الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٣٦

هل انت مستعد ان تصير صياد ناس؟‏

هل انت مستعد ان تصير صياد ناس؟‏

‏«كَفَاكَ خَوْفٌ.‏ مِنَ ٱلْآنَ تَصْطَادُ ٱلنَّاسَ أَحْيَاءً».‏ —‏ لو ٥:‏١٠‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٧٣ هَبْنَا ٱلْجُرْأَةَ

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١ أَيَّةُ دَعْوَةٍ وَجَّهَهَا يَسُوعُ إِلَى أَرْبَعَةِ صَيَّادِي سَمَكٍ،‏ وَمَاذَا فَعَلُوا؟‏

كَانَ بُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسُ وَيَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا صَيَّادِي سَمَكٍ.‏ لٰكِنَّ يَسُوعَ دَعَاهُمْ:‏ ‹هَلُمَّ وَرَائِي،‏ فَأَجْعَلُكُمْ صَيَّادِي نَاسٍ›.‏ * فَمَاذَا فَعَلُوا؟‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّهُمْ ‹تَرَكُوا شِبَاكَهُمْ حَالًا وَتَبِعُوهُ›.‏ (‏مت ٤:‏١٨-‏٢٢‏)‏ وَهٰذَا ٱلْقَرَارُ غَيَّرَ حَيَاتَهُمْ كُلِّيًّا.‏ فَبَدَلَ أَنْ يَصْطَادُوا ٱلسَّمَكَ،‏ كَانُوا ‹سَيَصْطَادُونَ ٱلنَّاسَ أَحْيَاءً›.‏ (‏لو ٥:‏١٠‏)‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ يُوَجِّهُ يَسُوعُ ٱلدَّعْوَةَ نَفْسَهَا إِلَى ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ ٱلْحَقَّ.‏ (‏مت ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ فَهَلْ قَبِلْتَ دَعْوَةَ يَسُوعَ أَنْ تَصِيرَ صَيَّادَ نَاسٍ؟‏

٢ لِمَ يَتَرَدَّدُ ٱلْبَعْضُ أَنْ يَصِيرُوا صَيَّادِي نَاسٍ،‏ وَمَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلُوا قَبْلَ أَنْ يَأْخُذُوا قَرَارَهُمْ؟‏

٢ رُبَّمَا تَقَدَّمْتَ فِي دَرْسِكَ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْآنَ تُفَكِّرُ أَنْ تَصِيرَ نَاشِرًا.‏ إِذَا كُنْتَ مُتَرَدِّدًا فِي قُبُولِ دَعْوَةِ يَسُوعَ،‏ فَلَا تَشْعُرْ بِٱلذَّنْبِ.‏ فَتَرَدُّدُكَ يَدُلُّ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنَّكَ تَعْرِفُ أَهَمِّيَّةَ هٰذَا ٱلْقَرَارِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَقُولُ إِنَّ بُطْرُسَ وَرِفَاقَهُ تَرَكُوا شِبَاكَهُمْ «حَالًا»،‏ لٰكِنَّ قَرَارَهُمْ لَمْ يَكُنْ مُتَسَرِّعًا.‏ فَبُطْرُسُ وَأَخُوهُ عَرَفَا يَسُوعَ وَآمَنَا أَنَّهُ ٱلْمَسِيَّا قَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ ٦ أَشْهُرٍ.‏ (‏يو ١:‏٣٥-‏٤٢‏)‏ أَنْتَ أَيْضًا،‏ رُبَّمَا تَعَلَّمْتَ ٱلْكَثِيرَ عَنْ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ وَتُرِيدُ أَنْ تَسْتَمِرَّ فِي ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا.‏ وَلٰكِنْ لَا يَجِبُ أَنْ تَأْخُذَ هٰذَا ٱلْقَرَارَ قَبْلَ أَنْ تُفَكِّرَ فِيهِ جَيِّدًا.‏ فَمَاذَا سَاعَدَ بُطْرُسَ وَرِفَاقَهُ أَنْ يَأْخُذُوا قَرَارَهُمْ؟‏

