الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ١٦

كم تقدِّر الفدية؟‏

كم تقدِّر الفدية؟‏

‏‹إبْنُ الإنسانِ أتى لِيبذُلَ نَفْسَهُ فِديَةً عن كَثيرين›.‏ —‏ مر ١٠:‏٤٥‏.‏

التَّرنيمَة ١٨ شُكرًا يا يَهْوَه على الفِديَة

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١-‏٢ ما هيَ الفِديَة،‏ ولِماذا نحتاجُ إلَيها؟‏

حينَ أخطَأ آدَم،‏ خسَّرَ نَفْسَهُ وكُلَّ أولادِهِ الحَياةَ الأبَدِيَّة.‏ ولم يكُنْ لَدَيهِ أيُّ عُذر.‏ فقدْ كانَ كامِلًا،‏ وأخطَأ عن قَصد.‏ لِذا استَحَقَّ المَوت.‏ ولكنْ ما ذَنْبُ أولادِه؟‏ (‏رو ٥:‏١٢،‏ ١٤‏)‏ هل يُمكِنُ أن يخلُصوا مِن لَعنَةِ المَوتِ الَّتي ورِثوها مِن أبيهِم؟‏ نَعَم.‏ فمُباشَرَةً بَعدَما أخطَأ آدَم،‏ بدَأ يَهْوَه يكشِفُ كَيفَ سيُخَلِّصُ المَلايينَ مِن لَعنَةِ الخَطِيَّةِ والمَوت.‏ (‏تك ٣:‏١٥‏)‏ وحينَ أتى الوَقت،‏ أرسَلَ ابْنَهُ مِنَ السَّماءِ «لِيبذُلَ نَفْسَهُ فِديَةً عن كَثيرين».‏ —‏ مر ١٠:‏٤٥؛‏ يو ٦:‏٥١‏.‏

٢ وما هيَ الفِديَة؟‏ في الأسفارِ اليُونَانِيَّة،‏ تُشيرُ الفِديَةُ إلى الثَّمَنِ الَّذي دفَعَهُ يَسُوع لِيَرُدَّ ما خسِرَهُ آدَم.‏ (‏١ كو ١٥:‏٢٢‏)‏ ولِماذا نحتاجُ إلى الفِديَة؟‏ كما تُظهِرُ الشَّريعَة،‏ يتَطَلَّبُ عَدلُ يَهْوَه أن تُقَدَّمَ نَفْسٌ مُقابِلَ نَفْس.‏ (‏خر ٢١:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ وبما أنَّ آدَم خَسِرَ حَياةً كامِلَة،‏ لزِمَ أن يُقَدِّمَ يَسُوع حَياتَهُ الكامِلَة فِديَة.‏ (‏رو ٥:‏١٧‏)‏ وهكَذا أصبَحَ يَسُوع «أبًا أبَدِيًّا» لِكُلِّ الَّذينَ يُؤْمِنونَ بِفِديَتِه.‏ —‏ اش ٩:‏٦؛‏ رو ٣:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

٣ حَسَبَ يُوحَنَّا ١٤:‏٣١ و ١٥:‏١٣‏،‏ لِمَ كانَ يَسُوع مُستَعِدًّا أن يُضَحِّيَ بِحَياتِه؟‏

٣ كانَ يَسُوع مُستَعِدًّا أن يُضَحِّيَ بِحَياتِهِ بِسَبَبِ مَحَبَّتِهِ الكَبيرَة لِأبيهِ السَّماوِيِّ ولنا.‏ ‏(‏إقرأ يوحنا ١٤:‏٣١؛‏ ١٥:‏١٣‏.‏)‏ فهذِهِ المَحَبَّةُ دفَعَتهُ أن يُحافِظَ على استِقامَتِهِ إلى النِّهايَة،‏ ويُتَمِّمَ مَشيئَةَ أبيه.‏ ونَتيجَةَ ما فعَلَه،‏ سيتَحَقَّقُ ما يُريدُهُ يَهْوَه لِلبَشَرِ والأرض.‏ ولكنْ لِمَ سمَحَ يَهْوَه أن يتَعَذَّبَ يَسُوع كَثيرًا قَبلَ مَوتِه؟‏ سنعرِفُ الجَوابَ في هذِهِ المَقالَة.‏ ثُمَّ سنُناقِشُ مِثالَ رَسولٍ قدَّرَ الفِديَةَ كَثيرًا.‏ وفي النِّهايَة،‏ سنتَعَلَّمُ كَيفَ نُظهِرُ تَقديرَنا لِلفِديَة،‏ وكَيفَ نزيدُ تَقديرَنا لَها؟‏

