الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٢٧

تعلَّم الاحتمال من يهوه

تعلَّم الاحتمال من يهوه

‏«بِاحتِمالِكُم تقتَنونَ نُفوسَكُم».‏ —‏ لو ٢١:‏١٩‏.‏

التَّرنيمَة ١١٤ لِنتَحَلَّ بِالصَّبر

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١-‏٢ كَيفَ تُشَجِّعُنا كَلِماتُ يَهْوَه في إشَعْيَا ٦٥:‏١٦،‏ ١٧‏؟‏

‏«لا تستَسلِموا!‏».‏ كانَ هذا عُنوانَ الاجتِماعِ السَّنَوِيِّ ٢٠١٧.‏ وقدْ تعَلَّمنا فيهِ كَيفَ نتَحَمَّلُ المَشاكِلَ الَّتي تُصيبُنا.‏ واليَوم،‏ بَعدَ أربَعِ سَنَوات،‏ لا نزالُ نتَحَمَّلُ الحَياةَ في هذا العالَمِ الشِّرِّير.‏

٢ فأيَّةُ مَشاكِلَ واجَهتَها أنتَ مُؤَخَّرًا؟‏ هل ماتَ أحَدُ أفرادِ عائِلَتِكَ أو أصدِقائِك؟‏ هل أُصِبتَ بِمَرَضٍ خَطير،‏ أو صارَت حَياتُكَ أصعَبَ بِسَبَبِ التَّقَدُّمِ في العُمر؟‏ هل وقَعتَ ضَحِيَّةَ الكَوارِثِ الطَّبيعِيَّة،‏ العُنف،‏ أوِ الاضطِهاد؟‏ أو هل تُعاني بِسَبَبِ الأوبِئَة مِثلِ كُوفِيد-‏١٩؟‏ إذًا،‏ لا شَكَّ أنَّكَ تنتَظِرُ بِشَوقٍ اليَومَ الَّذي ستزولُ فيهِ هذِهِ المَشاكِلُ ولا تعودُ تخطُرُ على بال.‏ —‏ إقرأ اشعيا ٦٥:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

٣ ماذا يجِبُ أن نفعَل،‏ ولِمَ هذا مُهِمّ؟‏

٣ الحَياةُ في هذا العالَمِ صَعبَة،‏ وسَتصيرُ أصعَبَ في المُستَقبَل.‏ (‏مت ٢٤:‏٢١‏)‏ فيجِبُ أن نكونَ مُستَعِدِّينَ لِنتَحَمَّلَ أكثَر.‏ ولِمَ هذا مُهِمّ؟‏ قالَ لنا يَسُوع:‏ «بِاحتِمالِكُم تقتَنونَ نُفوسَكُم»،‏ أي تُخلِّصونَ حَياتَكُم.‏ (‏لو ٢١:‏١٩‏)‏ وكَي نستَمِرَّ في الاحتِمال،‏ جَيِّدٌ أن نتَعَلَّمَ مِنَ الَّذينَ يتَحَمَّلونَ مَشاكِلَ مِثلَ مَشاكِلِنا.‏

٤ لِمَ يَهْوَه هو أفضَلُ مِثالٍ في الاحتِمال؟‏

٤ ومَن هو أفضَلُ مِثالٍ في الاحتِمال؟‏ إلهُنا يَهْوَه.‏ رُبَّما يُفاجِئُكَ هذا الجَواب.‏ ولكنْ فكِّرْ قَليلًا:‏ نَحنُ نعيشُ في عالَمٍ مَليءٍ بِالمَشاكِلِ ويُسَيطِرُ علَيهِ الشَّيطان.‏ ومع أنَّ يَهْوَه قادِرٌ أن يُنهِيَ كُلَّ ذلِك في لَحظَة،‏ يتَحَمَّلُ بِصَبرٍ إلى أن يأتِيَ الوَقتُ الَّذي حدَّدَه.‏ (‏رو ٩:‏٢٢‏)‏ فلْنرَ تِسعَةَ أُمورٍ يتَحَمَّلُها يَهْوَه.‏

