الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٥١

يهوه يشجع اليائسين

يهوه يشجع اليائسين

‏«يَهْوَهُ قَرِيبٌ مِنَ ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ،‏ وَيُخَلِّصُ ٱلْمُنْسَحِقِي ٱلرُّوحِ».‏ —‏ مز ٣٤:‏١٨‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٣٠ إِلٰهِي،‏ صَدِيقِي،‏ وَأَبِي

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١-‏٢ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

هَلْ تَشْعُرُ بِٱلْيَأْسِ حِينَ تُفَكِّرُ كَمِ ٱلْحَيَاةُ قَصِيرَةٌ وَمَلِيئَةٌ بِٱلْمَشَاكِلِ؟‏ (‏اي ١٤:‏١‏)‏ هٰذَا مَا شَعَرَ بِهِ عَدَدٌ مِنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ فِي ٱلْمَاضِي.‏ حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ تَمَنَّوُا ٱلْمَوْتَ.‏ (‏١ مل ١٩:‏٢-‏٤؛‏ اي ٣:‏١-‏٣،‏ ١١؛‏ ٧:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ وَقَفَ دَائِمًا إِلَى جَانِبِهِمْ وَقَوَّاهُمْ.‏ وَقَدْ حَفِظَ لَنَا قِصَصَهُمْ لِنَتَعَلَّمَ مِنْهَا وَنَتَشَجَّعَ.‏ —‏ رو ١٥:‏٤‏.‏

٢ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنَتَأَمَّلُ فِي قِصَّةِ يُوسُفَ،‏ نُعْمِي وَرَاعُوثَ،‏ كَاتِبِ ٱلْمَزْمُورِ ٧٣‏،‏ وَٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ.‏ فَسَنَرَى كَيْفَ شَجَّعَهُمْ يَهْوَهُ حِينَ شَعَرُوا بِٱلْيَأْسِ،‏ وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِهِمْ.‏ وَهٰذَا سَيُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ «يَهْوَهَ قَرِيبٌ مِنَ ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ،‏ وَيُخَلِّصُ ٱلْمُنْسَحِقِي ٱلرُّوحِ».‏ —‏ مز ٣٤:‏١٨‏.‏

يُوسُفُ ٱنْظَلَمَ كَثِيرًا

٣-‏٤ مَاذَا حَصَلَ لِيُوسُفَ وَهُوَ شَابٌّ؟‏

٣ بِعُمْرِ ١٧ سَنَةً تَقْرِيبًا،‏ رَأَى يُوسُفُ حُلْمَيْنِ مِنَ ٱللهِ.‏ وَأَشَارَ هٰذَانِ ٱلْحُلْمَانِ أَنَّهُ سَيَصِيرُ شَخْصًا مُهِمًّا تَحْتَرِمُهُ عَائِلَتُهُ.‏ (‏تك ٣٧:‏٥-‏١٠‏)‏ وَلٰكِنْ بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ،‏ ٱنْقَلَبَتْ حَيَاتُهُ ١٨٠ دَرَجَةً.‏ فَبَدَلَ أَنْ يَحْتَرِمَهُ إِخْوَتُهُ،‏ بَاعُوهُ.‏ وَصَارَ عَبْدًا عِنْدَ مَسْؤُولٍ مِصْرِيٍّ ٱسْمُهُ فُوطِيفَارُ.‏ (‏تك ٣٧:‏٢١-‏٢٨‏)‏ فَهٰذَا ٱلِٱبْنُ ٱلْمُفَضَّلُ عِنْدَ أَبِيهِ أَصْبَحَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَضُحَاهَا عَبْدًا عِنْدَ أَشْخَاصٍ لَا يَعْبُدُونَ ٱللهَ.‏ —‏ تك ٣٩:‏١‏.‏