٣ أَيَّةُ أُمُورٍ تُسَاعِدُكَ أَنْ تَقْبَلَ دَعْوَةَ يَسُوعَ؟‏

٣ كَانَ لَدَى تَلَامِيذِ يَسُوعَ ٱلْأَوَّلِينَ دَافِعٌ قَوِيٌّ وَمَعْرِفَةٌ جَيِّدَةٌ.‏ وَكَانُوا شُجْعَانًا وَدَرَّبُوا أَنْفُسَهُمْ لِيَفْعَلُوا ٱلصَّحَّ.‏ وَهٰذَا سَاعَدَهُمْ دُونَ شَكٍّ أَنْ يَكُونُوا نَاجِحِينَ فِي صَيْدِ ٱلنَّاسِ.‏ سَتُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَتَمَثَّلَ بِهِمْ كَيْ تَصِيرَ تِلْمِيذًا نَاجِحًا لِيَسُوعَ.‏

قَوِّ دَافِعَكَ

صَارَ بُطْرُسُ وَرِفَاقُهُ صَيَّادِي نَاسٍ،‏ وَهٰذَا ٱلْعَمَلُ ٱلْمُهِمُّ مُسْتَمِرٌّ فِي أَيَّامِنَا (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقْرَتَيْنِ ٤-‏٥.‏)‏

٤ مَاذَا دَفَعَ بُطْرُسَ أَنْ يَكُونَ صَيَّادَ سَمَكٍ؟‏

٤ عَمِلَ بُطْرُسُ فِي صَيْدِ ٱلسَّمَكِ لَيْسَ فَقَطْ لِيُعِيلَ عَائِلَتَهُ،‏ بَلْ لِأَنَّهُ أَحَبَّ ٱلصَّيْدَ كَمَا يَبْدُو.‏ (‏يو ٢١:‏٣،‏ ٩-‏١٥‏)‏ وَهُوَ أَحَبَّ أَيْضًا أَنْ يَكُونَ صَيَّادَ نَاسٍ.‏ وَبِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ،‏ نَجَحَ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ.‏ —‏ اع ٢:‏١٤،‏ ٤١‏.‏

٥ حَسَبَ لُوقَا ٥:‏٨-‏١١‏،‏ لِمَ خَافَ بُطْرُسُ،‏ وَكَيْفَ نَتَغَلَّبُ عَلَى خَوْفِنَا؟‏

٥ إِنَّ دَافِعَنَا ٱلرَّئِيسِيَّ لِنُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ هُوَ مَحَبَّتُنَا لِيَهْوَهَ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْمَحَبَّةُ تُسَاعِدُنَا إِذَا شَعَرْنَا أَنَّنَا غَيْرُ مُؤَهَّلِينَ لِهٰذَا ٱلْعَمَلِ.‏ حِينَ دَعَا يَسُوعُ بُطْرُسَ لِيَصِيرَ صَيَّادَ نَاسٍ،‏ قَالَ لَهُ:‏ «كَفَاكَ خَوْفٌ».‏ ‏(‏اقرأ لوقا ٥:‏٨-‏١١‏.‏)‏ لَمْ يَكُنْ بُطْرُسُ خَائِفًا مِمَّا قَدْ يُوَاجِهُهُ إِذَا صَارَ مِنْ تَلَامِيذِ يَسُوعَ.‏ بَلْ كَانَ مُنْدَهِشًا مِنْ كَمِّيَّةِ ٱلسَّمَكِ ٱلَّتِي ٱصْطَادَهَا ٱلرِّجَالُ بِفَضْلِ يَسُوعَ،‏ وَأَحَسَّ أَنَّهُ لَا يَسْتَاهِلُ أَنْ يَعْمَلَ مَعَهُ.‏ وَمِثْلَ بُطْرُسَ،‏ قَدْ تَشْعُرُ أَنْتَ أَيْضًا بِٱلْخَوْفِ،‏ وَرُبَّمَا تَقْلَقُ حِينَ تُفَكِّرُ فِي كُلِّ مَا يَجِبُ أَنْ تَفْعَلَهُ لِتَصِيرَ تِلْمِيذًا لِيَسُوعَ.‏ لِذَا قَوِّ مَحَبَّتَكَ لِيَهْوَهَ وَيَسُوعَ وَقَرِيبِكَ.‏ وَهٰكَذَا تُقَوِّي دَافِعَكَ أَنْ تَقْبَلَ دَعْوَةَ يَسُوعَ أَنْ تَصِيرَ صَيَّادَ نَاسٍ.‏ —‏ مت ٢٢:‏٣٧،‏ ٣٩؛‏ يو ١٤:‏١٥‏.‏

