الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٥٠

‏«كيف سيقام الاموات؟‏»‏

‏«كيف سيقام الاموات؟‏»‏

‏«أَيْنَ،‏ يَا مَوْتُ،‏ نَصْرُكَ؟‏ أَيْنَ،‏ يَا مَوْتُ،‏ شَوْكَتُكَ؟‏».‏ —‏ ١ كو ١٥:‏٥٥‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١٤١ مُعْجِزَةُ ٱلْحَيَاةِ

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١-‏٢ لِمَ ٱلْقِيَامَةُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ تَهُمُّنَا جَمِيعًا؟‏

اَلْقِيَامَةُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ تَهُمُّنَا جَمِيعًا.‏ فَبَيْنَنَا مُخْتَارُونَ يَرْجُونَ أَنْ يَعِيشُوا فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ وَهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يَعْرِفُوا كَيْفَ سَتَكُونُ حَيَاتُهُمْ هُنَاكَ.‏ وَمَعْ أَنَّ مُعْظَمَ شَعْبِ يَهْوَهَ رَجَاؤُهُمْ أَرْضِيٌّ،‏ فَهٰذَا ٱلْمَوْضُوعُ يَهُمُّهُمْ أَيْضًا.‏ فَكَمَا سَنَرَى،‏ ٱلْقِيَامَةُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ سَتَجْلُبُ لَهُمْ بَرَكَاتٍ كَثِيرَةً.‏

٢ لَا يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلْكَثِيرَ عَنِ ٱلْقِيَامَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ.‏ وَلٰكِنْ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ أَوْحَى ٱللهُ إِلَى بَعْضِ تَلَامِيذِ يَسُوعَ أَنْ يُخْبِرُونَا مَعْلُومَاتٍ عَنْهَا.‏ مَثَلًا،‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا:‏ «نَحْنُ ٱلْآنَ أَوْلَادُ ٱللهِ.‏ وَمَعْ أَنَّهُ لَمْ يَظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ،‏ نَعْلَمُ أَنَّنَا سَنَكُونُ مِثْلَهُ حِينَ يُظْهِرُ نَفْسَهُ».‏ (‏١ يو ٣:‏٢‏)‏ فَٱلْمُخْتَارُونَ لَا يَعْرِفُونَ كَيْفَ سَتَكُونُ حَيَاتُهُمْ حِينَ يَقُومُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ بِأَجْسَامٍ رُوحِيَّةٍ.‏ لٰكِنَّهُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّهُمْ سَيَرَوْنَ يَهْوَهَ حِينَ يَنَالُونَ مُكَافَأَتَهُمْ.‏ أَيْضًا،‏ ذَكَرَ بُولُسُ أَنَّ ٱلْمُخْتَارِينَ سَيَكُونُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ حِينَ يُبِيدُ «كُلَّ حُكْمٍ وَكُلَّ سُلْطَةٍ وَقُوَّةٍ» وَكَذٰلِكَ «ٱلْمَوْتَ».‏ وَفِي ٱلنِّهَايَةِ،‏ بَعْدَمَا يُخْضِعُ يَسُوعُ كُلَّ شَيْءٍ،‏ سَيَخْضَعُ هُوَ وَٱلْمُخْتَارُونَ لِيَهْوَهَ.‏ (‏١ كو ١٥:‏٢٤-‏٢٨‏)‏ فَكَمْ سَيَكُونُ هٰذَا رَائِعًا!‏ *

٣ حَسَبَ ١ كُورِنْثُوس ١٥:‏٣٠-‏٣٢‏،‏ كَيْفَ سَاعَدَ رَجَاءُ ٱلْقِيَامَةِ بُولُسَ؟‏