٤ وَمَشَاكِلُ يُوسُفَ لَمْ تَنْتَهِ هُنَا.‏ فَزَوْجَةُ فُوطِيفَارَ ٱتَّهَمَتْهُ بِأَنَّهُ حَاوَلَ ٱغْتِصَابَهَا.‏ وَفُوطِيفَارُ صَدَّقَهَا دُونَ أَنْ يَتَحَقَّقَ مِنْ كَلَامِهَا.‏ لِذَا رُمِيَ يُوسُفُ فِي ٱلسِّجْنِ،‏ وَقُيِّدَ بِسَلَاسِلَ مِنْ حَدِيدٍ.‏ (‏تك ٣٩:‏١٤-‏٢٠؛‏ مز ١٠٥:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ تَخَيَّلْ كَيْفَ شَعَرَ هٰذَا ٱلشَّابُّ حِينَ ٱتُّهِمَ بِٱلتَّحَرُّشِ،‏ وَمَاذَا قَالَ ٱلنَّاسُ عَنْ إِلٰهِهِ يَهْوَهَ.‏ لَا شَكَّ أَنَّ يُوسُفَ حَزِنَ كَثِيرًا وَتَضَايَقَ.‏

٥ مَاذَا سَاعَدَ يُوسُفَ أَنْ لَا يَسْتَسْلِمَ لِلْيَأْسِ؟‏

٥ فِي بَيْتِ فُوطِيفَارَ وَفِي ٱلسِّجْنِ،‏ لَمْ يَكُنْ يُوسُفُ قَادِرًا أَنْ يُغَيِّرَ وَضْعَهُ.‏ فَمَاذَا سَاعَدَهُ أَنْ لَا يَسْتَسْلِمَ لِلْيَأْسِ؟‏ بَدَلَ أَنْ يُشْفِقَ عَلَى نَفْسِهِ،‏ فَكَّرَ فِي مَا يَقْدِرُ أَنْ يَفْعَلَهُ وَٱجْتَهَدَ فِي عَمَلِهِ.‏ وَٱلْأَهَمُّ،‏ رَكَّزَ عَلَى إِرْضَاءِ يَهْوَهَ.‏ وَبِٱلنَّتِيجَةِ،‏ «كانَ يَهْوَهُ يُوَفِّقُ يُوسُفَ فِي كُلِّ مَا يَفْعَلُهُ».‏ —‏ تك ٣٩:‏٢١-‏٢٣‏.‏

٦ مَاذَا رُبَّمَا شَجَّعَ يُوسُفَ أَيْضًا؟‏ أَوْضِحْ.‏

٦ أَيْضًا،‏ رُبَّمَا تَشَجَّعَ يُوسُفُ لِأَنَّهُ تَذَكَّرَ حُلْمَيْهِ.‏ فَقَدْ أَكَّدَا لَهُ أَنَّ وَضْعَهُ سَيَتَحَسَّنُ وَسَيَرَى عَائِلَتَهُ مِنْ جَدِيدٍ.‏ وَهٰذَا مَا حَصَلَ.‏ فَحِينَ كَانَ عُمْرُهُ ٣٧ سَنَةً تَقْرِيبًا،‏ بَدَأَ هٰذَانِ ٱلْحُلْمَانِ يَتَحَقَّقَانِ بِطَرِيقَةٍ لَا تَخْطُرُ عَلَى بَالٍ.‏ —‏ تك ٣٧:‏٧،‏ ٩،‏ ١٠؛‏ ٤٢:‏٦،‏ ٩‏.‏

٧ حَسَبَ ١ بُطْرُس ٥:‏١٠‏،‏ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَحَمَّلَ ٱلظُّلْمَ؟‏

