا عَنْ نَتِيجَةِ ٱلْحَرْبِ مَعْ مَلِكِ ٱلْجَنُوبِ.‏ فَهِيَ قَالَتْ عَنْ مَلِكِ ٱلشَّمَالِ:‏ «أَمَّا جَيْشُهُ فَيُجْرَفُ،‏ وَيَسْقُطُ كَثِيرُونَ قَتْلَى».‏ (‏دا ١١:‏٢٦ب‏)‏ وَهٰذَا مَا حَصَلَ بِٱلْفِعْلِ.‏ فَفِي ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى،‏ «جُرِفَ» ٱلْجَيْشُ ٱلْأَلْمَانِيُّ وَ «سَقَطَ كَثِيرُونَ قَتْلَى».‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ قَتَلَتْ هٰذِهِ ٱلْحَرْبُ أُنَاسًا أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ حَرْبٍ وَقَعَتْ حَتَّى ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ.‏

١١ مَاذَا فَعَلَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ وَمَلِكُ ٱلْجَنُوبِ؟‏

١١ فِي ٱلْحَدِيثِ عَنِ ٱلْفَتْرَةِ قَبْلَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى،‏ تَذْكُرُ دَانِيَال ١١:‏٢٧،‏ ٢٨ أَنَّ مَلِكَ ٱلشَّمَالِ وَمَلِكَ ٱلْجَنُوبِ سَوْفَ «يَتَكَلَّمَانِ بِٱلْكَذِبِ عَلَى مَائِدَةٍ وَاحِدَةٍ».‏ وَتُخْبِرُ أَيْضًا أَنَّ مَلِكَ ٱلشَّمَالِ سَيَجْمَعُ ‹أَمْلَاكًا جَزِيلَةً›.‏ وَمَرَّةً أُخْرَى،‏ تَحَقَّقَتْ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ.‏ فَقَدْ تَكَلَّمَتْ أَلْمَانِيَا وَبَرِيطَانِيَا عَنِ ٱلسَّلَامِ بَيْنَهُمَا.‏ لٰكِنَّ ٱلْحَرْبَ ٱلَّتِي بَدَأَتْ عَامَ ١٩١٤ فَضَحَتْ كِذْبَهُمَا.‏ وَفِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ هٰذِهِ ٱلْحَرْبَ،‏ زَادَ غِنَى أَلْمَانِيَا وَصَارَتْ ثَانِيَ قُوَّةٍ ٱقْتِصَادِيَّةٍ فِي ٱلْعَالَمِ.‏ وَإِتْمَامًا لِدَانِيَال ١١:‏٢٩ و٣٠َأ‏،‏ تَحَارَبَتْ أَلْمَانِيَا مَعْ مَلِكِ ٱلْجَنُوبِ وَهُزِمَتْ.‏

اَلْمَلِكَانِ يَضْطَهِدَانِ شَعْبَ ٱللهِ

١٢ مَاذَا فَعَلَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ وَمَلِكُ ٱلْجَنُوبِ فِي ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى؟‏

١٢ مِنْ سَنَةِ ١٩١٤ فَصَاعِدًا،‏ يَشْتَدُّ ٱلصِّرَاعُ بَيْنَ ٱلْمَلِكَيْنِ وَيَضْطَهِدَانِ شَعْبَ ٱللهِ بِقَسْوَةٍ.‏ فَفِي ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى،‏ ٱضْطَهَدَتِ ٱلْحُكُومَتَانِ ٱلْأَلْمَانِيَّةُ وَٱلْبَرِيطَانِيَّةُ خُدَّامَ ٱللهِ ٱلَّذِينَ رَفَضُوا أَنْ يُشَارِكُوا فِي ٱلْحَرْبِ.‏ وَمِثْلَمَا أَنْبَأَتِ ٱلرُّؤْيَا ١١:‏٧-‏١٠‏،‏ سَجَنَتِ ٱلْحُكُومَةُ ٱلْأَمِيرْكِيَّةُ ٱلْإِخْوَةَ ٱلَّذِينَ أَخَذُوا ٱلْقِيَادَةَ فِي عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ.‏

١٣ مَاذَا فَعَلَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ فِي ٱلثَّلَاثِينَاتِ وَخَاصَّةً فِي ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ؟‏