ماذا يتَحَمَّلُ يَهْوَه؟‏

٥ كَيفَ يُهانُ اسْمُ اللّٰه،‏ وكَيفَ تشعُرُ تِجاهَ ذلِك؟‏

٥ ‏(‏١)‏ إهانَةُ اسْمِه.‏ يَهْوَه يُحِبُّ اسْمَهُ ويُريدُ أن يحتَرِمَهُ الجَميع.‏ (‏اش ٤٢:‏٨‏)‏ لكنَّ اسْمَهُ يُهانُ مِن ٠٠٠‏,٦ سَنَة.‏ (‏مز ٧٤:‏١٠،‏ ١٨،‏ ٢٣‏)‏ ففي جَنَّةِ عَدَن،‏ شوَّهَ إبْلِيس (‏أي:‏ المُفتَري أوِ الكَذَّابُ الخَبيث)‏ سُمعَةَ اللّٰه،‏ واتَّهَمَهُ بِأنَّهُ يحرِمُ البَشَرَ مِن شَيءٍ ضَروريٍّ لِسَعادَتِهِم.‏ (‏تك ٣:‏١-‏٥‏)‏ ولا يزالُ يَهْوَه يُواجِهُ التُّهمَةَ نَفْسَها حتَّى هذا اليَوم.‏ لِذا،‏ علَّمَ يَسُوع تَلاميذَهُ أن يُصَلُّوا:‏ «أبانا الَّذي في السَّموات،‏ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُك».‏ (‏مت ٦:‏٩‏)‏ وهذا يُظهِرُ كم تضايَقَ مِن إهانَةِ اسْمِ أبيه.‏

٦ لِمَ سمَحَ يَهْوَه لِلبَشَرِ أن يحكُموا أنفُسَهُم فَترَةً مِنَ الوَقت؟‏

٦ ‏(‏٢)‏ مُقاوَمَةُ حُكمِه.‏ يَهْوَه لَدَيهِ كُلُّ الحَقِّ لِيحكُمَ السَّماءَ والأرض،‏ وحُكمُهُ هوَ الأفضَل.‏ (‏رؤ ٤:‏١١‏)‏ لكنَّ إبْلِيس حاوَلَ أن يُقنِعَ المَلائِكَةَ والبَشَرَ أنَّ يَهْوَه لا يحِقُّ لهُ أن يحكُم.‏ وهذِهِ القَضِيَّةُ لا تُحَلُّ بَينَ نَهارٍ ولَيلَة.‏ لِذا،‏ أخَذَ يَهْوَه قَرارًا حَكيمًا.‏ فكَي يُظهِرَ لِلبَشَرِ أنَّهُم لن ينجَحوا بِدونِه،‏ سمَحَ لهُم أن يحكُموا أنفُسَهُم فَترَةً مِنَ الوَقت.‏ (‏ار ١٠:‏٢٣‏)‏ وهكَذا بِفَضلِ صَبرِه،‏ ستُحَلُّ هذِهِ القَضِيَّةُ مَرَّةً وإلى الأبَد.‏ فسَيعرِفُ الجَميعُ أنَّ حُكمَهُ هوَ الأفضَل،‏ وأنَّ مَملَكَتَهُ هيَ الَّتي ستُحَقِّقُ السَّلامَ والأمنَ على الأرض.‏

٧ مَن تمَرَّدَ على يَهْوَه،‏ وماذا سيفعَلُ يَهْوَه بِالمُتَمَرِّدين؟‏

٧ ‏(‏٣)‏ تَمَرُّدُ بَعضِ أوْلادِه.‏ خلَقَ يَهْوَه كُلَّ أولادِه،‏ المَلائِكَةِ والبَشَر،‏ كامِلينَ بِلا عُيوب.‏ لكنَّ أحَدَ المَلائِكَةِ تمَرَّدَ علَيهِ وأصبَحَ الشَّيْطَان (‏أي:‏ المُقاوِم)‏.‏ ثُمَّ أقنَعَ الإنسانَينِ الكامِلَينِ آدَم وحَوَّاء أن يتَمَرَّدا معه.‏ بَعدَ ذلِك،‏ تمَرَّدَ أيضًا مَلائِكَةٌ وبَشَرٌ آخَرون.‏ (‏يه ٦‏)‏ ولاحِقًا،‏ اختارَ اللّٰهُ الإِسْرَائِيلِيِّينَ لِيكونوا شَعبَه،‏ لكنَّ بَعضَهُم رفَضوهُ وعبَدوا آلِهَةً مُزَيَّفَة.‏ (‏اش ٦٣:‏٨،‏ ١٠‏)‏ فهل تتَخَيَّلُ كم شعَرَ يَهْوَه بِالخِيانَة؟‏ مع ذلِك،‏ تحَمَّلَ التَّمَرُّد.‏ وسَيظَلُّ يتَحَمَّلُهُ إلى أن يأتِيَ الوَقتُ ويقضِيَ على كُلِّ المُتَمَرِّدين.‏ وعِندَئِذٍ،‏ سيرتاحُ خُدَّامُهُ الأُمَناءُ الَّذينَ يتَحَمَّلونَ مِثلَهُ شَرَّ هذا العالَم.‏