لِمَ سمَحَ يَهْوَه أن يتَعَذَّبَ ابْنُه؟‏

فكِّر في كل العذاب الذي تحمَّله يسوع ليفدينا (‏أُنظر الفقرة ٤.‏)‏

٤ صِفِ الطَّريقَةَ الَّتي ماتَ بِها يَسُوع.‏

٤ تخَيَّلْ كَيفَ كانَ آخِرُ يَومٍ في حَياةِ يَسُوع على الأرض.‏ فمع أنَّهُ كانَ يستَطيعُ أن يطلُبَ فِرَقًا مِنَ المَلائِكَةِ لِتحمِيَه،‏ سمَحَ لِلجُنودِ الرُّومَانِ أن يعتَقِلوهُ ويضرِبوهُ بِوَحشِيَّة.‏ (‏مت ٢٦:‏٥٢-‏٥٤؛‏ يو ١٨:‏٣؛‏ ١٩:‏١‏)‏ فجلَدوهُ بِكِربَاجٍ نتَّفَ لَحمَه.‏ ثُمَّ حمَّلوهُ خَشَبَةً ثَقيلَة على ظَهرِهِ المُغَطَّى بِالجُروحِ والدِّماء.‏ فبدَأ يَسُوع يجُرُّها،‏ لكنَّهُ لم يتَحَمَّلْ ثِقلَها.‏ فأجبَرَ الجُنودُ رَجُلًا آخَرَ أن يحمِلَها.‏ (‏مت ٢٧:‏٣٢‏)‏ وفي النِّهايَة،‏ وصَلوا إلى مَوقِعِ الإعدام.‏ فدقُّوا مَساميرَ في يَدَيْ يَسُوع ورِجلَيهِ لِيُثَبِّتوهُ على الخَشَبَة.‏ وحينَ رفَعوها،‏ صارَ ثِقلُ جِسمِهِ يُمَزِّقُ جُروحَهُ أكثَرَ فأكثَر.‏ تخَيَّلْ كم حزِنَ أصدِقاؤُه،‏ وكم بكَت أُمُّهُ بِحَرقَة.‏ أمَّا رُؤَساءُ اليَهُود،‏ فاستَهزَأُوا بِه.‏ (‏لو ٢٣:‏٣٢-‏٣٨؛‏ يو ١٩:‏٢٥‏)‏ بقِيَ يَسُوع يتَعَذَّبُ لِساعات.‏ وكُلَّما مرَّ الوَقت،‏ تعِبَ قَلبُهُ ورِئَتاهُ أكثَر وصارَ التَّنَفُّسُ أصعَبَ علَيه.‏ لكنَّ يَسُوع عرَفَ أنَّهُ بقِيَ أمينًا حتَّى النِّهايَة.‏ وقَبلَ أن يموتَ بِقَليل،‏ صلَّى إلى يَهْوَه صَلاةً أخيرَة،‏ ثُمَّ حنى رَأسَهُ ومات.‏ (‏مر ١٥:‏٣٧؛‏ لو ٢٣:‏٤٦؛‏ يو ١٠:‏١٧،‏ ١٨؛‏ ١٩:‏٣٠‏)‏ لقد ماتَ يَسُوع مَوتًا بَطيئًا ومُؤْلِمًا ومُهينًا.‏

٥ ماذا كانَ أصعَبَ على يَسُوع مِن طَريقَةِ مَوتِه؟‏

٥ لكنَّ التُّهمَةَ الَّتي وُجِّهَت إلى يَسُوع كانَت أصعَبَ علَيهِ مِن طَريقَةِ إعدامِه.‏ فقدِ اتُّهِمَ بِأنَّهُ مُجَدِّف،‏ أي شَخصٌ لا يَحتَرِمُ اللهَ واسْمَه.‏ (‏مت ٢٦:‏٦٤-‏٦٦‏)‏ ومُجَرَّدُ التَّفكيرِ في ذلِك عذَّبَ يَسُوع كَثيرًا،‏ حتَّى إنَّهُ طلَبَ مِن أبيهِ أن يُعفِيَهُ مِن هذا المَوقِفِ الصَّعب.‏ (‏مت ٢٦:‏٣٨،‏ ٣٩،‏ ٤٢‏)‏ فلِماذا سمَحَ يَهْوَه أن يتَعَذَّبَ ابْنُهُ كَثيرًا ويموت؟‏ لِنرَ ثَلاثَةَ أسباب.‏

