الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٢

تعلَّم من «التلميذ الذي كان يسوع يحبه»‏

تعلَّم من «التلميذ الذي كان يسوع يحبه»‏

‏«لِنَستَمِرَّ في مَحَبَّةِ بَعضِنا بَعضًا،‏ لِأنَّ المَحَبَّةَ هي مِنَ الله».‏ —‏ ١ يو ٤:‏٧‏.‏

التَّرنيمَة ١٠٥ «اللهُ مَحَبَّة»‏

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١ كَيفَ تَشعُرُ لِأنَّ يَهْوَه يُحِبُّك؟‏

كَتَبَ الرَّسولُ يُوحَنَّا:‏ «اللهُ مَحبَّة».‏ (‏١ يو ٤:‏٨‏)‏ وهذِهِ العِبارَةُ البَسيطَة تُذَكِّرُنا بِحَقيقَةٍ مُهِمَّة:‏ اللهُ لَيسَ مَصدَرَ الحَياةِ فَقَط،‏ بل مَصدَرُ المَحَبَّةِ أيضًا.‏ ومَحَبَّةُ يَهْوَه لنا تُفَرِّحُنا وتُحَسِّسُنا بِالأمان.‏

٢ ما هُما أعظَمُ وصيَّتَينِ حَسَبَ متَّى ٢٢:‏٣٧-‏٤٠‏،‏ ولِمَ صَعبٌ أحيانًا أن نُطيعَ الوَصيَّةَ الثَّانيَة؟‏

٢ بِالنِّسبَةِ إلى المَسيحِيِّين،‏ إظهارُ المَحَبَّةِ لَيسَ اخْتياريًّا بل إلزاميّ.‏ وهذا ما تُظهِرُهُ الوَصيَّتانِ في مَتَّى ٢٢:‏٣٧-‏٤٠‏.‏ (‏إقرأها.‏)‏ سَهلٌ أن نُطيعَ الوَصيَّةَ الأُولى حينَ نَتَعَرَّفُ إلى يَهْوَه جَيِّدًا.‏ فهو كامِلٌ ويَهتَمُّ بِنا ويُعامِلُنا بِلُطفٍ.‏ ولكنْ صَعبٌ أحيانًا أن نُطيعَ الوَصيَّةَ الثَّانيَة.‏ فإخوَتُنا،‏ الَّذينَ هُم مِن أقرَبِ أقرِبائِنا،‏ ناقِصون.‏ وقد يَجرَحونَنا بِكَلامِهِم أو تَصَرُّفاتِهِم.‏ ويَهْوَه يَعرِفُ ذلِك.‏ لِذا أَوحى إلى بَعضِ خُدَّامِهِ أن يَكتُبوا عنِ المَحَبَّة،‏ ويُخبِرونا لِماذا مُهِمٌّ أن نُظهِرَها وَكَيفَ نَفعَلُ ذلِك.‏ وأحَدُ هؤُلاءِ الكُتَّابِ هو يُوحَنَّا.‏ —‏ ١ يو ٣:‏١١،‏ ١٢‏.‏

٣ علامَ شدَّدَ يُوحَنَّا؟‏

٣ شَدَّدَ يُوحَنَّا في كِتاباتِهِ على إظهارِ المَحَبَّة.‏ فرِوايَتُهُ عن حياةِ يَسُوع تَتَحَدَّثُ عنِ المَحَبَّةِ أكثَرَ مِن رِواياتِ مَتَّى ومُرْقُس ولوقا معًا.‏ وقد كانَ عُمرُ يُوحَنَّا ١٠٠ سَنَةٍ تَقريبًا حينَ كَتَبَ إنجيلَهُ ورَسائِلَهُ الثَّلاث.‏ وكِتاباتُهُ تُعَلِّمُنا أنَّ المَحَبَّةَ يَجِبُ أن تَكونَ الدَّافِعَ وَراءَ كُلِّ ما نَفعَلُه.‏ (‏١ يو ٤:‏١٠،‏ ١١‏)‏ لكنَّ يُوحَنَّا أخَذَ وَقتًا لِيَتَعَلَّمَ هذا الدَّرس.‏

