الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٤٨

‏«كونوا قدوسين»‏

‏«كونوا قدوسين»‏

‏«صيروا قُدُّوسينَ في كُلِّ سُلوكِكُم».‏ —‏ ١ بط ١:‏١٥‏.‏

التَّرنيمَة ٣٤ السَّيرُ بِاستِقامَة

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١ ماذا أوصى بُطْرُس المَسِيحِيِّين،‏ ولِمَ قد تبدو هذِهِ الوَصِيَّةُ مُستَحيلَةً علَينا؟‏

أوصى الرَّسولُ بُطْرُس المَسِيحِيِّينَ المُختارينَ في القَرنِ الأوَّل:‏ «صيروا قُدُّوسينَ في كُلِّ سُلوكِكُم مِثلَ القُدُّوسِ الَّذي دَعاكُم،‏ لِأنَّهُ مَكتوب:‏ ‹كونوا قُدُّوسينَ لِأنِّي قُدُّوس›».‏ (‏١ بط ١:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ وهذِهِ الوَصِيَّةُ تهُمُّنا جَميعًا،‏ سَواءٌ كانَ رَجاؤُنا سَماوِيًّا أو أرضِيًّا.‏ فماذا نتَعَلَّمُ مِنها؟‏ نَحنُ نقدِرُ أن نتَمَثَّلَ بِيَهْوَه،‏ أفضَلِ مِثالٍ في القَداسَة،‏ ويَلزَمُ أن نفعَلَ ذلِك.‏ فعلَينا أن نكونَ قُدُّوسينَ في كُلِّ سُلوكِنا.‏ صَحيحٌ أنَّ هذا قد يبدو مُستَحيلًا علَينا لِأنَّنا ناقِصون،‏ لكنَّهُ مُمكِن.‏ ومِثالُ بُطْرُس يُؤَكِّدُ ذلِك.‏ فهو أيضًا كانَ ناقِصًا وارتَكَبَ أخطاءً كَثيرَة.‏

٢ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟‏

٢ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنُجيبُ عن أربَعَةِ أسئِلَة:‏ ماذا يعني أن نكونَ قُدُّوسين؟‏ ماذا يُعَلِّمُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ عن قَداسَةِ يَهْوَه؟‏ كَيفَ نصيرُ قُدُّوسينَ في كُلِّ سُلوكِنا؟‏ وكَيفَ ترتَبِطُ القَداسَةُ بِعَلاقَتِنا مع يَهْوَه؟‏

ماذا يعني أن نكونَ قُدُّوسين؟‏

٣ كَيفَ يتَخَيَّلُ كَثيرونَ الشَّخصَ القُدُّوس،‏ وكَيفَ نعرِفُ أنَّ هذا لَيسَ صَحيحًا؟‏

٣ كَيفَ يتَخَيَّلُ النَّاسُ الشَّخصَ القُدُّوس؟‏ غالِبًا ما يتَخَيَّلونَ شَخصًا لابِسًا ثِيابًا دينِيَّة،‏ عِندَهُ مَظاهِرُ التَّقوى،‏ وَجهُهُ عابِس،‏ ولا يبتَسِمُ أبَدًا.‏ ولكنْ لا يُمكِنُ أن يكونَ الشَّخصُ القُدُّوسُ هكَذا.‏ فيَهْوَه قُدُّوس،‏ لكنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ يقولُ إنَّهُ «الإلهُ السَّعيد».‏ (‏١ تي ١:‏١١‏)‏ ويَصِفُ خُدَّامَ يَهْوَه بِأنَّهُم شَعبٌ «سَعيد».‏ (‏مز ١٤٤:‏١٥‏)‏ كما انتَقَدَ يَسُوع الَّذينَ يلبَسونَ ثِيابًا مُمَيَّزَة،‏ ويَعمَلونَ أعمالًا جَيِّدَة مِن أجْلِ أن يراهُمُ النَّاس.‏ (‏مت ٦:‏١؛‏ مر ١٢:‏٣٨‏)‏ ونَحنُ كمَسِيحِيِّين،‏ نعرِفُ ماذا يعني أن نكونَ قُدُّوسينَ مِمَّا يقولُهُ الكِتابُ المُقَدَّس.‏ ونثِقُ أنَّ إلهَنا المُحِبَّ لا يطلُبُ مِنَّا شَيئًا فَوقَ طاقَتِنا.‏ فبِما أنَّهُ يوصينا:‏ «كونوا قُدُّوسين»،‏ فنَحنُ نقدِرُ بِالتَّأكيدِ أن نفعَلَ ذلِك.‏ ولكنْ كَي ننجَح،‏ علَينا أن نعرِفَ أوَّلًا ماذا يعني أن نكونَ قُدُّوسين.‏

