الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٢٣

لست وحدك،‏ يهوه معك

لست وحدك،‏ يهوه معك

‏«يَهْوَه قَريبٌ مِن كُلِّ الَّذينَ يدعونَه».‏ —‏ مز ١٤٥:‏١٨‏.‏

التَّرنيمَة ٢٨ مَن صَديقُكَ يا يَهْوَه؟‏

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١ لِماذا يشعُرُ خُدَّامُ يَهْوَه أحيانًا بِالوَحدَة؟‏

لَيسَ غَريبًا أن نشعُرَ بِالوَحدَةِ أحيانًا.‏ وهذِهِ المَشاعِرُ يُمكِنُ أن تختَفيَ بِسُرعَة أو تستَمِرَّ طويلًا.‏ وقد نُحِسُّ بِها حتَّى لَو كُنَّا بَينَ النَّاس.‏ فالبَعضُ مَثَلًا يستَصعِبونَ أن يجِدوا أصدِقاءَ حينَ ينتَقِلونَ إلى جَماعَةٍ جَديدَة.‏ أمَّا آخَرون فعَلاقَتُهُم بعائِلَتِهِم قَويَّةٌ جِدًّا،‏ لِذا يشعُرونَ بِالوَحدَةِ عِندَما ينتَقِلونَ إلى مَكانٍ بَعيد.‏ وهُناك إخوَةٌ يفتَقِدونَ كَثيرًا رِفقَةَ شَخصٍ خسِروهُ بِالمَوت.‏ كَمَا يشعُرُ البَعض،‏ وخُصوصًا الجُدُدَ في الحَقّ،‏ أنَّهُم وَحيدونَ لِأنَّ أصدِقاءَهُم أو أفرادَ عائِلَتِهِم يُقاوِمونَهُم أو يتَبَرَّأُونَ مِنهُم.‏

٢ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟‏

٢ يعرِفُ يَهْوَه كُلَّ شَيءٍ عنَّا ويَتَفَهَّمُ مَشاعِرَنا.‏ لِذلِك حينَ نشعُرُ بِالوَحدَة،‏ يُلاحِظُ ذلِك.‏ وهو يُريدُ أن يُساعِدَنا لِنَكونَ أقْوى مِن هذِهِ المَشاعِر.‏ ولكنْ كَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه؟‏ ما دَورُنا نَحن؟‏ وكَيفَ نُساعِدُ الإخوَةَ الَّذينَ يشعُرونَ بِالوَحدَة؟‏ لِنرَ معًا الأجوِبَة.‏

يَهْوَه يُلاحِظُ ما نشعُرُ به

أرسَل يهوه ملاكًا ليطمِّن إيليا أنه ليس وحده (‏أُنظر الفقرة ٣.‏)‏

٣ كَيفَ أظهَرَ يَهْوَه أنَّهُ يهتَمُّ بِإِيلِيَّا؟‏

٣ يهتَمُّ يَهْوَه كَثيرًا بِخُدَّامِه.‏ فهو قَريبٌ مِن كُلِّ واحِدٍ مِنَّا،‏ وَيعرِفُ حينَ نشعُرُ بِاليَأْس.‏ (‏مز ١٤٥:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ لاحِظْ مَثَلًا ماذا فَعَلَ معَ النَّبِيِّ إِيلِيَّا.‏ عاشَ هذا الرَّجُلُ الأمين في فَترَةٍ صَعبَةٍ مِن تاريخِ إِسْرَائِيل.‏ فخُدَّامُ يَهْوَه كانوا يتَعَرَّضونَ لِاضطِهادٍ عَنيف.‏ وأصحابُ السُّلطَةِ الأَشرار استَهدَفوا إِيلِيَّا بِالتَّحديد.‏ (‏١ مل ١٩:‏١،‏ ٢‏)‏ فَوقَ ذلِك،‏ ظنَّ إِيلِيَّا أنَّهُ النَّبِيُّ الوَحيدُ الَّذي لا يزالُ أمينًا.‏ (‏١ مل ١٩:‏١٠‏)‏ لكنَّ يَهْوَه لاحَظَ فَورًا ما يشعُرُ بهِ إِيلِيَّا،‏ وأرسَلَ مَلاكًا لِيُطَمِّنَه.‏ فأخبَرَهُ المَلاكُ أنَّهُ لَيسَ وَحدَه.‏ فإِسْرَائِيلِيُّونَ كَثيرونَ لا يزالون يخدُمونَ يَهْوَه.‏ —‏ ١ مل ١٩:‏٥،‏ ١٨‏.‏