٤ هل أظهَرَ يُوحَنَّا المَحَبَّةَ دائِمًا؟‏ أَوضِح.‏

٤ حينَ كانَ يُوحَنَّا شابًّا،‏ لم يُظهِرِ المَحَبَّةَ دائِمًا.‏ ففي إحدى المَرَّات،‏ كانَ يَسُوع وتَلاميذُهُ مُسافِرينَ إلى أُورُشَلِيم وَمَرُّوا بِقَريَةٍ في السَّامِرَة.‏ لكِنَّ أهلَها رَفَضوا أن يَستَقبِلوهُم.‏ فماذا فَعَلَ يُوحَنَّا؟‏ قالَ هو وأخوهُ يَعْقُوب لِيَسُوع:‏ «أتُريدُ أن نَأمُرَ أن تَنزِلَ نارٌ مِنَ السَّماءِ وَتُفنيَهُم؟‏».‏ (‏لو ٩:‏٥٢-‏٥٦‏)‏ وفي حادِثَةٍ أُخرى،‏ لم يُظهِرْ يُوحَنَّا ويَعْقُوبُ المَحَبَّةَ لِباقي الرُّسُل.‏ فمِنْ خِلالِ أُمِّهِما،‏ طَلَبا مِنْ يَسُوع مَركَزَينِ مُهِمَّينِ في مَملَكَتِه.‏ وحينَ عَرَفَ باقي الرُّسُلِ بِذلِك،‏ غَضِبوا جِدًّا.‏ (‏مت ٢٠:‏٢٠،‏ ٢١،‏ ٢٤‏)‏ لكنَّ يَسُوع أحَبَّ يُوحَنَّا رَغمَ كُلِّ أخطائِه.‏ —‏ يو ٢١:‏٧‏.‏

٥ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟‏

٥ في هذِهِ المَقالَة،‏ سَنَرى مِثالَ يُوحَنَّا وَبَعضَ الأفكارِ الَّتي كَتَبَها عنِ المَحَبَّة.‏ وهكَذا سَنَتَعَلَّمُ كَيفَ نُظهِرُ المَحَبَّةَ لِإخوَتِنا،‏ وكَيفَ يُظهِرُ رَأسُ العائِلَةِ المَحَبَّةَ لِعائِلَتِه.‏

كَيفَ تُظهِرُ المَحَبَّة؟‏

أظهر يهوه أنه يحبنا حين أرسل ابنه ليموت عنا (‏أُنظر الفقرتين ٦-‏٧.‏)‏

٦ كَيفَ أظهَرَ يَهْوَه أنَّهُ يُحِبُّنا؟‏

٦ كَي نُظهِرَ المَحَبَّة،‏ لا يَكفي أن نُحِسَّ بِها ونُعَبِّرَ عَنها بِالكَلام.‏ بل يَجِبُ أن نُظهِرَها بِالعَمَل.‏ (‏قارن يعقوب ٢:‏١٧،‏ ٢٦‏.‏)‏ مَثَلًا،‏ يَهْوَه يُحِبُّنا.‏ (‏١ يو ٤:‏١٩‏)‏ وهو يُخبِرُنا بِذلِك في كَلِمَتِه.‏ (‏مز ٢٥:‏١٠؛‏ رو ٨:‏٣٨،‏ ٣٩‏)‏ لكنَّ أعمالَهُ هيَ الَّتي تُؤَكِّدُ لنا أنَّهُ يُحِبُّنا.‏ كَتَبَ يُوحَنَّا:‏ «مَحبَّةُ اللهِ ظَهَرَت لنا حينَ أرسَلَ الابْن،‏ مَولودَهُ الوَحيد،‏ إلى العالَمِ لِنَنالَ بِواسِطَتِهِ الحَياة».‏ (‏١ يو ٤:‏٩‏)‏ فَيَهْوَه سَمَحَ أن يَتَعَذَّبَ ابْنُهُ ويَموتَ عنَّا.‏ (‏يو ٣:‏١٦‏)‏ وهذا أكبَرُ دَليلٍ أنَّهُ يُحِبُّنا.‏