٧ مَاذَا نَتَعَلَّمُ؟‏ تُذَكِّرُنَا قِصَّةُ يُوسُفَ أَنَّ ٱلْعَالَمَ قَاسٍ.‏ فَلَيْسَ غَرِيبًا أَنْ نُوَاجِهَ ٱلظُّلْمَ،‏ حَتَّى مِنْ إِخْوَتِنَا أَحْيَانًا.‏ وَلٰكِنْ إِذَا كُنَّا نَعْتَبِرُ يَهْوَهَ صَخْرَتَنَا وَمَلْجَأَنَا،‏ فَلَنْ نَسْتَسْلِمَ وَنَتَوَقَّفَ عَنْ خِدْمَتِهِ.‏ (‏مز ٦٢:‏٦،‏ ٧‏؛‏ اقرأ ١ بطرس ٥:‏١٠‏.‏)‏ وَلْنَتَذَكَّرْ أَيْضًا أَنَّ يُوسُفَ كَانَ بِعُمْرِ ١٧ سَنَةً تَقْرِيبًا حِينَ أَرَاهُ يَهْوَهُ ٱلْحُلْمَيْنِ.‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَهْوَهَ يَثِقُ بِخُدَّامِهِ ٱلشَّبَابِ.‏ وَمِثْلَ يُوسُفَ،‏ هُنَاكَ شَبَابٌ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ إِيمَانُهُمْ قَوِيٌّ بِيَهْوَهَ.‏ وَقَدْ سُجِنَ بَعْضُهُمْ ظُلْمًا لِأَنَّهُمْ بَقُوا أَوْلِيَاءَ لَهُ.‏ —‏ مز ١١٠:‏٣‏.‏

اِمْرَأَتَانِ قَلْبُهُمَا مَكْسُورٌ

٨ مَاذَا حَدَثَ مَعْ نُعْمِي وَرَاعُوثَ؟‏

٨ حِينَ حَصَلَتْ مَجَاعَةٌ شَدِيدَةٌ فِي يَهُوذَا،‏ ٱضْطُرَّتْ نُعْمِي وَعَائِلَتُهَا أَنْ يَتْرُكُوا بَيْتَهُمْ وَيَذْهَبُوا إِلَى مُوآبَ.‏ لٰكِنَّ زَوْجَهَا أَلِيمَالِكَ مَاتَ هُنَاكَ،‏ فَبَقِيَتْ وَحْدَهَا مَعَ ٱبْنَيْهَا.‏ لَاحِقًا،‏ تَزَوَّجَ ٱبْنَاهَا ٱمْرَأَتَيْنِ مِنْ مُوآبَ ٱسْمُهُمَا رَاعُوثُ وَعُرْفَةُ.‏ وَلٰكِنْ بَعْدَ عَشْرِ سَنَوَاتٍ تَقْرِيبًا،‏ مَاتَا هُمَا أَيْضًا وَلَمْ يَكُنْ لَدَيْهِمَا أَوْلَادٌ.‏ (‏را ١:‏١-‏٥‏)‏ تَخَيَّلِ ٱلْحُزْنَ ٱلَّذِي مَلَأَ قَلْبَ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَرَامِلِ ٱلثَّلَاثِ.‏ طَبْعًا،‏ كَانَ بِإِمْكَانِ رَاعُوثَ وَعُرْفَةَ أَنْ تَتَزَوَّجَا ثَانِيَةً.‏ وَلٰكِنْ مَنْ كَانَ سَيَعْتَنِي بِنُعْمِي ٱلْمُسِنَّةِ؟‏ شَعَرَتْ نُعْمِي بِيَأْسٍ شَدِيدٍ،‏ حَتَّى إِنَّهَا قَالَتْ:‏ «لَا تَدْعُونَنِي نُعْمِي بَلِ ٱدْعُونَنِي مُرَّةَ،‏ لِأَنَّ ٱلْقَادِرَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ جَعَلَ حَيَاتِي مُرَّةً جِدًّا».‏ ثُمَّ قَرَّرَتْ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى بَيْتَ لَحْمَ،‏ وَذَهَبَتْ مَعَهَا رَاعُوثُ.‏ —‏ را ١:‏٧،‏ ١٨-‏٢٠‏.‏