٨-‏٩ أيَّةُ أكاذيبَ يقولُها الشَّيْطَان،‏ وما دَورُنا في الرَّدِّ علَيها؟‏

٨ ‏(‏٤)‏ أكاذيبُ إبْلِيس.‏ إتَّهَمَ الشَّيْطَان أيُّوب وباقِيَ البَشَرِ الأُمَناءِ أنَّهُم لا يعبُدونَ اللّٰهَ إلَّا مِن أجْلِ المَصلَحَة.‏ (‏اي ١:‏٨-‏١١؛‏ ٢:‏٣-‏٥‏)‏ وهو لا يزالُ يتَّهِمُ خُدَّامَ يَهْوَه إلى اليَوم.‏ (‏رؤ ١٢:‏١٠‏)‏ لِذا حينَ نتَحَمَّلُ الصُّعوباتِ ونبقى أُمَناء،‏ نُظهِرُ أنَّنا نُحِبُّ يَهْوَه.‏ وهكَذا نُساهِمُ في فَضحِ أكاذيبِ الشَّيْطَان.‏ ولا شَكَّ أنَّ يَهْوَه سيُبارِكُنا على احتِمالِنا،‏ مِثلَما بارَكَ أيُّوب.‏ —‏ يع ٥:‏١١‏.‏

٩ أيضًا،‏ يستَخدِمُ الشَّيْطَان رِجالَ الدِّينِ لِيقولَ إنَّ يَهْوَه قاسي وإنَّهُ المَسؤُولُ عن عَذابِ البَشَر.‏ مَثَلًا حينَ يموتُ وَلَد،‏ يقولُ بَعضُ رِجالِ الدِّينِ إنَّ اللّٰهَ أخَذَهُ لِأنَّهُ احتاجَ مَلاكًا في السَّماء.‏ فَيا لها مِن إهانَةٍ كَبيرَة لِلّٰه!‏ لكنَّنا نعرِفُ الحَقيقَة.‏ لِذلكَ حينَ نُصابُ بِمَرَضٍ خَطير أو يموتُ شَخصٌ نُحِبُّه،‏ لا نلومُ اللّٰهَ أبَدًا.‏ بل نثِقُ أنَّهُ قَريبًا سيُزيلُ المَرَضَ ويُقيمُ الأموات.‏ كما أنَّنا نُخبِرُ النَّاسَ أنَّهُ يُحِبُّنا كَثيرًا.‏ وهكَذا نُعطي يَهْوَه جَوابًا يرُدُّ بهِ على أكاذيبِ الشَّيْطَان.‏ —‏ ام ٢٧:‏١١‏.‏

١٠ ماذا نتَعَلَّمُ عن يَهْوَه مِنَ المَزْمُور ٢٢:‏٢٣،‏ ٢٤‏؟‏

١٠ ‏(‏٥)‏ مُعاناةُ خُدَّامِه.‏ يَهْوَه إلهٌ حَنون،‏ ويكرَهُ كَثيرًا أن يرانا نتَعَذَّبُ بِسَبَبِ الاضطِهادِ أوِ المَرَضِ أوِ النَّقص.‏ ‏(‏إقرإ المزمور ٢٢:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏)‏ وهو لا يُحِسُّ بِألَمِنا فَقَط،‏ بل يُريدُ أيضًا أن يوقِفَه،‏ وسَيوقِفُهُ بِالتَّأكيد.‏ (‏قارن الخروج ٣:‏٧،‏ ٨؛‏ اشعيا ٦٣:‏٩‏.‏)‏ فقَريبًا،‏ «سيمسَحُ اللّٰهُ كُلَّ دَمعَةٍ مِن [عُيونِنا]،‏ والمَوتُ لن يعودَ مَوجودًا.‏ ولن يكونَ هُناك حُزنٌ ولا صُراخٌ ولا وَجَعٌ في ما بَعد».‏ —‏ رؤ ٢١:‏٤‏.‏