٤ كَيفَ تُظهِرُ مُرْقُس ١٠:‏٢٩،‏ ٣٠ أنَّ يَهْوَه يهتَمُّ بِالَّذينَ يخسَرونَ دَعمَ عائِلَتِهِم وأصدِقائِهِم؟‏

٤ يعرِفُ يَهْوَه أنَّ البَعضَ يُضطَرُّونَ أن يقوموا بِتَضحِياتٍ كَبيرَة حينَ يُقَرِّرونَ أن يخدُموه.‏ فأحيانًا يخسَرونَ دَعمَ أقرِبائِهِم أو أصدِقائِهِم.‏ ورُبَّما قلِقَ بُطْرُس مِن هذا المَوضوع،‏ فقالَ ليَسُوع:‏ «تَرَكْنا كُلَّ شَيءٍ وتَبِعْناك،‏ فماذا سنَنال؟‏».‏ (‏مت ١٩:‏٢٧‏)‏ فطمَّنَ يَسُوع تَلاميذِه أنَّهُم سيَربَحونَ عائِلَةً روحِيَّة كَبيرَة.‏ ‏(‏إقرأ مرقس ١٠:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏)‏ ويَهْوَه،‏ رَأسُ عائِلَتِنا الرُّوحِيَّة،‏ يعِدُ بأنْ يدعَمَ الَّذينَ يُقَرِّرونَ أن يخدُموه.‏ (‏مز ٩:‏١٠‏)‏ ولكنْ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ لِنستَفيدَ مِن دَعمِه؟‏

ماذا تفعَلُ إذا شعَرتَ بِالوَحدَة؟‏

٥ لِم يجِبُ أَن تُفَكِّرَ كَيفَ يدعَمُكَ يَهْوَه؟‏

٥ فكِّرْ كَيفَ يدعَمُكَ يَهْوَه.‏ ‏(‏مز ٥٥:‏٢٢‏)‏ سيُساعِدُكَ ذلِك أن ترى أنَّكَ لَستَ وَحدَك.‏ تقولُ أُختٌ عازِبَة اسْمُها كَارُول،‏ * هيَ الوَحيدَةُ في الحَقِّ مِن عائِلَتِها:‏ «حينَ أتَذَكَّرُ كَيفَ دعَمَني يَهْوَه في الأوقاتِ الصَّعبَة،‏ أشعُرُ فِعلًا أنِّي لَستُ وَحدي.‏ وأكونُ مُتَأكِّدَةً أنَّهُ لن يترُكَني مَهْما حصَل».‏

٦ كَيفَ تُشَجِّعُ ١ بُطْرُس ٥:‏٩،‏ ١٠ الَّذينَ يشعُرونَ بِالوَحدَة؟‏

٦ فكِّرْ كَيفَ يُساعِدُ يَهْوَه الإخوَةَ الَّذينَ يمُرُّونَ بمَشاكِل.‏ ‏(‏إقرأ ١ بطرس ٥:‏٩،‏ ١٠‏.‏)‏ هذا ما يفعَلُهُ أخٌ اسْمُهُ هِيرُوشِي.‏ فهوَ الوَحيدُ في الحَقِّ مِن عائِلَتِه،‏ ويَخدُمُ يَهْوَه مِن سَنَواتٍ طَويلَة.‏ يقول:‏ «كُلُّ واحِدٍ في الجَماعَةِ لَدَيهِ مَشاكِلُه.‏ لكِنَّنا جَميعًا نبذُلُ جُهدَنا لِنخدُمَ يَهْوَه.‏ وهذا يُشَجِّعُ الَّذينَ هُم وَحدَهُم في الحَقِّ مِثلي».‏

٧ كَيفَ تُساعِدُكَ الصَّلاة؟‏

٧ لا تتَوَقَّفْ عنِ الصَّلاة،‏ قِراءَةِ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ وحُضورِ الاجتِماعات.‏ صَلِّ إلى يَهْوَه وافتَحْ لَهُ قَلبَك.‏ (‏١ بط ٥:‏٧‏)‏ وهذا ما فعَلَتهُ شابَّةٌ اسْمُها مَاسِيَل.‏ فحينَ بَدَأتْ تخدُمَ يَهْوَه،‏ أحَسَّتْ أنَّها غَريبَةٌ عن عائِلَتِها.‏ تُخبِر:‏ «الصَّلاةُ مِن كُلِّ قَلبي ساعَدَتني كثيرًا أن أتَغَلَّبَ على وَحدَتي.‏ أحسَستُ أنَّ يَهْوَه هو أبي فِعلًا.‏ فصلَّيتُ إلَيهِ عِدَّةَ مَرَّاتٍ في اليَوم،‏ وأخبَرتُهُ كَيفَ أشعُر».‏