سَاعَدَ يَهْوَهُ نُعْمِيَ وَرَاعُوثَ أَنْ تَتَغَلَّبَا عَلَى ٱلْحُزْنِ وَٱلْيَأْسِ.‏ فَهَلْ تَثِقُ أَنَّهُ سَيُسَاعِدُكَ أَنْتَ أَيْضًا؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقَرَاتِ ٨-‏١٣.‏)‏ *

٩ حَسَبَ رَاعُوث ١:‏١٦،‏ ١٧،‏ ٢٢‏،‏ كَيْفَ قَوَّتْ رَاعُوثُ نُعْمِيَ؟‏

٩ مَاذَا قَوَّى نُعْمِيَ خِلَالَ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةِ ٱلصَّعْبَةِ؟‏ كَانَتْ مَحَبَّةُ ٱلْآخَرِينَ لَهَا مِثْلَ دَوَاءٍ لِجُرُوحِهَا.‏ فَرَاعُوثُ مَثَلًا،‏ أَحَبَّتْهَا كَثِيرًا وَلَمْ تَتْرُكْهَا.‏ ‏(‏اقرأ راعوث ١:‏١٦،‏ ١٧،‏ ٢٢‏.‏)‏ وَفِي بَيْتَ لَحْمَ،‏ عَمِلَتْ رَاعُوثُ بِٱجْتِهَادٍ وَٱلْتَقَطَتِ ٱلشَّعِيرَ لَهَا وَلِحَمَاتِهَا.‏ فَصَارَتْ سُمْعَةُ رَاعُوثَ حُلْوَةً بَيْنَ كُلِّ ٱلشَّعْبِ.‏ —‏ را ٣:‏١١؛‏ ٤:‏١٥‏.‏

١٠ كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَهُ ٱلْمَحَبَّةَ لِلْمُحْتَاجِينَ مِثْلِ نُعْمِي وَرَاعُوثَ؟‏

١٠ أَيْضًا،‏ أَعْطَى يَهْوَهُ وَصِيَّةً أَظْهَرَتْ كَمْ يُرَاعِي ٱلْمُحْتَاجِينَ مِثْلَ نُعْمِي وَرَاعُوثَ.‏ فَقَدْ أَوْصَى شَعْبَهُ أَنْ لَا يَحْصُدُوا أَطْرَافَ حَقْلِهِمْ،‏ بَلْ يَتْرُكُوهَا لِلْفُقَرَاءِ.‏ (‏لا ١٩:‏٩،‏ ١٠‏)‏ لِذَا،‏ ٱسْتَطَاعَتْ نُعْمِي وَرَاعُوثُ أَنْ تُؤَمِّنَا لُقْمَةَ ٱلْعَيْشِ دُونَ أَنْ تَمُدَّا يَدَهُمَا لِلنَّاسِ.‏

١١-‏١٢ كَيْفَ ٱهْتَمَّ بُوعَزُ بِنُعْمِي وَرَاعُوثَ؟‏

١١ كَانَتْ رَاعُوثُ تَذْهَبُ إِلَى حَقْلِ رَجُلٍ غَنِيٍّ ٱسْمُهُ بُوعَزُ.‏ فَأُعْجِبَ كَثِيرًا بِوَلَائِهَا وَمَحَبَّتِهَا لِحَمَاتِهَا نُعْمِي.‏ حَتَّى إِنَّهُ ٱشْتَرَى مِيرَاثَ ٱلْعَائِلَةِ وَتَزَوَّجَ رَاعُوثَ.‏ (‏را ٤:‏٩-‏١٣‏)‏ وَأَنْجَبَا ٱبْنًا ٱسْمُهُ عُوبِيدُ،‏ أَصْبَحَ لَاحِقًا جَدَّ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ.‏ —‏ را ٤:‏١٧‏.‏

١٢ تَخَيَّلْ كَمْ فَرِحَتْ نُعْمِي حِينَ حَمَلَتْ عُوبِيدَ بَيْنَ يَدَيْهَا،‏ وَكَمْ شَكَرَتْ يَهْوَهَ.‏ تَخَيَّلْ أَيْضًا كَمْ سَتَفْرَحُ نُعْمِي وَرَاعُوثُ حِينَ تَقُومَانِ وَتَكْتَشِفَانِ أَنَّ ٱلْمَسِيَّا أَتَى مِنْ عُوبِيدَ.‏