٣ آمَنَ بُولُسُ بِٱلْقِيَامَةِ،‏ وَهٰذَا سَاعَدَهُ أَنْ يَتَحَمَّلَ صُعُوبَاتٍ كَثِيرَةً.‏ ‏(‏اقرأ ١ كورنثوس ١٥:‏٣٠-‏٣٢‏.‏)‏ قَالَ لِأَهْلِ كوُرِنْثُوسَ:‏ «كُلَّ يَوْمٍ أُوَاجِهُ ٱلْمَوْتَ».‏ وَأَضَافَ:‏ «قَاتَلْتُ وُحُوشًا فِي أَفَسُسَ».‏ فَرُبَّمَا صَارَعَ وُحُوشًا حَرْفِيَّةً فِي مَلْعَبٍ بِأَفَسُسَ.‏ (‏٢ كو ١:‏٨؛‏ ٤:‏١٠؛‏ ١١:‏٢٣‏)‏ أَوْ رُبَّمَا وَاجَهَ مُقَاوَمَةً وَحْشِيَّةً مِنَ ٱلْيَهُودِ أَوْ غَيْرِهِمْ.‏ (‏اع ١٩:‏٢٦-‏٣٤؛‏ ١ كو ١٦:‏٩‏)‏ فِي ٱلْحَالَتَيْنِ،‏ وَاجَهَ بُولُسُ مَخَاطِرَ كَبِيرَةً،‏ لٰكِنَّهُ ظَلَّ مُرَكِّزًا عَلَى رَجَائِهِ.‏ —‏ ٢ كو ٤:‏١٦-‏١٨‏.‏

عَائِلَةٌ تَعِيشُ فِي بَلَدٍ تَحْتَ ٱلْحَظْرِ،‏ مَعْ ذٰلِكَ،‏ يَسْتَمِرُّ أَفْرَادُهَا فِي عِبَادَةِ يَهْوَهَ لِأَنَّهُمْ يَثِقُونَ أَنَّهُ سَيُعْطِيهِمْ بَرَكَاتٍ كَثِيرَةً فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقْرَةَ ٤.‏)‏

٤ كَيْفَ يُقَوِّي رَجَاءُ ٱلْقِيَامَةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ؟‏ (‏اُنْظُرْ صُورَةَ ٱلْغِلَافِ.‏)‏

٤ اَلْيَوْمَ أَيْضًا يُوَاجِهُ شَعْبُ يَهْوَهَ مَخَاطِرَ كَثِيرَةً.‏ فَبَعْضُ إِخْوَتِنَا يَقَعُونَ ضَحِيَّةَ ٱلْجَرَائِمِ.‏ وَيَسْكُنُ آخَرُونَ فِي مَنَاطِقَ فِيهَا حَرْبٌ.‏ كَمَا أَنَّ بَعْضَ إِخْوَتِنَا يَعِيشُونَ فِي بُلْدَانٍ تَحْتَ ٱلْحَظْرِ،‏ وَيُخَاطِرُونَ بِحُرِّيَّتِهِمْ وَحَيَاتِهِمْ لِيَخْدُمُوا يَهْوَهَ.‏ لٰكِنَّهُمْ جَمِيعًا يَسْتَمِرُّونَ فِي عِبَادَةِ يَهْوَهَ،‏ وَيَرْسُمُونَ بِذٰلِكَ مِثَالًا لَنَا.‏ فَهُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّهُمْ حَتَّى لَوْ خَسِرُوا حَيَاتَهُمْ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ،‏ تَنْتَظِرُهُمْ بَرَكَاتٌ كَثِيرَةٌ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏

٥ أَيُّ فِكْرَةٍ خَاطِئَةٍ حَذَّرَ مِنْهَا بُولُسُ؟‏

٥ حَذَّرَ بُولُسُ إِخْوَتَهُ مِنْ فِكْرَةٍ خَاطِئَةٍ نَشَرَهَا ٱلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِٱلْقِيَامَةِ.‏ فَقَدْ قَالُوا:‏ «إِنْ كَانَ ٱلْأَمْوَاتُ لَا يُقَامُونَ،‏ ‹فَلْنَأْكُلْ وَنَشْرَبْ،‏ لِأَنَّنَا غَدًا نَمُوتُ›».‏ وَهٰذِهِ ٱلْفِكْرَةُ كَانَتْ مَوْجُودَةً قَبْلَ أَيَّامِ بُولُسَ.‏ فَرُبَّمَا ٱقْتَبَسَ مِنْ إِشَعْيَا ٢٢:‏١٣ ٱلَّتِي تَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا.‏ فَبَدَلَ أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَى ٱللهِ،‏ كَانَ كُلُّ هَمِّهِمْ أَنْ يَأْكُلُوا وَيَشْرَبُوا وَيَفْرَحُوا.‏ بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى،‏ كَانَ شِعَارُهُمْ «عِشِ ٱللَّحْظَةَ»،‏ وَهُوَ شِعَارُ كَثِيرِينَ ٱلْيَوْمَ.‏ لٰكِنَّ هٰذَا أَوْصَلَهُمْ إِلَى نَتَائِجَ كَارِثِيَّةٍ،‏ كَمَا يُخْبِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ.‏ —‏ ٢ اخ ٣٦:‏١٥-‏٢٠‏.‏

٦ كَيْفَ يُؤَثِّرُ إِيمَانُنَا بِٱلْقِيَامَةِ عَلَى ٱخْتِيَارِنَا لِلْأَصْدِقَاءِ؟‏

٦ لَزِمَ أَنْ لَا يَخْتَارَ ٱلْإِخْوَةُ فِي كُورِنْثُوسَ أَصْدِقَاءَ يُضْعِفُونَ إِيمَانَهُمْ بِٱلْقِيَامَةِ.‏ فَمَا ٱلدَّرْسُ ٱلَّذِي نَتَعَلَّمُهُ ٱلْيَوْمَ؟‏ لَا يَجِبُ أَنْ نَخْتَارَ أَصْدِقَاءَ كُلُّ هَمِّهِمْ أَنْ يَعِيشُوا ٱللَّحْظَةَ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِٱلْقِيَامَةِ.‏ فَعِشْرَتُهُمْ تُخَرِّبُ تَفْكِيرَنَا وَعَادَاتِنَا.‏ حَتَّى إِنَّهَا قَدْ تَدْفَعُنَا أَنْ نَفْعَلَ أُمُورًا يَكْرَهُهَا يَهْوَهُ.‏ لِذٰلِكَ أَوْصَى بُولُسُ:‏ «اُصْحُوا .‏ .‏ .‏ وَلَا تُمَارِسُوا ٱلْخَطِيَّةَ».‏ —‏ ١ كو ١٥:‏٣٣،‏ ٣٤‏.‏

بِأَيِّ جِسْمٍ يُقَامُونَ؟‏

٧ حَسَبَ ١ كُورِنْثُوس ١٥:‏٣٥-‏٣٨‏،‏ أَيُّ سُؤَالٍ رُبَّمَا طَرَحَهُ ٱلَّذِينَ شَكَّكُوا فِي ٱلْقِيَامَةِ؟‏

٧ اقرأ ١ كورنثوس ١٥:‏٣٥-‏٣٨‏.‏ أَجَابَ بُولُسُ عَنْ سُؤَالٍ رُبَّمَا طَرَحَهُ ٱلَّذِينَ شَكَّكُوا فِي ٱلْقِيَامَةِ:‏ «كَيْفَ سَيُقَامُ ٱلْأَمْوَاتُ؟‏».‏ وَجَوَابُهُ يَهُمُّنَا لِأَنَّ ٱلنَّاسَ ٱلْيَوْمَ لَدَيْهِمْ أَفْكَارٌ مُخْتَلِفَةٌ عَنِ ٱلْحَيَاةِ بَعْدَ ٱلْمَوْتِ،‏ أَفْكَارٌ تَتَعَارَضُ مَعْ مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ.‏

ذَكَرَ بُولُسُ مَثَلًا عَنِ ٱلْبِزْرَةِ وَٱلنَّبْتَةِ لِيُوضِحَ أَنَّ ٱللهَ يُعْطِي جِسْمًا مُنَاسِبًا لِلَّذِينَ يُقِيمُهُمْ (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقْرَةَ ٨.‏)‏

٨ أَيُّ مَثَلٍ يُوضِحُ لَنَا ٱلْقِيَامَةَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ؟‏