الاستماع إلى تسجيلات الكتاب المقدس والمطبوعات يخفِّف من الشعور بالوحدة (‏أُنظر الفقرة ٨.‏)‏ *

٨ كَيفَ تُساعِدُكَ قِراءَةُ الكِتابِ المُقَدَّسِ والتَّأمُّلُ فيه؟‏

٨ إقرَإ الكِتابَ المُقَدَّسَ دائِمًا،‏ وتأمَّلْ في قِصَصٍ تُظهِرُ كم يُحِبُّكَ يَهْوَه.‏ هذا ساعَدَ أُختًا اسْمُها بِيَانْكَا أن تتَحَمَّلَ تَعليقاتٍ قاسِيَةً مِن عائِلَتِها.‏ تذكُر:‏ «إستَفَدتُ كَثيرًا مِن قِراءَةِ الكِتابِ المُقَدَّسِ والتَّأمُّلِ في قِصَصِه،‏ ومِن قِراءَةِ قِصَصِ حَياةِ الإخوَةِ الَّذينَ مَرُّوا بنَفسِ ظُروفي».‏ أيضًا،‏ يحفَظُ بَعضُ الإخوَةِ آياتٍ مُشَجِّعَة مِثلَ المَزْمُور ٢٧:‏١٠ وإِشَعْيَا ٤١:‏١٠‏.‏ ويَستَمِعُ آخَرونَ إلى التَّسجيلاتِ حينَ يُحَضِّرونَ لِلِاجتِماعاتِ أو يقرَأُونَ الكِتابَ المُقَدَّس.‏ وهكَذا لا يشعُرونَ أنَّهُم وَحيدون.‏

٩ كَيفَ تستَفيدُ مِن حُضورِ الاجتِماعات؟‏

٩ أُبذُلْ جُهدَكَ لِتحضُرَ الاجتِماعاتِ بِانتِظام.‏ وهكَذا تتَشَجَّعُ بالأفكارِ الَّتي تسمَعُها،‏ وتتَعَرَّفُ أكثَرَ إلى الإخوَة.‏ (‏عب ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ تقولُ مَاسِيَل:‏ «مع أنِّي كُنتُ خَجولَةً جِدًّا،‏ قرَّرتُ أن لا أُفَوِّتَ أيَّ اجتِماعٍ وأن أُجاوِبَ كُلَّ مَرَّة.‏ ومعَ الوَقت،‏ صِرتُ أشعُرُ أنِّي جُزءٌ مِنَ الجَماعَة».‏

١٠ لِمَ مُهِمٌ أن تُؤسِّسَ صَداقاتٍ معَ الإخوَة؟‏

١٠ أسِّسْ صَداقاتٍ معَ الإخوَة.‏ تقَرَّبْ مِن إخوَةٍ عِشرَتُهُم مُفيدَة،‏ حتَّى لَو كانوا مِن عُمرٍ أو بيئَةٍ مُختَلِفَة.‏ فالكِتابُ المُقَدَّسُ يقول:‏ «توجَدُ حِكمَةٌ بَينَ المُسِنِّين».‏ (‏اي ١٢:‏١٢‏)‏ والكِبارُ أيضًا يستَفيدونَ مِن عِشرَةِ الشَّباب.‏ دَاوُد مَثَلًا كانَ أصغَرَ بِكَثيرٍ مِن يُونَاثَان.‏ مع ذلِك،‏ أصبَحا صَديقَينِ عَزيزَين.‏ (‏١ صم ١٨:‏١‏)‏ وقد دعَما واحِدُهُما الآخَرَ ليَستَمِرَّا في خِدمَةِ يَهْوَه رَغمَ الصُّعوبات.‏ (‏١ صم ٢٣:‏١٦-‏١٨‏)‏ تقولُ أُختٌ اسْمُها إيرِينَا،‏ هي الوَحيدَةُ في الحَقِّ مِن عائِلَتِها:‏ «الإخوَةُ والأخَواتُ يصيرونَ أهلَكَ وعائِلَتَك.‏ ويَهْوَه يستَخدِمُهُم لِيُساعِدَكَ وَقتَ الحاجَة».‏