٦ لِمَ لزِمَ أن يُعَلَّقَ يَسُوع على خَشَبَة؟‏

٦ أَوَّلًا،‏ لزِمَ أن يُعَلَّقَ يَسُوع على خَشَبَةٍ كَي يُحَرِّرَ اليَهُودَ مِن لَعنَة.‏ (‏غل ٣:‏١٠،‏ ١٣‏)‏ فقدْ وعَدوا يَهْوَه أن يُطيعوا شَريعَتَه،‏ لكنَّهُم لم يُطيعوها.‏ فصاروا تَحتَ لَعنَةِ الشَّريعَة.‏ هذا بِالإضافَةِ إلى أنَّهُمُ استَحَقُّوا المَوتَ بِسَبَبِ خَطِيَّةِ آدَم.‏ (‏رو ٥:‏١٢‏)‏ فكَيفَ حرَّرَهُم يَسُوع مِنَ اللَّعنَة؟‏ حَسَبَ الشَّريعَة،‏ لزِمَ أن يُقتَلَ الشَّخصُ الَّذي يرتَكِبُ خَطِيَّةً تستَحِقُّ المَوت.‏ وبَعدَ ذلِك،‏ كانَت جُثَّتُهُ تُعَلَّقُ أحيانًا على خَشَبَة،‏ وهذا دلَّ أنَّهُ مَلعونٌ مِنَ الله.‏ * (‏تث ٢١:‏٢٢،‏ ٢٣؛‏ ٢٧:‏٢٦‏)‏ لِذا حينَ عُلِّقَ يَسُوع على خَشَبَة،‏ حمَلَ اللَّعنَةَ عنِ اليَهُودِ وأتاحَ لهُم أن يستَفيدوا مِن فِديَتِه،‏ رَغمَ أنَّهُم رفَضوه.‏

٧ لِأيِّ سَبَبٍ آخَرَ سمَحَ اللهُ أن يتَعَذَّبَ ابْنُه؟‏

٧ ثانِيًا،‏ سمَحَ اللهُ أن يتَعَذَّبَ ابْنُهُ لِيُدَرِّبَهُ على دَورِهِ كرَئيسِ كَهَنَة.‏ فيَسُوع اختَبَرَ كم تكونُ إطاعَةُ يَهْوَه صَعبَةً خِلالَ الامتِحاناتِ القاسِيَة.‏ فقدْ أحَسَّ بِضَغطٍ كَبير،‏ حتَّى إنَّهُ صلَّى إلى يَهْوَه وطلَبَ مُساعَدَتَهُ «بِصُراخٍ شَديدٍ ودُموع».‏ وهكَذا،‏ صارَ يفهَمُ حاجاتِنا و ‹يقدِرُ أن يأتِيَ لِمُساعَدَتِنا› حينَ نُمتَحَن.‏ ونَحنُ نشكُرُ يَهْوَه لِأنَّهُ عيَّنَ لنا رَئيسَ كَهَنَةٍ رَحيمًا وقادِرًا «أن يتَعاطَفَ معنا في ضَعَفاتِنا».‏ —‏ عب ٢:‏١٧،‏ ١٨؛‏ ٤:‏١٤-‏١٦؛‏ ٥:‏٧-‏١٠‏.‏

٨ أُذكُرْ سَبَبًا ثالِثًا يوضِحُ لِمَ تعَذَّبَ يَسُوع كَثيرًا.‏

٨ ثالِثًا،‏ سمَحَ يَهْوَه أن يتَعَذَّبَ ابْنُهُ كَثيرًا لِلإجابَةِ عن سُؤَالٍ مُهِمّ:‏ هل يبقى البَشَرُ أُمَناءَ لِيَهْوَه تَحتَ الامتِحاناتِ القاسِيَة؟‏ يُشَكِّكُ الشَّيطانُ في ذلِك.‏ فهو يدَّعي أنَّ البَشَرَ هُم مِثلُ أبيهِم آدَم لا يُحِبُّونَ يَهْوَه،‏ ولا يعبُدونَهُ إلَّا حينَ يكونُ ذلِك لِمَصلَحَتِهِم.‏ (‏اي ١:‏٩-‏١١؛‏ ٢:‏٤،‏ ٥‏)‏ لكنَّ يَهْوَه كانَ واثِقًا أنَّ ابْنَهُ سيبقى وَلِيًّا له.‏ لِذا سمَحَ أن يُمتَحَنَ إلى أقصى حَدّ.‏ ويَسُوع بِدَورِهِ حافَظَ على استِقامَتِه،‏ وبرهَنَ أنَّ الشَّيطانَ كَذَّاب.‏

