الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٤٣

لا تستسلم!‏

لا تستسلم!‏

‏«لا نتَوَقَّفْ عن عَمَلِ أعمالٍ جَيِّدَة».‏ —‏ غل ٦:‏٩‏.‏

التَّرنيمَة ٦٨ زَرعُ بِذارِ المَلَكوت

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١ بِماذا نَحنُ سُعَداءُ وفَخورون؟‏

 نَحنُ سُعَداءُ جِدًّا وفَخورونَ أن نكونَ شُهُودًا لِيَهْوَه.‏ فنَحنُ نحمِلُ اسْمَ إلهِنا،‏ ونَشهَدُ لهُ حينَ نُبَشِّرُ النَّاسَ ونُعَلِّمُهُم عنه.‏ ولا شَكَّ أنَّنا نفرَحُ حينَ نُساعِدُ أحَدَ الَّذينَ «قُلوبُهُم مُهَيَّأةٌ لِلحَياةِ الأبَدِيَّة» أن يُؤْمِنَ به.‏ (‏اع ١٣:‏٤٨‏)‏ ويَسُوع أيضًا فرِحَ كَثيرًا بِالاختِباراتِ الحُلوَة الَّتي حصَلَت مع تَلاميذِهِ أثناءَ التَّبشير.‏ —‏ لو ١٠:‏١،‏ ١٧،‏ ٢١‏.‏

٢ كَيفَ نُظهِرُ أنَّنا نهتَمُّ جِدًّا بِخِدمَتِنا؟‏

٢ نَحنُ نهتَمُّ جِدًّا بِخِدمَتِنا.‏ فالرَّسولُ بُولُس أوصى تِيمُوثَاوُس:‏ «إنتَبِهْ دائِمًا لِنَفْسِكَ ولِتَعليمِك».‏ وأضاف:‏ «بِفِعلِكَ هذا تُخَلِّصُ نَفْسَكَ والَّذينَ يسمَعونَكَ أيضًا».‏ (‏١ تي ٤:‏١٦‏)‏ فخِدمَتُنا تُخَلِّصُ الحَياة.‏ ونَحنُ ‹ننتَبِهُ دائِمًا لِأنفُسِنا› لِأنَّنا رَعايا لِمَملَكَةِ اللّٰه.‏ ففي كُلِّ الأوقات،‏ نتَصَرَّفُ بِطَريقَةٍ تُمَجِّدُ يَهْوَه وتنسَجِمُ معَ الأخبارِ الحُلوَة الَّتي نُبَشِّرُ بها.‏ (‏في ١:‏٢٧‏)‏ ونَحنُ ‹ننتَبِهُ لِتَعليمِنا› حينَ نُحَضِّرُ جَيِّدًا لِلخِدمَة،‏ ونطلُبُ بَرَكَةَ يَهْوَه قَبلَ أن نُشارِكَ فيها.‏

٣ كَيفَ تكونُ رَدَّةُ فِعلِ كَثيرينَ حينَ نُبَشِّرُهُم؟‏ أعطِ مِثالًا.‏

٣ حتَّى لَو بذَلنا كُلَّ جُهدِنا في التَّبشير،‏ فقدْ لا يهتَمُّ كَثيرونَ بِرِسالَتِنا.‏ وهذا ما حصَلَ معَ الأخ غِيُورْغ لِينْدَال.‏ فقدْ ظلَّ يُبَشِّرُ وَحدَهُ في آيْسْلَنْدَا مِن سَنَةِ ١٩٢٩ إلى ١٩٤٧.‏ ووَزَّعَ عَشَراتِ آلافِ المَطبوعات.‏ مع ذلِك،‏ لم يقبَلْ أيُّ شَخصٍ الحَقّ.‏ فالبَعضُ قاوَموه،‏ والأغلَبِيَّةُ لم يكونوا مُهتَمِّين.‏ وحتَّى بَعدَما وصَلَ مُرسَلونَ مِن جِلْعَاد لِيُوَسِّعوا العَمَل،‏ مرَّت ٩ سِنينَ قَبلَ أن ينذُرَ بَعضُ الأشخاصِ أنفُسَهُم لِيَهْوَه ويَعتَمِدوا.‏ *

