الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٣١

هل انت مستعد ان تنتظر يهوه؟‏

هل انت مستعد ان تنتظر يهوه؟‏

‏«سأنتَظِرُ بِصَبر».‏ —‏ مي ٧:‏٧‏.‏

التَّرنيمَة ١٢٨ لِنَثبُتْ في احتِمالِنا

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١-‏٢ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟‏

كَيفَ تشعُرُ إذا طلَبتَ على الإنتِرنِت شَيئًا تحتاجُهُ كَثيرًا،‏ لكنَّهُ تأخَّرَ في الوُصول؟‏ هل تقلَقُ أو تتَضايَق؟‏ هذا طَبيعيّ.‏ تقولُ الأمْثَال ١٣:‏١٢‏:‏ «الأمَلُ المُماطَلُ يُمرِضُ القَلب».‏ ولكنْ ماذا لَو عرَفتَ أنَّ هُناكَ أسبابًا وَجيهَة لِلتَّأخير؟‏ على الأرجَح،‏ سيُساعِدُكَ ذلِك أن تصبِرَ وتنتَظِر.‏

٢ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنُناقِشُ مَبادِئَ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ تُساعِدُنا أن ‹ننتَظِرَ يَهْوَه بِصَبر›.‏ (‏مي ٧:‏٧‏)‏ ثُمَّ سنتَحَدَّثُ عن مَجالَينِ نحتاجُ أن ننتَظِرَ يَهْوَه فيهِما.‏ وفي النِّهايَة،‏ سنرى أيَّةُ بَرَكاتٍ تنتَظِرُ الَّذينَ يصبِرون.‏

مَبادِئُ تُعَلِّمُنا الصَّبر

٣ ماذا نتَعَلَّمُ مِنَ الأمْثَال ٢١:‏٥‏؟‏

٣ تُظهِرُ الأمْثَال ٢١:‏٥ لِماذا مُهِمٌّ أن ننتَظِرَ بِصَبر.‏ تقول:‏ «كُلُّ عَجولٍ يؤولُ أَمرُهُ إلى العَوَز».‏ فما الدَّرسُ لنا؟‏ مِنَ الحِكمَةِ أن لا نستَعجِل،‏ بل نكونَ صَبورينَ ونعمَلَ الأُمورَ خُطوَةً خُطوَة.‏

٤ ماذا نتَعَلَّمُ مِنَ الأمْثَال ٤:‏١٨‏؟‏

٤ تقولُ الأمْثَال ٤:‏١٨‏:‏ «أمَّا سَبيلُ الأبرارِ فكالنُّورِ المُشرِقِ يزدادُ إنارَةً إلى النَّهارِ الكامِل».‏ تُظهِرُ هذِهِ الكَلِماتُ أنَّ يَهْوَه يكشِفُ النُّورَ الرُّوحِيَّ لِشَعبِهِ تَدريجِيًّا.‏ لكنَّها يُمكِنُ أن تُشيرَ أيضًا إلى التَّقَدُّمِ التَّدريجيِّ الَّذي يقومُ بهِ الشَّخصُ حينَ يقبَلُ الحَقّ.‏ فَفيما يدرُسُ الكِتابَ المُقَدَّسَ بِاجتِهادٍ ويُطَبِّقُ نَصائِحَ يَهْوَه وهَيئَتِه،‏ يُنَمِّي تَدريجِيًّا الصِّفاتِ المَسيحِيَّة.‏ كما أنَّهُ يتَعَرَّفُ إلى اللّٰه أكثَرَ فأكثَر.‏ لاحِظْ كَيفَ أوضَحَ يَسُوع هذِهِ النُّقطَة.‏

مثلما تنمو النبتة تدريجيًّا،‏ يحتاج التلميذ إلى الوقت لينمو روحيَّا (‏أُنظر الفقرة ٥.‏)‏