٧ كَيفَ أظهَرَ يَسُوع أنَّهُ يُحِبُّنا؟‏

٧ يَسُوع أيضًا يُحِبُّ أتباعَه.‏ (‏يو ١٣:‏١؛‏ ١٥:‏١٥‏)‏ وهو لم يُظهِرْ مَحبَّتَهُ بِالكَلامِ فَقَط،‏ بل بِالعَمَلِ أيضًا.‏ قال:‏ «لَيسَ لِأحَدٍ مَحبَّةٌ أعظَمُ مِن هذِه:‏ أن يَبذُلَ أحَدٌ نَفسَهُ عن أصدِقائِه».‏ (‏يو ١٥:‏١٣‏)‏ وحينَ نُفَكِّرُ كَم يُحِبُّنا يَهْوَه وَيَسُوع،‏ تَزيدُ مَحبَّتُنا لَهُما.‏

٨ عَلامَ تُشَجِّعُنا ١ يُوحَنَّا ٣:‏١٨‏؟‏

٨ نَحنُ نُظهِرُ أنَّنا نُحِبُّ يَهْوَه وَيَسُوع حينَ نُطيعُهُما.‏ (‏يو ١٤:‏١٥؛‏ ١ يو ٥:‏٣‏)‏ ويَسُوع أَوصانا أن نُحِبَّ بَعضُنا بَعضًا.‏ (‏يو ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ ولكنْ لا يَكفي أن نَقولَ لِإخوَتِنا إنَّنا نُحِبُّهُم،‏ بل يَجِبُ أن نُظهِرَ مَحَبَّتَنا بِالأعمال.‏ ‏(‏إقرأ ١ يوحنا ٣:‏١٨‏.‏)‏ فكَيفَ نَفعَلُ ذلِك؟‏

أحِبَّ إخوَتَك

٩ ماذا فَعَلَ يُوحَنَّا بِدافِعِ المَحَبَّة؟‏

٩ كانَ يُوحَنَّا يَقدِرُ أن يَبقى عِندَ أبيه،‏ ويَكسِبَ مالًا كَثيرًا مِن صَيدِ السَّمَك.‏ لكنَّهُ خَصَّصَ باقيَ حَياتِهِ لِيُعَلِّمَ الآخَرينَ عن يَهْوَه ويَسُوع.‏ وَالحَياةُ الَّتي اختارَها لم تَكُن سَهلَة.‏ فقد واجَهَ اضطِهاداتٍ كَثيرَة.‏ ونُفيَ إلى جَزيرَةِ بَطْمُس نَحوَ نِهايَةِ القَرنِ الأوَّل،‏ مع أنَّهُ كانَ كَبيرًا في العُمر.‏ (‏اع ٣:‏١؛‏ ٤:‏١-‏٣؛‏ ٥:‏١٨؛‏ رؤ ١:‏٩‏)‏ ولكنْ حتَّى في هذِهِ الظُّروف،‏ ظَلَّ يُفَكِّرُ في الإخوَة.‏ ففي جَزيرَةِ بَطْمُس،‏ كَتَبَ سِفرَ الرُّؤيا وَأَرسَلَهُ إلى الجَماعاتِ لِيَعرِفُوا «ما هو أكيدٌ أن يَحدُثَ قَريبًا».‏ (‏رؤ ١:‏١‏)‏ وبَعدَ إطلاقِ سَراحِهِ على الأرجَح،‏ كَتَبَ إنجيلَهُ عن حَياةِ يَسُوع وَخِدمَتِه.‏ وكَتَبَ أيضًا ثَلاثَ رَسائِلَ لِيُشَجِّعَ الإخوَة.‏ فماذا تَتَعَلَّمُ مِن مِثالِه؟‏