٤ كَيفَ نشعُرُ حينَ يرفُضُ النَّاسُ رِسالَتَنا؟‏

٤ نتَضايَقُ كَثيرًا حينَ يرفُضُ النَّاسُ رِسالَتَنا.‏ وهذا ما شعَرَ بهِ بُولُس.‏ فحينَ رفَضَ مُعظَمُ اليَهُودِ أن يُؤْمِنوا بِيَسُوع،‏ أحَسَّ ‹بِحُزنٍ عَظيمٍ ووَجَعٍ في قَلبِه›.‏ (‏رو ٩:‏١-‏٣‏)‏ ولكنْ ماذا لَو كُنتَ تدرُسُ مع شَخصٍ لا يتَقَدَّمُ رَغمَ كُلِّ جُهودِكَ وصَلَواتِك،‏ ولزَمَ أن توقِفَ الدَّرس؟‏ أو ماذا لَو لم تُساعِدْ بَعد أيَّ شَخصٍ أن يتَقَدَّمَ إلى المَعمودِيَّة؟‏ فهل تشعُرُ أنَّكَ مُقَصِّر،‏ وأنَّ يَهْوَه لا يُبارِكُ خِدمَتَك؟‏ لِنُناقِشْ إذًا جَوابَ سُؤَالَينِ مُهِمَّين:‏ (‏١)‏ متى تكونُ خِدمَتُنا ناجِحَة؟‏ و (‏٢)‏ ماذا يجِبُ أن نتَوَقَّعَ حينَ نُبَشِّر؟‏

متى تكونُ خِدمَتُنا ناجِحَة؟‏

٥ لِماذا لا تكونُ نَتائِجُ ‹كُلِّ ما نفعَلُهُ› لِيَهْوَه مِثلَما نتَمَنَّى؟‏

٥ يقولُ الكِتابُ المُقَدَّسُ عنِ الَّذي يعمَلُ مَشيئَةَ اللّٰه:‏ «كُلُّ ما يفعَلُهُ ينجَح».‏ (‏مز ١:‏٣‏)‏ لكنَّهُ لا يقولُ إنَّ نَتائِجَ «كُلِّ ما يفعَلُهُ» ستكونُ مِثلَما يتَمَنَّى.‏ فلِأنَّنا ناقِصونَ ونَعيشُ بَينَ أشخاصٍ ناقِصين،‏ حَياتُنا مَليئَةٌ بِالمَشاكِل.‏ (‏اي ١٤:‏١‏)‏ وأحيانًا،‏ لا نقدِرُ أن نخدُمَ بِحُرِّيَّةٍ بِسَبَبِ المُقاوِمين.‏ (‏١ كو ١٦:‏٩؛‏ ١ تس ٢:‏١٨‏)‏ فعلى أيِّ أساسٍ إذًا يعتَبِرُ يَهْوَه خِدمَتَنا ناجِحَة؟‏ لِنرَ ماذا تقولُ كَلِمَتُه.‏

يهوه يقدِّر جهودنا سواء بشَّرنا من بيت إلى بيت،‏ بالرسائل،‏ أو بالتلفون (‏أُنظر الفقرة ٦.‏)‏