٦ مَاذَا يَدْفَعُنَا أَنْ نُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ؟‏

٦ هُنَاكَ أَسْبَابٌ أُخْرَى تُقَوِّي دَافِعَنَا أَنْ نُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ.‏ فَنَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نُطِيعَ وَصِيَّةَ يَسُوعَ:‏ «اِذْهَبُوا وَعَلِّمُوا أَشْخَاصًا .‏ .‏ .‏ لِيَصِيرُوا تَلَامِيذِي».‏ (‏مت ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ أَيْضًا،‏ نَحْنُ نَرَى ٱلنَّاسَ «مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ» وَبِحَاجَةٍ أَنْ يَعْرِفُوا ٱلْحَقَّ عَنْ مَمْلَكَةِ ٱللهِ.‏ (‏مت ٩:‏٣٦‏)‏ وَيَهْوَهُ يُرِيدُ أَنْ يَعْرِفَ ٱلْجَمِيعُ ٱلْحَقَّ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً وَيَخْلُصُوا.‏ —‏ ١ تي ٢:‏٤‏.‏

٧ كَيْفَ تُظْهِرُ رُومَا ١٠:‏١٣-‏١٥ أَهَمِّيَّةَ تَبْشِيرِ ٱلنَّاسِ؟‏

٧ وَحِينَ نُفَكِّرُ أَنَّ عَمَلَنَا يُخَلِّصُ حَيَاةَ ٱلنَّاسِ،‏ نَنْدَفِعُ أَنْ نُبَشِّرَهُمْ.‏ فَبِعَكْسِ ٱلصَّيَّادِ ٱلَّذِي يَصْطَادُ ٱلسَّمَكَ لِيَبِيعَهُ أَوْ يَأْكُلَهُ،‏ نَحْنُ نَصْطَادُ ٱلنَّاسَ لِنُخَلِّصَ حَيَاتَهُمْ.‏ —‏ اقرأ روما ١٠:‏١٣-‏١٥؛‏ ١ تي ٤:‏١٦‏.‏

زِدْ مَعْرِفَتَكَ

٨-‏٩ مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ يَعْرِفَ ٱلصَّيَّادُ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٨ فِي أَيَّامِ يَسُوعَ،‏ لَزِمَ أَنْ يَعْرِفَ ٱلصَّيَّادُ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّ أَيَّ نَوْعٍ مِنَ ٱلسَّمَكِ يُمْكِنُ أَنْ يَصْطَادَ.‏ (‏لا ١١:‏٩-‏١٢‏)‏ وَلَزِمَ أَنْ يَعْرِفَ أَيْضًا أَيْنَ يَجِدُ ٱلسَّمَكَ.‏ فَٱلسَّمَكُ عَادَةً يَتَوَاجَدُ فِي أَمَاكِنَ مِيَاهُهَا مُنَاسِبَةٌ وَفِيهَا طَعَامٌ كَثِيرٌ.‏ وَهَلْ يَهُمُّ مَتَى يَصْطَادُ؟‏ لَاحِظْ مَا قَالَهُ أَخٌ مِنْ جُزُرِ ٱلْمُحِيطِ ٱلْهَادِئِ عَنِ ٱلْوَقْتِ ٱلْأَفْضَلِ لِصَيْدِ ٱلسَّمَكِ.‏ فَهُوَ دَعَا مُرْسَلًا أَنْ يَذْهَبَ مَعَهُ إِلَى ٱلصَّيْدِ.‏ فَقَالَ لَهُ ٱلْمُرْسَلُ:‏ «أَرَاكَ فِي ٱلصَّبَاحِ،‏ عِنْدَ ٱلتَّاسِعَةِ».‏ فَأَجَابَهُ ٱلْأَخُ:‏ «اَلصَّيَّادُ لَا يُفَكِّرُ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ.‏ نَحْنُ نَذْهَبُ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي يُنَاسِبُ ٱلسَّمَكَ،‏ لَا ٱلَّذِي يُنَاسِبُنَا نَحْنُ».‏