١٠ كَيفَ تُظهِرُ أنَّكَ تُحِبُّ الآخَرين؟‏

١٠ تُظهِرُ أنَّكَ تُحِبُّ الآخَرينَ بِالحَياةِ الَّتي تَختارُها.‏ فعالَمُ الشَّيطان يُشَجِّعُكَ أن تُفَكِّرَ في نَفسِك فَقَط وتَركُضَ وَراءَ المالِ والشُّهرَة.‏ أمَّا المَسيحيُّون،‏ فيُرَكِّزونَ عَلى تَبشيرِ النَّاسِ ومُساعَدَتِهِم أن يَقتَرِبوا إلى يَهْوَه.‏ حتَّى إنَّ بَعضَهُم يُبَشِّرونَ كامِلَ الوَقت.‏

أظهِر بالعمل أنك تحب إخوتك وعائلتك (‏أُنظر الفقرتين ١١ و ١٧.‏)‏ *

١١ كَيفَ يُظهِرُ مَسيحِيُّونَ كَثيرونَ أنَّهُم يُحِبُّونَ إخوَتَهُم؟‏

١١ يُضطَرُّ بَعضُ المَسيحيِّينَ أن يَعمَلوا دَوامًا كامِلًا لِيُعيلوا أنْفُسَهُم وعائِلاتِهِم.‏ لكنَّهُم يَدعَمونَ هَيئَةَ يَهْوَه على قَدْرِ ما يَستَطيعون.‏ فهُم يَتَبَرَّعونَ لِلعَمَلِ العالَمِيّ،‏ ويُساعِدُ بَعضُهُم في أعمالِ الإغاثَة،‏ ويُشارِكُ آخَرونَ في مَشاريعِ البِناء.‏ كُلُّ ذلِك بِدافِعِ المَحَبَّةِ للهِ والقَريب.‏ كَما يُظهِرونَ مَحبَّتَهُم لإخوَتِهِم كُلَّ أُسبوعٍ حينَ يَحضُرونَ الاجتِماعاتِ ويُشارِكونَ فيها.‏ فرَغمَ التَّعَب،‏ لا يَغيبونَ عَنها.‏ ورَغمَ التَّوَتُّر،‏ يَبذُلونَ جُهدَهُم لِيُجاوِبوا.‏ ورَغمَ ظُروفِهِمِ الصَّعبَة،‏ يُشَجِّعونَ الإخوَةَ قَبلَ الاجتِماعاتِ وبَعدَها.‏ (‏عب ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ ونَحنُ نُقَدِّرُ كَثيرًا جُهودَهُم وتَضحياتِهِم.‏

١٢ بِأيِّ طَريقَةٍ أُخرى أظهَرَ يُوحَنَّا المَحَبَّةَ لِإخوَتِه؟‏

١٢ وكَيفَ أظهَرَ يُوحَنَّا أيضًا مَحَبَّتَهُ لِلإخوَة؟‏ مَدَحَهُم ولم يَتَرَدَّدْ أن يَنصَحَهُم عِندَ الحاجَة.‏ فقد مَدَحَهُم في رَسائِلِهِ على إيمانِهِم وأعمالِهِمِ الجَيِّدَة.‏ وفي الوَقتِ نَفْسِه،‏ أعطاهُم نَصيحَةً قَويَّة بِخُصوصِ الخَطيَّة.‏ (‏١ يو ١:‏٨–‏٢:‏١،‏ ١٣،‏ ١٤‏)‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ يَجِبُ أن نَمدَحَ إخوَتَنا على أعمالِهِمِ الجَيِّدَة.‏ ولكنْ إذا لاحَظْنا أنَّهُم يُنَمُّونَ صِفاتٍ أَو عاداتٍ سَيِّئَة،‏ يَلزَمُ أن نُعطِيَهُم نَصيحَةً بِلُطفٍ.‏ صَحيحٌ أنَّ هذا يَتَطَلَّبُ الشَّجاعَة،‏ لكنَّهُ دَليلٌ على مَحَبَّتِنا.‏ فالكِتابُ المُقَدَّسُ يُظهِرُ أنَّ الأصدِقاءَ الحَقيقيِّينَ يَنصَحونَ واحِدُهُمُ الآخَر.‏ —‏ ام ٢٧:‏١٧‏.‏