٥ كَيفَ أوضَحَ يَسُوع أنَّ التَّقَدُّمَ الرُّوحِيَّ يحدُثُ تَدريجِيًّا؟‏

٥ شبَّهَ يَسُوع رِسالَةَ مَملَكَةِ اللّٰهِ بِبِذرَةٍ صَغيرَة تنمو تَدريجِيًّا في قُلوبِ الأشخاصِ الطَّيِّبين.‏ قال:‏ «البِذارُ يُفرِخُ ويَعلو،‏ وهو [أي:‏ الزَّارِع] لا يعرِفُ كَيف.‏ فالأرضُ مِن ذاتِها تُثمِرُ تَدريجِيًّا،‏ أوَّلًا وَرَقَ الزَّرع،‏ ثُمَّ السُّنبُل،‏ وأخيرًا الحَبَّ المُكتَمِلَ في السُّنبُل».‏ (‏مر ٤:‏٢٧،‏ ٢٨‏)‏ فماذا قصَد؟‏ مِثلَما تنمو النَّبتَةُ تَدريجِيًّا،‏ يحتاجُ التِّلميذُ إلى الوَقتِ لِيَنمُوَ روحِيًّا.‏ فَفيما يقتَرِبُ مِن يَهْوَه،‏ نراهُ يُغَيِّرُ حَياتَهُ شَيئًا فَشَيئًا.‏ (‏اف ٤:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ ولكنْ لِنتَذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه هوَ الَّذي يُنَمِّي تِلكَ البِذرَةَ الصَّغيرَة.‏ —‏ ١كو ٣:‏٧‏.‏

٦-‏٧ ماذا نتَعَلَّمُ مِنَ الطَّريقَةِ الَّتي خلَقَ بها يَهْوَه الأرض؟‏

٦ يأخُذُ يَهْوَه وَقتَهُ لِيُتَمِّمَ أيَّ عَمَلٍ يقومُ به.‏ وهو يفعَلُ ذلِكَ لِتمجيدِ اسْمِهِ ولِمصلَحَةِ الآخَرين.‏ فكِّرْ مَثَلًا كَيفَ جهَّزَ الأرضَ تَدريجِيًّا لِيَعيشَ علَيها البَشَر.‏

٧ حينَ يصِفُ الكِتابُ المُقَدَّسُ كَيفَ خلَقَ يَهْوَه الأرض،‏ يقولُ إنَّهُ حدَّدَ «مَقاييسَها» وأسَّسَ «قَواعِدَها» ووَضَعَ «حَجَرَ زاوِيَتِها».‏ (‏اي ٣٨:‏٥،‏ ٦‏)‏ حتَّى إنَّهُ أخَذَ وَقتًا لِيتَأمَّلَ في ما عمِلَه.‏ (‏تك ١:‏١٠،‏ ١٢‏)‏ وتخَيَّلْ كَيفَ شعَرَ المَلائِكَةُ كُلَّما خلَقَ يَهْوَه شَيئًا جَديدًا.‏ لا شَكَّ أنَّهُم كانوا مُتَحَمِّسينَ جِدًّا.‏ ففي إحدى المَرَّات،‏ ‹هتَفوا مُبتَهِجين›.‏ (‏اي ٣٨:‏٧‏)‏ فماذا نتَعَلَّم؟‏ أخَذَ يَهْوَه آلافَ السِّنينَ لِيَخلُقَ بِتَأنِّي الأرضَ والنُّجومَ والكائِناتِ الحَيَّة.‏ ولكنْ حينَ تأمَّلَ في كُلِّ ما عمِلَه،‏ رأى أنَّهُ «جَيِّدٌ جِدًّا».‏ —‏ تك ١:‏٣١‏.‏

٨ ماذا سنُناقِشُ الآن؟‏

٨ كما رأيْنا،‏ هُناكَ مَبادِئُ عَديدَة في كَلِمَةِ اللّٰهِ تُشَدِّدُ على أهَمِّيَّةِ الصَّبر.‏ والآن،‏ لِننتَقِلْ إلى مَجالَينِ يلزَمُ أن ننتَظِرَ يَهْوَه بِصَبرٍ فيهِما.‏

مَتَى يلزَمُ أن ننتَظِرَ يَهْوَه؟‏

٩ في أيِّ مَجالٍ يلزَمُ أن ننتَظِرَ يَهْوَه؟‏

٩ كَي يستَجيبَ صَلَواتِنا.‏ أحيانًا،‏ نطلُبُ مِن يَهْوَه أن يُقَوِّيَنا لِنتَحَمَّلَ مُشكِلَةً أو نتَغَلَّبَ على ضُعفٍ مُعَيَّن.‏ لكنَّنا قد نشعُرُ أنَّهُ لم يستَجِبْ لنا بِالسُّرعَةِ الَّتي توَقَّعناها.‏ فلِمَ لا يستَجيبُ يَهْوَه فَورًا لِكُلِّ صَلَواتِنا؟‏