١١ كَيفَ يشعُرُ يَهْوَه تِجاهَ خُدَّامِهِ الَّذينَ ماتوا؟‏

١١ ‏(‏٦)‏ فِراقُ أصدِقائِهِ الَّذينَ ماتوا.‏ يشتاقُ يَهْوَه كَثيرًا لخُدَّامِهِ الَّذينَ غيَّبَهُمُ المَوت.‏ (‏اي ١٤:‏١٥‏)‏ فهل تتَخَيَّلُ كم يشتاقُ لِصَديقِهِ إبْرَاهِيم؟‏ (‏يع ٢:‏٢٣‏)‏ كم يفتَقِدُ مُوسَى الَّذي تكَلَّمَ معهُ «وَجهًا لِوَجه»؟‏ (‏خر ٣٣:‏١١‏)‏ وكم يتَمَنَّى أن يسمَعَ مُجَدَّدًا تَرانيمَ حُلوَة مِن دَاوُد وباقي كُتَّابِ المَزامير؟‏ (‏مز ١٠٤:‏٣٣‏)‏ فالمَوتُ لا يُنَسِّي يَهْوَه أصدِقاءَهُ الأُمَناء.‏ (‏اش ٤٩:‏١٥‏)‏ بل يظَلُّ يَهْوَه يتَذَكَّرُ كُلَّ تَفصيلٍ عنهُم.‏ فهُم «جَميعًا أحياءٌ في نَظَرِه».‏ (‏لو ٢٠:‏٣٨‏)‏ وفي يَومٍ مِنَ الأيَّام،‏ سيُعيدُهُم إلى الحَياة.‏ وسَيفرَحُ كَثيرًا بِأن يسمَعَ صَلَواتِهِم مُجَدَّدًا ويقبَلَ عِبادَتَهُم.‏ ففي حالِ خسِرتَ شَخصًا تُحِبُّه،‏ تذَكَّرْ هذِهِ الأفكار.‏ فلا شَكَّ أنَّها ستُعَزِّيك.‏

١٢ مِمَّ يتَضايَقُ يَهْوَه في هذِهِ الأيَّامِ الأخيرَة؟‏

١٢ ‏(‏٧)‏ حُكمُ القَوِيِّ على الضَّعيف.‏ حينَ بدَأَ التَّمَرُّدُ في عَدَن،‏ عرَفَ يَهْوَه أنَّ الأحوالَ ستتَحَوَّلُ مِن سَيِّئٍ إلى أسْوَأ.‏ واليَوم،‏ ينتَشِرُ في العالَمِ الشَّرُّ والظُّلمُ والعُنف.‏ ويَهْوَه يكرَهُ أن يرى ذلِك،‏ وخُصوصًا حينَ يكونُ الضَّحايا أشخاصًا ضُعَفاءَ مِثلَ الأيتامِ والأرامِل.‏ (‏زك ٧:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وهو يتَضايَقُ جِدًّا حينَ يُضطَهَدُ خُدَّامُهُ ويُسجَنون.‏ فثِقْ أنَّ يَهْوَه يعرِفُ أنَّكَ تتَحَمَّلُ مِثلَهُ وَيُحِبُّكَ كَثيرًا.‏

١٣ كَيفَ تراجَعَت أخلاقُ البَشَر،‏ وماذا سيفعَلُ يَهْوَه؟‏

١٣ ‏(‏٨)‏ تَراجُعُ الأخلاق.‏ خلَقَ اللّٰهُ البَشَرَ على صورَتِه.‏ لِذا يُحِبُّ الشَّيْطَان أن يُشَوِّهَ أخلاقَهُم.‏ وقدْ نجَحَ في ذلِك أيَّامَ نُوح.‏ فآنَذاك،‏ «رَأى يَهْوَه أنَّ شَرَّ الإنسانِ كَثير .‏ .‏ .‏ فتَأسَّفَ يَهْوَه أنَّهُ عَمِلَ البَشَرَ على الأرض،‏ وشَعَرَ بِالحُزنِ في قَلبِه».‏ (‏تك ٦:‏٥،‏ ٦،‏ ١١‏)‏ وهل تحَسَّنَتِ الأحوالُ مِن ذلِك الوَقت؟‏ بِالعَكس،‏ صارَت أسْوَأ.‏ فنَحنُ نرى العَهارَةَ مُنتَشِرَةً بِكُلِّ أشكالِها،‏ حتَّى بَينَ أشخاصٍ مِنَ الجِنسِ نَفْسِه.‏ (‏اف ٤:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ ولا شَكَّ أنَّ هذا يُفَرِّحُ الشَّيْطَان،‏ وما يُفَرِّحُهُ أكثَرَ هو أن يُوقِعَ خُدَّامًا لِيَهْوَه في خَطايا كهذِه.‏ لكنَّ صَبرَ يَهْوَه لهُ حُدود.‏ فقَريبًا سيُظهِرُ كم يكرَهُ هذِهِ التَّصَرُّفاتِ حينَ يُدَمِّرُ الَّذينَ يقومونَ بها.‏