٩ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ بَشَّرَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ فِي ٱلْأَمَاكِنِ وَٱلْأَوْقَاتِ ٱلَّتِي تَوَاجَدَ فِيهَا ٱلنَّاسُ.‏ فَهُمْ مَثَلًا بَشَّرُوا فِي ٱلْهَيْكَلِ وَفِي ٱلْمَجَامِعِ،‏ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ وَفِي ٱلْأَسْوَاقِ.‏ (‏اع ٥:‏٤٢؛‏ ١٧:‏١٧؛‏ ١٨:‏٤‏)‏ نَحْنُ أَيْضًا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَعْرِفَ عَادَاتِ ٱلنَّاسِ فِي مُقَاطَعَتِنَا.‏ وَيَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ مَرِنِينَ وَنُبَشِّرَ فِي ٱلْأَمَاكِنِ وَٱلْأَوْقَاتِ ٱلَّتِي تُنَاسِبُهُمْ.‏ —‏ ١ كو ٩:‏١٩-‏٢٣‏.‏

صَيَّادُ ٱلسَّمَكِ ٱلنَّاجِحُ:‏ ١-‏ يَعْمَلُ فِي ٱلْأَمَاكِنِ وَٱلْأَوْقَاتِ ٱلَّتِي يَتَوَاجَدُ فِيهَا ٱلسَّمَكُ (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقْرَتَيْنِ ٨-‏٩.‏)‏

١٠ أَيَّةُ أَدَوَاتٍ تُعْطِيهَا لَنَا هَيْئَةُ يَهْوَهَ؟‏

١٠ يَحْتَاجُ صَيَّادُ ٱلسَّمَكِ إِلَى عُدَّةٍ مُنَاسِبَةٍ وَخِبْرَةٍ فِي ٱسْتِعْمَالِهَا.‏ نَحْنُ أَيْضًا نَحْتَاجُ إِلَى عُدَّةٍ فِي عَمَلِنَا وَأَنْ نَعْرِفَ كَيْفَ نَسْتَعْمِلُهَا.‏ وَقَدْ أَعْطَى يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ تَعْلِيمَاتٍ وَاضِحَةً لِيَعْرِفُوا كَيْفَ يَصْطَادُونَ ٱلنَّاسَ.‏ فَهُوَ أَخْبَرَهُمْ مَاذَا يَحْمِلُونَ،‏ أَيْنَ يُبَشِّرُونَ،‏ وَمَاذَا يَقُولُونَ.‏ (‏مت ١٠:‏٥-‏٧؛‏ لو ١٠:‏١-‏١١‏)‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ هَيْئَةُ يَهْوَهَ تُعْطِينَا أَدَوَاتِ تَعْلِيمٍ مُفِيدَةً جِدًّا،‏ وَتُعَلِّمُنَا كَيْفَ نَسْتَخْدِمُهَا.‏ * وَهٰذَا ٱلتَّدْرِيبُ يَزِيدُ ثِقَتَنَا وَمَهَارَتَنَا كَيْ نَنْجَحَ فِي عَمَلِنَا.‏ —‏ ٢ تي ٢:‏١٥‏.‏

صَيَّادُ ٱلسَّمَكِ ٱلنَّاجِحُ:‏ ٢-‏ لَدَيْهِ عُدَّةٌ مُنَاسِبَةٌ وَخِبْرَةٌ فِي ٱسْتِعْمَالِهَا (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقْرَةَ ١٠.‏)‏