١٠ لِمَ علَينا أن نصبِرَ إلى أن يستَجيبَ يَهْوَه صَلَواتِنا؟‏

١٠ يَهْوَه يسمَعُ صَلَواتِنا بِانتِباه.‏ (‏مز ٦٥:‏٢‏)‏ وهو يعتَبِرُها دَليلًا على إيمانِنا.‏ (‏عب ١١:‏٦‏)‏ لكنَّهُ يُريدُ أيضًا أن يرى كم نجتَهِدُ لِنتبَعَ وَصاياهُ ونعمَلَ بِانسِجامٍ مع صَلَواتِنا.‏ (‏١يو ٣:‏٢٢‏)‏ لِذا،‏ حينَ نطلُبُ مُساعَدَةَ يَهْوَه كَي نتَغَلَّبَ على ضُعفٍ أو عادَةٍ سَيِّئَة،‏ علَينا أن نصبِرَ ونعمَلَ كُلَّ جُهدِنا لِنتَغَيَّر.‏ ويَسُوع لمَّحَ أنَّ يَهْوَه لن يستَجيبَ كُلَّ صَلَواتِنا فَورًا.‏ فقدْ شجَّعَنا:‏ «إستَمِرُّوا في الطَّلَبِ يُعْطَ لكُم،‏ استَمِرُّوا في البَحثِ تَجِدوا،‏ استَمِرُّوا في دَقِّ البابِ يُفتَحْ لكُم.‏ فكُلُّ مَن يَطلُبُ يَنال،‏ ومَن يَبحَثُ يَجِد،‏ ومَن يَدُقُّ يُفتَحُ له».‏ (‏مت ٧:‏٧،‏ ٨‏)‏ وحينَ نُطَبِّقُ كَلِماتِ يَسُوع ونستَمِرُّ في الصَّلاة،‏ سيَستَجيبُ لنا أبونا السَّماوِيُّ بِالتَّأكيد.‏ —‏ كو ٤:‏٢‏.‏

نكون حكماء إذا انتظرنا يهوه بصبر،‏ وبقينا نصلي إليه بإيمان (‏أُنظر الفقرة ١١.‏)‏ *

١١ بِمَ تُذَكِّرُنا ١ بُطْرُس ٥:‏٦‏؟‏

١١ لِنتَذَكَّرْ أيضًا أنَّ يَهْوَه يعِدُنا أن يستَجيبَ صَلَواتِنا «في الوَقتِ المُناسِب».‏ ‏(‏إقرأ ١ بطرس ٥:‏٦‏.‏)‏ لِذا لا يجِبُ أن نلومَهُ إذا تأخَّرَ مِن وُجهَةِ نَظَرِنا.‏ مَثَلًا،‏ يُصَلِّي كَثيرونَ مِن سِنينَ أن تُنهِيَ مَملَكَةُ اللّٰهِ هذا العالَمَ الشِّرِّير.‏ حتَّى يَسُوع علَّمَنا أن نُصَلِّيَ لِأجلِ ذلِك.‏ (‏مت ٦:‏١٠‏)‏ ولكنْ نكونُ أغبِياءَ إذا خسِرنا إيمانَنا بِاللّٰهِ لِأنَّ النِّهايَةَ لَم تأتِ في الوَقتِ الَّذي توَقَّعَهُ البَشَر.‏ ‏(‏حب ٢:‏٣؛‏ مت ٢٤:‏٤٤‏)‏ بِالمُقابِل،‏ نكونُ حُكَماءَ إذا انتَظَرنا يَهْوَه بِصَبر،‏ وبَقينا نُصَلِّي إلَيهِ بِإيمان.‏ فالنِّهايَةُ ستأتي في الوَقتِ المُناسِبِ بِالضَّبط.‏ فيَهْوَه حدَّدَ ‹اليَومَ والسَّاعَة›،‏ وتَوقيتُهُ سيَكونُ الأفضَلَ لِلجَميع.‏ —‏ مت ٢٤:‏٣٦؛‏ ٢بط ٣:‏١٥‏.‏