٨ حِينَ يَمُوتُ ٱلْإِنْسَانُ،‏ يَتَحَلَّلُ جِسْمُهُ.‏ لٰكِنَّ ٱلْإِلٰهَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْكَوْنَ مِنْ لَا شَيْءٍ يَقْدِرُ أَنْ يُعْطِيَهُ جِسْمًا مُنَاسِبًا عِنْدَمَا يُقِيمُهُ.‏ (‏تك ١:‏١؛‏ ٢:‏٧‏)‏ وَلَا دَاعِيَ أَنْ يُعِيدَ لَهُ ٱلْجِسْمَ نَفْسَهُ.‏ لِيُوضِحَ بُولُسُ ٱلْفِكْرَةَ،‏ أَعْطَى مَثَلًا عَنْ بُزُورِ ٱلنَّبَاتَاتِ مِثْلِ حَبَّةِ ٱلْحِنْطَةِ.‏ فَحِينَ تُزْرَعُ فِي ٱلْأَرْضِ،‏ تُفْرِخُ وَتَصِيرُ نَبْتَةً جَدِيدَةً.‏ وَهٰذِهِ ٱلنَّبْتَةُ تَخْتَلِفُ كُلِّيًّا عَنِ ٱلْبِزْرَةِ ٱلصَّغِيرَةِ.‏ وَهٰكَذَا أَوْضَحَ بُولُسُ أَنَّ ٱللهَ حِينَ يُقِيمُ ٱلشَّخْصَ،‏ يَقْدِرُ أَنْ ‹يُعْطِيَهُ جِسْمًا كَيْفَمَا شَاءَ›.‏

٩ كَيْفَ تُظْهِرُ ١ كُورِنْثُوس ١٥:‏٣٩-‏٤١ أَنَّ هُنَاكَ أَجْسَامًا مُخْتَلِفَةً؟‏

٩ اقرأ ١ كورنثوس ١٥:‏٣٩-‏٤١‏.‏ ذَكَرَ بُولُسُ أَنَّ ٱللهَ أَعْطَى ٱلْمَخْلُوقَاتِ أَجْسَامًا مُخْتَلِفَةً.‏ مَثَلًا،‏ يَخْتَلِفُ جِسْمُ ٱلْمَاشِيَةِ عَنْ جِسْمِ ٱلطُّيُورِ وَٱلسَّمَكِ.‏ وَفِي ٱلسَّمَاءِ،‏ تَخْتَلِفُ ٱلشَّمْسُ عَنِ ٱلْقَمَرِ.‏ كَمَا قَالَ بُولُسُ:‏ «إِنَّ نَجْمًا يَخْتَلِفُ عَنْ نَجْمٍ».‏ وَٱلْعُلَمَاءُ يُؤَكِّدُونَ أَنَّ ٱلنُّجُومَ تَخْتَلِفُ فِي ٱلْحَجْمِ وَٱللَّوْنِ.‏ فَهُنَاكَ ٱلنُّجُومُ ٱلْعِمْلَاقَةُ ٱلْحَمْرَاءُ،‏ ٱلْأَقْزَامُ ٱلْبَيْضَاءُ،‏ وَٱلنُّجُومُ ٱلصَّفْرَاءُ مِثْلُ ٱلشَّمْسِ.‏ أَيْضًا،‏ قَالَ بُولُسُ:‏ «هُنَاكَ أَجْسَامٌ سَمَاوِيَّةٌ وَأَجْسَامٌ أَرْضِيَّةٌ».‏ فَٱلْمَخْلُوقَاتُ عَلَى ٱلْأَرْضِ لَدَيْهَا أَجْسَامٌ لَحْمِيَّةٌ.‏ أَمَّا ٱلْمَخْلُوقَاتُ فِي ٱلسَّمَاءِ،‏ فَلَدَيْهَا أَجْسَامٌ رُوحِيَّةٌ.‏