كُنْ شُجَاعًا

١١ لِمَ يَحْتَاجُ صَيَّادُو ٱلنَّاسِ إِلَى ٱلشَّجَاعَةِ؟‏

١١ يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ صَيَّادُو ٱلسَّمَكِ شُجْعَانًا.‏ فَغَالِبًا مَا يَعْمَلُونَ فِي ٱللَّيْلِ،‏ وَأَحْيَانًا يَتَغَيَّرُ ٱلطَّقْسُ وَتَهُبُّ عَاصِفَةٌ فَجْأَةً.‏ أَيْضًا،‏ صَيَّادُو ٱلنَّاسِ يَجِبُ أَنْ يَكُونُوا شُجْعَانًا.‏ فَحِينَ نَصِيرُ نَاشِرِينَ وَنُخْبِرُ ٱلْآخَرِينَ أَنَّنَا مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ،‏ قَدْ نُوَاجِهُ «عَوَاصِفَ» إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ.‏ فَرُبَّمَا تُقَاوِمُنَا عَائِلَتُنَا،‏ يَسْخَرُ مِنَّا مَعَارِفُنَا،‏ أَوْ يَرْفُضُ ٱلنَّاسُ رِسَالَتَنَا.‏ وَهٰذَا لَا يُفَاجِئُنَا.‏ فَيَسُوعُ حَذَّرَ أَتْبَاعَهُ أَنَّ ٱلنَّاسَ سَيَكْرَهُونَهُمْ وَيُقَاوِمُونَهُمْ.‏ —‏ مت ١٠:‏١٦‏.‏

١٢ بِنَاءً عَلَى يَشُوع ١:‏٧-‏٩‏،‏ كَيْفَ نَزِيدُ شَجَاعَتَنَا؟‏

١٢ وَلٰكِنْ كَيْفَ تَزِيدُ شَجَاعَتَكَ؟‏ ثِقْ أَنَّ يَسُوعَ مَا زَالَ يُوَجِّهُ عَمَلَ ٱلتَّبْشِيرِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ.‏ (‏يو ١٦:‏٣٣؛‏ رؤ ١٤:‏١٤-‏١٦‏)‏ وَقَوِّ إِيمَانَكَ بِوَعْدِ يَهْوَهَ أَنَّهُ سَيَهْتَمُّ بِكَ.‏ (‏مت ٦:‏٣٢-‏٣٤‏)‏ وَكُلَّمَا قَوِيَ إِيمَانُكَ زَادَتْ شَجَاعَتُكَ.‏ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ أَظْهَرَ بُطْرُسُ وَرِفَاقُهُ إِيمَانًا قَوِيًّا عِنْدَمَا تَرَكُوا مَصْدَرَ رِزْقِهِمْ لِيَتْبَعُوا يَسُوعَ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّكَ أَظْهَرْتَ إِيمَانًا قَوِيًّا عِنْدَمَا أَخْبَرْتَ مَعَارِفَكَ وَعَائِلَتَكَ أَنَّكَ بَدَأْتَ تَدْرُسُ مَعْ شُهُودِ يَهْوَهَ وَتَحْضُرُ ٱجْتِمَاعَاتِهِمْ.‏ وَرُبَّمَا غَيَّرْتَ كَثِيرًا فِي سُلُوكِكَ وَطَرِيقَةِ حَيَاتِكَ كَيْ تُرْضِيَ يَهْوَهَ.‏ وَهٰذَا أَيْضًا دَلِيلٌ عَلَى إِيمَانِكَ وَشَجَاعَتِكَ.‏ وَفِيمَا تَزِيدُ شَجَاعَتَكَ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ،‏ كُنْ وَاثِقًا أَنَّ «يَهْوَهَ إِلٰهَكَ مَعَكَ حَيْثُمَا ذَهَبْتَ».‏ —‏ اقرأ يشوع ١:‏٧-‏٩‏.‏

صَيَّادُ ٱلسَّمَكِ ٱلنَّاجِحُ:‏ ٣-‏ يَعْمَلُ بِشَجَاعَةٍ فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقْرَتَيْنِ ١١-‏١٢.‏)‏