٤ ماذا يعني أن نكونَ قُدُّوسين؟‏

٤ في الكِتابِ المُقَدَّس،‏ تعني «القَداسَةُ» طَهارَةَ الأخلاقِ والعِبادَة.‏ كما تعني أن يكونَ الشَّخصُ أوِ الشَّيءُ مُخَصَّصًا لِخِدمَةِ اللّٰه.‏ بِكَلِماتٍ أُخرى،‏ الشَّخصُ القُدُّوسُ هو شَخصٌ طاهِرٌ أخلاقِيًّا،‏ يعبُدُ اللّٰهَ بِطَريقَةٍ تُرضيه،‏ ولَدَيهِ عَلاقَةٌ قَوِيَّة به.‏ ولا شَكَّ أنَّهُ امتِيازٌ عَظيمٌ جِدًّا أن يقبَلَ إلهُنا القُدُّوسُ أن نكونَ أصدِقاءَه،‏ مع أنَّنا ناقِصون.‏ ويَزيدُ تَقديرُنا لِهذا الامتِيازِ حينَ نرى ماذا يقولُ الكِتابُ المُقَدَّسُ عن قَداسَةِ يَهْوَه.‏

‏«قُدُّوس،‏ قُدُّوس،‏ قُدُّوسٌ يَهْوَه»‏

٥ ماذا نتَعَلَّمُ مِمَّا قالَهُ المَلائِكَةُ عن يَهْوَه؟‏

٥ يَهْوَه قُدُّوسٌ وطاهِرٌ مِن كُلِّ النَّواحي.‏ لاحِظْ كَيفَ شدَّدَ السَّرَافِيم،‏ وهُم مَلائِكَةٌ قَريبونَ مِن عَرشِ اللّٰه،‏ على هذِهِ الفِكرَة.‏ قالوا:‏ «قُدُّوس،‏ قُدُّوس،‏ قُدُّوسٌ يَهْوَه الجُنود».‏ (‏اش ٦:‏٣‏)‏ طَبعًا،‏ يجِبُ أن يكونَ المَلائِكَةُ أنفُسُهُم قُدُّوسينَ لِيَتَمَتَّعوا بِعَلاقَةٍ قَوِيَّة مع إلهِنا القُدُّوس.‏ وهُم كَذلِكَ بِالفِعل.‏ حتَّى إنَّ مُجَرَّدَ وُجودِهِم في مَكانٍ ما على الأرضِ يجعَلُهُ مُقَدَّسًا.‏ وهذا ما حصَلَ عِندَ شَجَرَةِ العُلَّيْقِ المُشتَعِلَة عِندَما تكَلَّمَ مَلاكٌ مع مُوسَى.‏ —‏ خر ٣:‏٢-‏٥؛‏ يش ٥:‏١٥‏.‏

ثُبِّتت على عمامة رئيس الكهنة قطعة ذهبية محفور عليها «القداسة ليهوه» (‏أُنظر الفقرتين ٦-‏٧.‏)‏

٦-‏٧ ‏(‏أ)‏ حَسَبَ الخُرُوج ١٥:‏١،‏ ١١‏،‏ كَيفَ شدَّدَ مُوسَى على قَداسَةِ اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ ماذا ذكَّرَ الإسْرَائِيلِيِّينَ بِأنَّ يَهْوَه قُدُّوس؟‏ (‏أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.‏)‏