١٠ أَيُّ جِسْمٍ يُعْطِيهِ ٱللهُ لِلَّذِينَ يُقِيمُهُمْ إِلَى ٱلسَّمَاءِ؟‏

١٠ قَالَ بُولُسُ بَعْدَ ذٰلِكَ:‏ «هٰكَذَا أَيْضًا قِيَامَةُ ٱلْأَمْوَاتِ.‏ يُزْرَعُ فِي فَسَادٍ،‏ وَيُقَامُ فِي عَدَمِ فَسَادٍ».‏ طَبْعًا،‏ عِنْدَمَا يَمُوتُ ٱلْإِنْسَانُ،‏ يَتَحَلَّلُ جِسْمُهُ وَيَعُودُ إِلَى ٱلتُّرَابِ.‏ (‏تك ٣:‏١٩‏)‏ فَكَيْفَ يُقَامُ ٱلْجِسْمُ فِي «عَدَمِ فَسَادٍ»؟‏ لَمْ يَكُنْ بُولُسُ يَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلْأشْخَاصِ ٱلَّذِينَ يَقُومُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ مِثْلِ ٱلَّذِينَ أَقَامَهُمْ إِيلِيَّا وَأَلِيشَعُ وَيَسُوعُ.‏ بَلْ كَانَ يَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلَّذِينَ سَيَقُومُونَ بِأَجْسَامٍ سَمَاوِيَّةٍ،‏ أَيْ ‹أَجْسَامٍ رُوحِيَّةٍ›.‏ —‏ ١ كو ١٥:‏٤٢-‏٤٤‏.‏

١١-‏١٢ كَيْفَ يَتَغَيَّرُ جِسْمُ ٱلَّذِينَ يَقُومُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ؟‏

١١ عِنْدَمَا عَاشَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ كَانَ لَدَيْهِ جِسْمٌ بَشَرِيٌّ.‏ وَلٰكِنْ حِينَ قَامَ،‏ صَارَ «رُوحًا» وَعَادَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ.‏ وَمِثْلَ يَسُوعَ،‏ يَقُومُ ٱلْمُخْتَارُونَ بِأَجْسَامٍ سَمَاوِيَّةٍ.‏ أَوْضَحَ بُولُسُ:‏ «كَمَا حَمَلْنَا صُورَةَ ٱلتُّرَابِيِّ،‏ سَنَحْمِلُ أَيْضًا صُورَةَ ٱلسَّمَاوِيِّ».‏ —‏ ١ كو ١٥:‏٤٥-‏٤٩‏.‏

١٢ بَعْدَ ذٰلِكَ،‏ ذَكَرَ بُولُسُ لِمَاذَا لَمْ يَقُمْ يَسُوعُ بِجِسْمٍ لَحْمِيٍّ.‏ قَالَ:‏ «إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لَا يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ ٱللهِ».‏ (‏١ كو ١٥:‏٥٠‏)‏ فَٱلرُّسُلُ وَغَيْرُهُمْ مِنَ ٱلْمُخْتَارِينَ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَقُومُوا إِلَى ٱلسَّمَاءِ بِأَجْسَامٍ مِنْ لَحْمٍ وَدَمٍ قَابِلَةٍ لِلْفَسَادِ.‏ وَمَتَى كَانُوا سَيَقُومُونَ؟‏ حِينَ كَتَبَ بُولُسُ كُورِنْثُوسَ ٱلْأُولَى،‏ كَانَ بَعْضُ ٱلتَّلَامِيذِ مِثْلُ ٱلرَّسُولِ يَعْقُوبَ قَدْ «رَقَدُوا».‏ (‏اع ١٢:‏١،‏ ٢‏)‏ وَبَاقِي ٱلرُّسُلِ وَمُخْتَارُونَ آخَرُونَ كَانُوا ‹سَيَرْقُدُونَ› أَيْضًا.‏ (‏١ كو ١٥:‏٦‏)‏ لٰكِنَّ بُولُسَ أَوْضَحَ أَنَّ قِيَامَتَهُمْ لَنْ تَحْدُثَ فَوْرًا بَعْدَ مَوْتِهِمْ بَلْ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ.‏