١٣ بَعْدَ ذٰلِكَ،‏ فِي ثَلَاثِينَاتِ ٱلْـ‍ ١٩٠٠ وَخَاصَّةً فِي ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ،‏ هَاجَمَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ شَعْبَ ٱللهِ بِشَرَاسَةٍ.‏ فَعِنْدَمَا ٱسْتَلَمَ ٱلْحِزْبُ ٱلنَّازِيُّ ٱلْحُكْمَ فِي أَلْمَانِيَا،‏ حَظَرَ هِتْلِر وَأَتْبَاعُهُ عَمَلَ شُهُودِ يَهْوَهَ.‏ وَقَتَلُوا حَوَالَيْ ٥٠٠‏,١ شَاهِدٍ وَأَرْسَلُوا ٱلْآلَافَ إِلَى مُعَسْكَرَاتِ ٱلِٱعْتِقَالِ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْأَحْدَاثُ أَنْبَأَ عَنْهَا دَانِيَالُ.‏ فَهُوَ قَالَ إِنَّ مَلِكَ ٱلشَّمَالِ ‹سَيُدَنِّسُ ٱلْمَقْدِسَ وَيُزِيلُ ٱلذَّبِيحَةَ ٱلدَّائِمَةَ›.‏ وَهٰذَا مَا حَدَثَ حِينَ مَنَعَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ شَعْبَ ٱللهِ أَنْ يُسَبِّحُوا إِلٰهَهُمْ عَلَانِيَةً.‏ (‏دا ١١:‏٣٠ب،‏ ٣١أ‏)‏ حَتَّى إِنَّ هِتْلِر أَقْسَمَ أَنْ يُبِيدَ شَعْبَ ٱللهِ فِي أَلْمَانِيَا.‏

مَلِكُ شَمَالٍ جَدِيدٌ

١٤ مَنْ صَارَ مَلِكَ ٱلشَّمَالِ بَعْدَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٤ بَعْدَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ،‏ ٱسْتَوْلَتْ حُكُومَةُ ٱلِٱتِّحَادِ ٱلسُّوفْيَاتِيِّ ٱلشُّيُوعِيَّةُ عَلَى مَنَاطِقَ وَاسِعَةٍ كَانَتْ تَحْتَ سَيْطَرَةِ أَلْمَانِيَا.‏ وَمِثْلَ ٱلْحِزْبِ ٱلنَّازِيِّ ٱلْمُسْتَبِدِّ،‏ ٱضْطَهَدَ ٱلِٱتِّحَادُ ٱلسُّوفْيَاتِيُّ وَحُلَفَاؤُهُ بِقَسْوَةٍ كُلَّ مَنِ ٱعْتَبَرَ عِبَادَةَ يَهْوَهَ أَهَمَّ مِنْ إِطَاعَةِ ٱلدَّوْلَةِ طَاعَةً مُطْلَقَةً.‏ وَهٰكَذَا صَارَ ٱلِٱتِّحَادُ ٱلسُّوفْيَاتِيُّ وَحُلَفَاؤُهُ مَلِكَ ٱلشَّمَالِ.‏

١٥ مَاذَا فَعَلَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ بَعْدَمَا ٱنْتَهَتِ ٱلْحَرْبُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلثَّانِيَةُ؟‏

١٥ بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ مِنِ ٱنْتِهَاءِ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلثَّانِيَةِ،‏ شَنَّ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ ٱلْجَدِيدُ،‏ ٱلِٱتِّحَادُ ٱلسُّوفْيَاتِيُّ وَحُلَفَاؤُهُ،‏ هُجُومًا شَرِسًا عَلَى شَعْبِ ٱللهِ.‏ فَمِثْلَمَا أَنْبَأَتِ ٱلرُّؤْيَا ١٢:‏١٥-‏١٧‏،‏ حَظَرَ هٰذَا ٱلْمَلِكُ عَمَلَ ٱلتَّبْشِيرِ وَنَفَى آلَافَ ٱلشُّهُودِ إِلَى سَيْبِيرِيَا.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ مُنْذُ بِدَايَةِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ،‏ يُخْرِجُ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ ‹نَهْرًا› مِنَ ٱلْمُقَاوَمَةِ،‏ مُحَاوِلًا أَنْ يُوقِفَ عَمَلَ شَعْبِ ٱللهِ.‏ *