٦ على أيِّ أساسٍ يعتَبِرُ يَهْوَه خِدمَتَنا ناجِحَة؟‏

٦ يَهْوَه يُقَدِّرُ جُهودَنا واستِمرارَنا في خِدمَتِه.‏ مَهما كانَت رَدَّةُ فِعلِ النَّاس،‏ يعتَبِرُ يَهْوَه خِدمَتَنا ناجِحَةً حينَ نقومُ بها بِاجتِهادٍ ومَحَبَّة.‏ كتَبَ بُولُس:‏ «اللّٰهُ لَيسَ فيهِ إثمٌ حتَّى ينسى عَمَلَكُم والمَحَبَّةَ الَّتي أظهَرتُموها نَحوَ اسْمِهِ في أنَّكُم خدَمتُمُ القِدِّيسينَ ولا تزالونَ تخدُمونَهُم».‏ (‏عب ٦:‏١٠‏)‏ فيَهْوَه يتَذَكَّرُ عَمَلَنا ومَحَبَّتَنا،‏ حتَّى لَو لم نقدِرْ أن نُساعِدَ أحَدًا أن يتَقَدَّمَ إلى المَعمودِيَّة.‏ فهو لا يُرَكِّزُ على النَّتائِج،‏ بل على الجُهدِ الَّذي نعمَلُه.‏ قالَ بُولُس:‏ ‏«كَدُّكُم لَيسَ عَبَثًا في الرَّبّ».‏ —‏ ١ كو ١٥:‏٥٨‏.‏

٧ ماذا نتَعَلَّمُ مِمَّا قالَهُ بُولُس عن خِدمَتِه؟‏

٧ كانَ بُولُس مُرسَلًا رائِعًا أسَّسَ جَماعاتٍ في مُدُنٍ عَديدَة.‏ لكنَّ البَعضَ شكَّكوا أنَّهُ مُعَلِّمٌ جَيِّد.‏ فكَيفَ دافَعَ عن نَفْسِه؟‏ لم يُرَكِّزْ على عَدَدِ الأشخاصِ الَّذينَ ساعَدَهُم أن يصيروا مَسيحِيِّين،‏ بل على الجُهدِ الَّذي بذَلَه.‏ فقالَ إنَّهُ ‏«كدَّ أكثَرَ جِدًّا» مِنَ الَّذينَ اعتَبَروا أنفُسَهُم أفضَلَ مِنه.‏ (‏٢ كو ١١:‏٢٣‏)‏ فتَذَكَّرْ أنتَ أيضًا أنَّ يَهْوَه يُقَدِّرُ بِالدَّرَجَةِ الأُولى جُهودَكَ واستِمرارَكَ في خِدمَتِه.‏

٨ ماذا يلزَمُ أن نتَذَكَّرَ عن خِدمَتِنا؟‏

٨ يَهْوَه يفرَحُ بِخِدمَتِنا.‏ أرسَلَ يَسُوع ٧٠ تِلميذًا لِيُبَشِّروا بِمَملَكَةِ اللّٰه.‏ وبَعدَما بشَّروا النَّاس،‏ ‹عادوا بِفَرَح›.‏ فماذا كانَ سَبَبُ فَرَحِهِم؟‏ قالوا:‏ «حتَّى الشَّيَاطينُ تخضَعُ لنا بِاسْمِك».‏ لكنَّ يَسُوع صحَّحَ تَفكيرَهُم قائِلًا:‏ «لا تفرَحوا بِهذا،‏ أنَّ الأرواحَ تخضَعُ لكُم،‏ بلِ افرَحوا لِأنَّ أسماءَكُم قد كُتِبَت في السَّموات».‏ (‏لو ١٠:‏١٧-‏٢٠‏)‏ فيَسُوع عرَفَ أنَّهُ لن تحصُلَ معهُم دائِمًا اختِباراتٌ مُمَيَّزَة كَهذِه.‏ وفي الواقِع،‏ لا نعرِفُ كم شَخصًا مِنَ الَّذينَ بشَّروهُم آنَذاك صارَ مُؤْمِنًا.‏ لِذا أرادَ يَسُوع أن لا يفرَحَ التَّلاميذُ فَقَط لِأنَّ النَّاسَ يسمَعونَ لهُم.‏ فالأهَمُّ هو أنَّ يَهْوَه يفرَحُ بِجُهودِهِم.‏

٩ حَسَبَ غَلَاطِيَة ٦:‏٧-‏٩‏،‏ ماذا تكونُ النَّتيجَةُ حينَ لا نتَوَقَّفُ عنِ التَّبشير؟‏