اَلنَّصْرُ عَلَى ٱلْمَوْتِ

١٣ مَاذَا يُمَيِّزُ حُضُورَ ٱلْمَسِيحِ؟‏

١٣ أَنْبَأَ يَسُوعُ وَبُولُسُ عَنْ فَتْرَةٍ مُمَيَّزَةٍ،‏ وَهِيَ ‹حُضُورُ ٱلْمَسِيحِ›.‏ وَتَتَمَيَّزُ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةُ بِٱلْحُرُوبِ،‏ ٱلزَّلَازِلِ،‏ ٱلْأَوْبِئَةِ،‏ وَمَشَاكِلَ أُخْرَى تَحْدُثُ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.‏ وَنَحْنُ نَرَى إِتْمَامَ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ مِنْ سَنَةِ ١٩١٤.‏ وَلٰكِنْ يُوجَدُ أَمْرٌ آخَرُ يُمَيِّزُ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةَ.‏ فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ ٱلْأَخْبَارَ ٱلْحُلْوَةَ عَنْ مَمْلَكَةِ ٱللهِ سَيُبَشَّرُ بِهَا «فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ،‏ فَيَكُونُ ذٰلِكَ شَهَادَةً لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ ثُمَّ تَأْتِي ٱلنِّهَايَةُ».‏ (‏مت ٢٤:‏٣،‏ ٧-‏١٤‏)‏ أَيْضًا،‏ قَالَ بُولُسُ إِنَّ ٱلْمُخْتَارِينَ «ٱلرَّاقِدِينَ» سَيَقُومُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ خِلَالَ «حُضُورِ ٱلرَّبِّ».‏ —‏ ١ تس ٤:‏١٤-‏١٦؛‏ ١ كو ١٥:‏٢٣‏.‏

١٤ مَاذَا يَحْدُثُ لِلْمُخْتَارِينَ ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ خِلَالَ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ؟‏

١٤ وَمَاذَا يَحْدُثُ لِلْمُخْتَارِينَ ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ خِلَالَ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ؟‏ يَقُومُونَ فَوْرًا إِلَى ٱلسَّمَاءِ.‏ وَهٰذَا مَا تُؤَكِّدُهُ كَلِمَاتُ بُولُسَ فِي ١ كُورِنْثُوس ١٥:‏٥١،‏ ٥٢‏:‏ «لَنْ نَرْقُدَ كُلُّنَا،‏ وَلٰكِنَّنَا كُلَّنَا سَنَتَغَيَّرُ،‏ فِي لَحْظَةٍ،‏ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ،‏ أَثْنَاءَ ٱلْبُوقِ ٱلْأَخِيرِ».‏ وَهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ تَتِمُّ فِي أَيَّامِنَا.‏ وَسَيَفْرَحُ إِخْوَةُ ٱلْمَسِيحِ كَثِيرًا بَعْدَ أَنْ يَقُومُوا إِلَى ٱلسَّمَاءِ.‏ فَهُمْ سَيَكُونُونَ «مَعَ ٱلرَّبِّ عَلَى ٱلدَّوَامِ».‏ —‏ ١ تس ٤:‏١٧‏.‏

اَلَّذِينَ يَتَغَيَّرُونَ «فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ» سَيَتْبَعُونَ يَسُوعَ وَيُحَطِّمُونَ ٱلْأُمَمَ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقْرَةَ ١٥.‏)‏

١٥ أَيُّ عَمَلٍ يَنْتَظِرُ ٱلْمُخْتَارِينَ بَعْدَ قِيَامَتِهِمْ؟‏

١٥ وَهُنَاكَ عَمَلٌ يَنْتَظِرُ ٱلْمُخْتَارِينَ بَعْدَ قِيَامَتِهِمْ.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «مَنْ يَغْلِبُ وَيُطِيعُ وَصَايَايَ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ سَأُعْطِيهِ سُلْطَةً عَلَى ٱلْأُمَمِ،‏ مِثْلَمَا نِلْتُ أَنَا سُلْطَةً مِنْ أَبِي.‏ فَيَحْكُمُهُمْ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ فَيَتَكَسَّرُونَ مِثْلَ أَوَانٍ فَخَّارِيَّةٍ».‏ (‏رؤ ٢:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ فَٱلْمُخْتَارُونَ سَيَتْبَعُونَ قَائِدَهُمْ وَيَحْكُمُونَ ٱلْأُمَمَ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ.‏ —‏ رؤ ١٩:‏١١-‏١٥‏.‏