٦ بَعدَما عبَرَ الإسْرَائِيلِيُّونَ البَحرَ الأحْمَر،‏ شدَّدَ لهُم مُوسَى على قَداسَةِ يَهْوَه.‏ ‏(‏إقرإ الخروج ١٥:‏١،‏ ١١‏.‏)‏ فكمِ اختَلَفَ يَهْوَه عن آلِهَةِ الشُّعوبِ الأُخرى!‏ فالَّذينَ عبَدوا الآلِهَةَ المِصْرِيَّة كانَ سُلوكُهُم أبعَدَ ما يكونُ عنِ القَداسَة.‏ والأمرُ نَفْسُهُ ينطَبِقُ على الَّذينَ عبَدوا الآلِهَةَ الكَنْعَانِيَّة.‏ فعِبادَتُهُم شمَلَت مُمارَساتٍ جِنسِيَّة مُقرِفَة،‏ وتَقديمَ أولادِهِم كذَبائِح.‏ (‏لا ١٨:‏٣،‏ ٤،‏ ٢١-‏٢٤؛‏ تث ١٨:‏٩،‏ ١٠‏)‏ بِالمُقابِل،‏ لا يُمكِنُ أبَدًا أن يطلُبَ يَهْوَه مِن خُدَّامِهِ شَيئًا يُنَجِّسُهُم.‏ فهو قُدُّوسٌ إلى أبعَدِ الحُدود.‏ ولِتَذكيرِ الإسْرَائِيلِيِّينَ بِذلِك،‏ ثُبِّتَت على عِمامَةِ رَئيسِ الكَهَنَةِ قِطعَةٌ ذَهَبِيَّة مَحفورٌ علَيها عِبارَة «القَداسَةُ لِيَهْوَه».‏ —‏ خر ٢٨:‏٣٦-‏٣٨‏.‏

٧ أكَّدَت هذِهِ العِبارَةُ لِكُلِّ مَن رآها أنَّ يَهْوَه قُدُّوسٌ جِدًّا.‏ ولكنْ ماذا عنِ الإسْرَائِيلِيِّينَ الَّذينَ لم يقدِروا أن يقتَرِبوا مِن رَئيسِ الكَهَنَةِ لِيَرَوا هذِهِ العِبارَة؟‏ كَيفَ كانوا سيَعرِفونَ عن قَداسَةِ يَهْوَه؟‏ كانوا سيَتَعَلَّمونَ عنها عِندَما تُقرَأُ الشَّريعَةُ أمامَ كُلِّ الرِّجالِ والنِّساءِ والأولاد.‏ (‏تث ٣١:‏٩-‏١٢‏)‏ فلَو كُنتَ بَينَهُم آنَذاك،‏ لَسمِعتَ عِباراتٍ مِثل:‏ «أنا يَهْوَه إلهُكُم .‏ .‏ .‏ فكونوا قُدُّوسينَ لِأَنِّي قُدُّوس»،‏ و «كونوا قُدُّوسينَ في نَظَري،‏ لِأنِّي أنا يَهْوَه قُدُّوس».‏ —‏ لا ١١:‏٤٤،‏ ٤٥؛‏ ٢٠:‏٧،‏ ٢٦‏.‏

٨ ماذا نتَعَلَّمُ مِنَ اللَّاوِيِّين ١٩:‏٢ و ١ بُطْرُس ١:‏١٤-‏١٦‏؟‏

٨ لِنُرَكِّزِ الآنَ على اللَّاوِيِّين ١٩:‏٢ الَّتي كانَت بَينَ الآياتِ الَّتي تُقرَأُ على جَميعِ الشَّعب.‏ فيَهْوَه قالَ لِمُوسَى:‏ «كَلِّمْ كُلَّ جَماعَةِ الإسْرَائِيلِيِّينَ وقُلْ لهُم:‏ ‹كونوا قُدُّوسينَ لِأنِّي أنا يَهْوَه إلهَكُم قُدُّوس›».‏ وعلى الأرجَح،‏ اقتَبَسَ بُطْرُس مِن هذِهِ الآيَةِ حينَ أوصى المَسِيحِيِّينَ أن ‹يصيروا قُدُّوسين›.‏ ‏(‏إقرأ ١ بطرس ١:‏١٤-‏١٦‏.‏)‏ طَبعًا،‏ نَحنُ لَسنا تَحتَ الشَّريعَة.‏ لكنَّ ما كتَبَهُ بُطْرُس يُؤَكِّدُ الحَقيقَةَ نَفْسَها المَذكورَة في اللَّاوِيِّين ١٩:‏٢‏:‏ إنَّ يَهْوَه قُدُّوس،‏ والَّذينَ يُحِبُّونَهُ يجِبُ أن يجتَهِدوا لِيَكونوا قُدُّوسين.‏ وهذا ينطَبِقُ علَينا جَميعًا،‏ سَواءٌ كانَ رَجاؤُنا سَماوِيًّا أو أرضِيًّا.‏ —‏ ١ بط ١:‏٤؛‏ ٢ بط ٣:‏١٣‏.‏