ماذا نتعلَّم من يوسف عن الصبر؟‏ (‏أُنظر الفقرات ١٢-‏١٤.‏)‏

١٢ في أيِّ مَجالٍ آخَرَ يلزَمُ أن ننتَظِرَ يَهْوَه؟‏

١٢ كَي يُحَقِّقَ العَدل.‏ غالِبًا ما تُساءُ مُعامَلَةُ الأشخاصِ الَّذينَ هُم مِن جِنس،‏ عِرق،‏ خَلفِيَّة،‏ أو جِنسِيَّةٍ مُختَلِفَة.‏ أمَّا آخَرون،‏ فتُساءُ مُعامَلَتُهُم لِأنَّ لَدَيهِم إعاقَةً جَسَدِيَّة أو عَقلِيَّة.‏ كما يُظلَمُ كَثيرونَ مِن شَعبِ يَهْوَه بِسَبَبِ إيمانِهِم.‏ إذا كُنتَ تُواجِهُ حالاتٍ كهذِه،‏ فتذَكَّرْ كَلِماتِ يَسُوع:‏ «الَّذي يَحتَمِلُ إلى النِّهايَةِ هو يَخلُص».‏ (‏مت ٢٤:‏١٣‏)‏ ولكنْ ماذا لَو عرَفتَ أنَّ أخًا ارتَكَبَ خَطَأً خَطيرًا؟‏ بَعدَما يعرِفُ الشُّيوخُ عنِ المَسألَة،‏ هل تصبِرُ وتترُكُها بَينَ أيديهِم لِيَحُلُّوها على طَريقَةِ يَهْوَه؟‏ وكَيفَ يفعَلونَ ذلِك؟‏

١٣ كَيفَ يُعالِجُ الشُّيوخُ القَضايا على طَريقَةِ يَهْوَه؟‏

١٣ حينَ يسمَعُ الشُّيوخُ عن خَطَإٍ خَطير،‏ يُصَلُّونَ ويَطلُبونَ «الحِكمَةَ الَّتي مِن فَوق» لِيَعرِفوا رَأيَ يَهْوَه في المَسألَة.‏ (‏يع ٣:‏١٧‏)‏ ويَكونُ هَدَفُهُم أن يُساعِدوا الخاطِئَ أن ‹يرجِعَ عن طَريقِهِ الخاطِئِ› إنْ أمكَن.‏ (‏يع ٥:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ كما يُريدونَ أن يعمَلوا كُلَّ ما يقدِرونَ علَيهِ لِيَحموا الجَماعَة،‏ ويُساعِدوا الأشخاصَ الَّذينَ تأذَّوا.‏ (‏٢كو ١:‏٣،‏ ٤‏)‏ وحينَ يُعالِجُ الشُّيوخُ القَضايا الَّتي تشمُلُ خَطَأً خَطيرًا،‏ علَيهِم في البِدايَةِ أن يجمَعوا كُلَّ الحَقائِق.‏ وهذا قد يأخُذُ وَقتًا.‏ ثُمَّ يُصَلُّونَ ويُقَدِّمونَ لِلخاطِئِ نَصيحَةً مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ و ‹يُقَوِّمونَهُ بِاعتِدال›.‏ (‏ار ٣٠:‏١١‏)‏ وهُم طَبعًا لا يُماطِلون،‏ لكنَّهُم في الوَقتِ نَفْسِهِ لا يتَسَرَّعونَ في أخذِ القَرار.‏ وعِندَما يتبَعُ الشُّيوخُ إرشادَ يَهْوَه،‏ يكونُ ذلِك لِخَيرِ كُلِّ الجَماعَة.‏ ولكنْ حتَّى في هذِهِ الحالَة،‏ يُمكِنُ أن يظَلَّ الَّذينَ تأذَّوا مِنَ الخَطَإ مَجروحين.‏ فهل هذا ما تشعُرُ به؟‏ ماذا يُساعِدُكَ أن تُخَفِّفَ وَجَعَك؟‏

١٤ أيُّ قِصَّةٍ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ تُشَجِّعُكَ إذا آذاكَ أحَدُ الإخوَة؟‏