١٦ كَيْفَ سَيَنْتَصِرُ بَشَرٌ كَثِيرُونَ عَلَى ٱلْمَوْتِ؟‏

١٦ حِينَ يَقُومُ ٱلْمُخْتَارُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ،‏ يَنْتَصِرُونَ عَلَى ٱلْمَوْتِ.‏ (‏١ كو ١٥:‏٥٤-‏٥٧‏)‏ وَقِيَامَتُهُمْ سَتَسْمَحُ لَهُمْ أَنْ يَنْتَصِرُوا أَيْضًا عَلَى ٱلشَّرِّ فِي حَرْبِ هَرْمَجَدُّونَ.‏ كَمَا أَنَّ مَلَايِينَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْآخَرِينَ سَوْفَ «يَأْتُونَ مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ» وَيَعْبُرُونَ إِلَى ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ.‏ (‏رؤ ٧:‏١٤‏)‏ وَهُمْ سَيَرَوْنَ بِعُيُونِهِمْ نَصْرًا آخَرَ عَلَى ٱلْمَوْتِ حِينَ يَقُومُ بَلَايِينُ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ مَاتُوا فِي ٱلْمَاضِي.‏ تَخَيَّلْ كَمْ سَيَفْرَحُونَ بِهٰذَا ٱلنَّصْرِ.‏ (‏اع ٢٤:‏١٥‏)‏ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ كُلُّ ٱلَّذِينَ سَيَبْقَوْنَ أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ سَيَنْتَصِرُونَ أَيْضًا عَلَى ٱلْمَوْتِ ٱلَّذِي وَرِثْنَاهُ مِنْ آدَمَ.‏ فَهُمْ سَيَعِيشُونَ إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏

١٧ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ حَسَبَ ١ كُورِنْثُوس ١٥:‏٥٨‏؟‏

١٧ كُلُّنَا نَتَشَجَّعُ بِمَا كَتَبَهُ بُولُسُ عَنِ ٱلْقِيَامَةِ فِي ١ كُورِنْثُوس ١٥‏.‏ وَهٰذَا يَدْفَعُنَا أَنْ نُطَبِّقَ نَصِيحَتَهُ وَنَكُونَ «مَشْغُولِينَ جِدًّا بِعَمَلِ ٱلرَّبِّ».‏ ‏(‏اقرأ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٨‏.‏)‏ وَإِذَا ٱجْتَهَدْنَا فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ،‏ فَأَمَامَنَا مُسْتَقْبَلٌ جَمِيلٌ يَفُوقُ كُلَّ تَوَقُّعَاتِنَا.‏ وَعِنْدَئِذٍ،‏ سَنَتَأَكَّدُ أَنَّ جُهْدَنَا «لَيْسَ عَبَثًا فِي ٱلرَّبِّ».‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١٤٠ هَا هِيَ ٱلْحَيَاةُ أَخِيرًا!‏

^ ‎الفقرة 5‏ يُخْبِرُنَا بَاقِي ٱلْإِصْحَاحِ ١٥ مِنْ كُورِنْثُوسَ ٱلْأُولَى تَفَاصِيلَ عَنِ ٱلْقِيَامَةِ،‏ وَخُصُوصًا قِيَامَةَ ٱلْمُخْتَارِينَ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْمَعْلُومَاتُ تَهُمُّ أَيْضًا ٱلْخِرَافَ ٱلْأُخَرَ.‏ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنَرَى كَيْفَ يُؤَثِّرُ رَجَاءُ ٱلْقِيَامَةِ عَلَى حَيَاتِنَا ٱلْآنَ وَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏

^ ‎الفقرة 2‏ فِي هٰذَا ٱلْعَدَدِ،‏ تُنَاقِشُ «‏أَسْئِلَةٌ مِنَ ٱلْقُرَّاءِ‏» كَلِمَاتِ بُولُسَ فِي ١ كُورِنْثُوس ١٥:‏٢٩‏.‏