‏«صيروا قُدُّوسينَ في كُلِّ سُلوكِكُم»‏

٩ كَيفَ نستَفيدُ مِنَ اللَّاوِيِّين ١٩‏؟‏

٩ نَحنُ نُريدُ أن نُرضِيَ إلهَنا القُدُّوس.‏ لِذا يهُمُّنا كَثيرًا أن نتَعَلَّمَ كَيفَ نصيرُ قُدُّوسين.‏ وفي اللَّاوِيِّين ١٩‏،‏ أعطانا يَهْوَه نَصائِحَ رائِعَة تُفيدُنا في هذا المَجال.‏ كتَبَ عالِمٌ في اللُّغَةِ العِبْرَانِيَّة اسْمُهُ مَارْكُوس كَالِيش:‏ «هذا الفَصلُ المُمَيَّزُ قد يكونُ الأكثَرَ شُمولِيَّة،‏ ومِن بَعضِ النَّواحي الأكثَرَ أهَمِّيَّة،‏ في كلِّ سِفرِ اللَّاوِيِّينَ وحتَّى في البَانْتَاتْيُك»،‏ أيِ الأسفارِ الخَمسَةِ الأُولى في الكِتابِ المُقَدَّس.‏ والآن،‏ سنُناقِشُ بَعضَ الآياتِ مِن هذا الفَصل،‏ وسَنَتَعَلَّمُ مِنها دُروسًا تُساعِدُنا أن نصيرَ قُدُّوسينَ في مَجالاتٍ مُختَلِفَة مِن حَياتِنا.‏ ولْنتَذَكَّرْ أنَّ كُلَّ هذِهِ الآياتِ تأتي بَعدَ الوَصِيَّة:‏ «كونوا قُدُّوسين».‏

أي درس نتعلَّمه من الوصية عن الوالدين في اللاويين ١٩:‏٣‏؟‏ (‏أُنظر الفقرات ١٠-‏١٢.‏)‏ *

١٠-‏١١ ما هيَ الوَصِيَّةُ الأُولى في اللَّاوِيِّين ١٩:‏٣‏،‏ ولِمَ هي مُهِمَّة؟‏

١٠ بَعدَما أوصى يَهْوَه الإسْرَائِيلِيِّينَ أن يكونوا قُدُّوسين،‏ قالَ لهُم:‏ «يَجِبُ أن يَحتَرِمَ كُلُّ واحِدٍ مِنكُم أُمَّهُ وأباه ‏.‏ .‏ .‏ أنا يَهْوَه إلهُكُم».‏ —‏ لا ١٩:‏٢،‏ ٣‏.‏

١١ إذًا،‏ مُهِمٌّ أن نحتَرِمَ أبانا وأُمَّنا،‏ مِثلَما أوصى يَهْوَه.‏ ويَسُوع شدَّدَ على أهَمِّيَّةِ هذِهِ الوَصِيَّة.‏ ففي إحدى المَرَّات،‏ سألَهُ شابّ:‏ «أيُّ أعمالٍ صالِحَة علَيَّ أن أعمَلَها كَي أحصُلَ على الحَياةِ الأبَدِيَّة؟‏».‏ وأحَدُ الأُمورِ الَّتي ذكَرَها يَسُوع في جَوابِهِ هي إكرامُ الوالِدَين.‏ (‏مت ١٩:‏١٦-‏١٩‏)‏ وفي مَرَّةٍ أُخرى،‏ وبَّخَ يَسُوع الفَرِّيسِيِّينَ والكَتَبَةَ لِأنَّهُم كانوا يتَحايَلونَ كَي لا يُطَبِّقوا هذِهِ الوَصِيَّة.‏ وقالَ لهُم إنَّهُم بِهذِهِ الطَّريقَةِ ‹تجاهَلوا كَلامَ اللّٰه›.‏ (‏مت ١٥:‏٣-‏٦‏)‏ ‹فكَلامُ اللّٰهِ› شمَلَ الوَصِيَّةَ الخامِسَة مِنَ الوَصايا العَشْر،‏ والوَصِيَّةَ في اللَّاوِيِّين ١٩:‏٣‏.‏ (‏خر ٢٠:‏١٢‏)‏ ولا ننسَ أنَّ الوَصِيَّةَ في اللَّاوِيِّين ١٩:‏٣ عنِ احتِرامِ الوَالِدَينِ تأتي مُباشَرَةً بَعدَ الوَصِيَّة:‏ «كونوا قُدُّوسينَ لِأنِّي أنا يَهْوَه إلهَكُم قُدُّوس».‏