١٤ ماذا يفعَلُ الإنسانُ بِالأرض؟‏

١٤ ‏(‏٩)‏ تَدميرُ خَليقَتِه.‏ الإنسانُ لا يُؤْذي فَقَط أخاهُ الإنسان،‏ بل أيضًا الحَيَواناتِ والنَّباتاتِ الَّتي أمَّنَهُ يَهْوَه علَيها.‏ (‏تك ١:‏٢٨؛‏ جا ٨:‏٩‏)‏ فبِحَسَبِ تَقديراتِ بَعضِ العُلَماء،‏ سيتَسَبَّبُ البَشَرُ في انقِراضِ مِليونِ نَوعٍ * مِنَ الكائِناتِ في السَّنَواتِ القَليلَة القادِمَة.‏ لا عَجَبَ إذًا أنَّ الطَّبيعَةَ في خَطَر.‏ لكنَّنا نشكُرُ يَهْوَه لِأنَّهُ ‹سيُدَمِّرُ الَّذينَ يُدَمِّرونَ الأرض›،‏ ويُحَوِّلُها إلى جَنَّة.‏ —‏ رؤ ١١:‏١٨؛‏ اش ٣٥:‏١‏.‏

ماذا نتَعَلَّمُ مِنِ احتِمالِ يَهْوَه؟‏

١٥-‏١٦ ماذا يدفَعُنا أن نتَحَمَّلَ مع يَهْوَه؟‏ أوضِح.‏

١٥ كما رأيْنا،‏ يتَحَمَّلُ أبونا السَّماوِيُّ مَشاكِلَ كَثيرَة مِن آلافِ السِّنين،‏ مع أنَّهُ يقدِرُ أن يُزيلَها.‏ (‏أُنظُرِ الإطار «‏ ماذا يتَحَمَّلُ يَهْوَه؟‏‏».‏)‏ واحتِمالُهُ يُفيدُنا كَثيرًا.‏ فكِّرْ في هذا المَثَل:‏ يكتَشِفُ زَوجانِ أنَّ طِفلَهُما سَيولَدُ مُشَوَّهًا،‏ وحَياتُهُ ستكونُ صَعبَةً وقَصيرَة.‏ فماذا يفعَلان؟‏ لا شَكَّ أنَّهُما يعرِفانِ أنَّ تَربِيَتَهُ لن تكونَ سَهلَة.‏ مع ذلِك،‏ يفرَحانِ بِولِادَتِه.‏ وبِدافِعِ المَحَبَّة،‏ يتَحَمَّلانِ كُلَّ الصُّعوباتِ لِيُؤَمِّنا لهُ أفضَلَ حَياة.‏

١٦ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ كُلُّ أولادِ آدَم وحَوَّاء يُولَدونَ ناقِصين.‏ مع ذلِك،‏ يَهْوَه يُحِبُّهُم ويهتَمُّ بهِم.‏ (‏١ يو ٤:‏١٩‏)‏ ولكنْ بِعَكسِ الوالِدَينِ في المَثَل،‏ يقدِرُ يَهْوَه أن يُزيلَ عَذابَ أوْلادِه،‏ حتَّى إنَّهُ حدَّدَ وَقتًا لِيفعَلَ ذلِك.‏ (‏مت ٢٤:‏٣٦‏)‏ وحينَ نُفَكِّرُ كم يُحِبُّنا،‏ ألا نندَفِعُ أن نتَحَمَّلَ معهُ مَهما طالَ الوَقت؟‏

١٧ كَيفَ يُشَجِّعُنا مِثالُ يَسُوع في العِبْرَانِيِّين ١٢:‏٢،‏ ٣ أن نتَحَمَّل؟‏

١٧ يَهْوَه هو أفضَلُ مِثالٍ في الاحتِمال.‏ وقدْ تعَلَّمَ يَسُوع هذِهِ الصِّفَةَ مِن أبيه.‏ فحينَ كانَ على الأرض،‏ تحَمَّلَ الذُّلَّ وتَهَجُّماتِ الأشرارِ وحتَّى خَشَبَةَ الآلام.‏ ‏(‏إقرإ العبرانيين ١٢:‏٢،‏ ٣‏.‏)‏ ومِثالُ يَهْوَه يُشَجِّعُنا نَحنُ أيضًا أن نتَحَمَّل،‏ مِثلَما شجَّعَ يَسُوع.‏