١٦ كَيْفَ تَمَّمَ ٱلِٱتِّحَادُ ٱلسُّوفْيَاتِيُّ دَانِيَال ١١:‏٣٧-‏٣٩‏؟‏

١٦ اقرأ دانيال ١١:‏٣٧-‏٣٩‏.‏ تَمَّمَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ.‏ فَهُوَ لَمْ «يَعْبَأْ بِإِلٰهِ آبَائِهِ»،‏ أَيْ لَمْ يُظْهِرْ لَهُ أَيَّ ٱحْتِرَامٍ.‏ كَيْفَ ذٰلِكَ؟‏ أَرَادَ ٱلِٱتِّحَادُ ٱلسُّوفْيَاتِيُّ أَنْ يَتَخَلَّصَ مِنْ كُلِّ ٱلْأَدْيَانِ.‏ فَحَاوَلَ أَنْ يُضْعِفَ سُلْطَتَهَا.‏ فَمُنْذُ سَنَةِ ١٩١٨،‏ أَصْدَرَتِ ٱلْحُكُومَةُ ٱلسُّوفْيَاتِيَّةُ قَرَارًا أَدَّى إِلَى تَعْلِيمِ ٱلْإِلْحَادِ فِي ٱلْمَدَارِسِ.‏ وَكَيْفَ مَجَّدَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ «إِلٰهَ ٱلْحُصُونِ»؟‏ صَرَفَ ٱلِٱتِّحَادُ ٱلسُّوفْيَاتِيُّ أَمْوَالًا هَائِلَةً كَيْ يُقَوِّيَ جَيْشَهُ وَيُصَنِّعَ آلَافَ ٱلْأَسْلِحَةِ ٱلنَّوَوِيَّةِ.‏ وَمَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ صَارَ لَدَى مَلِكِ ٱلشَّمَالِ وَمَلِكِ ٱلْجَنُوبِ مَا يَكْفِي مِنَ ٱلْأَسْلِحَةِ ٱلْمُتَطَوِّرَةِ لِقَتْلِ بَلَايِينِ ٱلنَّاسِ.‏

اَلْعَدُوَّانِ يَتَعَاوَنَانِ مَعًا

١٧ مَا هِيَ «ٱلرِّجْسَةُ ٱلْمُخَرِّبَةُ»؟‏

١٧ تَعَاوَنَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ مَعْ مَلِكِ ٱلْجَنُوبِ فِي أَمْرٍ وَاحِدٍ فَقَطْ.‏ فَقَدْ أَقَامَا «ٱلرِّجْسَةَ ٱلْمُخَرِّبَةَ».‏ (‏دا ١١:‏٣١‏)‏ وَهٰذِهِ «ٱلرِّجْسَةُ» هِيَ ٱلْأُمَمُ ٱلْمُتَّحِدَةُ.‏

١٨ لِمَ تُوصَفُ مُنَظَّمَةُ ٱلْأُمَمِ ٱلْمُتَّحِدَةِ بِأَنَّهَا «رِجْسَةٌ مُخَرِّبَةٌ»؟‏

١٨ تُوصَفُ مُنَظَّمَةُ ٱلْأُمَمِ ٱلْمُتَّحِدَةِ بِأَنَّهَا «رِجْسَةٌ» لِأَنَّهَا تَضَعُ نَفْسَهَا مَكَانَ مَمْلَكَةِ ٱللهِ.‏ فَهِيَ تَدَّعِي أَنَّهَا سَتَجْلُبُ ٱلسَّلَامَ ٱلْعَالَمِيَّ ٱلَّذِي لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَجْلُبَهُ إِلَّا مَمْلَكَةُ ٱللهِ.‏ وَتَذْكُرُ ٱلنُّبُوَّةُ أَنَّ ٱلرِّجْسَةَ سَتَكُونُ «مُخَرِّبَةً»،‏ لِأَنَّ ٱلْأُمَمَ ٱلْمُتَّحِدَةَ سَتَلْعَبُ دَوْرًا أَسَاسِيًّا فِي تَدْمِيرِ كُلِّ ٱلْأَدْيَانِ ٱلَّتِي لَا تُرْضِي ٱللهَ.‏ —‏ اُنْظُرْ «‏مَلِكَانِ مُتَحَارِبَانِ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ‏».‏

لِمَ تَهُمُّنَا هٰذِهِ ٱلْأَحْدَاثُ ٱلتَّارِيخِيَّةُ؟‏

١٩-‏٢٠ ‏(‏أ)‏ لِمَ مُهِمٌّ أَنْ نَعْرِفَ هٰذِهِ ٱلْأَحْدَاثَ ٱلتَّارِيخِيَّةَ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ سُؤَالٍ سَنُنَاقِشُهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