١٣ أيُّ أمرٍ لا يَجِبُ أنْ نَفعَلَه؟‏

١٣ وأحيانًا،‏ نُظهِرُ مَحَبَّتَنا لِإخوَتِنا حينَ لا نَفعَلُ أُمورًا مُعَيَّنَة.‏ مَثَلًا،‏ نَحنُ لا نَغضَبُ فَورًا مِمَّا يَقولونَه.‏ تَذَكَّرْ ما حَصَلَ مع يَسُوع.‏ فقد قالَ لِتَلاميذِهِ إنَّ علَيهِم أن يَأكُلوا جَسَدَهُ ويَشرَبوا دَمَهُ لِيَنالوا الحَياةَ الأبَدِيَّة.‏ (‏يو ٦:‏٥٣-‏٥٧‏)‏ لكنَّ كَثيرينَ انصَدَموا مِن كَلامِهِ وتَخَلَّوا عنه.‏ أمَّا أصدِقاؤُهُ الحَقيقيُّون،‏ فلم يَترُكوه.‏ فيُوحَنَّا وباقي الرُّسُلِ بَقُوا معه،‏ مع أنَّهُم لم يَفهَموا كَلامَهُ ورُبَّما تَفاجَأوا به.‏ فهُم لَم يَغضَبوا بِسُرعَةٍ مِمَّا قالَه.‏ عَلى العَكس،‏ وَثِقوا بهِ لِأنَّهُم عَرَفوا أنَّه يَقولُ الحَقّ.‏ (‏يو ٦:‏٦٠،‏ ٦٦-‏٦٩‏)‏ إذًا،‏ بَدَلَ أن نَغضَبَ بِسُرعَةٍ مِن إخوَتِنا،‏ علَينا أن نُعطِيَهُم فُرصَةً لِيوضِحوا قَصدَهُم.‏ —‏ ام ١٨:‏١٣؛‏ جا ٧:‏٩‏.‏

١٤ أيُّ خَطَرٍ آخَرَ يَجِبُ أن نَنتَبِهَ مِنه،‏ ولِماذا؟‏

١٤ نَبَّهَنا يُوحَنَّا أيضًا أن لا نَكرَهَ واحِدُنا الآخَر.‏ فهذا فَخٌّ يَستَعمِلُهُ الشَّيطان لِكَي يُوقِعَنا.‏ (‏١ يو ٢:‏١١؛‏ ٣:‏١٥‏)‏ في القَرنِ الأوَّل،‏ عَمِلَ الشَّيطان كُلَّ جُهدِهِ لِيَزرَعَ الكُرهَ والانقِساماتِ بَينَ شَعبِ الله.‏ فمِن خِلالِ بَعضِ الأشخاص،‏ حاوَلَ أنْ يُخَرِّبَ الوَحدَةَ بَينَ الإخوَة.‏ دِيُوتْرِيفُس مَثَلًا،‏ كانَ يُسَبِّبُ انقِساماتٍ خَطيرَة في إحدى الجَماعات.‏ (‏٣ يو ٩،‏ ١٠‏)‏ فلم يَحتَرِمِ الإخوَةَ الَّذينَ أرسَلَتهُمُ الهَيئَةُ الحَاكِمَة.‏ حتَّى إنَّهُ حاوَلَ بِوَقاحَةٍ أن يَطرُدَ مِنَ الجَماعَةِ الَّذينَ أرادوا أن يَستَقبِلوهُم.‏ واليَوم،‏ لا يَزالُ الشَّيطان يُحاوِلُ أن يَزرَعَ الانقِساماتِ بَينَ شَعبِ يَهْوَه.‏ فلا نَسمَحْ لَهُ بِأن يُفَرِّقَنا.‏