١١ كَيفَ نُؤَسِّسُ صَداقاتٍ قَوِيَّة؟‏

١١ لَيسَ سَهلًا أن تُؤَسِّسَ صَداقاتٍ جَديدَة،‏ خُصوصًا إذا كُنتَ خَجولًا.‏ تُخبِرُ أُختٌ خَجولَة اسْمُها رِتْنَا قَبِلَتِ الحَقَّ رَغمَ المُقاوَمَة:‏ «لزِمَ أن أقتَنِعَ أوَّلًا أنِّي بِحاجَةٍ إلى الدَّعمِ منَ الإخوَة».‏ طَبعًا،‏ صعبٌ على البَعضِ أن يُخبِروا الآخَرينَ عن مَشاعِرِهِم.‏ لكنَّ المُحادَثاتِ الصَّريحَة ضَروريَّةٌ لتأسيسِ صَداقَة.‏ فأصدِقاؤُكَ يُريدونَ أن يُشَجِّعوكَ ويَدعَموك،‏ ولكنْ علَيكَ أنتَ أوَّلًا أن تُخبِرَهُم ما بك.‏

١٢ ماذا يُساعِدُنا أن نُؤَسِّسَ صَداقات؟‏

١٢ واحِدَةٌ مِن أفضَلِ الطُّرُقِ لِتُؤَسِّسَ صَداقاتٍ هي أن تُبَشِّرَ معَ الإخوَة.‏ تقولُ كَارُول:‏ «ساعَدَتني الخِدمَةُ والنَّشاطاتُ الرُّوحِيَّة الأُخرى أن أجِدَ صَديقاتٍ كَثيرات في الجَماعَة.‏ وعلى مَرِّ السِّنين،‏ دعَمَني يَهوَه مِن خِلالِ صَديقاتي».‏ لا شَكَّ إذًا أنَّ الصَّداقاتِ معَ الإخوَةِ تُفيدُنا كَثيرًا.‏ فبِواسِطَتِها،‏ يُساعِدُنا يَهْوَه أن نُحارِبَ المَشاعِرَ السَّلبِيَّة كَالوَحدَة.‏ —‏ ام ١٧:‏١٧‏.‏

حسِّسِ الآخَرينَ أنَّهُم جُزءٌ مِنَ الجَماعَة

١٣ أيُّ مَسؤُولِيَّةٍ لَدَينا جَميعًا؟‏

١٣ مِن مَسؤُولِيَّتِنا جَميعًا أن نخلُقَ جَوًّا مِنَ المَحَبَّةِ والسَّلامِ في الجَماعَة.‏ وهكَذا لا يشعُرُ أحَدٌ أنَّهُ مَنسِيّ.‏ (‏يو ١٣:‏٣٥‏)‏ وكَلامُنا وتَصَرُّفاتُنا لها أثَرٌ كَبيرٌ على الإخوَة.‏ تُخبِرُ إحدى الأخَوات:‏ «عِندَما تعَرَّفتُ إلى الحَقّ،‏ أصبَحَتِ الجَماعَةُ هي عائِلَتي.‏ ولَولا دعمُ الإخوَة،‏ لَما صِرتُ مِن شُهودِ يَهْوَه».‏ فكَيفَ تُحَسِّسُ الَّذينَ هُم وَحدَهُم في الحَقِّ أنَّهُم جُزءٌ مِنَ الجَماعَة؟‏

١٤ كَيفَ تُؤَسِّسُ صَداقاتٍ معَ الجُدُد؟‏

١٤ تقَرَّبْ مِنَ الجُدُد.‏ أوَّلُ خُطوَةٍ هي أن تُرَحِّبَ بِهِم في الجَماعَة.‏ (‏رو ١٥:‏٧‏)‏ ولكنْ لا يكفي أن تُسَلِّمَ علَيهِم.‏ فهَدَفُكَ أن تصيرَ معَ الوَقتِ صدِيقًا لهُم.‏ لِذلِك كُنْ لَطيفًا معهُم واهتَمَّ بِهِم بِصِدق.‏ حاوِلْ أن تعرِفَ ظُروفَهُم،‏ ولكنْ دونَ أن تضغَطْ علَيهِم أو تتَدَخَّلَ في خُصوصِيَّاتِهِم.‏ تذَكَّرْ أنَّ البَعضَ يستَصعِبونَ أن يُعَبِّروا عن مَشاعِرِهِم.‏ فكَي يرتاحوا لك،‏ اسألْهُم أسئِلَةً لَبِقَة واسمَعْ أجْوِبَتَهُم بِصَبر.‏ فيُمكِنُكَ مَثَلًا أن تسألَهُم كَيفَ تعَرَّفوا إلى الحَقّ.‏