٩ إذا لم نتَوَقَّفْ عنِ الخِدمَة،‏ ننالُ حَياةً أبَدِيَّة.‏ حينَ نجتَهِدُ في عَمَلِ التَّبشيرِ والتَّعليم،‏ ‹نَزرَعُ مِن أجْلِ الرُّوحِ›،‏ أي نسمَحُ لِروحِ اللّٰهِ أن يُوَجِّهَنا.‏ وإذا ‹لم نتَوَقَّفْ› عن هذا العَمَلِ أو «لم نَستَسلِم»،‏ يُؤَكِّدُ لنا يَهْوَه أنَّنا سنحصُدُ حَياةً أبَدِيَّة،‏ حتَّى لَو لم نُساعِدْ شَخصًا أن يعتَمِد.‏ —‏ إقرأ غلاطية ٦:‏٧-‏٩‏.‏

ماذا يجِبُ أن نتَوَقَّعَ حينَ نُبَشِّر؟‏

١٠ عَلامَ تعتَمِدُ نَتائِجُ عَمَلِنا؟‏

١٠ النَّتائِجُ تعتَمِدُ أساسًا على قُلوبِ النَّاس.‏ هذا ما أوضَحَهُ يَسُوع في مَثَلِ الزَّارِع.‏ فقدْ قالَ إنَّ البِذارَ سقَطَ على أنواعٍ مُختَلِفَة مِنَ التُّربَة،‏ لكنَّ نَوعًا واحِدًا فَقَط أنتَجَ ثَمَرًا.‏ (‏لو ٨:‏٥-‏٨‏)‏ وذكَرَ أنَّ أنواعَ التُّربَةِ المُختَلِفَة تُمَثِّلُ أشخاصًا يسمَعونَ «كَلِمَةَ اللّٰه»،‏ لكنَّ قُلوبَهُم تدفَعُهُم أن يُظهِروا رُدودَ فِعلٍ مُختَلِفَة.‏ (‏لو ٨:‏١١-‏١٥‏)‏ إذًا،‏ لا تعتَمِدُ النَّتائِجُ على الزَّارِع،‏ بل على نَوعِ التُّربَة.‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ نَحنُ لا نستَطيعُ أن نتَحَكَّمَ في نَتائِجِ عَمَلِنا.‏ فهي تعتَمِدُ على قُلوبِ الَّذينَ يسمَعونَنا.‏ لكنَّ مَسؤُولِيَّتَنا هي أن نستَمِرَّ في زَرعِ بِذارِ الحَقّ.‏ فبُولُس قالَ إنَّ «كُلَّ واحِدٍ سيَنالُ مُكافَأتَهُ بِحَسَبِ كَدِّه»،‏ أي جُهدِه،‏ ولَيسَ بِحَسَبِ نَتائِجِ عَمَلِه.‏ —‏ ١ كو ٣:‏٨‏.‏

مع أن نوح بشَّر بأمانة سنوات طويلة،‏ لم يدخل أحد معه إلى الفلك إلا عائلته.‏ لكنَّ نوح أطاع اللّٰه وتمَّم تعيينه (‏أُنظر الفقرة ١١.‏)‏

١١ لِماذا كانَ نُوح مُبَشِّرًا ناجِحًا؟‏ (‏أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.‏)‏