١٣ أَيَّةُ أُمُورٍ أُخْرَى تَزِيدُ شَجَاعَتَكَ؟‏

١٣ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ صَلِّ إِلَى يَهْوَهَ وَٱطْلُبْ مِنْهُ ٱلْجُرْأَةَ.‏ (‏اع ٤:‏٢٩،‏ ٣١‏)‏ وَهُوَ سَيَسْتَجِيبُ صَلَاتَكَ وَلَنْ يَتْرُكَكَ أَبَدًا.‏ أَيْضًا،‏ فَكِّرْ كَيْفَ سَاعَدَ يَهْوَهُ خُدَّامَهُ مِنْ قَبْلُ.‏ وَتَذَكَّرْ كَيْفَ وَقَفَ إِلَى جَانِبِكَ فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ وَقَوَّاكَ لِتُغَيِّرَ طَرِيقَةَ حَيَاتِكَ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلْإِلٰهَ ٱلَّذِي خَلَّصَ شَعْبَهُ عِنْدَ ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ،‏ يَقْدِرُ أَنْ يُسَاعِدَكَ كَيْ تَصِيرَ تِلْمِيذًا لِيَسُوعَ.‏ (‏خر ١٤:‏١٣‏)‏ فَكُنْ عَلَى ثِقَةٍ مِثْلَ صَاحِبِ ٱلْمَزْمُورِ ٱلَّذِي قَالَ:‏ «يَهْوَهُ مَعِي فَلَا أَخَافُ.‏ مَاذَا يَفْعَلُ بِي ٱلْبَشَرُ؟‏».‏ —‏ مز ١١٨:‏٦‏.‏

١٤ مَاذَا تَتَعَلَّمُ مِنِ ٱخْتِبَارِ مَاسَاي وَتُومُويُو؟‏

١٤ وَتَزِيدُ شَجَاعَتُكَ حِينَ تَرَى كَيْفَ سَاعَدَ يَهْوَهُ أَشْخَاصًا طَبْعُهُمْ خَجُولٌ أَنْ يَصِيرُوا شُجْعَانًا.‏ مَثَلًا،‏ كَانَتْ مَاسَاي أُخْتًا خَجُولَةً جِدًّا،‏ وَشَعَرَتْ أَنَّهَا لَنْ تَقْدِرَ أَبَدًا أَنْ تُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ.‏ فَٱلْفِكْرَةُ أَنْ تَتَكَلَّمَ مَعَ ٱلْغُرَبَاءِ بَدَتْ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهَا أَصْعَبَ مِنْ تَسَلُّقِ سُورٍ عَالٍ.‏ لِذَا عَمِلَتْ جُهْدًا خُصُوصِيًّا لِتَزِيدَ مَحَبَّتَهَا لِيَهْوَهَ وَٱلنَّاسِ.‏ فَفَكَّرَتْ كَمْ مُهِمٌّ أَنْ نُبَشِّرَ فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ،‏ وَصَلَّتْ إِلَى يَهْوَهَ كَيْ يُقَوِّيَ رَغْبَتَهَا أَنْ تُبَشِّرَ.‏ وَهٰكَذَا تَغَلَّبَتْ عَلَى خَوْفِهَا،‏ حَتَّى إِنَّهَا خَدَمَتْ كَفَاتِحَةٍ عَادِيَّةٍ.‏ وَيُسَاعِدُ يَهْوَهُ ٱلنَّاشِرِينَ ٱلْجُدُدَ أَنْ يَصِيرُوا شُجْعَانًا.‏ لَاحِظِ ٱخْتِبَارَ أُخْتٍ ٱسْمُهَا تُومُويُو.‏ فَعِنْدَ أَوَّلِ بَابٍ دَقَّتْهُ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ،‏ صَرَخَتِ ٱلْمَرْأَةُ فِي وَجْهِهَا:‏ «لَا أُرِيدُ أَنْ أَتَكَلَّمَ مَعْ شُهُودِ يَهْوَهَ»،‏ وَأَغْلَقَتِ ٱلْبَابَ بِقُوَّةٍ.‏ لٰكِنَّ تُومُويُو لَمْ تَخَفْ،‏ بَلْ قَالَتْ لِرَفِيقَتِهَا:‏ «هَلْ رَأَيْتِ مَا حَصَلَ؟‏ لَمْ أُضْطَرَّ أَنْ أَقُولَ أَيَّ كَلِمَةٍ.‏ عَرَفَتْ وَحْدَهَا أَنِّي مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ.‏ أَنَا فَرْحَانَةٌ جِدًّا».‏ وَٱلْآنَ صَارَتْ تُومُويُو فَاتِحَةً عَادِيَّةً.‏

دَرِّبْ نَفْسَكَ

١٥ مَاذَا يَفْعَلُ ٱلصَّيَّادُ ٱلنَّاجِحُ،‏ وَلِمَاذَا مُهِمٌّ أَنْ نَكُونَ مِثْلَهُ؟‏