١٥ كَيفَ يُساعِدُ المَسيحِيُّونَ النَّاضِجونَ باقيَ الإخوَة؟‏

١٥ يقْوى إيمانُ الإخوَةِ في الجَماعَةِ حينَ يهتَمُّ بِهِمِ الإخوَةُ النَّاضِجون،‏ وخُصوصًا الشُّيوخ.‏ تقولُ مِيلِيسَّا الَّتي ربَّتها أُمُّها في الحَقّ:‏ «مَهْما شكَرتُ الإخوَة،‏ لا أُوفيهِم حَقَّهُم.‏ فعلى مَرِّ السِّنين،‏ كانوا آباءً روحِيِّينَ لي.‏ وكُلَّما احتَجتُ أن أتَكَلَّم،‏ كُنتُ أجِدُ شَخصًا يسمَعُني».‏ إلَيكَ أيضًا مِثالَ أخٍ شابٍّ اسْمُهُ مُورِيسْيُو.‏ فهو شعَرَ بالوَحدَةِ لِأنَّ الأخَ الَّذي درَّسَهُ الحَقَّ صارَ خامِلًا.‏ يُخبِر:‏ «إهتِمامُ الشُّيوخِ بي غيَّرَ الوَضع.‏ فكانوا دائِمًا يتَكَلَّمونَ معي،‏ يُبشِّرون معي،‏ ويُخبِرونَني أفكارًا حُلوَة وجَدوها في دَرسِهِمِ الشَّخصِيّ.‏ حتَّى إنَّهُم كانوا يلعَبونَ معي ألعابًا رِياضِيَّة».‏ والآنَ مِيلِيسَّا ومُورِيسْيُو يخدُمانِ في بَيْت إيل.‏

هل هناك شخص في جماعتك بحاجة إلى العِشرة والاهتمام؟‏ (‏أُنظر الفقرات ١٦-‏١٩.‏)‏ *

١٦-‏١٧ كَيفَ نُساعِدُ الإخوَةَ بِطُرُقٍ عَمَلِيَّة؟‏

١٦ ساعِدِ الإخوَةَ بِطَريقَةٍ عَمَلِيَّة.‏ ‏(‏غل ٦:‏١٠‏)‏ يُخبِرُ مُرسَلٌ اسْمُهُ لِيُو يخدُمُ بَعيدًا عن عائِلَتِه:‏ «عادَةً كُلُّ ما يَلزَمُ هو تَصَرُّفٌ لَطيفٌ في الوَقتِ المُناسِب.‏ مَرَّةً صارَ معي حادِثٌ بِسَيَّارَتي.‏ وحينَ وصَلتُ أخيرًا إلى البَيت،‏ كانَت أعصابي تَلفانَة.‏ ولكنْ دعاني زَوجانِ إلى وَجبَةٍ بَسيطَة.‏ لا أتَذَكَّرُ ماذا أكَلْنا،‏ لكنِّي أتَذَكَّرُ أنَّهُما كانا لَطيفَيْنِ وسَمِعاني.‏ وهذا ريَّحَني كَثيرًا».‏

١٧ كُلُّنا نفرَحُ في المُناسَباتِ الثِّيوقراطِيَّة،‏ مِثلِ الاجتِماعاتِ الدَّائِرِيَّة والسَّنَوِيَّة.‏ فهُناك نُمضي الوَقتَ معَ الإخوَة،‏ ونتَكَلَّمُ معهُم عنِ البَرنامَج.‏ لكنَّ كَارُول تقول:‏ «كانَت هذِهِ الأوقاتُ صَعبَةً جِدًّا علَيّ.‏ فمع أنَّ هُناك مِئاتِ أو حتَّى آلافَ الإخوَةِ حَولي،‏ يكونُ أغلَبُهُم مع عائِلاتِهِم.‏ لِذلِك أشعُرُ أنِّي وَحيدَةٌ جِدًّا».‏ ويَستَصعِبُ آخَرونَ أن يحضُروا هذِهِ الاجتِماعاتِ لِأوَّلِ مَرَّةٍ بَعدَ وَفاةِ رَفيقِ زَواجِهِم.‏ فهل تعرِفُ شَخصًا يمُرُّ بظُروفٍ مُشابِهَة؟‏ ما رَأْيُكَ أن تدعُوَهُ لِينضَمَّ إلى عائِلَتِكَ في الاجتِماعِ القادِم؟‏