١٢ كَيفَ تُطَبِّقُ الدَّرسَ الَّذي نتَعَلَّمُهُ مِنَ اللَّاوِيِّين ١٩:‏٣‏؟‏

١٢ حينَ تُفَكِّرُ في وَصِيَّةِ يَهْوَه عنِ احتِرامِ الوالِدَين،‏ جَيِّدٌ أن تسألَ نَفْسَك:‏ ‹هل أُكرِمُ أبي وأُمِّي؟‏›.‏ وإذا شعَرتَ أنَّكَ مُقَصِّرٌ في هذا المَجال،‏ فلِمَ لا تُصَمِّمُ أن تتَحَسَّن؟‏ صَحيحٌ أنَّكَ لا تقدِرُ أن تُغَيِّرَ الماضي،‏ لكنَّكَ تقدِرُ مِنَ الآنَ فصاعِدًا أن تعمَلَ المَزيدَ معهُما ومِن أجْلِهِما.‏ مَثَلًا،‏ حاوِلْ أن تقضِيَ وَقتًا أطوَلَ معَهُما،‏ أو تهتَمَّ أكثَرَ بِحاجاتِهِما المادِّيَّة والرُّوحِيَّة والعاطِفِيَّة.‏ وهكَذا تُطَبِّقُ الدَّرسَ الَّذي نتَعَلَّمُهُ مِنَ اللَّاوِيِّين ١٩:‏٣‏.‏

١٣ ‏(‏أ)‏ أيَّةُ وَصِيَّةٍ أُخرى نجِدُها في اللَّاوِيِّين ١٩:‏٣‏؟‏ (‏ب)‏ كَيفَ نتبَعُ مِثالَ يَسُوع المَذكورَ في لُوقَا ٤:‏١٦-‏١٨‏؟‏

١٣ تذكُرُ اللَّاوِيِّين ١٩:‏٣ أمرًا آخَرَ يُساعِدُنا أن نصيرَ قُدُّوسين.‏ فهي تتَحَدَّثُ عن تَطبيقِ وَصِيَّةِ السَّبت.‏ طَبعًا،‏ نَحنُ لَسنا تَحتَ الشَّريعَة،‏ وبِالتَّالي لا داعِيَ أن نُطَبِّقَ هذِهِ الوَصِيَّة.‏ لكنَّنا نتَعَلَّمُ دَرسًا مُهِمًّا حينَ نرى كَيفَ طبَّقَها الإسْرَائِيلِيُّون،‏ وكَيفَ استَفادوا مِن ذلِك.‏ فيَومَ السَّبت،‏ كانوا يرتاحونَ مِن أشغالِهِم ويُرَكِّزونَ على الأُمورِ الرُّوحِيَّة.‏ * لِذا،‏ اعتادَ يَسُوع كُلَّ سَبتٍ أن يذهَبَ إلى المَجمَعِ لِيَقرَأَ كَلِمَةَ اللّٰه.‏ (‏خر ٣١:‏١٢-‏١٥‏؛‏ إقرأ لوقا ٤:‏١٦-‏١٨‏.‏)‏ فما الدَّرسُ الَّذي نتَعَلَّمُهُ مِنَ اللَّاوِيِّين ١٩:‏٣ عن تَطبيقِ وَصِيَّةِ السَّبت؟‏ يجِبُ أن نُخَصِّصَ وَقتًا كُلَّ يَومٍ لِنُرَكِّزَ فيهِ على الأُمورِ الرُّوحِيَّة.‏ فهل تستَطيعُ أن تتَحَسَّنَ في هذا المَجال؟‏ حينَ تتَعَوَّدُ أن تُخَصِّصَ وَقتًا لِلأُمورِ الرُّوحِيَّة،‏ تُقَوِّي عَلاقَتَكَ بِاللّٰه.‏ وهذا ضَرورِيٌّ كَي نصيرَ قُدُّوسين.‏