١١ على مَرِّ التَّاريخ،‏ بشَّرَ خُدَّامٌ كَثيرونَ لِيَهْوَه أشخاصًا لم يسمَعوا لهُم.‏ نُوح مَثَلًا،‏ «بَشَّرَ بِالطَّريقِ الصَّحيحِ» لِعَشَراتِ السِّنينَ على الأرجَح.‏ (‏٢ بط ٢:‏٥‏)‏ ولا شَكَّ أنَّهُ تمَنَّى أن يقبَلَ النَّاسُ رِسالَتَه.‏ لكنَّ يَهْوَه لم يُخبِرْهُ أنَّ هذا سيَحدُث.‏ بل قالَ لهُ حينَ أوصاهُ أن يبنِيَ الفُلك:‏ «أُدخُلْ إلى الفُلكِ أنتَ وأبناؤُكَ وزَوجَتُكَ وزَوجاتُ أبنائِك».‏ (‏تك ٦:‏١٨‏)‏ أيضًا،‏ رُبَّما فهِمَ نُوح مِن قِياساتِ الفُلكِ أنَّ أغلَبَ النَّاسِ لن يسمَعوا له.‏ (‏تك ٦:‏١٥‏)‏ وبِالفِعل،‏ لم يسمَعْ لهُ ولا واحِدٌ مِن ذلِكَ العالَمِ العَنيف.‏ (‏تك ٧:‏٧‏)‏ فهلِ اعتَبَرَهُ يَهْوَه فاشِلًا؟‏ بِالعَكس،‏ كانَ نُوح في نَظَرِهِ مُبَشِّرًا ناجِحًا لِأنَّهُ عمِلَ بِالضَّبطِ كُلَّ ما أمَرَهُ به.‏ —‏ تك ٦:‏٢٢‏.‏

١٢ ماذا ساعَدَ إرْمِيَا أن يُكمِلَ خِدمَتَهُ بِفَرَح؟‏

١٢ إرْمِيَا أيضًا،‏ بشَّرَ عَشَراتِ السِّنينَ أشخاصًا رفَضوا أن يسمَعوه،‏ أو حتَّى قاوَموه.‏ وبِسَبَبِ استِهزائِهِم وإهاناتِهِم،‏ ضعُفَت مَعنَوِيَّاتُهُ كَثيرًا وفكَّرَ أن يتَوَقَّفَ عن تَعيينِه.‏ (‏ار ٢٠:‏٨،‏ ٩‏)‏ لكنَّهُ لم يستَسلِم.‏ فماذا ساعَدَهُ أن يُكمِلَ خِدمَتَهُ بِفَرَح؟‏ ركَّزَ إرْمِيَا على فِكرَتَينِ مُهِمَّتَين.‏ أوَّلًا،‏ رِسالَةُ اللّٰهِ الَّتي بشَّرَ بها تُعطي النَّاسَ «مُستَقبَلًا ورَجاءً».‏ (‏ار ٢٩:‏١١‏)‏ ثانِيًا،‏ كانَ يحمِلُ اسْمَ يَهْوَه،‏ أي يُمَثِّلُهُ ويَنقُلُ رِسالَتَه.‏ (‏ار ١٥:‏١٦‏)‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ نَحنُ نُعلِنُ لِلنَّاسِ رِسالَةَ رَجاء.‏ كما نحمِلُ اسْمَ يَهْوَه كَشُهودٍ له.‏ وحينَ نُرَكِّزُ على هاتَينِ الفِكرَتَينِ المُهِمَّتَين،‏ نفرَحُ بِخِدمَتِنا مَهمَا كانَت رَدَّةُ فِعلِ النَّاس.‏

١٣ ماذا نتَعَلَّمُ مِن مَثَلِ يَسُوع في مُرْقُس ٤:‏٢٦-‏٢٩‏؟‏

١٣ النُّموُّ الرُّوحِيُّ يحدُثُ تَدريجِيًّا.‏ علَّمَ يَسُوع هذِهِ الحَقيقَةَ في مَثَلِ الزَّارِعِ الَّذي ينام.‏ ‏(‏إقرأ مرقس ٤:‏٢٦-‏٢٩‏.‏)‏ فنَتائِجُ جُهدِ الزَّارِعِ تَظهَرُ تَدريجِيًّا،‏ ولا يقدِرُ أن يتَحَكَّمَ بها.‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ قد لا نرى فَورًا نَتائِجَ عَمَلِنا في التَّبشيرِ والتَّعليم.‏ فالنُّموُّ الرُّوحِيُّ يحدُثُ تَدريجِيًّا وعلى مَراحِل.‏ أيضًا،‏ مِثلَما لا يقدِرُ الزَّارِعُ أن يُسَرِّعَ نُموَّ الزَّرع،‏ لا نقدِرُ أن نُسَرِّعَ النُّموَّ الرُّوحِيَّ لِلتِّلميذ.‏ لِذا لا تَيأسْ أو تستَسلِمْ إذا أخَذَ نُموُّ التِّلميذِ وَقتًا أكثَرَ مِمَّا توَقَّعت.‏ فمِثلَ الزِّراعَة،‏ يحتاجُ عَمَلُ التَّبشيرِ والتَّعليمِ إلى الصَّبر.‏ —‏ يع ٥:‏٧،‏ ٨‏.‏