١٣ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ قِصَّةِ نُعْمِي وَرَاعُوثَ؟‏

١٣ مَاذَا نَتَعَلَّمُ؟‏ قَدْ يَنْكَسِرُ قَلْبُنَا وَنَيْأَسُ بِسَبَبِ ظُرُوفِنَا.‏ فَتَسْوَدُّ ٱلدُّنْيَا فِي عُيُونِنَا وَلَا نَرَى حَلًّا لِمَشَاكِلِنَا.‏ وَلٰكِنْ فِي هٰذِهِ ٱلْأَوْقَاتِ بِٱلذَّاتِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ وَنَبْقَى قَرِيبِينَ مِنْ إِخْوَتِنَا.‏ طَبْعًا،‏ لَا يُزِيلُ يَهْوَهُ ٱلْمَشَاكِلَ دَائِمًا.‏ فَهُوَ لَمْ يَرُدَّ لِنُعْمِي زَوْجَهَا وَٱبْنَيْهَا.‏ لٰكِنَّهُ سَيُقَوِّينَا كَيْ نَتَحَمَّلَ مَشَاكِلَنَا.‏ وَأَحْيَانًا،‏ يُسَاعِدُنَا مِنْ خِلَالِ عَائِلَتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلَّتِي تُحِبُّنَا وَتَدْعَمُنَا.‏ —‏ ام ١٧:‏١٧‏.‏

لَاوِيٌّ كَادَ يَتْرُكُ يَهْوَهَ

كَاتِبُ ٱلْمَزْمُورِ ٧٣ كَادَ يَتْرُكُ يَهْوَهَ لِأَنَّهُ حَسَدَ ٱلْأَشْرَارَ ٱلَّذِينَ يَبْدُونَ نَاجِحِينَ.‏ وَيُمْكِنُ أَنْ يَحْصُلَ هٰذَا مَعَنَا أَيْضًا (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقَرَاتِ ١٤-‏١٦.‏)‏

١٤ لِمَاذَا شَعَرَ أَحَدُ ٱللَّاوِيِّينَ بِٱلْيَأْسِ؟‏

١٤ كَانَ كَاتِبُ ٱلْمَزْمُورِ ٧٣ لَاوِيًّا،‏ وَبِٱلتَّالِي تَمَتَّعَ بِٱمْتِيَازِ ٱلْخِدْمَةِ فِي بَيْتِ يَهْوَهَ.‏ مَعْ ذٰلِكَ،‏ شَعَرَ بِٱلْيَأْسِ فِي مَرْحَلَةٍ مِنْ حَيَاتِهِ.‏ فَقَدْ حَسَدَ ٱلْأَشْرَارَ وَٱلْمُفْتَخِرِينَ لِأَنَّهُمْ يَبْدُونَ نَاجِحِينَ.‏ فَرَأَى أَنَّهُمْ يَعِيشُونَ بِرَفَاهِيَّةٍ وَبِلَا هُمُومٍ.‏ وَهٰذَا ضَايَقَهُ كَثِيرًا،‏ فَقَالَ:‏ «عَبَثًا طَهَّرْتُ قَلْبِي وَغَسَلْتُ بِٱلنَّقَاوَةِ يَدَيَّ».‏ (‏مز ٧٣:‏٢-‏٩،‏ ١١-‏١٤‏)‏ فَوَاضِحٌ أَنَّهُ كَانَ فِي خَطَرٍ رُوحِيٍّ كَبِيرٍ.‏