قوِّ عَلاقَتَكَ بِيَهْوَه

١٤ أيُّ حَقيقَةٍ تتَكَرَّرُ في اللَّاوِيِّين ١٩‏؟‏

١٤ تتَكَرَّرُ في اللَّاوِيِّين ١٩ حَقيقَةٌ مُهِمَّة تُساعِدُنا أن نبقى قُدُّوسين.‏ فالآيَة ٤ تنتَهي بِعِبارَة:‏ «أنا يَهْوَه إلهُكُم».‏ وهذِهِ العِبارَةُ أو عِبارَةُ «أنا يَهْوَه» تتَكَرَّرُ ١٦ مَرَّةً في هذا الفَصل.‏ وهي تُذَكِّرُنا بِالوَصِيَّةِ الأُولى مِنَ الوَصايا العَشْر:‏ «أنا يَهْوَه إلهُك .‏ .‏ .‏ لا تَعبُدْ آلِهَةً أُخْرى غَيري».‏ (‏خر ٢٠:‏٢،‏ ٣‏)‏ فإذا أرَدنا أن نصيرَ قُدُّوسين،‏ يجِبُ أن لا نسمَحَ لِأيِّ شَيءٍ أو شَخصٍ أن يقِفَ بَينَنا وبَينَ يَهْوَه.‏ إضافَةً إلى ذلِك،‏ بِما أنَّنا نحمِلُ اسْمَ يَهْوَه،‏ فلا نُريدُ أن نفعَلَ شَيئًا يُهينُ اسْمَهُ القُدُّوسَ أو يُنَجِّسُه.‏ —‏ لا ١٩:‏١٢؛‏ اش ٥٧:‏١٥‏.‏

١٥ إلامَ تدفَعُنا الآياتُ عنِ الذَّبائِحِ في اللَّاوِيِّين ١٩‏؟‏

١٥ كَي يُظهِرَ الإسْرَائِيلِيُّونَ أنَّ يَهْوَه إلهُهُم،‏ لزِمَ أن يُطيعوا وَصاياه.‏ تقولُ اللَّاوِيِّين ١٨:‏٤‏:‏ «أطيعوا قَوانيني وطَبِّقوا وَصايايَ واتبَعوها.‏ أنا يَهْوَه إلهُكُم».‏ وبَعضُ هذِهِ ‹الوَصايا› مَذكورَةٌ في اللَّاوِيِّين ١٩‏.‏ مَثَلًا،‏ تتَحَدَّثُ الآيات ٥-‏٨‏،‏ ٢١،‏ و ٢٢ عن تَقديمِ الذَّبائِح.‏ فلزِمَ أن يُقَدِّمَها الإسْرَائِيلِيُّونَ بِطَريقَةٍ ‹لا تُنَجِّسُ تَقدِمَةً مُقَدَّسَة لِيَهْوَه›.‏ وحينَ نقرَأُ هذِهِ الآيات،‏ نندَفِعُ أن نُطيعَ يَهْوَه ونُقَدِّمَ لهُ ذَبائِحَ تَسبيحٍ بِطَريقَةٍ يقبَلُها،‏ مِثلَما تُشَجِّعُنا العِبْرَانِيِّين ١٣:‏١٥‏.‏

١٦ كَيفَ تُشَجِّعُنا اللَّاوِيِّين ١٩:‏١٩ أن نكونَ مُختَلِفينَ عن باقي النَّاس؟‏

١٦ كَي نصيرَ قُدُّوسين،‏ يجِبُ أيضًا أن لا نخافَ أن نكونَ مُختَلِفينَ عن باقي النَّاس.‏ وهذا لَيسَ سَهلًا.‏ فزُمَلاؤُنا في العَمَلِ والمَدرَسَة،‏ أقرِباؤُنا غَيرُ المُؤمِنين،‏ أو غَيرُهُم يُمكِنُ أن يضغَطوا علَينا كَي نقومَ بِأُمورٍ تتَعارَضُ مع عِبادَتِنا.‏ في هذِهِ الحالَة،‏ علَينا أن نأخُذَ قَرارًا مُهِمًّا.‏ فماذا يُساعِدُنا أن نأخُذَ القَرارَ الصَّحّ؟‏ نتَعَلَّمُ دَرسًا مُهِمًّا مِنَ اللَّاوِيِّين ١٩:‏١٩‏.‏ تذكُر:‏ «لا تَلبَسْ ثَوبًا مَصنوعًا مِن نَوعَيْنِ مِنَ الخُيوط».‏ ساعَدَت هذِهِ الوَصِيَّةُ الإسْرَائِيلِيِّينَ أن يكونوا مُختَلِفينَ عنِ الشُّعوبِ حَولَهُم.‏ طَبعًا،‏ لَيسَت لَدَينا مُشكِلَةٌ اليَومَ أن نلبَسَ ثِيابًا مَصنوعَة مِن نَوعَينِ مِنَ الخُيوط،‏ مِثلِ القُطنِ والبُولِيَسْتِر أوِ الصُّوفِ والكَتَّان.‏ ولكنْ يجِبُ أن نكونَ مُختَلِفينَ عنِ الأشخاصِ الَّذينَ تتَعارَضُ مُعتَقَداتُهُم وتَصَرُّفاتُهُم مع تَعاليمِ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ حتَّى لَو كانوا زُمَلاءَنا أو أقرِباءَنا.‏ صَحيحٌ أنَّنا نُحِبُّهُم،‏ لكنَّنا نُريدُ أن نُظهِرَ بِقَراراتِنا أنَّنا نُطيعُ يَهْوَه،‏ حتَّى لَو عنى ذلِك أن نكونَ مُختَلِفينَ عن غَيرِنا.‏ وهذا ضَروريٌّ لِنصيرَ قُدُّوسين.‏ فلا ننسَ أنَّ القَداسَةَ تشمُلُ أن نكونَ مُخَصَّصينَ لِخِدمَةِ يَهْوَه.‏ —‏ ٢ كو ٦:‏١٤-‏١٦؛‏ ١ بط ٤:‏٣،‏ ٤‏.‏