١٨ كَيفَ توضِحُ ٢ بُطْرُس ٣:‏٩ أهَمِّيَّةَ صَبرِ يَهْوَه؟‏

١٨ إقرأ ٢ بطرس ٣:‏٩‏.‏ يعرِفُ يَهْوَه مَتَى هو أفضَلُ وَقتٍ لِيُدَمِّرَ هذا العالَمَ الشِّرِّير.‏ وصَبرُهُ أعطى فُرصَةً لِلمَلايينِ أن يتَعَرَّفوا إلَيهِ ويصيروا مِنَ الجَمعِ الكَثير.‏ ولا شَكَّ أنَّهُم جَميعًا سُعَداءُ لِأنَّ يَهْوَه انتَظَرَ حتَّى يولَدوا،‏ يتَعَلَّموا أن يُحِبُّوه،‏ وينذُروا حَياتَهُم له.‏ وحينَ يتَحَمَّلُ هؤُلاءِ المَلايين إلى النِّهايَةِ ويخلُصُون،‏ سيكونُ واضِحًا جِدًّا أنَّ احتِمالَ يَهْوَه كانَ في مَحَلِّه.‏

١٩ ما هو تَصميمُنا،‏ وأيَّةُ جائِزَةٍ سننالُها؟‏

١٩ نتَعَلَّمُ مِن يَهْوَه أيضًا أن نتَحَمَّلَ بِفَرَح.‏ فمع أنَّ الشَّيْطَان سبَّبَ الكَثيرَ مِنَ المُعاناةِ وَوَجَعِ القَلب،‏ يبقى يَهْوَه «الإلهَ السَّعيد».‏ (‏١ تي ١:‏١١‏)‏ نَحنُ أيضًا،‏ نقدِرُ أن ننتَظِرَ بِفَرَحٍ إلى أن يُقَدِّسَ يَهْوَه اسْمَه،‏ يُبَرهِنَ أنَّ حُكمَهُ هوَ الأفضَل،‏ يُنهِيَ الشَّرّ،‏ ويحُلَّ كُلَّ مَشاكِلِنا.‏ فلْنُصَمِّمْ إذًا أن نتَحَمَّلَ إلى النِّهايَة،‏ ولا ننسَ أنَّ أبانا السَّماوِيَّ يتَحَمَّلُ معنا.‏ وعِندَئِذٍ،‏ ستنطَبِقُ علَينا كَلِماتُ يَعْقُوب ١:‏١٢‏:‏ «سَعيدٌ هوَ الإنسانُ الَّذي يَستَمِرُّ في احتِمالِ الضِّيقات.‏ فحينَ يَخرُجُ مِنها بِنَجاح،‏ يَنالُ جائِزَةَ الحَياةِ الَّتي وَعَدَ يَهْوَه أن يُعْطِيَها لِلَّذينَ يُحافِظونَ على مَحَبَّتِهِم له».‏

التَّرنيمَة ١٣٩ تخَيَّلْ نَفْسَكَ في العالَمِ الجَديد!‏

^ ‎الفقرة 5‏ لِكُلِّ واحِدٍ مِنَّا مَشاكِلُه.‏ ومُعظَمُ هذِهِ المَشاكِلِ لا حَلَّ لها حالِيًّا،‏ فعلَينا أن نصبِرَ ونتَحَمَّلَها.‏ لكنَّنا لَسنا الوَحيدين،‏ فيَهْوَه أيضًا يتَحَمَّلُ الكَثير.‏ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنرى تِسعَةَ أُمورٍ يتَحَمَّلُها يَهْوَه.‏ وسَنُناقِشُ ماذا تحَقَّقَ بِفَضلِ احتِمالِه،‏ وماذا نتَعَلَّمُ مِنه.‏

^ ‎الفقرة 14‏ يجِبُ أن نُفَرِّقَ بَينَ كَلِمَةِ «نَوعٍ» وكَلِمَةِ «صِنفٍ» الَّتي ترِدُ في الكِتابِ المُقَدَّس.‏ فكَلِمَةُ «صِنفٍ» لها مَعنًى أوْسَع.‏