١٥ حَسَبَ ٱلْمَزْمُور ٧٣:‏١٦-‏١٩،‏ ٢٢-‏٢٥‏،‏ مَاذَا سَاعَدَ ٱللَّاوِيَّ؟‏

١٥ اقرإ المزمور ٧٣:‏١٦-‏١٩،‏ ٢٢-‏٢٥‏.‏ قَرَّرَ هٰذَا ٱللَّاوِيُّ أَنْ يَدْخُلَ «مَقْدِسَ ٱللهِ ٱلْعَظِيمَ».‏ وَهُنَاكَ،‏ بَيْنَ خُدَّامِ يَهْوَهَ،‏ صَلَّى وَفَكَّرَ فِي ٱلْمَسْأَلَةِ بِهُدُوءٍ.‏ فَٱكْتَشَفَ أَنَّهُ كَانَ يُفَكِّرُ بِغَبَاءٍ،‏ وَيَسِيرُ فِي طَرِيقٍ تُبْعِدُهُ عَنْ يَهْوَهَ.‏ وَلَاحَظَ أَنَّ آخِرَةَ ٱلْأَشْرَارِ فَظِيعَةٌ.‏ قَالَ:‏ «فِي مَزَالِقَ جَعَلْتَهُمْ .‏ .‏ .‏ فَنُوا مِنَ ٱلْأَهْوَالِ».‏ إِذًا،‏ كَيْ يَتَغَلَّبَ هٰذَا ٱللَّاوِيُّ عَلَى ٱلْحَسَدِ وَٱلْيَأْسِ،‏ لَزِمَ أَنْ يَرَى ٱلْمَسْأَلَةَ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرِ يَهْوَهَ.‏ وَحِينَ فَعَلَ ذٰلِكَ،‏ ٱرْتَاحَ وَفَرِحَ كَثِيرًا.‏ وَلَمْ يَعُدْ يَتَمَنَّى إِلَّا أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا مِنْ يَهْوَهَ.‏ قَالَ:‏ «بِغَيْرِكَ لَا مَسَرَّةَ لِي عَلَى ٱلْأَرْضِ».‏

١٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱللَّاوِيِّ؟‏

١٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ؟‏ لَا يَجِبُ أَنْ نَحْسُدَ ٱلْأَشْرَارَ ٱلَّذِينَ يَبْدُونَ نَاجِحِينَ.‏ فَسَعَادَتُهُمْ لَنْ تَدُومَ،‏ وَلَنْ يَنَالُوا ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ.‏ (‏جا ٨:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وَنَحْنُ نُؤْذِي أَنْفُسَنَا حِينَ نَحْسُدُهُمْ.‏ فَسَنَشْعُرُ بِٱلْيَأْسِ وَقَدْ نَبْتَعِدُ عَنْ يَهْوَهَ.‏ فَإِذَا شَعَرْتَ يَوْمًا مِثْلَ ٱللَّاوِيِّ،‏ فَٱتْبَعْ وَصَايَا يَهْوَهَ وَٱبْقَ قَرِيبًا مِنْ شَعْبِهِ.‏ فَحِينَ تُحِبُّ يَهْوَهَ أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ،‏ تَبْقَى سَعِيدًا وَتَسِيرُ فِي طَرِيقِ «ٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ».‏ —‏ ١ تي ٦:‏١٩‏.‏

بُطْرُسُ تَضَايَقَ مِنْ أَخْطَائِهِ

لَمْ يَسْتَسْلِمْ بُطْرُسُ لِلْيَأْسِ،‏ بَلْ رَكَّزَ عَلَى خِدْمَةِ ٱللهِ.‏ وَمِثَالُهُ يُشَجِّعُنَا وَيُسَاعِدُنَا أَنْ نُشَجِّعَ غَيْرَنَا (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقَرَاتِ ١٧-‏١٩.‏)‏