أحِبَّ عائِلَتَك

طلب يسوع من يوحنا أن يهتم بمريم ماديًّا وروحيًّا،‏ ورسم بذلك المثال لرأس العائلة (‏أُنظر الفقرتين ١٥-‏١٦.‏)‏

١٥ كَيفَ يُظهِرُ رَأسُ العائِلَةِ المَحَبَّةَ لِعائِلَتِه؟‏

١٥ يُظهِرُ رَأسُ العائِلَةِ المَحَبَّةَ لِعائِلَتِهِ حينَ يُعيلُهُم مادِّيًّا.‏ (‏١ تي ٥:‏٨‏)‏ لكنَّ هذا لا يَكفي.‏ فالأهَمُّ هو أن يَهتَمَّ بهِم روحِيًّا.‏ (‏مت ٥:‏٣‏)‏ ويَسُوع رَسَمَ مِثالًا في هذا المَجال.‏ فَحَسَبَ إنجيلِ يُوحَنَّا،‏ ظَلَّ يَسُوع يُفَكِّرُ في عائِلَتِهِ حتَّى وهو عَلى خَشَبَةِ الآلام.‏ فرَغمَ وَجَعِهِ الشَّديد،‏ فَكَّرَ في أُمِّهِ مَرْيَم وطَلَبَ مِن يُوحَنَّا أن يَهتَمَّ بِها.‏ (‏يو ١٩:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ لا شَكَّ أنَّ إخوَةَ يَسوع كانَ بإمكانِهِم أن يُعيلوا مَرْيَم مادِّيًّا.‏ ولكنْ كَما يَبدو،‏ لم يَكُن ولا واحِدٌ مِنهُم بَعد مِن تَلاميذِه.‏ لِذا،‏ حَرِصَ يَسُوع أن يَهتَمَّ أحَدٌ بِأُمِّهِ مادِّيًّا وروحِيًّا.‏

١٦ أيَّةُ مَسؤوليَّاتٍ كانَت لَدى الرَّسولِ يُوحَنَّا؟‏

١٦ كانَ لَدى يُوحَنَّا مَسؤوليَّاتٌ كَثيرَة.‏ فكَواحِدٍ مِنَ الرُّسُل،‏ لَزِمَ أن يَأخُذَ القيادَةَ في التَّبشير.‏ وعلى الأرجَح،‏ كانَ أيضًا مُتَزَوِّجًا.‏ فلَزِمَ بِالتَّالي أن يَهتَمَّ بِعائِلَتِهِ مادِّيًّا وروحِيًّا.‏ (‏١ كو ٩:‏٥‏)‏ فكَيفَ يَتَمَثَّلُ بهِ رَأسُ العائِلَة؟‏

١٧ كَيفَ يَهتَمُّ رَأسُ العائِلَةِ بِعائِلَتِه؟‏

١٧ يَحمِلُ رَأسُ العائِلَةِ مَسؤوليَّاتٍ كَثِيرَة.‏ فعلَيهِ مَثَلًا أن يَجتَهِدَ في عَمَلِهِ كَي يُمَجِّدَ يَهْوَه.‏ (‏اف ٦:‏٥،‏ ٦؛‏ تي ٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وإذا كانَ شَيخًا أو خادِمًا مُساعِدًا،‏ يَجِبُ أن يَهتَمَّ بِالإخوَةِ ويَأخُذَ القِيادَةَ في التَّبشير.‏ وفي الوَقتِ نَفسِه،‏ مُهِمٌّ أن يَدرُسَ الكِتابَ المُقَدَّسَ بِانتِظامٍ مع زَوجَتِهِ وأولادِه.‏ ولا شَكَّ أنَّ عائِلَتَهُ تُقَدِّرُ كَثيرًا أنَّهُ يَهتَمُّ بهِم جَسَدِيًّا وعاطِفِيًّا وروحِيًّا.‏ —‏ اف ٥:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ ٦:‏٤‏.‏