١٤ أُذكُرِ اختِبارًا يوضِحُ أنَّ نَتائِجَ خِدمَتِنا قد تَظهَرُ تَدريجِيًّا.‏

١٤ في بَعضِ المُقاطَعات،‏ قد تمُرُّ سِنينُ قَبلَ أن نرى نَتائِجَ خِدمَتِنا.‏ إلَيكَ ما حصَلَ معَ الأُختَينِ غْلَادِيس ورُوبِي آلِن.‏ فسَنَةَ ١٩٥٩،‏ تعَيَّنَتا فاتِحَتَينِ عادِيَّتَينِ في بَلدَةٍ بِمُقاطَعَةِ كِيبَك الكَنَدِيَّة.‏ * ولكنْ بِسَبَبِ ضَغطِ المُجتَمَعِ والكَنيسَةِ الكَاثُولِيكِيَّة،‏ رفَضَ النَّاسُ أن يسمَعوا لهُما.‏ تتَذَكَّرُ غْلَادِيس:‏ «ذهَبنا مِن بَيتٍ إلى بَيتٍ ثَمانِيَ ساعاتٍ يَومِيًّا طَوالَ سَنَتَينِ دونَ أن يُجيبَ أحَد!‏ فكانَ النَّاسُ ينظُرونَ مِنَ النَّافِذَة،‏ وعِندَما يرَونَنا يُنزِلونَ السَّتائِر.‏ لكنَّنا لم نستَسلِم».‏ معَ الوَقت،‏ تغَيَّرَ مَوقِفُ النَّاس.‏ فبدَأَ البَعضُ يسمَعونَ لهُما.‏ واليَوم،‏ هُناكَ ثَلاثُ جَماعاتٍ في تِلكَ البَلدَة.‏ —‏ اش ٦٠:‏٢٢‏.‏

١٥ ماذا تُعَلِّمُنا ١ كُورِنْثُوس ٣:‏٦،‏ ٧ عن عَمَلِ التَّبشيرِ والتَّعليم؟‏

١٥ عَمَلُ التَّبشيرِ والتَّعليمِ هو عَمَلٌ جَماعِيّ.‏ يتَعاوَنُ كُلُّ أفرادِ الجَماعَةِ لِيُساعِدوا التِّلميذَ أن يتَقَدَّمَ ويَعتَمِد.‏ ‏(‏إقرأ ١ كورنثوس ٣:‏٦،‏ ٧‏.‏)‏ إلَيكَ هذا المَثَل.‏ يُعطي أحَدُ الإخوَةِ نَشرَةً أو مَجَلَّةً لِشَخصٍ مُهتَمّ.‏ ولكنْ بِسَبَبِ انشِغالِ الأخ،‏ يطلُبُ مِن أخٍ آخَرَ أن يعودَ لِزيارَةِ المُهتَمّ.‏ فيَزورُهُ الأخُ الآخَرُ ويَبدَأُ معهُ بِدَرس.‏ ثُمَّ يدعو بِدَورِهِ إخوَةً مُختَلِفينَ لِيَحضُروا دَرسَ التِّلميذ.‏ وكُلُّ واحِدٍ مِن هؤُلاءِ الإخوَةِ يُشَجِّعُ التِّلميذَ بِطَريقَةٍ مُختَلِفَة.‏ وهكَذا يشتَرِكونَ جَميعًا في سَقيِ بِذرَةِ الحَقّ.‏ لِذلِك قالَ يَسُوع إنَّ الزَّارِعَ والحاصِدَ يفرَحانِ مَعًا وَقتَ الحَصاد.‏ —‏ يو ٤:‏٣٥-‏٣٨‏.‏