١٧ لِمَاذَا تَضَايَقَ بُطْرُسُ وَشَعَرَ بِٱلْيَأْسِ؟‏

١٧ كَانَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ رَجُلًا مُنْدَفِعًا وَعَفْوِيًّا.‏ لِذَا تَصَرَّفَ أَحْيَانًا بِتَهَوُّرٍ أَوْ تَسَرَّعَ فِي ٱلْكَلَامِ،‏ وَنَدِمَ عَلَى ذٰلِكَ لَاحِقًا.‏ مَثَلًا،‏ حِينَ أَخْبَرَ يَسُوعُ رُسُلَهُ أَنَّهُ سَيَتَأَلَّمُ وَيَمُوتُ،‏ قَالَ لَهُ بُطْرُسُ:‏ «هٰذَا لَنْ يَحْصُلَ لَكَ أَبَدًا».‏ (‏مت ١٦:‏٢١-‏٢٣‏)‏ فَوَبَّخَهُ يَسُوعُ.‏ وَحِينَ أَتَى جَمْعٌ لِيَقْبِضُوا عَلَى يَسُوعَ،‏ تَصَرَّفَ بُطْرُسُ بِتَهَوُّرٍ وَقَطَعَ أُذُنَ عَبْدِ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ.‏ (‏يو ١٨:‏١٠،‏ ١١‏)‏ فَوَبَّخَهُ يَسُوعُ مَرَّةً أُخْرَى.‏ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ تَفَاخَرَ بُطْرُسُ قَائِلًا:‏ «حَتَّى لَوْ سَقَطَ ٱلْآخَرُونَ كُلُّهُمْ بِسَبَبِ مَا يُصِيبُكَ،‏ فَأَنَا لَنْ أَسْقُطَ أَبَدًا».‏ (‏مت ٢٦:‏٣٣‏)‏ لٰكِنَّ بُطْرُسَ كَانَ وَاثِقًا بِنَفْسِهِ زِيَادَةً عَنِ ٱللُّزُومِ.‏ فَفِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ،‏ خَافَ وَأَنْكَرَ سَيِّدَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.‏ لِذَا تَضَايَقَ كَثِيرًا،‏ «فَخَرَجَ وَبَكَى بِحَرْقَةٍ».‏ (‏مت ٢٦:‏٦٩-‏٧٥‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ شَعَرَ أَنَّ يَسُوعَ لَنْ يُسَامِحَهُ أَبَدًا.‏

١٨ كَيْفَ سَاعَدَ يَسُوعُ بُطْرُسَ؟‏

١٨ لٰكِنَّ بُطْرُسَ لَمْ يَسْتَسْلِمْ لِلْيَأْسِ،‏ بَلِ ٱسْتَمَرَّ يَخْدُمُ يَهْوَهَ مَعْ بَاقِي ٱلرُّسُلِ.‏ (‏يو ٢١:‏١-‏٣؛‏ اع ١:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ فَمَاذَا شَجَّعَهُ؟‏ أَوَّلًا،‏ كَانَ يَسُوعُ قَدْ صَلَّى مِنْ أَجْلِهِ ‹كَيْ لَا يَتَلَاشَى إِيمَانُهُ›،‏ وَأَوْصَاهُ أَنْ ‹يُقَوِّيَ إِخْوَتَهُ› حِينَ يَعُودُ.‏ وَيَهْوَهُ ٱسْتَجَابَ صَلَاةَ يَسُوعَ.‏ ثَانِيًا،‏ ظَهَرَ يَسُوعُ لِبُطْرُسَ بَعْدَ قِيَامَتِهِ،‏ وَشَجَّعَهُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ.‏ (‏لو ٢٢:‏٣٢؛‏ ٢٤:‏٣٣،‏ ٣٤؛‏ ١ كو ١٥:‏٥‏)‏ ثَالِثًا،‏ عِنْدَمَا ظَهَرَ يَسُوعُ لِبُطْرُسَ وَبَاقِي ٱلرُّسُلِ عِنْدَ بَحْرِ ٱلْجَلِيلِ،‏ أَعْطَاهُ فُرْصَةً كَيْ يُؤَكِّدَ لَهُ مَحَبَّتَهُ.‏ فَيَسُوعُ سَامَحَ صَدِيقَهُ،‏ حَتَّى إِنَّهُ أَوْكَلَ إِلَيْهِ مَسْؤُولِيَّاتٍ إِضَافِيَّةً.‏ —‏ يو ٢١:‏١٥-‏١٧‏.‏