١٤ هل آذاكَ شَخصٌ كَثيرًا،‏ ورُبَّما كانَ أخًا في الجَماعَة؟‏ تجِدُ في الكِتابِ المُقَدَّسِ قِصَصًا رائِعَة تُعَلِّمُكَ أن تنتَظِرَ يَهْوَه إلى أن يُحَقِّقَ العَدل.‏ مَثَلًا،‏ عانى يُوسُف كَثيرًا مِن ظُلمِ إخوَتِه.‏ لكنَّهُ لم يُصبِحْ شَخصًا حاقِدًا،‏ بل بقِيَ مُرَكِّزًا على خِدمَةِ يَهْوَه.‏ ويَهْوَه بِدَورِهِ كافَأهُ على صَبرِهِ واحتِمالِه.‏ (‏تك ٣٩:‏٢١‏)‏ ومعَ الوَقت،‏ استَطاعَ يُوسُف أن يُسامِحَ الَّذينَ ظلَموه،‏ ويَرى كَيفَ بارَكَهُ يَهْوَه.‏ (‏تك ٤٥:‏٥‏)‏ ومِثلَ يُوسُف،‏ نرتاحُ كَثيرًا حينَ نقتَرِبُ إلى يَهْوَه ونترُكُ الأُمورَ بَينَ يَدَيه.‏ —‏ مز ٧:‏١٧؛‏ ٧٣:‏٢٨‏.‏

١٥ ماذا ساعَدَ إحدى الأخَواتِ حينَ تعَرَّضَت لِلظُّلم؟‏

١٥ طَبعًا،‏ قد لا نُعاني مِنْ ظُلمٍ شَديدٍ مِثلِ الَّذي تعَرَّضَ لهُ يُوسُف.‏ لكنَّنا جَميعًا ننجَرِحُ إذا أساءَ إلَينا أحَدٌ بِطَريقَةٍ أو بِأُخرى.‏ فماذا يُساعِدُنا؟‏ نستَفيدُ كَثيرًا حينَ نُطَبِّقُ مَبادِئَ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ حتَّى لَو كانَ الشَّخصُ الَّذي جرَحَنا لَيسَ في الحَقّ.‏ (‏في ٢:‏٣،‏ ٤‏)‏ إلَيكَ ما حصَلَ مع إحدى الأخَوات.‏ فقدْ تضايَقَت كَثيرًا حينَ عرَفَت أنَّ زَميلَتَها في العَمَلِ تقولُ عنها تَعليقاتٍ سَلبِيَّة وغَيرَ صَحيحَة.‏ ولكنْ بَدَلَ أن تنفَعِلَ الأُختُ بِسُرعَة،‏ توَقَّفَت قَليلًا وفكَّرَت في مِثالِ يَسُوع.‏ فحينَ أهانَهُ النَّاس،‏ لم يرُدَّ الإهانَة.‏ (‏١بط ٢:‏٢١،‏ ٢٣‏)‏ بِناءً على ذلِك،‏ قرَّرَت أن لا تُكَبِّرَ المَسألَة.‏ ولاحِقًا،‏ عرَفَت أنَّ زَميلَتَها تَحتَ ضَغطٍ كَبيرٍ لِأنَّها تُعاني مِن مُشكِلَةٍ صِحِّيَّة خَطيرَة.‏ فاستَنتَجَتِ الأُختُ أنَّ زَميلَتَها لم تقصِدْ أن تُؤْذِيَها.‏ وفرِحَت كَثيرًا لِأنَّها صبَرَت وتحَمَّلَتِ الإساءَة.‏ وهكَذا شعَرَت بِالرَّاحَةِ والسَّلام.‏

١٦ ماذا يُشَجِّعُكَ حينَ تتَعَرَّضُ لِلظُّلم؟‏ (‏١ بطرس ٣:‏١٢‏)‏

١٦ إذا تعَرَّضتَ لِلظُّلمِ أو جرَحَكَ أحَد،‏ فتذَكَّرْ أنَّ «يَهْوَه قَريبٌ مِنَ المُنكَسِري القَلب».‏ (‏مز ٣٤:‏١٨‏)‏ وهو يُحِبُّكَ لِأنَّكَ تصبِرُ وتُلقي هُمومَكَ علَيه.‏ (‏مز ٥٥:‏٢٢‏)‏ تذَكَّرْ أيضًا أنَّ يَهْوَه هو قاضي كُلِّ الأرض،‏ ولا يَخفى شَيءٌ عن عَينَيه.‏ ‏(‏إقرأ ١ بطرس ٣:‏١٢‏.‏)‏ فهل أنتَ مُستَعِدٌّ أن تنتَظِرَ يَهْوَه إلى أن يُحَقِّقَ العَدل؟‏