ماذا تعلَّم الإسرائيليون من الوصية في اللاويين ١٩:‏٢٣-‏٢٥‏،‏ وأي درس تتعلَّمه أنت؟‏ (‏أُنظر الفقرتين ١٧-‏١٨.‏)‏ *

١٧-‏١٨ أيُّ دَرسٍ مُهِمٍّ نتَعَلَّمُهُ مِنَ اللَّاوِيِّين ١٩:‏٢٣-‏٢٥‏؟‏

١٧ لا شَكَّ أنَّ عِبارَة «أنا يَهْوَه إلهُكُم» ساعَدَتِ الإسْرَائِيلِيِّينَ أيضًا أن يُعطوا الأولَوِيَّةَ لِعَلاقَتِهِم بِيَهْوَه.‏ كَيف؟‏ لاحِظْ مَثَلًا الوَصِيَّةَ في اللَّاوِيِّين ١٩:‏٢٣-‏٢٥‏.‏ (‏إقرأها.‏)‏ تخَيَّلْ ماذا عنَت هذِهِ الوَصِيَّةُ لِلإسْرَائِيلِيِّينَ بَعدَ دُخولِهِم إلى أرضِ المَوعِد.‏ فإذا زرَعوا أشجارًا،‏ لزِمَ أن لا يأكُلوا مِن ثَمَرِها أوَّلَ ثَلاثِ سَنَوات.‏ وفي السَّنَةِ الرَّابِعَة،‏ لزِمَ أن يُخَصِّصوا ثَمَرَها لِمَكانِ عِبادَةِ يَهْوَه.‏ أمَّا في السَّنَةِ الخامِسَة،‏ فكانوا يقدِرونَ أخيرًا أن يأكُلوا ثَمَرَها.‏ شجَّعَت هذِهِ الوَصِيَّةُ الإسْرَائِيلِيِّينَ أن لا يضَعوا مَصلَحَتَهُم أوَّلًا.‏ فلزِمَ أن يثِقوا أنَّ يَهْوَه سيُؤَمِّنُ لهُم حاجاتِهِم،‏ ويُعطوا الأولَوِيَّةَ لِعِبادَتِه.‏ فبِالتَّأكيد،‏ ما كانَ يَهْوَه سيُقَصِّرُ معَهُم.‏ وقدْ شجَّعَهُم أن يُعطوا بِكَرَمٍ تَقدِماتٍ لِمَكانِ عِبادَتِه.‏