١٩ حَسَبَ ٱلْمَزْمُور ١٠٣:‏١٣،‏ ١٤‏،‏ كَيْفَ يَنْظُرُ يَهْوَهُ إِلَى أَخْطَائِنَا؟‏

١٩ مَاذَا نَتَعَلَّمُ؟‏ تَعَامَلَ يَسُوعُ مَعْ بُطْرُسَ بِلُطْفٍ وَرَحْمَةٍ.‏ وَهٰذَا يُظْهِرُ لَنَا أَنَّ يَهْوَهَ أَيْضًا رَحِيمٌ.‏ لِذٰلِكَ حِينَ نُخْطِئُ،‏ لَا يَجِبُ أَنْ نَيْأَسَ مِنْ أَنْفُسِنَا.‏ فَٱلشَّيْطَانُ هُوَ مَنْ يُرِيدُ أَنْ نَشْعُرَ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ.‏ أَمَّا يَهْوَهُ،‏ فَيَفْهَمُ ضَعَفَاتِنَا وَيُرِيدُ أَنْ يُسَامِحَنَا.‏ لِنُبْقِ ذٰلِكَ فِي بَالِنَا،‏ وَلْنَتَمَثَّلْ بِيَهْوَهَ حِينَ يُخْطِئُ إِلَيْنَا ٱلْآخَرُونَ.‏ —‏ اقرإ المزمور ١٠٣:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

٢٠ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

٢٠ إِنَّ قِصَّةَ يُوسُفَ،‏ نُعْمِي وَرَاعُوثَ،‏ كَاتِبِ ٱلْمَزْمُورِ ٧٣‏،‏ وَبُطْرُسَ تُؤَكِّدُ أَنَّ «يَهْوَهَ قَرِيبٌ مِنَ ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ».‏ (‏مز ٣٤:‏١٨‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ يَسْمَحُ أَحْيَانًا أَنْ نَمُرَّ بِصُعُوبَاتٍ،‏ لٰكِنَّهُ يُسَاعِدُنَا دَائِمًا.‏ وَحِينَ نَتَحَمَّلُ ٱلصُّعُوبَاتِ بِمُسَاعَدَتِهِ،‏ يَقْوَى إِيمَانُنَا.‏ (‏١ بط ١:‏٦،‏ ٧‏)‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنَرَى أَكْثَرَ كَيْفَ يُسَاعِدُ يَهْوَهُ خُدَّامَهُ حِينَ يَشْعُرُونَ بِٱلْيَأْسِ نَتِيجَةَ أَخْطَائِهِمْ أَوْ ظُرُوفِهِمِ ٱلصَّعْبَةِ.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٧ يَهْوَهُ يَا قُوَّتِي

^ ‎الفقرة 5‏ نَمُرُّ أَحْيَانًا بِظُرُوفٍ تُضْعِفُ مَعْنَوِيَّاتِنَا.‏ وَهٰذَا مَا حَدَثَ مَعْ يُوسُفَ،‏ نُعْمِي وَرَاعُوثَ،‏ كَاتِبِ ٱلْمَزْمُورِ ٧٣‏،‏ وَٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ.‏ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنَرَى كَيْفَ شَجَّعَهُمْ يَهْوَهُ وَسَنَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِهِمْ.‏

^ ‎الفقرة 56‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ نُعْمِي وَرَاعُوثُ وَعُرْفَةُ يَشْعُرْنَ بِٱلْيَأْسِ بَعْدَ مَوْتِ أَزْوَاجِهِنَّ.‏ لَاحِقًا،‏ تَفْرَحُ رَاعُوثُ وَنُعْمِي وَبُوعَزُ بِوِلَادَةِ عُوبِيدَ.‏