١٥ صَيَّادُ ٱلسَّمَكِ ٱلنَّاجِحُ يُجْبِرُ نَفْسَهُ أَنْ يَفْعَلَ مَا يَلْزَمُ فِعْلُهُ.‏ فَعَلَيْهِ أَنْ يَسْتَيْقِظَ بَاكِرًا،‏ يَبْقَى فِي عَمَلِهِ إِلَى أَنْ يُنْهِيَهُ،‏ وَيَتَحَمَّلَ ٱلطَّقْسَ ٱلسَّيِّئَ.‏ نَحْنُ أَيْضًا يَجِبُ أَنْ نَتَدَرَّبَ وَنَضْبُطَ أَنْفُسَنَا كَيْ نَفْعَلَ ٱلصَّحَّ.‏ وَهٰكَذَا نَقْدِرُ أَنْ نَتَحَمَّلَ ٱلصُّعُوبَاتِ وَنُنْهِيَ عَمَلَنَا.‏ —‏ مت ١٠:‏٢٢‏.‏

١٦ أَيَّةُ صِفَةٍ يَلْزَمُ أَنْ نُنَمِّيَهَا،‏ وَكَيْفَ؟‏

١٦ نَحْنُ نَمِيلُ بِطَبْعِنَا أَنْ نَفْعَلَ ٱلْأُمُورَ بِٱلطَّرِيقَةِ ٱلسَّهْلَةِ.‏ لٰكِنَّ ٱلْأُمُورَ ٱلَّتِي يَلْزَمُ فِعْلُهَا لَيْسَتْ دَائِمًا سَهْلَةً.‏ لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نُدَرِّبَ أَنْفُسَنَا كَيْ نُنَمِّيَ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ.‏ وَيَهْوَهُ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْعَلَ ذٰلِكَ بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ.‏ —‏ غل ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

١٧ حَسَبَ ١ كُورِنْثُوس ٩:‏٢٥-‏٢٧‏،‏ كَيْفَ دَرَّبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ نَفْسَهُ؟‏

١٧ دَرَّبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ نَفْسَهُ جَيِّدًا.‏ فَهُوَ ٱعْتَرَفَ أَنَّهُ ‹قَمَعَ جَسَدَهُ› كَيْ يَفْعَلَ ٱلصَّحَّ.‏ ‏(‏اقرأ ١ كورنثوس ٩:‏٢٥-‏٢٧‏.‏)‏ وَشَجَّعَ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يُدَرِّبُوا أَنْفُسَهُمْ وَيَفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ «بِلِيَاقَةٍ وَبِتَرْتِيبٍ».‏ (‏١ كو ١٤:‏٤٠‏)‏ وَمِثْلَهُ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُدَرِّبَ أَنْفُسَنَا جَيِّدًا كَيْ نُحَافِظَ عَلَى بَرْنَامَجٍ رُوحِيٍّ جَيِّدٍ وَنَسْتَمِرَّ فِي تَبْشِيرِ ٱلنَّاسِ.‏ —‏ اع ٢:‏٤٦‏.‏

لَا تُؤَجِّلْ!‏

١٨ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ يَعْتَبِرُنَا يَهْوَهُ نَاجِحِينَ؟‏

١٨ يَعْتَبِرُ صَيَّادُ ٱلسَّمَكِ نَفْسَهُ نَاجِحًا فِي عَمَلِهِ إِذَا ٱصْطَادَ سَمَكًا كَثِيرًا.‏ أَمَّا نَحْنُ،‏ فَلَا نَعْتَبِرُ أَنْفُسَنَا نَاجِحِينَ عَلَى أَسَاسِ عَدَدِ ٱلَّذِينَ نُسَاعِدُهُمْ أَنْ يَصِيرُوا مِنْ شَعْبِ يَهْوَهَ.‏ (‏لو ٨:‏١١-‏١٥‏)‏ فَمَا دُمْنَا نُبَشِّرُ ٱلنَّاسَ وَنُعَلِّمُهُمْ،‏ يَعْتَبِرُنَا يَهْوَهُ نَاجِحِينَ.‏ لِمَاذَا؟‏ لِأَنَّنَا نُطِيعُهُ وَنُطِيعُ ٱبْنَهُ.‏ —‏ مر ١٣:‏١٠؛‏ اع ٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