١٨ كَيفَ نُطَبِّقُ ٢ كُورِنْثُوس ٦:‏١١-‏١٣‏؟‏

١٨ أمضِ الوَقتَ معهُم.‏ حاوِلْ أن تُمضِيَ الوَقتَ مع إخوَةٍ مُختَلِفينَ كُلَّ مَرَّة.‏ واشمُلْ خُصوصًا الَّذينَ يشعُرونَ بِالوَحدَة،‏ فمُهِمٌّ أن يكونَ ‹قَلبُك مُتَّسِعًا› معَهُم.‏ ‏(‏إقرأ ٢ كورنثوس ٦:‏١١-‏١٣‏.‏)‏ تقولُ مِيلِيسَّا:‏ «كُنَّا نفرَحُ كَثيرًا حينَ يدعونا الإخوَةُ لِنزورَهُم أو نذهَبَ معهُم في رِحلَة».‏ فهل هُناك شَخصٌ في جَماعَتِكَ يحتاجُ أن تُمضِيَ الوَقتَ معه؟‏

١٩ متى خُصوصًا يحتاجُ الإخوَةُ أن نكونَ معهُم؟‏

١٩ أحيانًا،‏ يحتاجُ الإخوَةُ أن نكونَ معهُم في أوقاتٍ مُعَيَّنَة مِنَ السَّنَة.‏ مَثَلًا،‏ يستَصعِبُ البَعضُ خِلالَ الأعيادِ أن يكونوا مع أفرادِ عائِلَتِهِمِ الَّذينَ لَيسوا في الحَقّ.‏ ويَشعُرُ آخَرونَ بِحُزنٍ شَديدٍ في ذِكرى مَوتِ شَخصٍ يُحِبُّونَهُ.‏ وحينَ نعرِضُ علَيْهِم أن نُمضِيَ الوَقتَ معهُم،‏ نُظهِرُ أنَّنا نهتَمُّ بِهِمِ «اهتِمامًا صادِقًا».‏ —‏ في ٢:‏٢٠‏.‏

٢٠ كَيفَ تُساعِدُنا كَلِماتُ يَسُوع في مَتَّى ١٢:‏٤٨-‏٥٠ حينَ نشعُرُ بِالوَحدَة؟‏

٢٠ مِثلَما رأيْنا،‏ قد نشعُرُ بِالوَحدَةِ لِأسبابٍ عَديدَة.‏ ولكنْ لا ننسَ أبَدًا أنَّ يَهْوَه يُلاحِظُ ما نشعُرُ به.‏ وفي أغلَبِيَّةِ الأوقات،‏ يُساعِدَنا بِمَحَبَّةٍ مِن خِلالِ إخوَتِنا.‏ ‏(‏إقرأ متى ١٢:‏٤٨-‏٥٠‏.‏)‏ ونَحنُ نُظهِرُ تَقديرَنا لَهُ عِندَما نُساعِدُ الإخوَةَ بِدَورِنا.‏ إذًا حينَ نشعُرُ بِالوَحدَةِ،‏ لِنتَذَكَّرْ أنَّنا لَسنا وَحدَنا،‏ فيَهْوَه دائِمًا معنا.‏

التَّرنيمَة ٤٦ لكَ الشُّكرُ يا يَهْوَه!‏

^ ‎الفقرة 5‏ هل تشعُرُ أحيانًا أنَّكَ وَحيد؟‏ في هذِهِ الحالَة،‏ تأكَّدْ أنَّ يَهْوَه يلاحظ ما تُحِسُّ به ويُريدُ أن يُساعِدَك.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سترى كَيفَ تكونُ أقْوى مِن مَشاعِرِ الوَحدَة،‏ وكَيفَ تُساعِدُ الإخوَةَ الَّذينَ يشعُرونَ أنَّهُم وَحيدون.‏

^ ‎الفقرة 5‏ تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.‏

^ ‎الفقرة 60‏ وصف الصورة:‏ أخ ماتت زوجته يستمع إلى تسجيلات الكتاب المقدس ومواد الاجتماع.‏

^ ‎الفقرة 62‏ وصف الصورة:‏ أخ وبنته يزوران أخًا كبيرًا في العمر ويهتمَّان به.‏