يَهْوَه يُبارِكُ الَّذينَ ينتَظِرونَه

١٧ حَسَبَ إشَعْيا ٣٠:‏١٨‏،‏ بِمَ يعِدُنا يَهْوَه؟‏

١٧ قَريبًا،‏ سيُبارِكُنا أبونا السَّماوِيُّ مِن خِلالِ مَملَكَتِه.‏ تقولُ إشَعْيا ٣٠:‏١٨‏:‏ «يتَرَقَّبُ يَهْوَه لِيتَحَنَّنَ علَيكُم،‏ ولذلِك يقومُ لِيَرحَمَكُم،‏ لِأنَّ يَهْوَه إلهُ عَدل.‏ سُعَداءُ هُم جَميعُ الَّذينَ يتَرَقَّبونَه».‏ فالَّذينَ ينتَظِرونَ يَهْوَه سيَنالونَ بَرَكاتٍ كَثيرَة الآنَ وفي العالَمِ الجَديد.‏

١٨ أيُّ بَرَكاتٍ تنتَظِرُنا؟‏

١٨ حينَ ندخُلُ إلى العالَمِ الجَديد،‏ لن نُضطَرَّ أن نتَحَمَّلَ أيًّا مِنَ الصُّعوباتِ الَّتي نُواجِهُها اليَوم.‏ فالظُّلمُ سيَزول،‏ ولن يكونَ هُناكَ وَجَعٌ في ما بَعد.‏ (‏رؤ ٢١:‏٤‏)‏ ولن نقلَقَ بِشَأنِ حاجاتِنا،‏ فيَهْوَه سيُؤَمِّنُها لنا بِوَفرَة.‏ (‏مز ٧٢:‏١٦؛‏ اش ٥٤:‏١٣‏)‏ فما أحلى البَرَكاتِ الَّتي تنتَظِرُنا!‏

١٩ لِأجلِ ماذا يُجَهِّزُنا يَهْوَه؟‏

١٩ يُجَهِّزُنا يَهْوَه مِنَ الآن لِنعيشَ تَحتَ حُكمِه.‏ فهو يُساعِدُنا أن نتَغَلَّبَ على العاداتِ السَّيِّئَة ونُنَمِّيَ الصِّفاتِ الجَيِّدَة.‏ فلا تستَسلِمْ وتتَوَقَّفْ عن خِدمَةِ يَهْوَه.‏ بل تذَكَّرْ أنَّ حَياةً جَميلَة بِانتِظارِك،‏ وانتَظِرْ يَهْوَه بِصَبرٍ إلى أن يُتَمِّمَ عَمَلَه.‏

التَّرنيمَة ١١٨ زِدْ إِيماني!‏

^ ‎الفقرة 5‏ هل سمِعتَ مَرَّةً أخًا يخدُمُ يَهْوَه مِن فَترَةٍ طَويلَة يقول:‏ ‹لم أتَوَقَّعْ أن أصِلَ إلى هذا العُمرِ في هذا النِّظام›؟‏ كُلُّنا نُواجِهُ ظُروفًا صَعبَة،‏ ونتَشَوَّقُ أن يُنهِيَ يَهْوَه هذا العالَم.‏ ولكنْ علَينا أن ننتَظِرَ بِصَبر.‏ لِذا،‏ سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَةِ مَبادِئَ تُساعِدُنا على ذلِك.‏ وسَنتَحَدَّثُ عن مَجالَينِ يلزَمُ أن ننتَظِرَ يَهْوَه بِصَبرٍ فيهِما.‏ وفي النِّهايَة،‏ سنرى أيَّةُ بَرَكاتٍ سيَنالُها الَّذينَ يصبِرون.‏

^ ‎الفقرة 56‏ وصف الصورة:‏ أخت تعوَّدت من طفولتها أن تصلِّي دائمًا إلى يهوه.‏ فحين كانت صغيرة،‏ علَّمها والداها كيف تصلِّي.‏ وفي مراهقتها،‏ صارت فاتحة وظلَّت تصلِّي إلى يهوه كي يبارك خدمتها.‏ وبعد سنوات حين مرض زوجها،‏ ترجَّت يهوه أن يعطيها القوة لتتحمَّل هذا الظرف.‏ واليوم بعدما صارت أرملة،‏ تستمرُّ في الصلاة.‏ وتثق أن يهوه سيستجيب صلواتها،‏ مثلما فعل طول حياتها.‏