رَسولٌ قدَّرَ الفِديَةَ كَثيرًا

٩ أيُّ مِثالٍ رسَمَهُ يُوحَنَّا؟‏

٩ قوَّتِ الفِديَةُ إيمانَ مَسيحِيِّينَ كَثيرين.‏ فمع أنَّهُم واجَهوا مُقاوَمَةً وصُعوباتٍ مُختَلِفَة،‏ استَمَرُّوا يُبَشِّرونَ طَوالَ حَياتِهِم.‏ وأحَدُ هؤلاءِ المَسيحِيِّينَ هوَ الرَّسولُ يُوحَنَّا.‏ فعلى الأرجَح،‏ ظلَّ يُبَشِّرُ عنِ المَسيحِ والفِديَةِ أكثَرَ مِن ٦٠ سَنَة.‏ وحينَ كانَ عُمرُهُ ١٠٠ سَنَةٍ تَقريبًا،‏ اعتَبَرَتهُ السُّلُطاتُ الرُّومَانِيَّةُ خَطيرًا جِدًّا،‏ ونفَتهُ إلى جَزيرَةِ بَطْمُس.‏ وماذا كانَت تُهمَتُه؟‏ ‹تكَلَّمَ عنِ اللهِ وشهِدَ لِيَسُوع›.‏ (‏رؤ ١:‏٩‏)‏ لقد رسَمَ يُوحَنَّا مِثالًا رائِعًا في الإيمانِ والاحتِمال.‏

١٠ كَيفَ تُظهِرُ كِتاباتُ يُوحَنَّا أنَّهُ قدَّرَ الفِديَة؟‏

١٠ إضافَةً إلى ذلِك،‏ عبَّرَ يُوحَنَّا عن مَحَبَّتِهِ لِيَسُوع وتَقديرِهِ لِلفِديَةِ في الأسفارِ الَّتي كتَبَها.‏ فقدْ تحَدَّثَ عنِ الفِديَةِ أو فَوائِدِها أكثَرَ مِن ١٠٠ مَرَّة.‏ كتَبَ مَثَلًا:‏ «إذا أخطَأ أحَد،‏ فلَدَينا مَن يُساعِدُنا عِندَ الآب،‏ يَسُوع المَسيحُ الَّذي يفعَلُ الصَّوابَ في عَينَيِ الله».‏ (‏١ يو ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ كما شدَّدَ في كِتاباتِهِ على أهَمِّيَّةِ «الشَّهادَةِ عن يَسُوع».‏ (‏رؤ ١٩:‏١٠‏)‏ واضِحٌ إذًا أنَّ يُوحَنَّا قدَّرَ الفِديَةَ كَثيرًا.‏ فكَيفَ نتَمَثَّلُ به؟‏

كَيفَ تُظهِرُ تَقديرَكَ لِلفِديَة؟‏

اذا كنت تقدِّر الفدية،‏ فستقاوم الاغراءات (‏أُنظر الفقرة ١١.‏)‏ *

١١ ماذا يُساعِدُكَ أن تُقاوِمَ الإغراءات؟‏

١١ قاوِمِ الإغراءات.‏ إذا كُنتَ تُقَدِّرُ الفِديَة،‏ فلن تقول:‏ ‹لا داعِيَ أن أُقاوِمَ هذا الإغراء.‏ فيَهْوَه سيُسامِحُني حتَّى لَو أخطَأت›.‏ بِالعَكس،‏ ستقول:‏ ‹كَيفَ يُمكِنُ أن أعمَلَ خَطَأً كهذا بَعدَ كُلِّ ما فعَلَهُ يَهْوَه ويَسُوع مِن أجْلي؟‏›.‏ وسَتُصَلِّي إلى يَهْوَه وتتَرَجَّاهُ:‏ ‹ساعِدْني أن لا أستَسلِمَ للتَّجرِبَة›.‏ —‏ مت ٦:‏١٣‏.‏