١٦ لِماذا تقدِرُ أن تفرَحَ حتَّى لَو منَعَتكَ الظُّروفُ أن تخدُمَ مِثلَما تُريد؟‏

١٦ ماذا لَو كانَت صِحَّتُكَ أو قُوَّتُكَ ضَعيفَة،‏ ولا تقدِرُ أن تخدُمَ يَهْوَه مِثلَما تُريد؟‏ يظَلُّ بِإمكانِكَ أن تفرَحَ بِما تفعَلُهُ في عَمَلِ الحَصاد.‏ تذَكَّرْ ما حدَثَ حينَ لاحَقَ دَاوُد ورِجالُهُ العَمَالِيقِيِّينَ لِيَستَرِدُّوا عائِلاتِهِم ومُمتَلَكاتِهِم.‏ ففي الطَّريق،‏ شعَرَ ٢٠٠ رَجُلٍ أنَّهُم لا يستَطيعونَ القِتالَ بِسَبَبِ التَّعَبِ الشَّديد،‏ فبَقوا عِندَ الأمتِعَة.‏ ولكنْ بَعدَما انتَصَرَ دَاوُد وباقي الرِّجال،‏ أمَرَ أن تُوَزَّعَ الغَنيمَةُ بِالتَّساوي على الجَميع.‏ (‏١ صم ٣٠:‏٢١-‏٢٥‏)‏ والفِكرَةُ نَفْسُها تنطَبِقُ على عَمَلِ التَّبشيرِ والتَّعليم.‏ فما دُمتَ تعمَلُ جُهدَكَ في هذا العَمَل،‏ تقدِرُ أن تفرَحَ مع باقي الإخوَةِ كُلَّما أتى شَخصٌ إلى الحَقّ.‏

١٧ علامَ نشكُرُ يَهْوَه؟‏

١٧ نشكُرُ إلهَنا المُحِبَّ على الطَّريقَةِ الَّتي ينظُرُ بها إلى خِدمَتِنا.‏ فهو يعرِفُ أنَّنا لا نقدِرُ أن نتَحَكَّمَ في نَتائِجِ جُهودِنا.‏ لكنَّهُ في الوَقتِ نَفْسِه،‏ يُلاحِظُ اجتِهادَنا ومَحَبَّتَنا له،‏ ويُكافِئُنا على ذلِك.‏ كما يُعَلِّمُنا كَيفَ نفرَحُ بِما نفعَلُهُ في عَمَلِ الحَصاد.‏ (‏يو ١٤:‏١٢‏)‏ ونَحنُ واثِقونَ أنَّهُ يفرَحُ بِخِدمَتِنا،‏ ما دُمنا لا نستَسلِم.‏

التَّرنيمَة ٦٧ «إكرِزْ بِالكَلِمَة»‏

^ نَحنُ نفرَحُ طَبعًا حينَ يقبَلُ النَّاسُ رِسالَتَنا،‏ ونتَضايَقُ حينَ يرفُضونَها.‏ ولكنْ ماذا لَو كُنَّا ندرُسُ مع شَخصٍ ولا يتَقَدَّم؟‏ أو ماذا لَو لم نُساعِدْ بَعد أيَّ شَخصٍ أن يتَقَدَّمَ إلى المَعمودِيَّة؟‏ هل يعني ذلِك أنَّنا فاشِلونَ في خِدمَتِنا؟‏ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنرى لِماذا نقدِرُ أن ننجَحَ في الخِدمَةِ ونفرَحَ فيها،‏ بِغَضِّ النَّظَرِ عن رَدَّةِ فِعلِ النَّاس.‏

^ إقرَأْ قِصَّةَ حَياةِ غْلَادِيس آلِن،‏ «‏لا أُغَيِّرُ شَيئًا ألبَتَّة!‏‏»،‏ في عَدَدِ ١ أيْلُول (‏سِبْتَمْبِر)‏ ٢٠٠٢ مِن بُرجِ المُراقَبَة.‏