١٩ إِنَّ هٰذِهِ ٱلْأَحْدَاثَ ٱلتَّارِيخِيَّةَ تَهُمُّنَا لِأَنَّهَا تُؤَكِّدُ أَنَّ جُزْءًا مِنْ نُبُوَّةِ دَانِيَالَ عَنْ مَلِكِ ٱلشَّمَالِ وَمَلِكِ ٱلْجَنُوبِ قَدْ تَمَّ مِنْ عَامِ ١٨٧٠ إِلَى ١٩٩١.‏ وَهٰذَا دَلِيلٌ أَنَّ بَاقِيَ ٱلنُّبُوَّةِ سَيَتِمُّ أَيْضًا.‏

٢٠ وَكَمَا ذَكَرْنَا،‏ ٱنْهَارَ ٱلِٱتِّحَادُ ٱلسُّوفْيَاتِيُّ عَامَ ١٩٩١.‏ فَمَنْ صَارَ مَلِكُ ٱلشَّمَالِ؟‏ سَنَعْرِفُ ٱلْجَوَابَ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١٢٨ لِنَثْبُتْ فِي ٱحْتِمَالِنَا

^ ‎الفقرة 5‏ تُظْهِرُ ٱلْأَدِلَّةُ أَنَّ نُبُوَّةَ دَانِيَالَ عَنْ «مَلِكِ ٱلشَّمَالِ» وَ «مَلِكِ ٱلْجَنُوبِ» لَا تَزَالُ تَتِمُّ فِي أَيَّامِنَا.‏ فَمَا هِيَ هٰذِهِ ٱلْأَدِلَّةُ؟‏ وَلِمَ مُهِمٌّ أَنْ نَفْهَمَ تَفَاصِيلَ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ؟‏

^ ‎الفقرة 5‏ بِنَاءً عَلَى ذٰلِكَ،‏ لَمْ يَعُدْ مُلَائِمًا أَنْ نَقُولَ إِنَّ ٱلْإِمْبَرَاطُورَ ٱلرُّومَانِيَّ أُورِيلِيَان (‏٢٧٠-‏٢٧٥  ب‌م)‏ لَعِبَ دَوْرَ «مَلِكِ ٱلشَّمَالِ»،‏ أَوْ إِنَّ ٱلْمَلِكَةَ زَنُوبِيَا (‏٢٦٧-‏٢٧٢  ب‌م)‏ لَعِبَتْ دَوْرَ «مَلِكِ ٱلْجَنُوبِ».‏ وَهٰذَا تَعْدِيلٌ لِمَا ذُكِرَ سَابِقًا فِي ٱلْفَصْلَيْنِ ١٣ وَ ١٤ مِنْ كِتَابِ اِنْتَبِهُوا لِنُبُوَّةِ دَانِيَالَ!‏‏.‏

^ ‎الفقرة 9‏ عَامَ ١٨٩٠،‏ عَزَلَ ٱلْقَيْصَرُ وِلْهَلْمُ ٱلثَّانِي بِسْمَارْك عَنْ مَنْصِبِهِ.‏

^ ‎الفقرة 10‏ سَاهَمَ هٰؤُلَاءِ ٱلْمَسْؤُولُونَ بِعِدَّةِ طُرُقٍ فِي ٱنْهِيَارِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ.‏ مَثَلًا،‏ تَوَقَّفُوا عَنْ دَعْمِ ٱلْقَيْصَرِ،‏ سَرَّبُوا مَعْلُومَاتٍ سِرِّيَّةً عَنْ خَسَائِرِ ٱلْحَرْبِ،‏ وَأَجْبَرُوا ٱلْقَيْصَرَ أَنْ يَتَخَلَّى عَنِ ٱلْعَرْشِ.‏

^ ‎الفقرة 15‏ تَذْكُرُ ٱلنُّبُوَّةُ فِي دَانِيَال ١١:‏٣٤ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ تَحْتَ حُكْمِ مَلِكِ ٱلشَّمَالِ سَيَرْتَاحُونَ قَلِيلًا مِنَ ٱلِٱضْطِهَادِ.‏ وَهٰذَا حَصَلَ مَثَلًا حِينَ ٱنْهَارَ ٱلِٱتِّحَادُ ٱلسُّوفْيَاتِيُّ عَامَ ١٩٩١.‏