١٩-‏٢٠ أَيُّ سَبَبٍ إِضَافِيٍّ يَدْفَعُنَا أَنْ نُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ؟‏

١٩ فِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ،‏ يُسْمَحُ بِصَيْدِ ٱلسَّمَكِ فِي أَشْهُرٍ مُعَيَّنَةٍ فَقَطْ.‏ لِذَا مَعَ ٱقْتِرَابِ نِهَايَةِ ٱلْمَوْسِمِ،‏ يَزِيدُ ٱلصَّيَّادُونَ نَشَاطَهُمْ.‏ وَنَحْنُ صَيَّادِي ٱلنَّاسِ،‏ لَدَيْنَا ٱلْآنَ سَبَبٌ إِضَافِيٌّ لِنُبَشِّرَ:‏ نِهَايَةُ هٰذَا ٱلْعَالَمِ صَارَتْ قَرِيبَةً جِدًّا وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا وَقْتٌ قَصِيرٌ لِنُنْقِذَ حَيَاةَ ٱلنَّاسِ.‏ فَلَا تُؤَجِّلْ أَوْ تَنْتَظِرِ ٱلظُّرُوفَ ٱلْمِثَالِيَّةَ لِتُشَارِكَ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ ٱلْمُهِمِّ.‏ —‏ جا ١١:‏٤‏.‏

٢٠ اُبْذُلْ جُهْدَكَ ٱلْآنَ لِتُقَوِّيَ دَافِعَكَ،‏ تَزِيدَ مَعْرِفَتَكَ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ تَكُونَ شُجَاعًا،‏ وَتُدَرِّبَ نَفْسَكَ.‏ اِعْمَلْ مَعْ صَيَّادِي ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ يَزِيدُ عَدَدُهُمْ عَنْ ٨ مَلَايِينَ،‏ وَهٰكَذَا تَشْعُرُ بِٱلْفَرَحِ ٱلَّذِي يَأْتِي مِنْ يَهْوَهَ.‏ (‏نح ٨:‏١٠‏)‏ وَٱبْذُلْ كُلَّ جُهْدِكَ فِي عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ إِلَى أَنْ يَقُولَ يَهْوَهُ إِنَّهُ قَدِ ٱنْتَهَى.‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنَتَحَدَّثُ عَنْ ثَلَاثَةِ أُمُورٍ تُقَوِّي تَصْمِيمَنَا لِنَسْتَمِرَّ فِي عَمَلِنَا كَصَيَّادِي نَاسٍ.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٦٦ أَعْلِنُوا ٱلْبِشَارَةَ

^ ‎الفقرة 5‏ دَعَا يَسُوعُ صَيَّادِي سَمَكٍ مُتَوَاضِعِينَ وَمُجْتَهِدِينَ أَنْ يَصِيرُوا مِنْ تَلَامِيذِهِ.‏ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يَدْعُو يَسُوعُ أَشْخَاصًا كَهٰؤُلَاءِ أَنْ يَصِيرُوا صَيَّادِي نَاسٍ.‏ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ مَاذَا يُسَاعِدُ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّذِينَ يَتَرَدَّدُونَ فِي قُبُولِ هٰذِهِ ٱلدَّعْوَةِ مِنْ يَسُوعَ.‏

^ ‎الفقرة 1‏ شَرْحُ ٱلْمُفْرَدَاتِ وَٱلتَّعَابِيرِ:‏ تُشِيرُ عِبَارَةُ ‏«صَيَّادِي نَاسٍ» إِلَى كُلِّ ٱلَّذِينَ يُبَشِّرُونَ بِٱلْأَخْبَارِ ٱلْحُلْوَةِ وَيُعَلِّمُونَ ٱلْآخَرِينَ كَيْ يَصِيرُوا تَلَامِيذَ لِلْمَسِيحِ.‏

^ ‎الفقرة 10‏ لِتَعْرِفَ أَكْثَرَ عَنْ أَدَوَاتِ ٱلتَّعْلِيمِ،‏ ٱنْظُرْ مَقَالَةَ «عَلِّمِ ٱلْحَقَّ» فِي بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ،‏ عَدَدِ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (‏أُكْتُوبِر)‏ ٢٠١٨،‏ ٱلصَّفَحَاتِ ١١-‏١٦‏.‏