١٢ كَيفَ تُطَبِّقُ النَّصيحَةَ في ١ يُوحَنَّا ٣:‏١٦-‏١٨‏؟‏

١٢ أحِبَّ الإخوَة.‏ تُظهِرُ أيضًا تَقديرَكَ لِلفِديَةِ حينَ تُحِبُّ إخوَتَك.‏ فيَسُوع لم يُضَحِّ بِحَياتِهِ مِن أجْلِكَ فَقَط،‏ بل مِن أجْلِهِم أيضًا.‏ وهذا يُؤَكِّدُ أنَّهُم أعِزَّاءُ على قَلبِه.‏ ‏(‏اقرأ ١ يوحنا ٣:‏١٦-‏١٨‏.‏)‏ وكَيفَ تُظهِرُ مَحَبَّتَكَ لِلإخوَة؟‏ بِالطَّريقَةِ الَّتي تُعامِلُهُم بِها،‏ مَثَلًا حينَ تُساعِدُ المَرضى والَّذينَ يُواجِهونَ صُعوباتٍ أو كَوارِثَ طَبيعِيَّة.‏ (‏اف ٤:‏٢٩،‏ ٣١–‏٥:‏٢‏)‏ ولكنْ ماذا لَو ضايَقَكَ أحَدُ الإخوَةِ بِكَلامِهِ أو تَصَرُّفاتِه؟‏

١٣ لِمَ يجِبُ أن تُسامِحَ إخوَتَك؟‏

١٣ هل يصعُبُ علَيكَ أحيانًا أن تُسامِحَ أخًا ضايَقَك؟‏ (‏لا ١٩:‏١٨‏)‏ في هذِهِ الحالَة،‏ طبِّقِ النَّصيحَة:‏ «إستَمِرُّوا مُتَحَمِّلينَ بَعضُكُم بَعضًا ومُسامِحينَ بَعضُكُم بَعضًا إنْ كانَ لِأحَدٍ سَبَبٌ لِلتَّشَكِّي مِن آخَر.‏ كما سامَحَكُم يَهْوَه،‏ هكَذا افعَلوا أنتُم أيضًا».‏ (‏كو ٣:‏١٣‏)‏ فكُلَّ مَرَّةٍ تُسامِحُ فيها إخوَتَك،‏ تُظهِرُ لِأبيكَ السَّماوِيِّ أنَّكَ تُقَدِّرُ الفِديَة.‏ ولكنْ كَيفَ تزيدُ تَقديرَكَ لِهذِهِ الهَدِيَّة؟‏

كَيفَ تزيدُ تَقديرَكَ لِلفِديَة؟‏

١٤ ما هي إحدى الطُّرُقِ لِتزيدَ تَقديرَكَ لِلفِديَة؟‏

١٤ أُشكُرْ يَهْوَه على الفِديَة.‏ تقولُ جُوَانَّا،‏ أُختٌ في الهِنْد عُمرُها ٨٣ سَنَة:‏ «كُلَّ يَوم،‏ أذكُرُ الفِديَةَ في صَلاتي وأشكُرُ يَهْوَه علَيها».‏ أيضًا،‏ مِنَ الجَيِّدِ أن تُفَكِّرَ في الأخطاءِ الَّتي عمِلتَها خِلالَ اليَوم،‏ وتطلُبَ مِن يَهْوَه أن يُسامِحَكَ علَيها.‏ ولكنْ طَبعًا،‏ إذا قُمتَ بِخَطَإٍ خَطير،‏ يجِبُ أن تطلُبَ أيضًا مُساعَدَةَ الشُّيوخ.‏ فهُم سيسمَعونَكَ ويُقَدِّمونَ لكَ بِمَحَبَّةٍ نَصيحَةً مِن كَلِمَةِ الله.‏ ثُمَّ سيُصَلُّونَ معك،‏ ويطلُبونَ مِن يَهْوَه أن يُسامِحَكَ كَي تستَعيدَ عَلاقَتَكَ به.‏ —‏ يع ٥:‏١٤-‏١٦‏.‏