‏‹أظهِرِ المَحَبَّةَ دائِمًا›‏

١٨ مِمَّ كانَ يُوحَنَّا واثِقًا؟‏

١٨ عاشَ يُوحَنَّا حَياةً طَويلَةً ورَأى الكَثير.‏ وواجَهَ مُختَلِفَ الظُّروفِ والتَّحَدِّيات.‏ لكنَّهُ عَمِلَ كُلَّ جُهدِهِ كَي يُطيعَ وَصايا يَسُوع،‏ بما فيها الوَصيَّةُ أن يُحِبَّ إخوَتَه.‏ لِهذا السَّبَب،‏ كانَ واثِقًا أنَّ يَهْوَه وَيَسُوع يُحِبَّانِهِ وسَيُقَوِّيانِهِ لِيَتَغَلَّبَ على أيِّ مُشكِلَة.‏ (‏يو ١٤:‏١٥-‏١٧؛‏ ١٥:‏١٠؛‏ ١ يو ٤:‏١٦‏)‏ فلم يَمنَعْه،‏ لا الشَّيطان وَلا عالَمُه،‏ أن يُحِبَّ إخوَتَهُ وَيُعَبِّرَ عن مَحَبَّتِهِ بِالكَلامِ والعَمَل.‏

١٩ عَلامَ تُشَجِّعُنا ١ يُوحَنَّا ٤:‏٧‏،‏ ولِماذا؟‏

١٩ ومِثلَ يُوحَنَّا،‏ نَعيشُ في عالَمٍ يَحكُمُهُ الشَّيطان،‏ الإلهُ الَّذي لا يُحِبُّ أحَدًا.‏ (‏١ يو ٣:‏١،‏ ١٠‏)‏ وهو يُريدُ أن نَكرَهَ واحِدُنا الآخَر.‏ لكنَّهُ لن يَنجَحَ إلَّا إذا سَمَحنا لهُ بِذلِك.‏ فَلْنُصَمِّمْ إذًا أن نُحِبَّ إخوَتَنا،‏ ونُظهِرَ لهُمُ المَحَبَّةَ بِالكَلامِ والعَمَل.‏ وهكَذا،‏ سَنَفرَحُ كَثيرًا لِأنَّنا جُزءٌ مِن عائِلَةِ يَهْوَه الَّتي تَتَمَيَّزُ بِالمَحَبَّة.‏ —‏ إقرأ ١ يوحنا ٤:‏٧‏.‏

التَّرنيمَة ٨٨ طُرُقَكَ عَلِّمْني

^ ‎الفقرة 5‏ إنَّ «التِّلميذَ الَّذي كانَ يَسُوع يُحِبُّهُ» هو على الأرجَحِ الرَّسولُ يُوحَنَّا.‏ (‏يو ٢١:‏٧‏)‏ فلا بُدَّ أنَّهُ تَمَتَّعَ بِصِفاتٍ جَميلَة حتَّى حينَ كانَ شابًّا.‏ وفي آخِرِ حَياتِه،‏ أَوحى إلَيهِ يَهْوَه أن يَكتُبَ الكَثيرَ عنِ المَحَبَّة.‏ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنَرى بَعضَ الأفكارِ الَّتي كَتَبَها،‏ وسَنَتَعَلَّمُ دُروسًا مِنها.‏

^ ‎الفقرة 59‏ وصف الصورة:‏ رَغمَ كُلِّ المَسؤوليَّات،‏ أبٌ يُشارِكُ في أعمالِ الإغاثَة،‏ يَدعو زَوجَينِ لِيَحضُرا العِبادَةَ العائِلِيَّةَ مع عائِلَتِه،‏ ويَتَبَرَّعُ لِلعَمَلِ العالَمِيّ.‏