١٨ تُذَكِّرُنا اللَّاوِيِّين ١٩:‏٢٣-‏٢٥ بِكَلِماتِ يَسُوع في المَوعِظَةِ على الجَبَل.‏ قال:‏ «لا تَقلَقوا بَعدَ الآنَ بِخُصوصِ ماذا ستَأكُلونَ أو ماذا ستَشرَبون».‏ وأضاف:‏ «أبوكُمُ السَّماوِيُّ يَعرِفُ أنَّكُم تَحتاجونَ إلَيها كُلِّها».‏ كما أكَّدَ أنَّ يَهْوَه سيَهتَمُّ بِحاجاتِنا،‏ مِثلَما يُؤَمِّنُ لِلطُّيورِ طَعامَها.‏ (‏مت ٦:‏٢٥،‏ ٢٦،‏ ٣٢‏)‏ ونَحنُ نثِقُ أنَّ يَهْوَه لن يترُكَنا.‏ وبِدَورِنا،‏ نُعطي «صَدَقَةً» لِلمُحتاجين.‏ كما نتَبَرَّعُ بِفَرَحٍ لِتَغطِيَةِ مَصاريفِ الجَماعَة.‏ ولا شَكَّ أنَّ يَهْوَه يُلاحِظُ كَرَمَنا،‏ وسَيُكافِئُنا علَيه.‏ (‏مت ٦:‏٢-‏٤‏)‏ وحينَ نكونُ كُرَماء،‏ نُظهِرُ أنَّنا نفهَمُ الدَّرسَ مِنَ اللَّاوِيِّين ١٩:‏٢٣-‏٢٥‏.‏

١٩ كَيفَ استَفَدتَ مِنَ الآياتِ الَّتي ناقَشناها مِنَ اللَّاوِيِّين ١٩‏؟‏

١٩ في هذِهِ المَقالَة،‏ ناقَشنا آياتٍ مِنَ اللَّاوِيِّين ١٩‏،‏ وتعَلَّمنا مِنها دُروسًا تُساعِدُنا أن نتَمَثَّلَ بِإلهِنا القُدُّوس.‏ وحينَ نُطَبِّقُ هذِهِ الدُّروس،‏ نُظهِرُ أنَّنا نُريدُ أن ‹نصيرَ قُدُّوسينَ في كُلِّ سُلوكِنا›.‏ (‏١ بط ١:‏١٥‏)‏ وسُلوكُنا الجَيِّدُ يُلاحِظُهُ أشخاصٌ كَثيرونَ لا يخدُمونَ اللّٰه.‏ وهو يدفَعُ بَعضَهُم أن يُمَجِّدوا يَهْوَه.‏ (‏١ بط ٢:‏١٢‏)‏ ولكنْ هُناكَ الكَثيرُ بَعد لِنتَعَلَّمَهُ مِنَ اللَّاوِيِّين ١٩‏.‏ وفي المَقالَةِ التَّالِيَة،‏ سنُناقِشُ دُروسًا إضافِيَّة تنطَبِقُ على مَجالاتٍ أُخرى مِن حَياتِنا.‏ وهذا سيُساعِدُنا أن ‹نصيرَ قُدُّوسين›،‏ مِثلَما أوصانا بُطْرُس.‏

التَّرنيمَة ٨٠ «ذوقوا وانظُروا ما أطيَبَ يَهْوَه»‏

^ ‎الفقرة 5‏ يَهْوَه قُدُّوس،‏ ويَطلُبُ مِن خُدَّامِهِ أن يكونوا قُدُّوسين.‏ طَبعًا،‏ نَحنُ نُحِبُّ يَهْوَه كَثيرًا ونُريدُ أن نُرضِيَه.‏ ولكنْ هل نقدِرُ أن نكونَ قُدُّوسينَ مع أنَّنا ناقِصون؟‏ نَعَم.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سَنُناقِشُ وَصِيَّةً أعطاها الرَّسولُ بُطْرُس لِلمَسِيحِيِّين،‏ وإرشاداتٍ أعطاها يَهْوَه لِلإسْرَائِيلِيِّينَ قَديمًا.‏ وهكذا،‏ سنتَعَلَّمُ كَيفَ نصيرُ قُدُّوسين.‏

^ ‎الفقرة 13‏ لِتعرِفَ أكثَرَ عن وَصِيَّةِ السَّبتِ والدُّروسِ الَّتي نتَعَلَّمُها مِنها،‏ انظُرْ مَقالَة «‏لِلعَمَلِ وَقتٌ ولِلرَّاحَةِ وَقت‏» في عَدَدِ كَانُونَ الأوَّل (‏دِيسَمْبِر)‏ ٢٠١٩ مِن بُرجِ المُراقَبَة.‏

^ ‎الفقرة 57‏ وصف الصورة:‏ ابن راشد يقضي وقتًا مع والديه،‏ يزورهما مع زوجته وبنته،‏ ويجتهد ليبقى على تواصل معهما.‏

^ ‎الفقرة 59‏ وصف الصورة:‏ مزارع إسرائيلي ينظر إلى ثمر أشجار زرعها.‏