١٥ لِمَ يجِبُ أن تقرَأَ عنِ الفِديَةِ وتتَأمَّلَ فيها؟‏

١٥ تأَمَّلْ في الفِديَة.‏ تقولُ رَاجَامَانِي،‏ أُختٌ عُمرُها ٧٣ سَنَة:‏ «تملَأُ الدُّموعُ عَينَيَّ حينَ أقرَأُ كَم تعَذَّبَ يَسُوع».‏ أنتَ أيضًا قد تتَأثَّرُ حينَ تُفَكِّرُ في ما عاناهُ ابْنُ الله.‏ ولكنْ كُلَّما تأمَّلتَ في فِديَةِ يَسُوع،‏ زادَت مَحَبَّتُكَ لهُ ولِأبيه.‏ فلِمَ لا تقومُ بِبَحثٍ عنِ الفِديَةِ وتتَأمَّلُ فيها خِلالَ دَرسِكَ الشَّخصِيّ؟‏

علَّم يسوع تلاميذه ان يتذكروا فديته من خلال وجبة بسيطة (‏أُنظر الفقرة ١٦.‏)‏

١٦ كَيفَ نستَفيدُ حينَ نُعَلِّمُ النَّاسَ عنِ الفِديَة؟‏ (‏أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.‏)‏

١٦ علِّمِ الآخَرينَ عنِ الفِديَة.‏ كُلَّما أخبَرتَ النَّاسَ عنِ الفِديَة،‏ زادَ تَقديرُكَ لها.‏ ولَدَيكَ أدَواتٌ رائِعَة تُساعِدُكَ في هذا المَجال.‏ مَثَلًا،‏ يُمكِنُكَ أن تستَعمِلَ الدَّرسَ ٤ في كُرَّاسَةِ بِشارَةٌ مِنَ الله‏،‏ وعُنوانُهُ «مَن هو يَسُوع المَسيح؟‏».‏ أو يُمكِنُكَ أن تستَعمِلَ الفَصلَ ٥ في كِتابِ ماذا يُعَلِّمُنا الكِتابُ المُقَدَّس؟‏‏،‏ وعُنوانُهُ «الفِديَة:‏ أعظَمُ هَدِيَّةٍ مِنَ الله».‏ وكُلَّ سَنَة،‏ يزيدُ تَقديرُكَ لِلفِديَةِ حينَ تحضُرُ ذِكرى مَوتِ يَسُوع،‏ وتدعو النَّاسَ إلَيها بِحَماسَة.‏ ولا شَكَّ أنَّهُ امتِيازٌ كَبيرٌ أن نُعَلِّمَ النَّاسَ عنِ ابْنِ الله.‏

١٧ لِمَ الفِديَةُ أغلى هَدِيَّةٍ مِنَ الله؟‏

١٧ رأيْنا في هذِهِ المَقالَةِ كم مُهِمٌّ أن نُقَدِّرَ الفِديَة.‏ فقدْ أتاحَت لنا أن نصيرَ أصدِقاءَ لِيَهْوَه رَغمَ أنَّنا ناقِصون.‏ وبِفَضلِها،‏ ستفشَلُ أعمالُ إبْلِيس.‏ (‏١ يو ٣:‏٨‏)‏ وبِفَضلِها أيضًا،‏ سيتِمُّ ما يُريدُهُ يَهْوَه لِلأرض.‏ فسَتصيرُ كُلُّها جَنَّة،‏ وتمتَلِئُ بِأشخاصٍ يُحِبُّونَ يَهْوَه ويخدُمونَه.‏ إذًا،‏ لِنُظهِرْ كُلَّ يَومٍ تَقديرَنا لِلفِديَة،‏ أغلى هَدِيَّةٍ مِنَ يَهْوَه.‏

التَّرنيمَة ٢٠ فدَيتَنا بِابْنِكَ الغَالي

^ ‎الفقرة 5‏ لِمَ لزِمَ أن يتَعَذَّبَ يَسُوع كَثيرًا ويموت؟‏ ستُجيبُ المَقالَةُ عن هذا السُّؤَال،‏ وسَتَزيدُ تَقديرَنا لِلفِديَة.‏

^ ‎الفقرة 6‏ الرُّومَانُ هُم مَنِ اعتادوا أن يُثَبِّتوا المُجرِمينَ بِمَساميرَ على خَشَبَة،‏ أو يربُطوهُمْ إلَيها،‏ وهُم أحياء.‏ وقدْ سمَحَ يَهْوَه أن يُقتَلَ ابْنُهُ بِهذِهِ الطَّريقَة.‏

^ ‎الفقرة 55‏ وصف الصورة:‏ ثلاثة اخوة يقاوم كل منهم اغراء:‏ النظر الى صور غير لائقة،‏ التدخين،‏ والرشوة.‏